تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

وقال الليث : السِّبَطْر : الماضي ، وأنشد :

* كمِشْيةِ خادِرٍ لَيْثٍ سِبَطْرِ*

والمِشْية السِّبَطْرى ، قال العجّاج :

* يَمشي السِّبَطْرَى مِشْيةَ التَّبَخْتُرِ*

ورواه شمر : مشية التَّجَيْبُر. قال : والسّبطرى : مشية فيها تبختر.

سلمة عن الفراء ، قال : اسْبطَرّت له البِلاد : استَقامت.

وقال : اسْبَطرت لَيْلَتُها مستقيمة.

وقال اللَّيث : اسْبَطّرت في سيْرها : أسْرَعَتْ وامتدّت.

وحاكَمت امرأةٌ صاحبتَها إلى شُرَيح في هِرّة بيدها فقال : ادْنوهَا من هذه ، فإن هي قَرَّت واسبَطَرّت فهي لها ، وإن قَرّت وازْبأَرَّتْ فليستْ لها

معنى «اسبَطَرّت» : امتدّت واستقامت لها ، واسبَطَرّت الذَّبيحة : إذا امتدت للموت بعد الذَّبح ، وكلُّ ممتدّ مُسبَطِر.

[طرطس] : الليث : الطَّرْطَبيس : الماءُ الكثير ، والطَّرْطَبِيس والدّرْدَبيس واحد وهي : العَجوز المسترخِية.

ويقال : ناقة طَرْطَبيس : إذا كانت خَوّارة في الحلب.

[فنطس] ـ [فرطس] : وقال : فِنْطيسة الخِنْزِير : خَطْمُه ، وهي الفِرْطِيسة ، والفَرْطسة فِعلُه إذا مَدَّ خُرطومَه.

(ورَوَى أبو تراب للأصمعي : إنه لَمنيعُ الفِنْطيسة والفرْطيسة وهي الأرْنبة ، أي : هو مَنيع الحوْزَة حَمِيُّ الأنف.

وقال أبو سعيد : فنطيسة الذِّئب وفرْطيسته : أنفُه) (١).

والفِنْطِيس : من أسماء الذَّكَر.

فِنْطاسُ السفينة : حَوْضُها الذي يجتمع فيه نُشافة مائها ، والجميع الفَناطِيس) (٢).

[فلطس] : أبو عمرو : الفِلْطاس والفُلْطوس : رأس الكَمرة إذا كان عريضا ، وأنشدَ يصف إبلا :

يَخبطْنَ بالأيدي مَكانا ذا غُدَرْ

خَبْطَ المُغِيباتِ فلاطِيسُ الكَمَرْ

ويقال لخَطْم الخِنْزير : فِلْطِيسٌ أيضا.

[سفنط] : والإسفَنْط : من أسماء الخَمر.

قال الأصمعي : هي بالروميّة.

[رسطن] : وقال الليث : الرَّسَاطون : شَرابٌ يَتَّخِذُه أهلُ الشام من الخَمر والعَسل.

قلتُ : الرّساطون بلسان الرُّوم ، وليس بعَرَبيّ.

[نسطر] : قال : والنُّسطورِيَّة أُمّةٌ من النّصارى مخالفون بقيّتهم ، وهو بالرُّومية نَسطُورِس.

__________________

(١) أدرج في المطبوع بعد مادة (سرمط). ووضع هنا كما في «اللسان» (فنطس ، فرطس).

(٢) ما بين الهلالين جاء في المطبوعة بعد مادة (فلطس) ، ووضعناه هنا كما في «اللسان» (فنطس).

١٠١

[فلسط] : وفِلَسطين : كُورةٌ بالشام ، نُونُها زائدة ، تقول : مررنا بِفِلَسطِين ، وهذه فلسطُون.

قلتُ : وإذا نَسَبوا إلى فلسطين ، قالوا : فِلَسطِيّ ، وقال الأعشى :

* تَقُلْه فِلَسْطيّا إذا ذُقت طعمه*

[سنطل] * : ثعلب عن ابن الأعرابي : سنْطل الرجل : إذا مشى مطأطئا.

قلت : ورأيت بظاهر الصمان جبيلا صغيرا له أنف تقدّمه يسمى سنطلا.

[دفطس] : أبو العباس عن ابن الأعرابي : دَفْطَسَ الرجلُ إذا ضيّع ماله ، وأنشد :

قد نامَ عنها جابرٌ ودَفْطَسَا

يَشكو عُروق خُصْيَتَيْه والنَّسَا

قال أبو الفضل : قال أبو العباس : أراه دَفطسا قال : وكذا أحفَظُه بالدال غير معجمة ، ولكن لا نُغيِّره وأُعَلِّمُ عليه.

قلت : وروى أبو عُمَر الزّاهد هذا الحرف في كتابه دَفْطس بالدال ، وهو الصواب عندي.

[طرفس] * ـ [طنفس] : قال : وطَرْفَسَ الرجلُ : إذا حَدَّد النظر ، هكذا رواه الليث بالسين.

ورواه أبو عُبيد عن أبي عمرو : طَرْفَش بالشين ، إذا نظَرَ وكَسر عَيْنَيه.

وقال ابن الأعرابي : طَنْفَس : إذا ساء خُلُقه بعد حُسن.

ويقال للسّماء مُطَرْفِسة ومطنفسة : إذا استَغْمدتْ في السحاب الكثير ، وكذلك الإنسان إذا لَبِس الثيابَ الكثيرة : مُطَرْفِس ومُطَنْفِس.

[سرطل] : غيرُه : سَرْطَلٌ : وويلٌ مُضطرب الخَلْق.

[طرسم] : وقال شمر : قال الأصمعيّ : طَرْسمَ الرجلُ طرْسمةً ، وبَلْسمَ بَلْسمةً : إذا أطرق وسكَت.

ويُقال : بَلْدَم تلد مثله. واسْبَكَرّ واسبطرّ مثله ، قال ذلك اللحياني. وطرمس الكتاب طرمسة : إذا محاه.

ويقال للرّجُل إذا نكص هاربا : طَرْسم وطَرْمَسَ.

[سرمط] : والسُّرامِط : الطويل وجمعُه سُرامِط.

(ويقال للفُسطاط فُسطاط وفساط) (١).

[سنطل] * : ابن الأعرابي : (السُّنْطالة) : المشيَة بالسكون ومُطأطأَة الرَّأس.

[سنطب] : والسِّنطابُ : مِطرقة الحدّاد [والله تعالى أعلم](٢).

__________________

(١) كذا وردت العبارة في هذا الموضع من مطبوع «التهذيب» (١٢ / ١٤٨). والكلام تابع لمادة (فسط) السابقة في باب السين والطاء مع اللام (١٢ / ٣٣٩).

(٢) زيادة من «اللسان» (سنطب).

١٠٢

[طنفس] * : أبو عبيد عن أصحابه هي الطِّنفسة وجمعها الطَنَافس.

[باب السين والدال]

س د

[درفس] : أبو عبيد عن الأصمعي : الدِّرَفْسُ : البعيرُ العظيم ، وناقةٌ دِرَفْسةٌ.

وقال شمر أيضا : الدِّرفسُ : العلم الكبير ، وأنشد قولَ ابن قيس الرُّقيات :

تكنُّه خرْقةُ الذِّرفس من الشَّ

مْس كلَيْثٍ يُفرِّج الأجَمَا

[سندر] : قال : والسَّنْدَرُ : الجَرِيء المتَشَبِّع.

وقال أحمدُ بن يحيى في قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه :

أنا الَّذي سَمَّتني أمِّي حَيْدَرَهْ

كلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ

* أَكيلُكُمْ بالسيف كَيلَ السندرَهْ *

قال أبو العباس : واختلفوا في السندرة ، فقال ابن الأعرابي : هو مِكيالٌ كبير مثلُ القَنْقَل ، واسع كثيرا ، أي : أقتلكم قَتلا واسعا كثيرا.

وقال غيره : السندرة : امرأةٌ كانت تَبيع القمح وتُوفِي الكيلَ ، أي : أكيلُكم كيلا وافيا.

قال : وقال آخر السندرة : العَجَلَة ، يقال : سَنْدَريّ : إذا كان مستعجلا في أموره جادّا ، أي : أقاتلكم بالعَجَلة وأبادرُكم قبل الفرار.

ويقال : قوس سندرية. وقال : إذا أدركت أدناهم أخرياتهم ـ حبوت لهم بالسندرى الموتلّة وسنان سندرِيّ : إذا كان أزرق حديدا قال رؤبة :

* وأوتار غيري سندرى مختلق مُخَلَّق*

أي : غير نصل أزرق حديد. وقال أعرابي :

* تعالَوْا نصيدها زريقاء سندرية*

يريد طائرا خالص الزرقة.

[سرند] : أبو عُبيد عن الأصمعي : السرَنْدَى : الشديدُ ، والسبَنْدَى : الجريء ، وفي لغة هذيل : الطويل.

وفي «نوادر الأعراب» : السنادِرَةُ والسبادُنةُ : الفَراغ وأصحابُ اللهو والتبطُّل.

الليث : السَّرَنْدَى : الجريء على أَمْرِه لا يفرق من شيء. وقد اسرنداه وآغرنداه : إذا جَهِل عليه. وسيف سَرَندَى : ماضٍ في الضريبة لا يَنْبو.

وقال ابن أحمَر يصف رجلا صُرِع فخرَّ قتيلا :

فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذات يَمينه

كسيفٍ سَرَنْدَى لاحَ في كفِّ صيْقَلِ

من جعل سَرَندى فَعَنْلَلا صرفه ، ومن جعلَه فعنلى لَم يصرفه.

وقال أبو عبيد : اسرنداه واغرنداه : إذا عَلاه وغلبه ، وأنشد :

١٠٣

ما لِنُعاس الليل يَغْرَنْدِينِي

أَدْفَعُه عَنّي ويَسْرَنْدِيني

[سبند] ـ [سبنت](١) : والسَّبَنْدَى ، والسَّبَنْتَى : النَّمر ، وكلُّ جريٍ. سَبَنْدَى وسبنتى.

وقال أبو الهيثم : السبنتاة : النَّمِر.

ويُوصف بها السَّبُع ويُجمع سبانِت ، ومن العرب من يجمعها سَباتَى. ويقال للمرأة السلِيطة : سبَنتاه ، يقال هي : سبَنتاه في جلد حَبَنْداه.

[فردس] : وقال الزّجّاج في قول الله جل وعز : (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١)) [المؤمنون : ١١].

روِي أن الله جل وعز جعل لكلّ امرىء في الجنّة بيتا ، وفي النار بيتا فمن عَمِل عَمَل أهلِ النار ورِث بيتَه ، ومن عَمِل عملَ أهلِ الجنة ورِث بيته.

قال : والفِردوس أصلُه رُوميُّ أعرِب ، وهو البُستان ، كذلك جاء في التفسير.

وقد قيل : الْفِردوس تعرفه العرب ، ويسمَّى الموضعُ الّذي فيه كَرْم : فرْدوسا.

وقال أهل اللغة : الفِرْدوس مُذَكَّر وإنما أُنِّث في قوله : (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١)) لأنه عنى به الجنة.

وفي الحديث : «نسألك الفردوس الأعلى».

وأهلُ الشام يقولون للبساتين والكُروم : الفَراديس.

وقال الليث : كَرْم مُفَرْدس ، أي : مُعَرَّش ، قال العجاج :

* وَكَلْكَلا وَمِنْكبا مُفَرْدسا*

قال أبو عمرو : مفردسا : أي : محشوّا مُكْتَنِزا ؛ ويقال للجلة إذا حُشيتْ فُرْدِست.

قال : والفردَسة : الصَّرْع القبيح ، يقال : أخَذَه ففَرْدَسه : إذا ضربَ به الأرض.

قال الزجاج : وقيل الفردوس : الأودية التي تنبت ضروبا من النبت وقيل : هو بالرومية ، منقول إلى لفظ العربية.

قال : والفردوس أيضا بالسريانية كذا لفظه فردوسٌ قال : ولم نجده في أشعار العرب ، إلا في شعر حسان.

قال : وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البستان ، لأنه عند أهل كل لغة كذلك.

وقال ابن الأنباري : ومما يدلُّ أن الفردوس بالعربية قول حسان :

وإن ثواب الله كلّ موحِّد

جِنانٌ من الفردوس فيها يخلدُ

وقال عبد الله بن رَواحة :

إنهم عند ربهم في جنان

يشربون الرحيق والسلسبيلا

الرحيق : الخمر. والسلسبيل : السهل

__________________

(١) أدرجت هذه المادة في «العين» (٧ / ٣٤١) : في باب رباعي السين والتاء.

١٠٤

المدخل في الحلق. يقال : أثرابٌ سلسل وسلسال وسلسبيل.

وقال الفراء : قال الكلبي بإسناده : الفردوس : البستان بلغة الروم.

وقال الفراء : هو عربي أيضا ، والعرب تسمي البستان الذي في الكرمُ : الفردوسَ.

وقال السّدِّي : الفردوس أصله بالنبطية فرداسا.

وقال عبد الله بن الحارث : الفردوس : الأعناب.

[سندل] : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : سَنْدَل الرجلُ : إذا لَبِس الجَوْرَبَيْن ليَصْطادَ الوحشَ في صَكَّة عُمَيّ.

[سبرد] : قال : والناقة إذا أَلْقَت وَلَدَها لا شَعْر عليه فهو المُسَبْرَد ؛ ويقال : سَبْرَد شعرَه : إذا حَلَقه.

[فندس] : قال : وفَنْدس الرجلُ : إذا عَدَا ، وقَنْدَس بالقاف : إذا تابَ بعد مَعْصية.

[سمدر] : أبو عبيد عن أبي عمرو : السَّمادِيرُ : ضَعْفُ البَصَر ، وقد اسمَدَرّ.

ويقال : هو الشيءُ الذي يَتراءى للإنسان من ضَعْف بصرِه عند السُّكْر من الشراب أو غيره.

[دربس] : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : الدِّرْباس : الكلْب العَقُور ، وأنشد :

* أعْدَدْت دِرْواسا لِدرْباسِ الحُمُتْ*

(وقالوا : الدُّرابِسُ : الضّخم الشديدُ من الإبل ومن الرّجال ، وأَنشد :

لو كنتَ أمسيتَ طليحا ناعِسا

لم تُلْف ذا راوية دُرابِسَا) (١)

دفنس : والدِّفْنَاس : البَخِيل ، وأنشد المفضل :

إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقَاحَه

فإنّ لنا ذَوْدا ضِخامَ المحالِبِ

أي : سمن لقاحه.

قال : والدفْنَاس : الرّاعي الكَسلان الذي يَنام ويَترُك الإبل ترعَى وحدَها.

أبو عبيد عن الأصمعي : الدِّفْنِس : المرأةُ الحَمقاء.

[سرمد] : الليث : السّرمْد : دوامُ الزّمان من لَيلٍ ونَهار.

وقال الزّجاج : السَّرمَد : الدائم في اللّغة.

[دردبس ـ مرمريس](٢) : وقال الليث : الدَّرْدَبيسُ : الشيخُ الكبير. والعجوزُ أيضا يقال لها : دَرْدَبيس ، وأنشَد :

__________________

(١) أدرجت هذه الفقرة في المطبوعة تحت مادة (سندس).

(٢) هذه المواد من : باب الخماسي من السين.

١٠٥

أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ نُعُوسُ

قد دَرْدَمَتْ والشيخُ دَرْدَبيسُ

وقال شمر : الدَّرْدَبيس : الداهية. وهذا صحيح.

[أبو عبيد] والمَرمريس : الأملس.

[ذكره أبو عبيد في باب فَعفعيل ؛ أخذ المرمريس من المرمر ، وهو الرخام الأملس ، وكسعه بالسين تأكيدا.

والمرمريس : الأرض التي لا تنبت.

والمرمريس : الداهية والدَّردبيس ، وهو فعفعيل ، بتكرير الفاء والعين](١).

وقال شمر : المرمريس : الداهية. وقرأت في نسخة الإيادي المسموعة من شمر : أبو عمرو : القحرُ والقَهْبُ : الشيخ ، ومثلُه الدِّردِبيس ـ بكسر الدالين ـ هكذا كتبه أبو عمرو الإيادي.

[سندس] : وقال المفسِّرون في تفسير السُّنْدُس : أنه رَقيق الدِّيباج ، وفي تفسير الإسْتَبْرق : إنّه غليظُ الدِّيباج ، لم يَختلفوا فيه.

وقال اللَّيث : السُّنْدُس : ضَربٌ من البِزْيُونِ يُتّخذ من المِرْعِزَّى ، ولم يختلفوا فيهما أَنهما معرّبان.

[دلمس] : ادلَمّسَ الليلُ : إذ اشتدّت ظُلمتَهُ ، وهو ليل مُدْلَمِّسٌ.

[باب السين والتاء

س ت]

[سنتأ] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المُسَنْتأُ مهموزٌ مقصور : الرجلُ يكونُ رأسُه طويلا كالكُوخ.

[سبرت] : أبو عُبَيد عن الأصمعيّ : السّبارِيتُ : الأَرَضون الّتي لا شيءَ فيها ، واحدها سُبْرُوت.

قال شمر : والشُّبروت أيضا المفلس.

وقال المؤرّج نحوَه. أبو زيد : رجل سبروت وسبريت ، وامرأة سِبريتة ، وسبروتة : إذا كانا فقيرين.

أبو نصر عن الأصمعي : السُّبروت : الفقير. والسُّبروت : الشيء التافه القليل.

والسبروت : الأرض الصَّفصف.

وقال أبو عُبَيد : السَّباريت : الفلوات التي لا شيء بها ، واحدها سبروت.

ورَوَى الرِّياشيّ عن الأصمعيّ : السُّبْروتُ : الأرضُ التي لا يَنبُت فيها شيء. وبها سُمّي الرجلُ المُعدِم سُبْروتا.

[باب السين والراء ـ والسين واللام

س ر ـ س ل]

[بربس] : الليث : التَّبَرْبُس : مَشْيُ الكَلْب ، وإذا مَشَى الإنسان كذلك قيل : هو يَتَبَرْبَس.

__________________

(١) زيادة من «اللسان» (مرمريس ـ ١٣ / ٧٩) ، مما روي عن «التهذيب». وكررت عبارة : (أبو عبيد المرمريس : الأملس). في المطبوع وأدرجت تحت مادة (ترمس).

١٠٦

وقال :

* فَصَبَحَتْه سلق تَبربس*

أي تمر مرا سريعا.

ثعلب عن عمرو عن أبيه قال : البِرْبَاسُ : البئر العَمِيقة.

[سربل] : وقال غيرُه : السِّرْبالُ : القَمِيص ، وقيل في قول الله تعالى : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، إنها القُمُص تَقِي الحَرّ والبَرْد ، فاكتَفَى بذكر الحرّ ، لأنّ ما وَقَى الحرَّ وَقَى البرد.

وأما قوله تعالى : (وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) [النحل : ٨١] فهي الدُّروع.

وقال أبو عمرو : السَّرْبَلة : ثَرِيدَةٌ قد رُوِّيَتْ دَسَما.

[بردس] : ابن دُرَيد : رَجُلٌ بِرْدِيس خَبيثٌ مُنكَر وجَمل سِنْدَابٌ : صُلبٌ شديد.

[برطس] : قال : والمُبَرْطِسُ : الذي يَكترِي للنَّاس الإبلَ والحَميرَ ويأخذُ جُعْلا ، والاسم البَرْطَسة.

[سفسر] : أبو عُبيد عن الأصمعي قال في قول النابغة :

وفارقتْ وهي لم تَجرب وباع لها

من الفَصافص بالنّمِيّ سفسير

قال : باع لها : اشترى. وسفسير : يعني السّمسار.

قال ابن الأنباري : السفسير. القهرمان.

وقال المؤرّج : السفسير : العبقري ، وهو الحاذق بصناعته ، من قولهم : سفاسرة وعباقرة. ويقال للحاذق بأمر الحديد : سِفسير.

قال حميد بن ثور :

برَتْه سفاسيرُ الحديد فجرّدت

وقيعَ الأعالي كان في الصوت مكرما

[سمرت] : ابن السكيت في «الألفاظ» : السَّمروت : الرجل الطويل.

قال : وقال الفراء : يقال للطويل : شمقمق وشَمق.

[سمسر] : وفي الحديث : كنا قوما نسمّى السماسرة بالمدينة ، فسمّانا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم التجّار.

وقيل : السمسار : المقيّم بالأمر ، الحافظ له. قال الأعشى :

فأصبحتُ لا أستطيع الكلام

سوى أن أراجعَ سمسارها

[سمأل] : وقال ابن الأعرابيّ : أبو بَراء كُنيةُ الطائر الذي يقال له السَّمَوْأَل بالهمز.

[سرتف] : وقال أبو عَمرو : السِّرْتافُ : الطويل.

[فرنس] : والفِرْناسُ : الأسد الضَّاري.

وقال الليث : الفَرْنَسةُ : حُسْن تدبير المرأةِ لبَيْتِها ، يقال : إنها امرأة مُفَرْنِسة.

[فرسن] : والفِرْسِنُ : فِرْسِنُ البَعير ، وهي مؤنَّثة.

* [برنس] : والبُرْنُس : كلُّ ثوب رأسه منه

١٠٧

مُلتَزِق به ، دُرّاعةً كان أو جُبّةً أو مِمْطَرا.

[نبرس] : يقال للسِّنان : نِبراس ، وجمعه النباريس.

قال ابن مقبل :

إذ ردّها الخيل تعدو وهي خافضة

حدّ النبارس مطرودا نواحيها

أي : خافضة الرماح.

والنِّبْراس : السِّراج ، وقد رواه أبو عُبَيد عن أصحابه.

[بلسن] : والبُلْسُنُ : العَدَسُ ، قاله ابن الأعرابي.

قال : وهل كانت الأعراب تعرف بُلْسُنا.

[سنبت] : وقال ابن الأعرابي : السِّنْبِتُ : السّيّء الخُلُق.

[سمرمل] : والسَّمَرْمَلةُ ) : الغول.

[سنبر] : وقال أبو عمرو : السَّنْبَرُ : الرجلُ العالِم بالشيء المتقِن له.

[بسمل] : الليث : بَسْمَلَ الرجلُ : إذا كَتَب باسم الله بَسْمَلةً ، وأنشد :

لقد بَسْملَتْ هندٌ غداةَ لقيتُها

فيا حَبّذا ذاكَ الدَّلالُ المُبَسْمِلُ

سلَمة عن الفراء في البَسْملة نحوه.

ابن السكيت يقال : قد أكثرت من البسملة : إذا أكثر من قول باسم الله. وقد أكثر من الهيللة : إذا أكثر من قول لا إِله إلا الله. وقد أكثر من الحولقة : إِذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

[سنمر] : وقال أبو عمرو : يقال للقمر : السِّنِّمار والطَّوْس.

ومن أمثال العرب في الذي يُجازِي الحَسَنَ بالسوأَىء قولُهم : جَزاهُ جَزاءَ سِنِّمار.

قال أبو عُبَيد : وكان سنِّمار بَنّاءً مُجِيدا ، فبَنَى الخَوَرْنَق للنُّعمان بن المنذِر ، فلما نظر إليه النعمانُ كَرِه أن يَعمل مِثله لغيره فأَلقاهُ من أَعلى الخَوَرْنَق فخرّ ميتا ، وفيه يقول القائل :

جَزَتْنا بنو سعْدٍ بحُسن بلائِنا

جَزَاء سِنمارٍ وما كان ذا ذَنْبِ

وقال يونس : السِّنمار من الرّجال : الذي لا ينام باللَّيل ، وهو اللِّص في كلام هُذَيل ؛ ويسمّى اللّص سنِّمارا لِقلَّة نَوْمه.

[ترمس] : وقال الليث : حَبُ التُّرْمُس حبٌّ مُضلَّع محزَّز ، ولذلك قيل للجُمان : ترَامِس.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : تَرمَس الرجلُ : إذا تَغيَّب عن حَرْبٍ ، أو شَغَبِ.

(أبو عُبَيد : المَرْمَرِيس : الأَملَسُ) (٢).

[سلسل] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : لم

__________________

(١) في المطبوع : «السَّمَرْمَرَة : الغول» ، والمثبت من «اللسان» (سمرمل) مما روي عن «التهذيب».

(٢) ما بين الهلالين تكرار يندرج تحت مادة (مرمريس) السابقة (ص : ١٠٦).

١٠٨

أسمَع سلْسَبيل إلا في القرآن.

وقال الزجّاج : سلْسَبيل : اسمُ العين ؛ وهو في اللغة صفةٌ لما كان في غاية السَّلاسة ، فكأنّ العَينَ سُمّيتْ بصِفَتها.

[برنس] * : (أبو عمرو : يقال للرّجل إذا مرّ مرا سريعا : مرَّ يتَبَرْنس ، وأنشد :

* فصبَّحته سلَقٌ تَبَرْنَسُ *

غير واحد : ما أَدْرِي أيُ بَرْنَساء هو وأيُ بَرَنساءَ هو ، معناه : ما أَدري أي الناس هو) (١).

[برسم] : [البرسام : المُومُ](٢) : ويقال لهذه العِلة : البِرْسام كأَنه معرب.

وبِرْ : هوَ الصَّدْر ، وَسامٌ : هو من أسماء الموت.

وقيل : بِرْ معناه الابن ، والأوّل أصحّ ، لأن العلّة إذا كانت في الرأس فهي السِّرْسام ، وسِرْ : هو الرأس.

[سنبل] : والسُّنْبُل معروف ، وجمعه السَّنابِل ، السُّنْبُلة : بئرٌ قديمة حَفَرَتْها بنو جُمَح بمكّة ، وفيها يقول قائلُهم :

* نحنُ حَفَرْنا لِلْحَجِيجِ سُنْبُلَه *

المَيْسُوسَنُ : شَرابٌ ، وهو معرّب اذربطوس : دواء روميّ أعرب.

أبو عَمرو : السَّنْتَبَةُ : الغِيبَةُ المُحْكَمة.

وقال اللّيث : حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحتَ الأرض.

أبو عُبيد عن الأحمر : هي السِّرْداب ، وهي الطِّنْفِسَة.

ابنُ بزرج : اطْلَنْسأْتُ : أي : تحوّلْتُ من منزلٍ إلى منزل. قال : واسْلَنْطَأتُ : أي : ارتفعتُ إلى الشيءِ أَنْظُر إليه) (٣).

وفي حديث سَلمانَ الفارسيّ أنّه رُئِيَ بالكُوفة عَلَى حمارٍ عَرَبيٍّ وعليه قميصٌ سُنْبُلانيّ.

قال شمر : قال عبد الوهاب الغنوي : السنبُلاني من الثياب : السابغُ الطويل الذي قد أُسْبِل.

وروي عن عمر رضي‌الله‌عنه أنه كان يلبس القميص السُّنبلاني. وكذا روي عن عليّ عليه‌السلام ؛ فهؤلاء الثلاثة من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعني سلمان وعمر رضي‌الله‌عنهما وعليّا عليه‌السلام ، هم زُهَّاد وما كانوا لابسين القمص الطوال التي يجرون ذيولها. والأقرب عندي أن يكون السنبلاني منسوبا إلى موضع ، وهو من غليظ ثيابهم القالصة عن الكعبين.

وروي ذلك في حديث أنه اشترى قميصا فلبسه وانتهى إلى نصف ساقه ؛ فقال : هذا قدر حسن.

وقال خالد بن جَنْبَةَ : سَنْبَلَ الرّجُل ثوبَه.

إذا جَرَّ لَه ذَنْبا مِنْ خَلْفِه ؛ فتلك السَّنْبَلة.

__________________

(١) الفقرة تابعة لمادة (برنس) السابقة.

(٢) زيادة من «اللسان» (برسم ـ ١ / ٣٧٦).

(٣) كذا أثبت ما بين الهلالين في المطبوع ، وهو تكملة شرح لعدة مواد سابقة.

١٠٩

وقال أخوه : ما طالَ من خَلْفه أو أَمامه فقد سَنْبَله. فهذا القميص السنبلاني.

وقال شمر : يجوز أن يكون السُّنْبُلاني مَنْسُوبا إلى موضع. والسَّنابلُ : سَنابلُ الزَّرع من البُرّ والشّعير والذُّرة ، الواحدةُ سُنْبُلَة.

(وقال شمر : لا أعرف الرئباس والكماني اسما عربيّا.

قلت : والطّرموس ليس بالرئباس الذي عندنا) (١).

بلسم ـ برسم : البلسام ، البرسام](٢) : وقال العجاج يصف شاعرا غالبه فأفْحَمَه :

فلم يزل بالقول والتهكُّمِ

حتى التقينا وهو مثل المُفْحَم

* واصفرّ حتى آضَ كالمُبَلْسَم *

[المُبلسم] (٣) : والمُبَرْسَم واحد : قال أبو عمرو ابنُ العلاء : قيسٌ تقول للمريض مُبَلْسَمٌ. وتميم تقول مُبَرْسَم.

[فرسن] : أبو زيد : هي الفِرْسِنُ لفِرِسْنِ البعيرِ ، وجمعُها فَراسن ، وفي الفراسِنِ السُّلامَى ، وهي عِظَامُ الفِرْسِن ، وقَصَبها ثم الرُّسْغُ فوق ذلك ، ثم الوَظيف ، ثم فوق الوظيف من يدِ البعيرِ الذّراع ثُم فَوْقَ الذِّراع العَضُد ، ثم فوق العَضُد الكَتِف ، وفي رجلِه بعد الفِرْسِن من الخيل :

الحافر ، ثم الرُّسْغ.

قرأت بخط الهيثم لابن بُزُرْج : (اسرنطى) ؛ أي : حَمُق. واعلنبى بالحمل ، أي : نهض به. و (اطلنسى) ، أي : تحول من منزل إلى منزل. قال :

و (اسلنطى) ، أي : ارتفع إلى الشيء يَنظر إليه. قال : وتهطْلأْت ، أي : وَقعت.

ومن خُماسيّه : [لباب السين]

يقال : كَمَرَةٌ (فَنْطَلِيس) وفَنْجَلِيس ، أي : ضخمة.

وسمعتُ جاريةً نُمَيْرِيّةً فصيحةً تُنْشِد وَقْتَ السَّحَر والكواكبُ قد بَدأَت تَطْلُع :

قد طَلَعَتْ حَمْراءُ فَنْطَلِيسُ

ليس لِرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيسُ

أبو سَعيد : (السَّمَنْدَل) : طائِرٌ إذا انقَطَع نَسْلُه وهَرِم أَلْقَى نفَسه في الجَمْر فيعود إلى شَبابه.

وقال غيرُه : هو دابّة يَدخل النار فلا تُحرِقه.

و (سَمَنْدَر) : موضع.

و (سَرَنْدِيب) : بَلدٌ منْ بلادِ الهنْد.

__________________

(١) كذا أثبت في المطبوعة.

(٢) زيادة من «اللسان» (بلسم).

(٢) زيادة من «اللسان» (بلسم).

١١٠

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الزاي من تهذيب اللغة

أبواب المضاعف من حرف الزاي

باب الزاي والطاء

ز ط

زط : قال اللّيث : الزُّطُّ أعرابُ جَتَّ بالهِنْدِيّة ، وهم جِيل من أهل الهند ، إليهم تنْسَبُ الثيابُ الزُّطّية.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الزُّطُط والثُّطُط : الكَواسِج.

وقال في موضع آخر : الأزَطّ : المستوِي الوجه. والأَذَطّ : المعوَجُّ الفَكّ.

زد : مهمل.

[باب الزاي والتاء]

ز تّ

زت : أهمَلَهُ الليث. ورَوَى أبو عُبَيد عن أبي زيد : زَتَتْتُ المرأةَ : إذا زَيَّنْتَها. قال : وأنْشَدَنا أبو زيد :

بني تميمٍ زَهْنِعُوا فَتَاتَكُمْ

إنَّ فَتَاةَ الحَيِ بالتَّزَتُّتِ

قال شمر : لا أَعرِف الزاي مع التاء موصولَين إلّا زتَت. فأمّا ما يكون الزّاي مفصولا من التاء فكثير.

عمرو عن أبيه قال : الزَّتَّةُ : تَزْيِينُ العَروسِ ليلةَ الزَّفاف.

ز ظ ، ز ذ ، ز ث : مهملات.

باب الزاي والراء

ز ر زرّ. رز : مستعملان.

زر : ابن شميل : الزِّرُ : العُرْوَة الّتي تُجعَل الحَبّة فيها.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : يقال لزَرّ القميص : الزِّير. قال : ومن العَرَب من يَقلِب أحدَ الحرفين المدغَمين فيقول : في مَزّ مَيْز وفي زِرّ زِير ، وهو الدُّجَة. قال : ويقال لعُرْوَته : الوَعْلة.

وقال اللّيث : الزِّرّ : الجُوَيْزَة التي تُجعَل

١١١

في عُرْوة الجَيْب ، والجميع الأَزْرار.

قلت : القول في الزِّر ما قال النضر أنه العُروة والحَبَّة تجعل فيها. ويقال للحديدة التي تجعل فيها الحلقة التي تُضم على وجه الباب لاصقا به : الزِّرَّة ، قاله عمرو بن بحر.

قال يعقوب في باب فِعْل وفُعْل باتفاق معنى : جِلب الرجل وجُلبه ، والرِّجز والرُّجز العذابُ ، والزِّر والزُّر أراد زرّ القميص. وعِضْوٌ وعُضو. والشَّحُ والشُّح : البخل.

وفي حديث السائب بن يزيد أنه رأى خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتفه مثل زِرّ الحَجَلة : أراد بزرّ الحجلة جَوزةً تضم العروة.

أبو عبيد : أزْرَرْتُ القَميصَ : إذا جعلتَ له أَزْرارا ، وزَرَرْتُه : إذا شددتَ أزرارَه عليه ، حكاه عن اليزيديّ.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : الأزرار : خَشَباتٌ يُحْرَزْن في أعلى شُقَقِ الخباء وأُصولُ تلك الخَشَبات في الأرض.

ثعلب عن ابن الأعرابي : الزِّرّ : حَدُّ السَّيف. والزَّرّ : العَضُّ. قال : والزِّرّ : قِوامُ القلب. قال : ورأى عليّ أَبا ذَرّ رضي‌الله‌عنهما ، فقال : أبو ذَرّ له : هذا زِرُّ الدِّين.

قال أبو العبّاس معناه : أنّه قِوامُ الدّين كالزِّرّ ، وهو العُظَيْم الذي تحت القلب ، وهو قِوامه.

قال : والزِّرّة : العَضَّة ، وهي الجِراحة بزِرّ السيف أيضا. والزّرّة : العَقْل أيضا ، يقال : زَرَّ يَزرّ : إذا زاد عَقْلُه وتَجارِبُه.

وزَرَّ يَزرّ : إذا عَضَّ. قال : وزَرِرَ : إذا تَعدَّى على خَصْمه. وزَرِرَ : إذا عَقْل بعد حُمْق.

وقال ابن دُريد : زِرَّا السَّيف حَدّاه. قال : وقال هِجْرِس بنُ كُلَيب في كلام له : أَمَا وَسَيْفي وزِرَّيه. ورُمْحِي ونَصْلَيْه ، لا يَدَع الرجلُ قاتلَ أبيه وهو يَنظُر إليه ، ثم قَتَلَ جَساسا ، وهو الذي كان قَتَل أباه.

الأصمعي : فلان كيّسٌ زُرازِرٌ ، أي : وَقّادٌ تَبرُق عَيْناه.

أبو عبيد عن الفراء : عيناه تَزِرّان في رأسه إذا تَوَقَّدَتا ، ورجلٌ زَرِير : أي : خَفِيف ذَكِيّ ، وأنشد شمر :

يَبِيت العَبْدُ يَركبُ أجنَبَيْهِ

يَخِرّ كأنّه كَعْبٌ زَرِيرُ

وقال : رجُلٌ زُرازِرُ ، إذا كان خفيفا ، ورِجالٌ زَرازِر ، وأَنشدَ :

ووَكْرَى تَجرِي على المَحاوِرِ

خَرْساءَ من تحتِ امرىءِ زُرازِرِ

وقال أبو عُبيد : الزِّرُّ : العَضُّ ؛ يقال : زَرَّه يَزُرّه زَرّا. قال : وقال الأصمعي : سأل أبو الأسود الدُّؤْلَي رجلا فقال : ما فعلتِ امرأةُ فلان الّتي كانت تُزارُّه وتُشارُّه وتُهارُّه.

١١٢

وقال الليث : الزَّرُّ : الشَّلُّ والطّرد ، وأَنشَد :

* يَزُرّ الكتائبَ بالسَّيف زَرَّا*

قال : والزَّرِير : الَّذي يُصبَغُ به ـ من كلام العجم ـ وهو نَبات له نَوْرٌ أصفَر.

قال : والزُّرْزُور ، والجميع الزَّرازِير : هَناةٌ كالقَنابِر مُلْسُ الرؤوس ، تزَرْزِرُ بأصواتها زَرْزَرة شديدة.

وقال ابن الأعرابي : زرزَرَ الرجلُ إذا دام على أكل الزَّرازِر. وزرزر : إذا ثبت بالمكان.

رز : قال : ورَزَّ رَزّا : إذا ثَبَت بالمكان.

وروي عن عليّ رضي‌الله‌عنه أنه قال : من وَجَد في بطنه رِزّا فليتوضّأ.

قال أبو عُبيد : قال الأصمعيّ : أراد بالرّزّ : الصوتَ في البطن من القَرْقَرة ونحوِها.

قال أبو عُبيد : وكذلك كلُّ صوت ليس بالشديد فهو رزّ.

وقال ذو الرّمة يصف بعيرا يَهدِرُ في الشِّقْشِقة :

رَقْشاء تَنتاحُ اللُّغام المزْبِدا

دَوَّمَ فيها رِزَّة وأَرْعَدَا

وقال أبو النّجم :

كأن في رَبَابِه الكِبارِ

رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ في عِشَار

وقيل : إن معنى قوله : «مَن وَجَد رِزا في بطنه» : إنّه الصوت يَحدُث عند الحاجة إلى الغائط ، وهذا كما جاءَ في الحديث : أنه يُكرَه للرجل الصلاة وهو يُدافِع الأخبَثَين.

وقال القتيبي : الرّزُّ : غَمْزُ الحَدَث وحركتُه في البطن حتى يحتاج صاحبه إلى دخول الخلاء ، كان بقَرقرة أو بغيره قرقرة. قال : وهذا كقوله : لا يصلّي الرجل وهو يدافع الحدثَ. وأصل الرِّز : الوجعُ يجده الرجل في بطنه ، يقال : إنه ليجد رِزّا في بطنه ، أي : وجعا وغمزا للحَدث. قال أبو النجم يذكر إبلا عِطاشا :

لو جُرّ شنٌّ وَسْطها لم تَحْفِلِ

من شهوة الماء ورزٍّ مُعْضِل

يقول : لو جُرّت قربة يابسة وسط هذه الإبل لم تَنغِر من شدة عطشها وذبولها.

وشبّه ما يجده في أجوافها من حرارة العطش بالوجع فسمّاه رِزّا.

قال شمر : قال بعضهم : الرِّزّ : الصوت تسمعه لا يُدرى ما هو ، يقال : سمعت رِزّ الرعد وأريز الرعد : والأريز : الطويل الصوت. والرِّز : أن يسكت من ساعته.

قال : ورِزّ الأسد ، ورزة الإبل : الصوت تَسمعه ولا تراه ، يكون شديدا أو ضعيفا ، والجرسُ مثله.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : يقال للجَراد إذا ثَبَّتَ أذنابَه في الأرض ليَبيض : قد رَزَّ يَرُزّ رَزّا.

وقال اللّيث : يقال : أرَزَّت الجرادةُ إرْزازا

١١٣

بهذا المعنى. والرَّزُّ : رَزُّ كلِّ شيء تثبِّته في شيء ، مثل : رَزَّ السكّينَ في الحائط يرُزّه فيَرْتَزُّ فيه.

وقال يونس النحويّ : كنّا مع رُؤْبة في بيت سَلَمة بن عَلْقمةَ السّعديّ فدعا جاريةً له ، فجعلتْ تَباطأُ عليه.

فأنشأَ يقول :

جاريةٌ عند الدُّعاء كَزَّه

لو رَزَّها بالقُزْبَرِيِ رَزّه

* جاءت إليه رَقْصا مهتزّه*

وأخبَرَني المنذريُّ عن الشيخي عن الرِّياشي أنه قال : الإرْزِيز : الطَّعن الثابت ؛ وأنشدَ قولَ الهُذليّ :

كأنّما بين لحْيَيْه ولَبّتِه

من جُلْبَةِ الجُوع جَيَّارٌ وارِزيزُ

وقال الفرّاء : تقولُ : رُزٌّ للّذي يؤكل ، ولا تقل : أُرْز.

وقال غيرُه : يقال : رُزّ ، ورُنْز ، وأَرُزّ ، قاله ابن السكّيت.

باب الزاي واللام

ز ل زل. لزّ : مستعملان.

زل : قال الليث : يقال : زَلَ السَّهم عن الدِّرع زَليلا ، وكذلك الإنسانُ عن الصَّخرة يَزِلَ زَليلا ، فإذا زَلّت قَدَمُه قيل : زَلَ ، وإذا زَلَ في مَقالٍ أو نحوِه قيل : زَلَ زَلَّة ، وفي الخَطيئة ونحوِها ، وأَنشَد :

هَلَّا على غَيْري جَعَلْتَ الزَّلَّه

فسوفَ أَعْلُوا بالحُسامِ القُلَّهْ

قال : والزّلةُ من كلام الناس عند الطّعام ، تقول : اتَّخَذ فلانٌ زَلّة ، أي : صَنِيعا للنّاس.

وزلّت الدراهم تزِل زُلولا : إذا نقصت في وزنها. والزَّلول : المكان الذي تزِل فيه القَدم. وقال :

بماء زُلال في زلول بمعزل

يَخِرّ ضبابٌ فوقه وضَريب

وفي ميزانه زَلَلٌ ، أي : نقصان.

وقال أبو زيد : زَلَ في دينِه يَزِلّ زللا وزُلُولا ، وكذلك زَلَ في المَزَلّة.

وقال النّضر : زَلَ يَزِل زَلِيلا وزَلولا : إذا مَرَّ مَرّا سريعا.

والمَزَلَّةُ : المكانُ الدَّحْض ، والمَزَلّة أيضا : الزَّلَل في الدَّحْض ، قال : والزَّلَل مِثْل الزَّلّة في الخطأ. والزَّلَل : مصدر الأَزَلّ من الذئاب وغيرِها ، يقال : سِمْعٌ أَزَلّ.

وامرأةٌ زَلّاء ، لا عَجيزة لها ، والجميع الزُّلُ. وأَزَلَ فلانٌ فلانا عن مكانه إزلالا ؛ وأَزالَه ، وقرىء : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها) [البقرة : ٣٦] ، وقرىء : «فأزالهما» ، أي : فنحّاهما.

وقيل : أزلهما الشيطان ، أي : كسبهما الزلة.

وقال الليث : الزَّلَّةُ عراقيّة : اسمٌ لما يُحمَل من المائدة لقريبٍ أو صَديق ، وإنَّما

١١٤

اشتُقَّ ذلك من الصَّنيع إلى الناس.

وفي الحديث : من أُزِلّت إليه نعمة فليَشْكرْها.

قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : من أُزِلَّت إليه نِعمةٌ ، معناه : مَن أُسديت إليه واصطُنِعَتْ عنده ، يقال منه : قد أزلَلتُ إلى فلان نِعمةً ، فأنا أُزِلُّها إزْلالا ، وقال كُثَيّر يذكُر امرأةً :

وإنِّي وإن صَدَّتْ لمُثْنٍ وصادِقٌ

عليها بما كانت إلينا أَزَلَّتِ

ابن السكّيت عن أبي عمرو ، يقال : أزلَلت له زَلَّةً ، ولا يقال زَلَلْت.

وقال اللّيث : الزَّليلُ : مَشيٌ خفيف ، زَلَ يَزِلّ زَلِيلا ، وأَنشَد :

وعاديةٍ سَومَ الجَرادِ وزَعْتُها

فكَلَّفْتها سِيدا أزَلَ مُصَدَّرَا

قال : لَم يَعْنِ بالأزَلّ الأرْسَح ، ولا هو من صفة الفَرَس ، ولكنّه أراد يزِلّ زَلِيلا خفيفا ، قال ذلك ابن الأعرابيّ فيما روى ثَعْلَب عنه.

وقال غيرُه : بل هو نعتٌ للذِّئب ، جعله أَزَلَ لأنه أخَفَّ له ؛ شَبَّه به الفَرَس ثم نَعَته.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زُلَ : إذا دُقّقَ ، وزَلَ : إذا أَخطأَ. قال : والمزلِّل : الكثيرُ الهَدايا والمعروف. والمُسلِّل : الكثير الحيلة ، اللطيف السّرق.

وقال الفرّاء : الزّلّة : الحِجارَة المُلْس.

والزُّلزُل : الطَّبَّال الحاذق ، والصُّلْصُل : الراعي الحاذق.

وقال ابن شُميل : كنّا في زَلّة فلانٍ ، أي : في عُرْسِه.

أبو عُبيد عن أبي عُبيدة : الزَّلَزِلُ : المَتاعُ والأَثاث.

وقال شمر : هو الزَّلَزُ أيضا ، يقال : احتمل القومُ بِزَلَزِهم.

وقال ابن الأعرابيّ : يقال زَلِزَ الرجلُ : أي : قَلِق وعَلِزَ قال : وقال الأصمعيّ : تركتُ القومَ في زُلْزُول وعُلْعُول ، أي : في قتال.

وقال شمر : ولم يَعرِفه أبو سعيد.

وقالَ أبو إسحاقَ في قول الله جلَّ وعزَّ : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١)) [الزلزلة : ١] ، المعنى : إذا حُرِّكتْ حركةً شديدة.

قال : والقراءة زِلْزالَها ـ بكَسر الزاي ـ ويجوز في الكلام زَلْزالها. قال : وليس في الكلام فَعْلال ـ بفتح الفاء ـ إلَّا في المضاعف نحو الصَّلْصال والزَّلْزال.

وقال الفرَّاء : الزَّلْزالُ ـ بالكسر : المصدر ، والزَّلْزال بالفتح ـ الاسم ، وكذلك الْوِسواس المَصدَر ، والوَسْواس الاسم ، وهو الشَّيطان ، وكلُّ ما حدّثك ووَسْوَسَ إليك فهو اسم.

وقال ابن الأنباري في قولهم : أصابت القومَ زلزلَةٌ ؛ قال : الزلزلة : التخويف والتحذير ؛ من ذلك قوله تعالى : (وَزُلْزِلُوا

١١٥

زِلْزالاً شَدِيداً) [الأحزاب : ١١] ، (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) [البقرة : ٢١٤] ، أي : خُوِّفوا وحُذِّروا. والزّلازِلُ : الأهوال ، قال عمران بن حطّان :

فقد أظلّتك أيام له خِمْسٌ

فيها الزّلازِل والأهوالُ والوَهَلُ

وقال بعضهم : الزَّلزلة مأخوذة من الزَّلل في الرأي ؛ فإذا قيل : زُلزل القوم ، فمعناه : صُرِفوا عن الاستقامة ، وأوقع في قلوبهم الخوف والحذَر. وأُزلّ الرجل في رأيه حتى زَلّ. وأزيل عن موضعه حتى زال. وقال شمر : جَمِّع زَلِزَك ، أي : أثاثك ومتاعك ـ بنصب الزائين وكسر اللام ـ وهو الصحيح.

وفي «كتاب الإبياري» : أبو عبيد : المحاش : المتاعُ والأثاثُ. قال : والزَّلَزِل مثل المحاش ، ولم يذكر الزلزلة ، والصوابُ : الزّلزَل : المحاش. وفي كتاب «الياقوتة» : قال الفراءُ : الزَّلَزِل والقُثْرُد والخُنْثُر : قماش البيت.

وقال ثعلب : أخذته زَلزلة ؛ انزعاجٌ.

وماءٌ زُلالٌ : صافٍ عَذْب بارِدٌ سُمّي زُلالا لأنّه يَزِلّ في الحَلْق زَلِيلا.

وذَهبٌ زلالٌ : صافٍ خالص ، قال ذو الرمّة :

كأن جلودَهُنّ مُمَوهاتٌ

على أبشارها ذهبٌ زلالُ

وماءٌ زلالٌ : يَزِل في الحلق من عذوبته وصفائه.

وغلامٌ زَلْزُلٌ قُلْقُل : إذا كان خَفيفا. وقال اللّحياني في «ميزانِه» : زَلَل ، أي : نُقْصان ، وأَزْلَلْتُ فلانا إلى القوم ، أي : قدّمْته ، ومكانٌ زَلُولْ.

ابن الأعرابيّ عن أبي شَنْبَل أنه قال : ما زَلْزَلْتُ ماءً قَطّ أبرَدَ من ماء الثَّغُوب ـ بفتح الثاءِ ـ أي : ما شَرِبْتُ.

قلت : أرادَ ما جعلتُ في حَلْقي ماءً يَزِلُ فيه زَلُولا أبرَدَ من ماءِ الثَّغْب ، فجعله ثَغُوبا.

لز : قال اللّيث : اللَّزُّ : لُزُومُ الشيء بالشيء ، بمنزلة لِزازِ البيت ، وهي الخشبةُ الَّتي يُلَزّ بها البابُ.

وقال ابن السكّيت : يقال فلانٌ لِزازُ خُصومات : إذا كان موكَّلا بها ، يَقدِر عليها. قال : وأصل اللِّزاز الذي يُتْرَس به الباب ، ورجل مِلَزٌّ : شديدُ اللُّزوم ، وأَنشَد :

* ولا امرِىء ذي جَلَدٍ مِلَزّ*

قال : ورجلٌ مُلَزَّزُ الخَلْق ، أي : شديدُ الخَلْق ، مُنْضَمّ بعضُه إلى بعض. ويقال للبعيرَيْن إذا قُرِنا في قَرَن واحد : قد لُزَّا ، وكذلك وَظِيفا البعير يُلَزَّان في القَيْد إذا ضُيِّق ، وقال جرِير :

وابنُ اللَّبُون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ

لمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبُزْلِ القَنَاعِيسِ

ويقال : لَزُّ الحَقَّةِ : زُرْفينها. وقال ابن

١١٦

مقبل :

لم يَعْدُ أنْ فتَق النَّهِيق لهاته

ورأيت قارحة كلَزَّ المِجْمَر

يعني أزفرين المجمر إذا فتحته.

وقال أبو زيد : إنَّهُ لكَزٌّ لَزٌّ : إذا كان ممسكا. واللَّزِيزَةُ : مُجْتَمَعُ اللَّحم من البعير فوق الزَّوْر ممّا يلي المِلاطَ ؛ وأنْشَد :

* ذي مِرْفَقٍ ناءٍ عن اللَّزائزِ*

وقال اللّحياني : جعلتُ فلانا لِزَازا لفلان : لا يَدَعه يُخالف ولا يُعانِد. وكذلك يقال : جعلتُهُ ضَيْزَنا له ، أي : بُنْدارا عليه ، ضاغطا عليه.

عَمرو عن أبيه : اللَّزَز : المَتْرَس.

ابن الأعرابيّ : عَجُوزٌ لَزُوز ، وكَيِّسٌ لَيِّس.

ويقال : فلانٌ لِزُّ شَرّ ، ولَزِيز شَرّ ، ولِزَازُ شَرّ ، ونزُّ شَرّ ، ونزازُ شَرٍّ ، ونَزِيزُ شرٍّ.

[باب الزاي والنون]

زن

ن ز [مستعملان].

زن : أبو العباس عن ابن الأعرابي : التَّزْنِينُ : الدوامُ على أكل الزِّن وهو الخُلَّرُ ، والخُلَّرُ : الماشُ.

ويقال : فلان يُزَنّ بكذا وكذا ، ويُؤبَن بكذا وكذا ، أي : يُتَّهم به ، وقد أزنَتْهُ بكذا من الشرّ ، ولا يكون الإزنان في الخبر ، ولا يقال : زنَنْتُه بكذا بغير ألف.

ويقال : ماءٌ زنَن ، أي : ضيق قليل ؛ ومياهٌ زَنَن ، وقال الشاعر :

ثم استغَاثُوا بماءٍ لا رِشَاء له

من ماء لِينةَ لا ملْحٌ ولا زَنَنُ

وقيل : الماء الزّنَن : الظَّنُون الذي لا يُدرى أفيه ماءٌ أم لا. الزنَن والزنيء والزَّناء : الضيق.

وقال ابن دريد : قال الأصمعي : زَنَ عَصَبُه : إذا يبِسَ ، وأنشد :

نبَّهْتُ ميْمونا لها فأَنَّا

[يشكو](١)عَصَبا قد زَنَّا

وقال الليث : أبو زَنة : كُنية القرْد.

نز : الحراني عن ابن السكيت ، قال الكسائي : يقال : نَزٌّ ونِزٌّ ، والنِّزُّ أجود.

وقال الليث : هو ما تحلّب من الأرض من الماء ، وقد نَزّت الأرضُ : إذا صارت ذات نزٍّ ، ونزت الأرضُ : إذا تحلّبَ منها النزّ وصارت منابع النّز.

أبو عُبَيد عن الأصمعي : النّز من الرجال : الذَّكي.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم قال : النَّز : الرجلُ الخفيف ، وأنشد :

وصاحبٍ أبَدا حُلْوا مُزّا

في حاجة القومِ خُفافا نِزّا

وأنشد بيتَ جرير يهجُو البعيث فقال :

__________________

(١) من «اللسان» (١٣ / ٢٠٠).

١١٧

لَقَى حملَتْه أمه وهي ضيفةٌ

فجاءت بيَتْنٍ للنَّزَالة أَرْشما

ويُرْوَى فجاءت بنزٍّ.

قال : وأراد بالنُّزّ ههنا : خفةَ الطّيْشِ ، لا خفةَ الروح والعقل.

قال : وأراد بالنزالة : الماء الذي أنزله المجامع لأمه.

وقال الليث : المنَزُّ : مهدُ الصبي.

أبو عُبيد : نزَّ الظبي ينزّ نزيزا : إذا عدا.

وروي عن أبي الجراح والكسائي : نزب الظبي نزيبا. ونزَّ ينز نزيزا : إذا صوت.

قال ذو الرُّمة :

فلاةٌ ينزُّ الظبي في حَجِراتها

نزيزَ خِطام القَوْس يُحدى بها النَّبْلُ

وروى أبو تراب لبعضهم : نزّزه عن كذا ، أي : نزَّهَه.

وفي «نوادر الأعراب» : فلان نزيزٌ ، أي : شَهْوَان ، وقد قتلتْه النزة ، أي : الشهوة.

[باب الزاي والفاء]

ز ف

زف. فز [مستعملان].

زف : قال الله تعالى : (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤)) [الصافات : ٩٤].

قال الفرّاء : قرأ الناس : يَزِفُّونَ بنصب الياء أي : يسرعون.

قال : وقرأ الأعمش : يُزَفُّون ، كأنه من أَزَفَّت ولم نسمعها إلا زففت ، يُقال للرجل : جاء يزف.

قال : ويكون يزفون ، أي : يجيئون على هيئة الزفيف ، بمنزلة المزفوفة على هذه الحال.

وقال الزجاج : يَزِفُّونَ : يسرعون ، وأصله من زفيف النّعامة ، وهو ابتداء عَدْوِها ، والنَّعامة يقال لها زَفُوف ، وقال ابن حِلِّزَة :

بزفوفٍ كأنها هِقْلَةٌ أُمْ

مُ رِئالٍ دَوِّيّةٌ سَقْفَاءُ

أبو عُبَيد عن أبي عمرو : الزِّف : ريش النعام ، ويقال : هَيْقٌ أَزفُ.

وقال الليث : زفت العروس إلى زوْجها زفّا والريح تزِفّ زفوفا : وهو هبوبٌ ليس بالشديد ، ولكنه في ذلك ماضٍ.

ويقال : زفّ الطائرُ في طيرانه زفيفا : إذا ترامى بنفسه ، وأنشد :

* زفيفَ الزُّباني بالعجاج القواصِفِ*

قال : والزّفزفة تحريك الشيء يَبَسَ الحشيش ، وأنشد :

* زفزفة الرِّيح الحصاد اليَبسا*

قال : والزّفزاف : النعام الذي يُزفزف في طيرانه يحرِّك جناحيه إذا عَدَا.

والمِزَفّة : المحفة التي تزُفّ فيها العروس.

أبو عبيد عن الأصمعي : الزفزافةُ من الرياح : الشديدة التي لها زَفْزفة ، وهي الصوت ، وجعلها الأخْطل زفزفا فقال :

* أَعاصيرُ ريحٍ زفزفٍ زفَيَان*

والزفْزَفَة : من سير الإبل فوق الجنب.

١١٨

وقال امرؤ القيس :

لما ركبنَا رفعْنَا هُنَ زفْزَفَةً

حتى احتويْنَا سواما ثم أَربابُه

فز : أبو عبيد عن الأصمعي : الفزُّ : ولدُ البَقَرة ، وجمعه أَفزاز ، وقال زهير :

كما استغاثَ بسَيْء فزُّ غيطلة

خان العيون ولم يُنظَرْ به الحشكُ

قال : وقال الأصمعي : فَزَّ الجُرحُ يَفِزُّ فَزِيزا ، وفَصَّ يَفِصُّ فَصِيصا : إذا سالَ بما فيه.

وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعز : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء : ٦٤] ، أي : استخف بدعائك وصوتك ، وكذلك قولُه : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) [الإسراء : ٧٦] ، أي : يستخفونك. وقال أبو إسحاق في قوله تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ) معناه : استدعه استدعاء : تستخفه به إلى جانبك. وقال في قوله تعالى : لَيَسْتَفِزُّونَكَ أي : ليقتلونك ، رواه لأهل التفسير. وقال أهل السنة : كادوا ليستخفونك : أفزاعا بحملك على خفة الهرب.

قال أبو عُبيد : أفززتُ القَوم أفزَعْتُهم سواء ، وأَنشَد :

* شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلابُ مُرَوِّعُ*

ثعلب عن ابن الأعرابي : فَزفَزَ : إذا طَرَدَ إنسانا أو غيره.

قال : وزَفْزَف : إذا مَشى مِشيةً حَسَنَةً.

وفي «النوادر» : افتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ ، وابْتَذَذْتُ ، وقد تَباذَذْنا وتَبازَزْنا ، وقد بَذَذْتُه : إذا عَزَزْتَه غلَبْتَه.

[باب الزاي والباء]

زب

زب. بز [مستعملان].

زب : شمر : تَزَبَّبَ الرجُل : إذا امتلأ غَيْظا.

أبو عبيد عن الأحمر : زَبَّت الشَّمسُ وأَزَبَّتْ : إذا دَنّتْ للغُروب.

وقال اللّيث : الزَّبُ : مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إلى رَأْسها ، يقال : زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ.

وقال غيره أبو عمرو : وزَبْزَب : إذا غَضِب ، وزَبْزَب أيضا إذا انهزَمَ في الحرب.

ثعلب عن ابن الأعرابي : من أسماءِ الفَأْر الزَّبابة.

قلتُ : فيها طَرَش ، وتُجمَع زَبَابا وزَبابات ، وقال ابن حلِّزة :

وهُمُ زَبابٌ حائِرٌ

لا تَسْمَع الآذانُ رَعْدَا

أي : لا تَسمَع آذانُهم صوتَ الرّعد لأنّهم صُمٌّ طُرُش.

وقال الليث : الزَّباب : ضَرْبٌ من الجِرْذان عِظام ، وأَنشَد :

* وَثْبةَ سُرْعوبٍ رَأَى زَبابَا*

وقال ابن الأعرابيّ : الزَّبيب : زَبَدُ الماء ، ومنه قولُه :

١١٩

* حتى إذا تَكَشَّفَ الزَّبيبُ *

قال : والزَّبيب اجتماعُ الرِّيق في الصِّماغَين.

والزَّبيب : السّمّ في فَمِ الحيَّة.

وقال الليث : الزَّبيب معروف ، والزَّبيبةُ الواحدة. قال : والزَّبيبةُ : قُرْحَةٌ تخرَج باليَد تُسمَّى العَرْفَة.

وفي الحديث : «يَجيءُ كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامة شُجاعا أَقرَعَ له زِبِيبَتان» الشُّجاعُ : الحيّة ، والأقرَع : الذي تمرَّط جِلْدُ رأسِه.

وقولُه : «زِبيبتان». قال أبو عبيد : هما النُّكْتَتَان : السَّوْداوان فوق عَيْنَيه ، وهو أَوْجَش ما يكون من الحيّات وأخبَثُه.

قال : ويقال : إن الزَّبيبَتَين هما الزَّبَدَتان تكونان شِدْقَيِ الإنسان إذا غَضِب وأَكْثَر الكلامَ حتى يُزْبِد.

وروِي عن أمِّ عَيلانَ بنتِ جَرير أنها قالت : ربّما أَنشَدْتُ أَبِي حتّى يتزَبَّبَ شِدْقَايَ.

وقال الراجز :

إنِّي إِذا ما زَبَّبَ الأَشداقُ

وكَثُر الضِّجاجُ واللَّقلاقُ

* ثَبْتُ الجَنان مِرْجَمٌ وَدّاقُ*

وقال اللّيث : الزَّبَب مَصدَر الأزَبّ ، وهو كثرة شعر الذّراعين والحاجبين والعين ، والجميع الزُّبُ.

قال : والزبّ أيضا : زُبُ الصبيِّ ، وهو ذَكَرُه بلُغة أهلِ اليمَن.

والزُّبّ أيضا : اللحية. وأنشد :

فاضت دموع الجحمتين بعبرة

على الزُّب حتى الزُّب في الماء غامس

وقال شمر : وقيل : الزّب الأنف بلغة أهل اليمن.

وزَبّان اسمٌ ، فمن جعَلَه فَعّالا من زَبَنَ صَرَفَه ، ومن جَعَلَه فَعْلانَ مِن زَبَّ لم يَصرِفه ، يقال : زَبَ الحمْلَ وزَأَبه وازْدَبَّهُ : إذا حَمَله ، ويقال للدّاهية المنكَرة : زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر ، ويُقال للناقة الكثيرة الوَبَر : زَبَّاء ، وللجَمَل : أزَبّ ، وكلّ أزَبّ نَفُور.

وسئل الشعبيُّ عن مسألة غامضة فقال : زَباءُ ذاتُ وبر لو وَرَدَتْ على أهل بَدْرٍ لأعضَلَت بهم، أراد أنها مُشكِلة ، شَبّهها بالناقة الشّرود لغموضها.

بز : أبو عبيد : البَزُّ والبِزَّةُ : السِّلاح.

وقال الليث : البَزُّ : ضَرْبٌ من الثياب.

والبِزازَة : حِرْفَة البَزّاز ، وكذلك البَزُّ من المَتَاع. والبَزُّ : السَّلْب ، ومنه قولُهم : مَنْ عَزَّ بَزَّ ، معناه من غَلَب سَلَب. والاسمُ البِزِّيزَى.

وقول الهذلي :

فويلُ امِ بزٍّ جَرّ شَعْل على الحصى

فوقّر بزُّ ما هنالك ضائعُ

الوقر : الصدع. وقِّر بَزُّ ، أي : صُدع وقُلِّل وصارت فيه وقرأت. وشَعْلٌ : لقب تأبط شرا.

١٢٠