تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

واستطرفته ، والتَّالدُ والتَّليدُ : ما ورِثْتَه عن الآباء قديما.

وسمعت أعرابيا يقول لآخَرَ وقد قَدِم من سفر : هل وراك طَريفَةُ خَبر تُطْرفنا ؛ يعني خبرا جديدا قد حَدث. ومثله : هل من مُغربة خَبرٍ.

والطُّرْفَةُ : كلُّ شيء استحدثْتَهُ فأعجبك ، وهو الطَّرِيفُ وما كان طريفا ولقد طَرُف يَطْرُف. وأطرفت فلانا شيئا ، أي : أعطيتُه شيئا لم يملك مثله فأعجَبَه.

وقال الأصمعيّ : طَرّفَ الرجلُ حَوْلَ العَسْكر : إذا قاتل على أقصاهم وناحيتهم ، وبه سُمِّيَ الرّجلُ مُطَرِّفا.

وقيل : المُطَرِّفُ : الّذي يأتي أوائل الخيل فَيرودُها على آخرها ، وقيل : هو الّذي يقاتل أطراف الناس ، وقال ساعدة الهُذَلِيّ :

مُطَرِّفٍ وَسْطَ أُولَى الخيل مُعْتَكِرٍ

كالفَحْل قَرْقَر وسْط الهَجْمَة القَطِمِ

وقال المفضّل : التَّطريف أن يرد الرجلُ الرجلَ عن أخريات أصحابه ، يقال : طَرَّف عنا هذا الفارسُ. وقال متمم :

وقد عَلِمَتْ أُولَى المغيرة أننا

نُطَرِّف خلْف المُرقصَاتِ السَوَابِقا

وقال شَمِر : أعْرِفُ طَرْفَه : إذا طرده. ابن السكّيت عن الفراء : المِطْرَفُ من الثياب : ما جُعل في طَرَفيه علمان. قالوا : والأصلُ مُطْرَف ، فكسروا الميم لتكون أخفّ : كما قالوا : مِغْزَل ، وأصله مُغْزَل من أُغْزِل ، أي : أدير. وكذلك المِصْحَف والمِجْسَد.

أبو عبيد عن أبي زيد : نعجة مُطَرَّفةٌ : وهي التي اسودّت أطراف أذنيها وسائرها أبيض ، وكذلك إن ابيض أطراف أذنيها وسائرها أسود.

وقال أبو عُبيدة : من الخيل أبلقُ مُطَرَّف : وهو الّذي رأسه أبيضُ ، وكذلك إن كان ذَنبُه ورأسُه أبيضَ فهو أيلقُ مُطَرَّف.

وقيل : تطريف الأذنين تأْلِيهما وهو دقةُ أطرافهما.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطِّرَافُ : بيْتٌ من أَدَم ، قال : وقال الأموِيّ : الطّوارفُ من الخِبَاء : ما رفعتَ من نواحيه لتنظُرَ إلى خارج. وكان يقال لبني عَدِيِّ بن حاتم الطائي ، الطَّرَفاتُ ، قتلُوا بصفِّينَ ، أسماؤهم : طَرِيف وطَرَفة ومُطَرِّف ، وفي الحديث : أن النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بالتَّلْبينَة»

: كان إذا اشتكى أحدهم من بطنه لم تُنْزَل البُرْمَة حتى يأتي على أحد طَرَفيه ، معناه : حتى يُفيق من عِلَّته أو يموت. وإنما جُعل هذان طرفيه لأنهما منتهى أمر العليل في عِلّته.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ في قولهم : لا يُدْرَى أيّ طَرَفيه أطول. يريد : لسانَه وفرجَه ، لا يُدرى أيُّهما أعف.

قال أبو العباس : والقول قول ابن زيد وقد مرّ في أول هذا الباب. ويقال :

٢٢١

طَرّفتِ الجاريةُ بنَانَها : إذا خَضَبت أطرافَ أصابِعها بالحنّاء وهي مُطَرّفة.

فطر : قال اللّيث : الفُطْرُ : ضربٌ من الكَمْأة ، والواحدة فُطْرة. قال : والفُطْرُ : شيء قليلٌ من اللبن يُحلب ساعتئذ ، تقول : ما حَلينا إلّا فُطْرا. وقال المرَّار :

* عاقِزٌ لم يُجتَلب منها فُطُرْ*

عمرو عن أبيه : الفَطِيرُ : اللَّبنُ ساعة يُحلب. وسئل عمر عن المَذْي فقال : ذاك الفَطْرُ ، هكذا رواه أبو عبيدة بالفتح. وأما ابن شميل فإن رواه ذاك الفُطْرُ بضم الفاء.

وقال أبو عبيد : إنما سمي فَطْرا لأنه شُبّه بالفَطْر في الحلب ، يقال : فَطَرْتُ النّاقةَ أَفْطرُها فَطْرا : وهو الحَلْب بأطراف الأصابع ، فلا يخرج اللبن إلا قليلا ، وكذلك المَذْي يخرج قليلا قليلا.

وقال ابن شميل : الفَطْرُ مأخوذٌ من تَفطَّرتْ قَدَماه دما ، أي : سالتا. قال : وفَطَر نابُ البعير : إذا طلع.

وقال غيره : أصلُ الفَطْر الشقّ ، ومنه قول الله جلّ وعزّ : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١)) [الانفطار : ١] ، أي : انشقت. وتفطّرت قدماه ، أي : انشقتَا ، ومنه أُخِذ فِطْرُ الصائم لأنه يفتح فاه. والفَطُور : ما يَفطر عنه.

ويقال : فطَّرت الصائمَ فأَفْطَرَ ، ومثلُه في الكلام بشَّرته فأبْشَر.

وفي الحديث : «أفطر الحاجم والمحجُوم».

وقال الله عزوجل : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [فاطر : ١].

قال ابن عبَّاس : كنتُ ما أدري ما (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) حتى احتكم إلي أعرابيان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فَطَرْتها ، أي : أنا ابتدأت حفْرها.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس أنه سَمع ابن الأعرابيّ يقول : أنا أوّل من فَطَرَ هذا ، أي : ابتدأه.

قال : وفطرنَا به : إذا بزل. وأنشدنا :

حتى نَهَى رائضَه عن فَرِّه

أَنيابُ عاسٍ شاقِىءٍ عن فَطْره

ويقال : قد أَفْطرتَ جلدك : إذا لم تروه من الدّباغ.

أبو عُبَيد عن الكسائي : خمرت العجين وفَطَرْتُه بغير ألف.

وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) [الروم : ٣٠] ، قال : نصبه على الفعل.

وأخبرني المُنذِري عن أبي الهيثم أنه قال : الفِطْرَة : الخِلقة التي يُخلق عليها المولود في بطن أمه. قال : وقوله جل وعز حكايةً عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧)) [الزخرف : ٢٧] ، أي : خلقني. وكذلك قوله تعالى :

٢٢٢

(وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) [يس : ٢٢].

قال : وقولُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلُّ مولودٍ يُولَد على الفِطرة»، يعني الخِلْقة التي فُطِرَ عليها في الرَّحِم من سعادة أو شقاوةٍ ، فإذا وَلَدَ يَهودِيَّان هوّدَاه في حُكم الدنيا ، أو نصرانِيّان نصّراه في الحكم ، أو مجوسِيان مَجَسَّاه في الحُكم ، وكان حُكمه حكمَ أبويه حتّى يُعَبّر عنه لسانه ، فإن مات قبل بلوغه مات على ما سَبق له من الفِطرة التي فُطرَ عليها ، فهذه فِطرةُ المولود.

قال : وفِطْرَةٌ ثانية : وهي الكلمةُ التي يصيرُ بها العبدُ مسلما ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسولُه جاء بالحقّ من عند الله عزوجل ، فتلك الفِطْرةُ : الدِّينُ.

والدليل على ذلك : حديثُ البَراء بن عازِب عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه علّم رجلا أن يقول إذا نام.

وقال : «فإنّك إن مُتَّ من ليلتك مُتَّ على الفِطْرة».

قال : وقوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) [الروم : ٣٠] فهذه فِطرة فُطرَ عليها المؤمن.

قال : وقيل : فُطِرَ كلُّ إنسان على معرفته بأن الله ربُّ كلِّ شيء وخالقه ، والله أعلم.

قال : وقد يقال : كلُّ مولود يُولَد على الفِطرة التي فَطَرَ الله عليها بني آدم حين أخرجَهم من صُلب آدم كما قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الأعراف : ١٧٢] ، الآية.

وقال أبو عُبيد : بلغني عن ابن المبارَك أنه سئل عن تأويل هذا الحديث فقال : تأويله الحديثُ الآخرُ : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سُئل عن أطفال المشركين فقال : «اللهُ أعلمُ بما كانوا عاملين» يذهبُ إلى أنهم إنما يُولدون على ما يَصِيرون إليه من إسلامٍ وكفر.

قال أبو عُبَيد : وسألت محمد بنَ الحسَن عن تفسير هذا الحديث فقال : كان هذا في أوّل الإسلام قبل نزول الفرائض.

يذهب إلى أنه لو كان يُولد على الفِطرة ثم مات قبل أن يهوِّده أبوَاه ما وَرِثهما ولا وَرِثاه ؛ لأنه مُسلم وهما كافران.

قلتُ : غَبا على محمد بن الحسن معنى الحديث ، فذهب إلى أن معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل مولود يولد على الفطرة».

حُكمٌ منه عليه‌السلام قبل نزول الفرائض ثم نسخ ذلك الحكم من بعدُ ، وليس الأمر على ما ذهب إليه ، لأن معنى قوله : «كل مولود يولد على الفطرة» خبرٌ أخبر به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قضاءٍ سَبق من الله للمولود ، وكتابٍ كتبه المَلَك بأمر الله جلّ وعزّ له من سعادة أو شقاوة ، والنّسخُ لا يكون في الأخبار ، إنما النسخ في الأحكام.

وقرأت بخط شَمِر في تفسير هذين الحديثين : أن إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيّ

٢٢٣

روَى حديثَ أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل مولود يُولد على الفطرة» الحديث.

ثم قرأ أبو هريرة بعد ما حدّث بهذا الحديث : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) [الروم : ٣٠].

قال إسحاق : ومعنى قولِ النبيّ صَلَى الله عليه وسلّم على ما فَسّر أبو هريرة حين قرأ : (فِطْرَتَ اللهِ) ، وقوله : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) يقول لتِلْكَ الخِلقةِ الَّتي خلَقَهم عليها إمّا لجنّةٍ أو نارٍ حين أخرَج من صُلب آدمَ كلَّ ذريةٍ هو خالقُها إلى يوم القيامة ، فقال : هؤلاء للجنة ، وهؤلاء للنار ، فيقول كلّ مولود يُولد على تلك الفِطرة ، ألا ترَى غلامَ الخَضِر.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طَبَعه الله يومَ طَبَعه كافرا وهو بين أبويْن مؤمنين ، فأعلم الله الخضرَ بخِلقته التي خلقه عليها ولم يعلم موسى ذلك ، فأراه الله تلك الآية ليزداد عِلما إلى عِلمه».

قال : وقوله : «فأبواه يهودانه وينصرانه» يقول : بالأبويْن يُبيَّن لكم ما تحتاجون إليه في أحكامكم من المواريث وغيرها.

يقول : إذا كان الأبوان مؤمنين فاحكموا لولدهما بحكم الأبويْن في الصلاة والمواريث والأحكام ، وإن كانا كافرين فاحكموا لولدهما بحكم الكافر أنتم في المواريث والصلاة ، وأمّا خِلْقته التي خُلق لها فلا عِلم لكم بذلك.

ألا تَرى أنّ ابن عباس حين كَتب إليه نَجْدةُ في قتْل صِبْيَان المشركين كتب إليه : إن عَلمتَ من صبيانهم ما عَلِم الخَضِرُ من الصّبيّ الذي قَتَله فاقتلهم.

أراد أنه لا يَعلم عَلم الخَضِر أَحَدٌ في ذلك ، لمَا خَصّه الله به ، كما خصَّه بأمر السَّفينة والجِدار ، وكان مُنْكَرا في الظاهر ، فعلّمه الله عِلم الباطن فحَكم بإرادة الله في ذلك.

قلت : وكذلك القول في أطفال قوم نوح الذين دَعَا على آبائهم وعليْهم بالغَرق ، إنما استجاز الدّعاء عليهم بذلك وهم أطفال ، لأن الله جلّ وعزّ أعلمه أنهم لا يؤمنون حيث قال له : (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) [هود : ٣٦] ، فأعلمه أنهم فُطِروا على الكفر.

قلت : والّذي قاله إسحاق هو القول الصحيح الّذي دلّ عليه الكتاب ثم السُّنة.

وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) [الروم : ٣٠] منصوبٌ بمعنى اتّبع فِطرةَ الله ؛ لأن معنى قوله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ) [الروم : ٣٠] ، اتّبع الدِّين القَيِّم ، اتّبع فطرةَ الله ، أي : خِلقة الله التي خلَق عليها البَشَر.

قال : وقولُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلُّ مولودٍ يُولد على الفطرة» معناه : أن الله فَطَر الخلق على الإيمان به ؛ على ما جاء في الحديث : «أن الله أخرج من صُلب آدم ذُريّةً كالذَّرِّ (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) بأنه خالِقهُم»، وهو قول الله جلّ وعزّ : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) الآية إلى قوله

٢٢٤

تعالى : (قالُوا بَلى شَهِدْنا) [الأعراف : ١٧٢].

قال : فكلُّ مولود هو من تلك الذُّرية التي شَهِدَت أن الله خالقُها ؛ فمعنى «فِطْرَتَ اللهِ» أي : دين الله (الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها).

قلت : والقولُ ما قال إسحاق بن إبراهيم في تفسير الآية ومعنى الحديث ، والله أعلم.

وقال الليث : فَطرْتُ العَجِين والطِّين : وهو أن تَعْجِنَه ثم تخبزه من ساعته. وإذا تركْتَه ليَختمِر فقد خمّرته ، واسمُه الفَطِير.

قال : وانفطر الثَّوب : إذا انشقّ ، وكذلك تفطّر. وتَفَطَّرت الأرضُ بالنبات : إذا انصدعت. وفطَرتُ أصبع فلان ، أي : ضربتَها فانفطرت دما.

وقال غيره : الفَطِير من السياط : المُحَرّم الّذي لم يُجَد دباغه. وسيف فُطَار : فيه شقوق ؛ وقال عنترة :

وسَيْفي كالعَقِيقة وهي كِمْعِي

سلاحي لا أفَلَّ ولا فُطارَا

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الفُطَارِيُ من الرجال : الفَدْمُ الّذي لا خير عنده ولا شر ؛ مأخوذٌ من السيف الفُطَار الّذي لا يقطع.

الحرانيُّ عن ابن السكيت : الفَطْرُ : الشق ، وجمعه فُطُور. والفِطَّرُ : الاسم من الإفطار. والفِطْرُ : القومُ المُفْطِرون ، يقال : هؤلاء قوم فِطْرٌ.

طفر : قال اللّيث : الطّفْرُ : وثبةٌ في ارتفاع كما يَطْفِرُ الإنسان حائطا ، أي : يَثِبُه إلى ما وراءه. قال : وطَيْفُورٌ : طُوَيْئر صغير.

وقال غيره : أطفر الراكب بَعيره إطفارا : إذا أدخل قدميْه في رفْغَيْهَا : إذا ركبها ـ وهو عيْبٌ للراكب ـ ، وذلك إذا عدا البعير.

فرط : الحرانيُّ عن ابن السِّكيت : الفَرْطُ : أن يقال : آتيك فَرْطَ يومٍ أو يومين ، أي : بعد يوم أو يومين ، وأنشد أبو عُبيد للَبِيد :

هل النّفسُ إلّا مُتعةٌ مستعارةٌ

تُعارُ فتأتي ربّها فَرْطَ أشْهُرِ

وقال أبو عُبَيد : الفَرْطُ : أن يَلقَى الرجل بعد أيام ، يقال : إنما ألقاه في الفَرْط.

وقال ابن السكيت : الفَرْطُ : الّذي يتقدَّم الواردةَ فيهىِء الدِّلاء والرِّشاء ، ويَمْدُرُ الحوْضَ ويَسقي فيه.

يقال : رجل فَرَط ، وقومٌ فَرَط. ومنه قيل للطّفل الميت : اللهُمّ اجعله لنا فَرَطا ، أي : أجرا يتقدّمُنا حتى نَرِد عليه.

ومنه حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا فَرَطُكم على الحوض».

ويقال : رجل فارطٌ وقومٌ فُرّاط.

وقال أبو عُبيد : قال الأصمعيّ : الفارِطُ والفَرَطُ : المتقدِّمُ في طلب الماء ، يقال : فَرَطت القوم ، وأنا أفْرُطهم فُروطا : إذا تقدمَتهم ، وأنشد :

٢٢٥

فأثار فارِطهم غَطَاطا جُثّما

أصواتها كتراطُنِ الفُرْس

قال : وفَرّطْتُ غيري : قدّمْتُه. وأَفرطتُ السِّقاء : ملأته. وأنشدني :

ذلك بَزِّي فلن أُفَرِّطَه

أخافُ أن يُنْجِزوا الّذي وَعدُوا

قال : يقول : لا أُخَلِّفه فأتقدّم عنه.

قال أبو عُبَيد : وقال غيره : فرَّطْت في الشيء : ضَيّعته. وأفْرَطْت في القول ، أي : أكثرتُ.

وقال الله جلّ وعزّ : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [الزمر : ٥٦].

قال : وقال الكسائي : في قوله تعالى : (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) [النحل : ٦٢] ، يقال : ما أفرطت في القوم واحدا ، أي : ما تركت.

وقال الفراء : (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) قال : منسيون في النار.

والعرب تقول : أفرطت منهم ناسا ، أي : خَلّفْتُهم ونَسِيتُهم. قال : ويقرأ : (مُفْرِطون) يقول : كانوا مُفرِطين على أنفسهم في الذنوب ويقرأ : (مُفَرِّطُون) يقول : كانوا مُفَرِّطين كقوله : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [الزمر : ٥٦] يقول : فيما تركتُ وضيَّعت.

شمر عن ابن الأعرابيّ : الماءُ بينهم فُرَاطة ، أي : مُسابقة.

قال شمر : وسمعتُ أعرابيّةً فصيحةً تقول : افترطتُ ابنين.

قال : وافترط فلانٌ فَرَطا ، له ، أي : أولادا لم يبلغوا الحلم.

وقال ابن الأعرابيّ : الفَرَطُ : العجلة ، يقال : فَرَط يَفْرُط.

ورُوِىَ عن سعيد بن جُبير في قوله : (وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) قال : منسيُّون مضيَّعون.

وقال الفراء في قول الله جل وعزّ : (إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) [طه : ٤٥] ، قال : يَعْجَل إلى عقوبتنا.

والعربُ تقول : فرط منه أمرٌ ، أي : بَدَرَ وسَبَق : إذا أسرف. وفَرَط : تَوانى ونَسِيَ.

وقال في قوله تعالى : (وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) [الكهف : ٢٨] ، أي : متروكا ترك فيه الطاعة وغَفَل عنها.

وقال أبو الهيْثم : أمرهُ فُرُطٌ ، أي : مُتهاوَنٌ به مضيَّعٌ.

وقال الزجاج : (وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) ، أي : كان أمره التَّفريطَ ، وهو تقديم العجز.

وقال غيره : (وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) ، أي : نَدَما ، ويقال : سرفا.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الفُرُطُ : الفرسُ السريعة ، وقال لبيد :

ولقد حَمَيْتُ الحَيّ تحمل شِكّتِي

فُرُطٌ وِشاحِي إذْ غَدوْتُ لجَامُها

قال : والفَرْطُ أيضا : الجبلُ الصغير ، وقال وَعْلَةُ الجَرْمِيّ :

وهل سمَوْتُ بجَرّار له لَجَبٌ

جَمِّ الصَّواهل بين السَّهْل والفُرُط

٢٢٦

وجمع الفُرُطِ أفراط ، وهي آكامٌ شَبيهاتٌ بالجبال. ويقال : فرطت الرجل : إذا أمهلتَه. وفَرَطت البئر : إذا تركتَها حتى يَثُوب ماؤها ، قال ذلك شمر ، وأنشد في صفة بئر :

وهْيَ إذا ما فُرِطت عَقْدَ الوَذَمْ

ذاتُ عِقَابٍ هَمشٍ وذاتُ طَمّ

يقول : إذا أُجِمَّت هذه البئر قدرَ ما يُعْقد وذمُ الدَّلو ثابتٌ بماء كثير ، والعِقَابُ : ما يثوب لها من الماء ، جمعُ عَقَب. وأما قول عمرو بن مَعْدي كَرب :

أَطلْت فِراطَهُم حتى إذا ما

قتَلْتُ سَراتَهم كانت قَطاطِ

أي : أطلتُ إمهالهم والتأنّي بهم إلى أن قتلتُهم.

وقال الليث : أفراطُ الصَّبّاح : أوّلُ تباشيره ، الواحد فُرْط ؛ وأنشد لرُؤبة :

باكرتهُ قبلَ الغَطاط اللُّغَّطِ

وقبلَ أفراط الصّباح الفُرَّطِ

قال : والإفراط : إعجال الشيء في الأمر قبل التثبُّت ؛ يقال : أَفرط فلان في أمره ، أي : عَجِل فيه. والفَرَطُ : الأمرُ الّذي يُفرِّط فيه صاحبُه ، أي : يضيّع. وكلُّ شيء جاوز قدْرَه فهو مُفْرِط ؛ يقال : طولٌ مُفْرِط ، وقِصَرٌ مُفْرِط وفلانٌ تَفَارَطَتْه الهموم ، أي : لا تصيبه الهمومُ إلّا في الفَرْط. وقال غيره : هذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان ، ومعناه : أيّهم سَبق إليه سَقَى ولم يزاحمه الآخرون.

ابن السكيت : افترط فلانٌ أولادا ، أي : قدّمهم.

وقال أبو سَعِيد : فلان مُفترِط السِّجَال في العُلاء ، أي : له فيه قُدْمة ، وأنشد :

ما زلتُ مفترِطَ السّجال إلى العُلا

في حَوْض أبلج تَمْدُر التّرنُوقَا

ومَفارطُ البلد : أطرافه. وقال أبو زبَيْد :

وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّ

مِّ لعَمْيَاء في مَفارِط بِيدِ

وفلان ذو فُرْطة في البلاد : إذا كان صاحبَ أسفار كثيرة.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال : ألفَاه وصَادَفَهُ وفارَطَه وفالطه ولافطه ، كله بمعنى واحد. قال : والفَرْطُ اليومُ بين اليومين. والفَرَط : العجلة ، يقال : فَرَط يَفْرُط. والإفراطُ : الزيادة على ما أمرت.

والإفراطُ : أن تبعث رسولا مجرّدا خاصّا في حوائجك.

وقال بعض الأعراب : فلانٌ لا يُفْتَرط إحسانه وبِرُّهُ ، أي : لا يُفْتَرص ولا يخاف فوْته.

ط ر ب

طرب ـ طبر ـ رطب ـ ربط ـ برط ـ بطر : مستعملات.

طرب : قال الليث : الطَّربُ : الشوق.

والطَّربُ : ذهاب الحزن وحلول الفرح.

٢٢٧

وقال الأصمعيّ : الطَّربُ : خفّةٌ يجدها الرجلُ لشوقٍ أو فرح أو هَمّ ، وقال النابغة الجَعْدِيّ في الهَمّ :

وأراني طرِبا في أثرهم

طَربَ الواله أو كالمُخْتَبَلْ

ويقال : طَرّبَ فلانٌ في عنائه تطريبا : إذا رَجّع صوتَه وزيّنه ، وقال امرؤ القيس :

* كما طرّب الطائرُ المُسْتَحر*

إذا رجّع صوته وقت السحر.

وقال الليث : الأطرابُ : نقاوة الرياحين وأذكاؤها.

وقال غيره : واستطرب الحدأة الإبلَ : إذا خفت في سيرها من أجل حدأتهم ، وقال الطِّرِمّاح :

واستطْرَبت ظُعْنهُم لمّا احْزَألّ بهمْ

آلُ الضُّحى ناشطا من داعِيات دَدِ

يقول : حملهم على الطِّرَب شوقٌ نازع.

وقيل : أراد بالناشط غناء الحادي.

أبو عُبَيد : المَطارِبُ : طرقٌ ضيّقة واحدتها مَطْرَبة ؛ وقال أبو ذؤيب :

ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْق الرأس تَخْجِلُه

مَطارِبٌ زَقَبٌ أميَالُها فِيحُ

وقال الليث : الطِّرْطُبُ ـ الباء مثقلة ـ : الثَّدْيُ الضخمُ المسترخِي ؛ يقال : أخزى الله طُرْطُبَّيْها. قال : ومنهم من يقول طُرْطُبّة للواحدة فيمن يؤنث الثدي.

أبو عُبَيد عن أبي زيد : طَرْطَبْتُ بالغنم طَرْطَبة : إذا دعوتَها. والطرطبة بالشفتين ؛ قال ابن حَبْناء :

فإن استَك الكَوْماء عَيْبٌ وعورةٌ

يُطَرْطبُ فيها ضاغطانِ وناكثُ

وإبلٌ طِرَابٌ : إذا طَرِبتْ لحُداتها.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المَطْرَبُ والمَقْرَب : الطريق الواضح.

طبر : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : طَبَرَ الرجلُ : إذا قَفَز. وطَبر : إذا اختَبَأ.

أبو الحَسن اللَّحياني : وَقَع فلانٌ في بنات طَبَارٍ وطَمار : إذا وقع في داهية.

ابن الأعرابيّ قال : من غريب شجر الضَّرِف الطبّارُ وهو على صورة التين إلا أنه أَرقّ.

بطر : قال الله عزوجل : (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها) [القصص : ٥٨].

قال أبو إسحاق : نصب (مَعِيشَتَها). قال : والبَطَرُ : الطُّغيان في النعمة.

وروى الفراء عن الكسائي أنه قال : يقال : رَشِدْتَ أمرَك ، وبَطِرْتَ عيْشَك ، وغَنيْتَ رأْيك.

قال : أوقعت العرب هذه الأفعال على هذه المعارف التي خرجت مفسّرةٌ لتحويل الفعل عنها وهو لها ، وإنما المعنى : بَطِرت معيشتُها وكذلك أخواتها.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : بَطِر الرّجلُ وبَهِت بمعنًى واحد.

٢٢٨

وقال الليث : البَطَرُ كالحَيْرة والدَّهَش.

والبَطَرُ : كالأشَر وغَمْط النعمة.

ويقال : لا يُبْطِرنّ جهْلُ فلانٍ حلْمكَ ، أي : لا يُدْهشك. قال : ورجلٌ بطريرٌ ، وامرأة بطريرة ، وأكثرُ ما يقال للمرأة.

وقال أبو الدُقَيْش : إذا بَطِرت وتمادَت في الغَيّ.

ويقال للبعير القَطُوف إذا جارَى بعيرا وسَاعَ الْخَطْو فقصُرت خُطاه عن مباراته قد أبطره ذَرعَه ، أي : حمّله على أكثر من طَوْقه. والهُبَعَ إذا ماشى الرُّبَعَ أبطرَه ذَرْعَه فهَبع ، أي : استعان بعُنُقه ليَلْحَقه.

ويقال لكلّ من أرهق إنسانا فحمّله ما لا يطيقه : قد أَبطره ذَرْعَه.

شَمر : يقال للبَيْطار : مُبَيْطِر وبِيَطر.

وقال الطرماح :

* كبَزْغ البَيْطرِ الثقْفِ رَهْصَ الكَوادن*

قال : وقال سلمة بن عاصم : البِيَطْرُ : الخَياط في قول الراجز :

باتتْ تَجِيبُ أدْعَج الظّلام

جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ

قال شَمِر : صيَّرَ البيطار خيّاطا كما صَيّروا الرجلَ الحاذِقَ إسكافا.

وقال غيرُه : البَطْرُ : الشقُّ وبه سُمّيَ البَيْطار بَيْطارا.

وقال الليث : هو يُبيطر الدوابَّ ، أي : يعالجها.

أبو عبيد عن الكسائي : ذهب دمه خَضِرا مَضرا ، وذهب بِطْرا ، أي : هدرَا.

وقال أبو سعيد : أصله أن يكون طُلّابه حُرّاصا باقتدار وبَطَر فيحرموا إدراك الثّأر.

وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الكِبْرُ بطرُ الحقّ وغمضُ الناس»، وبَطِرُ الحقِّ : ألا يراه حقّا ، ويتكبّر عن قبوله ، من قولهم : بَطِر فلانٌ هِدْيَة أمرِه : إذا لم يهتد له ، وجهله ولم يقبله. والبَطَرُ : الطغيان عند النعمة ؛ وعلى هذا بطرُ الحق : أن يطغى عند الحق ؛ أي : يتكبر عند قبوله.

وقال الكسائي : ذهب دمُه بطرا : إذا ذهب باطلا ، وعلى هذا المعنى : بطرُ الحقِّ أن يراه باطلا.

ويقال : بطر فلان : إذا تحيّر ودَهِش ، وعلى هذا المعنى : أن يتحيّر في الحق فلا يراه حقّا.

ربط : حدثنا عبدُ الله بنُ محمد بن هاجك قال : حدثنا علي بن محمد بن حجر عن إسماعيل بن جعفر قال : أنبأنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ألا أدلُّكم على ما يمْحُو اللهُ به الخطايا وترفع به الدرجات» قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «إسباغُ الوضوء على المكاره وكثرةُ الخُطَا إلى المساجد وانتظارُ الصلاة بعدَ الصلاة فذلكم الرِّباط».

قلتُ : أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «فذلكم

٢٢٩

الرباط» قولَ الله جل وعز : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) [آل عمران : ٢٠٠].

جاء في تفسير الآية : ومصدر رابطت رباطا ، و (اصْبِرُوا) على دِينكم ، (وَصابِرُوا) عدوَّكم. (وَرابِطُوا) ، أي : أقيموا على جهاده بالحرب.

قلت : وأَصلُ الرِّباط من مُرابطة الخيل ، أي : ارتباطها بإزاء العدوّ في بعض الثغور.

والعربُ تسمِّي الخيلَ إذا رُبطت بالأفنِية وعُلِفت : رُبُطا ، واحدها رَبيط ، وتجمع الرّبُطُ رِباطا ، وهو جمع الجمع.

قال الله تعالى : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال : ٦٠].

وقال الفَرّاء في قول الله جل وعز : (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ). قال : يريد الإناثَ من الخيل.

وقال الليث : الرِّباطُ : مرابطةُ العدو ، وملازمةُ الثغْر ، والرجل مُرابطِ.

قال : والمُرَابطاتُ : جماعاتُ الخيول الذين رابطُوا.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ قال : الرابطُ الجأشِ : الّذي يَربُط نفسَه عن الفرار ، يكفُّها لجرأته وشجاعته.

ويقال : رَبط الله على قلبه بالصّبر.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الرابط : الراهب.

أبو عُبيد عن أبي عمرو : إذا بلغ الرُّطبُ اليُبْس فوُضع في الجِرار وصُبَّ عليه الماءُ فذلك الرَّبيط ؛ فإن صُبّ عليه الدِّبس فهو المُصفَّر.

رطب : قال الليثُ : الرُّطبُ الواحدة رُطبة ، وهو النَّضيج من البُسْر قبل إثماره. وقد أرطبتِ النخلةُ ، وأرطَب القومُ : أرطب نخلُهم ، فهم مُرطَبون. ورَطبتُ القومَ ، أي : أطعمتُهم الرُّطب.

والرُّطْبُ : الرِّعْيُ الأخضر من بقول الرّبيع ، اسمٌ جامع. وأرضٌ مرْطبة ، أي : مُعشبة ؛ ذاتُ رطب وعشب. والرطب : المبتلُّ بالماءِ. والرَّطْبُ : الناعم. وجاريةٌ رَطبةٌ : رَخْصةٌ ناعمةٌ.

والرَّطْبةُ : رَوْضةُ الفِسْفِسة ما دامت خضراء ، والجميع الرِّطاب.

ويقال : رَطُب الشيء يَرْطُب رُطوبةً ورَطابةً.

ويقال للغلام الّذي فيه لين النساء ورَخاوتُهن : إنه لَرَطْبٌ. والرُّطُب : كلُّ عود رَطْب ، هو جمعُ رَطْب.

ومنه قول ذي الرمة :

* بأجةٍ نشَّ عنها الماءُ والرُّطْب *

أراد هَيْجَ كل عودٍ رَطْب أيام الربيع ، والرُّطْبُ جمعُ الرَّطب. أراد : ذَوَى كلُّ عود رَطْب فهاج. ويقال : رَطَّبَ فلان ثوبه : إذا بلّه.

٢٣٠

برط : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : بَرط الرجلُ : إذا اشتغل عن الحقّ باللهْو.

قلت : هذا حرفٌ لم أسمعه لغيره.

ط ر م

طرم ـ طمر ـ مرط ـ مطر ـ رطم ـ رمط مستعمل.

طرم : قال اللّيث : الطِّرْمُ في قول : الشَّهْدُ.

وفي قول : الزُّبد ، وأنشد :

* ومنهنَّ مثلُ الشّهْد قد شِيبَ بالطِّرْمِ *

قلت : الصوابُ :

* ومنهنّ مثلُ الزُّبد قد شِيبَ بالطِّرم *

وقال الليث : الطِّرْيمُ : اسمٌ للسحاب الكثيف ، قال رُؤبة :

* في مُكْفَهِرّ الطّرْيم الطَّرنبث*

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : يقال للنَّحل إذا ملأ أبنيته من العسل : قد خَتَم ، فإذا سَوَّى عليه قيل : قد طَرِم ، ولذلك قيل للشَّهْد : طَرِم.

قال : والطَّرَم : سَيَلانُ الطِّرْم من الخلِيّة ، وهو الشهد.

وقال الليث : والطُّرْمُ : اسم الكانون.

قلت : وغيره يقول : هي الطُّرْمة.

قال الليث : الطرْمَة : نُتوء في وسط الشَّفة العليا ، والتُّرْفَةُ في السفلى ، فإذا جمعوا قالوا : طُرْمَتيْن لتغلب الطُّرْمُة على التُّرْفة.

قال : والطّارِمةُ : بيت كالقُبّة من خشب ، وهي أعجمية.

رطم : قال الليثُ : رَطَمتُ الشيء رَطما في الوَحل فارتطم فيه ، وكذلك ارتَطم فلانٌ في أمْرٍ لا مخرجَ له منه إلّا بغمّة لزمته.

قال : والرَّطُومُ من نعت النساء : الواسعة.

قلت : هذا غلط. روى أبو العباس عن عمرو عن أبيه ، قال : الرَّطُومُ : الضيِّقةُ الحَياء من النوق ، وهي من لنساء الرّتقاء ، ومِنَ الدَّجَاج البيضاء. قلت : والرَّطوم كما قال أبو عمرو.

وقال شَمِر مما قرأت بخطه : أرْطَم الرجل وطرْسم واشتبا واضْلَخَمّ واخْرَنْبقّ وضَمر.

وأَضّ وأخْذَم ، كلُّه إذا سكت. وقال غيره : رَطم الرّجلُ جاريتَه رَطماً : إذا جامعها فأدخل ذَكره كلَّه فيها.

مطر : قال الليث : المَطْرُ : الماء المنسكبُ مِنَ السحاب. والمَطْرُ فعلُه وهو في الشعر أحسن. والمَطْرَةُ الواحدة. ويومٌ مطيرٌ : ماطِرٌ. ووادٍ مطيرٌ ، أي : ممطور. وقد مَطَرَتنا السماء ، وأَمطرتنا ، وهو أقبحهما.

وأمطرهم الله مَطْراً أو عذَابا. وقال غيره : وادٍ مَطِرٌ بغير ياء : إذا كان مَمْطُورا.

ومنه قوله :

* فوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مَطِرْ*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : رجلٌ مَمْطُورٌ : إذا كان كثيرَ السِّوَاك ، طيّبُ النّكْهة.

وامرأَةٌ مَطِرةٌ : كثيرةُ السِّوَاك عَطِرَةٌ ، طيّبَةُ الْجِرْم وإن لَمْ تَتَطَيّب.

قال : ويقال : مَزَرَ فلان قِرْبَته ومَطَرَها : إذا

٢٣١

ملأَها ؛ رواه أبو تُرَاب عنه.

وحكي عن مبتكر الكلابي : كلّمتُ فلانا فأَمْطَرَ واستمْطَرَ : إذا أَطرقَ ؛ يقال : ما لَك مُسْتَمْطِراً ، أي : ساكِتا.

وقال الليث : رجل مُسْتَمْطِر : طالبُ خيرٍ من إنسان ورجلٌ مُسْتَمْطَرٌ : إذا كان مُخِيلا للخير ، وأنشد :

وصاحبٍ قلتُ له صالحٍ

إنك للخير لَمُسْتَمْطَرُ

قال : ومكانٌ مُسْتَمْطِر : قد احتاج إلى المَطَر وإن لم يُمْطَر ، وقال خُفَاف بن نُدْبة :

* لم يَكْسُ من ورَق مُسْتَمْطِرٍ عودا*

وقال غيره : جاءت الخيل مُتَمَطَّرَة ، أي : مسرعةً يسابق بعضُها بعضا ، وقال رُؤبة :

* والطَّيْرُ تهوِي في السَّماء مُطَّرا*

أَبُو عُبيد عن الكسائي قال : مَطَر الرجل في الأرض مُطُورا ، وقَطَرَ قُطُورا : إذا ذهبَ في الأرض. وقال غيره : تَمَطَّر بهذا المعنى ، وأنشد :

كأَنهن وقد صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ

سِيدٌ تَمَطَّر جُنْحَ اللَّيْل مَبْلولُ

تَمَطَّر ، أي : تسرع في عَدْوِهِ. وقيل : تَمَطَّر ، أي : بَرَزَ للمطر وبَرْده.

شَمِر : قال ابن شُميل : مِنْ دُعاء صبيان العرب إذا رأوا خالا للمطر : مُطَّيْرَى.

ويقال : نزل فلان بالمُسْتَمْطِر ، أي : في بَراز من الأرض مُنْكَشف. وقال الشاعر :

وَيَحِلّ أَحْيَاءٌ وَرَاء بُيُوتنا

حَذَرَ الصّبَاح وَنَحْنُ بالمُسْتَمْطَر

وقيل : أراد بالمستمطَر : مَهْوَى الغارات ومُخْتَرقَها. ويقال : لا تَسْتَمْطر للخيل ، أي : لا تَعْرِض لها. سلمة عن الفراء : إن تلك الفَعلة من فلان مَطِرَة ، أي : عادَة بكسر الطاء.

وقال ابن الأعرابيّ : يقال : ما زال على مَطْرَةٍ واحدة ، ومِطِرَّة واحدة وقَطَرٍ واحد إذا كان على رأي واحد لا يفارقه. قال : والمَطَرَةُ : القِرْبَةُ ، مسموعٌ من العرب.

ومَطار : موضعٌ بين الدّهنا والسَّمان.

والماطِرون موضع آخر ومنه قوله :

ولها بالماطِرُون إذا

أكل النّملُ الّذي قد جَمَعا

طمر : قال الليث : طَمَرَ فلانٌ نفسه أو شيئا : إذا خَبَأَه حيث لا يُدْرَى. قال : والْمَطْمُورَةُ : حُفرةٌ أَوْ مكانٌ تحت الأرض قد هُيِّىءَ خَفِيّا ، يُطْمَرُ فيه طعامٌ أو مالٌ.

قال : والطُّمُورُ : شبهُ الوُثُوب في السَّماء ، وقال الهذلي :

* فَزِعا لِوَقْعَتِهَا طُمُورَ الأَخْيل*

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : طَمَرَ : إذا عَلا. وطَمَرَ : إذا سَفَلَ. قال : وطَمر : إذا تغيَّب واسْتخفى. وسمِعْتُ عُقَيْلِيّا يقول لِفَحْل ضرب ناقة : قد طَمَرَها ، وإنه لكثيرُ الطُّمُور. وكذلك الرجل إذا وُصِفَ بكثرة الجماع. يقال : إنه لكثيرُ الطُّمُورِ. وقال

٢٣٢

ابن الأعرابيّ : المَطْمُور : العالي.

والمَطْمُورُ : الأَسْفَلُ. قال : والطُّمَّرُ وَالطِّمَّوْرُ : الأصلُ ، يقال لأَرُدّنّه إلى طُمره ، أي : إلى أَصله. قال : والطَّوَامرُ : البراغبثُ ، يقال : هو طَامرُ بن طامر للبَرغوث. وجاء فلانٌ على مِطمار أبيه : إذا جاء يُشْبهه في خَلقِه وأخْلاقه ، وقال أبو وَجْزَة يمدح رجلا :

يَسْعَى مَسَاعِيَ آباءٍ لَهُ سَلَفَتْ

مِنْ آلِ قَيْن عَلَى مِطْمارِهِمْ طَمَرُوا

أبو عُبيد عن الكسائي : انْصَبَّ عليهم فلانٌ من طَمَارِ ، وهو المكانُ العالي ، وأنشد :

فَإن كُنْت لا تَدْرِينَ مَا الْموْتُ فَانظُرِي

إلَى هانىء في السُّوقِ وَابْنِ عَقِيلِ

إِلى بَطَلٍ قد عَفَّرَ السَّيْفُ وَجْهَه

وآخَر يَهْوِي مِنْ طَمارِ قَتيلِ

قال أبو عبيد : يُنْشَد : من طَمَار ومن طَمارِ مُجْرَى وغير مُجْرَى.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : الطمْرُورُ : الشِّقْراق.

وقال الليث : الطُّمْرُورُ : نعتُ الفرس الجَواد.

أبو عُبيد عن أبي عُبيدة : الطمْرُ من الخيل : المُشمر الْخَلْق. ويقال : المسْتَعِدُّ لِلْعَدْوِ.

أبو عبيد : الطِمْرُ : الثوبُ الخَلقُ ، وجمعه أطمار. وفي الحديث : «رُبَّ ذِي طِمْرَيْن لا يُؤْبَهُ له لو أقْسَمَ على الله لأَبَرّه»، يريد : رُبَّ فَقير ذي خَلَقين أطاعَ الله حتى لو سأل الله ودعاه أجابه.

قال أبو عُبيد وعن الأصمعيّ : المِطْمَرُ هو الخيط الّذي يُقدِّرُ به البَنّاء يقال له بالفارسية التِسرْفال وقال أبو عُبيدة مثلُه.

وقال نافع بن أبي نُعيم : كنت أقول لابن دَأب إذا حدَّث أقم المِطْمَرَ ، أي : قَوِّم الحديث ونَقِح ألفاظَه. ويقال : وقع فلان في بَنات طَمَارِ : إذا وقع في بَلِيّة وشِدّة.

والمطاميرُ : حُفَرٌ تُحْفر في الأرض يُوسَع أَسافلُها يُخبأ فيها الحبوبُ.

رمط : قال الليث : الرَّمْطُ مَجمع العُرْفُطِ ونحوه من الشجر كالغَيْضَة.

قلت : هذا تصحيف ، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ الملْتَفَّة من السِّدْر : غَيْضُ سِدْر ، ورَهْطُ سِدْر. أخبرني الأيادي عن شمر عن ابن الأعرابيّ قال : يقال : فَرشٌ من عُرْفُط ، أَيْكَةٌ من آثل ، ورَهْطٌ من عُشَر ، وجَفْجَفٌ من رِمْث ؛ وهو بالهاء لا غير ، ومن رواه بالميم فقد صحّف.

مرط : قال اللَّيْثُ : المَرْطُ : نَتفُك الرِّيشَ والشّعَر والصُّوفَ عن الجَسد ، تقول : مَرَطْتُ شعرَه فانمرط. وقد تمرّط الذّئبُ : إذا سقط شعرُه وبقي عليه شعرٌ قليلٌ ، فهو أَمرط. ورجل أمْرَطُ : لا شعرَ على جَسَده وصدره إلا قليل ، فإذا ذهب كلُّه فهو أَمْلَطُ. قال : وسَهم أمرطُ : قد سقط عنه.

٢٣٣

قُذَذه. قال : وسَهم مرطٌ : لا ريش عليه ، والجميع أمراط ، وفي حديث عمر : أنه قال لأبي مَحْذُورةَ حين سمع أذانَه : لقد خشيتُ أن تَنشَقَ مُرْبَطاؤكَ.

قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ : المُرْبطاء ممدودة ، وهي ما بين السُّرة إلى العانَة ، وكان الأحمر يقول : هي مقصورة ، وكان أبو عمرو يقول : تُمد وتُقصر.

قال أبو عبيد : ولا أرى المحفُوظ من هذا إلا قولَ الأصمعيّ ، وهي كلمة لا يتكلَّم بها إلا بالتصغير قال : وقال أبو عبيدة : ناقة مَرَطَى : وهي السَّريعة. وقال الليث : المُرُوطُ : سُرْعةُ المَشْيِ والعَدْو. ويقال للخيل : هن يمرُطْنَ مُرُوطا. وفرسٌ مَرَطَى.

أبو عبيد عن أبي زيد : يقال : المُرُوطُ : أكسِيَةٌ من صُوف أو خَزّ كان يؤتَزر بها ، واحدُها مِرْط. وفي الحديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يُغَلّس بالفجر فينصرف النساء مُتَلَفّعَات بمُروطهن ما يُعرَفْن من الغَلَس.

وروى أبو تراب عن مُدْرِك الجعفري : مَرَط فلان فُلانا : وهَرَدَه : إذا أذاه.

وقال شَمِر : المُرَيْطاوان : جانبا عَانة الرَّجل اللتان لا شعرَ عليها ، ومنه قيل : شجرة مَرْطاء : إذا لم يكن عليها ورَق قال : وقال أبو عبيدة : المَرِيطُ من الفرس ما بين الثُّنَّة وأمِّ القِرْدان من باطن الرُّسْغ.

والله أعلم.

باب الطاء واللام

ط ل ن

استعمل من وجوهه : [نطل].

نطل : قال الليث : الناطِلُ : مكيالٌ يُكال به اللّبن ونحوه وجمعه النَّواطل. قال : وإذا أنْقَعْتَ الزَّبِيبَ فأولُ ما يُرْفَع مِن عُصارته هو السُّلاف ، فإذا صُبَّ عليه الماء ثانيةً فهو النَّطْل. وقال ابن مقبل يصف الخمر :

مما تُعَتَّق في الدِّنان كأنها

بشفاه ناطِلِه ذَبِيحُ غَزَال

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : النَّأْطَلُ يُهْمز ولا يُهمز : القدَح الصغير الّذي يَرَى الخمارُ فيه النُّمُوذَج. وأنشد قول أبي ذُؤيب :

فلو أن ما عندَ ابنِ بُجْرَة عندها

من الخَمْر لم تَبْلُلُ لَهاتِي بنَاطِل

أبو عبيد عن أبي عمرو : النَّياطِلُ : مَكاييلُ الخمر ، واحدها نَأْطَل. وبعضهم يقول ناطِل ، بكسر الطاء غير مهموز والأول مهموز. قال أبو عبيد : وقال الأموي : النَّيْطَل : الدلو ما كان ؛ فأنشد :

* ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ صَرُوف *

وقال الفَرّاء : إذا كانت الدَّلْو كبيرة فهي النَّيْطَل.

أبو عبيد عن الأصمعيّ يقول : جاء فلان بالنِّئْطِل والضِّئبِل : وهي الداهية.

وقال أبو تراب يقال : انتطَل فلانٌ من الزِقِ نَطلةً وامتَطلَ مطلة : إذا اصْطَبَّ منه

٢٣٤

شيئا يسيرا. ويقال : نَطَل فلانٌ نفسَه بالماء نَطْلا : إذا صبَّ عليه منه شيئا بعد شيء يَتَعالَج به.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : النَّطْل : اللّيّن القليل.

ط ل ف

لطف ـ فلط ـ طلف ـ طفل : [مستعملة].

لطف : (اللَّطِيفُ) : اسم من أسماء الله العظيم ، ومعناه ، والله أعلم : الرفيق بعباده.

عمرو عن أبيه أنه قال : (اللَّطِيفُ) : الّذي يُوصل إليك أَرَبك في رِفْق.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ يقال : لَطف فلان لفلان يَلْطُف : إذا رَفَق لُطْفا.

ويقال : لَطَف الله لك ، أي : أوْصل إليك ما تُحِب برِفْق.

قال : ولَطُف الشيء يَلْطُف : إذا صَغُر.

قال : وجاريةٌ لَطِيفةُ الخَصْر : إذا كانت ضامَرة البَطْن.

وقال الليث : اللَّطَفُ : البِرُّ والتَّكْرِمة. وأم لطيفة بولدها تُلْطف إلطافا. واللَّطَفُ أيضا : من طُرَف التُّحَف ما ألْطَفْتَ به أخاك ليَعْرف به بِرَّك. وفلانٌ لَطِيفٌ بهذا الأمر ، أي : رَفِيقٌ. قال : واللَّطيف من الكلام : ما غَمُض معناه وخَفِي.

أبو عبيد عن أبي زيد : يقال للجمل إذا لم يَسْتَرْشِد لطَرُوقته فأدخل الرَّاعي قَضِيْبَهُ في حَيائها قد أَخْلَطه إخْلاطا ، وألطفه إلطافا وهو يُخْلطه ويُلْطفه. وقد استخْلط الجمل واسْتَلْطَف : إذا فعل ذلك من تلقاء نفسه.

وحكى ابن الأعرابيّ عن أبي صاعدة الكلابي : يقال : ألطفتُ الشيء بجنبي ، واستلطفته : إذا ألصقته ، وهو ضد جافيته عني ، وأنشد :

سوَيْتُ بها مستلطفا دونَ رَيْطَتِي

ودُونَ رِدائي الجَرْدِ ذا شُطَبٍ عَضْبا

طفل : الحَرّاني عن ابن السكّيت : الطَّفْلُ : البَنانُ الرَّخْصُ ، يقال : جاريةُ طَفْلَة إذا كانت رَخْصةً. والطِفْلُ والطِفْلة : الصَّغيران.

وقال أبو الهَيْثم : الصَّبِيُّ يُدْعَى طِفْلا حين يسقُط من أمّهِ إلى أن يَحْتلم ، قال الله جلّ وعزّ : (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) [غافر : ٦٧] ، وقال : (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) [النور : ٣١] ، قال : والعرب تقول : جاريةٌ طِفْلٌ وطِفْلَةٌ. وجاريتان طِفْلٌ ، وجَوَارٍ طِفْلٌ وغلامٌ طِفْلٌ ويقال : طِفْلٌ ، وطِفْلَةٌ ، وطِفْلانٌ ، وأطفالُ ، وطِفلتَان ، وطِفْلاتٌ في القياس.

وقال الليث : غُلامٌ طَفْلٌ : إذا كان رَخْصَ القدمين واليدين. وامرأة طفلة البَنان رخصَتهَا في بياض ، بيِّنةُ الطفولة. وقد طَفُلَ طفالة أيضا.

قال : والطِّفلُ : الصغيرُ من الأولاد ، للنّاس والدواب. وأَطفلت المرأةُ والظَّبْيَةُ والنَّعمُ : إذا كان معها ولد طِفْل ؛ وقال لَبيد :

٢٣٥

فعلَا فُروعَ الأيْهفَانِ وأطفلتْ

بالْجَلْهَتَينِ ظباؤها ونعامُها

أبو عُبيد : ناقةٌ مُطفلٌ ، ونوقٌ مطافلُ ومَطافيل : معها أولادُها.

وفي الحديث : «سارَتْ قريشٌ بالعُوذ المَطافيل»، فالعُوذ : الإبل التي وضعت أولادها حديثا. والمطافيل : التي معها أولادها.

وقال أبو ذُؤيب :

مطافيل أبكارٍ حديثٍ نتاجُها

يُشَابُ بماء مثل ماء المفاصل

وقال الليث : الطَّفَلُ : طَفلُ الغداة وطَفَلُ العشيّ من لَدُن أن تهمّ الشمس بالذُّرور إلى أن يستمكن الصّبْحُ من الأرض ؛ يقال : طَفَلت الشمسُ ، وهي تطفَل طفْلا.

وقد يقال : طفّلت تطفيلا : إذا وقع الطَفَلُ في الهواء وعلى الأرض ، وذلك بالعَشيّ ، وأنشد :

باكرتُهَا طفَلَ الغداة بغارةٍ

والمُبْتَغُون خِطارَ ذاك قليلُ

وقال لبيد :

* وعلى الأرض غَيايَاتُ الطَّفَل *

وقال ابن بُزُرج : يقال : أتيته طَفَلا ، أي : مُمْسِيا وذلك بعد ما تدنو الشمس للغروب.

وأَتيته طَفلا : وذلك بعد طلوع الشمس ؛ أُخِذ من الطفْل الصغير ، وأنشد :

ولا مُتلافيا والشمسُ طِفلٌ

ببعض نواشغ الوادِي حُمولا

قال : وقالوا جارية طِفلةٌ : إذا كانت صغيرة. وجاريةٌ طَفلةٌ : إذا كانت رقيقةَ البشرة ناعمةً.

ويقال للنار ساعةَ تُقْدَح : طِفلٌ وطفلةٌ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطَّفلَةُ : الجاريةُ الرَّخصة الناعمة ؛ وكذلك البَنان الطَّفْلُ.

والطِّفلةُ : الحديثة السِّنّ ، والذَّكَرُ طِفْلٌ.

أبو عبيد : التّطفيلُ : السَّيْرُ الرويد ، يقال : طفّلتُهَا تطفيلا : يعني الإبل. وذلك إذا كان معها أولادها فَرَفَقْتَ بها ليَلْحَقها أولادُها. وأطفالُ الحوائج : صغارُها ، واحدها طِفْل ، وقال زُهير :

لأرتحلَنْ بالفَجْر ثم لأدأَبَنْ

إلى الليل إلّا أن يُعَرِّجَنِي طِفْلُ

يعني حاجةً يسيرةً ، مثل قَدْح نارٍ ، أو نزولٍ لبولٍ ، وما أشبهه.

وقال ابن السكّيت : في قولهم فلانٌ طُفَيلِيّ للذي يدخل المآدبَ ولم يُدْع إليها هو منسوبٌ إلى طُفيل ، رجل من بني عبد الله ابن غَطفَان من أهل الكوفة ، وكان يأتي الولائمَ دون أن يُدْعَى إليها ، وكان يقال له : طُفيل الأعراس أو العرائس ، وكان يقول : ودِدْتُ أنَّ الكوفة بِرْكَةٌ مُصَهْرَجة فلا يخفى عليّ منها شيء.

قال : والعرب تسمي الطُّفَيلِيَ : الرّاشِنَ والوارِش.

وقال الليث : التّطفيلُ من كلام أهل العراق ، ويقال : هو يتطفّل في الأعراس.

٢٣٦

وأخبرني المنذري عن أبي طالب في قولهم : الطفيليُ هو الّذي يدخل على القوم من غير أن يدعوه ، مأخوذٌ من الطَّفَل ، وهو إقبال الليل على النهار بظلمته.

قال : وقال أبو عمرو : الطَّفَلُ : الظلمة بعينها ، وأنشد لابن هَرمة :

* وقد عراني من فوق الدُّجى طَفَل *

يريد أنه يُظلم عَلَى القوم أمره ، فلا يدرون من دعاه ، ولا كيف دخل عليهم.

وقال أبو عبيدة : نُسب إلى طُفَيل بن زَلّال ، رجل من أهل الكوفة.

وقال غيره : ريحٌ طِفْلٌ : إذا كانت ليّنة الهبوب. وعُشْبٌ طِفْل : لم يَطُلْ. وطَفْلٌ ، أي : ناعم.

فلط : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال : صادفه ، وفارطه ، وفَالَطَهُ ، ولاوطه كلُّه بمعنًى واحد.

وقال أبو زيد فيما روى ابن هانىء عنه : أَفْلَطَني فلانٌ لغة تميمية في أفلتني. ورُفع إلى عمر بن عبد العزيز رجلٌ قال لآخر في يتيمة كفلها : إنك تبوكها ، فأمر بحده ، فقال : أفأضرب فِلاطاً.

قال أبو عبيد : الفِلاط : الفَجْأَة ، وهي لغة هذيل ، يقولون فِلاطا.

وقال المُتَنَخّل الهُذَليّ :

أفْلَطها الليلُ بعيرٍ فتَسْ

عَى ثوبُهَا مُجْتَنِبُ المعدِلِ

طلف : أبو عُبيد عن أبي عمرو : ذهب دَمُه طَلفاً وظَلفاً ، أي : هدرا ، سمعه بالطاء والظاء. وقال غيره : اللطيف والطَّلف المجَّان.

وروى أبو تراب عن الأصمعيّ أنه قال : لا تذهبْ بما صنعتَ طَلفاً ولا ظلفا ، أي : باطلا.

وفي «نوادر الأعراب» : أسلفتُه كذا ، أي : أقرضتُه. وأطلفْتُه كذا ، أي : وهبته.

ط ل ب

طلب ـ طبل ـ لبط ـ بلط ـ بطل : مستعملة.

طلب : قال الليث : الطلَبُ : محاولةُ وِجدانِ الشيء وأخذِه. والطِّلْبَةُ : ما كان لك عند آخر من حقّ تطالبه به. والمُطَالَبَةُ : أن تُطالب إنسانا بحق لك عنده ، ولا تزال تطالبُه وتتقاضاه بذلك. والغالبُ في باب الهوى : الطِّلابُ. والتّطَلُّبُ : طلب في مهلة من مواضع.

أبو عبيد عن أبي عبيدة : أَطلَبتُ الرجل : أعطيتُه ما طلَب. وأَطْلَبْتُه : ألجأته إلى أن يطلب إليّ قال ذو الرُّمة :

أضلّه رَاعيا كلْبِيَّةً صَدَرَا

عن مُطْلَبٍ قارِبٍ وُرّادُه عُصَب

يقول : بَعُد الماء عنهم حتى ألجأهم إلى طلبه.

وقال الليث : كلأٌ مُطْلِبٌ بعيد المطْلَب.

٢٣٧

وقد أَطْلَبَ الكلأُ : تباعَد وطلبه القوم.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَّلَبَة : الجماعة من الناس. والطُّلْبَة : السَّفْرة البعيدة.

وطَلِب : إذا اتّبع وطَلِب : إذا تباعد.

وقال غيره : بئْرٌ طُلُوب : بعيدة الماء ، وآبارٌ طُلُب : والمطلِّبُ : اسمٌ أصله مُتَطلب ، فأُدغمت التّاء في الطاء وشدّدت فقيل : مطَّلب.

وقال ابن الأعرابيّ : ماءٌ قاصدٌ كلؤه : قريب. وماء مُطْلِبٌ كلؤه بعيد.

وقال أبو وجزة :

* عالجتُها طُلبا هناك نزاحَا*

ومطلُوب : اسم بلد. ويقال : طالِبٌ وطَلَب ، كما يقال : خادِم وخَدَم.

بلط : شَمِرَ : البَلَاطُ : الأرضُ ، ومنه يقال : بالطناهم ، أي : نازلناهم بالأرض ، وقال رُؤبة :

لو أحلبَتْ حلائبُ الفُسطاط

عليه ألقاهُنّ بالبَلَاط

وقال أبو عُبَيد : البلاطُ : الحجارة المفروشة ، يقال : دارٌ مُبَلّطةٌ بآجُرّ أو حجارة.

وقال الليث : يقال : بلَطَنا الدّار فهي مبلوطةٌ : إذا فرشتها بآجُرّ أو حجارة.

قال : والبَلُّوط : ثمرُ شجرٍ يؤكل ويُدبغ بقشره.

قال : والتّبليط ـ عراقيَّة ـ : وهو أن يضرب فَرْع أُذن الإنسان بطرف سَبّابته ضربا يوجعه ، تقول : بلّطتُ أذنه تبليطا. قال : وأبلَط المطرُ الأرض : إذا أصاب بلاطها ، وهو أن لا ترى عَلَى مشيها ترابا ولا غبارا ، وقال رؤبة :

* يَأوي إلى بَلاطِ جَوْفٍ مُبْلَط*

قال : وبلاط الأرض : منتهى الصُّلب من غير جَمع ، يقال : لَزم فلان بلاطَ الأرض.

أبو عُبيد عن الكسائي : أُبلط الرّجل فهو مُبْلَط.

وقال أبو زيد : أبْلط فهو مُبْلط : إذا قل مالُه.

وقال أبو الهيثم : أبلَط : إذا أفلس. فلَزِق بالبَلَاط.

وقال امرؤ القيس :

نزلتُ على عَمْرو بن دَرْمَاءَ بلطةً

فيا كُرْم ما جَار ويا كُرْمَ ما مَحَلّ

قال : أراد فيا أكرمَ جار ، على التعجب واختلف الناس في «بلطة» فقال بعضهم : يريد به حللت على عمرو بن درماء بُلطةً ، أي : بُرْهةً ودهرا.

وقال آخرون : بُلْطَة أراد أنّ داره مُبَلَّطةٌ مفروشة بالحجارة ، ويقال لها البلاط.

وقال بعضهم : بُلْطَة ، أي : مُفْلسا.

وقال بعضهم : بُلْطَة : قرية في جَبَلي طيء كثيرة التين والعِنب.

وقال الفراء : أَبْلَطَني فلان إبلاطا.

وأحجاني إحجاءً : إذا ألح عليك حتى

٢٣٨

يُبْرِمَك ويُمِلِّك.

وقال اللَّحياني : أبلطه اللِّصُ إبلاطا : إذا لم يَدَعْ له شيئا.

وقال الأصمعيّ : المُبالَطة : المجاهدةُ.

نزلَ فبالَطَه ، أي : جاهده وفلان مبالِطٌ لك ، أي : مجتهد في صلاح شأنك ، وأنشد :

فَهْو لَهُنَّ حَابلٌ وفارطُ

أن وَرَدَتْ ومادِرٌ ولَائطُ

لحوضها وماتح مُبالِطُ

ويقال : تبالَطُوا بالسيوف : إذا تجالدوا بها على أرجلهم ، ولا يقال : تبالطوا إذا كانوا رُكبانا.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البُلُطُ : الفارُّون من العسكر ، والبُلْطُ : المُجَّان ، والمُتَخرِّفون من الصوفية ، قال : والبَلْطُ : تطبينُ الطاية ، وهي السّطح إذا كان لها سُميط ، وهي الحائط الصغيرة.

لبط : قال الليث : لَبَط فلان بفلان الأرضَ لَبْطا : إذا صَرَعَهُ صَرْعا عنيفا. ولُبِطَ بفلان : إذا صُرع من عيْن أو حُمَّى. وفي الحديث : أن عامر بن أبي ربيعة رأى سَهْل بن حُنيف يغتسل فعانه فلُبِطَ به حتى ما يَعقل ؛ وكان قال حينَ رآه : ما رأيت كاليوم ولا جِلْدَ مُخَبَّأةٍ ، فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عامر بن أبي ربيعة العائن حتى غَسَل له أعضاءه ، وجَمع الماءَ ثم صَبّ على رأس سهل فراح مع الرَّكب.

قال أبو عبيد : قوله : لُبِطَ به : يعني صُرع ، يقال : لُبِطَ بالرجل يُلْبَط لَبْطا : إذا سَقط ، ومنه حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنه خرج وقريشٌ مَلْبُوطٌ بهم»، يعني أنهم سُقوط بين يديه ، وكذلك لُبِجَ به ـ بالجيم ـ مثل : لُبِط سَواء. وسُئل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الشهداء فقال : «أولئك يَتلبّطُون في الغُرَف العُلَل من الجنة في النّعيم»، أي : يتمرّغون ويَضْطَجعون.

ويقال : يتصرّعون. ويقال : فلان يتَلبّط في النعيم ، أي : يتمرغ فيه.

أبو عبيد عن أبي عمرو : اللَّبَطةُ والكَلطَةُ : عَدْوُ الأَقْزَل : ثعلب عن الفراء قال : اللَّبَطةُ : أن يَضرب البعيرُ بيديه ، وفي الحديث : أن عائشة كانت تضرب اليتيم حتى يَتَلَبّط، أي : يَتصرعُ مُسبِطا على الأرض ، أي : ممتدا. والْتَبَطَ البعيرُ يَلْتبط التباطا : إذا عدا في وَثْب. وقال الرّاجز :

* ما زلتُ أسعَى معهم وأَلْتَبِطْ*

وقال ابن الأعرابيّ : اللَّبْطُ : التَّقلُّب في الرياض ، وفي حديث ماعز : أنه ليتلبَّط في رياض الجنة بعد ما رُجم ، أي : يتمرّغ فيها. قال النبي عليه‌السلام فيه بعد ما رجم.

بطل : أبو عبيد عن الأحمر : بَطَلٌ بَيِّنُ البَطالة والبُطولة. وبطّالٌ بيِّنُ البِطَالة.

شَمِر : بَطّالٌ بينَ البَطالة والبِطالة. وبَطُلَ البَطالة. وبَطَل الأجِيرُ يَبْطُل بِطَالة. وفي الباطل أيضا : بطَل الشيءُ يبطل بطالة.

٢٣٩

قال : وقال أبو خَيْرَة : إنّما سُمّيَ البَطَلُ بَطَلاً لأنه يُبْطِلُ العظائمَ بسيْفه فيُبَهْرِجها.

وقال غيره : سُمِّيَ : بَطَلاً لأن الأشداء يَبْطلون عنده. ويقال : الدِّماءُ تَبْطُل عنده ، فلا يُدرك عنده ثأر. وقال : البَطَلَة : السَّحَرة ، وجاء في الحديث : «ولا تستطيعه البَطَلة».

الليث : أبطلتُ الشَّيءَ جعلتُه باطلا.

وأبْطَل فلان : جاء بكذب وادْعَى باطلا.

والتَّبَطُّلُ : فعلُ البَطالة ، وهو اتباع اللهْو والجهالة. وبَطَل الشيءُ بُطْلاً فهو بَاطِل ، وجمع البَطل أَبْطَال وجمعُ البَاطِل بَوَاطِل وأَبَاطِيل جمع أُبْطُولة.

طبل : قال الليث : الطَّبْلُ معروفٌ ، وفعلُه التَّطبيل ، وحِرْفتُه الطِّبَالة. ويجوز : طَبَل يَطْبُل ، وهو ذو الوجه الواحد والوجهين.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ. قال : الطَّبْلُ : الرَّبْعة للطِّيب. والطَّبلُ : سَلّةُ الطعام والطَّبْلُ : ثيابٌ عليها صُورةُ الطَّبْل تسمَّى الطَّبْليَّة. ويقال لها : أرِيَه الطَّبْل ، تُحمل من مصر ، وقال أَبو النَّجم :

مِن ذِكر أيامٍ ورَسمِ ضاحِي

كالطَّبل في مُخْتَلَف الرِّياحِ

وقال ابن الأعرابيّ : الطَّبْلُ : الخَراجُ ، ومنه قولهم : فلانٌ يُحِب الطَّبْليَّة ، أي : يُحبّ دراهمَ الخَراج بلا تَعبٍ.

أبو عبيد عن أصحابه : ما أدري أيُ الطَّبْل هو؟ وأيُّ الطَّبْنِ هو؟ معناه : ما أدري أيُّ الناس هو! وقال الراجز :

* سَتَعْلَمُونَ مَن خيارُ الطَّبْل *

سلمة عن الفَرّاء : الطُّوبالة : النعجة ، وأنشد لطرفة :

نَعَانِي حَنَانة طُوبالةً

تَسُف يبيسا من العِشْرِق

نصب طوبالة على الذَّم له كأنه قال : أعني طوبالة.

ط ل م

طلم ـ طمل ـ مطل ـ ملط ـ لطم ـ لمط : مستعملات.

طلم : في حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لَمّا مَرّ برجل يعالج طلْمَةً وقد عَرق من حَرّ النار ، فقال عليه الصلاة والسلام : «لا تَطعمه النار بعدها».

قال شَمِر : الطُّلْمَةُ : الخبْزَةُ. قال : ومثل للعرب : أن دُونَ الطُّلْمة خَرْط قَتاد هَوْبَر.

قال : وهَوْبَر : مكان. وأنشد شمر :

تكَلفْ ما بدا لك غير طُلْمٍ

ففيما دُونَه خَرْطُ الْقَتادِ

والطُّلْمُ : جمعُ الطُّلْمة.

وقال الليث في الطُّلْمَة مثلُه. قال : والتَّطْليمُ : ضربُك الخُبزة.

وقال حسان :

* يُطلِّمُهنَ بالخُمُرِ النِّساء*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَّلَامُ : التَنُّومُ ، وهو حب الشاهْدانج ، قال : والطَّلَمُ :

٢٤٠