تهذيب اللغة - ج ١٣

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٣

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٢

١
٢

٣
٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب السين والنون

[باب السين والنون مع الفاء]

س ن ف

سنف ـ سفن ـ نفس ـ نسف ـ فنس : [مستعملة].

سنف : أبو عُبَيد عن أبي عمرو : السِّنْف : الوَرَقة ، قال ابن مُقبِل :

تُقَلْقِل عن فأْسِ اللِّجامِ لِسانَه

تَقَلْقُلَ سَنْفِ المَرْخ في جَعْبةٍ صِفْرِ

وقال شمر : يقال لأَكَمة الباقلّاء واللُّوبيَاء والعَدَس وما أشبَهَها : سُنُوف ، واحدها سِنْف.

ثعلب عن ابن الأعرابي : السِّنْفُ : العُود المجرّد من الوَرَق ، والسِّنْف : الوَرَقة.

أبو عُبيد عن الأصمعيّ : السِّناف : حَبْلٌ يُشَدّ من التَّصدير إلى خَلْفِ الكِرْكِرَةِ حتى يَثبُتَ قال : وأسنَفْتُ البعيرَ : إذا جعلتَ له سِنافا ، وذلك إذا خَمُص بَطنُه واضطَرَب تصديرُه ، وهو الْحِزام ، وهي إبلٌ مُسْنَفَاتٌ : إذا جُعل لها أَسنِفَة تُجعَل وراءَ كَراكِرِها ، وأمّا المُسْنِفات ـ بكسر النون ـ فهي المتقدِّمات في سَيْرها ، وقد أسنَفَ البعيرُ إذا تقدّم أو قَدَّم عُنُقَه للسّير ، وقال كُثَيّر في تقديم البعيرِ زمامَه :

ومُسْنِفَةٍ فَضْلَ الزِّمام إذا انتَحَى

بِهِزّةِ هادِيه على السَّوْمِ بازِل

وفرسٌ مُسْنفة : إذا كانت تَقدَّمُ الخيلَ ، ومنه قولُ ابن كلثُوم :

إذا ما عَيَ بالإسْنافِ حَيُ

على الأمْر المشَبَّهِ أن يَكُونَا

أي : عَيُّوا بالتقدُّم.

قلتُ : وليس قولُ من قال : إذا ما عَيَ بالإسناف أن يَدْهَش فلا يَدرِي أينَ يُسَدّ السِّناف بشيء هو باطل إنما قاله اللّيث.

وقال أيضا : أسنَفَ القومُ أمرَهم : إذا أَحكَموه.

قلت : وهذا لا يَبعُد عن الصَّواب.

أبو عَمْرو : السُّنُف : ثِيابٌ تُوضَع على أكتاف الإبل مِثلُ الأشِلّة على مآخيرِها والواحدُ سَنِيف.

الليث : بعيرٌ مِسْناف : إذا كان يؤخِّر

٥

الرَّحْل ، والجميع مَسَانِيف.

وقال ابن شَمِيل : المِسْناف من الإبل التي تُقدِّم الحِمْلَ. قال : والمحنَاة : الّتي تؤخِّر الحِمْلَ ، وعُرِضَ عليه قولُ اللّيث فأَنكَرَه.

أبو عُبَيد عن الفرّاء : سنَفْتُ البعيرَ وأسنَفْتُه من السِّناف.

فنس : أهمَلَه الليث.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : الفَنَس : الفَقْر المُدْقِع.

قلتُ : والأصل فيه الفَلَس ، اسمٌ من الإفلاس ، فأُبدِلت اللامُ نونا كما ترى.

سفن : قال ابن السِّكيت فيما رَوَى عنه الحَرَّاني : السَّفْنُ : القَشْرُ ، يقال : سَفَنه يَسفِنَه سَفْنا : إذا قَشَره.

وقال امرؤ القيس :

فجاءَ خَفِيّا يَسفِنُ الأرضَ بَطْنُه

تَرَى التُّرْبَ منه لاصِقا كلَّ مُلْصَقِ

قال : والسَّفَنُ : جِلْدٌ أَخْشَن يكون على قائِم السّيف.

وأخبَرَني المنذريُّ عن الحَرّاني عن ابن السكّيت أنّه قال : السَّفَن والسّفَر والشَّفْر : شِبهُ قَدُوم يُقْشر به الأجذاع.

وقال ابن مقبل يصف ناقةً أنضَاها السيرُ :

تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكا قَرِدا

كما تخوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ

قال : وزادني عنه غيرُه أنه قال : السَّفَن : جِلْدُ السّمَك الّذي يُحَكّ به السِّياط والقِدْحانُ السِّهامُ والصِّحافُ ، ويكون على قائم السَّيف ، وقال عَدِيّ بنُ زيد يَصِف قِدْحا :

رَمَّه البَاري فسَوَّى دَرْأَهُ

غَمْزُ كَفَّيْهِ وتَحْلِيقُ السَّفَنْ

وقال الأعشى :

وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةً

يَحُكُّ الدَّوابِرَ حَكَ السَّفَنْ

أي : تأكُلُ الحجارةُ دَوابِرَها من بَعْد الغَزْو.

وقال اللَّيث : وقد يُجعَل من الحديد ما يُسفَّن به الخَشَب : أي : يُحَكّ به حتّى يَلين.

قال : والرِّيح تَسفِن التُّرابَ. تجعَلهُ دُقَاقا ، وأنشد :

* إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ *

قال أبو عُبَيْد : السَّوافن : الرِّياحُ الّتي تَسفِن وجهَ الأرض كأنّها تمسَحه.

وقال غيرُه : تَقشِره ، والسَّفِينة سُمِّيتْ سفينةً لسَفْنها وَجْهَ الماءِ كأنّها تَكشِفُه ، وهي فَعِيلة بمعنى فاعِلَة.

ثعلب عن ابن الأعرابي : قيل لها سَفِينةٌ لأنّها تَسفِن بالرَّمْل إذا قَلَّ الماءُ فهي فَعِيلة بمعنى فاعِلة. قال : وتكون مأخوذةً من السَّفَن وهو الفَأْس الّذي ينجُر به النَّجار ، فهي في هذه الحال فَعِيلةٌ بمعْنَى مفعولة.

قال : والسَّفَنُ : جِلْدُ الأَطُوم ، وهي سَمكة بحريّة يُسوَّى قوائمُ السُّيوف مِن جِلْدِها.

وقال الفراء : ريحٌ سَفوةٌ : إذا كانت أبدا

٦

هابّة وقد سَفنت الريحُ الأرضَ سفنا : هبّت بها.

وقيل : سُمّيت السفينة ، سفينة لأنها تسفُنُ على وجه الأرض ، أي تلزق بها.

نسف : قال اللَّيث : النَّسْفُ : أن انتِساف الرِّيحِ الشيءَ يَسلُبه.

قال : وربَّما انتَسَف الطائرُ الشيءَ عن وَجْهِ الأرض بمِخلَبه.

قال : وضَرْبٌ من الطَّيرِ يُشبِه الخُطّاف يَتَنَسف الشيءَ في الهَوَى ، تسمّى النّساسِيف الواحد نُسّاف. والنِّسْفة من حجارة الحَرَّة تكون نَخِرةً ذاتَ نَخارِيبَ يُنسَفُ بها الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات ، ويسمَّى النَّسَّاف.

ثعلب عن ابن الأعرابي : النَّسْف : القَلْع ، والنَّسْف : تَنقِية الجيّد من الرديء. ويقال لمُنْخلٍ مطوَّل : المِنْسَف. ويقال لِفَم الحِمارِ مِنْسَف ، هكذا رواه أبو عمرو وغيرُه يقول : مِنْسَف.

وقال ابن الأعرابي : ويقال للرَّجل : إنه لكثير النَّسِيف ، وهو السِّرار ، يقال : أطالَ نَسِيفَه أي : سِرَارَه.

أبو نصر عن الأصمعيّ : يقال للفرس : إنه لنَسُوف السُّنْبك من الأرض ، وذلك إذا دنا طَرف الحافر من الأرض.

ويقال للحمار به نَسِيف ، وذلك إذا أخَذَ الفحلُ لَحْما أو شَعْرا فبقيَ أثرهُ. ونسَفَ الطعامَ يَنسِفه نَسْفا : إذا نفضه ، قال : والمِنسَف : هَنٌ طَويلٌ أعلاه مرتفِع ، وهو متَصوِّب الصَّدْر يكون عند الفامِيّين ، ومنه يقال : أَتانا فلان كأنّ لحيتَه مِنسَف.

ويقال : اتَّخذَ فلانٌ في جَنْب ناقتِه نَسِيفا : إذا انجَرَدَ وَبَرُ مَرْكَضَيه برجْلَيه.

وأَنشَد :

وقد تَخِذَتْ رِجْلي لِدَى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفا كأُفْحوص القَطاةِ المطرِّقِ

ويقول : أعزِل النُّسافةَ وكُلْ من الخالص.

وقال أبو زيد : نَسَفَ البناءَ : إذا قَلَعه ، والذي يُنسَف به البناء يُدعَى مِنْسَفة.

ونَسَف البعيرُ الكَلأَ نَسْفا إذا اقتلَعَه بمقدَّم فِيهِ. ونَسَف البعيرُ برجْله : إذا ضَرَب بمقدَّم رِجله ، وكذلك الإنسان.

ويقال : بيننا عقبة نسوف ، وعقبة باسطة ، أي : طويلة شاقة.

وقال اللَّحياني : يقال : انتسَفَ لونُه ، وانتشف والتمعَ لونُه بمعنًى واحد.

وقال بِشرُ بن أبي خازِم يصفُ فرسا في حُضرها :

نَسوفٌ للحِزامِ بمرْفَقَيْها

يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ

يقول : إذا استفرَغَتْ جَرْيا نسَفَتْ حِزامَها بمرْفَقَيْ يَدَيْها ، وإذا ملأتْ فُرُوجَها عَدْوا سَدَّ الغُبارُ ما بين طُبْيَيْها وهو خَوَاؤه.

وقال أبو زيد : نسَف البعيرَ حمْلُه نَسْفا : إذا مرَطَ حملُه وَبَرَ صَفْحَتَيْ جَنْبَيْه.

٧

نفس : قال الله جلّ وعزّ : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) [الزمر : ٤٢].

رُوِي عن ابن عبّاس أنه قال : لكل إنسانٍ نفسان : أحدهما : نَفْسُ العَقْل التي يكون بها التمييز ، والأخرى نفسُ الرُّوح الّتي بها الحياة.

وقال أبو بكر ابنُ الأنباريّ : من اللّغويّين مَنْ سَوّى بين النَّفْس والرُّوح. وقال : هما شيءٌ واحد ، إلّا أنّ النفسَ مؤنَّثة والرُّوحَ مذكَّر.

قال : وقال غيرُه : الرُّوحُ هو الّذي به الحياة ، والنَّفْسُ هي التي بها العَقْل ، فإذا نام النائمُ قَبَض اللهُ نفسَه ولم يَقبض رُوحَه ، ولا يقبَض الرُّوحُ إلّا عند المَوْت.

قال : وسمِّيَت النَّفْس نَفْسا لتولُّد النَّفَس منها ، واتصاله بها ، كما سمَّوا الرُّوح رُوْحا ، لأنّ الرَّوحَ موجود به.

وقال ابن الأنباري في قوله : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة : ١١٦] ، أي : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في غيبك.

وقال غيره : تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك.

وقال أهل اللغة : النفس في كلام العرب على وجهين : أحدهما : قولك : خرجت نفس فلان ، أي : روحه.

ويقال : في نفس فلان أن يفعل كذا وكذا ، أي : في رُوعه.

والضّرْب الآخر : معنى النفس حقيقة الشيء وجملته.

يقال : قتل فلان نفسه ، والمعنى : أنه أوقع الهلاك بذاته كلها.

وقال الزّجّاج : لكل إنسانٍ نَفْسان : إحداهُما نَفْسُ التمييز ، وهي الَّتي تفارقه إذا نام فلا يَعقِل بها يتوَفَّاها الله ، كما قال جلّ وعزّ ، والأخرى نَفْس الحياة ، وإذا زالَتْ زالَ معها النَّفَس ، والنائم يَتنفَّس.

قال : وهذا الفرقُ بين تَوَفِّي نَفْس النّائم في النَّوْم وتَوَفِّي نَفْس الحيّ.

قال : ونفْسُ الحياة هي الرُّوح وحركةُ الإنسان ونُمُوُّه يكون به.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : النَّفْسُ : العَظَمة والكِبْر. والنَّفْسُ : العزة.

والنفس : الهِمّة. والنَّفْسُ : الأنفة.

والنَّفْس : عَينُ الشيء ، وكُنْهُه وجَوهَرُه.

والنفسُ : العينُ الّتي تُصيب المَعينَ.

والنفسُ : الدّم. والنَّفْس : قَدْرُ دَبْغة.

والنَّفْس : الماءُ.

وقال الرّاجز :

أتجعَلُ النفسَ الّتي تُدِيرُ

في جِلْدِ شاةٍ ثمّ لا تَسِيرُ

والنَّفْسُ : العِنْدُ ، ومنه قوله جلّ وعز : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة : ١١٦] ، قال : والنَّفْس : الرُّوح.

٨

والنَّفَس : الفَرَج من الكَرْب.

الحرّاني عَنِ ابن السكّيت. يقال : أنت في نَفَسٍ من أمرك ، أي : في سعة.

ويقال : اكرَعْ في الإناء نَفَسا أو نَفَسين.

ورُوِي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أجدُ نَفَسَ ربِّكم من قِبَل اليَمَن».

يقال : إنه عَنَى بذلك الأنصارَ ، لأن الله جلّ وعز نَفَّسَ الكَرْبَ عن المؤمنين بهم.

ويقال : أنت في نَفَسٍ من أمرِكَ أي : في سَعَة. واعمَلْ وأنتَ في نَفَس ، أي : في فُسْحة قَبْل الهرَم والأمراض والحوادث والآفات.

ونحو ذلك الحديث الآخَر : «لا تَسُبُّوا الرِّيح فإنها من نَفَس الرّحمن» يريد أنه بها يُفرّج الكَرْبَ ، ويَنشُر الغَيْث ، ويُذْهب الجَدْب.

ويقال : اللهم نَفِّسْ عَنِّي ، أي : فَرِّج عني.

قلت : النَّفَس في هَذين الحديثين اسمٌ وُضِع موضعَ المصدر الحقيقيّ ، من نفَّس يُنفَّس تَنفيسا ونَفَسا ، كما يقال : فرَّج الهمَّ عنه تفريجا وفرجا فالتفريجُ مصدرٌ حقيقيّ ، والفَرَج اسمٌ وُضع موضعَ المصدَر ، كأنه قال : أجدُ تَنفيسَ ربِّكم عنكم من جهة اليَمن ، لأن الله جل وعز نصرَهم بهم وأيَّدهم برجالِهم.

وكذلك قولُه : «الرِّيحُ من نَفَس الرحمن» أي : من تنفيسِ اللهِ بها عن المكروبين وتفريجِه عن الملهوفين.

الحرّاني عن ابن السكّيت قال : النَّفْس : قَدْرُ دَبْغة أو دبغتين من الدّباغ.

قال : وقال الأصمعيّ : بعثَت امرأةٌ من العرب ببُنَيّةٍ لها إلى جارتها فقالت : تقول لكِ أمِّي أَعطيني نَفْسا أو نَفْسين أَمْعَس بها مَنِيئتِي ، فإني أَفِدَةٌ ، أرادتْ قَدْرَ دَبْغة أو دَبغتين من القَرَظ الذي يُدبَغ به.

والمَنيئَةُ : المَدْبَغة ، وهي الجلود التي تُجعَل في الدّباغ.

قال : ويقال : نَفِسْت عليه الشيء أنفَسُ نَفاسَةً : إذا ضَنِنتَ به ولم تحبّ أن يصيرَ إليه.

ورجل نَفُوسٌ : أي : حَسود.

وقال الله جلّ وعز : (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) [المطففين : ٢٦] ، أي : وفي ذلك فليتراغَب المتراغِبون.

وقال الفرّاء في قوله جل وعز : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨)) [التكوير : ١٨].

قال : إذا ارتفع النهارُ حتى يصير نهارا بيّنا فهو تنفُّس الصبح.

وقال مجاهد : (إِذا تَنَفَّسَ) : إذا طلع.

وقال الأخفش : إذا أضاء.

وقال الزّجّاج : إذا امتدّ يصيرُ نَهارا بيِّنا.

وقال غيرُه : (إِذا تَنَفَّسَ) : إذا انْشَقَّ الفجرُ وانفَلَق حتى يتبيَّن ، ومنه يقال : تَنفَّسَت القوسُ : إذا تصدَّعَتْ.

وقال اللّحياني : النَّفْس : الشّقّ في القِدْح والقَوْس.

٩

قال : ويقال : هذا المنزل أنفَسُ المنزِلين : أي : أبعَدُهما. وهذا الثّوب أنفَسُ الثّوبين أي : أطوَلهما وأعرضُهما وأمثَلُهما.

ويقال : نفَّسَ اللهُ كُرْبَتك ، أي : فرَّجها الله.

ويقال : نفِّسْ عني ، أي : فرِّجْ عني ووسِّع عليَّ.

وقال ابن شميل : يقال : نَفَّس فلانٌ قوسه : إذا حَطَّ وترَها.

وقال أبو زَيد : كتبتُ كتابا نَفَسا ، أي : طويلا ، وتنفَّس النهارُ : إذا طال.

وفي الحديث : «من نفّس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة».

معناه : من فرَّج عن مؤمن كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

في الحديث : «نهى عن التنفس في الإناء».

وفي حديث آخر : «كان يتنفّس في الإناءِ ثلاثا».

قال بعضهم : الحديثان صحيحان ، والتنفّس له معنيان : أحدهما : أن يشرب وهو يتنفس في الإناء من غير أن يُبينه عن فيه ، وهو مكروه. والتنفس الآخر : أن يشرب الماء وغيره بثلاث أنفاس ، يُبين فاه عن الإناء في كل نفس.

وقال ابن الأعرابي : تنفَّسَتْ دِجْلةُ : إذا زادَ ماؤُها.

ويقال : مال نَفيسٌ ومُنْفِس : وهو الذي له خَطَر وقَدْر.

قال : وكلُّ شيء له خَطَر وقَدْر قيل له نَفِيس ومُنْفِس وقد أَنفَسَ المالُ إنفاسا ، أو نَفُس نُفوسا ونَفاسةً.

ويقال : إنّ الذي ذكرتَ لَمَنْفوسٌ فيه : أي مَرغوبٌ فيه.

ويقال : ما رأيتُ ثَمَ نفْسا ، أي : ما رأيتُ أحدا.

ويقال : زِدْ في أَجَلي نَفَسا ، أي : طَوّل الأجل.

ويقال : بين الفريقين نَفَس ، أي : متَّسَع.

ويقال : نَفِسَ عليك فلانٌ يَنفَس نَفَسا ونَفَاسَة ، أي : حَسدَك.

ويقال : نَفِسَت المرأةُ وهي تَنْفَس نِفاسا.

ويقال أيضا : نُفِسَتْ تنفَس نَفاسَةً ونِفاسا ونَفَسا ، وهي امرأة نُفَساءُ ونَفْساء ونَفَساء ، والجميع نُفَساوات ونِفاس ونُفّس ونُفّاس.

ويقال : وَرِث فلانٌ هذا المالَ في بطنِ أمه قبلَ أن يُنفَس : أي : يُولَد. وإنّ فلانا لنَفوسٌ : أي : عَيُون.

أبو عبيد عن الأصمعيّ : نُفِست المرأةُ ونَفِسَت. والمَنفوس : المولود.

وقال اللّحياني : النَّافس : الخامِسُ من قِداح المَيْسر ، وفيه خمسةُ فُروض وله غُنْمُ خمسةِ أنصباءَ إن فاز ، وعليه غُرمُ خمسةِ أنصباءَ إن لم يَفُز.

وقال أبو سَعيد : يقال لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ ، أي : مُهلة.

١٠

ويقال : شَرابٌ غير ذي نَفَس : إذا كان كريهَ الطَّعم آجِنا ، إذا ذاقَه ذائقٌ لم يتنفّس ، إنما هي الشّربة الأولى قدرَ ما يُمسِك رمقَهُ ، ثم لا يعود له ، وقال أبو وَجْزة السَّعْدِيّ :

وشَرْبةٍ من شَرابٍ غيرِ ذي نَفَسٍ

في صَرّة من نُجوم القَيْظِ وهّاج

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : شَرابٌ ذو نَفَس ، أي : فيه سَعَة ورِيّ ، وقال في قول الشاعر :

* ونَفَّسَني فيهِ الحمامُ المعجَّلُ*

أي : رَغّبني فيه.

ورُوِي عن النّخعيّ أنه قال : كلّ شيء له نَفْس سائلة فماتَ في الإناء فإنّه ينجِّسه، أراد كلّ شيء له دمٌ سائل. ويقال : نَفِسَت المرأةُ : إذا حاضَتْ. وقالت أمّ سَلَمة : «كنتُ مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الفراش فحِضتُ فخرجتُ وشَدَوْتُ عليَّ ثيابي ثم رجعتُ ، فقال : أَنَفِسْتِ»، أراد أَحِضْتِ.

[باب السين والنون مع الباء]

س ن ب

سنب ـ سبن ـ نسب ـ نبس ـ بنس ـ بسن.

بسن : قال اللّيث واللّحياني : هو حَسَنٌ بَسَن ، والباسِنة : جُوالقٌ غليظٌ يُتّخذ من مُشاقة الكَتّان أغلظُ ما يكون. قال : ومنهم من يهمِزها.

وقال الفرّاء : البأسِنة : كسَاءٌ مَخِيط يُجعَل فيه طعام ، والجميعُ الباسِن.

أبو العباس عن ابن الأعرابي : أبْسَنَ الرجل : إذا حَسُنتْ سَحْنَتُه.

بنس : أبو عبيد عن الأصمعي : بنّست : تأخَّرت ومنه قولُ ابنِ أحمرَ :

* وبنّسَ عنها فَرَقَدٌ خَصِرُ*

وقال شمر : لم أسمع بَنّس إذا تأخَّر إلا لابن الأحمر.

وقال اللحياني : بَنّسَ : إذا قَعَد ، وأنشد :

* إن كنت غير صائد فبنس *

ثعلب عن ابن الأعرابي : أبْنَس الرجلُ : إذا هَرَب من سُلطان. قال : والبنَسُ : الفِرارُ من الشّرّ.

سبن : قال الليث : السّبَنِيَّةُ : ضربٌ من الثّياب يُتَّخَذ من مُشاقّة الكَتَّان أغلَظُ ما يكون.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الأسْبانُ : المقانع الرِّقاق.

قال : وأسْبن إذا نام على السَّبَنِيَّات ، ضربٌ من الثّياب.

نبس : ثعلب عن ابن الأعرابي : النُّبُس : المُسرِعون في حوائجهم ، والنُّبُس : الناطقون ، يقال : ما نبَسَ ولا رَتَم.

وقال ابن أبي حفْصَةَ : فلم ينْبِس رُؤبةُ حين أنشدتُ السَّرِيَّ بن عبد الله أي : لم يَنطِق.

وقال ابن الأعرابي : السِّنْبِسُ : السريع.

وسَنْبَسَ : إذا أسرَع ، يُسَنْبِس سَنْبَسةً.

١١

قال : ورأت أمُ سِنْبِسٍ في النّوم قبلَ أن تَلِدَه قائلا يقول لها :

* إذا وَلَدْتِ سِنْبِساءَ فأنبِسِي *

أنبِسي : أي : أسرعي.

وقال أبو عمر الزاهد : السِّين في أول سِنْبِس زائدة ، يقال : نبَسَ إذا أسرَعَ قال : والسِّين من زوائد الكلام.

قال : ونَبس الرجلُ إذا تكلم فأسرَعَ.

وقال ابن الأعرابي : أنبَسَ : إذا سكَت ذُلًّا.

سنب : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : رَجُلٌ سنُوب ، أي : متغضِّب.

قال : والسِّنْبابُ : الرجلُ الكثير الشَّرّ.

قال : والسّنْباتُ والسَّنْبَةُ : سُوءُ الخُلُقِ وسرْعَةُ الغَضَب ، وأنشد :

قد شِبْتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِداتي

وذاكَ ما ألقَى من الأذاةِ

* من زَوْجةٍ كثيرةِ السَّنْباتِ *

قال : السَّنُوب : الرجُل الكذّاب المُغْتاب.

وقال عمرو عن أبيه : المَسْنَبةُ : الشَّرّة. أبو عُبَيد عن الكسائيّ : سبّةٌ من الدّهر ، وسَنْبَةٌ من الدهر ، وأنشد شَمِر :

* ماء الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنبَتِه *

شَمِر عن ابن الأعرابيّ : السِّناب والسِّنابة : الطويلُ الظَّهْر والبَطْن ، والصِّناب بالصاد مِثله.

ثعلب عن ابن الأعرابي : السَّنْباءُ : الاسْت.

نسب : قال الليث : النّسَبُ : نَسَب القرابات ، يقال : فلان نَسِيبي ، وهم أنسِبائي. ورجل نَسِيبٌ حَسِيب : ذو حَسَب ونَسَب. قال : والنِّسْبة مصدَرُ الانتساب ، والنُّسبَةُ : الاسم.

وقال غيره : النّسْبة والنُّسْبة : لغتان معناهما واحد.

أبو عبيد عن الفراء : هو يَنسِب بالنّساء ويَنسُب ، وهي قليلة.

وقال شمر : النّسِيب : رقيقُ الشِّعْر في النساء ، وهو يَنْسِبُ بها مَنْسِبةً.

وقال الليث : شِعْرٌ مَنسوبٌ ، وجمعه المناسيب. وأَنشَد :

هل في التَّعلُّل من أسماءِ مِنْ حُوبِ

أم في القَريضِ وإهداءِ المَناسِيبِ

والنَّسَّابة : الرجلُ العالِم بالأنساب.

ونَسَبتُ فلانا إلى أبيه أنسِبُه نَسَبا : إذا رفعتَ في نسَبهِ إلى جَدِّه الأكبر.

أبو عُبَيد عن أبي عمرو : النَّيْسَبُ : الطريقُ المستقيم.

وقال الليث : هو الطريق المُستَدِقّ الواضحُ كطريق النَّمْل والحَيَّة ، وطريقِ حُمُر الوَحْش إلى موارِدِها ، وأنشد الفرّاء :

غَيْثا تَرَى الناسَ إليه نَيْسَبا

من صادِرٍ أو وَاردٍ أَيْدِي سَبَا

١٢

قلتُ : وبعضُهم يقول النَّيْسم بالميم ، وهي لغة.

أبو زيد : يقال للرّجل إذا سُئِل عن نَسَبه : استَنْسِبْ لنا ، بمعنَى انتسِبْ لنا حتى نَعرِفَك.

في «النوادر» : نَيْسبَ فلانٌ بينَ فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبَةً : إذا أقبَلَ وأَدبَر بينهما بالنَّمِيمة وغيرِها. والنَّسَبُ يكون بالآباء ، ويكون إلى البلاد ، ويكون بالصّناعة.

[باب السين والنون مع الميم]

س ن م

سنم ـ سمن ـ نسم ـ نمس ـ مسن ـ منس : [مستعملة].

سنم : قال الليث : السَّنَمُ : جِمَاعٌ. الواحدة سَنَمة ، وهي رأسُ شجرةٍ من دِقِّ الشجر يكون على رأسِها كهيئة ما يكون على رأس القَصَب ، إلّا أنه ليّن تأكُلُه الإبل أكلا خَضْما.

قال : وأفضَلُ السَّنَم شجرةٌ تسمَّى الأسْنَامَة ، وهي أعظمُها سَنَمة.

قلت : السَّنَمة تكون للنَّصِيّ والصِّلِّيَّان والغَضْوَرِ والسَّنْطِ وما أشبَهَها.

وقال اللَّيث : جَمَلٌ سَنِم ، وناقةٌ سَنِمة : ضَخْمَةُ السَّنام. وأسْنَمَتِ النارُ : إذا عَظُم لَهَبُها.

وقال لبيد :

* كدُخانِ نارٍ ساطعٍ إسْنامُها*

ويروى : أسْنامها فمن رواه بالفتح أراد أعاليَها ، ومن رواه بالكسر فهو مصدر أسْنَمتْ : إذا ارتفعَ لهَبُها إسْناما.

وقال اللّيث : سنام : اسم جَبَل بالبَصْرة يقال : إنّه يسير مع الدَّجَّال.

قال : وأسنُمةُ الرَّمْلِ : ظهورُها المرتِفعة من أَثْباجِها ، يقال : أسنِمة وأَسنُمَة ، فمن قال : أسنُمة جعَلَه اسما لرَمْلةٍ بعَيْنها ، ومن قال : أسنِمة جعلها جمعَ سنام ، ويقال : تسنَّمتُ الحائطَ : إذا علوْتَه من عُرْضِه.

ثعلب عن ابن الأعرابي : تَشَيَّمه الشَّيْبُ ، وتَسَنَّمَه وأوْشَمَ فيه بمعنًى واحد.

وقولُ الله جلّ وعزّ : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً) [المطففين : ٢٧ ، ٢٨] ، أي : من ماء يتَنَزَّلُ عليهم من مَعالٍ ، وتُنصَب عَيْنا على جهتين : إحداهما : أن تَنوِيَ من تسنيم عين فلما نُوّنَتْ نُصِبَتْ. والجهة الأخرى : أن تَنويَ من ماء سنَّم عَيْنا ، كقولك : رُفِع عَيْنا ، وإن لم يكن التسنيمُ اسما للماء فالعينُ نَكِرة ، والتّسنيم مَعرِفة ؛ وإن كان اسما للماء فالعينُ مَعْرفة فخرجتْ نَصْبا ، وهذا قولُ الفرَّاء.

وقال الزَّجَّاج قولا يَقرُب معناه ممّا قاله الفرَّاء.

وقبرٌ مُسَنَّم : إذا كان مرفوعا عن الأرض ، يقال : تسنَّمَ السحابُ الأرضَ : إذا جادَها. وتسنَّم الجملُ الناقةَ : إذا قاعَها.

والماءُ السَّنِمُ : الظاهرُ على وَجْه الأرض.

١٣

وفي الحديث : «خيرُ الماءِ السَّنِم».

وكلُّ شيء عَلا شيئا فقد تَسَنَّمه.

أبو زَيد : سَنَّمْتُ الإناء تَسْنِيما : إذا مَلأْتَه ثمّ حَمَلتَ فوقَه مِثْلَ السَّنام من الطّعام أو غيرِه. وتَسَنَّمَ الفحلُ الناقةَ : إذا ركبَ ظهرَها ، وكذلك كلُّ ما ركبته مُقْبِلا أو مدبِرا فقد تَسَنَّمْتَه. وكان في بني أسد رجل ضمن لهم رزق كل بنت تولد فيهم ، وكان يقال له : المنسِّم محيي النّسمات ، ومنه قول الكميت :

ومنا ابن كور والمنسّمُ قبله

وفارس يوم الفيلق العضْبُ ذو العَصبِ

نسم : رَوَى شمر بإسنادٍ له عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «مَن أعتق نَسَمةً مؤمنةً وَقَى الله عزوجل بكلّ عُضْوٍ منه عُضْوا من النار».

قال شمر : قال خالد : النَّسَمَة : النّفْس.

قال : وكلُّ دابّة في جَوْفها رُوح فهي نَسَمة. والنَّسَم : الرّوح. وكذلك النسيم.

قال الأغلب :

ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القدِيم

يَفْرُقُ بين النّفْس والنَّسِيم

قال أبو منصور : أراد بالنفس ههنا : جسم الإنسان أو دمه ، لا الروح. وأراد بالنسيم : الروح.

ومعنى قوله عليه‌السلام : «مَن أعتق نسَمةً» أي : من أعتق ذا نَسَمة.

وقال ابن شميل : النَّسَمة : غُرَّةٌ عبدٌ أو أَمَةٌ.

وحدّثنا الحسين بنُ إدريسَ قال : حدّثنا سويد عن ابن المبارك ، عن عيسى بن عبد الرحمن ، قال : حدّثني طلحةُ اليامِيَّ عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البَرَاء بن عازب قال : جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : عَلِّمْني عَمَلا يُدْخِلُنِي الجنَّةَ ، فقال : «إن كنت أَقْصَرت الخُطْبَة فَقَد أعرَضْتَ المسألة ، أَعْتِقْ النَّسَمة ، وفُكَّ الرَّقبة».

قال : أَوَلَيْسَا واحدا؟ قال : «لا ، عِتْقُ النّسَمة أن تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا وفكُّ الرَّقبة أنْ تُعينَ في ثَمَنِها والمِنْحة الوَكوف والقيءُ عَلَى ذي الرَّحم الظالم ، فإن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ واسْقِ الظمآن ومُرْ بالمعْروف وانْهَ عن المنكر ، فإِنْ لم تُطِق فكُفَّ لسانَك إلّا من خير».

وقال شمر : قال ابن الأعرابيّ : الناسِمُ : المريضُ الذي قد أَشفَى عَلَى الموت ، يقال : فلانٌ يَنْسِم كنَسْم الرِّيح الضعيف ، وقال المَرَّار :

يَمْشين رَهْوا وبعْدَ الجَهْدِ من نَسمِ

ومن حَياءِ غَضيضِ الطّرفِ مَسْتور

ويقال : نَسّمْتُ نَسَمةً : إذا أحيَيْتَها أو أعتَقْتَها ، قال الكميت :

ومِنَّا ابنُ كُوزِ والمُنَسِّمُ قَبلَهُ

وفَارِسُ يومِ الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ

والمُنسِّم : مُحيِي النَّسمات.

قال : وقال بعضهم : النّسَمة : الخَلْق يكون ذلك للصّغير والكبير والدوابّ وغيرِها ،

١٤

ولكلِّ من كان في جَوْفه روحٌ حتى قالوا للطَّيْر.

وأنشد شمر :

يا زُفَر القَيْسِيّ ذا الأنْف الأشَمّ

هَيَّجْتَ من نخلة أمثالَ النَّسَمْ

قال : النَّسَم : ههنا طيرٌ سِراع خِفافٌ لا يَستبِينُها الإِنسان من خِفَّتها وسرعتها.

قال : وهي فوقَ الخطَاطيف ، غُبرٌ تعلوهنّ خُضْرة.

قال : والنَّسَم كالنَّفَس ، ومنه يقال : ناسمتُ فلانا أي : وجدتُ ريحَه ووَجَدَ رِيحِي ؛ وأنشد :

* لا يأمَننَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ ذو نَسَمِ *

أي : ذو نَفَس.

وقال الليث : النَّسَمُ : نَفْس الرُّوح ، ويقال ما بها ذو نَسم ، أي : ذو رُوح. قال : ونَسيمُ الرِّيح : هبُوبُها.

وقال ابن شميل : النّسِيم من الرِّياح ، أي : الرُّوَيْدُ.

قال : وتَنسَّمتْ ريحها بشيءٍ من نسيمٍ : أي : هبت هُبوبا رُويدا ذات نَسيم ، وهو الرُّوَيْد.

قال أبو عبيد : النّسيم من الرّياح التي تجيء بنَفَس ضَعِيف ، وفي الحديث : «تنكَّبُوا الغُبارَ فإنّ منه تكون النّسَمة»، قيل : النّسَمة ههنا الرَّبْو ، ولا يزال صاحبُ هذه العلَّة يتَنَفّس نَفَسا ضعيفا ، فسمِّيَت العِلَّة نَسَمة لاستراحَتهِ إلى تنفُّسِه.

ويقال : تنسَّمت الريحُ وتنسَّمتُها أنا ، وقال الشاعر :

فإِنَّ الصَّبَا رِيحٌ إذا ما تَنسَّمتْ

على كِبْدٍ مَحزونٍ تَجَلّتْ هُمومُها

وإذا تَنسَّم العليل أو المحزون هبوبَ الرّيح الطيبة وجَد لها خَفّا وفَرَحا.

وفي حديثٍ مرفوعٍ إلى النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «بعثتُ في نَسَم الساعة»، وفي تفسيره قولان : أحدُهما : بُعِثتُ في ضَعْف هُبوبها وأوّل أشراطِها وهذا قول ابن الأعرابيّ.

وقال : النَّسِيمُ : أوْل هُبوبِ الرِّيح. وقال غيرُه : معنى قوله : بُعِثْتُ في نَسَم الساعة ، أي : في ذَوِي أرْواح خَلَقهم الله وقتَ اقتراب الساعة ، كأنه قال : في آخِر النَّشء من بني آدم.

وقال ابن الأعرابي : النَّسِيم : العَرَق ، والنَّسْمَةُ : العَرْقة في الحمَام وغيره ، ويُجْمَع النَّسَم بمعنى الخَلْق أناسِم ، يقال : ما في الأناسِم مثلُه. كأنّه جمع النَّسَم أَنْساما ، ثم أناسِمُ جمعُ الجمع.

وفي حديث عَمرو بن العاص وإسلامِه أنّه قال : لقد استقام المنْسِم وإن الرّجلَ لنبيٌ فأسلَم ؛ يقال : قد استقام المنسِم ، أي : تَبَيّنَ الطّريقُ. ويقال : رأيتُ مَنْسِما من الأمر أعرِفُ به وَجْهَه ؛ وقال أوسُ بنُ حَجَرَ :

لَعَمري لقد بيّنْتُ يومَ سُوَيْقَةٍ

لمن كان ذا رأيٍ بِوجْهَةِ مَنْسِمِ

١٥

أي : بوجهِ بَيان. والأصلُ فيه مَنْسَمَا خُفِّ البعير ، وهما كالظفْرَين في مقدِّمة ، بهما يُستَبان أثرُ البَعير الضّال ؛ لكلّ خُفِ مَنسِمان ، ولخُفّ الفِيلِ منْسِم ، وللنَّعامة مَنْسم.

وقال أبو مالك : المنْسِم : الطريق ، وأنشَد للأحوص :

وإن أظلمْت يوما على الناس غَسْمةٌ

أضاءَ بكمْ يا آلَ مروانَ مَنْسِمُ

يعني الطريق. والغَسْمَةُ : الظُّلمة.

نمس : قال اللّيث : النَّمَسُ : فسادُ السَّمْن وفسادُ الغالية ، وكذلك كلّ طِيبٍ ودُهْن إذا تغيّر وفَسَد فسادا لَزِجا ؛ والفعلُ نَمِس يَنْمسَ نَمَسا فهو نَمس.

وقال غيرُه : نَمسَ الوَدَك ونَسِم : إذا أنتنَ.

ونمَّس الأقِطُ فهو منمس : إذا أَنتَن. قال الطِّرِمّاح :

* مُنمِّسُ ثيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائِنِ*

والكَرِيص : الأقِط.

وقال اللّيث : النِّمسُ : سَبعُ ، من أخبَث السِّباع.

وقال غيرُه : النمس : دُوَيْبَّة يتّخذها الناظرُ إذا اشتدَّ خوفُه من الثّعابين ، لأنّ هذه الدابّة تتعرّض للثّعبان وتتضاءل. وتَستَدِقّ حتّى كأنَّها قطعةُ حَبْل ، فإذا انْطَوَى عليها الثُّعْبان زَفَرتْ وأَخذتْ بنَفَسِها ، فانتفخ جَوفها فيتقطّع الثعبان وقد تطوَّى عليه النمس فَظَغا من شِدّة الزَّفْرة.

وفي حديث المَبعَث : أنّ خديجةَ وصفتْ أمرَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لورَقَةَ بنِ نَوْفلَ ، وكان قد قرأ الكُتُب ، فقال : إن كان ما تقولين حَقّا فإنّه ليأتيه النَّاموس الّذي كان يأتي موسى عليه‌السلام.

قال أبو عُبَيد : الناموس : صاحبُ سِرِّ الرَّجُل الّذي يَطَّلِع على سِرِّه وباطنِ أمره ، ويَخُصّه بما يَستُره عن غيره ، يقال منه : قد نَمَسَ يَنْمِس نَمْسا ، وقد نامَسْتُه منامَسَةً : إذا سارَرْتَه.

وقال الكميت :

فأبلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِرا

عَمَّيْهِمَا والمستسِرَّ المُنامِسَا

قال : ويقال : انَّمَسَ فلانٌ انِّماسا إذا انْغَلَّ في سُتْرةٍ.

قال : والناموسُ أيضا : قُترَةُ الصائد الّتي يَكمُن فيها للصَّيْد ، ومنه قولُ أَوْس بنِ حَجَر :

فلاقَى عليها من صُباح مُدَمِّرا

لنامُوسِه مِن الصَّفيحِ سَقائفُ

المدمِّر : الذي يدخن بأبوار الإبل في قترته لئلا يجد الوحش ريحه فينفر.

أبو العبّاس عن ابن الأعرابي قال : النّاموس : بيتُ الراهب.

وقال غيرُه : النامُوس النَّمّام ، وهو النّمّاس أيضا.

ويقال للشّرَك : ناموسٌ ، لأنّه يُوارَى تحتَ التراب ، وقال الراجز يصف الرِّكاب ،

١٦

يعني الإبل :

يَخْرجنَ عن مُلتَبِسٍ مُلَبَّسِ

تَنْمِيسَ ناموسِ القَصا المُنمَّسِ

يقول : يخرجن من بلدٍ مشتبِه الأعلام يَشتبه على من يسلُكُه ، كما يَشتبِه على القَطَا أمرُ الشَّرَك الّذي يُنصَب له.

وقال ابن الأعرابي : نَمَس بينهم ، وأنمس ، وأرّش بينهم وأكل بينهم.

وأنشد :

وما كنت ذا نَيْرَب فيهمُ

ولا مُنْمسا بينهم أنْملُ

أؤرّش بينهم دائبا

أدِبّ وذو النملة المُدْغَلُ

ولكنني رائبٌ صَدْعَهُم

رَقوءٌ لما بينهم مُسْمِلُ

رَقوءٌ : مُصلح. رقأت : أصلحت. رواه ثعلب عنه.

سمن : ابن السكيت : سَمَنْتُ له : إذا أدَمْتَ له بالسَّمْن. وقد سمّنْتُه : إذا زوّدْتَه السَّمْنَ. وجاءوا يَسْتَمِنون : أي : يَطْلبون أن يُوهَب لهمْ السَّمْن.

وقال اللّيث : السِّمْن نَقيضُ الهُزال ، والفعل سَمِن يَسْمَن سِمْنا. ورجل مُسْمِنٌ : سَمين. وأَسْمَن الرجلُ : إذا اشتَرى سَمينا. والسُّمْنَة : دواءٌ تُسمَّنُ به المرأة.

وفي الحديث : «ويلٌ للمسمَّنات يومَ القيامة مِنْ فَتْرةٍ في العِظام».

واستَسْمنتُ اللحمَ : أي : وجَدْتَه سَمِنا.

والسَّمْن : سِلاءُ اللَّبَن ، ويقال : سَمَّنْتُ الطعامَ فهو مَسْمُون : إذا جعلتَ فيه السّمْنَ. والسُّمَّانَى طائرٌ وبعضهم يقول : إنه السَّلوَى. وسُمْنان : موضع في البادية.

وقال بعضُهم : يقال للطائر الواحد سُمانَى وللجميع سُمَاني. وبعضُهم يقول للواحدة سُمَاناة.

وفي الحديث : أن فلانا أُتيَ بسَمَكٍ مَشْوي فقال سَمِّنْه.

قال أبو عُبَيد : معنَى سَمِّنهُ : بَرِّدْه.

ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : التَّسْمِين : التبريدُ.

وفي حديثِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «يكون في آخِر الزَّمان قومٌ يَتَسَمّنُون»، قيل : معنى قوله : «يتسمنون» ، أي : يتَكَثَّرون بما ليْس فيهم من الخير ويَدّعُون ما ليس لهم من الشرف.

وقيل : معناه : جمْعُهم المالَ ليُلحَقوا بذَوِي الشّرف.

ويقال : أسْمَنَ القومُ : إذا سَمِنَتْ نَعَمُهم ، فهم مُسْمِنون. ورجلٌ سامِن ، أي : ذو سَمْن ، كما يقال : رجلٌ تامِر ولابِن ، أي : ذو تَمْر وَلَبن. والسُّمَنيَّةُ : قومٌ من الهِند دُهْرِيّون.

ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الأسْمالُ والأسْمانُ : الأزُر الخُلْقانُ.

قال : ويقال : سَمّنْتُه وأسمَنْتُه : إذا أطعمتَه

١٧

السَّمْن. ورجل سَمِين مُسْمِن بمعنًى ، والجميعُ : السِّمان والمُسْمِنُون.

وضع محمد بن إسحاق حديثا : «ثم يجيء قوم يتسمّنون» في باب كثرة الأكل وما يذم منه.

قال : حدثنا حماد بن الحسن قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا هشيم عن بشر عن عبد الله بن شقيق العقيلي. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وخير أمتي القرن الذي أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر قوم يحبون السّمانة يشهدون قبل أن يُسْتشهَدوا».

وفي حديث آخر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لرجل سمين ـ ويومىء بأصبعه إلى بطنه ـ : «لَوْ كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك».

منس : أبو العبّاس عن ابن الأعرابي ، قال : المَنَسُ : النَّشاط. والمَنَسةُ : المَسَّةُ من كلّ شيء.

مسن : عمرو عن أبيه : المَسْن : المُجُون ، يقال : مَسَنَ فلانٌ ومَجَنَ بمعنى واحد.

وفي كتاب الليث : المَسْنُ : الضّرْبُ بالسَّوْط.

قلتُ : هذا تَصحيف ، وصوابه : المَشنُ : الضربُ بالسَّوط بالشين ، واحتجَّ الليث بقول رؤبة :

* وفي أخَادِيدِ السياطِ المُسَّنِ *

فرَواه بالسين والرُّواة روَوه بالشين ، وهو الصواب.

وقال أبو عمرو : المَشْن : الْخَدْش.

س ف ب ، س ف م : مهمل.

[باب السين والباء والميم معهما]

س ب م

استُعمل من وجوهه : بسم.

بسم : قال الليث : بَسَمَ يَبْسِم بَسما : إذا فتح شَفَتَيْه كالمُكاشِر. ورجل بَسَّام وامرأةٌ بَسّامة. وفي صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان جُلُّ ضَحِكه التبسُّم ، يقال : بَسَمَ وابتَسم وتبسَّم بمعنًى واحد.

* * *

١٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هذه أبواب الثلاثي المعتل من حرف السين

أهملت السين مع الزاي فلم تأتلفا

باب السين مع الطاء

س ط (وا يء)

سطا ـ سوط ـ طوس ـ طسأ ـ وسط ـ وطس ـ طيس : [مستعملة].

سوط : يقال : ساطَ دابّتَه : إذا ضربَهَ بالسَّوط يَسُوطُه.

وقال الشاعر يصف فرسا :

فصوَّبْتُه كأنّه صَوْبُ غَيْبَةٍ

على الأَمْعَزِ الضّاحي إذا سيطَ أَحْضَرَا

قاله الشماخ يصف فرسه. وصوَّبْتُه : أي حملتُه على الحُضْر في صَبَبٍ من الأرض. والصَّوْب : المَطَر.

والغبية الدفعة منه.

وقال الفرّاء في قول الله جلّ وعزّ : (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣)) [الفجر : ١٣] ، هذه كلمةٌ تقولُها العرب لكلّ نوع من العذاب تُدخِل فيه السَّوْطَ ، جَرَى به الكلامُ والمَثَل ، ونرَى أن السَّوط من عَذابهم الذي يعذّبون به ؛ فَجَرى لكلّ عَذاب إذا كان فيه عندَهم غايةُ العذاب.

وقال اللّيث وغيرُه : السَّوْطُ : خَلْطُ الشيء بعضُه ببعض. والمِسْوَط الّذي يُسَاطُ به ، وإذا خَلَّطَ إنسانٌ في أمره قيل : سَوَّطَ أَمْرَه تَسْويطا ؛ وأَنشَد :

فُسْطها ذَمِيمَ الرّأي غيرَ موفَّقٍ

فلستَ عَلَى تسويطِها بِمُعَانِ

وقال غيرُه : سُمِّيَ السَّوْطُ سَوْطا لأنّه إذا سِيطَ به إنسانٌ أو دابَّةٌ خُلِطَ الدَّمُ باللّحم.

وسَاطَه ، أي : خَلَطه.

الحرَّاني عن ابن السكّيت : يقال : أموالُهم سَوِيطةٌ بينَهم ، أي : مختلِطَة.

وقال الليث : السُّوَيْطاءُ : مَرَقةٌ كثير ماؤُها وتمْرُها.

سطا : قال ابن شُمَيل : الأيدِي السَّواطِي ، التي تَتناوَلُ الشيء. وأنشَد :

* تَلَذُّ بِأَخْذِها الأيْدِي السَّواطِي *

وقال الفرّاء في قوله تعالى : (يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا)

١٩

[الحج : ٧٢] ، يعني مُشْرِكي أهل مكّة ، كانوا إذا سَمِعوا الرجلَ من المسلمين يتلو القرآنَ كادُوا يَبْطشون به ، ونحو ذلك قال أبو زيد.

وقال ابن شُمَيل : فلانٌ يَسْطو عَلَى فلان ، أي : يَتَطاول عليه. وأميرٌ ذو سَطْوَة : ذو شَتْم وظُلْم وضَرْب.

أبو عبيد عن الأصمعي : السَّاطي من الخَيل : البَعيد الشَّحْوَةِ وهي الخَطْوة ، وقد سَطَا يَسْطو سَطْوا ، وقال رؤبة :

* غَمْرَ اليَدَيْنِ بِالجِراءِ سَاطِي *

وقال اللّيث : السَّطْوُ : شِدَّة البَطْش ، وإنما سُمّي الفرسُ ساطيا لأنّه يسطو عَلَى سائر الخيل ، ويقومُ عَلَى رِجْليه ويَسْطو بيديه.

قال : والفَحْلُ يَسْطو عَلَى طَروقَتِه.

أبو عُبَيد عن أبي زيد : السَّطْوُ : أن يُدخِل الرجلُ اليَدَ في الرَّحِم فيَسْتَخْرِجَ الوَلَد.

والمَسْطُ : أن يُدخِل اليدَ في الرّحم فيستخرِجَ الوَثْرَ ، وهو ماءُ الفَحْل ، وقال رؤبة :

إنْ كنتَ من أَمْرِكَ في مَسْماسِ

فاسْط عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ الماسِي

قال اللّيث وقد يُسْطَى عَلَى المرأة إذا نَشَبَ ولدُها في بطنِهَا ميِّتا فيُسْتخرَج منها.

ورُوِي عن بعض الفُقَهاء أنّه قال : لا بأسَ بأَن يَسْطُوَ الرجلُ على المرأة إذا خِيفَ عليها ، ولم تُوجَد امرأةٌ تتولّى ذلك.

ويقال : اتّقِ سَطْوَتَه ، أي : أَخْذَتَه.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ : ساطَى فلانٌ فلانا : إذا شَدَّدَ عليه. وساطاه : إذا رَفَقَ به.

وقال أبو سعيد : سَطَأَ الرجلُ المرأة وشَطَأَها : إذا وَطِئَها ، رواه أبو تراب عنه.

ابن الأعرابي : سَطَا عَلَى الحامل وساطَ ، مَقْلُوبٌ : إذا أَخْرَجَ وَلَدَها.

طوس : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الطَّوْسُ : القَمَر ، والطُّوْس : دَواءُ الْمَشِيِّ.

وقال اللّيث : يقال للشَّيءِ الحَسَن : إنّهُ لَمُطَوَّس ، وقال رؤبة :

* أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَب المُطَوَّسِ *

قال : والطّاوُوس : طائرٌ حَسَن ، ووَجْهٌ مُطَوَّسٌ حَسَن ، وقال أبو صَخْر الهُذَلِيّ :

إذْ تَسْتَبِي قَلْبِي بذِي عُذَرٍ

ضَافٍ يَمُجُّ المِسْكَ كالْكَرْمِ

ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مدامعه

لا شاحبٍ عارٍ ولا جَهْمِ

وقال المؤرِّج : الطَّاؤُوسُ في كلام أهلِ الشام : الجميلُ من الرّجال ، وأنشَد :

فلو كنتَ طاؤُوسا لكنتَ مُمَلَّكا

رُعَيْنُ ولكنْ أنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ

قال : والَّلأْم : اللئيم. ورُعَين اسم رجُل.

قال : والطاءُوس : الأرضُ المخضرَّة التي عليها كلُّ ضَرْب من الوَرْد أيامَ الربيع.

وقال أبو عمرو : طاسَ يَطوسُ طَوْسا : إذا حَسُن وَجْهُه ونَضَر بعد عِلّة ، وهو مأخوذ

٢٠