تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

وقال ابن شميل : المفَازة : الفَلاة التي لا ماءَ فيها ، وإذا كانت ليلتين لا ماءَ فيها فهي مَفَازة ، وما زاد على ذلك كذلك ، وأما الليلة واليوم فلا تُعَدُّ مفَازة.

وقال أبو زيد : المفَازةُ والفَلاةُ : إذا كان بين الماءين رِيْع من وِرْدِ الإبل وغِبٌّ مِن وِرْدِ سائرِ الماشية وهي الفَيْفَاةُ ولم يعرف الفَيْف.

وقال الليث : فَوّزَ الرجلُ تفويزا : إذا رَكِب المفَازةَ ومَضى فيها. ويقال للرّجل إذا مات : قد فَوَّز ، أي : صار في مَفازةٍ ما بين الدنيا والآخرة من البَرْزخ الممدود.

قال : وإذا تَسَاهَم القومُ على المَيْسر فكُلّ ما خَرَج قِدْحُ رجلٍ قيل : قد فاز فَوْزا ، وقال الطِّرِمّاح :

وابن سَبِيلٍ قَرَيْتُهُ أُصُلا

مِنْ فَوْزِ قِدْحٍ منسوبةٍ تُلُدهْ

قال : والفَازةُ من أبنية الحِزَق وغيرِها تُبنى في العساكر.

زأف : أبو عُبيد عن الكسائي : موْتٌ زُؤافٌ وزؤام. وقد أَزأَفْتُ عليه ، أي : أجهَزْتُ عليه وأزأمْتُه على الشيء : إذا أكرهتَه.

زفي : قال الليث : الريحُ تَزْفِي الغُبار والسّحابَ وكلَّ شيء : إذا رَفَعَتْه وطرَدَتْه على وَجْهِ الأرض ، كما تَزفِي الأمواجُ السفينةَ.

وقال العجّاج :

يَزْفيه والمُفَزّعُ المَزْفِيُ

من الجَنُوبِ سَنَنٌ رَمْلِيُ

وقال أبو العباس : الزَّفَيان ميزانُه فعَيال فينصرِف في حالَيه ، مِن زَفَن : إذا نَزَا.

قال : وإذا أخذَتَه من الزَّفْيِ وهو تحريك الرِّيح للقصب والتّراب فاصرِفْه في النَّكرة وامنعْه الصَّرْفَ في المعرفة ، وهو فَعَلانُ حينئذٍ.

ويقال : زَفَى السَّرابُ الآلَ ، وزَهَاه وحَزَاه : إذا رفَعَه ، وأنشَد :

* وتحتَ رَحْلي زَفَيانٌ مَيْلَعُ*

قال أبو سعيد : هو يزفي بنفسه ، أي : يجود بنفسه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ أَزفَى : إذا نَقَل شيئاً من مكانٍ إلى مكان ، ومنه : أزفَيْتُ العَروسَ : إذا نقَلْتَهَا من بيتِ أبوَيْها إلى بيتِ زوجها أزف : قال الليث وغيرُه : كلّ شيء اقتربَ فقد أَزِف أَزفا.

وقال الله تعالى : (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ٥٧) [النجم : ٥٧] ، أي : دنَت القيامة.

قال : والمتآزفُ : المكان الضيّق.

والمتآزفْ : الخَطْوُ المتقارِبُ.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : المتآزف : القصيرُ من الرّجال ، وأَنشَد :

فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتآزفٌ

ولا رَهِلٌ لَبّاتُه وبآدِلُه

١٨١

باب الزاي والباء

زب (وايء)

زبي ـ زوب ـ بزي ـ بوز ـ أزب ـ أبز ـ أزيب.

أزب ـ [أزيب] : سلمة عن الفراء قال : الإزبُ : الرجلُ القصير.

وقال الليث : الإزبُ : الذي تَدِق مَفاصِله يكون ضئيلا فلا تكون زيادتُه في ألواحه وعظامِه ، ولكن تكون زيادتُه في بطنِه وسَفِلَتِه كأنه ضاوِيٌّ مُحْتَلٌ ، وأنشدني أبو بكر الإياديّ بيت الأعشى :

ولَبُونِ مِعْزابٍ أَصبْتَ فأَصبحتْ

غَرْثَى وآزبةٍ قَضبتَ عِقالَها

«غَرْثَى» جمع غريث هكذا رواه لي «آزبة» بالباء.

وقال : هي التي تعَاف الماءَ وتَرفَع رأسَها.

وقال المفضل : إبل آزبة ، أي : ضامِزَة بجرّتها لا تَجترّ.

ورواه أبو العباس عن ابن الأعرابي : «وآزية» بالياء ، وقال هي : العَيُوفُ والقَذُور كأنها تَشرَب من الإزاء وهو مَصَبُّ الدَّلْو.

ويقال للسنة الشديدة : أزبة وأزمة بمعنى واحد.

أبو عُبيد : الأزيب : الدَّعِي. وأنشد قول الأعشى :

* وما كنت قُلًّا قبل ذلك أزيبا*

قال : والزَّميم مثله.

وحدثنا حاتمُ بن مَحْبوب قال : حدثنا عبد الجبّار بن دينار ، عن يزيد بن جُعل عن عبد الرحمن بن العلاء عن سفيان عن عمرو بن دينار [عن يزيد بن جعدبة ، عن عبد الرحمن](١) بن مخراق ، عن أبي ذَرّ أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله خَلَق في الجنّة رِيحا بعد الرِّيح بسبعِ سِنينَ من دُونها بابٌ مُغْلَق فالذي يأتيكم من الريح مما يخرج من خِلال ذلك الباب ، ولو أن ذلك الباب فُتِح لأذرت ما بينَ السماءِ والأرض من شيء اسمُها عند الله الأزيب ، وهو فيكم الجَنُوب».

قال شَمِر : أهل اليمن ومن يركب البحر فيما بين جُدة وعَدن يُسمّون الجنوب الأزيب لا يعرفون لها اسما غيره. وذلك أنها تعصف الرياح وتثير البحر حتى تسوده وتقلب أسفله فتجعله أعلاه.

قال النضر : كل ريح شديدة ذاتُ أزْيب ،

__________________

(١) سقط من المطبوع ، واستدرك من «المسند» للبزار (٢ / ٢٦٢ ـ مختصر) و «المسند» للحميدي (١ / ٧٠) ، قال البزار : «لا نعلم أحداً رواه إلا أبو ذر ، وليس له إلا هذا الطريق» ، وقال البوصيري : «رواه إسحاق ، وأبو يعلى ، والبزار ، بسند مداره على يزيد بن عياض بن جعدبة» «المطالب العالية» (٣ / ٢٦٤).

١٨٢

وإنما زيْبُها شدتها.

وروى أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي أنه قال : الأزْيَب : القنفذُ والأزيب من أسماء الشيطان. والأزيَب : الرِّيحُ الجنوب.

والأزيبُ : النَّشاط. يقال : أخذه الأزْيب.

قال : والأزيب : الدّاهية. قال : وقال أبو المكارم : الأزيب : البُهْثَة ، وهو وَلَد المُساعاة.

وقال الأعشى :

* وما كنتُ قَلًّا قبل ذلك أَزيبَا*

عمرو عن أبيه : الأزيب : النَّشيط.

وقال الليث : يقال للرجل القصير المتقارِب الخَطو : أَزيب.

قال : والأزيب : الجنوبُ ، بلُغة هُذَيل.

وفي «نوادر الأعراب» : رجُل أزبَةٌ وقومٌ أزبٌ : إذا كان جَلْدا.

ورجلٌ زَيبٌ أيضا. ويقال : تزَيَّبَ لحمُه وتَزَيَّمَ : إذا تكتَّلَ واجتمع زيَما زيَماً.

بزي : قال الليث : يقال : أخذتُ منه بزْوَ كذا وكذا ، أي : عِدْلَ ذلك ونحو ذلك.

قال : والبازي يبْزو في تطاوله وتأنسه.

قال : والبازي والبَزْواء وهو الرجل الذي في ظهره انحناء عند العَجُز في أصل القَطَن ، وربما قيل : هو أبزَى أبزخ كالعجوز البزواء والبزخاء التي إذا مَشت كأنها راكعة ، وقد بزِيَتْ بزىً ، وأنشد :

بزْواءُ مُقْبِلةً بزخاءُ مدبرةً

كأن فَقْحَتَها زقٌّ به قارُ

أبو العباس عن ابن الأعرابي : البزْواء من النساء : التي تُخرج عجيزَتَها ليراها الناس.

وقال أبو عُبيد : قال الفراء الأبْزَى : الذي قد خرج صدرُه ودخل ظهرُه ، وقال كُثَيِّر :

* من القوْم أبزى مُنْحنٍ مُتَباطِن*

وقال أبو الهيثم : التَّبزِّي : أن يستأخر العَجُز ويستقدم الصدر ، رجُل أبْزَى ، وامرأةٌ بَزْوَاء ، وأنشد :

فتبازتْ فتبازخْتُ لها

جلسةً الجازر يَسْتَنْجِي الوترْ

تبازتْ ، أي : رفعتْ مؤخّرها.

وقال ابن الأعرابي : البزي : الصَّلَف ، والزَّبِيُّ : الغَضْبان.

وقال الليث : أبزيت بفلان إذا بطشتَ به وقهرْتَه ، وأنشد :

لو كان عَيْناكَ كَسيْل الرَّاوِيَهْ

إذا لأبزَيْتُ بمن أَبزَى بِيَهْ

أبو عُبيد : الإبزاء : أن يرفَع الرَّجل مؤخِّره ، يقال : أبزى يُبْزِي.

وأما قول أبي طالب يمدَح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

كذبتُمْ وبيتِ الله يُبزَى محمدٌ

ولما نُطاعنْ دُونَه ونقاتلِ

فإن شمر قال : معناه : يُقهَر ويُستذَلُ.

والبزْو : الغَلبةُ والقَهْر ، ومنه سمِّي

١٨٣

البازي ، قاله المؤرخ.

وقال الجعديّ :

فما بَزِيتْ من عُصبَةٍ عامِرِيَّةٍ

شهدْنا لها حتى تفوزَ وتغلِبَا

أي : غَلَبَتْ.

زبي : أبو عُبيد عن أصحابه : زَبيْتُ الشيء وأَزْبَيْتُه : إذا حملته وزبْته مثله ، وأنشد :

أَهَمدانُ مَهْلا لا يُصبِّحْ بُيوتَكُمْ

بجُرمكم حِمْل الدُّهَيْم وما تزْبى

يضرب الدّهيم وما تزبي مَثلا للداهية العظيمة إذا تفاقمت.

ابن الأعرابي : الأُزبيُ : العجب من السَّيْر والنشاط ، وأنشد :

أَرْأَمْتُهَا الأنساعَ قبل السقْبِ

حتى أتى أُزبيُّها بالأدْبِ

أبو عُبيد عن الأصمعي : الأزابيُ : ضروبٌ مختلفةٌ من السير. واحدُها أُزبي.

وقال الأُمويّ : الأزبي : السُّرعة والنشاط في السير.

وكتب عثمانُ إلى عليّ رضي‌الله‌عنهما لما حُوصر : «أما بعد ، فقد بلغ السَّيْلُ الزُّبَى ، وجاوَز الحِزامُ الطُّبْيَيْن ، فإذا أتاك كتابي هذا فأَقبلْ إليّ عَلَيّ كنتَ أم لي».

قال أبو عُبيد : الزُّبْيَةُ : الرّابية لا يعلوها الماءُ. الزَّبية أيضا بئرٌ تُحفَر للأسد ، وهي أيضا حُفَر النمل والنملُ لا تفعل ذلك إلّا في موضع مرتفع.

وقال الليث : الزُّبية : حُفرةٌ يتزبى فيها الرجلُ للصيد ، وتحتفر للذئب فيُصطاد فيها.

وقوله : «بلغ السيلُ الزُّبا» يُضرَب مثلا للأمر يَتفاقَم ويُجاوِز الحَدَّ حتى لا يُتلافَى.

وقال الليث : الزّبيان : نهران في سافِلة الفُرات ، وربما سمّوْهما مع ما حَوَليْهما من الأنهار الزَّوَابي ، وعامَّتُهم يحذفون منه الياء ويقولون : الزّاب ، كما يقولون للبازي باز.

وقال الفراء : سُمّيت زبيَة الأسد زبْيَةً لارتفاعها عن المَسيل.

وقال ابن الأعرابي : أنشدني المفضّل :

يا إِبلِي ما ذَامُه فَتَيْبَيَهْ

ماءٌ رَواءٌ وتَصِيٌّ حَوْلَيْه

هذا بأَفْواهِك حتى تأْبَيْهْ

حتى تُروحي أُصُلا تزابَيْهْ تزابي العانةِ فوقَ الزّازيْه

قال : «تزابيه» : ترفَّعي عنه تكبُّرا فلا تُريدِينه ولا تَعرِضين له لأنك قد سَمِنت.

والتزابي أيضا : مِشْيةٌ فيها تَمدُّدٌ وَبُطء ، قال رُؤبة :

* إذا تزابىَ مِشية أزابيَا*

أراد الأزابيّ وهو النشاط. ويقال : أَزبتْه أزْبَة أَزمَتْه أزمَة ، أي : سنة.

زوب : سلمة عن الفراء : زاب يزوب : إذا انسلّ هَرَباً.

١٨٤

وقال ابن الأعرابي : زابَ : إذا جرى.

وسابَ (١) : إذا انسل في خَفاء. ووَزبَ الشيءُ يزب وزُوبا : إذا سالَ.

بوز ـ أبز : عمرو عن أبيه : البَوْز : الزوَلان من موضع إلى موضع.

وقال ابن الأعرابيّ : الأبُوز : القَفّاز من كلّ الحيوان ، وقد أَبَز يأبِزُ أَبْزاً فهو أَبُوز.

وأَنشَد :

يا ربَ أَبّاز من العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذئبُ إليه فاجتَمعْ

قال : الأبّاز : القَفّاز.

قال ابن الأعرابي : بَاز الرجلُ يَبُوز : إذا زالَ من مكان إلى مكانٍ آمِنا.

زأب : قال اللّيث : الزَّأْب : أن تَزْأَب شيئا فتحتمِله بمرّة واحدة. وازدَأَبَ الشيءَ : إذا احتَمَله ازدئابا. والازدئاب : الاحتمال.

وزأَبْتُ القربةَ وزَعبتُها : وهو حَمْلكُها محتضِنا.

أبو تراب : قال الأصمعي : زأَبْتُ وقَأَبْتُ ، أي : شَرِبْتُ.

وقال ابن دريد : الزَّبازاة : القصيرة ، وقاله غيره.

باب الزاي والميم

ز م (وايء)

وزم ـ زيم ـ مزي ـ ميز ـ موز ـ زأم ـ أزم : [مستعملة].

وزم : قال الليث : الوَزم والوَزيم : دَسْتَجةٌ من بَقْل ، وبعضُهم يقول وَزيمَة ، ويقال : البَزِيم أيضا.

وقال ابن دريد : وزمه بفِيه : إذا عَضّه عَضّةً خفيفة.

قال : والوَزمة : الأكْلة في اليومِ إلى مِثلِها من الغد ، وكذلك البَزمة.

أبو عُبيد عن الكسائي : فلانٌ يأكل وَجْبة ووَزمَة. قال : وقال الفراء : وكذلك البَزْمة.

ابن الأعرابي : الوَزِيم : لَحمُ العَضَل ، يقال : رجلٌ ذُو وزِيم : إذا تَعضّل لحمُه واشتدّ ، وقال الراجز :

إنْ سَرَّك الرِّيُّ أخا تَميمِ

فاعجَلْ بعَبْدَيْن ذَوَيْ وزِيمِ

* بفارِسيّ وأخٍ للرُّومِ*

يقول : إذا اختَلفَ لساناهما لم يَفهَم أحدُهما كلامَ صاحبه ، فلم يَشْتغِلا عن عَملِهما.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الجرَاد إذا جُفِّف وهو مطبوخٌ فهو الوَزِيمة.

وقال ابن السكّيت : الوَزِيمة من الضِّباب : أن يُطبخَ لحمُها ثم يُيَبَّس ثم يُدَقّ فيؤكل ، وهو من الجَراد وَزِيمةٌ أيضا.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ قال :

__________________

(١) قبلها في المطبوع : «سأب» ، وانظر «اللسان» (١ / ٤٥٣) (ز وب).

١٨٥

الوَزِيم : اللحمُ المقطَّع. والوَزِيم : الباقةُ من البَقْل. والوَزِيمة : الخُوصة.

وقال ابن دُريد : الوَزْم : جمْعُك الشيءَ القليلَ إلى مِثلِه. والوَزِيمُ : ما يَبقَى من المَرَق ونحوِه في القِدْر. والوَزِيمُ : ما تَجمَعُه العُقاب في وَكْرها من اللحم.

زيم : قال الليث : يقال : اللَّحْمُ يتزَيّم ويتزيَّبُ : إذا صارَ زِيما زِيما ، وهو شدّة اكتنازِه وانضمامُ بعضه إلى بعض.

وقال سلامة بن جنَدل يصف فرسا :

رَقاقُها ضَرِمٌ وجَرْيها خَذَم

ولحمها زِيمٌ والبَطنُ مَقْبوبُ

وقال أبو الهيثم في قوله :

* هذا أوانُ الشَّدِّ فاشتَدِّي زِيمْ *

قال : زِيْم اسمُ فَرَس. قال : والزِّيمُ : الغارة ، كأنّه يخاطبها. والزِّيمُ : المتفرِّقة.

سلمة عن الفرّاء : لحمُه زِيم : وهو المتعَضِّل المتفرِّق.

ومررتُ بمنازلَ زِيَم : متفرِّقة.

قلتُ : كأنّ زِيما جمعُ زِيمة.

ميز ـ موز : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : مَاز الرجلُ : إذا انتَقَل من مكان إلى مكان. وزامَ : إذا ماتَ. والزَّويم : المجتمِع من كل شيء.

وقال الليث وغيرُه : المَيْزُ : التمييزُ بين الأشياء ، تقول : مِزْتُ بعضَه من بعض فأنا أَمِيزُه مَيْزا ، وقد انمازَ بعضُه من بعض. ويقال : امتاز القومُ : إذا تنحَّى عِصابةٌ منهم ناحيةً ، وكذلك استمازوا.

وقال الأخطل :

فإن لا تغيرها قريش بملكها

يَكُنْ عن قُرَيشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ

وقرىء قول الله : (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمران : ١٧٩] ، من ماز يمِيز.

ومن قرأ : «حتى يُميِّز» فهو من مَيَّز يُمَيِّز.

وقولُه جلّ وعزّ : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩)) [يس : ٥٩] ، أي : تميَّزوا.

وقال اللّيث : إذا أراد الرجلُ أن يَضرِب عُنُقَ آخَرَ فيقول : أَخْرِج رأسَك ، فقد أخطأ حتّى يقول : مازِ رأسَك ، أو يقول : مازَ ، وَيَسكُت ، معناه : مُدَّ رأسَك.

قلت : لا أعرِفُك مازِ رأسَكَ بهذا المعنى ، إلا أن يكون بمعنى مايِزْ ، فأخّر اليَاء ، فقال : مازِ وسَقَطت الياءُ في الأمر.

والمَوْز : معروف ، والواحدة مَوْزة.

قال الليث : ورجُلٌ متوزِّم : شديدُ الوَطء.

زأم : سَلَمة عن الفرّاء : الزُّؤامِيُ : الرجلُ القَتَّال ، من الزُّؤام وهو الموت.

وقال أبو عُبيد : موتٌ زُؤامٌ مُجْهز.

وقال اللّيث : زأمْتُ الرجُلَ : ذَعَرته. وقد زَئِمَ وازْدَأم : إذا فَزَع ، ورجلٌ زَئِمٌ فَزع ، ورجل مُزْدَئم ، وهو غايةُ الذُّعر والفَزَع.

الأصمعيّ : ما سمعتُ له زَأْمة ولا زَجمة ، أي : صوتا.

١٨٦

وقال ابن شميل : زَئمْتُ الطعامَ زأْماً.

قال : والزَّأْمُ أن يَملأ بطنَه. وقد أَخذَ زأْمَتَه ، أي : حاجَتَه من الشِّبَع والرِّيّ ، وقد اشتَرَى بنو فلانٍ زأْمَتَهم من الطّعام ، أي : ما يكفيهم سَنَتهم. وزَئمْتُ اليوم زأْمة ، أي : أَكَلْتُ أكلَةً. والزَّأْمُ : شِدّة الأكل وأزْأَمْتُ الجُرحَ بدَمِه ، أي : غَمزْته حتْى لَزِقتْ جِلدتُه بدَمِه ويَبِس الدمُ عليه ، وجُرْح مُزْأَم.

قلتُ : هكذا قال ابن شميل : أزأَمْتُ الجرحَ بالزّاي.

وقال أبو زيد في «كتاب الهمز» : أزْأمْتُ الجُرح : إذا داويْتَه حتى يَبرَأَ إِرآماً بالراء ، والّذي قاله ابن شميل بمعناه الّذي ذهبَ إليه صحيح.

وقال أبو زيد : أزأمْتُ الرجل على أمرٍ لم يكن من شأنه إزءاما : إذا أكرَهْتَه عليه.

قلتُ : وكأنّ أزأَمَ الجُرحَ في قول ابن شميل مِن هذا أخذ.

قال النضر : زأَمه القُرّ ، وهو أن يملأ جوفه حتى يرعُد منه ويأخذه لذلك قِلٌّ وقِفة أي : رعدة. وموت زؤام : سريع مجهز. وما عصيتُه زأْمةً ولا وَشْمةً.

يعقوب : أزأمته على الأمر ، أي : أكرهته عليه. وأظأرته بمعناه.

أزم : قال الليث : أَزمْتُ يدَ الرجلِ آزِمُها أَزماً : وهو أَشدُّ العَضّ.

ويقول : أَزم علينا الدهرُ يأزم أَزماً : إذا ما اشتدّ وقلّ خيره.

وأزم علينا عيشنا يأزم أزماً إزاماً : اشتد.

قال : وأَزمْتُ الحبلَ آزمُه أَزْماً : إذا فَتَلْتَه ، والأَزمُ : ضربٌ من الضَّفْر ، وهو الفَتْل.

وقال اللّيث : سَنةٌ أزمة وأَزوم.

وقال : أزمْتُ العِنان أَزماً : إذا أحكمْتَ ضَفْرَهُ ، وهو مأزوم.

والأزمُ : شِدّة العَضّ بالأنْياب ، والأنْياب هي الأوازم. والأزمُ : الجَدْبُ والمَحْل.

والأزمُ : إغلاقُ البابِ.

وسُئِل الحارثُ بن كَلْدة عن الطبّ فقال : هو الأَزْم ، وفسّره الناسُ أنّه الْحَميَة والإمساكُ عن الاستكثار من الطعام.

وقال الأصمعيّ : قال عيسى بن عُمر : كانت لنا بَطّةٌ تأزِم ، أي : تَعَضّ ، ومنه قيل للسّنة أَزْمة وأَزُوم وأَزامِ بكسر الميم.

أبو عبيد عن الكسائي : أصابتهم سنة أزمتهم أزماً ، أي : استأصلتهم. وقال شمر : إنما هو أرمتهم بالراء. وكذلك قال أبو الهيثم.

وقال أبو زيد : الأُزُم : المحافَظة على الضَّيعة ، أَزَم على الضَّيْعة : إذا حافَظَ عليها.

مزي : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال له : عندي قَفِيّةٌ ومَزِيّةٌ : إذا كانت له مَنزِلة ليستْ لغيره.

ويقال : أقفيْتُه ، ولا يقال : أَمْزَيْته.

١٨٧

وقال اللّيث : المَزْيُ والمَزِيّةُ في كلّ شيء : تمامٌ وكمال.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيِّ : الزِّيزِيمُ : صوتُ الجِنّ باللّيل. قال : ومِيمُ زِيزِيم مِثالُ دالِ زَيْد يَجرِي عليها الإعراب ، وأنشَد غيره لرؤبة :

* تَسمَع للجِنِّ لها زِيزِيمَا*

أبو عبيد عن الأحمر : بعير أزْيَمُ وأَسْجَم ، وهو الّذي لا يَرْغُو.

وقال شمر : الذي سمعتُ : بعير أَزْجَم بالزاي والجيم.

وقال أبو الهيثم : ليس بين الأزْيَم والأزْجم إلا تحويلة الجيم ياءً ، وهي لغةٌ في تميم معروفة.

وقال شمر : أنشدنا أبو جعفر الهُذَيمي :

مِن كلِّ أزْجَمَ شائكِ أَنْيابُه

ومُقصِّفٍ بالهَدْرِ كيف يَصُولُ

وفي «نوادر الأعراب» : يقال : هذا سِرْبُ خَيْل غارةٍ ، قد وَقَعتْ على مزاياها ، أي : على مَواقِعها التي نهضت عليها متقدِّم ومتأخِّر.

ويقال لفلانٍ على فلانٍ مازِية ، أي : فَضْل ، وكان فلانٌ عَنِّي مازِيةً العامَ ، وقاصِيةٌ وكالِية وراكِيةً. وقَعَدَ فلانٌ عنّي مازياً ونازياً ومُتمازياً ، وناصياً ، أي : مخالفاً بعيداً.

١٨٨

(باب لفيف الزاي)

الزاي : قال الليث : الزاي والزاء لغتان ، وألفها يرجع في التصريف إلى الياء ، وتصغيرها زُيَيَّة. وقرئ قول الله جلّ وعزّ : (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) [مريم : ٧٤] ، بالراءَ والزّاي.

[زيي] ـ [زوي] : قال الفرّاء : من قرأ : (وزيَّا) فالزِّيّ : الهيئةُ والمَنظَر ، والعرب تقول : قد زَيّيْتُ الجاريةَ ، أي : زيّنتُها وهيّأتُهَا.

وقال الليث : يقال : تَزَيَّا فلان بزيّ حَسَن ، وقد زَيّيْتُه تَزِيّةً. وقال ابن بزرج : قالوا من الزي ازدييت ، افتعلت ، وتزينت تفعَلت وزَييت على فَعِلت ، قيل : رضيت.

قال : والعرب لا تقول فيها فعِلت إلا شاذة. الليث : والزِّيُ مَصدَر زَوَيْتُ الشيءَ أَزْوِيه زَيّاً. وروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «إن الله تعالى زَوَى لِي الأرضَ فأراني مشارِقَها ومغَاربَها».

قال أبو عبيد : سمعتُ أبا عُبيدة يقول في قوله : «زُوِيَتْ لي الأرضُ» ، أي : جُمِعَتْ.

قال : وانزَوَى القومُ بعضهم إلى بعض : إذا تدانَوْا وتضامُّوا. وانزَوَت الجِلْدة في النار : إذا تقبّضتْ واجتمعتْ.

وفي حديثٍ آخَرَ : «إن المسجدَ ليَنْزَوِي من النُّخامة كما تَنزَوِي الجِلْدة في النار».

وقال الأعشى :

يزيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُوني كأنَّما

زَوَى بين عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ

فلا يَنْبَسِطْ من بينِ عَيْنيكَ ما انْزَوَى

ولا تَلْقَني إلّا وأَنفُك راغِمُ

وقال آخر :

فلما رآني زوى وجهَه

وقرّب من حاجب حاجبا

فلا برح الزِّي من وجهه

ولا زال رَائدُه جادبا

قال شمر : زواهم الدهر ، أي : ذهب بهم. قال بشر :

فقد كانت لنا ولهن حتى

زوتها الحربُ أيامٌ قصارُ

قال : «زوتها» : زدّتها. وقد زووهم ، أي : ردّوهم. وزوى الله عني الشر ، أي : صرف. وزويت الشيء عن فلان ، أي : نحيته عنه. وأنشد الباهلي لعنترة :

حالت رماحُ ابْني بغيض دونكم

وزوت جواني الحرب من لم يُجرم

قال : زوت ، أي : نحت وباعدت ، أي :

١٨٩

صيرتها في راوية الحرب وضمت الأقاصي. وجَواني الحرب : الذين جنوها. ومن لم يجرم : من ليس له جناية وذنب ، أي : لم يقدر أحد أن ينفرد عن عشيرته مخافة أن يُقتل وإن لم يكن له ذنب.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : زَوَى إذا عَدَل ، كقولك : زَوَى عنه كذا وكذا ، أي : عَدَله وصَرَفه عنه : وزَوَى : إذا قَبَضَ.

وزَوَى : إذا جَمَع ، ومصدَرُه كلّه الزِّيُ.

والزُّوِيُ : العُدولُ من الشيء إلى شيءٍ.

والوَزَى : الطُّيورُ.

قلتُ : كأنّه جمعُ وَزِّ وهو طَيرُ الماء.

وعن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد سفراً مال براحلته وقدّ أصبعه وقال : «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم أصحَبْنا بنصح وأقْلِبْنَا بذمة. اللهم زَوِّ لنا الأرض وهون علينا السفر. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب».

وقال ابن الأعرابي : أَزْوَى الرجلَ : إذا جاءَ ومعه آخَرُ ، والعَرَب تقول لكل مُفْرَد : تَوٌّ ، ولكل زَوْج : زَوّ.

الليث : الزَّيُ في حالِ التَّنْحِيَة وفي حالِ القَبْض.

وقال : الزَّاوية في البيت اشتقاقُها من ذلك ؛ يقال : تَزَوَّى فلانٌ في زاوِيَة.

قال : والزاوية : موضعٌ بالبصَرة.

وقال أبو تراب : زَوَّرتُ الكلامَ وزَوَّيْتُه ، أي : هيّأتُه في نفسي.

وأخبرَني المنذريُّ عن إبراهيمَ الحربيّ أنه قال : رُوِي عن عمَر أنه قال للنبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عجبتُ لما زَوَى اللهُ عنك من الدّنيا».

قال إبراهيم : معناه : لما نُحِّيَ عنك وباعَدَه منك. وكذلك قولُه عليه‌السلام : «أعطانِي اثنتين وزَوَى عنّي واحدة، أي : نحّاها ولم يُجِبْني إليها». ومنه قولُه :

* فيا لِقُصَيِّ ما زَوَى اللهُ عنكُم*

المعنى : أيُّ شيء نَحَّى اللهُ عنكم.

وقال أبو الهيثم : كل شيء تامّ فهو مربَّع كالبيت والدّار والأَرْض والبِساطة له حدود أربعة ، فإذا نقصَتْ منه ناحيةٌ فهو أزوَرُ مُزَوًّى.

[زوأ] : ويروى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء إذا فسد الزمان. والذي نفسُ أبي القاسم بيده ليزْوَأنَ الإيمانُ بين هذين المسجدين كما تأرِز الحية في جُحرها».

قال شمر : لم أسمع زوأت بالهمز ، والصواب : ليزْوَيَنّ ، أي : ليُجْمَعن وليُضَمّنّ ، من زوَيتُ الشيء إذا جمعته ، وكذلك ليأرِزن أي ليَنْضَمنّ.

وأمّا الزَّوْءُ بالهمز فإن أبا عبيد رَوَى عن الأصمعيّ أنّه قال : زوْءُ المَنِيّة : ما يَحدُث من المَنيّة.

وأخبَرَني المنذريُّ عن الحرّاني عن ابن السكّيت أنه قال : قال ابن الأعرابيّ :

١٩٠

الزَّوُّ : القَذَرُ ، وأَنشَد :

من ابن مامةَ كَعبٌ ثمّ عَيَّ بهِ

زؤُ المَنِيَّة إلّا حَرّةً وقَدَى

ويروى زَوُّ الحوادثِ ؛ رَوَاه ابن الأعرابيّ بغير همزٍ ، وهَمزَه الأصمعيّ.

ورَوَى أبو سَعيد عن أبي عمرو أنّه قال : تقول قد زاءَ الدهرُ بفلانٍ ، أي : انقَلَب به.

قال أبو عمرو : فرحت بهذه الكلمة : قلتُ : زاءَ فعلٌ مِنَ الزِّوْء ، كما يقال من الزَّوْغ زاغَ.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : زأَى : إذا تَكبَّر. وسَأَى : إذا عَدَا ، وسَأْ : زجرُ الحمارِ.

وزي : قال اليث : الوَزي : من أسماء الحمارِ المِصَكّ الشّديد.

وقال غيره : الوَزي : الرجلُ القصيرُ الملزَّزُ الخَلْق المقتَدِر ؛ وقال الأغلب :

تاحَ لها بعدَكَ خِنْزَابٌ وَزَى

والمسْتَوزِي : المنتصِب ، يقال : ما لي أراكَ مُستَوْزياً ، أي : منتصِباً ، وقال ابن مقبل يصفُ فرساً له :

ذَعَرْتُ بها العَيْرَ مُسْتوْزياً

شَكِيرُ جَحافِلِه قد كَتِنْ

وفي «النوادر» : استوْزى في الجبل واستولَى ، أي : أَسْنَد فيه.

زوزى ـ زيز : قال الليث : الزَّوْزاةُ شِبْه الطَّرْد والشَّلّ ، تقول : زوْزى به.

أبو عُبَيد عن الأصمعيّ : الزَّوْزاةُ : أن يَنصِب ظهرَه ويقارِبَ الخَطْو ويُسرع ، يقال : زَوْزى يُزوْزي زَوْزَاةً ، وأَنشَد :

مُزَوْزياً لمّا رَآها زوْزتِ يعني : نعامةً ورِثالها.

وقال شمر فيما قرأتُ بخطّه : الزِّيزاءةُ تقديرُها زيزاعَة : الأرضُ الغليظة.

وقال الفرّاء : الزَّيزاءُ من الأَرض ممدودٌ مكسورُ الأوّل. ومن العَرب من يَنصِب فيقول : الزَّيْزاءُ. قال : وبعضُهم يقول : الزَّازاءُ : كلُّه ما غَلُظ من الأرض.

وقال ابن شُمَيل : الزِّيزَاة من الأرض : القُفُّ الغليظ المشرِف الخَشِن وجمعُها الزَّيازي ، وقال رؤبة :

حتّى إذا زَوْزَى الزَّيازِي هَزَّقَا

ولَفَّ سِدْر الهَجَرِيّ حَزَّقا

وقال :

تزازي العانةِ فوق الزازيه

أراد فوق الزيزاء من الأرض ، الغليظة يقال الزازية. في «النوادر» : يقال : زازيت من فلان أمراً شاقّاً ، وصاحيْتُ. والمرأةُ تزازي صَبيها. وزازيت المال وصاحيته : إذا جمعته. وصعصعته تفسيره جمعته.

[زأزأ] : وقال الليث : يقال : تَزَأْزأ عنّي فلانٌ : إذا هابَكَ وفَرِقَ منك. قال : وتزَأْزأَت المرأةُ : إذا اختبأتْ.

وقال جرير :

١٩١

تَدْنو فتُبدِي جَمالاً زانَه خَفَرٌ

إذا تَزَأْزأتِ السُّودُ العَناكِيبُ

وقال أبو زيد : تزأزأْتُ من الرّجل تزأْزُؤاً شديداً : إذا تصاغَرْتَ له وفَرِقْتَ منه.

أزز : قال الله جلّ وعزّ : (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم : ٨٣].

قال الفرّاء : أي : تُزعِجهم إلى المعاصي وتُغرِيهم.

وقال مجاهد : تُشْلِيِهم بها إشْلاءً.

وقال الضحّاك : تُغْرِيهم إغراءً.

وأخبَرَني المنذريّ عن إبراهيمَ الحربيّ أنه قال : قال ابن الأعرابيّ : الأزّ : الحَرَكة ؛ قال رؤبة :

لا يأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي

ولا طَيخُ العِدَا ذُو الأَزِّ

عمرو عن أبيه : قد أَزَّ الكتائبَ : إذا أضافَ بعضَها إلى بعضو قال الأَخطَل :

ونَقْضُ العُهود بأَثْرِ العُهودْ

يَؤُزّ الكتائب حتّى حَمِينَا

وعن مطرف عن أبيه أنه قال : أتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يُصلي ولجَوْفه أَزِيز كأَزِيز المِرْجَل

؛ يعني أنه يبكي. قال شمر : يعني أن جوفه تجيش وتغلي بالبكاء.

قال : وسمعتُ ابن الأعرابيّ يقول في تفسيره : له حَنِين في الجَوْف إذا سمعَه كأنّه يَبكِي.

قال : وأخبرني عمرو عن أبيه قال : الأزّةُ : الصَّوت : والأزيز : النَّشِيش.

وقال أبو عُبيدة : الأزيز : الالتهاب والحركة كالتهاب النارِ في الحطب ؛ يقال : أُزَّ قِدْرَك ، أي : أَلْهِب النّار تحتها.

وائْتَزَّتِ القِدْر : إذا اشتَدّ غَلَيانُها.

وقال شمر : أقرأَنا ابنُ الأعرابي عن المفضَّل : أن لقمانَ قال لِلُقَيم : اذهبْ فَعشِّ الإبِلَ حتّى تَرى النجمَ قِمَّ رأسي ، وحتّى تَرَى الشِّعْرَى كأنّها نار ، فإن لا تكن عَشَّيْتَ فقدآنَيْتَ فقال له لُقَيم : واطبُخْ أنتَ جَزُورك فأُزَّ ماءً وغَلِّه حتى تَرى الكَرادِيسَ كأنّها رؤوسُ شُيوخ صُلْع ، وحتّى تَرى اللحمَ يدعو غطيفاً غَطَفان ، فإن لا تَكُنْ أنضَجْتَ فقد آنَيْتَ.

قال : يقول : إن لم تُنضجْ فقد أنَيت ، وأَبطأتَ : إذا بلغتَ بها هذا ولم تَنضَج.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : أَزَزتُ الشيء أؤُزّهُ أزّاً : إذا ضممتَ بعضَه إلى بعض.

وفي حديث سَمُرة بنِ جُندَب : انكسفتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فانتهيتُ إلى المسجد فإذا هو يَأْززُ.

قال المنذريّ : قال الحربي : الأَزز : الامتلاءُ منَ الناس

وقال اللّيث : يقال : البيتُ منهم يأزَز : إذا لم يكن فيه متَّسَع ، ولا يُشتقّ منه فعل.

قال : والأزّ : ضَرَبانُ عِرْقِ يأتَزُّ ، أو وجَعٌ في خُراج.

عمرو عن أبيه : الأزز : الجَمعُ الكثير من

١٩٢

الناس. وقوله : «المسجد يأزز» ، أي : منْغَصٌّ بالناس.

وقال شمر : قال أبو الجَزْل الأعرابيّ : أتيتُ السوقَ فرأيتُ النساءَ أَززا ، قيل : ما الأزز؟ قال : كأَزز الرُّمّانة المحتَشِية.

وقال الأسديّ في كلامه : أتيتُ الواليَ والمجلسُ أَزز ، أي : ضيّق كثيرُ الزّحام.

وقال أبو النجم :

أنا أبو النّجم إذا شُدَّ الحُجَزْ

واجتَمَع الأقدامُ في ضَيْق الأَزز

وقال ابن الأعرابي : الأُزاز : الشّياطين الّذين يَؤُزُّون الكفّار.

وقال اللّيث : الأزز : حسابٌ من مَجَارِي القمر ، وهو فُضول ما يَدخل بين الشهور والسنين.

أزي : قال الليث : يقال : أزيْتُ لفلانٍ آزي له أزْياً : إذا أتيتَه من وَجْه مَأْمَنِه لتَختِلَه.

قلت أنا : أخال الليث ، أراد أديت له ـ بالدال ـ : إذا ختلته ، فصحفه.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : أَزَى الظِّلُ يَأْزى أُزياً : إذا قَلَص ودَنا بعضُه إلى بعض.

وقال ابن بُزُزْج : أزى الظِّلُّ يأزو ويَأْزي ويَأْزَى ، وأَنشَد :

* الظِّلُّ آزٍ والسُّقاة تَنْتحِي*

قال أبو النجم :

إذا مَخْلوقا أَكَبَّ برأْسِه

وأبْصَرْته يَأْزي إليّ ويَزْحَلُ

أي : ينقبض إليّ وينضمّ.

قال : وأَزوْتُ الرجلَ وآزيْتَه فهو مَأزوّ ومُؤْزي ، أي : جَهَدْته فهو مَجْهود.

قال الطِّرِمّاح :

* قد باتَ يأْزوهُ نَدًى وصَقِيعُ*

أي : يَجهَده ويُشْئِزه.

الحرّاني عن عَمْرو عن أبيه : تأَزَّى القِدْح : إذا أصابَ الرَّمِيّة فاهتَزّ فيها. وتَأَزَّى فلانٌ عن فلان : إذا هابَه.

وقال ابن السكّيت : قال أبو حازم العُكْلي : جاء رجلٌ إلى حَلْقة يونسَ فأَنشَدَنا قصيدة مهموزة أوّلها :

أُزى مُسْتَهْنِىءٌ في البَدِىء

فَيَرْمَأُ فيه ولا يَبْذَؤُهْ

قال : «أزى» : جُعِل في مكانٍ.

والمستهنِىء : المستعطِي. أرادَ : أن الّذي جاء يَطلب خَيْري أجعله في البَدِىء ، أي : في أوّلِ مَن يجيء. «فَيرْمَأُ فيه» : أي : يُقِيم فيه. «ولا يَبْذَؤُه» ، أي : لا يكرَهُه ولا يذُمّه.

وفيها :

وعندِي زُؤَازيةٌ وأبَة

تُزَأْزِىءُ في الدَّأْث ما تَهْجَؤه

قال : زؤازية : قِدْرٌ ضخمة ، وكذلك الوَأبة. تُزَأزِي : أي : تَضُمّ. والدأث : اللّحم والوَدَك. ما تَهْجَؤه ، أي : ما تأكله.

١٩٣

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : يقال للنّاقة الّتي لا تَرِد النَّضِيحَ حتى يخلوَ لها الأزية والآزِيَة والأزْيَة والقَذُور.

وقال اللّيث : أَزى الشيءُ بعضه إلى بعض يَأْزِي نحو اكتناز اللّحم وما انضَمّ من نحوه ، قال رؤبة :

* عَضَّ السِّفارِ فهوَ آز زَيمُهْ*

أبو عُبَيد : هم إزاءٌ لِقومِهم ، أي : يُصلِحون أمرَهم ، وأَنشَد :

لقد عَلِم الشَّعْبُ أنّا لَهُمْ

إزاءٌ وأَنّا لَهُمْ مَعْقلُ

قال : وقال الأصمعيّ : الإزاء ، مَصَبّ الماء في الحوض ، وأَنشَد :

* ما بَينَ صُنْبورٍ إلى الإزاء*

قال : ويقال : للنّاقة التي تَشربُ من الإزاء أَزِيَة على فَعِلة.

وقال أبو زيد : أزيتُ الحَوضَ ـ على أفعلتُ ـ وأزيته : جعلت له إزاءً ، وهو أن يُوضَع على فَمِه حَجر أو جُلّة أو نحو ذلك.

أبو عُبيد عن الكسائي : آزَيْت على صَنِيع فلانٍ إيزاءً ، أي : أضعَفْت عليه.

وأنشد لرؤبة :

* تَغْرِفُ من ذي غَيِّث وتُوزي *

أي : تُفضِل عليه.

ويقال : هو بإزاء فلان ، أي : بحِذائه ممدودَان.

ابن السكّيت عن الأصمعيّ : هو إزاءُ مالٍ ، وهو القائمُ به ، وأَنشَد :

ولكنّي جُعِلتُ إزاءَ مالٍ

فأَمْنَعُ بَعد ذلك أوْ أُنيلُ

وقال حُمَيد :

إزاءُ مَعاشٍ لا يَزالُ نِطاقُها

شديدا وفيهَا سَوْرةٌ وهي قاعِدُ

يصف امرأة تقوم بمعاشِها.

وقال زهير يصف قوما :

تَجدْهمْ على ما خَيّلتْ همْ إزاؤها

وإن أفْسَدَ المالَ الجَماعاتُ والأزلُ

أي : تجدهم الّذين يقومون بها ، وكلُّ مَن جُعِل قيّما بأمرٍ فهو إزاؤه.

ومنه قولُ قيسِ بن الخَطيم :

ثأزْتُ عَدِيّا والخَطيمَ فلَم أضِعْ

وصيّةَ أشياخ جُعِلت إزاءَها

أي : جُعِلت القَيِّمَ بها.

وقال اللّيث : يقال بنو فلان إزاءُ بني فلانٍ : إذا كانوا لهم أَقْرانا.

وفي الحديث : «اختلف من كان قَبْلَنا على اثنتين وسبعين فِرقةً ، نجا منها ثلاث ، وهلك سائرُها»، فرقة آزت الملوكَ ، أي : قاتَلَتْهم وقاوَمَتْهم ، مِن آزيْته : إذا جاذَبْته.

وفلانٌ إزاءُ فلان : إذا كان قِرْنا له يُقاوِمه.

وزأ : أبو زيد : وزَّأْتُ الوِعاءَ تَوْزيئا : إذا شَددْتَ كَنْزَه.

قال : ورجل متآزِي الخَلْق ومتآزِف الخَلْق : إذا تَدانَى بعضُه إلى بَعْض.

١٩٤

أبو عُبيد عن أبي عمرو : وزأْتُ اللَّحمَ : إذا شويتَه فأيْبَسْتَه.

ووزَّأَتِ الفَرَسُ والناقةُ براكبها : إذا صَرَعَتْه.

[زوز] : وقال الأمويّ : قِدْرٌ زُؤازيَةٌ ، وهي التي تَضُمّ الجَزور.

وقال ابن السكيت : رجل زُوَأَزُ ، وزُوَازِيةٌ : إذا كان غليظا إلى القِصَر ما هو.

وقال الليث : رجل وَزْوَازٌ : طَيّاشٌ خفيف.

النَّضْر عن الجَعْديّ قال : الوَزوَزُ : خشبةٌ عَرِيضةٌ يُجَحّر بها تُرابُ الأرض المرتفعة إلى الأرض المنخفضة. وهو بالفارسية زوزم.

[أوز] : الأوَزُّ : طيرُ الماء ، الواحدةُ إِوَزّة بوزن فِعَلَّة. قال : وينبغي أن يكون المَفْعلة منها مَأْوَزةٌ ولكن من العرب من يحذف الهمزةَ منها فيصيِّرها وَزّةً كأنها فَعْلة ومَفْعَلَة ، منها أرض مَوَزَّة ، ويقال : هو البط.

قال : ورجلٌ أَوَزُّ وامرأةٌ إوَزَّةٌ ، أي : عظيم غليظٌ لَحِيم في غير طول. وأَنشد المفضّل :

* أَمشي الأوَزَّى ومعِي رُمْحٌ سَلِبْ*

قال : وهو مشيُ الرجل توقُّصا في جانبيه ، ومَشْيُ الفَرَس النشيط.

[زوز] : ثعلب عن ابن الأعرابي : الزونزي : الذي يرى في نفسه ما لا يراه غيره ، وهو المتكبر ؛ وأنشد :

ثرى الزونزي منهُم ذا البردين

يرميه سوّار الكرى في العينين

* بين الحاجبين وبين المآقين*

وقال :

* وبعلُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَي *

ويقال : زَوَّيْتُ زايا في لغة من يقول الزّاي ، ومن قال : الزاء قال : زيَّيْتُ زاءً ، كما يقال : بَيَّبْتُ باءً ، ونظيرُ زَوَّيْتُ زايا ، أو نظير زَوَّيْتُ زاءً : كَوَّفْتُ كَافا.

* * *

١٩٥

أبواب الرباعي من حرف الزاي

[ز ط]

[طنبز] : قال أبو عمرو الشيباني : يقال لجهازِ المرأة وهو فَرْجُهَا : طنْبَزِيزُها.

[طبرزن] ـ [طبرزل] : وقال ابنُ السكيت :

هو الطَّبَرْزن والطَّبرْزَلُ لهذا المُسكِر ، بالنون واللام.

[ز د]

[زردم] : وقال الليث : الزَّرْدَمة : الابتلاع.

قلتُ : والميم فيه زائدة.

وقال ابنُ دريد : يقال : زَرْدَبَه. وزَرْدَمَه : إذا خنقه.

وقال : إزْدَرَدْتُ اللقمةَ : إذا بلعتها.

[دلمز] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : من أسماء الشيطان : الدُّلَمِزُ والدُّلاميزُ.

وقال الأصمعيّ : يقال للرَّباص من الرّجال الفخم : دُلامِز ودُلَمِز ودُولامِص ودُلَمِص.

وقال الليث : الدُّلمز : الماضي القويُّ وهو الدّولامِزُ.

وقال غيرُه : هو الشديد الضَّخم.

وقال ابن شميل : الدَّلْمَزَة في اللَّقم تضخيم اللُّقم الكِبار ، يقال : دَلْمَزَ دَلْمَزَة.

[ز ر ـ ز ل]

[زرنب] : والزَّرْنَبُ : ضَرْبٌ من الطّيب والعِطْر. وقيل : الزَّرْنَب : نباتٌ طيِّب الرِّيح.

وقالت امرأة في زوجها : مَسَّهُ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وريحُه ريحُ زَرْنَبٍ ، وقال الراجز :

وا بِأَبي أنتِ وفُوكِ الأشْنَبُ

كأنمَا ذُرّ عليه زَرْنَبُ

[زردن] : ثعلب عن ابن الأعرابي : الكَيْنَةُ : لحمةٌ داخل الزَّرْدَان.

قال : والزَّرْنَبَةُ : خلفها لحمةٌ أُخرى.

[زنبر] : الليث : الزُّنْبُور : طائر يلسع.

والزّنْبرية الضخمة من السّفن. والزَّنبريّ : الثقيل من الرجال. وأَنشد :

* كالزَّنْبري يُقادُ بالأجلالِ*

أراد بالزنبري : السّفين.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال : من غَريب شجرِ البرّ الزّنابيرُ واحدها زِنْبِيرَة وزِنْبَارَة وزُنْبورة.

قال : وهو ضَرْب من التِّين ، وأهلُ الحضَر يُسمّونه الحُلْوَانيّ. وغلامٌ زُنْبور : خفيف.

والزُّنْبور من الفأر : العظيم وجمعه زنَابر ، وقال جُبَيْهَاءُ :

فأَقنع كفَّيْه وأَجنحَ صَدْرَه

بجَرْعٍ كأثباج الزَّبَابِ الزَّنَابر

١٩٦

(وقال ابن السكّيت : قال أبو الجرّاح :

غلامٌ زُنْبورٌ. وزُنبرٌ : إذا كان خفيفا سريعَ الجواب. قال : وسألتُ رجلا من بني كلاب عن الزُّنْبور فقال : هو الخفيف الظريف.

وقال ابن دُرَيد : يقال : تَزَنْبرَ علينا : إذا تكبر) (١).

[فنزر] : وقال الليث : فَنزَر : بيتٌ صغير يُتَّخذ على رأسِ خشبةٍ طولها ستّون ذراعا يكون الرجلُ ربيئةً فيه.

[زرفن] : وقال : زِرْفين وزُرْفين ـ لغتان ـ :

حلْقة الباب.

قلت : الصَّواب زِرْفين بالكسر على بناءِ فِعلين ، وليس في كلامهم فُعليل.

وقال ابن شُميل : الزَّرافين : الحلَق.

[زمرذ] : والزّمُرّذ ، بالذّال : من الجواهر ، جوهرٌ معروف.

[برزن] : وقال النَّضر : البرزيْنِ : كوزٌ يُحْمل به الشَّرابُ من الخابية.

وقال : لقحتنا خابية جونة يتبعها برزينها.

ويروى باطية.

وقال الدينوري : البرزين : قشر الطلعة يتخذ من نصفه تلتلة. والباطية : الناجود.

[زنفل] : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَنْفَل فلان : إذا رَقَص رقْصَ النَّبَط. وقال غيره : زَنْفَل فلان في مِشيته : إذا تحرّك كأنه مُثْقل من الحِمْل. وزَنْفَل : من أسماء العرب.

[زنتر] : وقال ابن دُريد : الزَّنْتَرَةُ : الضيق ، يقال : وقَعُوا في زَنْتَرَةٍ من أمرهم ، أي : في ضِيق وعُسْر. وقال : زَبَنْتَرَ : اسمٌ وهو القصير من الرجال. يَبرِز : موضع.

[برزل] : ورجلٌ بُرْزُلٌ ، وهو الضخم ، وليس بثَبَت.

[قرزم] : شمر عن ابن الأعرابيّ : القُرزومُ : خشبة الحَذّاء ، وقاله ابن السكيت بالفاء.

وفي كتاب محمد بن حبيب : الفرزوم ـ بالفاء ـ : خشبة الحذاء. قال : والقصيرة : السّندان ، وهي العلاة. ومنهم من يقول : قرزوم ـ بالقاف ـ وقد مر في كتابه.

[فرزن] : وفِرْزَانُ : الشَّطرنج معرّب ، وجمعه الفَرازين.

[زنبل] : والزِّنْبِيل لغةٌ في الزّبيل.

ومن خُماسيّه

قال ابن السكيت : (الزّبَنْتَر) من الرجال : المنْكرُ الدَّاهية ، إلى القِصَر ما هو.

وأنشد :

تمَهْجَرُوا وأيُّمَا تَمَهْجُرِ

بَنى اسْتِهَا والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

__________________

(١) ما بين الهلالين أدرج في المطبوعة بعد مادة (برزن) ووضع هنا كما في «اللسان» و «التاج» (زنبر).

١٩٧

أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : هو الفيل والكُلْتوم و (الزَّنْدَبِيل).

وروي عن مجاهد في تفسير قوله جل وعز : (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) [الكهف : ٥٠] ، قال : وَلد إبليس خمسةً داسِمَ وأعور ومِسْوَط وثبْرَ و (زَلَنْبُور).

قال سفيان : زَلَنْبُورٌ يُفرِّق بين الرجل وأهله ، ويُبَصِّرُ الرجلَ عيوبَ أَهله.

تمَّ كتاب الزاي

* * *

١٩٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الطاء من تهذيب اللغة

أبواب المضاعف منه

[باب الطاء والطاء]

ط ط

[طط] : أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الأطَطُ : الطويلُ ، والأنثى طَطَّاء.

قلت : كأنه مأخوذ من الطَّاط والطُّوط ، وهو الطويل وكذلك القوف والقاف.

باب الطاء والدال

ط د

طد : أهمله الليث.

وقال ابن الأعرابيّ : الأدَطُ : المعوَجُّ الفَكّ.

قلت : المعروفُ فيه الأدْوَط ، فجعله الأدَط ، وهما لغتان.

ط ت ـ ط ظ ـ ظ ذ : مهملات.

[باب الطاء والثاء]

[طث ـ ثط : مستعملات] : طث : قال الليث : الطّثُ : لعبةٌ للصبيان يَرمون بخشبةٍ مستديرةٍ تسمَّى المطثّة.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : المِطَثّةُ : القُلَة. والمِطَثُ : اللعب بها.

قلت : هكذا رواه أبو عُمَر ، والصواب : الطّثُ : اللّعِب بها.

ثط : قال الليث : الثّطُّ والنَّطُّ لغتان ، والثُّطُّ أكثر وأصوب. قال : والثَّطَطُ مصدرٌ الأثطّ ، يقال : ثَطّ يَثُطُّ ثَطَطا.

قال : ومن قال رجلٌ ثَطٌّ ، قال : ثَطّ يَثِطّ ثطّا وثُطُوطا.

قال : والثَّطّاء مِن النِّساء : الّتي لا إِسْبَ لها ؛ يعني شِعْرةَ رَكَبِها.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : الأَثَطّ الرّقيق الحاجِبَين. قال : والثُّطَطُ والزُّطَطُ : الكَوْسَج.

ورَوَى عمرو عن أبيه أنه قال : الثَّطّة :

١٩٩

خُشَيْبة الغال.

وقال أبو زيد : يقال : رَجُلٌ ثَطٌّ من قَوْم ثُطّان وثِطط وثِطاطٍ ، بيّن الثُّطوطة والثُّطاطة ، وهو الكَوْسَج.

قال : ورجلٌ ثَطُّ الحاجِبَين ، وامرأة ثَطّة الحاجبين ؛ لا يُستغنَى فيه عن ذِكر الحاجبين ، وكذلك رَجُلٌ أَطرَط الحاجِبَين ، ورجل أَمرَط وامرأة مَرْطاء الحاجبين ، لا يُستغنَى عن ذِكر الحاجبين.

قال : ورجل أَنْمَص : وهو الّذي ليس له حاجبان ، وامرأة نَمْصاء ، يُستغنَى في الأنْمص والنَّمصاء عن ذِكر الحاجبين.

[باب الطاء والراء]

ط ر

طر ، رط ، طرط : مستعملات.

طرط : قال أبو زيد : رجُلٌ أطرَط الحاجِبَين ، وأَمرَط الحاجِبَين : ليس له حاجبان ، ولا يُستغنَى عن ذِكر الحاجِبين.

وقال ابن الأعرابي : في حاجِبَيه طَرَط ، أي : رِقّة شَعر. قال : والطّارِط : الحاجبُ الخفيفُ الشّعر.

رط : أهمَلَه الليث.

وأخبَرَني المنذريّ عن أبي العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : الرَّطِيطُ والرَّطِيءُ : الأحمَقُ ، وجمعُه رَطائِط ؛ وأَنشد :

أَرِطُّوا فقد أقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ

عسَى أن تَفُوزُوا ، أن تكونوا رَطائطا

يقول : قد اضطَرَبَ أمرُكم من جهة الجِدّ والعَقْل ، فأحمُقُوا لعلّكم تَفوزُون بجَهْلِكم وحُمْقِكم.

وقال ابن الأعرابي : تقول للرّجل رُطّ ، رُطْ : إذا أمرتَه أن يَتحامَق مع الحَمْقَى ليكون له فيهم جَدّ.

ويقال : استَرْطَطتُ الرّجلَ واستَرْطَأْتُه : إذا استَحْمَقْتَه.

طر : قال الليث : الطَّرُّ كالثَّلّ ، يطُرُّهم بالسّيف طرّا.

وقال الأصمعيّ : أَطَرَّه يُطِرُّه إطْرَارا : إذا طَرَدَه ؛ قال أَوس :

حتّى أُتيحَ له أخو قَنَصٍ

شَهْمٌ يُطِرُّ ضَواريا كُثَبا

وقال ابن السّكيت : يقال : أطَرّ يُطِرُّ : إذا أَدَلَّ ، ويقال : غَضَبٌ يُطِر : إذا كان فيه إدْلَال.

وقال غيرُه : غَضَبٌ مُطِرٌّ : جاءَ مِن أطْرارِ البِلاد.

قال : ويقال : طَرَّ الإبلَ يَطِرّها : إذا مَشَى من أحد جانِبَيْها ثمّ مِن الآخَر ليقوِّمها.

أبو عبيد عن الأمويّ : جاء فلانٌ مُطِرّا ، أي : مستطيلا مُدِلًّا ؛ وأَنشد :

غَضِبْتُم علينَا أن قَتَلْنا بخالدٍ

بَنِي مالكٍ ها إنّ ذا غَضَبٌ مُطِرُّ

قال : ومن أمثالهم في جَلادةِ الرَّجل : أَطِرِّي فإنّك ناعِلةِ ، أي : اركب الأمرَ

٢٠٠