تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

تكل : (ابن السكيت) : رجل وُكلَةٌ تكلَةٌ إذا كان عاجزاً يكلُ أمره إلى غيره ويتكلُ (قلت) : والتاء في تكلة أصلها : الواوُ قلبت تاءً ، وكذلك التُّكلان أَصْلهُ : وُكْلَانٌ وكذلك تُراثٌ أَصلهُ : وُرَاتٌ.

ك ت ن

كتن ، كنت ، نكت ، نتك ، [تكن] : [مستعملة].

كتن : قال الليث : الكَتَنُ : لَطْخُ الدُّخانِ بالبيت ، والسَّوادِ بالشَّفة ونحوه.

ويقال للدَّابة إذا أكلتِ الدَّرِينَ الأسودَ : قد كتِنت جحافلها أي اسْوَدَّت (قلت) : غلط الليث في قوله إذا أكلت الدّرين لأنَّ الدرينَ ما يبس مِن الكلأ وأتى عليه حول فاسودَّ ولا لَزَج له حينئذٍ فيظهرُ لونه في الجحافل ، وإنما تكتَنُ الجحافلُ مِن رعْي العُشْبِ الغَضِّ يسيلُ ماؤُه فيركب وَكَبُهُ ولَزَجُهُ عَلَى مَقامِّ الشَّاءِ ، ومشافرِ الإبل ، وجحافل الحافرِ ، وإنما يَعرِفُ هذا مَن شاهدهُ وثافنهُ. فأما مَن يعتبرُ الألفاظَ ولا مُشاهدةَ له ولا سماع صحيح من الأعراب فإنهُ يخطئُ مِن حيث لا يعلم.

وبيت ابن مقبلٍ الذي فسرتهُ في باب الكتل يبين لك ما قلته ، وذلك أنَّ المَكْنان والعِضْرِسَ بقْلتانِ غضَّتانِ رقيقتانِ وهما مِن أحرار العشب وإذا يبستا فتنَاثرَ ورقهمَا اختلط بقميم العُشْبِ فلم يتميزا منها.

وقال الليث : الكتَنُ في شعر الأعشى : الكتَّان حيثُ يقول :

هو الواهبُ المسمعات الشَّرُو

بَ بينَ الحرير وبين الكَتنْ

ويقال : لبس الماءُ كَتَّانَه إذا طَحْلَب واخضرّ رأْسُهُ. وقال ابن مُقبلٍ :

أسَفْنَ المسافِرَ كَتَّانَهُ

فأمْرَرْنه مستدِرّاً فَجالا

أَسَفْنَ يعني الإبل أي أَشممن مشافرَهنَ كتّان الماء وهو طُحلبهُ. ويقال : أراد بكتانه غُثاءَه.

ويقال أراد زَبَدَ الماءِ ، فأمررْنه أي شربنهِ مِن المرور ، مستدرّاً أي أَنه استدرَّ إلى حلوقها فجرى فيها ، وقوله فجالا أَي جال إِليها.

(عمرو عن أبيه): الكَتَنُ : ترابُ أصلِ النخلة ، والكتَنُ : التزاقُ العَلفِ بفَيْدَىْ جحفلتي الفرس ، وهما صِمغاها.

(أبو عبيد عن أبي عمرو): الكَتِنُ بكسر التاء : القَدَحُ.

كنت : (ثعلب عن ابن الأعرابي): كَنَتَ فلانٌ في خَلْقه وكَانَ في خُلُقِه ، فهو كَنتي وكانِيٌّ.

وقال ابنُ بُزُرْجَ : الكُنْتِيُ : القويُّ الشديدُ.

وأنشد :

إِذا ما كنتَ مُلتمساً لقُوتٍ

فلا نصرُخْ بكنتي كبيرِ

٨١

وقال عديُّ بن زيدٍ :

فاكتَنِتْ لاتكُ عبداً طائراً

واحذرِ الأقتالَ منا والثُّؤَرْ

قال أبو نصر : قوله : فاكْتَنِتْ أي ارضَ بما أَنت فيه : وقال غيره : الاكتناتُ : الخُضوعُ.

وقال أبو زيد :

مُستَضْرعٌ مادَنَا منهنَ مُكْتَنِتٌ

للعظم مُجْتَلمٌ ما فوقَه فَنَعُ

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : لا يقال : فعلتُني إلا مِن الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين مثل ظننتُني ورأيتُني ، ومحالٌ أَنْ تقول : ضربتُني وصبرتُني ، لأنه يشبه إضافة الفعل إلى (ني) ولكنْ تقول : صبرتُ نفسي وضربتُ ، وليس يضافُ مِن الفعل إلى (ني) إلّا حرفٌ واحدٌ وهو قولهم : كُنْتِيٌ وكُنْتُنِيٌ. وأنشد :

وما كنتُ كنتيّاً ولا كنتُ عاجناً

وشرّ الرِّجالِ الكنتنيُ وعاجِنُ

فجمع كنتيّاً وكنتنيّاً في البيت.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : قيلَ لصبيّةٍ مِن العربِ : ما بلغ الكِبَرُ من أبيك.

فقالت : قد عجن وخبز ، وثنّى وثلّث ، وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ ، وكَانَ وكَنَتَ.

قال أبو العباس ، وأخبرني سلمة عن الفراء أنه قال : الكُنْتيُ في الجسمِ ، والكانيُّ في الخُلقِ.

قال : وقال ابن الأعرابيّ : إِذا قال : كنتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنتيٌ ، وإِذا قال : كانَ لِي مالٌ فكُنْتُ أُعْطي منْهُ فهوَ كانِيٌ.

وقال ابن هانئ في (بابِ المجموع مثلثاً) رجلٌ كِنْتَأْوٌ ، ورجلانِ كِنْتأْوَان ، ورجالٌ كِنْتَأْوُونَ ، وهو الكثيرُ شَعرِ اللّحيةِ الْكَثُّهَا ، ومثله : جَملٌ سِنْدأْوٌ ، وجملانِ سِنْدَأْوَانِ ، وجمالٌ سِنْدَأْوُون ، وهو الفسيحُ من الإبلِ في مشيتهِ ، ورجلٌ قِندأْوٌ ، ورَجُلانِ قِنَدْأْوَانِ ، ورجالٌ قِندَأْوُون ، مهموزاتٌ.

وروى شمر عن أحمد بن حَرِيش عن يزيد بن هارون عن المسعودي عن عمرو بن مُرَّةَ عن عبد الله بن الحارث ، قال : دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ ، وعامَة أهله الكُنْتِيُّونَ ، فقلت : ما الكُنْتِيُّونَ؟ فقال : الشيوخ الذين يقولون : كان كذا ، وكنا وكنت. فقال عبد الله : دارت رحا الإسلام على خمسة وثلاثين ، ولأَنَّ يموت أهلُ داري أحبُّ إليَّ من عدتهم من الذِّبَّانِ والجِعْلانِ.

قال شمر ، قال الفراء : تقول : كأنك قد مُتَّ ، وصرت إلى كان ، وكأنكما مُتُّما وصرتما إلى كانا والثلاثة : كانوا : المعنى صرت إلى أن يقال : كان ، وأنت ميت لا وأنت حي.

قال : والمعنى على الحكاية على كنت ،

٨٢

مرَّةً للمواجهة ، ومرة للغائب ، كما قال : عزوجل : قل للذين كفروا سيغلبون و (سَتُغْلَبُونَ) [آل عمران : ١٢] ، هذا على معنى كنت وكنت ، ومنه قوله : وكلُّ امرئٍ يوماً يصير إلى كانا

وتقول للرجل : كأني بك وقد صرت كانيّاً ، أي يقال : كان ، وللمرأة : كانيَّة ، وإن أردت أَنك صرت من الهرم إلى أن يقال كنت مرة ، وكنت مرة قيل : أصبحت كنْتِيّاً ، وكُنتنُيّاً ، وإنما قال : كنْتُنِيّاً لأنه أَحْدَث نوناً مع الياء في النسبة ليتبيّنَ الرفعُ ، كما أرادوا تبيُّنَ النصب في ضربني.

نكت : قال الليثُ : النّكْتُ أَن تَنْكُتَ بِقَضيبٍ في الأرضِ فَتُؤثرَ بطرَفِهِ فيهَا ، والنُّكْتةُ : شبْهُ وَقَرةٍ في العينِ ، والنُّكْتةُ أيضاً : شبه وسخٍ في المرآةِ ، ونكْتَةُ سوادٍ في شيءٍ صافٍ ، والظَّلِفَةُ المنْتَكِتَةُ هي طرفُ الحِنْوِ من القَتَبِ والإكَافِ إِذا كانَتْ قَصيرَةً ، فَنَكَتَتْ جنْبَ البعيرِ إذا عقرتْهُ.

(أبو عبيد عن العَدَبَّس الكنانيّ): النّاكِتُ : أنْ ينحرفَ المِرْفَقُ حتى يقعَ في الجنبِ فيحُزَّ فيهِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : إِذا أثَّرَ فيه قيلَ : بهِ ناكِتٌ ، فإذا حزَّ فيهِ ، قيلَ : به حازٌّ.

وقال الليثُ : النّاكِتُ بالبعير : شبهُ النّاحِزِ وهو أن ينكُثَ مرفقُهُ حرْفَ كِرْكِرَتِهِ ، تقول : به ناكِتٌ.

وقال غيرهُ : النَّكّات : الطعّانُ في الناسِ مثلُ النزّاكِ والنّكّازِ واحد ، قال : والنّكِيتُ : المطعونُ.

(أبو عبيد عن الأصمعيّ) : طعنهُ فنَكَتَهُ إذا أَلقاهُ على رأسهِ. وأنشد :

مُنتكِتُ الرأسِ فيه جائفةٌ

جياشَةٌ لا تردُّها الفُتُلُ

ويقال للعظم المطبوخ فيه المخُّ فيضربُ بطرَفِهِ رَغيفٌ أو شيءٌ ليخرُجَ مخُّهُ : قد نُكِتَ فهو منكوتٌ.

نتك : قال الليثُ : النَّتْكُ : جَذْبُ الشيء تقبضُ عليه ثم تكسرهُ إِليكَ بجفوةٍ.

(قلتُ) : وهو النَّتْرُ أيضاً بالراء ؛ يقال : نَتَر ذَكَرَهُ ونَتَكهُ : إذا استبرأَ على أَثر البولِ ، ونفضَ ذكَرَهُ حتى يَنْقَى ممّا فيهِ.

تكن : وأما تُكْنَى من أسماءِ النساء في قولِ العجاج : خيالُ تُكْنَى وخيالُ تُكْتَما

فإني أحسبه من قولك كُنِيَت تُكْنَى وَكُتِمَتْ تُكْتَمُ.

ك ت ف

كتف ، كفت ، فتك : مستعملة.

كتف : قال الليثُ : الكَتِفُ : عظمٌ عريضٌ خلفَ المنكِبِ ، تُؤَنّثُ ، والكِتْفُ : شَدُّك

٨٣

اليدين من خلفُ ؛ والكَتَفُ : مصدر الأكْتَفِ ، وهو الذي انضمت كتفاهُ عَلَى وسَطِ كاهله خلقةً قبيحةً.

والكِتَاف : مصدرُ المِكتَافِ منَ الدوابِّ وهو الذي يعقِرُ السرجُ كَتِفَه. والكِتَافُ : وثاقٌ في الرَّحْل والقتبِ وهو أَسْرِ حِنْوَين أو عودين يُشدُّ أحدهما إلى الآخر.

والكِتَافُ : الحبلُ الذي يُكْتَفُ به الإنسان ، والكَتيفةُ : حديدةٌ عريضةٌ طويلة ، وربما كانت صفيحة.

وقال شمر : قال خالد بن جَنْبَة : كَتِيفُة الرحْل : واحدةُ الكَتَائِفِ وهي حديدةٌ يُكتفُ بها الرَّحْلُ.

قال شمر : وقال ابن الأعرابي : أُخِذَ المكتوفُ من هذا لأنه جمعَ يديه.

(أبو عبيد): الكَتيِفُ : الضَّبّةُ. وقال الأعشى : ... وداني صُدُوعَهُ بالكَتيفِ وقال أبو عمرو : الكَتِيفةُ : الضبَّةُ من الحديد.

قال : والكَتيِفَةُ : الجماعةُ من الحديد ، والكتيفةُ : الحِقد ، ويجمع كله الكَتِيف ، ويجمع الحقدُ على الكتائف أيضاً.

قال القَطامِيُّ : وترفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكتائِفُ وقال شمر : يقال للسيف الصفيح : كتيفٌ وقال أبو دواد :

فَوَدِدْتُ لو أنِّي لقيتُك خالياً

أمشي بِكفِّي صَعْدةٌ وكتيفُ

أراد سيفاً صفيحاً فسمّاه كتيفاً.

(أبو عبيد) : يكونُ الجَرادُ بعدَ الغوغاء كُتفَاناً واحدته : كتْفانةٌ.

(قلت) : وسَماعِي من العرب في الكتفان أنه الْجَرادُ التي ظهرتْ أجنحتها ولما تَطِرْ بعدُ فهي تَنْقُزُ من الأرض نَقَزَاناً مثلَ المكتوفِ الذي يستعينُ بيديه إذا مشى.

ويقال للشيء إذا كثُرَ : مثلُ الدّبَا والكتفانُ ، والغوغاء من الجَراد : ما قد طار ونبتت أجنحته.

وقال الليث : الكتَفَانُ : ضرب من الطيران كأنهُ يضمُّ جناحيه من خلف شيئاً.

وقال أبو عبيد : الكَتْفُ : المشيُ الرُّوَيدُ وقال لبيد : قَرِيحُ سلاحٍ يَكتِفُ المْشيَ فاتِرُ قال وقولهم : مَشَتْ فكتَفَتْ أَي حَرّكَتْ كتِفيْهَا يعني الفَرَس.

وقال أَبو عبيدة : فَرَسٌ أَكْتَفُ وهو الذي في فُرِوعِ كَتفيْهِ انفرَاجٌ في غَرَاضِيفهَا مَّمِا يلي الكاهِلَ.

وقال اللحيانيُّ : بالْبعيرِ كَتَفٌ شديدٌ إذا اشْتكى كَتِفَهُ.

ورجلٌ أَكْتَفُ : عظيم الكتِفِ ، كما يقال : رجلٌ أَرْأَسُ ، وَأَعْنَقُ ، والأكْتَفُ من الرجال : الذي يَشْتكي كَتِفَهُ.

٨٤

(أبو عبيد عن الأموي) : إِذا قَطَّعْتَ اللحمَ صِغاراً قلتَ كَتَّفْتُهُ تَكْتيفاً.

وقال الأصمعي : إِذا اسْتَبان حجمُ أَجْنِحةِ الجَرادِ فهي كُتْفَانٌ وَإِذا احمرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الألوَانِ كلِّها فهي الغَوْغاءُ.

كفت : قال الله جل وعز : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (٢٥) أَحْياءً وَأَمْواتاً (٢٦)) [المرسلات : ٢٥ ، ٢٦].

قال الفراءُ : يريدُ تَكفِتُهمْ أَحْياءً على ظَهْرِها في دُورهْم ومَنازِلهمْ ، وتَكفِتُهُمْ أَمواتاً في بَطنها أَي تحفَظهُمْ وتحْرِزُهمْ.

قال : ونَصْبهُ (أَحْياءً وَأَمْواتاً) بِوقُوعِ الكِفاتِ عليهِ كأنَّكَ قلتَ : أَلمْ نجعلِ الأَرضَ كِفَاتَ أَحياءٍ وأَمْواتٍ فإذا نَوَّنْتَ نَصَبْتَ.

قال ويقال : وقعَ في الناس كَفْتٌ أي مَوْتٌ.

ويقال : كَفَتَهُ الله أَي قبَضهُ الله.

وقال : هذا جِرَابٌ كفيتٌ إذا كان لا يُضيِّع شيئاً مِما يجعل فيهِ.

وجِرَابٌ كِفْتٌ مثله ، ورجلٌ كَفيتٌ قَبيصٌ أَي خفيفٌ سريعٌ ، وتَكفّتَ ثوبي إِذا تَشَمَّرَ وقلص.

وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «اكفِتُوا صِبيَانَكم».

قال أبو عبيد : يعني ضُمُّوهمْ إِليكُمْ وَاحْبِسُوهم في البيوتِ ، وَكلُّ شيءٍ ضَمَمْتَهُ إِليكَ فقد كفتهُ. وقال زُهَيرٌ :

ومُفاضَةٍ كالنِّهْيِ تَنْسُجُهُ الصَّبَا

بَيْضاءَ كَفَّتَ فَضْلَها بمُهنّدِ

يَصفُ دِرْعاً عَلّقَ لابِسُهَا فُضولَ أَسافلها فَضَمّها إليهِ.

وقال الليث : الكَفْتُ : صَرْفُكَ الشيءَ عن وجههِ تكفِتُهُ فَينْكفِتُ أي يرجع راجعاً ، والكِفاتُ من العَدْوِ والطَّيرانِ كَالْحَيَدانِ في شدَّةِ.

والمكفِّتُ : الذي يَلْبَسُ دِرعَينِ بينهما ثوبٌ.

(قلت): المكفِّتُ الذي يلبس دِرعاً طويلةً فَيضمُّ ذَيلهَا بمعاليقَ إلى عُراً في وَسطها لتَشَمَّرَ عن لابسها.

وقال الليث : والكَفْتُ : تَقليبُ الشيءِ ظهراً لِبَطْن وبَطناً لظهرٍ ، وانكَفَتَ القومُ إلى مَنازِلهم أي انقلَبُوا.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «حُبِّبَ إليّ النساءُ والطّيبُ ورُزقْتُ الكَفِيتَ» أي ما أَكْفِتُ به مَعِيشَتِي أي أَضمُّها.

وقيل في تفسير قوله : «ورُزِقْتُ الكَفِيتَ» أَي القُوّةَ في الجماع.

(قلت) : وقال بعضهمُ في قوله : رُزقْت الكفِيتَ ، إنها قِدْرٌ أُنْزِلت له من السماءِ فأكلَ منها وقويَ على الجماعِ بما أَكل منها.

٨٥

وأخبرني المنذري عن أَبي الهيثم في «الأمثالِ» لأبي عبيد قال أبو عبيدة : من أمثالهم فيمنْ يَظلمُ إنساناً ويحمِّلهُ مَكروهاً ثم يزيده «كفْتٌ إلى وَئيّةٍ» ، والكِفْتُ في الأصل هي القِدْرُ الصغيرة بكسر الكاف ، والوَئِيَّةِ هي الكبيرة من القُدورِ.

(قلت) : هكذا رواه : كِفتٌ بِكسْرِ الكافِ.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء أنه قال : كَفْتٌ بالفتحِ للقدرِ.

(قلت) : وهما لُغتانِ كَفْتٌ ، وَكِفْتٌ ، وفرسٌ كَفِيتٌ وقبِيضٌ ، وعَدْوٌ كَفِيتٌ أي سريعٌ.

وقال رؤبة :

تَكادُ أَيديها تَهادَى في الزّهَقْ

مِنْ كَفْتِها شدّاً كإضْرَامِ الْحَرَق

والكَفْتُ في عَدْوِ ذي الحافرِ : سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ.

وقال الأصمعيُّ إنه ليَكْفِتُني عن حاجتي ويَعْفِتُنِي عنها أي يحبِسُني عنها.

وقال شمر : عَدْوٌ كَفِيتٌ وكفَاتٌ : سَريع.

فتك : في الحديث أن رجلاً أَتى الزُّبيرَ فقال له : أَلا أَقْتُلُ لك عَليّاً. قال : وكيفَ تَقتلهُ. قال أَفتِكُ بهِ ، فقال : سمعْتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «قيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ ، لا يَفْتِكُ مؤمنٌ».

قال أَبو عبيد : الفَتْكُ ، أن يأتيَ الرجلُ صاحبَه وهو غافلٌ حتى يشدَّ عليه فيقتلَه وإِن لم يكن أَعْطاهُ أَماناً قبل ذلك ، ولكن ينبغي له أَن يعلمه ذلك ، وكلَّ من قتل رجلاً غارّاً فهو فاتِكٌ.

وقال المُخبَّلُ السعديُّ :

وإِذ فَتَكَ النُّعمْانُ بالنَّاس مُحْرِماً

فَمُلِّىءَ من عَوْف بن كعبٍ سَلاسِلُهْ

وكان النعمان بعث إلى بني عوف بن كعب جيْشاً في الشهرِ الحرامِ وهم آمِنون غارُّون فَقَتلَ فيهم وَسَبَى.

قال أبو عبيد : وقال الفرّاء : الفَتْكُ ، والفُتْكُ للرجل يَفْتِكُ بالرّجل : يَقْتلهُ مُجاهَرةً. وقال بعضهم : الفِتْكُ.

وقال شمر : قال الفرّاء أيضاً : فَتَكَ به وأَفْتَكَ وذكر عنه اللغات الثلاث.

وقال ابن شميل : تَفَتَّكَ فُلانٌ بأمرهِ أي مَضى عليه لا يُؤامِرُ أَحداً.

وقال الأصمعي : الفَاتكُ : الجريءُ الصَّدْر. وقال في قول رُؤْبة :

ليس امْرؤٌ يمضي به مَضَاؤُهُ

إِلَّا امْرُؤٌ من فَتْكِهِ دَهَاؤُهُ

أي مع فَتْكهِ كَقَوْلِه : «الحَيَاءُ مِنَ الإيمَانِ» أَيْ هو معهُ لا يُفارِقهُ.

قال : ومضاؤُه : نفَاذُهُ وذهابُهُ.

وفي «النَّوادر» : فَاتَكْتُ فلاناً مُفاتَكةً أي دَاوَمتُه وَاسْتأْكلته ، وإِبلٌ مُفاتِكَةٌ للحَمْضِ

٨٦

إذا داوَمتْ عليه مُستأْكِلةً مُسْتمرِئَةً.

أَخبرني المنذريُّ عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيِّ قال : فاتَكَ فُلانٌ فلاناً إِذا أَعْطاه ما اسْتامَ بِبيْعِهِ ، وفاتحهُ إذا ساوَمَهُ ولم يُعْطه شيئاً.

قال أبو منصور : أصل الفَتْكِ في اللغةِ : ما ذكره أبو عبيد ثم جَعَلوا كلّ من هَجَم على الأمور العِظامِ فاتِكاً. قال خَوَّاتُ بن جُبَيرٍ : عَلَى سَمْنِها وَالْفَتْكُ مِنْ فَعَلاتِي والغِيلة : أن تخدَعَ الرّجل حتى تخرجَه إلى موضع يخفَى فيه أَمره ثم تَقتُله ، وفي مثل : «لا تَنفعْ حِيلة من غِيلة».

ك ت ب

كتب ، كبت ، بتك ، بكت ، تبك : مُستعملةٌ.

كتب : قال الله جلّ وعزّ : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) [النور : ٣٣] معنى الكتاب والمكاتبة أن يكاتب الرجل عبده أو أمته على مال ينجمه عليه ، ويكتبَ عليه أَنّه إِذا أدَّى نجومه وكل نجم كذا وكذا فهو حُرٌّ فإذا وَفَّرَ على مولاه جميع نجومه التي كاتبه عليه عَتَقَ وَولاؤُه لمولاهُ الذي كاتبه ، وذلك أنَّ مولاه سَوَّغَه كَسْبَه الذي هو في الأصْلِ لِسَيده ، فالسّيِّدُ : مُكاتِبٌ ، والْعبد : مُكاتَب ، إِذا تَفَرّقا عن تراضٍ بالكتابة التي اتَّفَقَا عليها ، سُمِّيت مُكاتبةً لما يُكتَبُ للعبد على السَّيد من العِتْق إذا أدَّى ما فُورقَ عليه ، ولما يُكتَبُ للسَّيِّد على العبْد من النجوم التي يؤدِّيها وَقتَ حلولها ، وأنَّ له تعجيزَه إذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْمٍ يحلُّ عليه.

(أبو عبيد عن أبي زيد): كَتَبْتُ السِّقاءَ أكْتُبُه كَتْباً إذا خرزتَه ، وكتبْتُ البَغلةَ أَكْتُبهَا كَتْباً إِذا خزمْتَ حَياءَهَا بحلقةٍ حديدٍ أَوْ صُفْرٍ تضمُّ شَفْريْ حيائِها ، وَكَتَّبْتُ النَّاقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْت أَخْلافَها ، وكَتَّبْتُ الكَتائِبَ إِذا عَبّأْتَهَا.

وقال شمر : كلُّ ما ذكرَ أَبو زيدٍ في الكتْبِ : قريبٌ بعضُه من بَعْضٍ ، وإنما هو جمعُكَ بين الشيئيْنِ.

قال : اكْتُبْ بَغْلتَكَ وهو أَنْ يضمَّ شَفْريْها بحلقةٍ ، ومن ذلك سُمِّيت الكتيبَةُ لأنها تَكتّبتْ فاجتمعت ، ومنه قيل : كَتَبْتُ الكتابَ لأنه يُجمعُ حرفاً إلى حرْف.

(أبو عبيد عن الكسائي): أَكْتَبْتُ القِرْبةَ وكَمْتَرْتها إِذا شددْتها بالْوِكاء.

وقال أبو زيد في الإِكْتاب مثله.

(اللِّحْياني): كتَّبْتُ الغلامَ تَكتِيباً ، وأكْتَبْتهُ إِكْتاباً إذا علَّمتَهُ الكتابَ.

وقال الليث : الكُتّابُ : اسم المكتَبِ الذي يعلّمُ فيه الصِّبيان.

وقال المَبّردُ المكتَبُ : موضع التّعليم ،

٨٧

والمُكْتِبُ : المعَلِّم ، والكُتَّاب : الصِّبيان.

قال : ومن جَعَلَ الموضعَ الكتابَ فقدْ أَخْطأَ.

وقال ابن الأعرابيّ : يقال لصبْيانِ المَكْتَبِ : الفُرقان أيضاً.

وسمعت أَعرابيّاً يقول أَكْتبْتُ فَمَ السِّقاء فلمْ يَسْتكْتِبْ أي لم يَستَوْكِ بجفَائهِ وَغلَظِه.

(الليث): الكُتْبةُ : الخُرْزَةُ المضمومَةُ بالسّير ، وجمعُها : كُتَبٌ ، والنَّاقة إذا ظُئِرَتْ على وَلَدِ غيرها كُتِبَ مَنْخِراهَا بخيطٍ قبلَ حلِّ الدُّرْجَةِ عنها ليَكون أَرْأَمَ لها.

وَكَتبْتُ الكتَابَ كَتْباً وكِتاباً ، فالكتابُ : اسمٌ لما كُتِبَ مجموعاً ، والكتابُ : مَصْدرٌ ، والكتَابَةُ لمنْ تكون له صناعَةً كالصِّياغةِ والخياطَةِ ، وَالكِتْبَةُ : اكْتتابُكَ كِتاباً تنْسَخُه ، والكتِيبَةُ : جماعةٌ مُستحِيزةٌ في حيِّزٍ على حدةٍ.

وَالكِتْبَةُ : الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزقِ.

ويقال : اكْتتَبَ فلان أي كَتَبَ اسْمه في الفَرْضِ.

وقال ابن عمرَ : منِ اكْتَتَبَ ضَمِناً بعثهُ الله ضَمِناً يومَ القيامةِ وهوَ الرّجُلُ مِنْ أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ له في الديوانِ فرضٌ فلمَّا نُدبَ للجهَادِ ذَكَرَ أَنَّه من الضَّمْنَى ، وهم الزَّمْنىَ وهو غيرُ ضَمِنٍ.

ويقال : اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً إذا سَأَلهُ أَنْ يَكتُبَ له كتاباً في حاجةٍ.

وقال الله جلَّ وعزَّ : (اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفرقان : ٥] ، أَي اسْتَكْتَبهَا.

وَالكِتَابُ يُوضَعُ مَوْضعَ الفَرْضِ.

قال الله جلَّ وعزَّ : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى) [البقرة : ١٧٨] و (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) [البقرة : ١٨٣] أي فُرضَ.

وقال الله جلّ وعزّ : (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها) ، أي فرضنَا.

ومن هذا قول النَّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لرجلينِ احتكمَا إِليه : «لأَقْضِيَنَّ بَيْنكمَا بِكتَابِ الله» ، أي بفرضِ الله تَنزيلاً أوْ أَمراً بيَّنهُ عَلَى لِسَانِ رسولهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجمعُ الكاتبِ : كُتَّابٌ وَكَتَبَةٌ ، وقولُ الله : (كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) و (أُحِلَّ لَكُمْ) [النساء : ٢٤] ، مصدرٌ أريدَ بهِ الفعلُ أَي كَتَبَ الله عليكم ، وهوَ قولُ حذَّاقِ النَّحْويينَ.

كبت : قال الله جلَّ وعزّ : (أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) [آل عمران : ١٢٧].

وقال في موضع آخر : (كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [المجادلة : ٥].

وروى الأثرمُ عن أبي عُبيدة أنه قال : كَبَتَهُ الله لوجههِ أي صرعَه لوجههِ ، ونحو ذلك قال الليثُ.

وقال : الكَبْثُ : صَرْعُ الرّجُلِ لوَجْههِ.

٨٨

وقال أبو إسحاقَ الزجاجُ في قوله : (كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [المجادلة : ٥] معنى كُبِتُوا : أُذِلُّوا وأُخِذُوا بالعذَابِ بأنْ غُلبوا كما نزلَ بمنْ قبلهُمْ ممّنْ حادّ الله.

(سلمة عن الفرّاء) : في قولهِ كُبِتُوا أي غِيظُوا وأُحزِنوا يومَ الخَنْدَقِ كما كُبِتَ مَنْ قاتلَ الأنبياءَ قَبْلَهُمْ.

(قلت) : وقال بعض من يحتجُّ لقولِ الفرّاءِ : أَصلُ الكَبْت : الكَبْدُ فقلبتِ الدّالُ تاءً ، أُخِذَ ذلك من الكَبِد وهوَ موضعُ الغَيْظِ والحقْدِ ، فكأنّ الغَيْظَ لما بلغَ منهمْ مبلغَ المَشَقة أَصابَ أكْبَادهم فأَحْرَقهَا.

ولذلكَ يقالُ لِلأَعدَاء سُودُ الأكْبَادِ.

وقال الأصمعيّ فيما روى أبو عبيدٍ عنه : الكَبْتُ والوَقْمُ : كسْرُ الرجُلِ وإِخزَاؤُهُ.

بكت : (أبو عبيد عن الأصمعيّ): التَّبْكيتُ والبَكْعُ : أن تستقبِلَ الرُّجلَ بما يكرَهُ.

وقال الليثُ : بكَّتَهُ بالعصا تبكيتاً ، وبالسيفِ ونحوهِ.

وقال غيرهُ : بَكَّتَهُ تبكيتاً إِذا قَرّعهُ بالعَذْلِ تقريعاً.

وقال بعضهم في تفسير قول الله جلّ وعزّ : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [التكوير : ٨ ، ٩] سُؤالُهَا تَبْكيتٌ لوائدِهَا.

بتك : البَتْكُ : القطعُ.

قال الله جلّ وعزّ : (فَلَيُبَتِّكُنَ آذانَ الْأَنْعامِ) [النساء : ١١٩].

قال أبو العبّاس : أيْ فَليقَطِّعُنَّ.

(قلتُ) : كأنَّهُ أَراد ـ والله أعلمُ ـ تبحيرَ أهلِ الجاهليَّةِ آذانَ أَنعامهمْ وقطعهم إيّاها.

وقال الليثُ : البَتْكُ : قطعُ الأذنِ مِنْ أَصلهَا.

قال : والبَتْكُ : أن تقبضَ عَلَى شعرٍ أَوْ ريشٍ أو نحو ذلك ثم تجذبُهُ إِليك فينبِتكُ من أَصله أي ينتَتِفُ ، وكلُّ طاقةٍ من ذلك صارت في يدكَ فاسمُهَا بِتْكَةٌ.

ومنه قول زهيرٍ : طارتْ وفي كفّهِ من ريشهَا بِتَكُ

وقال غيره : سيفٌ باتكٌ أي قاطعٌ ، وسيوفٌ بواتكُ.

(أبو عبيدٍ عن الأصمعيُّ): بَتَكْتُ الشيء أي قطعتهُ.

تبك : قال اللَّيثُ : تَبُوكُ : اسمُ أرضٍ.

(قلت) : إن كانت التاء أَصليةً في تَبُوكَ فهي فعولٌ من تَبَكَ ولا أَعرفُهُ في كلامِ العربِ ، وإن كانَتِ التّاء تاءَ الاستقبَالِ فهي من بَاكَتْ تَبُوكُ ، وقد فُسِّرَ في بابه.

ك ت م

كتم ، كمت ، متك ، مكت ، تمك ، تكم : مستعملة.

٨٩

كتم : قال اللّيثُ : الكَتَمُ : نباتٌ يخلطُ بالوسْمَة للخضَابِ الأسْوَدِ.

(قلت): الكَتَم : نبتٌ فيه حمرةٌ ، ورويَ عن أبي بكرٍ أنّهُ كانَ يَخْتَضِبُ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ.

وقال أميّة ابن أبي الصلت :

وشَوَّذَتْ شمسُهُمْ إذا طلعتْ

بالْجُلبِ هِفًّا كأنّهُ كَتَمُ

وقال بعض الهذليينَ :

ثُمّ يَنُوشُ إِذا آدَ النهارَ له

على الترقُّب من نِبمٍ ومن كَتَمِ

وقال اللّيثُ : الكِتمانُ : نَقيضُ الإعلانِ ، وناقةٌ كَتُومٌ وهي التي لا ترغو إذا رُكِبتْ.

وقال الأعشى أو غيره : كَتومُ الهَوَاجرِ ما تَنْبَسُ وقال الطرماحُ :

قد تجاوزتُ بهِلْواعَةٍ

عُبرِ أَسفارٍ كَتُومِ البُغَامِ

(أبو عبيد عن الأصمعي) : من القِسيّ : الكتومُ وهي التي لا شقَّ فيهَا. وقال أوس ابن حجرٍ يصفُ قوساً :

كَتُومٌ طلاعُ الكفّ لا دونَ مِلئها

ولا عَجْسهَا عن موضعِ الكفّ أَفضلَا

وقال اللّيثُ : الكاتمُ منْ القسيّ : التي لا تُرِنُّ إِذا أُنبضَتْ وربَّما جاءَت في الشعرِ كاتِمة.

(قلت) : والصوابُ ما قال الأصمعيُّ.

وقال أبو عمرو : كتمَتِ المَزَادةُ تَكتم كُتُوماً إذا ذهبَ مرَحُهَا وسيلانُ الماءِ من مَخَارزهَا أَولَ ما تشَرَّبُ ، وهي مزادةٌ كتوم.

قال : وكَتَمَتِ الناقةُ فهي كَتُومٌ ومِكْتامٌ إذا كانت لا تشُولُ بذنبهَا وهي لاقحٌ.

وأنشدني في صفةِ فحلٍ منْ فُحولِ الإِبل :

فهْوَ لجَوْلانِ القِلاص شَمّامْ

إذا سمَا فوقَ جَموحٍ مكْتامْ

جولانُ القلاص : صغارُها. وكتمانَ : اسمُ بلد في بلاد قيسٍ.

(ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ): الكَتِيمُ : الجمل الذي لا يَرغو ، والكَتِيمُ : القوس التي لا تَنشقُّ.

كمت : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الكمِيت الطويل التَّامُّ من الشهورِ والأعْوام.

وقال الليث : الكُميْتُ : لونٌ ليس بأَشقَرَ ولا أَدهمَ ، وكذلك الكُميْتُ من أسماء الخمر فيها حُمرة وسوادٌ ، والمصدرُ : الكُمتَةُ.

وقال أبو عبيدة : فرقُ ما بين الكميْتِ والأشْقر في الخيل بالعُرْف والذَّنَبِ فإن كانَا أَحمريْن فهو أَشْقَرُ ، وإن كانا أَسْودين فهو كميْتٌ.

قال والوردُ بينهما ، والكُميْتُ للذَّكَرِ

٩٠

والأنثى سواءً.

يقال : مُهْرةٌ كميْتٌ ، جاءَ عن العرب مُصغَّراً كما ترى.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : في ألوانِ الإِبلِ : بَعيرٌ أَحمر إِذا لم يُخالطْ حُمرته شيءٌ ، فإن خالط حُمرته قُنُوءٌ فهو كميْتٌ ، وناقةٌ كميْتٌ ، فإن اشْتدَّتِ الكُمتَةُ حتى يدخلها سوادٌ فَتلك الرُّمكَةُ ، وبعيرٌ أَرَمكُ ، فإن كان شديد الحمرةِ يخلِطُ حُمرته سوادٌ ليس بخالصٍ فتلْك الكُلْفَة وهو أَكْلَفُ ، وناقةٌ كلْفَاءُ.

وقال غيره يقال : تمرةٌ كميْتٌ في لونها وهي من أَصلَبِ التُمرَانِ لحِاءً وأَطيَبها ممَضَغةً.

وقال الشاعر : بكلُ كميْتٍ جَلدةٍ لم تُوَسَّفِ متك : قرأَ أبو رجاء العُطارديُّ فيما يروى عن الأعمشِ عنه (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَ مُتَّكَأً) [يوسف : ٣١] على فُعْلٍ.

وروى سلمة عن الفراء في تفسيرِه : واحدة المُتْكِ ، مُتْكَةٌ ، وهي الأُتْرجة.

وروى أبو روقٍ عن الضحاكِ أنه قرأَ (مُتْكاً) ، وفسره بزماوَرْد.

وحدثني المنذري عن عثمانَ عن (١) أحمد بن يونس عن فضيْلٍ (٢) عن حصينٍ عن مجاهدٍ عن ابن عباس في قوله : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَ مُتَّكَأً) [يوسف : ٣١].

قال الأُترُجُ (الحراني عن ابن السكيت عن أبي عبيدة) : قال المُتْك : طَرَفُ الزُّبِّ من كل شيء ، والمرأة المتكاءُ : البَظْراءُ.

وقال غيره : المَتْكُ والبَتْكُ : القَطْع ، وسمِّيتِ الأترجة مُتْكاً لأنها تُقطع.

وقال الليث : المُتْك : أنف الذبابِ.

قال والمُتْكُ من الإنسان : وَتَرَتُه أَمامَ الإحْلِيل ، ومن المرأة : عِرْقُ بَظْرها ، ولذلك قيل في السَّبِّ يا ابْنَ المَتْكَاء ، أي عظيمةِ ذلك.

القتيبي : المَتْكاء : التي لا تحبس بولها ، وقيل : هي التي لم تُخْفَضْ.

(عمرو عن أَبيه): المُتْكُ : الأُتْرُجُّ ، والمُتكُ : الزَّمَاوَرْدُ ، والمُتْكُ : عِرْقٌ في غُرْمُولِ الرَّجُل.

وقال أبو العباس : زَعَمُوا أنّه مَخْرَجُ المَنِيِّ.

__________________

(١) ما بين المعكوفتين سقط من المطبوع ، وانظر التعليق التالي.

(٢) في المطبوع : «فعيل» تصحيف ، والصواب (فضيل) وهو ابن عياض اليربوعي الزاهد ، وهو يروي عن حصين بن عبد الرحمن السلمي ، انظر : «تفسير الطبري» (١٢ / ١٢٠) ، و «تهذيب الكمال» للمزي (١ / ٣٧٥ ، ٢٣ / ٢٨٠) ، و «السير» للذهبي (١٣ / ٣١٩) ، و «فتح الباري» (٨ / ٣٥٧ ، ٣٥٨).

٩١

مكت : أهمله الليث.

ورَوى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال يقال : اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافْتَحْهُ ، والعُدُّ : البثْرَةُ ، واستِمكاتُها : أن تمتلئَ قَيْحاً ، وفتحُها : فضخُها عن قَيْحِها.

تمك : قال الليث : تَمَكَ السَّنامُ تُموكاً إذا تَرَّ واكتَنز.

(أبو عبيد): التَّامِكُ : السَّنَام ، ويقال : بِناءٌ تامِكٌ أي مُرْتفع.

تكم : قال الليث : تُكْمَةُ : بنتُ مُرٍّ. قلت : ولا أَدري ممَّ اشْتُقَّ.

(أبواب) الكاف والظاء

ك ظ ذ ـ ك ظ ث : أهملت.

ك ظ ر

كظر : [مستعملة].

كظر : (أبو عبيد عن الأصمعي) : في سِيَةِ القَوْس : الكُظْرُ وهو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَر.

وقال الليث : وجمعُه : الكِظَارُ ، يقال : كظَرها كَظْراً.

قال : والكُظْرةُ أيضاً : الشَّحمة التي قد اقتمَّت الكُلْية فإذا انتُزعَت الكُلْية كان موضعُها كُظْراً ، وهما الكُظران.

وقال أبو عمرٍو الشَّيْبَانيُّ : الكُظر : جانبُ الفَرْج ، وجمعه : أَكْظارٌ : وأَنشد :

واكْتَشَفَتْ لناشِىءٍ دَمَكْمَكِ

عن وَارِمٍ أَكظَارُه عَضَنَّكِ

ويقال : اكظُرْ زَنْدَتَك أي حُزَّ فيها فُرْضةً.

ك ظ ل : مهمل.

ك ظ ن

نكظ ، كنظ : [مستعملان].

نكظ : (أبو زيد): نَكِظَ الرَّحِيلُ نَكَظاً إذا أَزِفَ ، وقد نَكِظْتُ للخروج ، وَأَفِدْتُ له نَكَظاً وأَفَداً.

وقال الليث : النَّكَظَةُ من العَجَلة.

وأنشد :

قد تجاوَزْتُها عَلَى نَكَظِ المَيْ

طِ إذا خَبَّ لا معاتُ الآلِ

وقال الأصمعيُّ : أَنْكَظتُه إنْكَاظاً إذا أَعْجَلْتَه.

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ قال : إذا اشتدَّ على الرجل السفَر وبَعُد ، قيل : قد تنكَّظَ ، فإذا التَوى عليه أَمرُه فقد تعكَّظَ.

كنظ : قال الليث : الكَنْظُ : بلوغ المشقَّة من الإنسان ، يقال : إِنّهُ لمكنُوظٌ مُغْنوظٌ وقد كَنظَه الأمر يَكنِظُه كَنظاً.

وقال النضْر : غنَظه وكَنظه يَكنِظُه وهو الكرب الشديد الذي يُشفِي منه على الموت.

٩٢

وقال أبو تراب : سمعت أَبا مِحْجَنٍ يقول : غَنَظه وكَنَظه إذا ملأه وغمَّه.

ك ظ ف : مهملٌ.

ك ظ ب

كظب : [مستعمل].

كظب : أبو العباس عن ابن الأعرابيّ : حَظَب يَحظِبُ حُظوباً ، وكَظب يَكظب كُظوباً إذا امتلأ سِمَناً.

ك ظ م

استعمل من وجوهه : كظم.

كظم : قال الله عزوجل : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ) [آل عمران : ١٣٤].

قال أبو إسحاق : أي أُعدَّت الجنة للذين جرَى ذِكرهم وللَّذِينَ يكظِمون غيظَهم.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما من جُرْعةٍ يتجرّعها الإنسان أعظمَ أَجْراً من جُرعة غيْظٍ مخافةَ الله».

ويقال : كظمْتُ الغيظ أكظِمُه كَظْماً إذا أَمْسكتَ على ما في نفسِكَ منه.

ويقال : كَظَم البعيرُ على جِرَّتِه إذا ردَّدها في حَلْقه ، وكظَم البعيرُ إذا لم يَجْتَرَّ.

وقال الراعي :

فأَفَضْنَ بَعد كُظومهنَ بجِرَّةٍ

مِن ذي الأبارِق إذْ رَعَيْنَ حقِيلا

(أبو عبيد عن الأصمعي): الكِظَامةُ : العَقَبُ الذي على رُؤوس القُذَذِ مما يلي حَقْو السهم وهو مُستدقُّه مما يلي الرِّيش.

وفي الحديث : أنَّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أَتَى كِظَامةَ قومٍ فتوضّأَ فيه ومسح على خُفّيْه».

وقال أبو عبيد : سألت الأصمعي عن الكِظَامةِ ـ وغيرَه من أهل العلم فقالوا : هي آبار تُخْفَرُ ويُباعَدُ ما بينها ثم يُخْرَق ما بين كل بئرَين بقناةٍ تؤدِّي الماءَ من الأولى إلى التي تليها حتى يجتمع الماء إلى آخِرهِنَّ. وإنَّما ذلك من عَوَز الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاجُ إليه أهلُها للشربِ وسَقْي الأرضِ ثم يخرج فضلُها إلى التي تَلِيها ، فهذا معروفٌ عند أهل الحجاز.

وفي حديث آخر : «إذا رَأَيْتَ مَكةَ قدْ بُعِجَتْ كظَائمَ وسَاوَى بِنَاؤُها رُؤوسَ الجِبَالِ فاعْلمْ أنَّ الأمرَ قَدْ أَظَلَّكَ».

وقال أبو إسحاق : هي الكَظِيمةُ ، والكِظَامةُ.

وكاظِمَةُ : جَوٌّ عَلَى سِيفِ البحر مِن البَصرة على مرحلتين ، وفيها رَكايَا كثيرةٌ ، وماؤها شَرُوبٌ ، وأنشدني أعرابي من بني كُلَيْبِ بن يربوع :

ضَمِنْتُ لَكُنَّ أَن تَهْجُرْنَ نَجْداً

وأَنْ تَسْكُنَ كاظِمَةَ البُحُورِ

وقال الليث : كظمَ الرجلُ غيظَه إذا اجْترَعَه ، وكظَمَ البعيرُ جِرَّتَه إذا ازْدَرَدَها وكَفَّ عنها وناقةٌ كظُومٌ ، ونُوق كُظومٌ إذا

٩٣

لم تجترَّ ، والكظَمُ : مَخْرَج النَفس ، يقال : كظَمَني فلان ، وأخذ بكظَمِي.

وقال أبو زيد : يقال : أخذتُ بكِظَامِ الأمر أي بالثقة.

أبواب الكاف والذال

ك ذ ث : مهمل.

ك ذ ر

استعمل من وجوهه : ذكر.

ذكر : (الحراني) ، عن ابن السكيت : عن أبي عبيدة : يقال : ما زالَ ذاك مِنِّي على ذِكْر وذُكْرٍ.

وقال الفراء : الذِّكْرُ : ما ذكرْتَه بلسانك وأظهرْتَه.

قال : والذُّكْرُ بالقلب.

يقال : ما زالَ منِّي عَلَى ذُكْرٍ أي لم أَنْسَه.

وقال الليث : الذِّكْرُ : الحفظُ للشيء تَذكُرُه ، والذِّكْرُ : جَرْيُ الشيءِ على لسانك.

قال : والذِّكْرُ : ذِكر الشرف ، والصوتُ قال الله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف : ٤٤] والذِّكْر : الكتابُ الذي فيه تفصيل الدِّين ، وكلُّ كتابٍ من كُتبِ الأنبياء عليهم‌السلام ذِكْرٌ ، والذِّكْرُ : الصلاة لله تعالى ، والدعاءُ والثناءُ.

وفي الحديث : «كانت الأنبياء عليهم‌السلام إِذا حَزَبَهم أمرٌ فزِعوا إلى الذِّكر أي إلى الصلاة يقومون فيُصلونَ ، وذكر الحقِّ هو الصَّكُّ وجمعُه : ذكور حقوقٍ».

ويُقال : ذُكورُ حقٍّ ، والذِّكْرى : اسم للتذكِرة.

وقال أبو العباس : الذكْرُ : الصَّلاةُ ، والذكْرُ قراءة القرآن ، والذِّكْرُ : التسبيحُ ، والذِّكر : الدعاء ، والذكرُ : الشُّكْرُ ، والذَّكْرُ : الطاعة.

قال : ومعنى قوله جل وعز : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت : ٤٥] فيه وجهان : أحدهما : أن ذِكْرَ الله إذا ذَكَره العبدُ خير للعبد مِن ذكر العبد للعبد.

والوجه الآخر : أن ذكرَ الله يَنْهى عن الفحشاء والمنكر أكبرَ مما تنهى الصلاة.

وقول الله تعالى : (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء : ٦٠].

قال الفراء فيه ، وفي قوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) [الأنبياء : ٣٦].

قال : يريد : يِعيب آلهتكم.

قال : وأنت قائلٌ للرجل : لئن ذكَرْتني لتَندَمنّ ، وأتت تريدُ : بسوءٍ فيجوز ذلك.

قال عنترة :

لا تَذْكُرِي فَرَسي ومَا أَطْعَمْتُه

فَيَكونَ جِلْدُكِ مِثلَ جِلْدِ الأجْربَ

أي لا تعيبي مُهري ، فجعل الذِّكْرَ عيباً.

٩٤

(قلت) : وقد أنكر بعضُهم أن يكون الذِّكْرُ عيباً.

وقال أبو الهيثم في قول عنترة :

لا تَذْكُرِي فَرَسي ...

معناه : لا تُولَعِي بذكره ، وذِكْرِ إِيثارِي إِياه باللَّبنِ على العيال.

وقال الزجاج نحواً من قول الفراء.

وقال : يقال : فلانٌ يذكُر الناسَ أي يغتابُهم ويذكر عيوبَهم ، وفلانٌ يذكُر اللهَ أي يصِفه بالعظمة ويُثني عليه ويوحِّدُه ، وإنما يحدف مع الذِّكر ما عُقِل معناه.

وقال الليث : الذَّكَرُ : معروف وجمعُه : الذِّكَرَة ، ومن أجله يسمى ما يليه المَذَاكِيرُ ، ولا يفرَدُ ، وإنْ أُفرِدَ فَمُذْكِرٌ ، مِثل : مُقْدِم ومقاديم.

والذَّكَرُ : خلاف الأنثى ، ويجمع الذُّكُورَ ، والذُّكُورَةَ ، والذِّكارَةَ ، والذُّكْرَان.

وقال : الذَّكَرُ من الحديد : أَيبسهُ وأشدُّه ، ولذلك سُمِّيَ السيفُ مُذَكّراً ويذكَّرُ به القَدُومُ والفأسُ ونحوه أعْنِي بالذَّكَرِ من الحديد ، وامرأةٌ مُذَكَّرَةٌ ، وناقةٌ مُذَكَّرةٌ إذا كانت تُشْبِه في خِلقتها الذكَرَ أو في شمائلها الرجلَ أَعْنِي المرأة.

ويقال للمرأة إِذا ولدت ذَكَراً قد أَذَكَرَت فهي مُذْكِرٌ ، فإذا كان من عادتها أن تَلِدَ الذُّكورَ فهي مِذْكارٌ ، والرجلُ أيضاً مِذْكارٌ.

ويقال للحُبْلَى ، على الدعاءِ : أيْسَرْتِ وأَذْكَرْتِ.

والاستذكارُ : الدِّراسَةُ للحفظ ، والتَّذَكُّرُ ، تذكُّرُ ما أُنْسِيتَهُ.

وقال كعب :

وعرفتُ أنِّي مُصْبِحٌ بمَضِيعَةٍ

غَبْرَاءَ تعزِفُ جِنُّها مِذْكارِ

وقال الأصمعي : فَلَاةٌ مِذْكار : ذاتُ أهوالٍ ، وقال مَرَّةً : لا يسلكها إلا الذَّكَرُ من الرِّجال ، ويومٌ مُذَكّر إذا وُصِفَ بالشدةِ والصعوبة وكثرة القتل. وقال لبيد :

فإِن كنتِ تَنْعَيْنَ الكرامَ فأَعْوِلِي

أبا حازمٍ في كلِّ يوم مُذكَّرِ

وطريقٌ مُذْكِرٌ : مَخُوفٌ صعبٌ ، وفلاة مُذْكِرٌ : تُنبت ذكورَ البُقول ، وذُكُورُه : ما خشُنَ منه وغَلُطَ ، وأَحْرَارُ البُقُول : ما رقَّ منه وطال ، وداهيةٌ مُذكِرٌ : شديدة.

وقال الجعدي :

وداهيةٍ عمياءَ صمَّاء مُذكِرِ

تَدُرُّ بِسَمٍّ في دَمٍ يتحلَّب

ورجلٌ ذَكَر إذا كان قويّاً شجاعاً أَنِفاً أَبِيّاً ، ومَطر ذكرٌ : شديدٌ وابلٌ.

قال الفرزدق :

فَرُبَّ ربيعٍ بالبلاليقِ قد رعتْ

بِمُسْتَنِّ أَغْيَاثٍ بُعَاقٍ ذكورها

وقول ذَكَرٌ : صُلْبٌ مَتِينٌ ، وشِعْر ذكَرٌ : فَحْلٌ.

٩٥

(أبو عبيد عن الأصمعي): المُذَكَّرَةُ وهي سيوف شَفَراتُها حديد ذكَرٌ ، ومُتونها : أَنيثٌ ، يقولُ الناس إنها من عمل الجن.

(أبو زيد) : ذهبتْ ذُكْرَةُ السَّيْفِ والرجلِ ، أي حدته.

وقال الفراء : يكون الذِّكْرَى بمعنى الذِّكْر ، ويكون بمعنى التَّذكير في قوله : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦)) [ص : ٤٦].

ك ذ ل

كلذ : [استعمل منه] : كلذ : أهمله الليث.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي : الكِلْوَاذُ : تَابوتُ التَّوْراة.

وكلْوَاذَي : قرية أسفلَ بغداد.

ك ذ ن

كذن : [استعمل منه].

كذن : قال الليث : الكَذَّانَةٌ : حجارة كأنها المَدَرُ فيها رَخاوةٌ ، وربما كانت نَخِرَةً وجمعُها : الكَذَّانُ.

يقال : إنها فَعْلانَةٌ ، ويقال : فَعَّالَةٌ.

(أبو عبيد عن أبي عمرو): الكَذّانُ : الحجارة التي ليست بصُلْبةٍ.

ك ذ ف : مهمل.

ك ذ ب

كذب ، ذكب : [مستعملان].

كذب ـ ذكب : قال الفراء في قول الله جل وعز : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) [الأنعام : ٣٣] وقرئ (... لا يُكْذِبونَكَ) قال معنى التخفيف ـ والله أعلم ـ لا يجعلونك كذَّاباً ، وأنَّ ما جئت به باطل لأنهم لم يجربوا عليه كَذِباً فَيُكْذِبوه ، إنما أكذبوه ، أي قالوا إنما جئت به كَذِبٌ لا يعرفونه من النُّبُوَّةِ.

وقال الزجاج : معنى كذّبْتُهُ : قلت له كذبْتُ ، ومعنى أكذبْتُهُ : أَرَيْتُهُ أن ما أتَى به كذِب.

قال وتفسير قوله : (... لا يُكَذِّبُونَكَ) لا يقْدِرُون أن يقولوا لك فيما أَنبَأت به مما في كُتبهم كذبْتَ.

قال ووجه آخر (... لا يُكَذِّبُونَكَ) بقلوبهم أي يعلمون أنك صادق.

قال وجائزٌ أن يكون : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) أي أنت عندهم صَدُوقٌ ، ولكنهم جحدوا بألسنتهم ما تشهد قلوبهم بكذبهم فيه ، وقوله جلّ وعزّ : (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) [يوسف : ١٨].

جاء في التفسير أنَّ إِخوةَ يوسفَ لما طرحوه في الْجُبِّ أخذوا قميصه وذبحوا جَدْياً فلَطَّخُوا القميص بدمِ الجَدْي ، فلما رأى يعقوب عليه‌السلام القميص قال : كذبتم لو أكله الذئبُ لخرَّقَ قميصه.

وقال الفراء في قوله : «بِدَمٍ كَذِبٍ» ،

٩٦

معناه : مكذوب.

قال والعرب تقول للكذِبِ : مكذوب وللضعفِ مضعوف ، وللجَلد مجلود ، وليس له مَعْقودُ رأيٍ يريدون عَقْد رأيٍ فيجعلون المصادر في كثيرٍ من كلامهم مفعولاً.

وحكي عن أبي تَرْوَان أنه قال : إنَّ بني نُميرٍ ليس لِحِدِّهم مَكذُوَبةٌ.

وقال الأخفش : بِدَمٍ كَذِبٍ فجعل الدَّمَ كذباً لأنه كُذِبَ فيه كما قال سبحانه : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) [البقرة : ١٦].

وقال أبو العباس : هو مصدر في معنى مفعول ، أراد بدمٍ مَكذُوب.

وقال الزجاج : (بِدَمٍ كَذِبٍ) أي ذي كَذبٍ ، والمعنى : مكذوبٌ فيه.

ابن الأنباريِّ في قوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) [الأنعام : ٣٣].

قال سألَ سائل : كيفَ خَبَّرَ عنهم أنهم لا يكذِّبون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد كانوا يظهرون تكذيبه ويخفونه.

قال فيه ثلاثة أقوال : أحدها : (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) بقلوبهم بل يكذبونك بألسنتهم.

والثاني : قراءةُ نافعٍ والكسائيّ ورُوِيت عن عليّ صلوات الله عليه (فإنهم لا يُكذِبُونَك) بضم الياء وتسكين الكاف على معنى لا يُكْذِبُونَ الذي جئت به إنما يجحدونَ آيات الله ويتعرَّضون لعقوبته ، وكان الكسائيُّ يحتجُّ لهذه القراءة بأن العرب تقول : كذَّبْتُ الرجلَ إذا نسبته إلى الكذب ، وأكذبته إذا أخْبَرْتَ أنَّ الذي يحَدِّثُ به كذب.

وقال ابن الأنباري : ويمكن أن يكونَ (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) [الأنعام : ٣٣] أن يكونَ بمعنى لا يجدونك كذّاباً عند البحث والتَّدَبُّر والتفتيش.

والثالث : أَنهم لا يكذّبونك فيما يجدونه موافقاً في كتابهم لأن ذلك من أعظم الحجج عليهم.

وقال جل وعز : (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِّبوا) [يوسف : ١١٠] قرأهُ أهل المدينة ـ وهي قراءةُ عائشة ـ بالتشديد وضمِّ الكاف.

رَوَى عبد الرَّزَّاق عن مَعْمَرٍ عن الزُّهرِيّ عن عُروَةَ عن عائشة أنها قالت : (اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) مِمَّنْ كذَّبهم من قومهم أن يصدِّقوهم ، وظنت الرُّسل أن مَنْ قد آمنَ من قومهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله ، وكانت تقرؤه بالتشديد ، وهي قراءة نافع وابن كثيرٍ وأبي عمرو وابن عامرٍ ، وقرأَ عاصم وحمزة والكسائيّ (كُذِبُوا) بالتخفيف.

ورَوَى حَجَّاجٌ عن ابن جُرَيْجٍ عن ابن أبي مُلَيْكة عن ابن عبّاس أنه قال : (كُذِبُوا)

٩٧

بالتخفيف وضم الكاف.

وقال : كانوا بشراً ـ يعني الرُّسل ـ يذهبُ إلى أن الرُّسلَ ضَعُفوا فظنُّوا أنهم قد أُخْلِفُوا.

(قلت) : إنْ صَحَّ هذا عن ابن عباس فَوجْهُهُ عِندي ـ والله أعلم ـ أن الرُّسُلَ خَطَرَ في أَوهامِهم ما يخطُرُ في أَوْهامِ البَشَرِ من غير أن حَقَّقوا تلك الخواطرَ ولا رَكَنُوا إليها ولا كان ظنُّهمْ ظَنّاً اطْمأْنُّوا إليهِ ، ولكنه كان خاطراً يَغْلِبهُ اليَقينُ ، وقد رَويْنَا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه قال : «تجاوز اللهُ عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ بهِ نفسها ما لم يَنطِقْ به لِسانٌ أَو تَعْملْهُ يد» فهذا وجهُ ما روى ابن أَبي مُليكة عن ابن عباسٍ.

وقد روي عنه في تفسيرهَا غيره.

روى سُفيانُ الثّوري عن حُصْين بن عمران بن الحارث عن ابن عباس أنه قرأَ «حتى إِذا اسْتيأَسَ الرُّسُل مِنْ قَوْمِهم الإجابةَ وظَنَّ قَوْمُهُمْ أَن الرُّسُلَ قد كَذبتْهُمُ الوعيدَ».

(قلت) : وهذه الروايةُ أَسلم ، وبالظاهِر أَشْبَهُ ، وممَّا يُحقِّقُها ما روي عن سعيد بن جُبَيرٍ أنه قال : «(اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) من قومهم وظنَّ قَومُهمْ أنَّ الرُّسُلَ (قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا».

وسعيد بن جُبيرٍ أَخذَ التفسير عن ابن عباس ، وقرأَ بعضهم : (وظَنُّوا أَنهم قد كَذَبُوا) أَي ظَنَّ قَوْمُهمْ أَنَّ الرسُلَ قد كَذَبُوهمْ.

(قلت) : وأَصَحُّ الأقاويلِ ما رَوَينَا عن عائشةَ ، وبقرَاءتها قرأَ أهلُ الحرمين وأهلُ البَصْرَةِ وأَهلُ الشامِ.

وقول الله جل وعز : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢)) [الواقعة : ٢].

قال الزجاجُ أَي ليس يَرُدُّها شيءٌ كما تقول : حَمْلةُ فلانٍ لا تَكْذِبْ أَي لا يَرُدُّ حَمْلتَهُ شيءٌ.

قال : وكاذِبَةٌ مَصدَرٌ كقولكَ : عافاهُ الله عافِيةً ، وكذلكَ كَذَبَ كاذِبةً ، وهذهِ أَسماءٌ وُضِعَتْ مَواضعِ المصادِر.

وقال الفراء : في قولهِ : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢)) [الواقعة : ٢].

يقول : ليس لها مَرْدُودٌ وَلا رَدٌّ فالكاذبةُ ها هنا مَصْدرٌ.

يقال : حَمَلَ فما كذَبَ ، وقول الله جلّ وعزّ : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١)) [النجم : ١١] يقول : ما كَذبَ فُؤَادُ مُحمدٍ ما رَأَى ، يقول : قد صَدقَة فؤادُه الذي رَأَى ، وقُرئ (ما كَذَّبُ الفؤادُ ما رَأَى) وهذا كلَّهُ قول الفراءِ.

وروى المنذريُّ عن أَبي الهيثم أنه قال في قولهِ : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١)) [النجم : ١١] أي لم يَكذِبِ الفؤادُ رُؤيتَهُ ، و (ما رَأى) بمعنى الرؤيةِ كقولكَ : ما أنْكرتُ

٩٨

ما قال زيدٌ أي قول زيدٍ.

ويقال : كذَبني فلانٌ أي لم يَصْدُقْنِي فقال لي الكذِبَ.

وأنشد قول الأخْطَلِ :

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رأَيتَ بِواسِط

غَلَسَ الظَّلَامِ من الرَّياب خَيَالا

معناه أوْهمتكَ عَينُكَ أنها رأتْ ولم ترَ ، يقول ما أوهمه الفؤادُ أنه رأى ولم يرَ ، بل صَدَقه الفؤادُ رؤيتَهُ.

وقول الله جلَّ وعزّ : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨)) [النبأ : ٢٨].

وقال : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥)) [النبأ : ٣٥].

قال الفراءُ : خَفَّفهُمَا علي ابن أبي طالِبٍ جميعاً كِذَاباً ، كِذَاباً.

قال وثقَّلَهمَا عاصمٌ وأهلُ المدينة ، وهي لُغةٌ يمَانية فصيحةٌ ، يقولُون : كذَّبتُ به كِذَّاباً ، وخَرّقْتُ القَميصَ خِرّاقاً ، وكلُّ (فَعّلْتُ) فمصْدَرَه (فِعَّالٌ) في لُغتهمْ مُشَدّدَةً.

وقال لي أعرابيٌّ مَرّةً على المَرْوَة يَسْتفْتيني آلْحَلْقُ أَحَبُّ إليكَ أم القِصَّارُ؟ وأنشدني بعضُ بَنِي كلابٍ :

لقد طالما ثَبّطْتِني عن صَحَابتي

وعَن حِوجٍ قِصَّاؤهَا من شِفَائيَا

وقال الفراءُ : كان الكسائي يُخفّفُ (لا يَسْمعُونَ فيها لَغْواً ولا كِذَاباً) لأنها ليست مقيدة بفعل يُصَيِّرها مصدراً ويُشَدِّد (١)(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨)) [النبأ : ٢٨] لأن كَذّبُوا يُقيِّدُ الكِذّابَ ، والذي قال حَسَنٌ ، وَمعناه (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً) أي باطلاً ، (وَلا كِذَّاباً) لا يُكَذِّبُ بَعضهمْ بَعْضاً.

(ثعلب عن ابن نجدةَ عن أبي زيد) قال : الكذوبُ والكذوبة : من أسماءِ النفْس.

وروي عن عمر أنه قال : «كَذَبَ عليكم الحجُّ والعُمْرَة والجهادُ ، ثلاثة أسْفار كذبنَ عَليكم».

وروي عنه أنَّ رجلاً شكا إليهِ النّقْرِسَ فقال : كَذبَ عليك الظَهائر.

قال أبو عبيد قال الأصمعي : معنى كَذَبَ عليكم : معنى الإغراءِ ، أي عليكم بهِ ، وكان الأصلُ في هذا أن يكون نَصْباً ولكنّه جَاء عنهم بالرَّفع شَاذّاً على غيْرِ قِيَاسٍ.

قال : وَممّا يُحقِّقُ ذلك أنّه مرفوعٌ قَوْلُ الشاعِر :

كَذَبْتُ عليْك لا تَزَالُ تَقُوفُني

كما قَافَ آثَارَ الوسِيقَةِ قَائف

فقوله : كَذَبْتُ عليك إنمَا أَغْرَاه بنفْسِه أي عليْكَ بي فَجَعَل نفسهُ في موضع رَفْعٍ ألَا

__________________

(١) في المطبوع : «يشود» والمثبت من «اللسان» و «التاج» (كذب).

٩٩

تراهُ قد جَاءَ بالتَّاءِ فَجَعَلها اسمهُ ، قال مُعَقِّرُ بن حِمَار البَارقيُّ :

وذُبْيَانيَّةٍ وَصَّتْ بَنيها

بأَنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوف

قال أبو عبيد : ولم أَسْمَع في هذا حَرْفاً مَنْصوباً إلَّا في شيءٍ كان أبو عبيدة يَحْكِيه عن أَعرابي نظر إلى ناقةٍ نِضْوٍ لرجلٍ فقال : كَذَب عليك البَزْرَ والنَّوى.

وقال ابن السكيتِ : تقول للرَّجلِ إذا أمرتَهُ بالشَّيءْ وأَغْرَيته : كَذَبَ عليكَ كَذَا وكذا أي عليكَ به ، وهي كَلمةٌ نادِرَةٌ.

قال : وأَنشدني ابن الأعرابيّ لخداشِ بن زُهَيرٍ :

كَذَبْتُ عليكُم أَوْعِدوني وعَلّلُوا

بيَ الأرْضَ والأقْوَامَ قِردانَ مَوْظبَا

أي عليكم بي وبِهِجَائي إذا كُنْتم في سَفَرٍ واقطعوا بذكرِى الأرض وأنْشِدوا القَوْم هِجَائي يا قِردان موظَبَ.

وقال الفرّاء : كَذَبَ عليك الحَجُّ أي وَجَبَ ، وهو الكذْبُ في الأصل إنما هو أنْ قيل : لا حَجَّ فهو كَذِبٌ. وقال عَنْترة :

كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ

إن كُنتِ سائلتي غَبُوقاً فاذْهَبي

وقال أبو سعيد الضَّرِيرُ : معنى قوله : كَذَبَ عليكَ الحجُّ أنّه حضٌّ على الحجّ.

وقال : إن الحجَّ ظَنَّ بكْم حِرصاً عليه ورغْبةً فيه فَكَذَب ظَنُّه لقلَّة رغبَتكم فيه.

قال وقولُه : كَذَبْتُ عليْكَ لا تزَالُ تَقُوفُني أي ظننْتُ أنَّكَ لا تنام عن وِتْري فكَذَبْتُ عليكَ فأَذَلَّه بهذا الشِّعرِ وأَخْمَل ذِكْرَه ، وقال في قوله : بِأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوفُ قال : القَراطف : أكْسَيةٌ حُمرٌ ، وهذه امرأةٌ كان لها بَنُونَ يركبون في شارةٍ حَسَنةٍ وهم فقراء لا يملكونَ وراءَ ذلك شيئاً فَسَاءَ ذلك أُمَّهم لأنْ رأَتهم فُقَراءَ ، فقالت : كَذَب القرَاطِفُ أي زِينتهم هذه كاذبةٌ ليس وراءَهَا عندهمْ شيءٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : تقول العَرَب لِلْكَذَّاب فُلان لا يُؤَالَفُ خَيْلَاهُ ، وَلَا تُسَايَرُ خَيْلاه كَذِباً.

قال اللحيانيُّ : يقالُ للكذَّابِ إنه لَكَيْذُبَانٌ ، وكُذُبْذُبٌ وكُذُّبْذُبٌ وأنشد :

وإذا سَمِعتَ بأنَّني قد بِعْتكم

بوصالِ غانيةٍ فقُلْ كذُّبْذُبُ

ويقال لِلكَذِبِ : كِذَّابٌ ، قال الله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥)) [النبأ : ٣٥] أي كَذِباً ، وأنشد أحمد بن يحيى قول أبي دُوادٍ الإِياديِّ :

قُلتُ لمَّا نَصَلَا منْ قُنَّةٍ

كَذَبَ العَيْرُ وإن كان برحْ

قال معناه : كَذَبَ العَيْرُ أن ينجوَ منِّي أيَّ طريقٍ أَخذ سَانحاً أوْ بَارِحاً.

١٠٠