ويُروى : مُفْحَمِ.
ويقال للخِرَقِ التي تُدرج إدراجاً وتُلف وتجمع ثم تُدَسُّ في حياء الناقة التي يريدون ظَأرَهَا على وَلَدِ ناقةٍ أخرى ، فإذا نُزعت من حيائها حَسِبَتْ أنها ولدت ولداً فيُدنى منها وَلَدُ الناقة الأخرى فترأمُهُ ، يقال لتلك اللَّفِيفَةِ : الدُّرجَةُ والجَزْمُ ، والوَثيِغَةُ.
وأما الدُّرَجَةُ بفتح الراء فإن ابن السكيت قال : هو طائر أسود بَاطِنُ الجَنَاحَينِ ، وظاهِرُهُمُا أغبر ، وهي على خِلْقَةِ القطاة إلا أنها أنطف.
وقال الليث : الدُّرَّاج : من الطير بمنزلة الحَيْقُطَانِ ، وهو من طير العراق وهو أرقَطُ.
قال : والدِّرِّيج : شيء يُضرب به ذو أوتار كالطنبور.
ويقال للدَّبَّابات التي تُسوَّى لِحَرْبِ الحِصار ، يَدْخُلُ تحتها الرِّجالُ : الدَّبَّابات والدَّرّاجات.
والدرَّاجة : التي يَدْرَجُ عليها الصبي أول ما يمشي.
والدُّرْجُ : دُرْجُ المرأة تضع فيه طيبها وأداتها ، وهو الحِفْشُ أيضاً. والمَدَارِجُ : الثنايا الغِلاظُ بين الجبال. ومنه قول المزنيِّ :
تعرَّضي مَدَارِجاً وسُومي |
تعرُّض الجوزاء للنجوم |
ويقال : درَّجْتُ العليل تَدْريجاً إذا أطعمته شيئاً قليلاً من الطعام. ثم زِدْتَه عليه قليلاً ، وذلك إذا نَقِهَ حتى تدرَّج إلى غاية أكله كان قبل العِلَّةِ دَرَجة فدرجةً.
وقيل في قوله جل وعز : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف : ١٨٣] سنأخُذُهم من حيث لا يحتسبون ، وذلك أن الله جل وعز يفتح عليهم من النعيم ما يغتبطون به فيركنون إليه ويأنسون به ولا يذكرون الموت ، فيأخذهم على غرَّتهم أغفل ما كانوا ، ولهذا قال عمر بن الخطاب لما حُمل إليه كنوز كسرى : «اللهم إني أعوذ بك أن أكون مُسْتَدْرَجَاً فإني أسمعك تقول : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف : ١٨٣]».
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الدَّرْجُ : لَفُّ الشيء.
يقال : دَرَجْتُهُ ، وأدْرَجْتُهُ ، ودرَّجتُهُ ، والرُّباعي أفصَحُها ، والدَّرَجُ : المَحاجُّ ، والدَّرَجُ : الطريق.
يقال : رجع فلان ذَرَجَهُ إذا رجع في الأمر الذي قد كان ترك.
قال : ويقال : دَرِجَ إذا صَعِدَ في المراتب.
وَدِرجَ إذا لَزِمَ المَحَجَّةَ من الدين.
كله بكسر العين من فَعِلَ.
وقال ابن السكيت : في قولهم : (أكذب من دَبَّ ودَرَجَ) أي أكذب الأحياء والأموات.
يقال للقوم إذا انْقَرَضُوا : دَرَجُوا.
(قلت) : وأصل هذا مِنْ درَجْتُ الثوب إذا طويته ، كأنهم لما ماتوا ولم يُخلِّفوا عَقِباً دَرَجُوا طريق النسل والبقاء أي طوَوْه.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : يقال للرجل إذا طلب شيئاً فلم يقدر عليه : رجع على غُبَيْراءِ الظهر ، ورجع على أدراجه ، ورجع دَرَجَهُ الأولَ ، ومثله : رجع عَوْدَهُ على بَدْئِهِ ، ونكَصَ على عَقِبِه ، وذلك إذا رجع ولم يُصب شيئاً.
قال : ويقال : رجع فلان على حَافِرَتِهِ وادِرَاجِهِ بكسر الألف ، هكذا أخبرني الإيادي عن شمر : رجع على إدراجه إذا رجع في طريقه الأول.
أبو عمرو الشيباني : يقال : فلان دَرْجُ يدك أي لا يعصيك.
ويقال : ما أنا الأدْرَجُ يَدِكَ أي ما أعصيك؟.
باب الجيم والدال مع اللام
[ج د ل]
جدل ، جلد ، دجل ، دلج : مستعملة.
جدل : الجَدْلُ : شِدَةُ الفَتْلِ.
يقال : إنه لَحَسنُ الأَرْمِ وَحَسَنُ الجَدْل إذا كان حَسَنَ أسر الخَلْق.
وجَدَلْتُ الحَبْلَ جَدْلاً إذا شَدَدتَ فتله ، ومنه قيل لِزِمَامِ الناقة : الجَدِيل.
(أبو عبيد): الجَدْلَاءُ والمَجْدُولةُ من الدروع : نحو الموضونة ، وهي المنسُوجةُ.
قال الحطيئة : جَدلاءَ مُحْكَمَةٍ من نَسجِ سلَّامِ قال الليث : جمع الجَدلاءِ : جُدْلٌ ، وقد جُدِلَتْ الدروع إذا أُحكمت.
ويقال : إنه لَجَدِلٌ إذا كان شديد الخصام ، وإنه لَمِجْدَلٌ ، وقد جادل فلاناً جِدالاً ومجادلة.
والجُدُول : الأعضاء ، واحدها : جَدْلٌ.
وقال شمر : سمِّيت الدروع جَدْلَاءَ ومَجْدُلَةً لإحكام حَلَقِها كما يقال : حَبْلٌ مجدول : مفتول ، قد جُدِلَتْ جَدْلاً أي أُحكمَت إحكاماً.
وقال الليث : الجَدْلُ : الصَّرعُ.
يقال : جَدَلْتُهُ فانجدل صَرِيعاً ، وهو مَجْدول ، وأكثر ما يقال : جدَّلته تجديلاً.
والجَدَالَةُ : اسم للأرض.
وقيل للصَّريع : مُجَدَّل لأنه يُصْرَعُ بالجَدَالة.
وقال الراجز :
قد أركَبُ الآلة بعد الآله |
وأترُكُ العاجِزَ بالجَدَاله |
(قلت) : الكلام المعتمد : طعنه فجدَّله بالتشديد.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا اخضرَّ حَبُّ طلع النخل واستدار قبل أن يشتد فإن أهل نجد يسمونه الجَدَالَ. وأنشد :
وسارت إلى يَبْرِينَ خمساً فأصبحت |
يخر على أيدي السُّقَاة جَدَالُها |
وقال الليث : يقال للذكر العَرْدِ : إنه لجَدْلٌ خَدْلٌ.
قال وجُدُول الإنسان : قَصَبُ اليدين والرِّجلين ، ورجل مجدُولُ الخلق : لطيف القصب.
قال : والجَدِيْلةُ : شَرِيْجَةُ الحَمَامِ ، ونحوها.
وقال أبو الهيثم : يقال لصاحب الجَدِيْلَةِ : جَدَّالٌ.
قال : ويقال : رجل جَدَّالٌ بَدَّالٌ : منسوب إلى الجَدِيلةِ التي فيها الحمام.
قال : ويقال : رجل جدَّال للذي يأتي بالرأي السخيف ، وهذا رأي الجدّالين.
ويقال : القوم على جَدِيلَةِ أمرهم أي على حالهم الأول.
(سلمة عن الفرّاء) في قول الله جل وعز : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الإسراء : ٨٤] فصحَّف بعضهم وقال : (على حدٍّ يليه) ، الشاكلة : الناحية والطريقة والجديلة قال : وسمعت بعض العرب يقول : «وعبد الملك إذ ذاك على جَدِيَلَتِهِ ، وابن الزبير على جَدِيْلَتِهِ» يريد ناحيته ، ويقال : فلان على جَدِيْلَتِهِ وجَدْلَائِهِ كقولك : على ناحيته ، وقال شمر : ما رأيت تصحيفاً أشبه بالصواب مما قرأه سليمان بن مالك في التفسير عن مجاهد في قوله جل وعز : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) فصحَّف وقال : (على حدٍّ يليه) وإنما هو : على جَدِيْلَتِهِ أي ناحيته ، وهو قريب بعضه من بعض. وقال أيضاً أعني الليث : الجَدِيْلَةُ أيضاً : الرهط وهي من أَدَمٍ يأتزرُ بها الصبيان ، والحُيَّض من النساء.
وقال غيره : جديلةُ طيِّيءٍ : قبيلة منهم ، يُنسب إليهم فيقال : جَدَلِيٌ ، وقال الليث : وجَدَيِلَةُ أسَدٍ : قبيلة.
وقال الليث : الأجدَلُ من صفة الصَّقر ، قال : ورجل أجْدَلُ المنكب : فيه تطأطؤ ، وهو خلاف الأشرف من المناكب : (قلت) : هذا عندي خطأ ، إنما الصواب : رجل أحدلُ المنكب ، هكذا رُوي لنا عن أبي عبيد ، عن أبي عمرٍو قال : الأجْدَلُ : الذي في منكبيه ورقبته انكباب على صدره وقد مر في بابه.
وقال الليث : إذا جعلت الأجْدَلَ نعتاً قلتَ : صقر أجْدَلُ ، وصقور جُدْلٌ ، وإذا تركته اسماً للصّقر قلتَ : هذا الأجْدَلُ ،
وهي الأجادلُ ، لأن الأسماء التي على أفعَل تُجمع على فُعْل إذا نُعت بها فإن جعلتها أسماء محضة جُمعت على أفاعل ، وأنشد أبو عبيد : يخُوتُون أخرى القَوم خَوْتَ الأجَادِلِ
(أبو عبيد عن أبي عبيدة) قال : الأجَادِلُ : الصقور ، واحدها : أجْدَلُ.
قال أبو عبيد : وقال الأصمعي : إذا قويَ الفصيل ومشى فهو راشحٌ فإذا ارتفع عن الراشحِ فهو جَادِلٌ.
وقال الليث : الجَدْوَلُ : نهر الحوض ونحو ذلك من الأنهار الصغار ، يقال لها : الجَدَاوِلُ.
والمِجْدَلُ : القصر المشرف ، وجمعه : مَجَادِلُ.
وقال غيره : الجَدْلُ : أن يُضْرَبَ عُرض الحديد حتى يُدَمْلَجَ. وهو أن يُضرب حروفه حتى يستدير.
ويقال : جادلتُ الرجل فَجَدَلْتُهُ جَدْلاً إذا غَلَبْتَهُ.
ورجل جِدلٌ إذا كان ألوى في الخِصَام.
وفي الحديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أنا خاتم النبيين في أم الكتاب وإن آدم لمُنْجَدِلٌ في طينته».
قال شمر : المُنْجَدِلُ : الساقط.
والمُجَدَّلُ : الملقى بالجدالة وهي الأرض ، وقال الهذلي :
مُجَدَّلٌ يُتَكَسَّى جِلدُهُ دَمَهُ |
كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ |
دجل : يقال : دَجَلَ وسَرَجَ إذا كذب.
وبينهم دَوْجَلَةٌ وهوجَلَةٌ ، ودَوْجَرَةٌ وسَوْرَجَةٌ ، وهو كلام يُتناقل ، وناس مختلفون.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الدَّاجِلُ : المُموِّهُ الكذاب ، وبه سُمِّي الدَّجَّال.
وقال الأصمعي : دَجَلَ الرَّجُلُ المرأة وَدَجَاها إذا جامعها ، وهو الدَّجْلُ ، والدَّجْوُ.
وقال الليث : الدَّجْلُ : شدة طليِ الجرب بالقَطْرانِ.
(أبو عبيد): المُدَجَّل : البعير المهنوء بالقِطرَان.
ودِجْلَةُ : اسم معرفة لنهر العراق ، ودُجَيْل : نهر صغير يَنْخَلِجُ من دجلة.
وقال الليث : الدَّجَّالُ هو المسيح الكذاب ، وإنما دَجْلُهُ ، سِحْرُهُ وكَذِبُهُ لأنه يُدْجِلُ الحق بباطله ، ويقال : إنه رجل من اليهود يخرج في آخر هذه الأمة.
(قلت) : كل كَذَّابٍ فهو دَجَّال ، وجمعه : دجَّالون ، قيل للكذاب دَجَّالٌ لأنه يستر الحق بكذبه.
وقال الأصمعي : إذا هُنِئَ البعير أَجمعَ
فذلك التدجيل ، وقد دجَّلته ، فإذا جعلته في المساعر فذلك : الدَّسُ.
قال : والدَّجَّالة : الرفقة العظيمة ، وأنشد :
دجَّالة من أعظم الرِّفاق
وكل شيء موّهته بماء ذهب وغيره فقد دجَّلته.
ويقال لماء الذهب : دَجَّالٌ ، وبه شُبِّه الدّجّال لأنه يُظهر خلاف ما يُضمر.
دلج : قال ابن السكيت : أَدْلَجَ القوم إدلاجاً إذا ساروا الليل كله فهم مُدْلِجُونَ ، وادّلجوا بتشديد الدال إذا ساروا في آخر الليل ، وأنشد :
إن لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجَا |
لم يُدلِجِ الليلة فيمن أدلجا |
ويقال : خرجنا بِدَلْجَةٍ ودُلْجَةٍ إذا خرجوا في آخر الليل.
وقال الليث : هو الدَّلَجُ ، والدُّلْجَةُ ، والفعل : الإدلَاجُ ، والادِّلَاجُ.
والمُدْلِجُ : من أسماء القنفذ ، سمي مُدْلجاً لأنه لا يهدأ بالليل سَعْياً ، وقال عبدَةُ :
قَوْمٌ إذا دَمَسَ الظلام عليهم |
حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنميمة تَمْزَعُ |
(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): المَدْلَجُ : ما بين الحوض إلى البئر ، والأصمعي مثله.
والدَّالِجُ. الذي يتردد بين البئر والحوض بالدلو يُفرغها فيه وأنشد :
بَانَتْ يداه عن مُشَاشِ والجِ |
بَيْنُونَةَ السلم بكف الدَّالجِ |
وقد دَلَجَ يَدْلُجُ دُلُوجاً.
ويقال للذي ينقل اللبن ، إذا حُلبت الإبل ، إلى الجِفَان : دَالِجٌ.
والعُلبة الكبيرة التي يُنقل فيها اللبن هي المِدلجَةُ.
والدَّوْلَجُ ، والتَّوْلَجُ : الكِنَاس ، الأصل : وَوْلَجٌ ، فقُلبت الواو تاء ثم قُلبت دالاً والتُّلَجُ : فرخ العُقابِ ، أصله : وُلَجٌ.
جلد : قال الليث : الجِلدُ : غشاء جسد الحيوان ، ويقال جِلْدَةُ العين ، وقال الله جل وعز ذاكراً أصحاب النار حين تشهد جَوارِحُهُم : (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) [فصلت : ٢١] قال أهل التفسير وقالوا لفروجهم فكنى بالجلود عنها ، وقال الفرَّاء : الجِلْدُ هاهنا : الذَّكَرُ كنى الله عنه بالجلد كما قال : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ)(١) [النساء : ٤٣] والغائط : الصحراء ، والمراد من ذلك : أو قضى أحد منكم حاجة.
المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال : القُلْفة ، والقَلَفَة ، والرُّغْلة ، والرَّغْلة ،
__________________
(١) سقطت كلمة (منكم) في المطبوعة.
والجُلدة ، كله : الغُرلة وقال الفرزدق :
من آل حَوْرَانَ لم تَمْسَسْ أُيُورَهُم |
موسى فَتَقْطَعَ عنهم يابس الجُلَدِ |
وقال ابن السكيت : الجَلْدُ : مصدر جَلَدَهُ يَجْلِدُهُ جَلْداً.
ورجل جَلْدٌ وجليد بيِّن الجَلَدِ والجَلَادَةِ.
والجلد أيضاً : الإبل التي لا أولاد لها ، ولا ألبانَ بها.
والجَلَدُ : أن يُسلخ جِلْدُ الحُوَارِ ثم يحشى ثماماً أو غيره من الشجر ، وتُعطَفُ عليه أمُّه فترأمُهُ ، قال العجاج :
وقد أرَانِي للغَوَانِي مَصْيَدَا |
مُلاوَةً كأن فوقي جَلَدَا |
أي يَرْأَمْنَنِي ويعطفن عليَّ كما ترأَمُ الناقة الجَلَدَ.
قال : والجَلَدُ : الغليظ من الأرض ، وأنشد :
والنَّؤْيُ كالحوض بالمظلومة الجَلَدِ
وكان ابن الأعرابي يقول : الجِلْدُ ، والجَلَدُ : واحد ، مثل شِبْهٍ ، وشَبَهٍ.
قال ابن السكيت : وليس بمعروف ما قال.
قال : والتجليد للإبل بمنزلة السَّلخِ للشاء ، وقد جلَّدْتُ الناقة إذا سلختها.
وقال الليث : يقال : هذه أرض جلدة ، ومكان جلد ، والجميع : الجَلَدَاتُ.
وناقة جَلْدَةٌ ، ونوق جَلَدَاتٌ ، وهي القوية على العمل والسير.
ويقال : جَلَدْتُهُ بالسيف جلداً إذا ضَرَبْتَ جِلْدَهُ.
وجالدناهم بالسيوف جلاداً أي ضاربناهم.
وجلدتُ به الأرض أي صَرَعْتُهُ.
قال : ويقال للناقة الناجية : جَلْدَةٌ ، وإنها لذات مَجْلُودٍ أي فيها جلادة ، وأنشد :
من اللواتي إذا لانت عَرِيكَتُها |
يبقى لها بعدها آلٌ ومجلُودُ |
قال : مجْلُودُها : بقيةُ جَلَدِها ، قالهُ أبُو الدُّقَيْشِ.
(شمرٌ عن ابن الأعرابي): جُلِدَتِ الأرضُ من الجَلِيدِ ، وأَجْلَدَ الناسُ ، وَجَلِدَ البَقْلُ.
ويُقالُ في الصَّقيع والضَّريبِ : مِثلُهُ ، ضُرِبَتِ الأرضُ ، وَأَضْرَبْنا ، وضَرِبَ البَقْلُ.
ويُقالُ لمِئْلَاةِ النَّائِحَةِ : مِجْلَدٌ ، وجمعُهُ : مَجالِدُ.
قال أبو عبيدٍ : وهي خِرَقٌ تُمْسِكها النَّوَائِحُ إذا نُحْنَ بأَيديهِنَّ.
وقال عديُّ بنُ زيدٍ :
إذا ما تكَرَّهْتَ الخَلِيقَةَ لامْرِئٍ |
فلَا تَغْشَهَا وَاجْلِدْ سِوَاها بمجْلَدِ |
أي خذْ طريقاً غيْرَ طريقها ، ومَذْهباً آخرَ
عنها ، واضْرِبْ في الأرضِ لِسِوَاها.
(عمرو عن أبيه) : أَحْرَجتُهُ إلى كذا وأَوْجَيْتُهُ ، وأَجلَدْتهُ ، وأَدْمَغْتُهُ ، وأدْغَمتُهُ إذا أَحْوَجْتَه إليْهِ.
(ابن الأعرابي) : جَزَزْتُ الضأَنَ ، وحَلَقْتُ المِعْزَى ، وجَلَدْتُ الجَمَلَ ، لا تقولُ العرَبُ غيرَ ذلكَ.
(أبو عبيد عن الأصمعيِّ): الجَلَدُ من الإبِلِ : الكِبارُ التي لا صِغارَ فيها.
وأنشدنا :
تَوَاكَلَها الأزْمانُ حتى أَجَأْنَهَا |
إلى جَلَدٍ مِنها قليلِ الأسافِلِ |
أسافلُها : صِغارُها.
وقال الفرَّاء : الجَلَدُ من الإبلِ : التي لا أولادَ مَعها فتَصبر عَلَى الحرِّ والبرْدِ.
(قلت): الجَلَدُ من الإبلِ : التي لا ألبانَ لها ، وقد وَلَّى عنها أولادُها.
ويَدخُلُ في الجَلَدِ : بَناتُ اللبون فمَا فَوقها من السِّنِّ ويُجمعُ الجَلَدُ أجلاداً ، وأجاليدَ.
ويدخلُ فيها المخاضُ ، والعِشارُ ، والحيالُ ، فإذا وضَعَتْ أولادَها زالَ عنها اسمُ الجَلَد ، وقيلَ لها : العِشارُ واللِّقَاحُ.
(أبو عبيد عن الأصمعي): الجلَدُ : أن يُسلخَ جلدُ البعيرِ أو غيرِه من الدواب فيُلبَسَه غَيْرُه من الدوابِّ ، وقال العجاج يصفُ الأسدَ : كأنْهُ في جَلَدٍ مُرَفّلِ (غَيْرُه) : تَمْرَةٌ جَلْدَةٌ صُلْبَةٌ مُكْتَنِزَةٌ.
وأنشد :
وكنتُ إذا ما قُرّب الزاد مُولَعاً |
بِكُلِّ كُمَيْتٍ جَلَدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ |
والمجلَّد : مقدار من الحِمْلِ مَعْلوُمُ المَكِيلَةِ والوزن.
ويقال : فلان عظيم الأجْلادِ والتَّجَالِيدِ إذا كان ضخماً قويَّ الأعضاء والجسم.
وجمع الأجْلادِ : أجَالِدُ ، وهي الأجسام.
وفي حديث القَسَامَةِ : «رُدُّوا الأيمان على أَجَالِدِهِم» أي عليهم أنفسهم ، وكذلك : التجاليد. قال الشاعر :
يَبْنِي تجاليدي وأقتَادَهَا |
نَاوٍ كرأس الفَدَنِ المُؤْيَدِ |
وَجَلُودُ : قرية بأفريقية إذا نُسب إليها قيل : جَلُوديٌ بفتح الجيم.
وقال أبو زيد : حملتُ الإناء فاجْتَلَدتُهُ واجتلدتُ ما فيه إذا شَرِبْتَ كل ما فيه.
(قلت) : ويقال : اجْتَلْتُهُ. واجتَلْتُ ما فيه.
(أبو عبيد عن الفراء) : إذا ولَدَتِ الشاة فمات وَلَدُهَا فهي شَاةٌ جَلَدٌ.
ويقال لها أيضاً : جَلّدَةٌ.
وجِمَاعُ جَلَدَةٍ : جَلَدٌ ، وجَلَدَاتٌ.
ج د ن
جدن ، جند ، دجن ، دنج ، نجد : مستعملة.
جدن : ذو جَدَنٍ : اسم مَلِكٍ من ملوك حِمْيَرٍ.
وقال أبو عبيد : قال الأصمعي : أنشدني أبو عمرو بن العلاء :
لو أنني كنت من عَادٍ ومن إرَمٍ |
غَذِيَّ بَهْمٍ ولقماناً وذا جَدَنِ |
(ثعلب عن ابن الأعرابي): أجْدَنَ الرجل إذا استغنى بعد فقر.
جند : قال الليث : الجُنْدُ : معروف.
وكل صنف من الخلق : جندٌ على حِدَةٍ.
وفي الحديث : «الأرواحُ جُنُودٌ مجنَّدةٌ فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف».
والمجنَّدة : المجموعة ، وهذا كما يقال : ألف مؤلفة ، وقناطير مقنطرة أي مضعَّفة.
ويقال : هذا جُنْدٌ قد أقبل ، وهؤلاء جُنْدٌ قد أقبلوا.
قال الله (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١)) [ص : ١١] فوحَّد النعت لأن لفظ الجند واحد.
وكذلك : الجيش والحزب.
وقال الليث : جَنَدق : موضع باليمن وفلان الجَنَدِيُ.
قال : والجَنَدُ : أيضاً حجارة شبه الطين.
وجُنادةُ : حيٌّ من اليمن.
ويوم أجْنَادِينِ يوم معروف كان بالشام أيَّام عمر.
وأجنَادُ الشام : خمس كُوَرٍ ، ومنها دمشق ، وفلسطين ، وحمص ، والأردن ، وقِنَّسرين.
دنج : (ثعلب عن ابن الأعرابي) : قال الدُّنُجُ : العُقَلاء.
(عمرو عن أبيه): الدِّنَاجُ : إحكام الأمر وإتقانه.
(والدِّماجُ : الصُّلح على دَخَنٍ) (١).
دجن : قال الليث : الدَّجْنُ : ظل الغيم في اليوم المطير.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): دَجَنَ يومنا وَدَغَنَ.
ويوم ذو دُجُنَّةٍ ، ودُغُنَّةٍ.
قال : ويوم دَجْنٍ إذا كان ذا مطر.
ويوم دَغْنٍ إذا كان ذا غيم بلا مطر.
وقال غيره : دَجَنَ فلان بالمكان دُجُوناً إذا أقام به ، وكذلك : رَجَنَ به.
ويقال : دَجَنَ في بيته إذا لزمه ، وبه سُمِّيَت دَوَاجِنَ البيوت ، وهي ما ألِفَ البيت من الشاء والطير وغيرها ، الواحدة : دَاجِنَةٌ.
__________________
(١) ما بين الهلالين مكرر في مادة (دمج) ، الآتية (ص : ٣٥٩).
وقال ابن أم قعنب يهجو قوماً :
رأسُ الخَنَا منهم ، والكفر خامسُهُم |
وحِشّوَةٌ منهم في اللؤم قد دَجَنُوا |
وقال الليث : كلب داجن : قد ألِفِ البيت.
والدَّجُونُ : الأَلَفَانُ.
قال ، ويقال للناقة التي قد عُوِّدَت السِّناوة : مَدْجُونَةٌ أي دُجِنت للسِّناوة ، هكذا : القول فيها.
قال : والمُدَاجَنَةُ : حُسن المُخَالَطَةِ.
وقال أبو زيد : الدَّجُونُ من الشاء : التي لا تمنع ضرعها سِخَالَ غيرها.
وقال الليث : الدُّجُنَّة : الظلماء ، والفعل منها : ادجوْجَن ، وأنشد :
لِيَسْقِ ابنة العَمْريِّ سلمى وإن نَأَتْ |
كِثَافَ العُلى واهي الدُّجُنَّة رَائِحُ |
ويقال : أَدْجَنَ يومنا فهو مُدْجِنٌ إذا أضبَّ فأظلم.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): أَدْجَنَ أقام في بيته.
(أبو زيد) : سحابة دَاجِنَةٌ وَمُدْجِنَةٌ ، وقد دَجَنَتْ تدجُنُ ، وأدجَنتْ.
قال : والدُّجُنَّة من الغيم : المطبِّق تطبيقاً ، والرَّيَّان المظلم الذي ليس فيه مطر.
يقال : يوم دَجْنٌ ، ويومٌ دُجُنَّة ، ويومُ دَجْنٍ ، ويوم دُجُنَّة ، وكذلك : الليلة على وجهين ، بالوصف والإضافة ، والدَّجْنُ : المطر الكثير.
(الليث): الدَّيْدَجَانَ : الإبل تحمل التِّجارة.
نجد : قال شمر قال ابن شميل : النجد : قفاف الأرض وصلابتها ، وما غلُظ منها وأشرف ، والجماعة : النِّجَادُ ، ولا يكون إلا قُفًّا أو صلابة من الأرض في ارتفاع مثل الجبل معترضاً بين يديك ، يرُدُّ طرفك عمَّا وراءه.
ويقال : أعْلُ هاتيك النِّجَادِ ، وها ذاك النِّجاد يوحَّد.
وأنشد :
رمَيْنَ بالطرف النِّجاد الأبعدا
قال : وليس بالشديد الارتفاع والحزيز نجاد.
قال وقال أبو أسلم كما قال : النّجدُ والنِّجادُ : واحد.
وقال الأصمعي : هي النُّجُودُ عدة ، فمنها نجد كَبْكَبٍ ، ونجدُ مَرِيع ، ونجدُ خَالٍ.
قال : ونجد كَبْكَبٍ : طريق كَبْكَبٍ وهو الجَبَل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة.
وقال : وقول الشماخ :
أقول وأهلي بالجَنَاب وأهلها |
بِنَجْدَين لا تَبْعَدْ نَوَى أمِّ حَشْرَجِ |
قال : بِنَجْدِين : موضع : يقال له نَجْدَا مَرِيع.
وقال : فلان من أهل نجد قال : وفي لغة هذيل والحجاز : من أهل النُّجُدِ.
قال أبو ذؤيب :
في عانة بجنوب السِّيِّ مَشْرَبُهَا |
غُوْرٌ ، ومصدرها عن مائها نُجُدُ |
قال : وما ارتفع عن تِهَامَةَ فهو نَجْدٌ ، فهي ترعى بنَجْدٍ ، وتشرب بتهامة.
وأخبرني المنذري عن الصيداويِّ عن الرِّياشيِّ عن الأصمعي قال : سمعت الأعراب يقولون : إذا خلّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً ـ وعَجْلَزٌ فوق القريتين ـ فقد أنجدْتَ.
قال : وأخبرني الحراني عن ابن السكيت عن الأصمعي قال : ما ارتفع عن بطن الرُّمَّة ـ والرُّمَّة : وادٍ معلوم ـ فهو نَجْدٌ إلى ثنايا ذات عِرْق.
قال وسمعت الباهليَّ يقول : كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى على سواد العراق فهو نَجْدٌ إلى أن تميل إلى الحَرَّةِ ، فإذا مِلْتَ إليها فأنتَ في الحجاز.
وقرأْتُ بخط شمر قال : يقال : النَّجْدُ إذا جاوزتَ عُذَيْباً إلى أن تُجاوز فَيْدَ ، وما يليها.
وقال الفرَّاء في قول الله : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) (١٠) [البلد : ١٠] قال : النجدان : سبيل الخير ، وسبيل الشر.
قال وحدَّث قيس عن زياد بن علاقة؟ عن أبي عُمارة عن عليٍ في قوله : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)) قال : الخير والشر.
وقال الزجاج : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)) أي الطريقين الواضحين.
والنجد : المرتفع من الأرض ، فالمعنى : ألم نُعَرِّفْهُ طريق الخير وطريق الشرِّ ، بيِّنَين كبيان الطريقين العاليين؟.
وقال بعضهم : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠)) قال : الثديين.
(أبو عبيدٍ عن الأصمعي): النَّجُودُ من الحُمُرِ : التي لا تحمل ، والعَائُط : مثلها.
وقال شمر : تفسير الأصمعي في النَّجُودِ أنها لا تحمل : منكر ، والصواب ما رواه أبو عبيد عنه في أبواب الأجناس : النَّجُودُ : الطويلة من الحُمُر.
وقال شمر : قال القزملي عن الأصمعي : أُخذَت النَّجُودُ من النَّجدِ أي هي مرتفعة عظيمة.
قال شمر والشيباني : النَّجُودُ : المتقدمة ، ويقال للناقة إذا كانت ماضية : نَجُودٌ.
وقال أبو ذؤيب : فَرَمَى فأنفَذَ من نَجُودٍ عِائِطِ قال شمر : وهذا التفسير في النَّجُود صحيح ، والذي رواه في باب حُمُر الوَحْش : وَهَمٌ.
(أبو عبيدٍ عن الأصمعي) : رَجُلٌ نَجْدٌ ، ونَجُدٌ من شِدَّةِ البأس ، وقد نَجُدَ ، والاسم النَّجْدَةُ ، واستنجدني فلان فأنجدته أي أعَنْتُهُ.
وقد نَجِدَ الرجل يَنْجَدُ إذا عرِقَ من عملٍ أو كَرْبٍ ، وقال الكسائي مثله.
(سلمة عن الفرَّاء) : رجل نَجِدٌ ، ونَجْدٌ.
قال : وقد نُجِدَ عَرَقاً إذا سال ، فهو مَنْجُودٌ.
وقال أبو عبيدة : نَجَدْتُ الرجل أنجدُهُ أي غَلَبْته.
قال : وأنجَدتُهُ : أعنته.
قال : وقال غيره : النِّجَادُ : حمائل السيف.
والإنْجَادُ : الأخذ في بلاد نَجْدٍ.
والنُّجُودُ : ما يُنجَّدُ به البيت ، واحدها : نَجْدٌ.
وبيت منجَّد إذا كان مزيَّناً بالثياب والفرش.
وقال شمر : أغرَبُ ما جاء في النَّجُودِ : ما جاء في حديث الشورى : «وكانت امرأةً نَجُوداً» يريد : ذات رأي.
قال : ورجل نَجِدٌ بيِّن النَّجَدِ ، وهو البأس والنُّصْرة ، وكذلك : النَّجْدَةُ.
قال : ويقال : نَجِدَ يَنْجَدُ إذا بلَّد وأعيا ، فهو ناجِدٌ وَمَنْجُودٌ.
وقال أبو زُبَيْدٍ :
صادياً يستَغِيثُ غير مُغَاثٍ |
ولقد كان عُصرَةَ المَنْجُودِ |
يريد : المغلوبَ المُعْيَا.
وقال أبو الهيثم : النَّجَّاد : الذي يُنَجّدُ البيوت والفُرُشَ والبُسُطَ.
والنُّجُودُ هي الثياب التي يُنجَّد بها البيوت فتُلبس حيطانها وتُبسط كما قال ذو الرمة :
حتى كأنَّ رياض القف ألبَسَهَا |
مِنْ وَشْي عبقر تَجْلِيلٌ وتنجيدُ |
ونجَّدْتُ البيت : بسطته بثياب مَوْشيَّة.
وقال أبو نصر : استَنْجَدَ الرجل استنجاداً إذا قَوِيَ بعد ضعف أو مرض.
ورجل نَجُدٌ في الحاجة إذا كان ناجحاً فيها ناجياً.
وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم حين ذكر الإبل ، ووطأَها يوم البعث صاحبها الذي لم يُؤدّ زكاتها ، فقال : «إلا : من أعطى في نَجْدَتِها ورِسْلِهَا».
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : نَجْدَتُها : أن تَكْثُرَ شُحُومُهَا حتى يمنع ذلك صاحبها أن يَنْحَرَهَا نفاسة بها ، صار ذلك بمنزلة السلاح لها تمتنع به من ربها.
قال : ورِسْلُهَا : أن لا يكون لها سِمَنٌ ، فيَهُون عليه إعطاؤها ، فهو يُعطيها على رِسْلِهِ أي مستهيناً بها ، كأنَّ معناه أن
يعطيها على مشقة من النْفسِ ، وعلى طِيْبٍ منها.
وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله : إلا مَنْ أعطى في رِسْلِهَا أي بطيب نفس منه.
(قلت) : كأن قوله : في نَجْدَتِهَا معناه : ألَّا تطيب نفسُه بإعطائها ، ويشتدَّ عليه.
وقول ابن الأعرابي يقرب من قول أبي عبيدة.
وقال المرَّار يصف الإبل :
لهم إبل لا من دِيَاتٍ ولم تكن |
مُهُوراً ولا من مَكْسَبٍ غير طائل |
|
مُخَيَّسَةٌ في كل رِسْلٍ ونجدة |
وقد عُرِفَت ألوانها في المَعَاقِلِ |
(أبو عمرٍو): الرِّسْلِ : الخِصْبُ ، والنجدة : الشِّدة ، والمخيَّسة هي المعقَّلة في معاقلها لتُنحَر وتُطعم.
وقال أبو سعيد الضرير في قوله : إلا مَن أعطى في نَجْدَتِها ورِسْلِها.
قال : نَجْدَتُها : ما ينوب أهلها مما يُشَقُّ عليه من المَغَارِمِ والدِّيَات ، فهذه نَجْدَةٌ على صاحبها ، والرِّسْلُ : ما دون ذلك من النجدَةِ ، وهو أن يُفقِرَ هذا ، ويَمْنَحَ هذا ، وما أَشْبَهَهُ دون النَّجدة ، وأنشد قول طرفة يصف جارية :
تَحْسِبُ الطَّرفَ عليها نَجْدَةً |
يا لقَوْمِيْ للشباب المُسْبَكِرّ |
قال : الطرف : النظر ، يقول : يَشُقُّ عليها النظر وهي ساجية الطرف.
حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجُرجَاني عن يزيد بن هارون عن شعبة عن قتادة عن أبي عمر الغُدَانيِّ عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من صَاحبِ إبل لا يؤدي حَقَّها في نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» قال وقد قال رسول الله : «نَجْدَتُهَا ورِسْلُهَا» : عُسرها ويُسرها ـ «إلا بَرَزَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ تطؤه بأخفافها ، كلما جازت عليه أخراها أُعيدت عليه أولاها (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) حتى يُقضى بين الناس». فقيل لأبي هريرة فما حق الإبل؟. قال : تُعطي الكريمة ، وتمنح الغزيرة ، وتُفقِر الظهر ، وتُطرِق الفحل».
(قلت) : ورَوَيتُ هذا الحديث بإسناده لتفسير النبي صلىاللهعليهوسلم النَّجْدَةَ والرِّسْلَ ، وهو قريب مما فسَّره أبو سعيد ، والله أعلم.
وفي حديث آخر : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم رأى امرأة تطوف بالبيت عليها مَنَاجِدُ من ذهب فقال : أَيَسُرُّكِ أن يحلِّيَكِ الله مَنَاجِدَ من نار؟ قالت : لا ، قال فأدِّي زكاته».
قال أبو عبيد : أُراه أراد بالمناجد الحلي المكلَّل بالفصوص ، وأصله من تنجيد البيت.
وقال أبو سعيد : المَنَاجِدُ : واحدها :
مِنْجَدٌ ، وهي قلائد من لُؤلُؤٍ وذهب أو قرنفل ، ويكون عرضها شبراً ، تأخذ ما بين العنق إلى أسفل الثديين ، سمِّيَت ، مَنَاجِدَ لأنها تقع على موضع نِجَادِ السيف من الرجل ، وهو حمائله.
وقال الليث : نَجَدَ الأمر نَجُوداً ، فهو نَاجِدٌ إذا وضح واستبان.
وقال أمية :
ترى فيه أنباء القرون التي مضت |
وأخبارَ غَيبٍ في القيامة تَنْجُدُ |
أي تظهر.
قال : وناقة نَجُودٌ ، وهي التي تُناجد الإبل فَتَغْزُرُهُنَّ.
والنَّجَدَاتُ : قوم من الحَرُورّيَة يُنْسَبُونَ إلى نَجْدَةَ الحروريِّ.
يقال : هؤلاء النَّجَدَاتُ ، والنَّجْدِيَّةُ.
ويقال : نَاجدْتُ فلاناً إذا بارَزْتَهُ القتال.
قال : والنَّاجود : هو الراوُوقُ نَفْسُه.
وقال أبو عبيد : النَّاجودُ : كل إناء يُجعل فيه الشراب من جَفْنَةٍ أو غيرها.
وقال شمر : قال أبو نصر : قال الأصمعي : النَّاجُودُ : الدم ، والنَّاجُودُ : الخمر ، والنَّاجُودُ : الزعفران.
وقال أبو عمرٍو : الناجود : الباطية.
وقال غيره : النَّاجُودُ : الخمر الجيِّد ، وهو مذكر ، وأنشد :
تمشَّى بيننا ناجُودُ خَمْرٍ
وقال الليث : النَّجُودُ من الإبل : التي تَبْرُكُ على المكان المرتفع.
وقال اللحياني : لاقى فلانٌ نَجْدَةً أي شدة ، قال : وليس من شِدَّةِ النفس ، ولكنه من الأمر الشديد.
قال : ويقال للرجل إذا ضرِيَ بالرجل واجترأ عليه بعد هيبة : قد استنجد عليه.
وَأنْجَدَ فلان الدعوة إذا أجاب.
ورجل مُنَجَّدٌ ، ومنجَّذٌ بالدال والذال ، وهو الذي قد جرَّب الأمور وقاساها ، وقد نجَّدَته بعدي أمور ، وقال صخر الغيِّ :
لو أن قومي من قُرَيمٍ رَجْلَا |
لمنعوني نَجَدَةً وَرِسْلَا |
لمنعوني بأمر شديد ، وأمر هيِّن.
ج د ف
جدف ، فدج.
فدج : اللِّحياني : الفَوْدَجُ والهَوْدَجُ : واحد ، والجميع : الفَوَادِجُ ، والهَوَادِجُ.
وقال الليث : وربما قالوا للناقة الواسعة الأرفاغ : واسعة الفَوْدَجِ.
وفَوْدَجُ العروس : مركبها.
(أبو عمرٍو ، والأصمعي) : في الفَوْدَج مثل ما قال اللحياني ، وقال اليزيدي : الَفْوَدَجُ : شيء يتخذه أهل كرمان ، والذي يتخذه الأعراب : هَوْدَجٌ.
جدف : في الحديث «شر الحديث : التَّجْدِيفُ».
قال أبو عبيد : التَّجْدِيفُ : كفر النِّعمة ، واستقلال ما أنعم الله عليك ، وأنشد :
ولكني صبرتُ ولم أُجدِّف |
وكان الصبر عَادَةَ أوَّلينا |
وفي حديث عمر «أنه سأل رجلاً استهوته الجن عن طعام الجن وشرابهم». فقال : كان شرابهم الجَدَفَ.
قال أبو عبيد : الجَدَفُ لم أسمعه إلا في هذا الحديث ، وما جاء إلا وله أصل ، ولكن ذهب من كان يعرفه ، ويتكلم به ، كما قد ذهب من كلامهم شيء كثير ، ثم رُوي عن بعضهم : أنه قال : الجَدَفُ : نبات يكون باليمن ، يأكل الآكل ، ولا يحتاج معه إلى شرب ماء ، قال : وجاء في الحديث : أن الجَدَفَ : ما لا يُغطَّى من الشراب.
وقال بعضهم : أُخذ الجَدَفُ من الجَدْفِ ، وهو القطع ؛ كأنه أراد ان يُرمى من الشراب من زَبَدٍ أو رَغْوَةٍ ، أو قذًى ، كأنه قُطع من الشراب فرُمي به.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الجَدْفُ ، والجَذفُ كلاهما : القَطْعُ.
وقال أبو زيد : إنه لمُجَدَّفٌ عليه العيش أي مضيَّق عليه.
(أبو عبيد عن الأصمعي): جَدَفَ الطائر يَجْدِفُ إذا كان مقصوصاً فرأيته إذا طار كأنه يَرُدُّ جناحيه إلى خلفه ، ومنه سُمِّيَ مِجْدَافُ السفينة.
وقال أبو عمرٍو : مثله أو نحوه.
قال ويقال : جَذَفَ الرجل في مشيته إذا أسرع ، هذه بالذال ، وتلك بالدال.
وقال الكسائي : المصدر من جَدَفَ الطائر : الجُدُوفُ.
وقال غيره : المِجْدَافُ : مِجْدَافُ السفينة.
قال : والطائر إذا طيَّر من جناحيه شيئاً عند الفرق من الصقر يقال : جَدَفَ.
وأنشد :
وأنت حُبَارَى خِيْفَةَ الصقر تَجْدِفُ
(عمرو عن أبيه): الجَدَافَاةُ : الغنيمة.
وأنشد :
لقد أتاني رَامِعاً قِبِرَّاه |
لا يَعرِفُ الحق ولا يهواه |
فكان لي إذ جاءني جَدَافَاه
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : هي الجُدَافَى ، والغُنامى ، والغُنْمَى ، والهُبالة والأبالة ، والحُواسة ، والخُباسة.
وقال أبو عمرٍو : جَدَفَ الطائر وجَدَفَ الملّاح بالمِجْدَافِ ، وهو المُرديُّ ، والمِقْذفُ ، والمِقْذَافُ.
(أبو تراب عن أبي المقدام السلميِّ) : جَدَفَتِ السماء بالثلج ، وخَذَفَتْ تَجْدِفُ ،
وتَخْذِفُ إذا رَمَتْ به.
ج د ب
جدب ، بجد ، دبج ، دجب : مستعملة.
جدب : قال الليث : مكان جَدْبٌ ، وقد جَدُبَ جُدُوَبَةً.
وأجدبَتِ الأرض فهي مُجْدِبَةٌ ، وأجدبَتِ السَّنة ، وأجدَبَ القوم.
قال : والجادِبُ : الكاذب ، ولم أسمع له فِعْلاً.
(قلت) : هذا تصحيف ، والكاذب يقال له : الخَادِبُ بالخاء ، كذلك أقرأنيه الإيادي لشمر عن أبي عبيد ، قال : قال أبو زيد شَرَجَ ، وخَدَبَ ، وَبَشَكَ إذا كذب.
(قلت) : والجادِبُ بالجيم : العَائِبُ ، ومنه حديث عمر «أنه جَدَبَ السَّمَرَ بعد العَتَمَة».
قال أبو عبيد : جَدَبَ السمر أي عابه وذمَّه ، وكل عائب فهو جَادِبٌ ، وقال ذو الرمة :
فيا لك من خدٍّ أَسِيْلٍ ومنطق |
رخيم ، ومن خَلْقٍ تعلَّل جَادِبُه |
يقول : لم يجد فيه مقالاً ، فهو يتعلل بالشيء ، يقوله وليس بعيب.
(ابن السكيت): جَادَبَتِ الإبل العام مُجَادَبَةً ، وذلك إذا كان العام مَحْلاً ، فصارت لا تأكل إلا الدرين الأسود ، والثمام ، فيقال لها حينئذ : جَادَبَت.
وقال غيره : نزلنا بفلان فأجْدَبْنَاه إذا لم يقرهم.
وروى شمر بإسناده عن حُذيفة أنه قال : «جَدَبَ إلينا عمر السمر» ومعناه : جَدَبَ لنا.
وقال ابن شميل : الجَدْبَةُ : الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ، ولا مرتع ، ولا كلأ.
وقال الفرَّاء : أجدبَتِ الأرض ، وجدُبَت.
وقال ابن شميل : عامٌ جُدُوبٌ ، وأرض جُدُوبٌ.
بجد : (أبو العباس عن ابن الأعرابي): بجَّدَ الرجل بالمكان وألحم إذا أقام به تبجيداً ، ومنه يقال : أنا ابن بَجْدَتِهَا أي العالم بها أي أقمتُ بالبلدة فخبرتُها ، وعلمتُ علمها.
ويقال : هو عالم بَبَجْدَةِ أمركَ ، وبِبُجْدَةِ أمرك : أي عالم بِدِخْلةِ أمرك.
(أبو عبيد عن الأصمعي): بَجْدٌ من الناس أي جماعة ، وجمعه : بُجُودٌ.
وقال كعب بن مالك :
تلوذ البُجُودُ بأَذْرائِنَا |
من الضر في أَزَمَاتِ السِّنينا |
ويقال للرجل المقيم بالموضع : إنه لَبَاجِدٌ ، وأنشد :
فكيف ولم تُنْفَطْ عَنَاقٌ ولم يُرَعْ |
سَوَامٌ بأكناف الأحِزَّة بَاجِدُ |
قال أبو زيد : كل بِجادٍ : شقة من شقاق بيوت الأعراب ، وجمعه : بُجُدٌ.
ويقال للشقة من البُجُد : فليج ، وجمعه : فُلُجٌ.
قال : ورَفُ البيت : أن يَقْصُرَ الكِسْرُ عن الأرض ، فيوصَلَ بخِرْقَةٍ من البُجُد أو غيرها ليبلغ الأرض ، وجمعه : رُفُوفٌ.
وقال أبو مالك : رفائف البيت : أكسية تُعلَّق إلى الشقاق حتى تلحق بالأرض.
دبج : قال الليث : الدِّيباجُ : أصوب من الدَّيبَاجِ ، وكذلك قال أبو عبيد في الدِيباج والدِيوان.
وقال أبو الهيثم : الدِّيْبَاجُ كان في الأصل : الدِّبَّاجُ فقُلبت إحدى الباءين ياء ، وكذلك : الدينار ، أصله : الدنَّار ، وكذلك قيراط ، أصله : قِرَّاط ، ولذلك جُمع الدِّيْبَاج دَبَابِيجَ ، ومثله : ديوانٌ جُمع دواوين.
(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الدِّيبَاجَتَانِ : الخدَّان ، ويقال : هما اللَّيتان.
وقال ابن مقبل :
يخدى بها بازل فُتْلٌ مَرَافِقُهُ |
يجري بِدِيْبَاجَتَيْهِ الرشح مُرتَدِعُ |
وروي عن إبراهيم أنه كان له طيلسان مُدَبَّجُ ، قالوا : هو الذي زُيّن تطاريفه بالدِّيبَاجِ.
وقال الليث : رجل مدبَّج وهو القبيح الرأس والخِلقة.
قال : والمُدَبَّجُ : ضرب من الهام ، وضرب من طير الماء ، يقال له أغبر مُدَبَّج منتفخ الريش قبيح الهامة ، يكون في الماء مع النُّحَامِ.
دجب : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الدَّجُوبُ : جُوَالِقٌ يكون مع المرأة في السفر خفيف ، وأنشد :
هل في دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيْطِ |
وذيلة تشفي من الأطيط |
قال : والوَذْيِلَةُ : قطعة من سنام تُشَقُّ طولاً ، والأطيط : عصافير الجُوعِ.
ج د م
جدم ، جمد ، دجم ، دمج ، مجد ، مدج : مستعملة.
مدج : قال الليث : مُدَّجٌ : اسم سمكة بحرية.
وأحسبه معرَّباً.
جدم : قال الليث : يقال للفرس : إجْدَم ، وأقدِم إذا هِيجَ ليَمْضِيَ ، وأقدِمْ : أجودهما.
(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الجَدَمَةُ : القصير ، وجَمْعُها : جَدَمٌ. وأنشد أبو
الهيثم :
فما ليلى من الهَيْقَاتِ طُولاً |
وما ليلى من الجَدَمِ الفِصَارِ |
والجُدَامُ : أصل السَّعُفِ.
وقال أبو زيد : هو على تلك الدِّجْمَةِ والدِّمَجةِ أي الطريقة.
(ابن الأعرابي) : نخلة جُدَامِيَّةٌ : كثيرة السعف.
وفي نوادر الأعراب : أجدَمَ النخل ، وزبَّب إذا حَمَلَ حَمْلاً صِيْصَاء.
جمد : (الليث): الجَمَدُ : الماء الجامد ، وقد جَمَدَ يَجْمُدُ جُمُوداً.
ويقال : لك جامد هذا المال وذائبه ، أي ما جَمَدَ منه ، وما ذاب.
ومُخَّةٌ جَامِدَةٌ أي صُلبة ، ورجل جَامِدُ العين إذا قلَّ دَمْعُهُ.
وسنة جَمَادٌ : جَامِدَةٌ لا كَلأَ فيها ولا خِصْبَ ولا مَطَرَ.
وَأجْمَدَ القوم إذا بَخِلُوا ، وقلَّ خيرهم.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): جَمَدَ الرجل يَجْمُدُ فهو جَامِدٌ ، أذا بَخِلَ بما يلزمه من الحق.
وَأَجْمَد يُجْمِدُ إجْمَاداً فهو مُجْمِدٌ إذا كان أميناً بين القوم.
قال : والجامدُ : البخيل.
قال : وقال محمد بن عمران التيمي : إنا والله لا نَجْمُدُ عند الحق ، ولا نتدفق عند الباطل.
واحتجَّ غيره في المُجْمِدِ بقول طرفة :
وأصفر مضبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ |
على النار واستودعته كفَ مُجْمِدِ |
وقال أبو عبيدة : المُجْمِدُ : الأمين مع شح لا يخدع : وقال خالد : رجل مُجْمِدٌ : بخيل شحيح.
وقال أبو عمرٍو : استودعت هذا القِدْحَ رجلاً يأخذه بِكِلْتَا يديه فلا يخرج من يديه شيء.
(شمر) : قال أبو عمرٍو : الجُمُدُ : مكان حَزْنٌ.
وقال الأصمعي : هو المكان المرتفع الغليظ.
وقال ابن شميل : الجُمُدُ : قارة ليست بطويلة في السماء ، وهي غليظة تَغْلُظُ مرة ، وتلين أخرى ، تُنبت الشجر ، ولا تكون إلا في أرض غليظة ، سُمِّيَت جُمُداً من جُمُودها أي يُبسها.
والجُمُدُ : أصغر الآكام ، يكون مستديراً ، والقارة : مستديرة طويلة في السماء ، ولا ينقادان في الأرض ، وكلاهما غليظ الرأس ، ويسميان جميعاً أكَمَةً.
قال : وجماعة الجُمُد : جِمَادٌ ، يُنبت البَقْلَ والشجر.
قال : وأما الجُمُود فأسهل من الجُمُدِ ، وأشدُّ مخالَطَةً للسُّهُول ، وتكون الجُمُود في ناحيةِ القُفِّ ، وناحيةِ السُّهول.
وقال أبو عمرٍو : وأرض جَمَادٌ : جَامِدَةٌ لم يُصِبْها مَطَرٌ ، ولا شيء فيها.
وقال الكُمَيتُ :
أمرعَت في نداه إذ قحط القط |
ر فأمسى جَمَادُها ممطورا |
ويُجمع الجُمُد : أجْمَاداً أيضاً.
قال لبيد : فأجمادَ ذي رَقْدٍ فأكنافَ ثادِقٍ والجَمَادُ : الناقة لا لبن بها.
وسنة جَمَادٌ : لا مطر فيها وقال الشاعر :
وفي السَّنَةِ الجَمَادِ يكُونُ غَيْثاً |
إذا لم تُعط درَّتها العَصُوب |
(أبو العباس عن ابن الأعرابي) : الجَوَامِدُ : الأُرَفُ ، وهي الحدود بين الأرضين ، واحدها : جَامِدٌ.
قال : وفلان مُجَامِدِي إذا كان جارك بَيْتَ بَيْتَ ، وكذلك : مُصَاقِبي ، ومُؤَارفي ، ومُتَاخمي.
وفي الحديث : «إذا وُضِعَتِ الجَوَامِدُ فلا شُفعة».
(أبو عمرٍو) : سَيْفٌ جَمَّادٌ : صَارِمٌ : وأنشد :
والله لو كُنتمْ بأعلى تَلْعَةٍ |
من رأسِ قُنْفُذ أو رُؤُوسِ صِمَادِ |
|
لَسمِعْتُمُ مِنْ حَرِّ وَقْعِ سُيُوفِنَا |
ضَرْباً بكُلِّ مُهَنَّدٍ جَمَّادِ |
وقال الليث : الجُمَادَيَانِ : اسمان معرفة لشهرين ، فإذا أضفتَ قلتَ : شهرا جُمادى ، وشهر جُمادى.
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم : جمادى ستة هي جمادى الآخرة وهي تمام ستة أشهر من أول السنة ، ورَجَبَ هو السابع ، وجُمادى خمسة هي جُمادى الأولى ، وهي الخامسة من أول شهور السنة ، قال لبيد : حتى إذا سَلَخَا جُمادى ستة هي جمادى الآخرة.
وقال أبو سعيد : الشتاء عند العرب : جُمَادَى ، لجُمُود الماء فيه ، وأنشد للطِّرِمَّاح :
ليلة هَاجَت جُمادية |
ذات صرٍّ جِربِيَاء النّسام |
أي ليلة شتوية ، وقال بعض الأنصار :
إذا جُمادى مَنَعَت قَطْرَهَا |
زان جنابي عطَنٌ مُغْضِفَ |
(سلمة عن الفرَّاء): الجِمَاد : الحجارة ، واحدها : جُمُدٌ.
(الكسائي) : ظلَّت العين جُمَادَى أي جَامِدَةٌ لا تَدْمَعُ ، وأنشد :
مَنْ يطعم النوم أو يبت جَذَلاً |
فالعين منِّي للهَمِّ لم تَنَمِ |
ترعَى جُمَادَى النهار خاشِعَةً |
والليل منها بِوَاكِفِ سَجِمِ |
أي ترعى النهار جَامِدَةً ، فإذا جاءها الليل بكت.
دمج : قال الليثُ : دَمَجَتِ الأرنبُ تَدْمُجُ في عدوهَا ، وهو سرعةُ تقاربِ قوائمها في الأرضِ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) دَمَجَ عليهم وَدَمرَ ، وادْرَمَّجَ ، وتَعلَّى عليهم ، كلٌّ بمعنَى واحدٍ.
وقال الليثُ : متنٌ مُدْمَجٌ ، وكذلك الأعضاءُ المُدْمَجَةُ كأنها أدمجِتْ ومُلِّسَتْ كما تُدِمجُ الماشطةُ مِشطَة المرأةِ إذا ضفرَتْ ذوائِبَها.
وكُلُّ ضفيرةٍ منها عَلَى حِيالها تُسمَّى دَمجاً وَاحداً.
قال : والدُّمُوجُ : الدُّخُولُ.
وقال أبو عمرٍو : ليلةٌ دامجةٌ ، وليلٌ دامجٌ أي مظلمٌ.
وقال الأصمعيُّ : تَدَامَجَ القومُ عَلَى فلانٍ تَدَامُجاً إذا تَضَافَرُوا عليهِ.
وصُلحٌ دُمَاجٌ أي مُحْكَمٌ ، وقال ذو الرمةِ :
وإذْ نحنُ أسبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا |
دُمَاجٌ قُوَاهَا لم يَخُنْهَا وصولُهَا |
وادَّمجَ في الشيءِ إدِّماجاً ، وانْدَمَجَ فيه اندماجاً إذا دخل فيه.
(عمرو عن أبيه): الدُّمَاجُ : الصلح على دَخَنٍ.
مجد : قال الليث : المَجْدُ : نيل الشرف ، وقد مَجَدَ الرجل ، ومَجُدَ : لغتان ، والمَجْدُ : كرم فعاله ، والله تبارك وتعالى هو المجيد ، تَمَجَّدَ بفعاله ، ومَجَّدَهُ خُلُقُهُ لِعَظَمَتِهِ ، وقال جل وعز : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)) [البروج : ١٥].
قال الفرَّاء : خَفَضَهُ يحيى وأصحابه كما قال : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١)) [البروج : ٢١] فوصف القرآنَ بالمجَادَةِ. وقال غيره : يُقْرَأُ : (بل هو قرآنُ مَجِيدٍ) والقراءة : (قُرْآنٌ مَجِيدٌ) ، ومن قرأ : (قرآنُ مجيدٍ) ، فالمعنى : بل هو قرآن ربٍ مَجِيدٍ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : (قُرْآنٌ مَجِيدٌ) ، المَجيدُ : الرفيع.
وقال أبو إسحاق : معنى المجيدِ : الكريمُ ، فمعنى خفضَ المجيدِ فمن صفة العرش ، ومن رفع فمن صفة ذو.
(أبو عبيد عن أبي عبيدة) : قال : أهل العالية يقولون : مَجَدْتُ الدابة إذا علفتها ملء بطنها مخففة ، وأهل نجد يقولون : مَجَّدتُها إذا علفتها نصف بطنها.
(شمر عن ابن الأعرابي): مَجَدَتِ الإبِلُ إذا وقَعَتْ في مرعًى كثيرٍ واسعٍ.
وأمجَدَهَا المرعى ، وأمجَدتُها أنا ، قال : وقال ابن شميل : إذا شبعت الغنم مَجدتِ
الإبل تمجُدُ مَجْداً.
والمَجْدُ : نحوٌ من نصف الشِّبَع ، وقال أبو حَيَّةَ في صفة امرأة :
...... وليسَتْ |
بِمَاجِدَةٍ للطعام ولا الشرابِ (١) |
أي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب.
وقال الأصمعي : أمجَدْتُ الدابة علفاً : أكثرتُ لها ذلك.
وقال الليث : مَجَدَتِ الإبل مُجُوداً إذا نالت من الكلأ قريباً من الشِّبَعِ ، وعُرف ذلك في أجسامها ، وأمْجَدَ القوم إِبلَهُم ، وذلك في أوَّلِ الربيع.
ومن أمثال العرب «في كل الشجر نار ، واستَمْجَدَ المَرخ والعَفَار» أي استكثرا من النار فصلحا للاقتداحِ بهما.
يقال أمْجَدَ فلان عطاءه ، ومَجَّده إذا كثَّره ، قال عديٌّ :
فاشتراني واصطفاني نِعْمَةً |
مجَّد الهِنْءَ وأعطاني الثمن |
ومَجْدُ : بنت تميم الأدرم بن عامر بن لؤيٍّ هي أم كلاب وكعب وعامر ، وكُلَيْبٍ بَنِي ربيعةَ بن عامرٍ ، وذكرها لبيدٌ ففخرَ بها : سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى
نُميراً والقبائلَ من هلال
دجم : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الدُّجُومُ واحدهُمْ : دِجْمٌ ، وهم خاصةُ الخاصةِ ، ومثلهُ : قِدرٌ وقدورٌ.
قال الليث : ويقالُ : انْقَشَعَتْ دُجَمُ الأباطيلِ ، وإنهُ لَفِي دُجَمِ الهوَى أي في غمراتهِ وظُلَمِهِ ، الواحدةُ : دُجْمَةٌ.
(قلت) : وقال غيرُهُ : دِجْمَةٌ ودِجَمٌ ، وهي العاداتُ.
ودِجْمُ الرجُلِ : صاحِبُهُ وخليلهُ.
وفلانٌ مُداجِمٌ لفلانٍ ، ومُدَامِجٌ لهُ ، وقال رؤبة :
وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضَال أسْهُمُه |
واعْتَلَّ إِذْ بَانَ الصِّبَا ودِجَمُهْ |
__________________
(١) في المطبوعة : «وليست بماجدة للطعام ولا للشراب» ، والمثبت من «روح المعاني» للآلوسي (١٢ / ١٠٢) ، وعزاه لأبي حية النميري ، وأوله : سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ) ، وانظر «اللسان» و «التاج» (مجد).