تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

(ابن السكيت) : يقال : مَا لَه دقيقةٌ ولا جَلِيلَةٌ أي ما له شاةٌ ولا ناقةٌ.

وأتيتُ فُلاناً فما أجلَّنِي ولا أحْشاني أي ما أَعْطانِي جليلةً ولا حاشيةً.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنّه نَهى عن أكْلِ الجلَّالَةِ».

والجلَّالَةُ : التي تأْكُلُ الجِلَّةَ ، والجِلَّةُ : البَعْرُ فاستعير وَوُضع موضعَ العَذِرَة.

وقال الأصمعي : جَلَ يجُلُ جلَّا إذا التقط البَعْرَ ، واجتَلَّة : مثلُه.

قال ابنُ لَجَأ :

تُحْسِبُ مُجْتَلَ الإماء الخُدَّمِ

من هَدَبِ الضَّمْرَانِ لم يُخَطَّمِ

يصفُ إبلاً يكفي بَعْرُها من وقُودٍ يُسْتَوْقَدُ به من أغصانِ الضَّمْرَانِ.

ويقال : خرج الإماءُ يَجْتَللن أي يَلْتَقِطْنَ البَعْرَ.

(أبو عبيد عن الأموي): الجَلَلُ في كلام العرب من الأضداد.

يقال للكبير جَلَلٌ ، والصغيرُ : جَلَلٌ ، وقال الشاعر : ألا كلُّ شيءٍ سِوَاهُ جلَلْ أي يسيرٌ هينٌ.

وأنشد أبو زيد لأبي الأخْوَصِ الرِّياحيّ :

ولو أدْرَكَتْهُ الخَيْلُ ، والخيلُ تُدَّعَى

بِذِي نَجَبٍ ما أَقْرَنَتْ وأجلَّتِ

قال : أجَلّتْ : دخلت في الجَلَلِ ، وهو الأمرُ الصغيرُ.

وقال الأصمعي : يقال : ذاكَ الأمر جَلَلٌ في جَنْب هذا الأمْرِ أي صغيرٌ يسيرٌ.

قال والجَلَلُ : العظيمُ أيضاً ، فأما الجَلِيلُ فلا يكون إلَّا العظيم.

ويقال : فعلتُ ذلك من جَلَلِ كذا وكذا أي من عظمه في صدْرِه.

وأنشد :

رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَلِهْ

كِدْتُ أَقْضِي الغَدَاةَ من جَلَلِهْ

قال : ومشْيَخَةٌ جِلَّةٌ أي مَسَانُّ ، والواحد منهم : جليلٌ.

والجُلَّى : الأمْرُ العظيمُ. قال طرفةُ : وإن أُدْعَ للجُلّى أكُنْ من حُماتها

قال ابنُ الأنباريّ : من ضمّ الجيم من الجُلّى قصر ، ومن فتح الجيم مدَّ ، فقال : الجلّاءُ : الخصلةُ العظيمةُ.

وأنشد :

كميشُ الإزار خارجٌ نصفُ ساقه

صبُورٌ على الجلّاءِ طلّاعُ أَنْجُدِ

قال : ولا يقال : الجلالُ إلَّا لله تبارك وتعالى.

والجليلُ من صفات الله ، وقد يُوصَفُ به الأمْرُ العظيمُ ، والرَّجُلُ ذُو القَدْرِ الخطيرِ.

ويقال : جَلَ الرَّجُلُ عَنْ وَطَنِهِ يَجُلُ

٢٦١

جُلُولاً ، وجَلَا يَجْلُو جلاءً وأجْلَى يُجْلِي إِجْلاءً إذا أَخَلَّ بوطَنِهِ.

ومنه يقال : اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على الجاليَةِ والجالَّةِ وهُمْ أَهْلُ الذَّمِّةِ ، وإنَّما لزِمَهُمْ هذا الاسمُ لأنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَجْلَى بعْضَ اليَهُود من المَدِينَةِ ، وأَمَرَ بإِجْلَاءِ مِنْ بقي منهم بجزِيرَةِ العَرَبِ فأجْلاهُمُ عمر بن الخطاب فسُمُّوا جاليةً للُزُومِ الاسم لهُمْ وإنْ كانوا مُقِيمين بالبلاد التي أوْطَنُوها.

ويقال : تَجَلَّلِ الدَّراهِم أي خُذْ جْلالها ، وتَجَلَّلَ فُلانٌ بَعيرَه إذا علا ظَهْره.

والجَليلُ : والثَّمامُ ، الوَاحِدَةُ : جليلةٌ ، وهذه ناقةٌ قد جَلَّتْ أي أسَنّتْ.

والمَجَلَّةُ : صحيفَةٌ يُكْتَبُ فيها وقال النابغةُ :

مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإله ودِينُهم

قَوِيمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ العَواقِبِ

وقال الليث : الجُلَّةُ تُتَّخَذُ من الخُوص ، وعاءٌ للتَّمْرِ يُكْنَزُ فيها ، وجَمْعُها : جلالٌ ، وجِلَالُ كُلِّ شيءٍ : غِطَاؤُه ، نحو الحَجَلةِ وما أَشْبَهها.

(أبو عبيد): الجُلُولُ : شِرَاعُ السَّفِينَةَ ، الواحدُ : جُلٌ.

قال القُطاميُّ :

في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ ساكِنُهُ

إذا الصَّرَارِيُّ مِنْ أَهْوَالِه ارْتَسَّما

الصَّرَارِيُ : الملّاحُ ، والارْتِسامُ : التَّكْبيرُ.

وتجَالَلْتُ الشيء تجَالًّا ، وتجَلَّلْتُ إذا أَخَذْتَ جُلاله ، وتَدَاقَقْتُه إذا أَخَذْتَ دُقاقَه.

(ابنُ السكيت): الجُلُ : جُلُ الدَّابَّةِ ، وجُلُ كلِّ شيءٍ : مُعْظَمُه ، والجِلُ : قَصَبُ الزَّرْع إذا حُصِدَ.

وجَلُ بنُ عديٍّ : رجُلٌ من العَرَبِ. وذو الجَليلِ : وادٍ لبني تَميمٍ ، يُنْبتُ الثُّمامَ ، وهو الجَلِيلُ.

وجِلٌ ، وجلَّانُ : حيّانِ من العرب.

وهذه ناقةٌ تَجِلُ عن الكَلَالِ أي هي أجَلُ من أَنْ تكلَّ لصَلابتِها.

وناقةٌ جُلَالةٌ : ضَخْمةٌ.

وبعيرٌ جلالٌ : مُخْرَجٌ من جليلٍ.

ويقال : أَنْتَ جَلَلْتَ هذا على نَفْسِكَ ، وأَنْتَ جَرَرْتَه أي جَنَيْتَه.

وفَعَلْتُ ذاكَ مِنْ جَرَّاكَ ومن جَلَلِكَ ، وجَلَالِكَ أي من أجْلِكَ.

جلجل : قال ابن شُميل : جَلْجَلْتُ الشيء جَلْجلةً إذا حركته حتَّى يكون للحركة صَوْتٌ ، وكلُّ شيءٍ تحرَّك فقد تَجْلجَل ، وسَمِعْنا جَلْجَلَة السّبُع وهي حركَتُه.

وتَجْلجل القومُ للسّفر أي تحركُوا لهُ.

والمُجَلْجِلُ : السحابُ ذو الرَّعد. وخِمْسٌ جَلْجَالٌ : شديدٌ.

وقال الليث التَّجلْجُلُ : السُّووخُ في

٢٦٢

الأرض والتَّحرُّكُ والجَوَلانُ ، وقد تَجَلْجَلَ الرِّيحُ تَجَلْجُلاً.

وحِمَارٌ جُلاجِلٌ : صافي النّهيق.

والجَلْجَلةُ : تحرِيكُ الجُلْجُلِ ، والجَلْجَلَةُ : صَوْتُ الرَّعْد وما أشبهه ، والمُجَلْجِلُ : السَّيِّدُ القويُّ وإن لم يكُنْ له حسبٌ ولا شرفٌ ، وهو الجريءُ الشَّديدُ الدَّفعَ واللسان.

وقال شمرٌ : هو السيدُ البعيدُ الصّوتِ.

وأنشد ابن شميل :

مُجَلْجِلٌ سِنُّكَ خَيْرُ الأسْنَانْ

لا ضَرَعُ السِّنِّ ولا قَحْمٌ فَانْ

وقال أبو الهيثم ، من أمثالهم في الرَّجُلِ الجريء «إنّهُ ليُعَلِّقُ الجُلْجُلَ».

وقال أبو النجم : إلا امْرءاً يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ يُريدُ الجريء الذي يُخَاطِرُ بنفسه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): جَلْجَلَ الرّجُلُ إذا ذهب وجاء ، وغُلامٌ جُلْجُلٌ ، وجُلَاجِلٌ : خَفِيفُ الرُّوحِ نشيطٌ في عمله.

وجُلَاجِل : حَبْلٌ من حبال الدَّهْنَاء.

ومنه قولُ ذي الرُّمَّةِ :

أيَا ظَبْيَة الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجِلٍ

وبَيْنَ النَّقَا آ أَنْتِ أُمُّ سالِمِ

وقال شمرٌ : المُجَلْجَلُ : المَنْخُولُ المُغَرْبَلُ ، قال أبو النَّجْمِ : حتى أجَالَتْهُ حصى مُجَلْجَلَا أي لم يُتْرَكْ فيه إلا الحصا ، والمُجَلْجَلُ : الخالصُ النَّسَبِ.

(ثعلب عن الأعرابي): الجُلْجُلانُ : السِّمْسِمُ.

(أبو زيد) يقال : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِه ، وجُلْجُلانَ قلبه ، وحَمَاطَةَ قلبه.

وقال ابن الأعرابي : ويقال لما في جَوْفِ التّين من الحَبِّ : الجُلْجلَانُ ، وأنشد غيره لوضَّاحِ اليمانِيِّ :

ضَحِكَ النَّاسُ وقالوا

شِعْرُ وضَّاحِ اليَمَانِي

إنّما شِعْرِيَ مِلْحٌ

قَدْ خُلِطْ بجُلْجُلَانِ

جلج : وفي الحديث أنَّه قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما نزلت (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) [الفتح : ١ ، ٢] الآية : هذا لَكَ يا رسُولَ الله وبَقِينَا نحنُ في جَلَجٍ لا نَدْرِي ما يُصْنَعُ بنا.

قال أبو حاتمٍ : سألْتُ الأصمعيَّ عَنْه فلم يَعْرِفْهُ.

قال : وأَنَا لا أَعْرِفُه.

(قلت) : وروى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي ، وعن عمرو عن أبيه : أنَّهُمَا قالا : الجِلَاجُ : رُؤُوسُ النَّاس ، واحِدَتُها : جَلَجَةٌ.

٢٦٣

(قلت) : فالمعنى : إنَّا بَقِينَا في عدد رُؤوسٍ كثيرةٍ من المُسْلِمين ، وكتب عُمرُ إلى عامله على مِصْرَ : خُذْ من كُلِ جَلْجَةٍ من القِبْط كذا وكذا ، وقال بعضُهُم : الجَلَجُ جَمَاجِمُ النَّاس.

لج : قال الليث : لجّ فلانٌ يَلِجُ ، ويَلَجُ ، لُغَتَانِ ، وأنشد :

وقَدْ لَجِجْنَا في هواكِ لججَا

قال : أَرَادَ لجَاجا فقصره ، وأنشد :

وما العَفْوُ إلَّا لامْرِئٍ ذي حَفِيظَةٍ

مَتَى تَعْفُ عَنْ ذَنْبِ امْرِئ السَّوْء يَلْجَجِ

(سلمة عن الفراء) قال : لَجِجْتُ ، ولَجَجْتُ لَجَاجَةً ولَجَجاً.

وقال غيرُه : لُجَّةُ البَحْرِ حَيْثُ لا يُدْرَكُ قَعْرُه.

ولجَّجَ القَوْمُ : وقعُوا في اللُّجَّة وقال الله (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ) [النور : ٤٠].

قال الفراء يقال : بَحْرٌ لُجِّيٌ ، ولِجِّيٌ ، كما يقال : سُخريُّ وسِخْرِيُّ.

وقال الليث : بَحْرٌ لُجِّيٌ ولَجَّاجٌ : واسِعُ اللُّجَّةِ.

والتجَ الظَّلامُ إذا اخْتَلَطَ ، والتَجَّتِ الأصواتُ إذا ارْتَفَعَت فاخْتَلطت ، وفي حديث طَلْحة بن عبيد الله «أَدْخَلُونِي الحُش فوضَعُوا اللُّجَ على قَفَيَّ».

قال أبو عبيد قال الأصمعيُّ : عَنَى باللُّجِ : السَّيف.

قال : ونُرَى أن اللُّجَ اسمٌ سُمِّي به السّيْفُ ، كما قالُوا : الصَّمْصَامَةُ ، وذُو الفَقَارِ ونحوه.

قال : وفيه قَوْلٌ آخَرُ أنّه شبهه بلُجَّةِ البَحْرِ في هَوْلِه.

ويقال : هذا لُجُ البَحْرِ ، وهذه لُجَّةُ البَحْرِ.

وقال شمرٌ قال بعْضُهُم : اللُّجُ السَّيْفُ بلُغة هذيلٍ ، وطَوَائِفَ من اليَمَنِ.

وقال ابنُ شميل : اللُّجُ : السَّيْفُ.

وقال ابنُ الكلْبِيِ : كان للأشْتَرِ سَيْفٌ يُسَمِّيهِ اللُّجَ ، واليمَّ ، وأنشد له :

ما خانَنِي اليمُّ في مأْقِطٍ

ولا مَشْهَدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإزارا

ويُرْوَى : ما خَانَنِي اللُّجُ في مَأْقطٍ قال شمرٌ : وقال بعضُهُم : اللُّجَّةُ : الجماعةُ الكثيرةُ كلُجَّةِ البحر ، وهي اللُّجُ.

قال : ولُجُ الوادي : جانِبهُ ، ولُجُ البحر : عُرْضُه.

قال : ولُجُ البَحْرِ : الماء الكثيرُ الذي لا يُرى طرفاهُ ، ولُجُ اللّيْلِ : شدّةُ ظُلْمَته وسَواده.

وعَيْنٌ مُلْتجّة ، وكأنّ عَيْنَه لُجَّةٌ أي شديدةُ السَّوادِ.

وقال العجَّاجُ يصفُ الليل :

٢٦٤

ومُخْدِرُ الأبْصَارِ أخْدَرِيُ

لُجٌ كأنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُ

أي كأنَّ عِطْفَ اللّيل معطوفٌ مرَّةً أُخرى ، فاشتَدَّ سوادُ ظُلْمتهِ.

واللَّجّةُ : الصّوْتُ.

وأنشد :

في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ

وقال ذو الرُّمَّةِ :

كأننا والقِنَانَ القَودَ يَحْمِلُنَا

مَوْجُ الفُرات إذا الْتَجَ الدَّيَامِيمُ

قال شمرٌ : قال أبو حاتم : الْتَجَ : صار له كاللُّجّ من الشَّراب.

وفي الحديث : «إذا اسْتَلَجَ أحدُكم بيمينه فإنّه آثمٌ له عند الله من الكفارة».

قال شمرٌ : معناه أَنْ يَلِجَ فيها ولا يُكَفِّرها ، ويزْعم أنه صادقٌ فيها.

ويقال : هو أَنْ يَحلِفَ. ويرى أَنَّ غيرها خيرٌ منها فيُقِيم على البِرِّ فيها ، وترْكِ الكفَّارَةِ فإنّ ذلك آثَمُ له من التَّكْفِير والحِنْث ، وإتْيَانِ ما هو خيرٌ.

وقال ابن شميل : المُلْتَجَّةُ : الأرضُ الشديدةُ الخُضْرَةِ الْتَفَّتْ أو لم تَلْتَفَّ ، أرْضٌ بقْلُها مُلْتَجٌ.

ويقال : عَيْنٌ مُلْتجّةٌ أي شديدةُ السّواد ، وإنّه لشديد الْتِجَاج العين إذا اشتدَّ سوادُها.

وقال أبو زيد : يقال : الحقُّ أبلَجُ ، والباطلُ لَجْلَجٌ.

قال : واللَّجْلَجُ : المُختَلِطُ الذي ليس بمستقيمٍ ، والأبْلَجُ : الْمُضِيءُ المُستقيمُ.

قال : واللَّجْلَاجُ : الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلام ونَقْصُه.

وقال الليث : اللّجْلَجَةُ : أن يتكلّم الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِ بيِّنٍ.

ومَنْطِقٍ بلسانٍ غيرِ لَجْلَاجِ

قال : وربَّما لَجْلَجَ الرجُلُ اللُّقْمَة في الفم من غير مَضْغٍ.

وقال زهير :

يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أنِيضٌ

أَصَلَّتْ فهي تَحْتَ الكَشْحِ داءُ

وقال ابنُ السكِّيت : قال الأصمعيُّ : يقول : أَخَذْتَ هذا المال فأنت لا ترُدُّه ولا تأخُذُه ، كما يُلَجْلِجُ الرجُلُ اللقمة فلا يَبْتَلِعها ولا يُلْقِيَها ، والأنِيضُ : اللّحْمُ الذي لم يَنْضَجْ.

(ابن شميل): اسْتَلَجَ فلانٌ متاع فلان ، وتَلَجَّجهُ إذا ادَّعاهُ.

باب الجيم والنون

جن جن ، نج ، جنجن ، نجنج.

جن : قال الليثُ : الجِنُ : جماعةُ ولد الجانّ ، وجَمْعُهُم : الجِنَّةُ ، والجانُ ، وإنما

٢٦٥

سُمُّوا جناً لأنّهُمُ اسْتَجنُّوا من الناس ، فلا يُرَوْنَ ، والجانُ هو أبو الجِنِ خُلِقَ من نارٍ ثم خُلِق منه نَسْلُه.

وقال الليث في قول الله : (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ وَلَّى مُدْبِراً) ، الجانُ : حيَّة بيضاءُ.

وقال أبو عمرٍو : الجانُ : الحيَّةُ ، وجمعُها : جوانُ.

وقال الزجَّاج : المعنى أنّ العصا صارت تَتَحَرَّكُ كما يتحرَّكُ الجانُ حركةً خفيفةً.

قال : وكانت في صورة ثُعْبَانٍ ، وهو العظيمُ من الحيَّات. ونحو ذلك ، قال أبو العباس.

قال : شبَّهَها في عِظَمِهَا بالثُّعْبان ، وفي خفّتِها بالجانِ.

ولذلك قال الله مرَّةً : (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ) [الأعراف : ١٠٧] ومرَّةً (كَأَنَّها جَانٌ) [الشعراء : ٣٤].

وقوله جلَّ وعزَّ : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس : ٦].

قال الزَّجَّاج : التَّأْويلُ عندي : «قُلْ أعُوذُ بربِّ النَّاسِ ، من شر الوسواس ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناس من الجِنَّةِ الذي هو من الجنِ» و (النَّاسِ) معطوفٌ على (الْوَسْواسِ) ، المعنى : من شرِّ الوَسْوَاسِ ، ومن شر الناس.

وقال الليث : الجنّةُ : الْجُنونُ أيضاً.

ويقال : به جُنُونٌ ، وجِنَّةٌ ، ومَجَنَّةٌ.

وأنشد :

من الدَّارِمِيِّين الذين دماؤُهُمْ

شِفَاءٌ من الدّاءِ المجنَّةِ والخبلِ

قال : وأَرْضٌ مجَنَّةٌ : كثيرةُ الجِنِ.

وقال أبو عمرٍو : الجانُ من الجنِ ، وجَمْعُه جِنَّانٌ.

وقال الفراء : الجُنُنُ : الجُنُونُ. وأنشد :

مِثلَ النَّعَامَةِ كانت وهي سالمةٌ

أذْنَاء حتى زَهَاها الحَينُ والجُنُنُ

وقوله جلَّ وعزَّ : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف : ٥٠].

قال أبو إسحاق : في سياق الآية دليلٌ على أن إبْلِيسَ أُمِرَ بالسُّجود مع الملائكة.

قال : وأكثرُ ما جاء في التفسير أنّ إبليسَ من غير الملائكة ، وقد ذَكَر الله ذلك فقال : «كانَ مِنَ الْجِنِ».

وقيل أيضاً : إنَّ إبْلِيسَ من الجِنِ بِمَنْزِلَةِ آدَمَ من الإنْسِ.

وقد قيل : إنَ الجِنَ : ضَرْبٌ من الملائكة كانُوا خُزّانَ الأرض.

وقيل : خزّان الجنان ، فإن قال قائلٌ : كَيْفَ اسْتُثْنِيَ مع ذِكْرِ الملائكة؟ فقال : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) [الكهف : ٥٠] فكيف وقع الاستِثْنَاءُ وهو ليس من الأوَّلِ؟

فالجوابُ في هذا أنَّهُ أُمِرَ معهم بالسُّجُود ، فاسْتُثْنِيَ من أنّه لم يَسْجُدْ ، والدليلُ على

٢٦٦

ذلك أنك تقولُ : أمَرْتُ عَبْدِي وإخْوَتِي فأطاعُوني إلّا عَبْدي.

وكذلك قولُه تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧)) [الشعراء : ٧٧] فربّ العالمين ليس من الأوَّلِ ، لا يَقْدِرُ أحدٌ أَنْ يعرف من معنى الكلام غير هذا.

وقولُه جلَّ وعزَّ : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) [الصافات : ١٥٨].

قالوا : الجِنَّةُ : الملائكةُ هاهُنا عَبَدَهُمْ قومٌ من العرب.

وقال الفراء في قوله : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) [الصافات : ١٥٨].

يقال : الجِنَّةُ هاهُنا الملائكةُ ، يقول : جعلُوا بين الله وبين خَلْقِهِ نسباً. فقالوا : الملائكةُ بناتُ الله ، (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) أنَّ الذين قالُوا هذا القول مُحْضَرُون في النَّار.

وقال أبو زيد : يقال : ما علَيَ جَنَنٌ إلا ما ترى أي ما عَلَيَّ شيءٌ يُوارِيني.

(شمرٌ عن ابن الأعرابي) : يقال للنَّخْلِ المرتفع طُولاً : مَجْنُونٌ ، وللنّبْتِ الملْتَفّ الكثيف الذي قَدْ تأزَّرَ بعضُهُ في بَعْضٍ : مَجْنُونٌ.

وقال الفراء : جُنَّتِ الأرضُ إذا قاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ من النَّبْتِ.

وقال الهُذَليُّ :

ألمّا يَسْلَم الجيرَانُ مِنْهُمْ

وقَدْ جُنَ العِضَاهُ من العَمِيمِ

وقال ابن شميل : قال أبو خَيْرَة : الأرضُ المَجْنُونَةُ : المُعْشِبَةُ التي لم يَرْعَها أحدٌ ، وأتَيْتُ على أرض هادِرَةٍ مُتَجَنّنَةٍ ، وهي التي تُهالُ من عُشبها وقد ذهب عُشْبُها كلَّ مَذْهَبٍ.

وقال شمرٌ : المجنُ : التُّرْسُ ، والمِجَنُ : الوشاحُ.

قال : وسُمّيَ القَلْبُ جَناناً لأن الصَّدرَ أجَنَّةُ.

وأنشد لعديٍّ :

كلُّ حيٍّ تقُودُهُ كفُّ هادٍ

جِنَ عَيْنٍ تُعْشيه ما هو لاقي

قال ابن الأعرابي : قال : جِنَ عَيْنٍ أي ما جُنَ من العَيْنِ فلم ترَهُ.

يقول : المنيّةُ مسْتُورةٌ عنه حتَّى يقع فيها.

(قلت أنا) : الهادي : القَدَرُ هاهُنَا جعله هادياً لأنّه تقدّمَ المَنِيةَ وسبقها ، ونصب : جِنَ عَيْن ، بفعله أَوْقَعَهُ عليه.

وأنشد :

ولا جِنَ بالبَغْضَاء والنَّظَرِ الشَّزْرِ

ويروَى : ولا جَنَ ، ومعناهُما : ولا سَتْرَ ، والهادي : المتقَدِّمُ ، أراد أنّ القَدَرَ سابقٌ للمنِيَّةِ المُقَدّرَةِ.

وقال شمرٌ : الجَنَانُ : الأمرُ الخفِيُّ ،

٢٦٧

وأنشد :

الله يَعْلَمُ أَصْحَابي وقَوْلُهمُ

إذْ يرَكَبُونَ جَنَاناً مُسْهَباً وَرِبَا

أي يركبُون مُلْتَبِساً فاسداً.

وقال ابنُ أَحْمَرَ :

جَنَانُ المسلِمينَ أَوَدُّ مَسًّا

وإن لاقَيْتَ أَسْلَمَ أوْ غِفَارَا

قال ابن الأعرابي : جَنَانُهُمْ : جمَاعَتُهُم وسَوَادُهُمْ.

وقال أبو عمرٍو : جَنَانُهُم : ما سَتَرَكَ من شيءٍ ، يقول : أكُونُ بين المُسْلِمينَ خيرٌ لي ، قال : وأَسْلَمُ وغفارٌ خيرُ النَّاس جِوَاراً.

وقال الرِّياشيُّ في معنى بيت ابن أَحْمَرَ ، قال قولُه : أوَدُّ مَساً أي أسهلُ لك.

يقول : إذا نزلتَ المدينة فهو خيرٌ لك من جِوَارِ أقاربِكَ.

وقال الراعي يصفُ العَيْرَ :

وهَابَ جَنَان مَسْحُورٍ تَرَدَّى

به الحلفاءُ وائْتَزَرَ ائْتِزَارَا

قال : جَنَانُه : غَيْبُه وما وَارَاهُ.

وقال الليث : الجَنَانُ : رُوعُ القلبِ.

يقال : ما يستقِرُّ جَنَانُه من الفَزعِ.

قال : والجَنِينُ : الولدُ في الرَّحِمِ والجميع : الأجِنّةُ.

ويقال : أجَنّتِ الحاملُ ولداً.

وقد جنَ الولدُ وهو يَجِنُ فيها جَنّاً.

وقول الله جل وعز : (فَلَمَّا جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) [الأنعام : ٧٦].

يقال : (جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) ، وأجنَّهُ اللَّيْلُ إذا أظْلَم حتى يَسْتُرَه بظلمته.

ويقال : لكلِّ ما سَتَرَ قَدْ جنَ ، وقد أجنَ.

ويقال : جَنّه الليلُ ، والاختيارُ : جنّ عليه الليلُ ، وأجنَّه الليلُ ، قال ذلك أبو إسحاق.

واستَجَنّ فلانٌ إذا اسْتَتَر بشيءٍ.

(أبو عبيدٍ عن أبي عبيدة): جَنَنْتُه في القبْرِ وأجنَنْتُه.

وقال غيرُه : الجَنَنُ : القبرُ ، وقد أجنّهُ إذا قَبَرَهُ. قال الأعشى :

وهَالِكُ أهلٍ يُجِنُّونَهُ

كآخَرَ في أهلهِ لم يُجَنْ

وقال آخَرُ :

وما أُبَالِي إذا ما مُتُّ ما فَعَلُوا

أأَحْسَنُوا جَنَنِي أمْ لم يُجِنُّونِي

وقال أبو عمرٍو : الجَنَنُ : الكَفَنُ.

ويقال : كان ذلك في جِنّ صِبَاهُ أي : في حدَاثَته ، وكذلك جِنُ كلِّ شيءٍ : أوّلُ ابتدَائِه.

ويقال : خُذِ الأمرَ بجِنّهِ. واتّقِ الناقة فإنها بجِنّ ضراسَها أي بحِدْثَانِ نِتَاجِها.

٢٦٨

ويقال : جُنَّتِ الرِّيَاضُ جُنُوناً إذا اعْتَمَّ نَبتُها.

وقال ابنُ أَحْمَرَ : وجُنَ الخَازِبازِ به جُنُونَا قال بعضهم : الخَازِبَازِ : نبتٌ ، وقيل : هو ذُبَابٌ ، وجُنُونُه : كَثْرَةُ ترنُّمِه في طيرانه ، وجُنُونُ النَّبْتُ : التِفَافُه.

(شمرٌ عن ابن الأعرابي) : يقال للنَّخْلِ المرتفع طُولاً : مَجْنُونٌ.

وقال أبو النجم : وطَالَ جِنّيُ السَّنَامِ الأمْيَلِ أرادَ تمُوكَ السَّنَامِ وطولَهُ.

والجِنِّيَّةُ : ثيابٌ معروفةٌ.

وقالت امرأةُ عبد الله بن مسعودٍ له : أجَنَّكَ مِنْ أصْحَابِ رسُولِ الله.

قال أبو عبيد ، قال الكسائيُّ وغيره : معنى قولها له : أجَنَّكَ : مِنْ أَجْلِ أنَّكَ ، فتركَتْ مِنْ.

كما يقال : فَعَلْتُ ذاكَ أجْلِكَ بمعنى من أجْلِكَ ، وقولُها : أجنَّكَ فحذَفَتْ الألِفَ واللام.

كما قال الله : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) [الكهف : ٣٨].

يقالُ معناهُ : «لكنْ أنَا هُوَ الله» ، فحُذفت الألفُ والتقى نُونَانِ فجاء التشديد ، كما قال الشاعر ، أنشده الكسائي :

لِهَنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لوَسِيمَةٌ

على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها

أراد لله إنَّكَ لوسيمةٌ فحذف إحدى اللامين من لله ، وحذف الألف من إنَّكِ ، كذلك حُذِفت اللامُ من أجْلِ ، والهمزةُ من إنَّ.

ويقال : جُنَ فلانٌ فهو مَجْنُونٌ ، وقد أَجَنَّهُ الله.

وقال ابن الأعرابي : بات فلانٌ ضَيْفَ جِنٍ أي بمكانٍ خالٍ لا أنيس به.

وقال الأخطل : وبِتْنَا كأنَّا ضيفُ جِنٍ بلَيْلَةٍ [جنجن] : وقال الليث : الجَنَاجِنُ : أطرافُ الأضلاع مما يلي قصَّ الصَّدْرِ وعَظْمِ الصُّلْبِ ، واحدها : جَنْجَنٌ ، وجِنْجِنٌ.

والجَنَّةُ : الحديقةُ وجمعُها : جِنَانٌ ، ويقال : للنَّخِيلِ وغيرها.

نج ـ نجنج : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا سال الجُرْحُ بما فيه ، قيل : نَجَ يَنِجُ نَجِيجاً.

وأنشد :

فَإنْ تَكُ قُرْحَةٌ خَبُثَتْ ونجَّتْ

(فإِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ)

ويقال : جاء بأَدْبَرَ ينِجُ ظَهْرُه.

ونَجْنَجَ إبلَهُ نَجْنَجَةً : إذا ردَّها عن الماء.

ونَجْنَجَ أَمْرَه إذا ردَّدَ أمرَه ولَمْ يُنْفِذْهُ.

وقال ذو الرمة :

٢٦٩

حتَّى إذا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنجها

مخافة الرَّمْي حتّى كلُّها هيمُ

والنّجْنَجَةُ : التحريكُ والتقْلِيبُ.

يقال : نَجْنِجْ أمْرَكَ فلَعَلّكَ تَجِدُ إلى الخروج منه سبيلا.

وقال الليث : النّجْنَجَةُ : الجَوْلَةُ عندَ الفَزْعَةِ.

قال العجاج : ونَجْنَجَتْ بالخَوْفِ مَنْ تَنَجْنَجَا

(أبو تراب) : قال بعضُ غَنِيٍّ : يقال : لَجْلَجْتُ المُضْغَةَ ونَجْنَجْتُها إذا حَركْتَها في فيك ورَدَّدْتها فلَمْ تَبْتَلِعْهَا.

(أبو عبيد): نَجْنَجْتُ الرَّجُل : حرَّكْتُه.

باب الجيم والفاء

جف جف ، فج : مستعملان.

جف : (أبو عبيد عن الكسائي) يقال : جَفِفْتَ تَجَفُ ، وجَفَفْتَ تَجِفُ ، وقال ذلك الفراء والأصمعي ، وكلُّهم يَخْتَارُ يَجِفُ على يَجَفُ.

وقال الليث : الجُفّةُ : ضربٌ مِنَ الدِّلاء.

يقال : هو الذي يكونُ مع السَّقَّائِينَ يَمْلَؤُونَ به المَزَايدَ. وأنشد :

كلُّ عَجُوزٍ رَأْسُها كالقُفّهْ

تَسْعَى بجُفٍ معها هِرْشَفَّهْ

وقال غيرُه : الجُفُ : قِيقَاءةُ الطَّلْعِ. وهو الغِشَاءُ الذي على الوليع وأنشد :

وتَبِسمُ عن نَيِّرٍ كالوَلي

ع شقّقَ عنه الرُّقَاةُ الجفُوفَا

الوَلِيعُ : الطَّلْعُ ما دامَ طريًّا حين يَنْشَقُّ عنه الكافورُ ، وقوله عن نَيِّرٍ أي عن ثَغْرٍ مُضِيءٍ حسنٍ ، وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنَّه جُعِلَ سِحْرُهُ في جُفِ طَلْعَةٍ ودُفِنَ تَحْتَ راعُوفَةِ البِئرِ».

قال أبو عبيد : جُفُ الطَّلْعَةِ : وِعَاؤُهَا الذي تكُونُ فيه.

قال : والجُفُ أيضاً في غيْرِ هذا : شيءٌ من جُلُودٍ كالإناء ، يُؤْخَذُ فيه ماءُ السَّمَاء إذا جاء المطرُ يسعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ أو نحوه.

قال : والجُفّ أيضاً في غير هذَيْنِ : جماعةُ الناس ، وقال النابغة : في جُفِ تَغْلِبَ وَارِدِي الأمْرَارِ والجفَّةُ : مِثْلُ الجُفِ ، وفي الحديث «لا نَفَلَ في غَنِيمَةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً» أي كلّها.

وقال الكسائي : الجفَّةُ ، والضَّفَّةُ والقِمَّةُ : جماعةُ القَوْمِ.

وقال أبو عمرٍو : الجُفُ : الكثيرُ من الناس.

قال : والجُفُ في غير هذا شيءٌ يُنْقَرُ من جُذُوع النَّخْلِ.

وقال الليث : التِّجْفَافُ : معرُوفٌ.

وجمْعُه : التَّجَافيفُ.

٢٧٠

والتَّجْفَافُ بفتح التَّاء : مثلُ التَّجْفِيفِ.

جَفَّفْتُه تجْفِيفاً وتَجْفَافاً.

قال : والجَفْجَفُ : القَاعُ المُسْتَدِيرُ الواسعُ ، وأنشد قوله : يَطْوِي الفَيَافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا والجُفَافُ : ما جَفَ من الشيء الذي تجِفِّفُه ، تقول : اعزِلْ جُفَافَه عن رَطْبِه.

وقال ابن السكيت : الجُفَّانِ : بَكْرٌ وتَمِيمٌ.

وجُفَافٌ : اسمُ وادٍ معروفٍ.

(أبو عبيد عن الفراء): الجُفَافَةُ : الذي يَنْتَثِرُ من القَتِّ.

ويقال للثَّوْبِ إذا ابْتَلَّ ثمَ جفَ وفيه نَدًى : قد تَجَفْجَفَ ، فإذا يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قيل : قَفَّ.

(الأصمعي) الجَفْجَفُ : الأرضُ المُرْتَفِعَةُ وليست بالغليظة ولا اللَّيِّنة.

فج : قال الليث : الفَجُ : الطريقُ الواسعُ بين الجَبَلَيْنِ ، وجمعُهُ : فِجَاجٌ ، وقوله تعالى : (مِنْ كُلِ فَجٍ عَمِيقٍ) [الحج : ٢٨].

قال أبو الهيثم : الفَجُ : طريقٌ في الجبل واسعٌ ، يقال : فَجٌ وأفُجٌ وفِجَاجٌ.

قال : وكُلُّ طريقٍ بعُدَ فهو فَجٌ.

والفَجُ في كلام العَرَب : تَفْرِيجُكَ بين الشَّيْئَيْنِ ، يقالُ : فَاجَ الرَّجُلُ يُفَاجُ فِجَاجاً ومُفَاجَّةً إذا باعَدَ إحدى رِجْلَيْه من الأخرى ليَبُولَ ، وأنشد :

لا يَمْلأ الحَوْضَ فِجاجٌ دُونَهُ

إلَّا سجالٌ رُذُمٌ يَعْلُونَهُ

وقَدْ فَجَجْتُ رِجْلَيَ أَفُجُّهُمَا فجّاً ، وفَجَوْتُهُمَا أَفْجُوهُما أي وسَّعْتُ بيْنَهُما.

وقال الليث : الفَجَجُ أقْبَحُ من الفحَج.

وقال ابنُ الأعرابي : الأفَجُ والفَنْجَلُ : المُتَباعِدُ الفَخِذَيْنِ الشديدُ الفَجَجِ ، ومثلُه : الأفْجَى وأنشد :

الله أعْطَانِيك غيْرَ أحْدَلا

ولا أَصَكَّ أَوْ أَفَجَ فَنْجَلا

وقال الليث : النَّعَامةُ تَفِجُ إذا رَمَتْ بصَوْمِها.

وقال ابنُ القِرِّيَّة : أفَجَ إفْجَاجَ النعامة ، وأَجْفَلَ إجْفَالَ الظّليم.

وقال الأصمعي : فَجَ قَوْسَه وهو يفُجُّها فجّاً إذا رفع وَتَرَها من كبِدِها ، وكذلك فجا قَوْسَه يَفْجُوها.

ويقال : افْتَجَ فلانٌ افْتِجَاجاً إذا سَلَكَ الفِجَاج.

قال : والإفْجِيجُ : الوادي الواسعُ. وهو بمعنى الفَجِ.

ورجلٌ فُجَافجٌ : كثيرُ الكلام والصِّياح والجَلَبة.

وبِطِّيخٌ فجٌ إذا كان صُلْباً غيرَ نَضِيجٍ.

والثّمارُ كلُّها تكونُ فِجَّةً في الربيع حين تَنْعَقِدُ حتى يُنْضِجَها حَرُّ القَيْظِ أي تكونُ

٢٧١

نِيَّةً ، والفِجُ النِّيُّ.

وقال ابنُ شميل : الفَجُ كأنّهُ طريقٌ وربَّما كان طريقاً بَيْنَ حرفين مُشْرِفَيْنِ عليه ، إنما هو طريقٌ عريضٌ وربما كان ضيّقاً بين جبليْنِ أو فأوَيْنِ ، وينْقادُ ذلك يومين أو ثلاثة ، إذا كان طريقاً أو غير طريقٍ : وإذا لم يكن طريقاً فهو أريضٌ كثيرُ العُشبِ والكَلأ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الفُجُجُ : الثُّقَلاءُ من الناس.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : من القياس : الفَجَّاءُ والْمُنْفَجَّةُ والفَجْواءُ ، والفارج ، والفُرُجُ ، كلُّ ذلك : القَوْسُ التي يبينُ وَتَرُها عن كَبِدِهَا.

باب الجيم والباء

جب جب ، بج : [مستعملان].

جبّ : قال الليث : الجَبُ : اسْتِئْصَالُ السَّنَامِ من أصله ، وبعيرٌ أجَبُ وأنشد :

ونأْخُذْ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ

أجَبِ الظَّهْرِ لَيْسَ له سَنَامُ

وقال غيرُه : المَجْبُوبُ : الخِصيُّ الذي قد اسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وخُصْيَاهُ ، وقد جُبَ جباً.

والْجَبُوبِ : وَجْهُ الأرْضِ.

ويقالُ : للْمَدَرَةِ الغليظَةِ تُقلَعُ من وجْهِ الأرض : جَبُوبَةٌ ، وفي الحديث «أَنَّ رجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بدرٍ فإذا رجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».

قال الأصمعي : الجَبوبُ : الأرضُ الغليظةُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبوبُ : الأرضُ الصُّلْبَةُ ، والجبَوبُ : المدَرُ المُفَتَّتُ.

والجُبَابُ : شبهُ الزُّبْدِ يَعْلُو ألْبَانَ الإبلِ إذا مَخَضَ البَعِيرُ السِّقَاء ، وهو مُعَلَّقٌ عليه فيَجْتَمِعُ عند فَمِ السِّقاءِ ، وليس لألبَانِ الإبل زُبْدٌ ، إنما هو شيءٌ يُشْبِهُ الزُّبْدَ.

(أبو عبيد عن الأصمعي): الجُبَّةُ : ما دخل فيه الرُّمْحُ من السِّنَانِ.

والثَّعْلبُ : ما دخل من الرُّمْحِ في السِّنانِ.

وقال الليث : الجُبَّةُ : بياضٌ يطأُ فيه الدَّابَّةُ بحافره حتى يبلغ الأشاعرَ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجبَّبُ : الفرسُ الذي يبلُغُ تحْجيلُه إلى رُكْبَتَيْهِ.

وقال أبو عمرٍو : إذا ارتفع البياضُ إلى رُكْبَتَيْه فهو مُجَبَّبٌ.

(أبو عبيد عن أبي عبيدة) : قال : الجُبُ : البِئرُ التي لم تُطْوَ.

وقال الزجاجُ نحوه ، قال : وسُمِّيَتْ جُبّاً لأنّها قُطِعَتْ قطعاً ، ولم يحدث فيها غيرُ القطعِ من طيٍّ وما أشْبَهه ، وجَمْعُ الجُبِ : أجْبَابٌ.

٢٧٢

وقال الليث : الجُبُ : البِئرُ غيرُ البَعيدةِ ، والجميعُ : جِبَابٌ ، وأجْبَابٌ وجِبَبَةٌ.

(أبو عبيد): جَبَّبَ الرَّجُلُ تَجْبِيباً ، فهو مُجَبَّبٌ إذا فَرَّ وعَرَّدَ.

وقال الحطيئة :

ونَحْنُ إذا جَبَّبْتُمْ عن نِسَائِكُم

كما جَبَّبَتْ من عِنْدَ أَوْلَادِها الحُمْرُ

ويُقالُ : جَبَّتِ المَرْأةُ نساءهَا بحُسْنِهَا إذا غَلَبَتْهُنَّ.

وقال الراجز : جَبَّتْ نِسَاءَ وائلٍ وعبْسِ

(شمر عن الباهليِّ) : فرشَ لنا في جُبَّةِ الدَّارِ أي في وسطها.

وجُبَّةُ العَيْنِ : حجاجُها.

وجُبَّةُ الرُّمْحِ : ما دخل من السِّنَانِ فيه.

والجُبَّةُ : التي تلْبَسُ ، وجمْعُها : جِبَابٌ.

والجُبَّةُ : من أسماء الدُّرُوعِ ، وجمعُها : جُبَبٌ. وقال الراعي :

لنا جُبَبٌ وأرْماحٌ طِوَالٌ

بِهِنَّ نُمَارِسُ الحرْبَ الشَّطُونا

وفي حديث عائشة «أنَّ دَفِينَ سِحْرِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جُعِلَ في جُبِ طلعةٍ» بالباء.

قال شمرٌ : أراد داخِلَهَا إذا أُخْرِجَ منها الجُفُرَّى كما يقال لداخل الرَّكِيّةِ من أسفلها إلى أَعْلَاها : جُبٌ ، يقالُ : إنّها لواسعةُ الجُبِ ، مطويّةً كانت أو غير مطويّةٍ.

قال : وقال الفراء : بِئرٌ مُجَبّبةُ الجوفِ إذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيءٍ منها مُقَبّبةً.

وقالت الكلابِيّةُ : الجُبُ : القَلِيبُ الواسِعَةُ الشَّحْوَةِ.

وقال ابن حبيبٍ : الجُبُ : ركيّةٌ تُجَابُ في الصَّفا.

وقال مشيِّعٌ : الجُبُ : جُبُ الرّكيّة قبل أن تُطْوَى.

وقال زيدُ بنُ كَثْوَةَ : جُبُ الرّكيَّة : جِرَابُها.

وجُبُ القَرْنِ : الذي فيه المشَاشَةُ.

وقال أوس :

لها ثُنَنٌ أرْسَاغُها مُطْمَئِنّةٌ

على جُبَبٍ خُضْرٍ حُذِين جَنَادلا

يقال : هي لينة ليْسَتْ بجاسِيَةٍ ، والجُبَبُ : جمع جُبَّةٍ ، وهو وِعَاءُ الحافر. خُضْر : سُود ، شبَّه حوافره بالحجارة.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبَابُ : القحْطُ الشَّديدُ ، وروى أحمد بن حنبلٍ عن محمد بن بكرٍ عن قطنٍ قال : حدّثْتَنِي أُمُّ عُتْبَةَ عن ابن عباسٍ أنه قال : نهى النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الجُبِ قُلْتُ : وما الجُبُ؟

فقالت امْرَأةٌ عنده : هو المَزَادَةُ يُخَيّطُ بعضُها إلى بعض.

(قلت) : كانوا يَنْتَبِدُون فيها حتى ضَرِيَتْ.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : رَكِبَ فلانٌ

٢٧٣

المجبَّةَ ، وهي الجادّةُ.

قال : والجُبْجُبَةُ زَيِيلٌ من جلودٍ يُنقلُ فيه التُّرابُ.

قال : وقال أبو عمرٍو : الجُبْجُبَةُ : الكَرِشُ يُجْعَلُ فيها اللَّحْمُ ويُسَمّى الخلْعَ ، وأنشد :

أفي أَنْ سرى كلْبٌ فبَيّتَ جُلَّةً

وجُبْجُبَةً للوطْبِ ، سلمى تُطَلّقُ؟

وأمّا قولُ الشاعر : فلا تَهْدِمَنْهَا واتّشِقْ وتَجَبْجَبِ فإن أبا زيدٍ قال : التَّجَبْجُبُ : أن يجعل خَلْعاً في الْجُبْجُبَةِ ، ورجلٌ جُبَاجبٌ ومُجَبْجَبٌ إذا كان ضَخْمَ الجنْبَيْنِ ، ونوقٌ جباجِبُ.

وقال الراجز :

جرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ

حُمّ الذُّرَا مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ

(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا لقّحَ الناسُ النّخِيلَ قيل : قَدْ جَبُّوا ، وقد أتانا زَمَنُ الجِبابِ.

(أبو عمرو) : جملٌ جُباجِبٌ ، وبُجَابجٌ : ضَخْمٌ.

وقد جبجَ إذا عظُمَ جِسْمُه بعد ضعفٍ ، وجَبْجَبَ إذا سَمِنَ ، وجَبْجَبَ إذا تَجَر في الجَبَاجِبِ.

وجابَّتِ المرأةُ صاحِبَتَهَا فجبَّتْها حُسْناً أي فاقَتْها ، وأنشد :

مَنْ رَوَّلَ اليَوْمَ لنا فَقَدْ غَلَبْ

خُبْزاً بسَمْنٍ فَهْوَ عند النَّاسِ جبّ

وقال أبو عبيدة : جُبَّةَ الفَرَسِ : مُلْتَقى الوظيف في أعلى الحَوْشَبِ.

وقال مرَّةً : هو مُلْتَقى ساقَيْهِ ووظِيفَيْ رجلَيْهِ ، ومُلْتَقى كلِّ عَظْمَيْنِ إلَّا عظمَ الظَّهْرِ.

وقال أبو عمرٍو : الجُبْجُبَةُ : أتانُ الضّحْلِ ، وهو صخْرَةُ الماء.

بج : (الأصمعي): بَجَ الجُرْحَ يَبُجُّهُ بَجًّا إذا شقَّهُ.

ويقالُ : انْبَجَّتْ ماشِيَتُك من الكلأ إذا فتَقَها البَقْلُ فأوسع خواصرها وأنشد ابنُ الأعرابي : لجُبَيْهاء الأسلمي :

لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بجَّهَا

عساليجُهُ والثَّامِرُ المُتَناوِحُ

(أبو عبيد عن الأصمعي): البَجُ : الطعْنُ يُخالِطُ الجَوْف ولا يَنْفُذُ ، وقد بجَجْتُهُ أبُجُّهُ بجّاً وأنشد :

نَقْخاً على الهامِ وبَجّاً وخْضَا

وفُلانٌ أبَجُ العَيْنِ إذا كان واسِعَ مشَقِّ العَيْنِ.

وقال ذو الرمة :

ومُخْتَلِقٌ لِلْمُلكِ أبْيَضَ فدْغَمٌ

أشَم أَبَجُ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ

٢٧٤

ورجُلٌ بَجْبَاجٌ إذا كان (١) بادِناً.

ورَمْلٌ بَجْبَاجٌ : مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ.

قال الراعي :

كأن مِنْطَقَهَا لِيثَتْ معَاقِدُه

بِعَانِكٍ من ذُرَى الأنْقَاء بَجْبَاجِ

وجارِيَةٌ بَجْبَاجَةٌ : سَمِينَةٌ.

وقال أبو النَّجْمِ :

دارٌ لبَيْضَاء حَصَانِ السِّتْرِ

بَجْبَاجَةِ البَدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ

وقال المُفَضَّلُ : برْذَوْنٌ بَجْبَاجٌ وهو الضَّعيفُ السَّريعُ العَرَقِ.

وأنشد :

فَلَيْسَ بالكابِي وَلَا البَجْبَاجِ

وقال ابن الأعرابي : البُجُجُ : الزِّقاقُ المُشَقَّقَةُ.

وقال الليث : البَجْبَجَةُ : مُناغاةُ الصَّبِيِّ بالفَمِ.

باب الجيم والميم

جم

جم ، مج : [مستعملان].

جم : (أبو نصرٍ عن الأصمعي): جمَّت البِئرُ فهي تجُمُ جُمُوماً إذا كثُرَ ماؤُها واجْتَمَعَ.

ويقال : جِئْتُها وقد اجْتَمَعَتْ جمَّنُها وجَمُّها أي ما جمَ وارتفع.

وجمَ الفَرسُ يجُمُ جَمَاماً إذا ذهب إعْيَاؤُه.

وشاةٌ جمَّاءُ إذا لم تكُنْ ذات قَرْنٍ.

ويقال : أعْطِهِ جُمامَ المَكُّوك أي مَكوكاً بغير رَأْسٍ ، واشْتُقَّ ذلك من الشَّاة الجمَّاءِ.

ويقال : جاءُوا جمّاً غفيراً ، وجمّاءَ أي بجماعتهم.

وقيل : جاءُوا بجمَّاءِ الغَفِير أيضاً.

ويقال : في الأرْضِ جميمٌ حسنٌ ، لنبتٍ قد غطَّى الأرض ولم يتمَّ بعد.

ويقال أجمَّت الحاجة إذا دَنَتْ وحانَتْ تُجِمُ إجماماً.

ويقال : أجْمِمْ نفْسَكَ يَوْماً أو يَوْمَين أي أرِحْها.

ويقال : جاء فلانٌ في جُمَّةٍ عظيمةٍ أي في جماعةٍ يَسْألون في جَمَالَةٍ.

ومالٌ جَمٌ أي كثيرٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : هُمُ الجُمَّةُ والبُرْكةُ وأنشد.

وجُمَّةٍ تَسْألُني أعْطَيْتُ

قال : وجُمَ إذا مُلِئ. وجَمَ إذا علا.

قال : والجِمُ : الشَّياطينُ.

قال : والجِمُ : الغَوْغَاءُ والسِّفَلُ.

(أبو عبيد) : فرسٌ جَمُومٌ وهو الذي كلما

__________________

(١) سقط من المطبوع ، وانظر : «اللسان» (بجج).

٢٧٥

ذهب منه إحضارٌ جاءه إحضارٌ.

قال ، وقال الكسائي : إناءُ جمّانُ إذا بلغ الكَيْلُ جُمامَهُ ، وقد أَجْمَمْتُ الإناء بالألف.

قال : وقال أبو زيد : في الإناء جِمَامُه وجمَمُهُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): جِمامُ الإناء ، وجُمامُهُ ، وطُفافُهُ.

وقال أبو العباس في كتاب «الفصيحِ» : عندَهُ جِمامُ القَدَحِ ماءً ، وجُمام المكوك ، بالرّفع ، دقيقاً.

وقال الليث : جَمّ الشيءُ واسْتجَمَ أي كئُر.

قال : وجَمَمْتُ المِكْيالَ جمّاً.

والجَمامُ والجُمامُ : الكَيْلُ إلى رأس المِكيال.

والجُمَّةُ : الشَّعَرُ ، والجميعُ : الجَمَمُ.

والجَمَمُ : مصدَرُ الشّاةِ الأجَمِ ، وهو الذي لا قَرْنَ له.

ويقال للرَّجُلِ الذي لا رُمْحَ له : أَجَمُ ، قاله أبو زيد.

وقال عنترة :

ألَمْ تَعْلَمْ لَحَاكَ الله أنِّي

أَجَمُ إذا لَقِيتُ ذوي الرِّماحِ

وقال الليث : الجَمْجَمَةُ ألا تُبينَ كلامك من عِيٍّ. وأنشد :

لَعَمْرِي لقد طَالَمَا جَمْجَمُوا

فمَا أخّرُوهُ وما قَدّمُوا

والجُمْجُمَةُ : القِحْفُ وما تعَلّقَ به من العِظامِ.

(أبو عبيد عن أبي عبيدة): الجُمْجُمَةُ : البِئْرُ تُحفرُ في السّبَخَةِ.

(ابن السكيت): أَجَمَ الفراقُ إذا دنا.

وأنشد :

حيِّيَا ذلك الغَزَالَ الأحمّا

إنْ يَكُنْ ذلك الفِرَاقُ أَجَمَّا

وفي حديث ابن عبَّاس : «أمِرْنَا أنْ نَبْنِيَ المَدَائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً» فالشُّرَفُ : التي لها شُرُفاتٌ ، والجُمُ : التي لا شرف لها.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : فلانٌ واسعُ المَجَمِ إذا كان واسع الصَّدْرِ رَحْبَ الذِّرَاعِ.

وأنشد :

رُبّ ابنِ عَمٍّ لَيْسَ بابْنِ عَمِ

بَادِي الضَّغِينِ ضَيِّقِ المَجَمِ

(ابن شميل): جمَّمَتِ الأرضُ تَجْمِيماً إذا وفى جميمُها.

وجمَّم النَّصيُّ والصِّلِّيّانُ إذا صَارَ لهما جُمَّةٌ.

والأجَمُ : الكَعْثَبُ.

وأنشد :

٢٧٦

جاريةٌ أعَظَمُها أجَمُّها

بائِنَةُ الرِّجْلِ فما تضُمُّها

والجَمَاجِمُ : موضعٌ بين الدَّهنَاء ومُتَالِعٍ في دِيارِ بني تَمِيمٍ.

ويَوْمُ الجماجِمِ : يومٌ من وَقَائِعِ العرب في الإسلام مَعْرُوفٌ.

وجَماجِمُ العرب : رُؤساؤُهُمْ ، وكلُّ بني أبٍ ، لَهّمْ عِزٌّ وشَرَفٌ فَهُمْ جُمْجُمَةٌ.

وقال أنسٌ «تُوفِّي رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والوحيُ أجَمُ ما كان لم يَفْتُرْ عنه».

قال شمرٌ : أجَمُ ما كان : أكْثَرُ ما كان.

جَمَ الشَّيْءُ يَجُمُ جمُوماً ، يقالُ ذلك في الماء والسّيْرِ. وقال امرؤُ القيس :

يَجِمُ على السّاقَيْنِ بعد كَلَالِه

جُمُومَ عُيُونِ الحِسْيِ بعد المَخِيضِ

قال أبو عمرٍو : يَجُمُ ويَجِمُ أي يَكْثُر.

ومَجَمُ البِئرِ حَيْثُ يَبْلُغُ الماءُ وينتهي إليه.

ورجُلٌ رَحْبُ المَجَمِ : واسعُ الصّدْرِ.

مج : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا بدأ الفرسُ يعْدو قبل أن يضطرم جريُه. قيل : أَمَجَ إمْجَاجاً ، فإذا اضْطَرَم عدْوُه قيل : أهْذَبِ إهْذَاباً.

ويقال : مَجَ رِيقَهُ يمُجُّه إذا لفظه ، ومُجاجُ فمِ الجارية : رِيقُهَا.

ومُجَاجُ العِنَبِ : ما سال من عصيره ، ويقال : لما سال من أفْوَاهِ الدَّبَا : مُجاجٌ.

وفي الحديث : «أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَخَذَ من الدَّلْوِ حَسْوةَ ماء فمجَّهَا في بِئْرٍ ففاضَتْ بالماء الرَّواءَ».

قال شمرٌ : مجَ الماء من الفَمِ إذا صبَّه.

وقال خالد بن جَنَبَةَ : لا يكون مُجاجاً حتى يُبَاعِدَ به شِبْهَ النَّفْخِ.

وقال أصحابُه : إذا صبَّه من فيه قريباً أو بعِيداً فَقَدْ مَجَّهُ ، وكذلك إذا مجَ لُعَابه ، والأرضُ إذا كانت ريَّا منَ النَّدَى فهي تمُجُ الماءَ مجّاً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجُجُ : السُّكارى.

والمُجُجُ : النَّحْلُ.

(عمرو عن أبيه): المَجَجُ : بُلُوغُ العِنَبِ.

وفي الحديث : «لا تَبعِ العِنَبَ حتَّى يَظْهَرَ مَجَجُهُ».

ويقال لما يَسيلُ من أفْوَاهِ الدَّبَا : مُجاجٌ.

قال الشاعر :

وماءٍ قديمٍ عهْدُهُ وكأنَّهُ

مُجاجُ الدَّبَا لاقَتْ بهاجِرَةٍ دبَا

والماجُ : الأحْمَقُ الذي يسيلُ لُعَابُهُ.

والمَاجُ : البعيرُ الذي أَسَنَّ وسال لُعَابُه.

وقيل الأذُن مُجَّاجَةٌ ، وللنّفْسِ حَمْضَةٌ ، معناهُ أنَّ للنَّفْسِ شَهْوَةً في اسْتِماعِ العِلْمِ ، والأذُنُ لا تَعِي ما تسمع ، ولكنَّها تُلْقِيهِ نِسْيَاناً كما يمُجُ الشيءُ من الفَمِ.

٢٧٧

(شمرٌ عن ابن الأعرابي): مَجَ ونجَ بمعنًى واحدٍ.

وقال أَوْسٌ :

أُحَاذِرُ نجَّ الخَيْلِ فَوْقَ سرَاتِهَا

وربًّا غَيُوراً وَجْهُهُ يتَمَعّرُ

قال : نجُّها إلقاؤُها زَوَالها عن ظُهورِها.

(الليث) المُجُ : حبٌّ كالعَدَسِ إلَّا أنهُ أشَدُّ اسْتِدَارَةً منه.

(قلت) هذه الحَبّةُ يقالُ لها : الماشُ ، والعربُ تُسَمِّيها الخُلَّرَ ، والزِّنّ.

وقال الليث : المَجْمَجَةُ : تَخْلِيطُ الكتابَةِ وإفسادُها بالقَلَم.

وكَفَلٌ مُمَجْمَجٌ إذا كان يَرْتجُّ من النَّعْمَةِ.

وأنشد :

وكَفَلاً رَيَّانَ قد تَمَجْمجَا

ويُقال للرّجُلِ إذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً : مَجْمَاجٌ.

وقال أبو وجْزَةَ : طَالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيْرَ مَجْمَاجِ وقال شُجاعٌ السُّلميُّ : يقال : مَجْمَج بي ونَجْنَجَ بي إذا ذَهَبَ بك في الكَلَامِ مذهباً على غَيْرِ الاسْتِقامةِ ، ورَدَّكَ من حالٍ إلى حالٍ.

٢٧٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الجيم

أبواب الجيم والشين

ج ش ض ـ ج ش ص ـ ج ش س ـ ج ش ز ـ ج ش ط ـ ج ش د ـ ج ش ت ـ ج ش ظ.

أُهْمِلَتْ جميع وُجُوهها.

ج ش ذ

شجذ : أهمله الليث ، وقد اسْتَعْمَله العربُ ، منه الإشْجَاذُ.

قال الأصمعي يقال : أشْجذَ عَنّا المطَرُ مُنْذُ حينٍ أي نأى عنَّا وبعُدَ ، وأشْجَذَ المطرُ إذا أقْلعَ بَعْدَ إثْجَامِهِ.

وقال امرؤ القيس :

فَتَرَى الودّ إذا ما أشْجَذَتْ

وتُوَاريه إذا ما تَعْتَكِرْ

يقولُ : إذا أقْلَعَتْ هذه الدِّيمَةُ ظَهَرَ الوتِدُ ، وإذا عادَتْ ماصرةً وارَتْهُ.

ويقالُ : أشْجذَتِ الحُمَّى إشجاذاً إذا أقْلَعَتْ.

ج ش ث : مُهْمَلٌ.

ج ش ر

جشر ، جرش ، شجر ، شرج : مستعملة.

جشر : (أبو عبيد عن الأصمعي) : بَعِيرٌ مَجْشُورٌ : به سُعَالٌ جافٌّ.

وقال غيرُه : جُشِرَ فهو مَجْشُورٌ ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً ، وهي الجُشْرَةُ.

قال حُجْرٌ :

رُبَّ همٍّ جَشِمْتُه في هواكُمْ

وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ

(أبو عبيد عن الأصمعي): جَشَرَ الصُّبْحُ يجْشُرُ جُشُوراً إذا انْفَلَقَ.

قال : واصْطَبحْتُ الجاشِرِيّةَ وهي الشَّرْبةُ التي مع الصُّبْح.

وفي حديث عُثْمان أنّه قال : «لا يغُرَّنَّكُم جَشَرُكُم مِنْ صَلاتِكُم فإنّما يَقْصُرُ الصَّلَاةَ مَنْ كان شَاخِصاً أو بحَضْرةِ عدُوٍّ».

قال أبو عبيد : الجَشَرُ : القَوْمُ الذين يخرُجُونَ بدَوَابِّهِمْ إلى المَرْعى.

وقال الأخطلُ يذكر قَتْل عميْرِ بن

٢٧٩

الحُبابِ :

يَسْألُهُ الصُّبْرُ من غسّانَ إذا حضَرُوا

والحَزْنُ كيف قرَاهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ

يُعرِّفُونَكَ رأس ابنِ الحُبَابِ وقَدْ

أمْسَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أثَرُ

(أبو عبيد عن الأصمعي) : بنُو فلانٍ جَشَرٌ إذا كانُوا يَبِيتُون مكانَهُم لا يأْوُونَ بُيُوتَهُمْ ، وكذلك : مَالٌ جَشَرٌ : يَرْعَى مكانه ، لا يأْوِي إلى أَهْلِه.

وجَشَرْنَا دَوَابَّنَا : أَخْرَجْنَاها إلى الرِّعْيِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المُجَشَّرُ : الذي لا يَرْعَى قُرْبَ الماء ، والمُنَدَّى : الذي يَرْعَى قُرْبَ الماء.

ويقال : قَوْمٌ جَشْرٌ وجَشَرٌ.

(أبو عبيد عن الأصمعي): الجَشْرُ حِجَارَةٌ تَنْبُتُ في البُحُورِ.

وقال شمرٌ : يقال : مكانٌ جشرٌ أي كثيرُ الجَشَرِ بتَحْرِيكِ الشِّينِ.

وقال الرِّياشيُّ : الجَشَرُ : حجارَةٌ في البَحْرِ خَشِنَةٌ.

وقال أبُو نَصْرٍ : جَشِرَ السَّاحِلُ يَجْشَرُ جشَرَاً.

والجاشِرِيَّةُ : قَبِيلَةٌ في رَبِيعَةَ.

ورجُلٌ مَجْشُورٌ : به سُعَالٌ ، وأنشد :

وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ

وقال أبو زيد : الجُشْرَةُ والجَشَرُ : بَحَحٌ في الصَّوْتِ.

قال : والجُشَّةُ والجَشَشُ : انْتِشَارُ الصَّوْتِ في بُحَّةٍ.

وقال ابن الأعرابي : الجُشْرَةُ : الزُّكَام.

(أبو عبيد عن أبي عَمْرٍو): الجَشِيرُ : الجُوَالِقُ الضَّخْمُ ، وجَمْعُه : أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ.

وقال الليث : الجَشَرُ : ما يكونُ في سواحِلِ البَحْرِ وقَرَارِه مِنَ الحَصَا والأصْدَافِ يَلْزَمُ بَعْضُهَا ببَعْضٍ فَتَصِيرُ حَجَراً تُنْحَتُ مِنهُ الأرْحِيَة بالبَصْرَةِ ، لا تَصْلُحُ للطَّحِينِ ، ولكِنَّهَا تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلَاليع.

جرش : قال الليث : الجَرْشُ : حَكُّ شَيْءٍ خَشِنٍ بشيءٍ مِثْلِه ، كما تَجْرُشُ الأفْعَى أَثْنَاءَهَا إِذا احْتَكَّتْ أَطْوَاؤُهَا ، تَسْمَعُ لذلك جَرْشاً وصَوْتاً.

والمِلْحُ الجَرِيشُ : المَجْرُوشُ كأنه قَدْ حَكَّ بَعْضُهُ بعْضاً فتَفَتَّتَ.

(أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرٍو) : الجِرِشَّى : النَّفْسُ وأنشد :

بَكَى جَزَعاً مِنْ أَنْ يَمُوتَ وَأَجْهَشت

إِليه الجِرشَّى وارْمَعَلَّ خَنِينُهَا

وقال اللحياني : مضى جَرْشٌ من اللَّيْلِ وجَوْشٌ ، وجُشٌ ، وجُؤْشُوشٌ أي ساعةٌ.

وقال الأصمعي : المُجْرَئِشُ : الغَلِيظُ

٢٨٠