تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

يُجعل لها عُرًى واسعة يتقلدها الحشاش ، ويجمع فيه الحَشيش الذي يحتش ، والنون في الشكبان : نون جمع ، وكأَنها في الأصل شُبْكانٌ فقُلِبَتِ الشّكْبَانَ.

وفي «نوادر الأعراب» : الشُّكْبَانُ : ثوبٌ يُعقد طرفاه من وراء الحَقْوَين ، والطرفان الآخران في الرأس يحشُّ فيه الحشاشُ على الظهر ، ويُسمَّى الحالَ قال أبو سليمان الفَقْعسي :

لما رأيتُ جفوة الأقارب

فقلتُ للشِّقْبَان وهْو راكبي

أنتَ خليلِي فالزَمَنَّ جانبي

وإنما قال : وهو راكبي ، لأنه على ظهره ، ويقال له : الزَّوْالُ ، وقاله بالقاف ، وهما لغتان : شُكبانٌ وشقْبَان ، وسماعي من الأعراب : شكبان.

بشك : قال الليث : البَشْكُ في السَّير : خفَّة نقل القوائم ، إنها لتَبْشُكُ وتَبْشِكُ بشكاً ، ويقال للمرأة : إنها لبَشَكَى اليدين أي عَمُولُ اليدين ، وبَشَكَى العَمَل أي سريعة العمل.

ابن بُزُرْجَ : إِنه بَشَكى الأمر أي يُعَجّلُ صَريمة أمره.

(أبو عبيد عن أبي زيد): البَشْكُ : السير الرَّفيق ، وقد بَشَكَ بشكاً.

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي ، يقال للخيَّاطِ إذا أساء خياطة الثوب : بَشَكَهُ وشَمْرجَهُ.

قال : والبَشْكُ : الخلط من كل شيءٍ رديءٍ وجَيِّدٍ.

وقال أبو عبيدة : ابْتَشكَ فلانٌ الكلام ابتشاكاً إذا كذب.

وقال أبو زيد : بَشَكَ وابْتَشَكَ إِذا كذب ويقال للرجل إِذا أسرعَ في باطلٍ اختلقَه : لقد ابْتَشَكَهَا في جيبه.

ك ش م

كشم ، كمش ، شكم : مستعملة.

كشم : قال الليث : الكَشْمُ : اسم الفَهْدِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) الأَكْشَمُ : الفهدُ ، والأنثى كَشْماء ، والجميع كُشْمٌ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) الأكْشَمُ : الناقص الخَلْقِ.

وقال أبو عمرو : كَشَمَ أَنفَهُ كَشْما ، إِذا قطعه.

قال : والأكْشَمُ : الناقص في جِسمه ، وقد يكون في الحسَب أيضاً ، ومنه قولُ حسَّان :

غلامٌ أتاهُ اللُّؤْم من نحو خالهِ

لهُ جانبٌ وافٍ وآخرُ أكْشَمُ

كمش : قال الليث : رجلٌ كمِيشٌ أي عزومٌ ماضٍ ، وقد كمُشَ يَكمُشُ كَماشةً ،

٢١

وانكمشَ في أمره.

قال أبو بكر : معنى قولهم : قد تكَمَّش جِلدُه أي تقبّض واجتمع ، وانْكَمشَ في الحاجة معناه اجتمع فيها ، ورجلٌ كميشُ الإِزارِ : مُشَمِّرُه.

قال الليث : والكَمْشُ : إِن وُصف به ذَكرٌ من الدَّوابِّ فهو الصغيرُ القصير الذَّكر وإن وُصفت به الأنثى فهي الصغيرة الضَّرْع ، وهي كمْشَةٌ ، ورُبَّما كان الضَّرْع الكمْشُ مع كُموشَتِه دَرُوراً. وقال :

يَعُسُّ جِحاشُهُنَّ إلى ضُرُوعٍ

كماشٍ لم يُقبّضْها التِّوَادِي

(أبو عبيد عن الكسائي): الكَمْشَةُ من الإبل : الصغيرة الضَّرْع ، وقد كمُشَتْ كمَاشةً.

قال : وقال أبو عمرو : الأكْمَشُ : الذي لا يكادُ يُبصرُ من الرجال.

(أبو عبيدة): الكَمْشُ من الخيل : القصير الجُرْدَانِ ، وجمعه كِماشٌ وأكماشٌ.

(الأصمعي): انْكَمش في أمره وانْشَمَر بمعنىً واحدٍ.

شكم : في الحديث أن أبا طَيْبَة حجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : اشْكُموه.

قال أبو عبيد : سمعت الأموي يقول : الشَّكْمُ : الجَزاءُ ، وقد شَكمتُه أشْكُمه شَكْماً ، فالشَّكْم : المصدر ، والشُّكْمُ : الاسم.

قال : وقال الكسائي : الشُّكْمُ : العِوَصُ.

وقال الأصمعي : الشُّكْمُ والشُّكْدُ : العطيّةُ.

وقال الليث الشُّكْمُ : النُّعْمَى ، يقال : فعل فلانٌ كذا فَشكَمْتُه أي أَثَبْتُه.

وقال ابن شميل : شَكِيمَةُ اللِّجام : الحديدة المعترضة في الفَم ، وأما فأْسُ اللِّجام فالحديدة القائمة في الشَّكِيمة.

وقال الليث : جمع الشَّكِيمةِ : الشكائم والشُّكُم.

قال : ويقال : فلانٌ شديد الشَّكيمة إذا كان ذا عارِضةٍ وجِدٍّ.

(ابن الأعرابي): الشَّكيمةُ : قوَّةُ القلبِ.

وقال ابن السكيت : إِنه لشديد الشَّكِيمة إذا كان شديد النَّفْسِ أنِفاً أبِيّاً.

ويقال : شَكَم الفرسَ يَشْكُمه شَكْماً إذا أدخلَ الشَّكِيمة في فَمِه.

(أبو عبيد عن أبي عمرو): الشَّكِيمُ من القِدْرِ : عُراها.

الشَّكِمُ : الشديد القويُّ من كل شيءٍ ، وقال أبو صخر الهذليُّ يصفُ الأَسدَ :

جَهْمُ المُحَيَّا عَبُوسٌ باسلٌ شَرِسٌ

وَرْدٌ قَسَاقِسةٌ رِئْبالَةٌ شَكِمُ

٢٢

أبواب الكاف والضاد

ك ض ص ـ ك ض س ـ ك ض ز ك ض ط ـ ك ض د ـ ك ض ت ك ض ظ ـ ك ض ذ ـ ك ض ث

أهملت وجوهها.

ك ض ر

كرض ، ضرك ، ركض : مستعملة.

كرض : قال الليث : الكَرِيضُ : ضَرْب من الأقِطِ ، وصنعتُه الكِراضُ ، وقد كرَضُوا كراضاً ، وهو جُبْنٌ يتحلَّب عنه ماؤه فَيَمْصُل كقوله : ..... كَرِيضٍ مُنَمِّس قلت : أخطأ الليث في الكَريض وصحَّفه ، والصواب : الكَريصُ بالصاد غير معجمة مسموعٌ من العرب.

وأقرأني الإياديُّ عن شمر ، والمنذريُّ عن أبي الهيثم كلاهما لأبي عبيد عن الفرَّاء قال : الكَرِيصُ والكَريزُ بالزّاي : الأقِطُ ، وهكذا أنشدونا للطِّرماح في صفة العَيْر :

وشَاخَسَ فاهُ الدَّهرُ حتى كأَنه

مُنَمِّس ثيرانِ الكريصِ الضَّوَائنِ

وثِيرانُ الكَرِيص : جمع ثَوْر : الأَقِطِ ، والضَّوائنُ : البِيض مِن قِطَع الأقِطِ ، والضَّاد فيه تصحيفٌ مُنكَرٌ لا شك فيه.

وقال الليث : الكِراضُ : ماءُ الفَحْل.

وقال الطِّرِمَّاح :

سَوْفَ تُدْنيكَ مِن لَمِيسَ سَبَنْتَا

ةٌ أَمَارتْ بالبَول ماءَ الكرَاضِ

(أبو عبيد عن الأموي) : فإنْ قَبِلَت الناقة ماء الفَحل بعد ما ضربها ثم أَلقته قيل : كَرَضتْ تَكْرِضُ ، واسمُ ذلك الماء : الكِراض.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي الهيثم أنه قال : خالف الطِّرِمّاح الأمويّ في الكِراض ، فجَعل الطرماح الكِراضَ الفَحل ، وجعله الأموي ماءَ الفحل.

وأَخبرني المنذريُّ عن المُبَرّد أَنه حَكى عن الأصمعيّ أنَ الكِراض : حَلَقُ الرَّحِم ، قال : ولم أَسمعه إلا في شِعر الطِّرمَّاح.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الكِراض : ماءُ الفَحل في رَحِم الناقة.

وقال أبو الهيثم : العرب تدعو الفُرْضة التي في أَعْلى القوس كُرْضَة وجمعُها : كِراضٌ ، وهي الفُرْضةُ التي تكونُ في طرَف أَعلى القوْس يُلقَى فيها عَقْدُ الوتَر.

قال : وقال الأصمعيّ : الكِراضُ : حَلَقُ الرَّحِمِ ، وأَنشد :

حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا

قال وقال غيره : هو ماء الفَحل.

(قلت) : والصوابُ في الكِراض ما قال الأموي وابن الأعرابي وهو ماء الفحل إذا أَرْتجَت عليه رَحِمُ الطَّرُوقة.

٢٣

ضرك : قال الليث : الضَّرِيكُ : اليابِسُ الهالك سُوءَ حالٍ.

قال : والضريك : النَّسِرُ الذَّكر.

قال : وقَلَّما يقال للمرأة ضَرِيكةٌ ، قال : وضُرَاكٌ : من أسماء الأسد ، وهو الغليظ الشديد عَصْبِ الخَلْق في جِسمٍ ، والفعلُ ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكةً.

(عمرو عن أبيه): الضَّرِيكُ : الأعمى ، والضَّرِيكُ : الجائع.

ركض : قال الليث : الرّكْضُ : مِشْيَةُ الرجل بالرِّجلين معاً ، والمرأَةَ تَركُض ذُيولها برجْليْها إذا مَشت. قال النابغة :

والرَّاكِضاتِ ذيول الرَّيْطِ فَنَّقَها

بَرْدُ الهواجرِ كالغِزلان بالجَرَدِ

وفلانٌ يَرْكُضُ دابّته ، وهو ضَرْبُه مَرْكلَيها برجليه. فلمّا كثر هذا على أَلْسنتهم استعملوه في الدَّوابِّ فقالوا : هي تركُض ، كأَنّ الرّكْضَ منها ، والمَركضَانِ : هما موضع عَقِبَيِ الفارس مِن مَعَدَّيِ الدابة.

وقال الفراء في قول الله جلّ وعزّ : (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا) [الأنبياء : ١٢ ، ١٣].

قال : يَرْكُضُونَ : يهربون وينهزمون ونحو ذلك قال الزجاج. قال : يهربون من العذاب.

(قلت) ويقال : رَكض البعيرَ برجلِه كما يقال : رَمَح ذُو الحافر برجْله ، وأصل الرَّكض : الضَّرْبُ.

وفي الحديث : «لَنَفْسُ المؤمن أَشَدُّ ارتِكاضاً عَلَى الذَّنب من العُصفورِ حِينَ يُغْدَفُ بِه» أي أشدُّ اضطراباً على الخطيئة حِذارَ العذاب من العُصفور إذا أُغدِفَت عليه الشَّبكةُ فاضطَرب تحتها.

وقال أبو عبيدة : أَرْكَضَتِ الفَرَسُ فهي مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إذا اضْطَرَبَ جنينُها في بطنها. وأنشد :

ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبوها

يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ

ويُروى : ومِرْكَضة بكسر الميم نعْتُ الفَرس أنها رَكَّاضةٌ ، تركض الأرض بقوائمها إذا عَدَتْ وأَحضرَت.

وقال الليث : مِشْيَةُ التَّرْكَضَى : مِشيةٌ فيها تَبخترٌ وتَرفُّلٌ ، وقوْسٌ رَكُوض. تَحِفز السهمَ حَفْزاً. وقال كعب بن زهير :

شَرِقاتٍ بالسُّمِّ مِن صُلّبيٍ

ورَكوضاً مِنَ السَّرَاءِ طَحُورا

وقال آخر :

وَلَّى حَثِيثاً وهذا الشيبُ يَطْلُبُه

لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقيبُ

جَعل تصفيقها بجناحَيها في طيرانها ركْضاً لاضطرابِها.

(أبو عبيد عن الأصمعي): رَكَضْت الدابةَ

٢٤

بغير أَلِفٍ.

قال ولا يقال : رَكض هو ، إنما هو تحريكُكَ إياه ، سارَ أو لم يَسِر.

قال شمر : وقد وَجدْنا في كلامهم رَكَضَتِ الدّابّةُ في سيرها. وركَض الطائرُ في طيرانه. وقال زهير :

جوانِحُ يَخْلِجْن خلْجَ الظِّبَا

ء يركُضن مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا

وقال رؤبة : والنَّسِرَ قد يَركُض وهو هَافِي أي يطيرُ يَضرِب بجناحيه ، والهافي : الذي يَهفو بين السماء والأرض.

قال ابن شميل : إِذا رَكِب الرجلُ البعيرَ فضَرب بعَقِبِه مَرْكَلَيه فهو الرَّكْضُ والرَّكْلُ ، وقد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعدَا.

وقال مجاهِد في قول الله : (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) [الأنبياء : ١٢] أيْ يَفرُّون.

وقال ابن الأعرابيّ فيما رَوَى شمر عنه : يقال : فلانٌ لا يَركُضُ المِحْجَنَ إذا كان لا يدفعُ عن نفسه.

وَفي حديث ابن عباس : في دَمِ المُسْتَحاضة «إِنما هو عِرقٌ عاندٌ أو رَكْضةٌ منَ الشيطان».

قال : الرَّكْضة : الدَّفْعةُ والحركةُ. وقال زُهير يصف صقراً انقَضَّ على قَطاً فقال :

يَرْكُضْنَ عند الذُّنابَى وهْي جاهِدَةٌ

يَكادُ يَخطَفها طَوْراً وتَهتلِكُ

قال : ورَكْضُها : طيرانُها.

ك ض ل

استعمل من وجوهه حرفٌ واحد.

ضكل : رَوَى أبو عبيد عن أصحابه : الضَّيْكَل : الرجلُ العُريان ، وهو حرفٌ غريبٌ صحيحٌ.

ك ض ن

استعمل من وجوهه : ضنك : قال الله جلّ وعزّ : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) [طه : ١٢٤].

قال أبو إسحاق : الضَّنك : أصلُه في اللغة الضِّيقُ وَالشِّدَّة ، ومعناه ـ والله أَعلم ـ أَنَّ هذه المعيشةَ الضَّنْكَ في نار جهنم.

قال : فأَكْثر ما جاءَ في التفسير أنّه عذاب القبْر.

قال قتادة : (مَعِيشَةً ضَنْكاً) : جهنم ، وقال الضحاك : الكَسب الحرام ، وقال ابن مسعود : عذاب القبر.

وقال الليث في تفسيره : أَكْلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ ، وإِنْ كانَ موسَّعاً عليه وقد ضَنُكَ عيشهُ.

قال : والضَّنْكُ : ضيقُ العَيْشِ ، وكلُّ ما ضَاقَ فهو ضَنْكٌ.

٢٥

وقال اللحياني : الضِنَاكُ : المرأَةُ الضَّخْمَةُ.

وقال الليث : هي التَّارَّةُ المكْتَنِزَةُ الصُّلبةُ اللَّحْمِ.

قال : ورجلٌ ضُنْأَكٌ على وزنِ فُعْلَلٍ مهموزُ الألفِ وهو الصُّلبُ المعصوبُ اللحْمِ ، والمرأَةُ بِعينهَا على هذا اللَّفْظِ ضُنْأَكَةٌ.

(عمرو عن أبيه): الضَّنِيكُ : العَيشُ الضَّيّقُ ؛ والضَّنِيكُ : المقطوعُ.

وقال أبو زيد يقال : للضَّعِيفِ في بدنهِ ورَأْيه : ضَنِيكٌ ، والضَّنِيكُ ، التابعُ الذي يعملُ بخُبزِه.

وقال أبو عبيد وغيرُه : الضُّنَاكُ : الزكامُ وقد ضُنِكَ الرجل فهو مَضْنُوكٌ إذا زُكِمَ ، واللهُ أضْنَكَهُ. قال العجاج يصف جارية :

فَهْيَ ضِنَاكٌ كالكَثِيبِ المُنهَالْ

عَزَّزَ مِنْهُ وهو مُعْطِي الإِسْهَالْ

ضَرْبُ السَّوَارِي مَتْنَه بالتَّهْتَالْ

الضّنَاكُ : الضخمة كالكثيب الذي ينهال ، عَزَّز منه : أي شدَّدَ من الكثيب ، ضربُ السّوارِي : أي أَمْطَارُ الليل فلزم بعضه بعضاً ، شبه خَلْقَها بالكثيب ، وقد أصابه المطر ، وهو مُعطي الإسهال أي يعطيك سهُولة ما شئتَ.

ك ض ف : مهمل.

ك ض ب

ضبك ، بضك : مستعملان : ضبك : أبو عبيد عن الكسائي : اضْبَأكَّتِ الأرضُ وَاضمَأَكَّت إذا خرج نبتها.

وقال أبو زيد : اضْمَأَكَ النّبْتُ : إِذا رَوِي.

وقال اللِّحيانيُّ : اضْمأكَّتِ الأرضُ إِذا اخضرَّتْ.

بضك : أهمله الليث.

(أبو العباس عن ابن الأعرابي) : سيفٌ بَضُوكٌ : أي قاطعٌ ، ولا يَبْضِكُ اللهُ يدهُ أَيْ لَا يقطَعُ الله يدهُ.

[ك ض م : مهمل] (١).

أبواب الكاف والصاد

ك ص س ـ ك ص ز ـ ك ص ط

مهملات.

مصطك : وأمَّا المُصْطُكى : العِلْكُ الرُّومِيُّ فليسَ بعربيّ ، والميمُ أَصليةٌ ، والحرف رباعيٌّ.

ابن الأنباري المَصْطَكاءُ ، قال : ومثله : ثَرمداءُ على بناء فَعللاء.

ك ص د ـ ك ص ت ـ ك ص ظ ـ [ك ص ذ] ـ ك ص ث : مهملات.

__________________

(١) أهمله الليث.

٢٦

ك ص ر

استعمل من وجوهه : كصر ، كرص.

كصر : قال أبو زيد : الكَصِيرُ. لُغةٌ في القَصِير لبعض العربِ.

قال : والغَسَكُ : لُغَةٌ في الغَسَقِ ، وهو الظُّلمةُ ، والبُورَقُ والبُوركُ لِلَّذِي يجْعَلُ في الطَّحِين.

كرص : أهمله الليث.

وروى أبو عبيد عن الفراء أَنه قال : الكَرِيصُ والكَرِيزُ : الأقِطُ.

وقال ابن الأعرابي : الاكْتِرَاصُ : الجمع يقال : هو يكتْرِصُ ، ويَقْلِدُ أَي يجمعُ ، وهو المِكْرَصُ والمِصْرَبُ.

ك ص ل : مهمل

ك ص ن

كنص ، نكص : [مستعملان].

كنص : رُوِي عن كعب أَنه قال : كَنَّصَتِ الشياطينُ لسليمانَ.

قال كعب : أولُ من لبسَ القَبَاء سُليمانُ عليه‌السلام ، وذلك أَنَّه كانَ إذا أدخلَ رأسَهُ لِلبُسِ الثَّوْبِ كَنَّصَتِ الشَّياطينُ اسْتهزَاءً ، فَأُخْبِر بذلكَ فَلبسَ القَبَاء.

قال أبو العباس قال ابن الأعرابي : كَنَّصَ إذا حرَّكَ أَنفَهُ استهزاءً.

نكص : وقال الليث : النُّكُوصُ : الإحْجَامُ والانقداعُ عن الشيءِ تقولُ : أَرادَ فلانٌ أمراً ثم نكَصَ على عَقِبيهِ.

قلت : يقال : نكَصَ يَنكُصُ وَينكِصُ ، وقرأَ القُرَّاءُ (تَنكُصُونُ) [المؤمنون : ٦٦] بضمِّ الكافِ.

وقال أبو ترابٍ : سمعتُ السُّلَميَّ يقول : نَكَصَ فلانٌ عن الأمر ، ونَكَفَ بمعنىً واحدٍ ، وهو الإحجامُ.

ك ص ف : مُهْمَل

ك ص ب

كبص : قال الليث : الكُبَاصُ والكُباصَةُ من الإبلِ والحُمرِ ونحوها : القويُّ الشديدُ على العملِ.

ك ص م

كصم ، صمك ، صكم : مستعملة.

صكم : أبو عبيد عن الأصمعي : صَكَمْتُه ، ولكَمْتُه ، وصَكَكْتُهُ ، ودَكَكْتُهُ ، ولكَكْتُهُ : كلُّهُ إذا دَفَعْتَه.

وقال الليث : الصَّكْمَةُ : صَدْمَةٌ شديدةٌ بحجرٍ أو نحو ذلك ، تقولُ : صَكَمتْهُ صَوَاكِمُ الدَّهرِ ، والفَرَسُ يَصْكُمُ إذا عضَّ على لجامهِ ثم مَدَّ رأسَهُ يُريدُ أن يغالِب.

صمك : (أبو عبيد عن الفراء) قال : الصَّمَكُوكُ : الشَّدِيدُ ، ويقال ذلك أيضاً للشيء اللزِجِ ، ويقال لهما أيضاً صَمَكِيكٌ فيما قال شمرٌ.

٢٧

وأنشد :

وصَمَكِيكٍ صَمَيَانٍ صِلِ

ابنِ عجوزٍ لم يزلْ في ظِلّ

هاجَ بعِرْسٍ حَوْقلٍ قِثوَلِ

وقال شمر : الصَّمَكِيكُ من اللَّبن : الخاثرُ جدّاً ، وهو حامضٌ ، والصَّمَكِيكُ : التَّارُّ الغَلِيظُ من الرِّجال وغيرهم.

وقال الليث : الصَّمَكِيكُ : الأهوجُ الشَّدِيدُ ، وهو الصَّمَكوكُ ، والمُصْمَئِكُ : الأهوَجُ الشَّدِيدُ الجيد الجسم القويُّ.

وقال ابن السكيت : اصْمَأَكَ الرَّجلُ وازْمَأَكَ واهمأَكَ إذا غضبَ.

وقال ابن شميل : المُصْمَئِكُ : الغضبان ، وحكي عن أبي الهذيل : السماءُ مُصْمَئِكَّةٌ أي مستويةٌ خليقةٌ للمطرِ.

وروى شمر عنه : أصبحَتِ الأرضُ مُصْمَئِكةً عن المطرِ أي مبتلةً ، وجملٌ صَمَكةٌ أي قويٌّ ، وكذلكَ عبدٌ صَمَكةٌ أي قويٌّ.

كصم : أبو نصرٍ : كَصَمَ كُصُوماً إذا ولّى وأَدبرَ.

وقال أبو سعيد فيما رَوَى عنه أبو تراب : قَصَمَ راجعاً ، وكَصَمَ رَاجِعاً إذا رجعَ من حيثُ جاءَ ولم يتِمَّ إلىَ حيثُ قَصَدَ.

وأنشد بيت عديّ بنِ زيدٍ :

وأَمرناهُ بهِ من بينهَا

بعدَ ما انصاعَ مصرّاً وكصَمْ

أبواب الكاف والسين

ك س ز ـ ك س ط : مهملان ويقال : كسط : القُسْطُ والكُسْطُ لهذا العودِ البحري.

ك س د

كسد ، كدس ، سدك ، دكس : مستعملة.

كسد : قال الليث : الكَسَادُ : خِلافُ النَّفاقِ ونقيضُهُ ، والفعلُ : يكْسُدُ. وسوقٌ كاسدةٌ : بائرةٌ.

كدس : قال الليث : الكُدْسُ : جماعةُ طعامٍ وكذلك ما يجمعُ من دراهمَ ونحوه ، يقال : كُدْسٌ مكَدَّسٌ.

(أبو عبيد عن الفراء): الكَدْسُ : إسراعُ الإبلِ في سيرِها ، وقد كدَستْ تَكدِسُ كَدْساً.

وقال شمر ، قال ابن الأعرابي : كَدْسُ الخيل : ركوبُ بعضها بعضاً ، والتكدُّسُ : السرعةُ في المشي أيضاً.

وقال عَبِيد أو مُهَلْهِل :

وخَيْلٌ تَكَدَّسُ بالدّارِعِين

كمشْيِ الوُعولِ على الظّاهِرَهْ

ويقالُ : التّكَدُّس : أَنْ يُحَرِّكَ مَنكِبَيه ويَنصَبَّ إلى ما بين يديه إذا مَشَى.

وقال أبو عبيد : التَّكدُّس : أَنْ يُحَرِّكَ

٢٨

مَنكِبَيه وكأنّه يَركب رأسَه ، وكذلك الوُعولُ إذا مَشت.

(أبو عبيد عن أبي عبيدة) أنه قال : الكَوادسُ : ما تُطُيِّرَ منه مِثل الفأْل والعُطاس ونحوِه. يقال منه : كَدَس يَكدِس.

وقال أبو ذؤيب :

فلَوْ أَنَّني كُنْتُ السَّليمَ لَعُدْتَنِي

سريعاً ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكوادِس

وقال الليث : الكادِسُ : القَعِيدُ مِن الظِّبَاء الذي يُتَشاءَمُ به ، وهو الجائي مِن خَلْفُ.

وقال النَّضْر : أَكداسُ الرّمل واحدها كُدْسٌ وهو المتراكِبُ الكثير الذي لا يُزايلُ بعضه بعضاً.

قال ابن السكيت في قول المتلمس :

هَلُمَّ إِليه قد أُبيثتْ زرُوعُه

وعادت عليه المَنجَنونُ تَكَدَّسُ

قال : يقال : جاء فلان يتكدس ، وهي مشية من مشية الغلاظ القصار.

قال ، يقال : أخذه فكدَس به الأرض.

سدك : (أبو عبيد عن أبي عمرو) سَدِكَ به سَدَكاً ، ولَكِيَ بهِ لَكىً إِذا لزمَهُ.

وقال الليث : رَجُلٌ سَدِكٌ : خفيفُ العملِ بيديهِ.

يقال : إِنه لَسَدِكٌ بالرُّمْحِ أَي رَفيقٌ به سَريعٌ ، وسَمِعتُ أَعْرَابيّاً يَقولُ : سَدَّكَ فلانٌ جِلالَ التَّمْرِ تَسْدِيكاً إذا نَضَدَ بعضها فوق بعضٍ فهي مُسَدَّكةٌ.

دكس : الليث : الدَّوْكَسُ من أَسماءِ الأسَدِ.

وهو الدَّوسَكُ لُغةٌ فيه.

(قلت) : لم أَسمع الدَّوكَسَ ، ولا الدَّوْسَكَ في أَسماءِ الأسَدِ والعربُ تقول : نَعَمٌ دَوْكَسٌ ، وَشَاءٌ دَوكَسٌ : كثيرةٌ. وأنشد بعضهم :

مَنِ اتقَى الله فلمَّا يَيْأَسِ

مِنْ عَكَرٍ دَثْرٍ وشَاءٍ دَوْكَسِ

وقال الليث : الدِّيَكْساءُ : قطعةٌ عظيمةٌ من النَّعَمِ والغَنَمِ.

ويقال : نَمٌ دِيَكْساءُ ، قال : ودَكَسْت الشيءَ إِذا حَشَوْتَهُ.

شمر عن ابن الأعرابي : نَعمٌ دَوْكَسٌ ودَيْكَسٌ أَيْ كثيرٌ. ودَيْكَسَ الرجلُ في بيته إذا كان لا يَبرزُ لحاجة القوم ، يَكْمُنُ فيه.

ك س ت

استعمل من جميع وجوهها : [سكت].

سكت : قال الليث يقال : سَكتَ الصَّائتُ يَسكُتْ سُكُوتاً إِذا صَمتَ.

وقال أبو إسحاق في قوله جلَّ وعزّ : (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) [الأعراف : ١٥٤] معناهُ : ولما سَكَنَ.

قال وقال بعضهم : معنى قوله : (وَلَمَّا

٢٩

سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) : لما سَكَتَ موسى عن الغَضَبِ عَلَى القَلْبِ كما قالوا : أَدْخَلتُ القَلنْسُوةَ في رَأْسي ، والمعنى أَدخلتُ رَأْسِي في القَلَنْسُوَةِ.

قال : والقول الأولُ الذي معناه سَكَنَ هو قولُ أهْلِ العربيَّةِ.

قال ويقال : سَكتَ الرجل يَسكُتُ سَكْتاً إذا سَكنَ ، وسَكتَ يَسْكُتُ سكُوتاً وسَكْتاً إذا قطع الكلامَ ، ورجلٌ سِكِّيتٌ : بَيِّنُ السَّاكُوتَةِ والسُّكُوتِ إذا كان كثير السكُوتِ ، وأَصابَ فلاناً سُكاتٌ إِذا أَصابهُ داء مَنعه من الكلام.

وقال : والسُّكَيْتُ ، والسُّكَّيْتُ ـ بالتَّخْفيفِ والتَّشدِيدِ ـ : الذي يجيءُ آخرَ الخَيْلِ.

وقال الليث : السكَيْتُ خفيف : العَاشِرُ الذي يجيءُ في آخر الخيل إذا أُجْرِيَتْ بَقِيَ مُسكِتاً.

قال ويقال : ضَربْتُهُ حتى أَسكت ، وقد أَسكَتَتْ حَرَكتُهُ.

قال : فَإن طَالَ سُكُوتُه مِنْ شَرْبَةٍ أَوْ دَاءٍ قيل : به سُكاتٌ.

قال : والسَّكْتُ : من أصُولِ الألْحَانِ شِبْهُ تَنَفُّسٍ بَينَ نَغْمَتَين من غير تَنفُّسٍ يُرَادُ بذلك فَصْلُ ما بَينهمَا.

قال : والسَّكْتَتَانِ في الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ : أَن تَسكُتَ بعد الافتتَاح سَكْتَةً ثم تَفْتَحَ القراءَة ، فإِذا فَرَغْتَ من القراءة سَكتَ أيضاً سَكْتَةً ثمَّ تفتح ما تَيَسَّرَ مِنَ القرآن.

(أبو عبيد عن أبي أزيد : صَمَتَ الرّجُلُ ، وأَصْمَتَ وسكَتَ وأَسْكَتَ).

قال وقال أبو عمرو يقال : تَكلَّمَ الرجلُ ثمّ سَكَتَ بغير أَلف ، فإِذا انقطَعَ ولم يتكلَّمْ قيل : أَسْكَتَ وأنشد :

فد رَابَنِي أَنّ الكَرِيَ أَسْكَتَا

لو كانَ مَعْنِيّاً بِنَا لهَيَّتَا

(غيره) : حَيَّةٌ سُكاتٌ إذا لم يَشعرْ بهِ المَلْسُوعُ حتى يَلْسَعَهُ. وأنشد :

فمَا تَزْدَوِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ

سُكاتٍ إذا ما عضَّ ليس بأوردا

ورجلٌ سَكْتٌ وسِكِّيت ، وسَاكُوتٌ ، وسَاكوتَةٌ إذا كان قليلَ الكلام من غَيرِ عِيٍّ وإِذا تكلَّم أَحسَنَ.

(أبو زيد) : سَمِعتُ رجلاً من قيسٍ يقول : هذا رجلٌ سِكْتِيتٌ بمعنى سِكِّيت.

ك س ظ ـ ك س ذ ـ ك س ث

أهملت.

ك س ر

كسر ، كرس ، ركس ، سكر ، سرك : [مستعملة].

كسر : قال الليث يقال : كَسَرْتُ الشيءَ أَكْسِرُهُ كَسْراً ، ومُطاوعُهُ : الانكسَارُ ، وكلُّ شيءِ فَتَرَ عن أَمْرٍ يَعْجَزُ عنه يقال فيه : انْكَسَرَ ، حتى يقال. كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ فانْكَسَرَ.

٣٠

(أبو عبيد عن الأصمعي) الكِسْرُ : أَسفلُ الشُّقَّةِ التي تَلي الأرضَ من الخِبَاءِ.

قال وقال الأَحمرُ : هو جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِري أَي كِسْرُ بَيتهِ إلى جَانِبِ كِسْرِ بَيْتي.

وقال الليث : كِسْرَا كلَّ شيءٍ : نَاحِيَتَاهُ ، حتى يقال لِنَاحِيَتي الصّحَراءِ : كِسْرَاهَا.

وقال أبو عبيد : فيهِ لُغتَانِ : الكَسْرُ والكِسْرُ.

(أبو عبيد عن اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء) : يُنْسَبُ إلى كِسْرَى ـ وكان يقوله بكسْرِ الكافِ ـ فإِذا نَسبَ إِليهِ : قال : كِسْرِيّ بتشديدِ اليَاءِ وكَسْرِ الكافِ ، وكِسْرَويُ بفتح الرّاء وبتشديدِ اليَاءِ.

وقال : الأمويُّ : كِسْرِيُ بالكسْرِ أيضاً.

وقال أبو حاتم : كِسْرَى مُعَرّبٌ ، وأَصْلُه خُسْرَى فَعرّبتْه العَرَب فقالوا : كِسْرَى.

وقال الليث : يقال كِسرَى وكَسرَى ، ويقولونَ في الجمعِ : أَكاسرةٌ وكَساسرَةٌ ، وكِلَاهما مُخَالفٌ للقياس. إنما القِيَاسُ كَسرَوْنَ كما يقال : عِيسَوْنَ.

(أبو عبيد عن الفراء) : يقال : رجل ذو كَسَرَاتٍ وهَزَرَاتٍ وهو الذي يُغبَنُ في كل شيء.

وقال الليث : يقال للأرض ذاتِ الصعود والهبوط : أرضٌ ذاتُ كُسور.

قال : وكُسورُ الجبال والأودية لا يُفرد منه الواحد ، لا يقال : كِسر الوادي.

قال : والكَسْر من الحساب : ما لم يكن سهماً تامّاً ، والجميع : الكسور.

وقد كَسَرَ الطائرُ يكسِر كُسوراً ، فإِذا ذكرْت الجناحين قلت : كسرَ جناحيه كسْراً وهو إذا ضم منهما شيئاً فهو يريد الوقوع أو الانقضاض ، يقال : بازٌ كاسر ، وعُقابٌ كاسر ، وأنشد :

كأَنَّها كاسِرٌ في الجوِّ فَتْخَاءُ

طرحوا الهاء لأن الفعل غالب.

والكَسِيرُ من الشاءِ : المنكسرةُ الرِّجْلِ.

وفي الحديث : لا يجوزُ في الأضاحي الكسير البيِّنةُ الكسرِ.

وقال غيره : يقال للرجُل إِذا كانت خِبرَتُه محمودة : إِنه لطيِّبُ المَكْسِرِ (وصُلْبُ المكسِر كما يقال للشيء الذي إِذا كُسر عُرف بباطنِه جودتُه : إِنه لجيِّدُ المكسرِ) ومكسِرُ الشجرة : أصلُها حيث يكسر منه أغصانها ، وقال الشُّوَيعِرُ :

فمَنَّ واسْتَبْقَى ولمْ يَعْتصِرْ

مِنْ فَرْعِه مَالاً ولا المَكْسِرِ

وقال غيره : يقال : فلان يكسرُ عليه الفُوقَ إذا كانَ غضبانَ عليه ، وفلان يكسِر عليه الأَرْعاظَ غضباً.

والمُكَسِّرُ : لقَب رجُل. قال أبو النجم :

٣١

أَوْ كالْمُكَسِّرِ لا تؤوبُ جيَادُه

إِلَا غَوَانِمَ وهْيَ غيرُ نِوَاء

(ثعلب عن ابن الأعرابي): كسَرَ الرجلُ إِذا باع متاعه ثوْباً ثوباً ، وكَسِرَ إذا كسل ، والكاسور ، بَقَّالُ القُرَى ، والصَّيْقَبَانيُّ : صَيْدَنانيُّ القُرَى.

وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال : يقال لكل عظمٍ : كِسْرٌ وكَسْرٌ ، وأنشد :

وَفي يَدِها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

(أبو عبيد عن الأموي) : يقال لعَظم الساعد مما يلي النصف منه إلى المرفق : كِسرُ قبيحٍ ، وأنشد شمر :

لوْ كنتَ عَيْرا كُنْتَ عَيرَ مَذَلّةٍ

أَوْ كنُتَ كِسرا كنْتَ كِسْرَ قَبِيح

(ابن السكيت) : يقال فلان هَشُ المكسِر ، وهو مدحٌ وذمٌّ ، فإذا أرادوا أن يقولوا : ليس بمُصْلِد القِدْح فهو مدحٌ وإِذا أرادوا أن يقولوا هو خوَّار العود فهو ذمُّ.

وجمع التكسير : ما لم يُبْنَ على حركة أوله ، كقولك : درهم ودراهمُ ، وبطنٌ وبطونٌ ، وقِطْفٌ وقطوفٌ ، وأما ما يجمع على حركة أوله فمثل : صالح وصالحين ، ومسلم ومسلمين.

كرس : قال الليث : الكِرْسُ : كِرْسُ البناء ، وكرْسُ الحَوض حيث تقف النَّعمُ فيتلبد ، وكذلك يكرَّسُ أُسُّ البناء فيصلُبُ ، وكذلك كِرْس الدِّمنَة إِذا تلبدت فلزِقت بالأرض.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : يقال : إِنه لكريم الكِرْس ، وكريم القِنْس ، وهما الأصل.

قال : وقال الأصمعي : الكِرْسُ : الأبوال والأبعارُ يتلبَّد بعضها فوق بعض في الدار.

قال : والدِّمَن : ما سوَّدوا من آثار البعر وغيره.

قال : وقال أبو عمرو : الأكاريس : الأَصْرام من الناس ، واحدها : كِرْس وأكراسٌ ثم أَكاريسُ.

وقال أبو إسحاق في قول الله جل وعز : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) [البقرة : ٢٥٥] فيه غيرُ قول.

قال ابن عباس : كُرْسِيُّهُ : عِلُمه.

وروي عن عطاء أنه قال : ما السمواتُ والأرض في الكرسيِ إلا كحلقة في أرض فلاةٍ.

قال أبو إسحاق : وهذا القول بَيِّنٌ ، لأن الذي نعرفه من الكرسيّ في اللغة : الشيء الذي يُعتمد ويُجلسُ عليه ، فهذا يدل على أن الكرسي عظيمٌ دونه السمواتُ والأرض.

قال : والكرسي في اللغة والكُرَّاسة إنما هو الشيء الذي قد ثبت ولزم بعضه بعضاً.

٣٢

قال : وقال قوم : كُرْسِيُّهُ : قدرته التي بها (يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ). قالوا : وهذا كقولك : اجعل لهذا الحائط كرْسيّاً أي اجعل له ما يعتمدُه ويمسكه وقريب من قول ابن عباس ، لأن علمه الذي وسع السموات والأرض لا يخرج من هذا ، والله أعلم بحقيقة الكُرسيّ ، إِلا أنّ جُملته أمرٌ عظيم من أمر الله جل وعز.

وروى أبو عمرو عن ثعلب أنه قال : الكرسي : ما تعرفه العرب من كراسيِ الملوك. ويقال : كِرسي أيضاً.

وأخبرني المنذري عن أبي طالب أنه أنشده : يَا صاحِ هل تعرفُ رَسْماً مُكْرَسَا قال : المُكْرَسُ : الذي قد بعرتْ فيه الإِبلُ وبَوَّلَتْ فركبَ بعضه بعضاً ، ومنه سميت الكُرَّاسَةُ.

قلت : والصحيحُ عن ابن عباس في الكُرْسِيّ ما رواهُ الثَّوْريُّ وغيرهُ عن عمارٍ الدُّهْنِي عن مُسْلمٍ البَطِينِ عن سعيد بن جُبَيْرٍ عن ابن عباسٍ أنه قال : الكُرْسِيُ : موضعُ القدمينِ ، وأَما العَرْشُ فإنَّهُ لا يُقدرُ قدرهُ ، وهذه روايةٌ اتفقَ أَهْلُ العلمِ على صِحتها ، والذي روي عن ابن عباس في الكُرْسيّ أنَّهُ العِلمُ ، فَليسَ ممّا يُثبتُه أَهلُ المعرِفةِ بالأخبارِ.

أبو بكر : لُمْعَة كَرْساءُ للقطعة من الأرض فيها شجرٌ ، تدانتْ أصولها والتفتْ فروعها.

وقال الليث : الكِرْسُ من أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُحِ ونحوها.

يقال. قلادةُ ذاتُ كِرْسَيْنِ ، وذاتُ أكْرَاسٍ ثلاثةٍ إِذا ضُمَّت بعضها إلى بعض وأنشد :

أَرِقتُ لِطَيْفٍ زَارَنِي في المَجَاسِدِ

وأَكْرَاسِ دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفرائدِ

والكَرَوَّس : الرجُلُ الشديدُ الرأس ، والكاهل في جِسْمٍ. قال العجَّاجُ : فِينَا وَجَدْتَ الرجُلَ الكَرَوَّسَا وقال ابن شميل : الكَرَوَّس : الشديدُ ، رجلٌ كَرَوَّسٌ.

وفي حديث أبي أيوب الأنصاريّ أنه قال : «ما أَدْري ما أَصنَعْ بهذه الكَرَاييسِ ، وقد نهَانَا رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنْ نستقبلَ القبلةَ بغائطٍ أو بولٍ». قال أبو عبيد : الكَرَاييسُ واحدُها : كِرْياسٌ ، وهو الكَنِيفُ الذي يكون مشرفاً على سطحٍ بقناةٍ إلى الأرضِ ، فإِذا كان أسفلَ فليسَ بكِرْياسٍ.

قلت : يسمَّى كِرْياساً لما يعلقُ به من الأقذارِ والعَذِرَةِ فيركَبُ بعضه بعضاً مثل كِرْسِ الدمنِ والوأْلةِ وهو فِعيالٌ من الكِرْسِ مثل جِريالٍ.

(أبو عبيد عن الأموي) : يقالُ للرجُلِ إِذا وَلَدَتهُ أَمَتَانِ أو ثلاثٌ : مُكَرْكَسٌ.

٣٣

وأخبرني المنذريُّ عن أَبي الهيثم أنه قال : المكَرْكَسُ : الّذِي أُمُّ أُمّهِ ، وأُمُّ أبيهِ ، وأُمُّ أُمِّ أمّهِ ، وأمُّ أمِّ أبيهِ : إِماءٌ.

وقال الليثُ : المُكَرْكَسُ : المقَيَّدُ ، وأنشد :

فهلْ يَأكُلَنْ مالِي بنُو نَخَعِيَّةٍ

لها نسبٌ في حَضْرَمَوْتَ مُكَرْكَسُ

(ثعلب عن ابن الأعرابي): كَرِسَ الرجُلُ إِذا ازدحمَ علمهُ على قلبِهِ.

(أبو عبيد عن الفراء): انكَرَسَ في الشيء إِذا دخلَ فيهِ.

سكر : قال الليث : السُّكْرُ : نَقيضُ الصَّحْو قال : والسُّكْرُ : ثلاثةٌ : سكْرُ الشَّرَاب ، وسكْرُ المال ، وسكر السلطانِ.

وقال الله جل وعز : (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) [الحجر : ١٥] ، قرئ : (سُكِّرَتْ) ، (وسُكِرَتْ) بالتَّشْديدِ والتخفيفِ ، ومعناهُ سُدَّتْ وَأُغْشِيتْ بالسِّحْرِ ، فَيتخايَلُ لأبصارنا غيرُ ما نرى.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): سَكَرْتُهُ : مَلأْتُهُ.

وقال الليثُ : السَّكْرُ : سَدُّ البَثْق ومُنْفَجَرِ الماء ، والسِّكْرُ : اسمُ ذلك السِّدادِ الذي يجعلُ سدّاً لِلْبثقِ ونحوه.

وقال مجاهد : (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) : أي سدت.

قال أبو عبيد : يذهب مجاهد إلى أن الأبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السِّكْرُ الماء من الجري.

وقال أبو عبيدة : سُكِّرت أبصار القوم إِذا دِيرَ بهم وغشيهم كالسَّمادير فلم يبصروا ، ويقال للشيء الحارِّ إِذا خَبَا حرُّه ، وسكن فورُه : قد سَكَر يسكُرُ.

وقال أبو عمرو بن العلاء : (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) مأخوذٌ منْ سُكْرِ الشرابِ كأنّ العين لحقها ما يلحقُ شاربَ المُسْكِرِ إِذا سَكر.

وقال الفراء : معناه حُبِسَت ومنعت من النظر.

وقال ثعلب : سُكِرَت وسُكِّرَتْ : حبست ، ويكون بمعنى أُغشِيت ، وهما متقاربان.

وقال ابن الأعرابي : سَكِرَ من الشَّرَاب يسكَرُ سُكْراً ، وسكِرَ من الغَضَبِ يَسكَرُ سَكَراً إِذا غضبَ. وأنشد :

فجاءُونا بهمْ سكَرٌ علينا

فأَجْلَى اليومُ والسكْرَانُ صاحِي

وقال الزجاجُ يقال : سكَرَتْ عينُهُ تَسكُرُ : إِذا تحيَّرَتْ ، وسكَنَتْ عن النَّظَرِ وسكَرَتِ الرّيحُ تسكُرُ : إِذا سكَنَتْ ، وسكَرَ الحَرُّ يَسكُرُ. وأنشد :

جاءَ الشتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ

وجعلتْ عينُ الحَرُورِ تسكُرُ

قال أبو بكر : اجثألّ : معناه اجتمع وتقبّض.

٣٤

(أبو عبيد عن أبي عمرو) : ليلةٌ ساكِرَةٌ : لا ريح فيها. قال أوسٌ :

خذَلْتُ على ليلةٍ ساهرهْ

فليسَتْ بِطلْق ولا ساكِرَهْ

(أبو زيد) : الماءُ الساكِرُ : الساكِنُ الذي لا يجري ، وقد سكَرَ سكُوراً.

وقال الله جل وعز : وترى النّاس سَكرى وما هم بسَكرى [الحج : ٢] وقرئ (سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى).

التفسير : إِنكَ تَرَاهم سُكَارَى من العذاب والخرفِ وما هم بسُكَارَى من الشَّرابِ ، يدلُّ عليه قوله : (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) ولم يقرأْ أحدٌ من القُرّاءِ سَكَارَى بفتح السِّينِ ، وهي لُغةٌ ، ولا يجوزُ القراءةُ بها لأنّ القراءة سُنةٌ.

وقال أبو الهيثم : النعْتُ الذي على فَعْلانَ يُجمَعُ على فُعَالَى وفَعالى مثل أَشرانَ وأُشارَى وأَشارَى ، وغيرانَ وقومٌ غُيارَى وغَيارى ، وإنما قالوا سَكْرَى وفَعْلَى أَكثرُ ما تجيءُ جَمعاً لفعيلٍ بمعنى مفعولٍ مثل قتيلٍ وقَتْلى وجريحٍ وجرحى وصريعٍ وصرعَى لأنه شُبه بالنّوْكَى والحمقى والهلكى لزوَال عقل السكْرَانِ ، وأَما النَّشوانُ : فلا يقالُ في جمعِه غير النَّشَاوَى.

وقال الفراء : ولو قيل : سكْرَى على أنّ الجمعَ يقع عليه التّأْنيثُ فيكون كالواحدَة كان وجهاً. وأنشدني بعضهم :

أضحَتْ بنُو عامرٍ غَضْبَى أُنوفهُمُ

إني عفَوْتُ فلا عارٌ ولا باسُ

وقال الله جلّ وعزّ : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) [النحل : ٦٧].

قال الفراءُ يقال : إِنه الخمرُ قبلَ أن تحرَم ، والرِّزقُ الحسنُ : الزّبيبُ والتمر ، وما أَشبههمَا.

وقال أبو عبيد : السَّكَرُ : نقيعُ التمر الذي لم تمسهُ النارُ وكان إبراهيمُ والشعبيُّ وأبو رَزِين يقولون : السَّكَر : خَمْرٌ.

وروي عن ابن عمر أنه قال : السكَرُ من التمرِ.

وقال أبو عبيدة وحدَه : السكَرُ : الطعامُ ، واحتج بقول الآخر : جعلتَ أَعْرَاضَ الكِرَامِ سكَرا أي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك.

وقال الزّجاجُ : هذا بالخمر أشبهُ منه بالطعام ، المعنى جعلتَ تتخمَّرُ بأَعراض الناسِ وهوَ أبينُ ما يقال للذِي يَبتَرِكُ في أَعراض الناس.

وحدثنا محمد بن إسحاق عن المخزومي عن سفيانَ عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن ابن عباس في قوله : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) [النحل : ٦٧] قال : السَّكَرُ : ما حرِّم من ثمرتها ، والرِّزقُ الحسنُ : ما أُحِلّ من ثمرتها.

٣٥

(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّكَرُ : الغضبُ ، والسَّكَرُ : الامتلاءُ ، والسَّكَرُ : الخمرُ ، والسَّكَرُ : النَّبيذُ. قال جرير :

إِذا رَوِينَ عَلَى الخِنْزِيرِ من سَكَرٍ

نادَيْنَ يا أعظمَ القِسِّينَ جُرْدانَا

وقال الله جلّ وعزّ : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ) .. (سَكْرَةُ الْمَوْتِ) : غَشْيَتُهُ التي تَدُلُّ الإِنسانَ على أنه ميت ، وقولهُ (بِالْحَقِ) أي بالموت الحقِّ.

قال ابن الأعرابي : السَّكْرَةُ : الغَضْبَةُ ، والسَّكْرةُ : غَلبةُ اللَّذَّةِ على الشباب.

الليث : رجلٌ سِكِّيرٌ : لا يزالُ سكرانَ ، والسَّكْرةُ : الواحدة من السُّكْر.

ورُوِي عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال : السُّكْركَةُ : خَمرُ الحبشةِ.

قال أبو عبيد : وهي من الذُّرَة.

قلت : وليست بعربية.

وقيَّده شمر بخطه : السُّكْرُكَةُ : الجَزْمُ على الكاف ، والرَّاءُ مضمومة.

ركس : قال الله جلّ وعزّ : (وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا) [النساء : ٨٨].

قال الفرّاء ، يقول : رَدَّهُمْ إلى الكفر.

قال : ورَكَسَهم : لغةٌ.

وفي الحديث : «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أُتِيَ بِرَوْثٍ في الاستنجاءِ ، فقال : إِنه رِكْسٌ». قال أبو عبيد : الرِّكْسُ : شبيهُ المعنى بالرَّجيع.

يقال : ركَسْتُ الشيءَ وأَرْكَستُه : لُغتانِ إِذا رَدَدْتَهُ.

وفي حديث عديّ بن حاتمٍ أنه أَتى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له النبيُّ : «إِنكَ من أهْلٍ دينٍ يقالُ لهم الرَّكُوسِيَّةُ».

قال أبو عبيد : يُرْوَى في تفسير الرَّكُوسِيَّة عن ابن سِيرين أنه قال : هو دينٌ بين النَّصارى والصابئين.

وقال الليث : الرّاكِسُ : الثَّوْرُ الذي يكونُ في وسطِ البَيْدَرِ حين يُداس ، والثِّيرانُ حواليه فهو يَرْتكِسُ مكانه ، وإِن كانت بقرةً فهي راكسةٌ.

قال : وإِذا وقعَ الإِنسانُ في أمرٍ بعدَ ما نجا منه قيل : ارْتَكَسَ فيه.

قال : والرَّكْسُ : قْلبُ الشيءِ على رأسهِ ، أو ردُّ أوَّله إلى آخره.

(أبو عبيد عن أبي زيد) قال : الرِّكْسُ : الكثيرُ من الناس.

وقال مجاهد : الارْتكاسُ : الارتداد.

وقال شمر : بلغني عن ابن الأعرابيّ ، أنه قال : المَنْكُوسُ والمَرْكُوسُ : المُدْبِرُ عن حاله.

وسئل عن حديث عديِّ بن حاتمٍ ، قيل له : إِنَّكَ رَكُوسِيٌّ ، فقال : هذا من نَعْتِ النصارى ، ولا يُعَرَّبُ.

٣٦

قال : وأَرْكَسَتِ الجاريةُ إِذا طلعَ ثَدْيُها ، فإذا اجتمعَ وضخُمَ فقدْ نَهَدَ.

سرك : (ثعلب عن ابن الأعرابي): سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنُهُ بعد قُوَّةٍ.

قال ابن السكيت : تَسَاركْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ ، وهما رَدَاءةُ المشيِ من عَجَفٍ أو إِعياءٍ.

ك س ل

كسل ، كلس ، سلك : مستعملة.

كسل : قال الليث : الكَسَلُ : التَّثَاقُلُ عما لا ينبغي أن يُتَثَاقَلَ عنه. والفعلُ : كَسِلَ يَكْسَل كَسَلاً ، ورجلٌ كَسْلَانُ ، وامرأةٌ كَسْلَى ، وكسْلانةُ : لُغةٌ رديئة.

ويقال للفَحْلِ الفَاتِرِ كَسِلَ وأكْسَلَ.

وأنشد أبو عبيدة عن العجاج :

أَظَنَّتِ الدَّهْنَا وظَنَّ مِسْحَل

أنَّ الأميرَ بالقضاءِ يعجل

عن كَسَلاتي والحِصانُ يكْسل

قال أبو عبيدة : وسمعت رؤبة ينشدها : ... والجَوادُ يُكْسِلُ وسمعتُ غيره من ربيعةِ الجُوعِ يرويه : ... يَكَسَلُ.

وقال العجاج أيضاً : قد ذَادَ لا يَستكسِلُ المَكاسلا أراد بالمكاسل : الكَسَل ، أراد لا يكسل كسلا.

وفي الليث : وللإِكسالِ معنى آخر ، يقالُ للرجلِ إِذا عَزَلَ ولم يُرِدْ ولداً : أَكسلَ.

قال ويقال : فلانٌ لا تُكسله المكاسلُ ، يقول : لا تُثْقِلُهُ وُجوهُ الكسلِ ، وامرأةٌ مِكْسالٌ ، وهي التي لا تكاد تبرحُ مجلسها.

قلتُ : وفي الحديث : «أنَّ رجلاً سأَلَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : إِنَّ أحدَنا يجامعُ فَيُكْسِلُ» معناه أنه يَفْتُرُ ذَكرُهُ قبلَ الإنزال وبعد الإيلاج ، وعليه الغُسلُ إذا فعل ذلك لالتقاء الخِتانَيْنِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الكِسْلُ : وَتَرُ قوسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِع منها.

والكَوْسَلَةُ : الحوْثرَةُ : وهي رأسُ الأدافِ ، وبه سُمِّيَ الرجلُ حَوْثَرَة.

المِكْسَلُ : وترُ قَوْسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِعَ منها.

كلس : قال الليث : الكِلْسُ : ما كَلَسْتَ بهِ حائطاً أو باطنَ قصرٍ شبهُ الجِصِّ من غير آجُرٍّ.

قال : والتَّكلْيسُ : التَّمْلِيسُ فإِذا طُلِيَ ثَخيناً فهو المُقَرْمَدُ.

(أبو عبيد): الكِلْسُ : شِبْهُ الصّارُوجِ يُبْنَى به.

وقال أبو ترابٍ ، قال الأصمعيّ : كَلَّسَ على القومِ وكَلَّلَ وصَمّمَ إِذا حمَلَ.

٣٧

وقال أبو الهيثم : كَلَّسَ فلانٌ عن قِرْنِهِ وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفرّ عنه.

(قلتُ) : وهذا أَصحُّ مما روى أبو ترابٍ.

سلك : قال الليث : السِّلْكُ : الخيوط التي يخاطُ بها الثِّيابُ ، الواحدة : سِلْكةٌ ، والجميع : السُّلُوك.

قال : والسُّلُوكُ : مصدرُ سَلَكَ طريقاً ، والمَسْلكُ : الطريقُ ، والسَّلْكُ : إِدخال الشيء تَسْلُكُهُ فيه كما يطعنُ الطاعنُ فيَسْلُكُ الرُّمْحَ فيه إِذا طعنه تِلْقاءَ وجههِ على سَجِيحَتِهِ. وقال امرؤ القيس :

نَطَعَنُهُمْ سُلْكَى ومخلوجةً

كَرَّكَ لأَمَيْنِ على نابلِ

قال : وصفهُ بسرعةِ الطعن وشَبّهَهُ بمن يَدْفعُ الرِّيشةَ إلى النَّبَّال في السُّرْعة ، وإنما يحتاجُ فيه إلى السُّرْعة والخفَّة لأن الغِراء إذا بَرَدَ لم يَلزق فيستعملُ حارّاً.

(أبو عبيد) : الطَّعْنَةُ السُّلْكَى هي المستقيمة ، والمخلوجةُ : التي في جانب.

قال : ويُرْوَى عن أَبي عمرو بن العلاء أنه قال : ذهبَ مَن كان يُحْسِنُ هذا الكلامَ يعني سُلْكَى ومخلوجةً.

وأخبرني المنذريُّ عن الحرّانيّ عن ابن السكيت أنه قال : يقال : الرّأْي مَخْلُوجَةٌ وليس بُسلْكَى أي ليس بمستقيم.

وقال الليث : اللهُ يُسْلِكُ الكُفَّارَ في جهنم ـ أي يدخلهم فيها وقال ابن أحمر :

حتى إذا سَلَكُوهُم في قُتَائِدَةٍ

شَلًّا كما تَطرَدُ الجمَّالةُ الشُّرُدا

(أبو عبيد): سلَكْتُه في المكان وأَسلكتُه بمعنًى واحد.

قال : والسُّلَكُ : وَلدُ الحَجَل ، وجمعه : سِلْكانٌ.

وقال الليثُ : السِّلْكانُ : فِراخُ القَطَا ، الواحد : سُلَكٌ.

قال : ومنهم مَن يقول للواحد : سِلْكانة وأنشد :

تَضِلُّ به الكُدْرُ سِلكانها

(ثعلب عن ابن الأعرابي): سلكْتُ الطريقَ ، وسَلكْتُه غيري ، ويجوز أَسْلكتُه غيري.

ك س ن

كنس ، سكن ، نسك ، نكس ، سنك : [مستعملة].

سنك : أهمله الليث : ورَوى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنّه قال : السُّنُكُ : المَحَاجُّ اللَّيِّنة ، ولم أسمعه لغيرِه؟.

كنس : قال الليث : الكَنْسُ : كَسْحُ القُمامِ عن وجه الأرض ، والكُنَاسةُ : مُلْقاهَا ، والكِناسُ : مَوْلِجٌ للوحْش من البقر تَسكنُ فيه من الحرِّ.

يقال : كنَسَتِ الظِّبَاءُ ، وتَكَنَّسُوا. وقال

٣٨

لبيد :

شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ حين تحمَّلوا

فتَكنَّسُوا قُطُنْاً تَصِرُّ خِيَامُها

أي دخلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بثياب قُطْنِ.

وقال الله : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦)) [التكوير : ١٥ ، ١٦].

قال الزجاج : الكُنَّسُ : النجومُ تَطْلُعُ جاريةً ، وكُنوُسها : أن تَغِيب في مغاربها التي تغيبُ فيها.

قال وقيل : الكُنَّسُ : الظِّبَاءُ والبقرُ تَكنِسُ أي تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ.

قالوا : والكُنّسُ : جمعُ كانِسٍ وكانسةٍ.

وقال الفرّاءُ في الخُنّسِ والكُنَّسِ : هي النُّجوم الخمسة تَخنِسُ في مجراها وتَرجِع ، وتَكنِس : تَسْتَتِر كما تَكنِس الظِّباءُ في المَغارِ ، وهو الكِنَاسُ ، والنُّجوم الخمسة : بَهْرَامُ ، وزُحَلُ ، وعُطارِدُ ، والزُّهَرَةُ ، والمُشْتَرِي.

وقال الليث : هي النجومُ التي تَسْتسِرُّ في مجاريها فتَجري وتَكنِسُ في مجاريها فيَتحَوَّى لكلِّ نَجم حَوِيٌّ يقف فيه ويستدير ثم ينصرفُ راجعاً ، فكُنوسُه : مُقامُه في حَوِيِّهِ ، وخُنوسُه : أن يَخنسَ بالنهار فلا يُرَى.

ويقال : فِرْسِنٌ مكْنوسةٌ ، وهي الملساءُ الجرداءُ من الشَّعر. (قُلت) : الفِرْسِنُ المَكنوسة : المَلساء الباطنِ ، تُشبِّهها العرب بالمرايا لِمَلاستِها.

وكنيسَةُ اليهودِ ، وجمعها كَنائسُ ، وهي مُعرَّبةٌ.

والمِكْنَسة جمعها : مكانسُ ، ومكانسُ الظِّبَاءِ واحدها مَكْنِسُ.

سكن : قال الليث : السَّكْنُ : السُّكَّان ، والسُّكْنُ : أن تُسْكِنَ إِنساناً منزلاً بلا كِرا.

قال والسَّكْن : العيالُ ، وأهلُ البيت ، الواحد : ساكنٌ.

(الحرَّانيُّ ، عن ابن السكت): السَّكْنُ : أهلُ الدَّار. وقال سلامةُ بن جَندل : يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِ السَّكْنِ مَرْبوبِ قال والسَّكَنُ : ما سَكَنْتَ إِليه. والسَّكَن : النار. وأنشد :

أقامَها بِسَكَنٍ وأَدْهان

يعني قناةً ثقفها بالنار والدُّهْن. وأنشد :

ألجأني الليل وريح بلّه

إلى سواد إبل وثلَّه

وسَكَنٍ توقَد في مِظَلّهْ

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الأَسْكان : الأقْوات ، واحِدها : سُكْنٌ.

وقال غيره : قيل للقوتِ : سُكْنٌ لأنَّ المكان به يُسْكَن. وهذا كما يقال : نُزُلُ العَسكر لإِرزاقهم المُقدَّرة لهم إِذا أُنزِلوا منزلاً.

ويقال : مَرْعًى مُسْكِنٌ إِذا كان كثيراً لا

٣٩

يُخرج إلى الظّعْن عنه ، وكذلك مَرْعًى مُرْبعٌ ومُنْزِلٌ.

وسُكْنَى المرأة : المَسكَن الذي يُسْكِنها الزَّوجُ إيَّاه.

تقول : لكَ داري هذه سُكْنَى إِذا أَعارَه مَسكناً يَسكنه.

وتقول : سَكنَ الشيءُ يَسكُنُ سكوناً إِذا ذهبَت حركتُه ، وسكنَ في معنى سكتَ ، وسكنتِ الرِّيح ، وسكنَ المطر ، وسكن الغضب.

وقال الله جل وعزّ : (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [الأنعام : ١٣].

وقال ابن الأعرابي : معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار.

وقال الزَّجَّاجُ : هذه الآيات اْحتِجَاجٌ على المُشْرِكِين ، لأنهم لم ينكروا أنَّ ما استقرَّ في الليل والنهار للهِ أي هو خالقُه ومُدَبِّرُه ، فالذي هو كذلك قادرٌ عَلَى إِحياء الموتى.

قال أحمد بن يَحيى في قوله : (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) [الأنعام : ١٣] : إنما الساكن من الناس والبهائم خاصَّةً.

قال : وسَكَنَ : هَدَأَ بعد تحرُّكٍ ، وإنما معناه ـ والله أعلم ـ الخَلْق.

وقوله : (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة : ٢٤٨].

قال الزَّجَّاج معناه : فيه ما تسكنون به إِذا أتاكم.

وقيل في التفسير : إِنَ السكينة لها رأسٌ كرأسِ الهِرِّ مِن زَبَرْجَدٍ وياقوتٍ ، ولها جَناحان.

وقال الليث : قال الحَسَن : جعَل الله لهم في التابوت سكِينةً لا يَفرُّون عنه أبداً وتطمئنُّ قلوبهم إِليه.

وقال مقاتلٌ : كان فيه رأسٌ كرأس الهرّةِ إِذا صاح كان الظّفَرُ لبني إسرائيل.

والمِسِكين قد مرّ تفسيره في باب الفقير وهو مِفْعِيلٌ من السكون مِثل المنطيق من المنطق.

وقال الليث : المَسكَنَة : مصدر فعل المِسكين ، وإِذا اشْتَقُّوا منه فعلاً قالوا : تَمَسْكنَ الرجل أيْ صار مِسكيناً.

ويقال : أَسْكَنَهُ اللهُ ، وأَسْكَنَ جَوْفَهُ أي جَعلهُ مِسكيناً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): أَسْكنَ الرَّجلُ وسَكَنَ إِذا كانَ مِسكيناً ، ولقد أَسْكنَ.

وقال غيره : تَمَسْكَنَ إِذا خَضَعَ لله ، وهي المَسْكنةُ لِلذّلَّةِ.

قال : وهو قول ابن السكيت ، والمِسْكينُ أَسْوَأُ حالاً من الفَقير.

قال ابن الأنباري قال يونس : الفَقيرُ : الذي له بعض ما يُقيمُه.

٤٠