تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

الشديدَ فإِنّكَ قوي عليه ، وأصلُ هذا أنّ رجلا قال لراعية له وكانت تَرعَى في السُّهولة وتَترك الحُزونة ، قال : وأَطِرِّي :

خُذي طُرَرَ الوادي وهي نواحيه ، فإِنّكِ ناعلَة ، فإِن عليك نَعلَين.

وقال أبو سعيد : أطرِّي ، أي : خُذِي أطرَارَ الإبل أي : نواحيها ، يقول : حُوطيها من قواصيها ، واحفَظيها من جميع نواحيها يقال : طرِّي وأَطِرِّي ، ونحو ذلك روى ابن هانىء عن الأخفش.

وقال ابن السكّيت في قولهم : أطرِّي فإنك ناعِلة ، أي : أدلِّي فإنّ عليكَ نَعْلَين.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طُرَّ الرجلُ : إذا طُرِدَ.

قال : والطُّرَّي : الأتان المطرودة.

والطُّرَّى : الحمارُ النشيط.

قال : ويقال : طَرّ شارِبُه ، بعضهم يقول : طُرَّ ، والأولى أفصح.

أبو عُبيد عن الكسائي : طَرَّ النبات يَطُرّ طُرورا : إذا نبت ، وكذلك الشارِب ، وكذلك شعر الوحْشي إذا أنسَلَه ثم نبت.

وقال الليث : فتًى طارٌّ : إذا طَرَّ شاربه.

وقال أبو عُبيدة : طررتُ الحديدةَ أطرَّها طُرُرا : إذا أَحدَدتها.

وقال الليث : سِنانٌ مَطْرور وطَرِير : محدَّد ، ورجلٌ طريرٌ : ذو طرَّةٍ وهيئةٍ حسنة.

وقال ابن شميل : رجل جميلٌ طرِيرٌ ، وما أطرَّه ، أي : ما أجملَه.

وما كان طريرا ، ولقد طرَّ.

ويقال : رأيتُ شيخا طريرا جميلا. وقومٌ طرارٌ بيِّنُو الطَّرارة.

وقال المتلمِّس :

ويُعجِبُك الطَّرِيرُ فتَبْتَليه

فيُخلِفُ ظنك الرجلُ الطَّرير

أي : الحسن.

وقال الليث : الطُّرَّة : الثوب ، وهي شبه عَلَمين يُخاطان بجانبي البُرْد على حاشيته.

والطُّرَّة : طُرة الجارية ، وذلك أن يُقطع لها من مقدَّم ناصيتها ، كالطُّرة تحت التاج.

وقال : والطُّرُور : طُرّة تُتَّخذ من رامِكٍ.

وقال الأعرابيّ : الطَّرِير السهم الحسن القُذَذ.

قال : والطَّرَّة : الإلقاحُ من ضَرْبة واحدة.

وقال الكسائي : طَرّت يده تطرّ ، وترّت تَتُرّ.

قال : وأطرَّها القاطع وأترَّها.

وفي حديث الاستسقاء : ونشأتْ طرَيْرةٌ من السحاب ، وهي تصغير طُرّة ، وهي قطعةٌ منها تبدُو من الأُفق مستطيلة.

ويقال : طَرَّرَت الجارية تطريرا : اتخذت لنفسها طُرّة.

ويقال : رأيتُ طرّة بني فلان : إذا نظرت إلى حِلَّتهم من بعيد : إذا آنست بيوتهم.

وقال الفرّاء وغيره : يقال للطبق الذي

٢٠١

يُؤكل عليه الطعام : الطِّرِّيان ، بوزن الصِّلِّيان ؛ وهو فِعْلِيان من الطَّرّ.

وقال ابن الأعرابي : يقال للرجل طُرْطُرْ : إذا أمرته بالمجاورة لبيت الله الحرام ، والدوام على ذلك.

قال : والطُّرْطورُ : الوغْد الضعيف من الرجال والجميع الطَّراطير ، وأنشد :

قد عَلمتْ يَشْكُرُ مَن غُلامُها

إذا الطَّراطيرُ اقشعرَّ هامُها

وقال غيره : الطَّرّ : القطع ، ومنه قيل للذي يقطع الهمايين : طَرّار.

أبو عبيد عن الأصمعي : الطُّرّتان من الحمار الوحشيّ : مَخَطُّ الجنبين.

وقال أبو ذؤيبٍ يصف راميا رَمْى عَيْرا وأُتُنا :

فَرَمَى فأنفذَ مِن نحوص عائطٍ

سهما فأنفَذَ طُرَّتيه المِنزَعُ

وقال أبو زيد : المِطرة والمَطَرة : العادة ، بتشديد الراء.

وقال الفراء : هي المطرة مخففة الراء.

وفي «نوادر الأعراب» : رأيت بني فلان بطِرٍّ : إذا رأيتهم بأجمعهم.

قلت : ومنه قولهم : جاء القومُ طُرّا ، أي : جميعا.

قال المبرد : قال يونس : الطُّر اسم للجماعة اسمٌ.

قال : وقولهم : جاءني القوم طُرّا ، نصب على الحال. ويقال : طَرَرْت القوم ، أي : مررت بهم جميعا.

وقال غيره : طرٌّ : أقيم مقام الفاعل وهو مَصدر ، كقولك : جاءني القومُ جميعا.

وقد قال بعضهم : طُرّا ، أي : طرأ يطرأ ، أي : أقبَل كأنه فِعْل منه. والقول ما قال يونس.

وقال الفراء : يقال : أطرّ الله يدَ فلان وأطنَّها ، فطرَّت وطَنّت ، أي : سقطت.

وأطْرارُ البلد : نواحيه ، الواحدة طُرّة ، وطرة كلِّ شيء : ناحيتُه.

باب الطاء واللام

[ط ل]

طل ـ لط : [مستعملات].

طل : قال الليث : الطَّلُ : المطرُ الصغارُ القطر الدائم وهو أرسخُ المطر ندًى. ويقال :

طلّت الأرضُ ، ويقال : رحُبتْ بلادُك وطلّتْ.

أبو عبيد : الأصمعي : أخفُّ المطر وأضعفُه : الطّلُ ، ثم الرذاذ ، ثُم البغْشُ.

وقد طُلّت السماء.

وقال الكسائي : أرض مَطْلُولة من الطَّلّ.

وقال الليث : الإطلالُ : الإشراف على الشيء. وطَللُ السفينة : جِلالها ، والجميع الأطلال.

وطللُ الدار : يقال : إنه موضعه من صَحْنها يُهيّأُ لمجلس أهلها.

٢٠٢

وقال أبو الدُّقَيش : كأن يكون بفناء كلِّ بيت دُكّان عليه المأكل والمشرب ، فذلك الطَّلل.

أبو عبيد عن الأصمعي : الطلل : ما شَخَصَ من الدِّيار ، والرَّسمُ ما كان لاصقا بالأرض.

سلمة عن الفرّاء : الطُّلّة : الشَّرْبة من اللبن. والطَّلَّة : النعمة. والطَّلَّة : الخمرة السلسلة. والطَّلّة : الحُصر.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الطليل : الحصير. قال : والمطلل : الضباب.

ورُوي عن عمرو عن أبيه أنه قال : الطليلة : البُورِياءُ.

وقال الأصمعي : الباري لا غير.

وقال أبو زيد : للنّدى الذي تخرجه عروقُ الشجر إلى غُصونها : طَلٌ ، ويقال : رأيت نساءً يتطالَلْنَ من السطوح ، أي : يتشوفْن.

ويقال : حيّا الله طُلَلَك وأطلالك ، أي : ما شخص من جسدك.

وخمرةٌ طلّة ، أي : لذيذة.

وحديثٌ طلّ ، أي : حَسَن.

ويقال : ما بالناقة طَلّ ، أي : ما بها لبن.

ويقال : فرسٌ حَسن الطّلالة : وهو ما ارتفَعَ من خَلْقه.

أبو العَمَيثل : تطاللْتُ للشيء ، وتطاوَلْتُ له بمعنًى واحد.

وقال أبو عمرو : التَّطالُ : الاطَّلاع من فوق المكان ، أو من السِّتر.

أبو عبيد عن الأصمعي : طَلَّة الرجل : امرأتُه ، وكذلك ختنه : قال : وقال أبو زيد : طُلَ دَمُه وطَلَّه اللهُ.

قال : ولا يقال طَلّ ، ولكن يقال أُطِلّ.

وقال الكسائيّ : طَلَ الدمُ نفسُه.

وفي الحديث : أنّ رجلا عَضَّ يدَ رجل فانتَزَع يدَه مِن فيه فسقطتْ ثَناياه فطَلَّها، أي : أهدَرها وأَبْطَلها.

شمر عن خالد بن جَنْبة : طَلَ بنو فلانٍ فلانا حَقَّه يَطُلُّونه : إذا مَنَعوه إياه وحَبَسوه منه.

وقال غيره : طَلَّه حقه ، أي : مَطَله ، ومنه قولُ يحيى بن يَعمَر لزوْج المرأةِ التي حاكمتْه إليه طالبةً مَهَرها : أنشَأتَ تَطُلُّها : وتَضْهَلُها. تطلُّها ، أي : تمْطُلُها.

عمرو عن أبيه : الطِّلّ : الحية. والطُّلَّى : الشَّرْبةُ من اللَّبن.

وقال ابن الأعرابي : هو الطَّلّ ـ بالفتح ـ للحيّة ، ويقال : أطَلّ فلانٌ على فلانٍ بالأذَى : إذا دام على إيذائه. قال : والطُلْطُل : المَرَض الدائم.

أبو عُبيد عن الأصمعي : يقال : رماه اللهُ بالطُّلاطِلة ، وهو الداءُ العُضال الذي لا يُقدَر له على حِيلة ، ولا يَعرِف المُعالج موضعَه.

قال : والطُّلَاطلة : من أسماء الداهية.

وقال ابن الأعرابي : الطّلطلُ : الداهية.

وقال أبو حاتم : رماه الله بالطُّلاطلة ،

٢٠٣

وهي الذِّبْحة التي تُعْجِله.

قال : وسمعتُ الأصمعيّ يقول : الطّلاطلة : هي اللحمة السائلةُ على طَرَف المسْتَرَط.

ويقال : وقعتْ طلاطِلَته ، يعني لَهَاتَه : إذا سَقطتْ.

لط : أبو عبيد : لطَطْتُ الشيء أَلُطّه لَطّا ، أي : سَتَرْته وأَخفَيْتُه ؛ وأَنشد :

ولقد ساءَها البياضُ فلَطَّتْ

بحجابٍ من دُوننا مَصْدوف

واللّطّ في الخبر : أن تكتُمه وتُظْهَر غيرَه ، وهو من السّتر أيضا ، ومنه قولُ الشاعر :

وإذا أَتاني سائل لَم أعْتَلِلْ

لألُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابِي

وقال الليث : لطّ فلانٌ الحَقّ بالباطل ، أي : سَتَره ، والناقةُ تَلِطُّ بذَنبِها : إذا ألزَقَتْه بفَرْجِها وأدخَلَتْه بين فَخذَيها ، وقَدِم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعشَى بني مازِن فَشكَا إليه حَليلَته ، وأنشده :

إليكَ أَشْكو ذِرْيَةً مِنَ الذِّرَبْ

أَخْلَفت العَهْدَ ولَطّتْ بالذَّنَبْ

أراد أنها منعت موضعَ حاجته منها كما تَلِطّ الناقة فرجَها بذَنبها إذا امتنعتْ على الفحل أن يضْرِبها.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : لَطَّ الغَريمُ وأَلَطّ : إذا مَنع الحَقّ ، وفلانٌ مُلِطٌّ ، ولا يقال : لاطٌّ.

وفي الحديث : «لا تُلْطِط في الزَّكاة»، أي : لا تَمنَعْها.

وقال أبو سعيد : إذا اختَصَم رجلان فكان لأحدِهما رَفِيد يَرفِده ويَشُدّ على يدِه فذلك المُعين هو المُلِطّ ، والخَصْم هو اللّاطّ.

ورَوَى بعضُهم قولَ يحيى بن يَعْمَر : أنشَأْتَ تَلُطُّها ، أي : تَمنَعُها حَقَّها من المَهْرَ.

وقال أبو عُبَيد : قال الأصمعيّ : اللِّطْلِط : العَجوزُ الكبيرة.

وقال أبو عمرو : هي من النُّوق المُسِنَّة التي قد أُكِلَت أَسنانُها.

وقال الليث : المِلْطاط : حَرْفٌ من الجَبَل في أعلاه. ومِلْطاطُ البعيرِ : حَرفٌ في وَسَط رأسه.

وقال غيره : المِلْطاط : طريق على ساحل البحر.

وقال رؤبة :

نَحنُ جَمعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ

في وَرطَةٍ وأَيُّما إيراطِ

وقال ابن دُرَيد : مِلْطاط الرأس : جُمْلَته.

سَلَمة عن الفراء : يقال لصُوَيْج الخَبّاز : المِلْطاط والمِرْقاق.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللَّط : السَّتْر.

واللُّط : القلادة من حَبّ الحَنْظَل.

وأَنشد :

٢٠٤

إلى أميرٍ بالعراقِ تَطِّ

وَجْهِ عَجوز جُلِيَتْ في لَطِّ

تَضحك عن مِثل الذي تُغَطِّي

أراد أنها بَخْراءُ الفَمِ.

وقال أبو زيد : يقال : هذا لِطاط الجَبَل ، وثلاثة أَلِطّة ، وهو طريق في عُرض الجَبَل. قال : والقِطاطُ حافَةُ أَعْلَى الكَهْف ، وهي ثلاثَةُ أقِطّة.

باب الطاء والنون

[ط ن]

طن ـ نط ـ [مستعملة].

طن : قال الليث : الطُّنّ : ضَرْبٌ من التَّمر.

والطُّنُ : الحُزْمةُ من القَصَب ، والطَّنِين : صوتُ الأُذُن ، والطَّسْتِ ونحوه : وطنَ الذُّباب : إذا مَرَج فسمِعتَ لطَيَرانه صوتا.

قال : والإطْنانُ : سُرعةُ القَطْع ، يقال : ضربتُه بالسيف فأَطْنَنْتُ به ذِراعَه ، وقد طَنّتْ تَحْكِي بذلك صوتَها حين سَقطَتْ.

وقال غيرُه : ضَرَب رِجلَه فأَطنَ ساقَه وأطرَّها ، وأَتَنَّها ، وأَترّها ، بمعنًى واحد.

أبو عُبيد عن أبي زيد : طَنَ الإنسان إذا مات ، وكذلك لَعِق إصبَعَه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال لبَدَن الإنسان وغيرِه من سائر الحيوان : طُنٌ وأَطْنَانٌ وطِنان (١) وطنان ، ومنه قولُهم : فلان لا يَقوم بطُنّ نَفْسِه ، فكيف بغيرِه.

أبو الهيثم : الطُّنّ : العِلاوَة بين العِدْلَين ، وأَنشَد :

بَرَّح بالصِّينيِّ طُولُ المَنِ

وسَيْرُ كلِّ راكب أَدَنِ

معترِضٍ مِثلِ اعتراضِ الطُّنّ

وقال ابن الأعرابي : الطُّنِّيّ من الرجال : العظيمُ الجسم.

شمر عن ابن السَّمَيْدع : رَجلٌ ذو طَنْطانٍ ، أي : ذو صَخَب ، وأَنشَد :

إِنَّ شَرِيَبْيك ذَوا طَنْطانٍ

خلوذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدَانِ

قال : وطَنين الذُّباب صوتُه. ويقال : طَنْطَن طَنْطَنَةً ، ودَنْدَنَ دَنْدَنة بمعنَى واحد.

والطَّنْطَنة أيضا : ضَرْب العود ذي الأوتار.

نط : أهمله الليث.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : النَّطّ : الشَّدّ ، يقال : نَطَّه ونَاطَه ، قال : والأَنَطّ : السَّفَرُ البعيد وعَقَبةٌ نَطَّاء.

وقال الأصمعي : رجلٌ نَطّاطٌ : مِهْذارٌ كثيرُ الكلام.

وقال عمرو بنُ أَحمَر :

* وإن كُنْت نطّاطا كثير المَجاهِلِ*

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : نَطْنَط الرجلُ : إذا باعَدَ سَفَره. والنُّطُط : الأسفار البعيدة. انتهى والله أعلم.

__________________

(١) بعدها في المطبوع : «وطنان» مكرر وانظر «اللسان» (طنن ـ ١٣ / ٢٦٩).

٢٠٥

باب الطاء والفاء

[ط ف]

طف ـ فط : [مستعملة].

فط : أهمله الليث.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : فَطْفَط الرجلُ : إذا لم يُفهَم كلامُه.

قال : والأَفَطّ : الأفْطَس.

طف : قال الليث : الطَّفُ : طَفُ الفُراتِ ، وهو الشاطىء.

قال : والطُّفاف : ما فَوْقَ المِكْيال.

والتَّطفِيف : أن يؤخذ أَعْلَاه ولا يُتم كَيْلَه ، فهو طَفّاف. وإناه طَفّاف.

ويقال : هذا طَفُ المِكْيال وَطِفافُه : إذا قارب ملأه ولما يمتلىء ، ولهذا قيل للذي يُسيء الكيلَ ولا يُوفِّيه : مطفِّف ، يعني إنه إنما يبلغ الطِّفاف.

ابن السكيت عن أبي عبيدة : يقال : طَفاف المَكّوك وطِفافُه ، مثل جَمام المَكّوكِ وجِمامه ، في مثل باب فَعالٍ وفِعال.

أبو عُبيد عن الكسائيّ : إناءٌ طَفّافُ وهو الذي يبلغ الكَيلُ طفافَه. وجَمّان بلَغَ جِمامه ، وقد أطفَفْته وأجْمَمتُه.

وقال أبو زيد : في الإناء طِفافَه وطَفَفه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طِفاف المَكوكِ وطَفافه.

وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)) [المطففين : ١] قال : المطفِّفون : الذين يَنقُصون المكيالَ والميزان ، وإنما قيل للفاعل مُطَفِّف لأنّه لا يكاد يَسرِق في المِكيال والمِيزان إلّا الشيءَ الخفيَ الطفيفَ ، وإنما أُخِذ من طَفّ الشيءِ وهو جانِبُه ، وقد فسّره بقوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)) [المطففين : ٣] ، أي : يَنقُصون.

أبو عُبَيد عن أبي زيد : خُذ ما أطَفَ لك ، أي : ما أَشرَف لك.

وقال الكسائيّ : خذْ ما طَفّ لك ، وأَطَفَ لك ، واستَطَفّ.

قال أبو زيد : ومِثلُه خُذْ ما دَقَّ لك واستَدَقّ ، أي : تهيّأ.

أبو عبيد عن الكسائيّ في باب قَناعة الرجل ببعض حاجته : كان الكسائيُّ يَحكِي عنهم خُذْ ما طَفَ لك ، ودَعْ ما استَطَفَ لك ، أي : ارْضَ بما أَمكَنكَ منه.

الليث : أطَفَ فلانٌ لفلان : إذا طَبَنَ له وأراد خَتْلَه ، وأَنشَد :

* أَطَفَ لها شَثْنُ البَنان جُنَادِفُ*

قال : واستَطَفَ لنا شيءٌ ، أي : بَدَا لنا شيء لنأخذه.

وقال عَلْقمة يصفُ ظَلِيما :

يَظَلُّ في الْحَنظَل الخطْبانِ يَنقفُه

وما استَطَفَ من التَّنُّومِ مَحْذُومُ

قال : والطَّفيفُ : الشيءُ الخَسِيس الدُّون.

قال : والطَّفْطفة معروفة وجمعها طَفاطِف ؛ وأَنشَد :

٢٠٦

* وتَارَةً يَنْتهِسُ الطَّفاطِفَا*

قال : وبعضُ العَرَب يَجعل كلَّ لَحم مضطرِب طفْطَفة. وقال أبو ذؤيب :

قليلٌ لَحمُها إلّا بقايا

طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوصٍ مَشِيقِ

وفي حديث ابن عمر : أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سَبَّقَ بينَ الخيلِ فطفَّفَ بي الفَرَسُ مسجَد بني زُرَيق.

قال أبو عُبيد : يعني أنّ الفرس وَثَب حتّى كاد يُساوِي المسجد ، ومن هذا قيل : إناءٌ طَفّان ، وهو الّذي قَرُب أن يَمتلىءَ ويُساوِي أَعلَى المِكْيال ، ومنه التَّطفيف في الكَيْل.

وفي حديث آخر : «كلُّكم قريبُ بنو آدمَ طَفُ الصّاع لصاع»، أي : كلُّكم قريبٌ بعضُكم من بعض ، لأنّ طَفَ الصّاع قريبٌ من ملْئِه ،

«فليس لأحد فضلٌ على أحدٍ إلّا بالتقوى»، ويُصدِّق هذا قولَه : «المسلمون تتكافَأُ دماؤهم».

والتّطفيف في المِكْيال : أن يَقرُب الإناءُ من الامتلاء. يقال : هذا طَفُ المِكْيال وطِفافُه.

أبو زيد : أَطَلَّ على مالِه وأَطَفَ عليه ، معناه : أنّه اشتَمَل عليه فَذَهب به.

وقال أبو عمرو : هو الطَّفْطَفة والطِّفْطِفة ، والْخَوشُ والصُّقْل والسولا والأفَقَة : كلُّه الخاصرة.

ابن هانىء عن أبي زيد : خذ ما طَفَ لك وما استَطَفّ ، أي : ما دَنَا وقَرُب. والله أعلم انتهى.

باب الطاء والباء

[ط ب]

طب ـ بط : [مستعملة].

طب : قال أبو عبيد

في حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنّه احتَجَمَ بقَرْن حينَ طُبَ».

قال أبو عبيد : طُبَ ، أي : سُحِر ، يقال منه : رجلٌ مَطْبوب. ونرى أنّه إنّما قيل له : مَطْبوب لأنّه كُنِيَ بالطِّبّ عن السِّحْر ، كما كَنَوْا عن اللَّديغ فقالوا : سَلِيم ، وعن الفَلاةِ وهي مَهْلَكة فقالوا : مَفازَة ، تَفاؤلا بالفَوْز والسلامة.

قال : وأصلُ الطَّبِ : الحِذْقُ بالأشْياء والمَهارةُ بها ، يقال : رجُل طَبٌ وطَبيب : إذا كان كذلك ، وإن كان في غير علاج المَرَض ، قال عنترة يخاطب امرأة :

إنْ تُغْدِ في دَونِي القِناعَ فإِنّنِي

طَبٌ بأَخْذ الفارِسِ المُسْتلئِم

وقال عَلقمة بن عَبَدة :

فإن تَسأَلوني بالنِّساء فإني

بصيرٌ بأدْواءِ النِّساء طَبيبُ

بالنساء ، أي : عن النساء.

ابن السكّيت : فلان طَبٌ بكذا وكذا ، أي : عالمٌ به وفَحْلٌ طَبٌ : إذا كان حاذِقا بالضِّراب ، قال : والطِّبُ : السِّحْر ، ويقال : ما ذاك بِطَبِّي ، أي : بدَهْرِي ، وأَنشَد :

إنْ يَكُن طِبُّكِ الزَّوَالَ فإن الْ

٢٠٧

بَيْنَ أن تَعطِفي صُدورَ الجِمالِ

وقال الليث : بَعيرٌ طَبّ : وهو الّذي يتعاهدُ موضعَ خُفّه أينَ يَضَعه.

وقال شمر : قال الأصمعي : الطِّبّة والخِبّةُ والخَبِيبة والطَّبابة ، كلُّ هذا طرائق من رَمْل وسَحَاب.

وقال اللّيث : الطِّبّة : شُقّةٌ مستطيلة من الثَّوْب ، وكذلك طِبَبُ شُعاعِ الشّمس.

أبو عُبيد عن الأصمعي : الطِّبَابة التي تجعَل على مُلتقَى طَرَفَي الجِلْد إذا خُرِز في أسفل القِرْبة والسِّقاء والإداوة.

أبو زيد : فإذا كان الجِلد في أسافِل هذه الأشياء مَثْنِيّا ثم خُرِز عليه فهو عِراقٌ ، وإذا سُوِّيَ ثم خُرِز غيرَ مَثْنِيٍّ فهو طِبَاب.

قال : وقال أبو زياد الكلابي نحو قول الأصمعي وأبي زيد ، وقال الأموي مثله.

وقال : طَبِبْتُ السِّقاء : رَفَعْتُه. وقال الليث : الطِّبَابَة من الخُرَز : السَّيْر بين الخُرْزَتين. قال : والتَّطْبيب : أن يعلِّق السِّقاء من عَمُود البَيْت ثم تَمخَضُهُ.

قلتُ : لم أَسمَع التطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث وأَحْسِبه التّطنيب كما يُطنَّب البَيْت.

ويقال لكل حاذقٍ بعملِه : طبيب. وقال المرّار في الطبيب وأراد به القَيْن :

تَدِينَ لمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ

من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرفقٍ طبيبُها

وجاء رجلٌ إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى بين كتِفَيْه خاتَمَ النبوة ، فقال : إن أذنتَ لي عالجتُها ، فإني طبيب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، طَبيبُها الّذي خَلَقَها

معناه : العالِمُ بها خالِقُها الّذي خَلَقها لا أَنْت.

أبو عُبَيد عن الأحمر : من أمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحسِينها : اصْنَعْه صنْعَة مَن طَبّ لمن حَبّ ، أي : صَنعةَ حاذِق لمن يُحبُّه.

وقال ابن السكيت : يقال : إن كنت ذا طِبّ فطِبَ لنَفْسِك وَطِبَ لنفسك ، وَطبّ لنفسك ، أي : ابدأ أولا بإصلاح نفسك ، ويقال : جاءَ فلانٌ يَستطِيب لوَجَعه ، أي : يستَوْصِفُ.

وقال ابن هانىء يقال : قَرُبَ طِبٌ ، قَرُبَ طِبّا ، كقولك نعمَ رجلا وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسأَل عن الأمر الّذي قد قَرُب منه ، وذلك أن رجلا قَعَد بين رِجْلَي امرأةٍ فقال لها : أبِكْرٌ أم ثيّب؟ فقالت قرُبَ طِبٌ : والطِّبابُ من السَّماء : طريقةٌ ، وطُرَّة. وقال أُسامة الهذلي :

أَرَتْهُ من الجَرْباءِ في كلِّ مَنْظَرٍ

طِبابا فمثواه النهارَ المرَاكِدُ

وذلك أن الأُتُن ألجأَت المِسْحَل إلى مَضيقٍ في الجَبَل لا يَرى فيه إلا طُرةً من السماء.

وقيل : الطِّبابُ : طرائِقُ الشمس إذا طَلَعتْ ، ويقال : طَبَّبْتُ الدِّيباجَ تطبيبا : إذا أدخلتَ بِنيقَة تُوسِعُه بها ، وقال أبو عمرو : الطُّبّة : السيرُ الذي يكون أسفَلَ القِرْبة ،

٢٠٨

وهو تَقاربُ الخُرَز قال : ويقال : طَبطَب الماءَ : إذا حركه. وقال الليث : طَبْطَب الوادي طَبْطَبةَ : إذا سالَ بالماء فسمعتَ لصوتِه طَباطِبَ ، وأَنشَد :

* طَبْطَبةَ المِيثِ إلى جَوائها*

قال : والطَّبطَبةُ : شيءٌ عَريض يُضرَب بعضُه ببعض والطَّبْطابةُ : خَشَبةٌ عريضةٌ يَلعَب الفارسُ بها بالكُرَة.

بَطَّ : قال الليث : بَطَّ الجُرحَ بَطّا ، وبَجَّه بَجّا : إذا شَقّه. والمِبَطّة : المِبْضَع. قال : والبَطّة بلُغة أهلِ مكّة : الدّبة. والبَطّ معروف. والواحدة بَطّة.

يقال : بطّةٌ أنثى وبَطّةٌ ذَكَر.

أبو عُبيد عن أبي زيد : جاءَنا بأمْرٍ بَطيطٍ ؛ أي : عَجَب ، وأَنشَد غيرُه :

أَلَمْ تتعَجَّبِي وتَرَىْ بَطِيطا

مِن الحِقَبِ الملوِّنةِ الفنُونَا

قال : والبَطِيطة : صوتُ البَطّ.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البُطُطُ : الأعاجِيب. والبُطُطُ : الأجْواعُ. والبُطُط : الكَذِب. والبُطُط : الحَمْقَى.

انتهى ، والله أعلم.

باب الطاء والميم

[ط م]

طم ـ مط : [مستعملة].

طم : قال الليث : الطَّمّ : طَمُّ البئرِ بالتّراب ، وهو الكَيْس.

الأصمعي : جاء السَّيل فَطَمَ رَكيّةَ آلِ فلان : إذا دَفَنها حتّى يُسوِّيَها.

ويقال للشيء الّذي يَكثُر حتى يَعْلُو قَد طَمَ ، وهو يَطمُ طَمّا. وجاء السَّيل فَطَّم على كلّ شيء ، أي : عَلَاه ، ومن ثَم قيل :

فوقَ كلِ طامَّة طامّةٌ.

وقال الفرّاء في قوله تعالى : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ) [النازعات : ٣٤] ، قال : هي القيامةُ تَطُمُ على كلّ شيء ، ويقال : تَطِمّ.

وقال الزّجّاج : الطَّامَّةُ : هي الصَّيْحة الّتي تَطِمُ على كلّ شيء.

وقال الأصمعيّ : طَمَ البعيرُ يَطُمُ طميما : إذا مَرّ يَعْدُو عَدْوا سَهْلا.

وقال عمر بنُ لَجَأَ :

حَوَّزها مِن بُرَق الغَمِيمِ

بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّميمِ

ويقال للطائر إذا وَقَع على غُصْن : قد طَمَّمَ تَطمِيما. الأمويّ : الرجل يَطُمّ في سَيْره طميما ، وهو مَضاؤه وخِفّتُه ، ويَطمُ رأسُه طَمّا.

ابن السكّيت : جاء فلانٌ بالطِّمّ والرِّمّ.

قال أبو عُبيد : الطِّمّ : الرَّطْبُ ، والرِّمّ : اليابس.

وقيل : الطِّم : البَحْر. والرِّمّ : الثَّرَى.

والطَّم بالفتح هو البَحْر ، فكُسِرت الطاء ليَزْدَوِج مع الرِّم ، والطِّمْطِمِيُ والطُّمْطُمَاني : هو الأعجَم الّذي لا يُفصِح وفي لسانه طَمْطانِية.

٢٠٩

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَمِيم : الفرسُ المُسرِع.

وفي «النوادر» : طمةُ القوم : جماعتُهم ووَسَطُهم. ويقال للفَرَس الجواد : طِمٌ.

وقال أبو النَّجم يصف فرسا :

أَلْصَقُ مِنْ رِيشٍ على غِرائِهِ

والطِّمُ كالسّامي إلى ارْتقائه

* يَقْرَعُه بالزَّجْر أو إشْلائِه*

قالوا : يجوز أن يكون سَمّاه طِمّا لِطَميم عَدْوِه ، ويجوز أن يكون شبَّهه بالبَحر ، كما يقال للفَرَس : بَحْر وغَرْب وسَلْب ، ويقال : لقيتُه في طُمة القوم ، أي : في مجتَمِعهم.

وقال الفرّاء : سمعتُ المفضّل يقول : سألتُ رجلا مِن أَعلَم الناس عن قول عنترة :

تَأْوِي إلى قُلُص النَّعام كما أَوَتْ

حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأعجَمَ طِمْطَم

فقال : يكون باليَمَن من السّحاب ما لا يكون لغيره من البُلْدان في السّماء.

قال : وربّما نشأتْ سحابةٌ في وَسَط السّماء فيسمع صوتُ الرّعد فيها كأنّه من جميع السماء ، فيَجتمع إليه السّحابُ من كلّ جانب ؛ فالحِزَقُ اليمانيّة تلك السّحائب ، والأَعجَمُ : الطِمطِمُ صوتُ الرَّعد.

وقال أبو عمرو في قول ابن مُقبِل يصف ناقة :

باتت على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُه

جَافَى به مُسْتَعِدّاتٌ أَطامِيمُ

ثَفِنٍ لأَمٍ : مُسْتَوِياتٌ ، مَراكزُه : مَفاصِلُه ، وأراد بالمستعِدات القوائمَ ، وقال : أَطاميمُ : نَشيطة لا واحدَ لها.

وقال غيرُه : أطاميمُ : تَطِمّ في السَّيْر ، أي : تُسرع.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : طَمطَم : إذا سَبَح في الطَّمْطام ، وهو وَسَطُ البَحْر. ومَطْمَط : إذا تَوانَى في خَطِّه وكَلامِه.

وفي الحديث أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قيل له : هل نَفَع أبا طالبٍ قرابَتُه منك ونضحه عنك.

فقال : «بَلى وإنّه لَفِي ضَحْضاح من نارٍ ، ولولايَ لكانَ في الطّمْطام ، أي : في وَسَط النَّار. وطَمْطَامُ البَحرِ : وَسَطُه.

وقال أبو زيد : يقال : إذا نَصحتَ الرجلَ فأبى إلا استبدادا برأْيه : دَعْه يترَمّعُ في طُمّته ، ويُبدِع في خَرئِه.

مط : قال اللّيث : المطُّ : سَعَةُ الخَطْو ، وقد مَطّ يمُطّ. وتَكلّم فمَطَّ حاجِبَيه ، أي : مَدَّهما.

وقال الفراء في قوله : (ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) [القيامة : ٣٣] ، أي : يتبختر لأن الظَّهْر هو المَطَا فيُلَوّي ظهرَهُ تَبخترا.

قال : ونزلتْ في أبي جهل.

وفي حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مَشَت أمّتي المُطَيْطاء ، وخَدَمَتْهم فارسُ والرُّوم كان بأسُهم بينَهم»

.

٢١٠

قال أبو عبيد : قال الأصمعيّ وغيرُه : المُطَيْطاء : التّبختُر ومَدُّ اليدين في المَشْي.

قال : ويُروَى في تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣)) [القيامة : ٣٣] أنه التبخترُ. ويقال للماء الخانز في أسفَل الحوض : المَطِيطة ، لأنه يتمطَّط ، أي : يتمدّد ، وجمعُه مطائط.

قال حُمَيد الأرقط :

* خَبْط النِهالِ سَمَلَ المَطائِط*

قال أبو عُبيد : من ذَهَبَ بالتمطّي إلى المَطِيطة فإنّه يَذهب به مَذهَب تَظَنَّيتُ من الظنّ ، وتقضَّيتْ من التقضُّض ، وكذلك التمطِّي يريد التمطُّط.

قلتُ أنا : المَطُّ والمَطْو والمَدّ واحد.

وقال الأصمعيّ : المَطِيطة : الماءُ فيه الطِّين يتمطّط ، أي : يتلزّج ويمتدّ.

وقال اللّيث : المَطائِطُ : مواضعُ حَفرِ قَوائم الدّوابّ في الأرض تجتمع فيها الرِّداغ وأَنشَد :

فلَم يَبقَ نُطْفةٌ في مَطِيطَة

مِن الأرض فاستَصْفَيْتُها بالجَحافِلِ

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المُطُط من جميع الحيوان.

* * *

٢١١

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الطاء

باب الطاء والدال

ط د ت ـ ط د ظ ـ ط د ذ ط د ث : مهملات.

ط د ر

استعمل من وجوهه : طرد ، دطر.

دطر : أما دَطر : فإن ابن المظفَّر أهمَلَه ، ووجدتُ لأبي عمرو الشَّيباني فيه حَرْفا.

رواه أبو عمرو عن ثعلب ، عن عمرو عن أبيه في باب السَّفينة قال : الدَّوْطيرَة كَوثلُ السفينة.

طرد : أبو عبيد : طَرَدتُ الرجلَ أطرُده طَرْدا : إذا نحَّيْتَه. قال : وأطردتُ الرجلَ إذا نَفَيْتَه وجعلتَه طَرِيدا.

وقال ابن شميل : أطردْتُ الرجلَ جعلته طَرِيدا لا يأمَنُ. وطَردْتُه : نحّيتُه ثُمّ يَأْمن.

قال : وقولُه لا بأس بالسِّباق ما لَم تُطْرِدْه ويُطْرِدُك.

قال : الإطراد أن تقول : إن سبقتَني فلك عليّ كذا ، وإن سبقتُك فلي عليك كذا.

وقال ابن بُزُرج : يقال : اطْرِد أَخَاك في سَبَق أو قِمارٍ أو صِراع ، فإن ظَفِر كان قد قَضَى ما عليه ، وإلّا لَزِمه الأوّل والآخِر.

وقال شمر : سمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول : أطْرَدْنا الغَنَم وأَطْردْتم ، أي : أرسلْنا التُّيوسَ في الغَنَم.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطَّرِيدةُ : القَصَبة الّتي فيها حُزّةٌ فتُوضع على المغَازِل والعُود فتَنحتُ عليها.

قال الشمّاخ :

أقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْءَها

كما أخرجتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ

قال : والطَّريدةُ : ما طَرَدْتَ من صَيدٍ أو غيره. والطَّرِيدُ : المطرود من النّاس.

والطَّرِيدُ : الرجلُ الّذي يولَد بعد أخيه ، فالثاني طريدُ الأوّل. والمُطارَدة في القِتال أن يَطرُد بعضُهم بعضا. والفارِسُ يَستطرد ليَحمِل عليه قِرنه ثم يَكُرّ عليه ، وذلك أنّه يتحيّز في استطراده إلى فئتِه ، وهو ينتهز الفرصةَ لمطاردتَه.

أبو عمرو : الجُبَّةُ : الخِرْقةُ المدوَّرة ، فإن كانت طويلةً فهي الطَّرِيدة. ويقال لِلخرْقة الّتي تُبَلّ ويُمسَح بها التَّنُّور المِطْرَدَة والطَّرِيدة. وطرَدَت الأشياءُ : إذا تَبِع بعضُها بعضا. واطّرد الكلامُ : إذا تَتَابع.

واطّرَد الماءُ : إذا تَتابَع سَيَلانهُ.

وقال قيسُ بنُ الخَطيم :

* أتعرِف رَسْما كاطِّراد المَذاهِبِ*

٢١٢

أراد بالمَذاهب جُلودا مُذْهَبة بخُطُوط يُرَى بعضُها إثْر بعض ، فكأنها متتابِعة.

وقال الرّاعي يصف الإبل واتباعَها مواضعَ القَطْر :

سَيَكْفيك الإلهُ ومُسْنَماتٌ

كجنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

أي : تتبع مواقعَ القَطْر.

وقال شمر : الطَّرِيدة : لُعبةٌ لصبيانِ الأَعْراب.

وقال الطِّرمّاح يصف جَواريَ أَدْركن فترفَّعْن عن لَعِب الصِّغار والأحداث فقال :

قَضَتْ مِنْ عَيَاف والطَّريدةِ حاجةً

فهنّ إلى لَهْوِ الحَديثِ خُضوعُ

وقال اللّيث : مُطارَدة الفُرْسان وطِرادُهم : هو أن يَحمل بعضُهم على بعض في الحَرْب وغيرها. والمِطْرَدُ : رُمْح قصيرٌ يُطعَن به حُمُر الوَحْش.

وخرج فلانٌ يَطردُ حمرَ الوحش والريح تطرد الحَصَا والجَوْلانَ على وَجْه الأرض ، وهو عَصْفُها وذَهابُها بها.

والأرضُ ذاتُ الآلِ تَطرُد السَّراب طَرْدا.

وقال ذو الرّمة :

كأنّه والرَّهاءُ المَوْتُ يَطْرُدهُ

أَغْراسُ أَزْهَرَ تحتَ الرِّيح مَنتوج

وجَدوَلٌ مطَّرِد : سريعُ الجرْية. وأمرٌ مُطّرِدٌ : مستقيم على جِهته.

ويقال : طردتُ فلانا فذَهَب ، ولا يقال : فاطَّرَدَ.

وقال ابن شُمَيل : الطّريدةُ : نَحِيزَة من الأرض قليلةُ العَرْض إنّما هي طَرِيقة.

والطَرِيدة : شُقةٌ من الثّوب شُقت طُولا.

والطَّرِيدة : الوَسيقة من الإبل يُغير عليها قومٌ فيَطْرُدونها.

ويقال : مرّ بنا يومٌ طَرِيد وطرّاد ، أي : طَوِيلٌ. واللّيلُ والنَّهارُ طَرِيدان ، كل واحد منهما طَرِيدُ صاحبِه.

قال الشاعر :

يُعِيدَانِ لي ما أَمْضَيَا وهُما مَعا

طَرِيدانِ لا يَسْتَلهِيَانِ قَرارِي

ط د ل ـ ط د ن ـ ط د ف ـ ط د ب ط د م : مهملات.

[أبواب الطاء والتاء والطاء والظاء : مهملات].

باب الطاء والذال

استعمل من باب الطاء والذال إلى آخر الحروف حرف واحد قد أهمَله الليث.

ذمط : ووجدتُ في «نوادر الأعراب» : طعامٌ ذِمِطٌ وزَرِدٌ ، أي : ليّنٌ سريع الانحدار.

انتهى والله أعلم.

باب الطاء والثاء

ط ث ر

طرث. طثر. ثرط. رثط : مستعملة.

٢١٣

طرث : قال الليث : الطُّرْثُوثُ : نَباتٌ كالقُطْر مستطيلٌ دَقيقٌ يَضرِب إلى الحُمرة يَيبسُ وهو دِباغ للمعدة منه مُرّ ، ومنه حُلو ، يُجعَل في الأدوية.

قلتُ : رأيتُ الطرْثُوث الذي وَصَفه الليث في البادية وأَكَلْت منه ، وهو كما وَصَفه ، وليس بالطُّرْثوث الحامض الذي يكون في جبال خُراسانَ ، لأن الطُرْثوث الذي عندنا له وَرَق عريضٌ ، مَنبِتة الجبال ، وطُرْثوث البادية لا وَرَق له ولا ثمَرَ ، ومَنبِتة الرِّمال وسهولةُ الأرض ، وفيه حَلاوةٌ مُشرَبة عُفوصَة ، وهو أحمرُ مستديرُ الرأس كأنه ثُومَة ذَكَر الرَّجُل.

والعَرَب تقول : طَراثِيثُ لا أَرْطى لها وذآنِينُ لا رمْثَ لها ، لأنهما لا يَنْبُتانِ إلا معهما ، يُضرَبان مَثَلا للذي يُستأصَل فلا تَبقَى له بقيّة بعد ما كان له أصلٌ وقَدْرٌ ومال.

وأَنشَد الأصمعيّ :

* فالأَطيبَان بها الطُّرْثوث والضَّرَب*

طثر : أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا عَلَا اللبنَ دَسَمُه ، وخُثورتهُ رأسَه فهو مطثَّر ، ينال : خُذْ طَثْرةَ سِقائك.

وقال الليث : لبنٌ خاثرٌ. قال : وأسَدٌ طَيْثارٌ لا يُبالِي على ما أَغارَ.

وقال أبو عمرو : الطثْرة : الحمأَة تَبقَى أسفلَ الحَوْض.

وقال أبو عُبيد : قال أبو زيد : يقال : إنهم لفي طثرة عَيْشٍ : إذا كان خَيرُهم كثيرا.

وقال مرة : إنهم لفي طثْرة ، أي : في كَثرةٍ من اللبن والسَّمْن والأَرقط ، وأَنشَد :

إنّ السَّلاءَ الذي تَرْجِينَ طثرته

قد بعْتُه بأَمورٍ ذاتِ تَبْغيلِ

والطّثْر : الخيرُ الكثير ، وبه سُمّي ابنُ الطَّثْرِيّة.

وقال أبو عَمْرو : الطثَارُ : البَقُّ ، واحدُها طثرة.

ثرط : أهمَلَه الليث ، ورَوَى أبو عُبيد عن أبي عَمرو الشَّيْباني أنه قال : الثَّرطئةُ ـ بالهمز بعد الطاء ـ : الرَّجُل الثقيل.

قلتُ : إن كانت الهمزة أصليةً فالكلمة رُباعية ، وإن لم تكن أصليةً فهي ثلاثية ، والعِزْقيءُ مثلُه ونظيره.

رثط : أهمله الليث.

وفي «النوادر» : أَرثَط الرجلُ في قُعوده.

ورَثَط ورَطم ورضَم وأَرطم. كله بمعنى واحد.

ط ث ل

ثلط ـ لطث ـ طلث ـ لثط : مستعملة.

ثلط : قال الليث : الثلْطُ : هو سَلْخُ الفِيل ونحوِه ومن كلّ شيء إذا كان رقيقا.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : ثَلَط البعيرُ يثلِط ثَلْطا : إذا ألقاه سَهْلا رقيقا.

قلتُ : ويقال للإنسان إذا رَقَّ نَجوُه وهو يَثلِط ثَلْطا.

٢١٤

وفي الحديث : «كان من قبلكم يَبْعَرُون بعرا وأَنتم تثلِطون ثلْطا».

ويقال : أثَلْطته ثَلطا : إذا رمَيتَه بالثلْط ولطخْتَه به.

قال جَرير :

يَا ثَلْطَ حامِضةٍ تَربَع ماسِطا

مِنْ واسطٍ وتَربَّعٍ القُلَّاما

لطث : أهمله الليث.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اللطثُ : الفَساد. وقال أبو عمرو : لطثته ولطستُه : إذا رَماه.

وقال رؤبة :

ما زَال بَيْعُ السَّرَق المُهايثُ

بالضعف حتى استوقَرَ المُلاطِثُ

قال أبو عمرو : الملاطث يَعني به البائع.

قال : ويروى المَلاطِث ، وهي المواضع الّتي لُطِثَتْ بالحمْل حتّى لُهِدَتْ.

لثط : أهمَلَه الليث.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : واللَّثْطُ : ضَرْبُ الكَفّ للظَّهْر قليلا قليلا.

قال : والثَّلْطُ : رمْيُ العاذر سهلا.

وقال غيره : اللَّطْثُ واللثْط كلاهما : الضّربُ الخَفيف.

طلث : أهمله الليث.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطُلْثَةُ : الرجلُ الضعيفُ العقل ، الضعيفُ البدن الجاهلُ. قال : ويقال : طَلَّثَ الرجلُ على الخَمسين ورَمَّثَ عليها : إذا زاد عليها ، هكذا أَخبرني به.

المنذريّ عن أبي العباس. وروَى أبو عمرو عنه : طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثا : إذا سَال. ووزَب. يَزِب وُزُوبا مثله.

ط ث ن

نثط ـ ثنط : مستعملات.

نثط ـ [ثنط] : قال الليث : النَّثْطُ : خروجُ الكمْأَةِ من الأرض. والنباتُ إذا صَدَع الأرضَ فظهر. قال : وفي الحديث : كانت الأرض تميدُ فوقَ الماء فنثطهَا الله تبارك وتعالى بالجبال ، فصارت لها أوتادا.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : النَّثْط : التثقيل ، ومنه خبرُ كعب : أنَّ الله جلَّ وعزّ لمَّا مدّ الأرض مادَتْ فنَثَطها بالجبال، أي : شقَّها فصارت كالأوتاد لها ، ونَثَطها بالآكام فصارت كالمُثْقِلات لها.

قلت : فرّق ابن الأعرابيّ بين الثَّنْط والنَّثط ، فجعل الثنط شقّا ، وجعَل النثط إثقالا ، وهما حَرْفان غريبان ولا أدري أعربيَّان أم دَخيلان ، وما جاءا إلا في حديث كعب.

ط ث ف

ثطف : أهملَ الليثُ وجوهها.

واستَعمل ابن الأعرابي من وجوهها

٢١٥

الثَّطَف وقال : الثَّطَفُ : النَّعْمة في المطعم والمشرَب والمنَام.

ط ث ب

استعمل من وجوهه : ثبط.

ثبط : قال الليث : ثَبَّطه الله عن الأمر تَثْبِيطا : إذا شغله عنه.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ) [التوبة : ٤٦].

قال أبو إسحاق : التَّثبيط : رَدُّك الإنسان عن الشيء يفعله ، أي : كَرِه اللهُ أن يخرجوا معكم فردّهم عن الخروج.

ط ث م

استُعمل من وجوهه : طمث.

طمث : قال الليث : طَمَثْتُ البعيرَ أَطْمِثُه طَمْثا : إذا عَقَلْتَه ، وطَمَثْتُ الْجارية : إذا افترعْتَها. قال : والطَّامث في لغتهم الحائض.

وقال الله جلّ وعزّ : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) [الرحمن : ٥٦] ، أخبرني المنذريّ عن ابن فهم ، عن محمد بن سلّام ، عن يونسَ أنه سأَله عن قوله : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) فقال : تقول العَرَب : هذا جَملٌ ما طمثه حَبل قَطّ ، أي : لم يمَسَّه.

قلت : ونحو ذلك قال أبو عُبيدة. قال : (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) : لم يمسَسْهنّ.

سلمة عن الفرّاء قال : الطَّمْثُ : الافتضاض وهو النِّكاح بالتَّدْمية. قال : والطَّمْث : هو الدم ، وهما لُغتان : طَمَث ويطْمِثُ : والقُراء أكثرهم على (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) بكسر الميم.

وقال أبو الهيثم : يقال للمرأة طُمِثَتْ تُطمَثُ ، أي : أُدْمِيَت بالافتضاض ، وطَمِثَتْ على فَعِلَتْ تَطمثُ إذا حاضت أول ما تحيض ، فهي طامث.

وقال في قول الفَرَزدق :

دفعنَ إليَّ لم يُطمثنَ قبْلِي

فهنَّ أصَحُّ من بَيْض النّعامِ

أي : هُنَّ عذارى غير مُفْتَرعَات. انتهى والله أعلم.

باب الطاء والراء

ط ر ل

استُعمل من وجوهه : رطل.

رطل : سمعتُ المنذريَّ يقول : سمعتُ إبراهيمَ الحربيَّ يقُول : السُّنةُ في النِّكاح رِطْل ، قال : والرَّطْل اثنتا عشرةَ أوقيَّة.

قال : والأوقية : أربعون دِرْهما ، فتلك أربعمائةٍ وثمانون دِرهما.

قال الأزهري : السنة في النكاح ثنتا عشرة أوقية ونشٌّ ، والنَّشُ : عشرون فذلك خمسمائة درهم.

وأخبرني المنذريُّ عن الحرّاني عن ابن السكيت قال : هو الرِّطل المِكْيال بكسر الراء ، هكذا قال. والأوقيّة : مِكْيالٌ أيضا. قال : والرِّطْل أيضا المسترخي من الرِّجال ، كلاهما بكسر الراء.

٢١٦

وقال أبو حاتم عن الأصمعيّ قال : الرِّطل بكسر الراء الّذي يُوزن أو يُكالُ به ، وأنشد بيتَ ابن أحمَر الباهلي قال :

لها رِطْلٌ : تكيلُ الزَّيتَ فيه

وفَلّاحٌ يَسوق بها حمارا

وأما الرَّطل ـ بالفتح ـ فالرَّجل الرِّخْوُ اللّيّن. قال : ومما تخطىء العامّةُ فيه قولهم : رَطَّلتُ شعْرِي : إذا رَجَّلْته ، وإمَّا الترطيل فهو أن يليِّن شعره بالدهن والمسْح حتى يلين ويبرُق. وهو من قولهم : رجل رطل ، أي : رخو.

قال : ورَطلْتُ الشيء رَطْلا بالتخفيف : إذا ثقلته بيدك ، أي : رَزَّنْته لتعلم كم وَزنُه.

وقال الليث : الرَّطل مقدارُ مَنٍّ ، وتكسر الراء فيه. والرَّطْلُ من الرِّجال : الّذي فيه قَضَافة.

أبو عبيدة : فرسٌ رَطْل ، والأنثى رَطْلة ، والجمع رطال ، وهو الضعيف الخفيف ، وأنشد :

* تراهُ كالذِّئب خفيفا رَطلا*

ط ر ن

رطن ـ طرن ـ نطر : [مستعملة].

رطن : قال الليث : الرِّطانة : تكلُّم الأعجمية ، تقول : رأيت عَجْمِيَّيْنِ يتراطنان ، وهو كلامٌ لا تفهمُه العرب ، وأنشد :

* كما تَرَاطَنَ في حافاتها الرّومُ*

أبو عُبَيد عن الكسائيّ : هي الرَّطانة والرِّطانة ، لغتان ، وقد رَطَن العَجَميّ لفلانٍ إذا كلّمه بالعجمية ؛ يقال : ما رُطَّيْناك هذه ، أي : ما كلامُك ، وما رُطَيْناك بالتخفيف أيضا.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : إذا كانت الإبِل كثيرة رِفاقا ومعها أهلُها فهي الرَّطانة والرّطون ، والطَّحّانة والطّحُون.

نطر : قال الليث : النَّاطر من كلام أهلِ السّود وهو الّذي يحفظ لهم الزَّرْع ، ليست بعربيَّة مَحْضة ، وأنشد الباهليّ :

ألا يا جَارَتا بأَباضَ إنّا

وجَدْنا الرِّيحَ خَيْرا منكِ جارَا

تُفَدِّينا إذا هَبّت عَلَينا

وتَملأ وجهَ ناطِرِكُمْ غُبارَا

قال : الناطر : الحافظ.

قلتُ : ولا أدري أخذَه الشاعرُ من كلام السَّواديين أو هو عربيّ. ورأيتُ بالبَيْضاء من بلاد بني جَذيْمة ، عَرازِيل سُوِّيتْ لمن يَحفَظ تمر النّخيل وقتَ الصِّرام ، فسألتُ رَجُلا عنها ، فقال : تعي مَظالُ النَّواطير كأنه جمعُ الناطُور.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : النَّطْرة : الْحِفظ بالعَيْنَين ، بالطاء ، ومنه أُخِذ النّاطُور ، هكذا رواه أبو عمرو عنه.

طرن : قال اللّيث : الطَّرْنُ : الخَزّ ، والطّارُنيّ : ضَرْبٌ منه. وفي «النوادر» :

٢١٧

طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَموا : إذا اختلطوا من السكر.

ط ر ف

طرف ـ طفر ـ فرط ـ فطر ـ رفط (١) : مستعملات.

طرف : الحَرّانيُّ عن ابن السكّيت قال : الطَّرْفُ : طَرْفُ العين ، والطَّرَف : الناحية من النواحي.

أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : الطَّرْف : اللّطم. والطَّرْف : إطباقُ الجَفن على الجفنِ.

وقال الليث : الطَّرْفُ : تحريك الجفون في النظر ، يقال : شَخَص بصرُه فما يَطْرِف.

قال : والطَرْفُ : اسمٌ جامع للبصر ، لا يُثنَّى ولا يُجمع. والطَّرْفُ : إصابتك عيْنا بثوب أو غيره ، الاسم الطُّرْفة : يقول : طُرِفتْ عينُه ، وأصابتها طُرْفَةٌ. وطَرَفها الحزنُ بالبكاء.

وقال الأصمعيّ : طُرِفت عينهُ فهي تُطْرَف طَرْفا إذا حَرّكت جفونها بالنظر ، ويقال : هي بمكان لا تراه الطَّوارف : يعني العيون. ويقال : امرأةٌ مطروفةٌ بالرجال : إذا كانت لا خيرَ فيها ، تَطمح عينُها إلى الرجال.

وقال أبو عبيد : المطروفةُ من النساء : التي تَطْرِفُ الرجال لا تثبت على واحد.

قلت : وهذا التفسير مخالف لأصل الكلمة ، والمطروفَة من النساء التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال ، أي : أصاب طَرْفها ، فهي تَطمح وتُشرِف لكل من أشرف لها ولا تغُضّ طرفها ، كأنما أصاب طَرفَها طُرفةٌ أو عودٌ ، ولذلك سُمّيت مطروفة.

وقال زياد في خطبته : إن الدنيا قد طَرَفتْ أعينكم ، أي : أصابتها فطَمَحت بأبصاركم إلى زُخرفها وزينتها ، وأنشد الأصمعيّ :

ومطروفة العينين خفّاقة الحشا

منعّمة كالرِّيم طابت فَطُلّتِ

وقال طَرَفة يذكر جاريةً مغنية :

إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا

على رِسلِها مطروفةً لم تُسَدَّدِ (٢)

قال أبو عَمْرو : والمطروفة : التي أصابتها طرفة فهي مطروفة فأراد أنها كأن في عينيها قذى من استرخائهما.

وقال ابن الأعرابيّ : مطروفةٌ : منكسرةُ العين كأنها طُرفت عن كل شيء تنظر إليه. وقال ابن السِّكيت : يقال : طرفتُ فلانا أطرفه : إذا صرفته عن شيء ، وأنشد :

__________________

(١) جاء في حاشية المطبوعة أنها ساقطة من م. ولم يرد شرح لهذه المادة في المطبوعة ولا في أيِّ من المعاجم التي بين أيدينا.

(٢) في المطبوع : «رسافها» والتصويب من «ديوان طرفة» ص (٤٤).

٢١٨

إنّك واللهِ لذو مَلة

يَطْرِقك الأدنى عن الأَبْعَدِ

أي : يصرفك.

قلت : وعلى هذا المعنى كأن المطروفةَ من النّساء ، التي طرف طرْفها عن زوجها إلى غيره من الرجال ؛ أي : صُرف فهي طمّاحة إلى غيره.

وقال الليث : الأطرافُ : اسم الأصابع ، ولا يفردون إلا بالإضافة إلى الأصبع ؛ كقولك : أشارتْ بطَرف إصْبَعها ؛ وأنشد الفراء :

* يُبْدِين أطرافا لِطافا عَنَمُه*

قلت : جعل الأطراف بمعنى الطرف الواحد ولذلك قال عنَمُه. قال : وأطرافُ الأرض : نواحيها ، الواحد طَرَف ، ومنه قول الله جل وعز : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) [الرعد : ٤١] ، أي : من نواحيها ناحيةً ناحيةً ، وهذا على من فسّر نقصَها من أطرافها فتوح الأرضين. وأما من جعل نقصَها من أطرافها موتَ علمائها فهو من غير هذا ، والتفسير على القول الأول.

وأطرافُ الرجال : أشرافَهم ، ولهذا ذهب بالتفسير الآخر ، قال ابن أحمر :

عليهن أطرافٌ من القوم لم يكن

طعامهُم حبّا بزَغْبَة أغثرا

وقال الفَرَزْدق :

واسئلْ بنا وبكم إذا وردتْ مِنًى

أطرافَ كلِّ قبيلةٍ مَن يُمنعُ

يريد : أشرافَ كلِّ قبيلة.

قلت : والأطرافُ بمعنى الأشراف جمعُ الطّرَف أيضا ، ومنه قول الأعشى :

هم الطَّرَفُ النَّاكُو العدُوِّ وأنتُم

بقصوى ثلاث تأكلون الوَقَائِصا

أخبرني المنذري عن ابن أبي العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الطُّرُف في بيت الأعشى جمع طَريف ، وهو المنحدِر في النَّسب ، وهو عندهم أشرفُ من القُعْدُد.

وقال الأصمعيّ : يقال : فلان طريفُ النسب ، والطَّرافة فيه بيّنة : وذلك إذا كان كثيرَ الآباء إلى الجد الأكبر.

وقال اللّيث : الطّرَفُ : الطّائفةُ من الشيء ، يقول : أصبتُ طَرَفا من الشيء.

قلت : ومنه قولُ الله جلّ وعزّ : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [آل عمران : ١٢٧] ، أي : طائفة.

والطَّرَفُ أيضا : اسمٌ يَجمع الطَّرفاء وقلّ ما يُستعمل في الكلام إلّا في الشّعر ، والواحدة طَرَفة ، وقياسُه قَصَبة وقَصَب وقَصْباءَ ، وشَجَرةٌ وشَجَر وشَجْراء.

أبو عُبَيدة عن أبي زيد قال : الطِّرْفُ : العَتِيقُ الكريم ، من خَيْل طُرُوف ، وهو نعت للذُّكور خاصّةً.

قال : وقال الكسائي : فرسٌ طِرْفةٌ بالهاء للأنثى ، وصِلْدِمةٌ : وهي الشديدة.

٢١٩

وقال اللّيث : الطِّرْفُ : الفرس الكريمُ الأطراف ، يعني الآباء والأمهات.

ويقال : هو المُسْتَطْرِف ليس من نِتاج صاحبه ، والأنثى طِرْفة ، وأنشد :

* وطِرْفة شُدّتْ دِخالا مُدْمَجا*

والعرب تقول : لا يُدْرَى أَيُ طَرَفيْه أطول ، ومعناه : لا يدري أنَسَبُ أبيه أفضل أم نسب أمه.

وقال : فلان كريمُ الطَّرَفين : إذا كان كريم الأبوين ، وأنشد أبو زيد فقال :

فكيف بأَطرافي إذا ما شَتَمتَني

وما بعدَ شَتْمِ الوالِدين صُلوحُ

جمعهما أطرافا لأنه أراد أبويه ومن اتصل بهما من ذوِيهما.

وقال أبو زيد في قوله : «فكيف بأطرافي» قال : أطرافه أبواه وإخوته وأعمامه ، وكلُّ قريب له مَحْرَم.

وقال ابن الأعرابيّ في قوله تعالى : (فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ) [طه : ١٣٠] ، قال : ساعاته.

وقال أبو العباس : أراد طَرَفيه فجمع.

ويقال في غير هذا : فلان فاسد الطّرَفين : إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج. وقد يكون طرَفا الدّابّةِ مُقدّمَها ومؤخّرَها ؛ قال حُميد بن ثَور يصف ذئبا وسُرعتَه :

تَرى طَرفَيه يَعْسِلان كلاهما

كما اهتزّ عُودُ السّاسمِ المتتابِعُ

أبو عبيد : يقال فلان لا يَملك طَرَفيه ؛ يَعْنون استَه وفمَه : إذا شَرِب دواءً وخمرا فقاء وسَلَح. وجعل أبو ذُؤَيْب الطِّرْف الكريم من الناس فقال :

وإنَّ غلاما نِيل في عهد كاهلٍ

لَطِرْفٌ كنَصْل السَّمْهَرِيِّ صَريحُ

والأسودُ ذو الطَّرَفين : حيّةٌ له إبرتان ، إحداهما في أنفه ، والأخرى في ذنبه ، يقال : إنه يضرب بهما فلا يُطْنِي.

ابن السكيت : أرض مُطرفة : كثيرة الطّرِيفة ، والطّريفةُ من النَّصِي والصِّلِّيَان إذا اعْتمَّا وتمَّا ، وقد أطرفت الأرض.

الأصمعيّ : ناقةٌ طَرِفة : إذا كانت تُطْرِف الرِّياضَ روضةً بعد روضة ، وأنشد فقال :

إذا طَرِفَتْ في مَرْبَع بكَرَاتُها

أو استأخرت عنها الثِّقالُ القَنَاعِسُ

ويروى : إذا أطرفت. وقال غيره : رجلٌ طَرِفٌ ، وامرأة طَرِفة : إذا كانا لا يثبتان على عهد ، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أن يَستطرف آخَر غيرَ صاحب ، فيطرف غير ما في يده ، أي : يَستحدث. وبعير مُطْرَفْ ، قد اشتري حديثا ، قال ذو الرّمة :

كأنني من هوَى خَرْقاء مُطَّرفٌ

دامِي الأظَلّ بَعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

أراد : أنه من هواها كالبعير الّذي اشتُرِيَ حديثا فهو لا يزال يَحِنّ إلى أُلّافه.

والعرب تقول : فلانٌ ما له طارِفٌ ولا تالِد ، ولا طَرِيف ولا تَلِيد. فالطارِف والطرِيف : ما استحدثت من المال

٢٢٠