تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

وقيل : قَرْحٌ في المآقِي.

ويقال : حِكَّةٌ ويُبْسٌ وَحُمْرَةٌ. قال ابنُ مُقْبِلٍ :

تَأَوَّبَنِي الدَّاءُ الذي أَنَا حَاذِرُهْ

كَمَا اعْتَادَ مَكْمُوناً مِن اللَّيْلِ عَاثِرُهْ

ومَن رواه بالهاءِ : يُكْمِهَانِ ، فمعناه يُعْمِيَانِ ، من الأكْمَهِ ، وهو الأعمَى.

قال حدّثنا عبدُ الله بن عمرَ عن حَجَّاج عن عطاء بن عمرَ أنه قال : الأكْمَهُ : الممْسُوحُ العَيْنِ.

وقال مُجَاهِدٌ : هو الذي يُبْصِرُ بالنهار ، ولا يُبْصِرُ باللَّيْل.

مكن : (أبو زيد) يقال : امْشِ على مَكِينَتِكَ ومكَانتِكَ وهِينَتِك.

وقال ابنُ المُسْتَنِيرِ : يقال : فلانٌ يَعمَلُ على مَكِينَتِه أي على اتِّئَادِه.

وقال الله جل وعز : (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) [الأنعام : ١٣٥] أي : على حِيالِكُمْ ونَاحِيَتِكُمْ.

وأَخبَرَني المُنْذِرِيُّ عن الغَسَّاني عن سَلَمَة عن أبي عبيدةَ مِثْلُه.

وقال سلمة : قال الفراء : له في قَلْبي مكانَةٌ ومَوْقِعَةٌ ومَحِلَّةٌ.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : فلانٌ مَكينٌ عند فلانٍ بَيِّنُ المكانَةِ يعني المنزِلَة ، قال : والمَكَانَةُ : التؤدَةُ أيضاً.

وقال الليثُ : المَكْن بَيْضُ الضَّبِّ ونحوه ، ضَبَّة مكُونٌ ، والوَاحِدَة : مَكْنَةٌ. قال : وكلُّ ذِي رِيشٍ وكلُّ أَجْرَدَ يَبِيضُ ، وما سواهُما يَلِدُ.

وقال شمرٌ : يقال : ضَبَّةٌ مَكُونٌ ، وضِبَابٌ مِكَانٌ. وأنشد :

وقالَ تَعلّمْ أَنَّها صَفَرِيَّةٌ

مِكَانٌ نمَا فيها الدَّبَا وجَنَادِبُه

قال : ومَكِنَتِ الضَّبَّةُ وأَمْكَنَتْ إذا جَمَعَتْ البيْضَ في جَوْفِها.

(أبو عبيد عن الكسائي) : الضَّبَّةُ المَكُونُ : التي قد جَمَعَتْ بَيْضها في بَطْنِهَا ، يقال منه : قَدْ أَمْكَنَتْ فهي مُمْكِنٌ.

وقال أبو زيد مثلَه ، قال : والجَرَادَةُ مِثْلُها ، واسمُ البَيْض : المِكْنُ.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أَقِرُّوا الطَّيْرَ في مَكُنَاتِهَا».

قال أبو عبيد : سألتُ عِدَّةً من الأعراب عنه فقالوا : لا نَعْرِفُ للطّيْرِ مَكِناتٍ إنما المكِنَاتُ بَيْضُ الضِّبَابِ ، واحدتها : مكِنَة ، وقد مَكِنَتِ الضَّبّةُ وأَمْكَنَتْ ، فهي ضَبّةٌ مَكُونٌ.

قال أبو عبيد : وجائزٌ في كلام العربِ : أن يُسْتَعَارَ مَكْنُ الضِّبابِ فيُجْعَلَ للطّيْرِ كما قالوا : مَشَافِرُ الْحَبَشِ ، وإنّما المشَافِرُ للإبلِ.

قال : وقيل في تفسير قوله : «أَقِرُّوا الطَّيْرَ

١٦١

على مَكِناتِها» (يريد على أَمْكِنَتها) ومعناهُ : الطّيْرُ التي يُزْجَرُ بها.

يقولُ : لا تزْجُرُوا الطّيْرَ ولا تَلْتَفِتُوا إليها أَقِرُّوها على مَوَاضِعها التي جعلها اللهُ بها أي أنها لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ.

وقال شمرٌ : الصَّحِيحُ من قوله : «أَقِرُّوا الطيْرَ على مَكِنَاتِها» أنها جَمْعُ المَكِنَة ، والمكِنَةُ : التَّمكُّنُ ، تقول العربُ : إنَّ بَنِي فُلانٍ لَذُو مَكِنَةٍ منَ السُّلطانِ أي ذُو تمكُّنٍ ، فيقولُ : أَقِرُّوا الطّيْرَ على مكِنَةٍ ترَوْنها عليها ودَعُوا التَّطيُّرَ منها ، قال : وهي مِثْلُ التَّبِعَةِ من التَّتَبُّع والطَّلِبَةِ منَ التَّطَلُّبِ.

قال : وقول الله : (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) [الأنعام : ١٣٥] أي : على ما أنتم عليه مُسْتَمْكِنُون.

قال شمرٌ : وقال ابن الأعرابي : الناسُ على سَكِنَاتِهمْ ، ونَزِلاتهمْ ، ومَكِنَاتِهم.

وقال الشافعيُّ في تفسير قوله : «أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِها» معناه : أن أهلَ الجاهليةِ كان الرجلُ يخْرُجُ من بيْتِه في حاجَتِهِ فإِنْ رأَى طيراً في طريقِه طيَّرَه فإن أخذَ ذاتَ اليمينِ ذهب في حاجتِه ، وإن أَخَذ ذاتَ الشِّمالِ لم يَذهب.

(قلتُ) : وهذا هُوَ الصحيحُ ، وكان ابنُ عُيَيْنَة يذهبُ إليه ، والمكِنَاتُ بمعنى الأمكِنةِ على تأوِيلِها.

وقال الليث : مكان في أَصْلِ تَقْدِير الفعل (مَفْعَل) لأنه موضعٌ لِكَيْنُونَة الشيء فيه غيرَ أنه لما كثُرَ أَجْرَوْهُ في التصْريف مجْرى (فَعَال) فقالوا : مكَّنَّا له وقد تَمَكَّنَ وليس هذا بأَعْجَبَ من تَمْسكنَ من المسكِين ، قال : والدليلُ على أن مكان (مفعل) أن العربَ لا تقولُ : هو مِنِّي مكَانَ كذا وكذا بالنّصْبِ.

وقال غيره : أمكنني الأمرُ يُمْكِنُني فهو أَمْرٌ مُمكِنٌ : ولا يقالُ : أَنا أُمكِنُه بمعنى أَسْتطيعُه ، ويقالُ لا يُمكِنُكَ الصُّعُودُ إلى هذا الجبل ، ولا يقالُ : أنتَ تُمكِنُ الصُّعُودَ إليه.

(أبو عبيد عن الأصمعي): المَكْنَانُ : نَبْتٌ.

(قلت) : وهو من بُقُولِ الرَّبيعِ (الوَاحِدَةُ : مَكْنَانة).

وقال ذو الرمة :

وَبِالرَّوْضِ مَكْنَانٌ كأَنَّ حَدِيقَهُ

زَرَابِيُّ وَشَّتْها أكُفُّ الصَّوَانِع

وقال ابن الأعرابي : في قول الشاعر ، رواهُ عنه أحمدُ بن يحيى :

ومجَرَّ مُنْتَحَرِ الطَّلِيِّ تَنَاوَحَتْ

فيه الظِّبَاءُ بِبَطنِ وَادٍ مُمْكِنِ

قال : مُمكِن : يُنبِتُ المكْنَانَ.

ك ف ب ـ ك ف م : أهملت وجوهها.

١٦٢

باب الكاف والباء مع الميم]

ك ب م

بكم : قال الليث : يقال للرَّجُل إذا امتنع مِنَ الكَلَامِ جَهْلاً أو تَعَمُّداً : بَكِمَ عَنِ الكَلَامِ.

وقال أبو زيد في «النوادر» : رَجُلٌ أَبْكَمُ وهو العَيُّ الْمُفْحَمُ ، وقد بَكِمَ بَكَماً وبَكَامَةً.

وقال في مَوْضِعٍ آخر : الأبْكَمُ : الأقْطَعُ اللِّسَانِ ، وهو العَيُّ بالجوابِ الذي لا يُحْسِنُ وَجْهَ الكَلَامِ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : أنَّهُ قال : الأبكَمُ : الذي لا يعْقِل الجوابَ.

وقال الله تعالى في صفةِ الكُفَّار : (صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ) [البقرة : ١٨] وكانوا يَسْمَعُونَ وينْطِقُونَ ويُبْصِرُونَ ولكِنَّهُمْ كانوا لا يَعُونَ ما أَنْزَلَ الله ولا يَتَكَلَّمونَ بما أُمِرُوا به ، فَهُمْ بمنزلةِ الصُّمِ البُكْمِ العُمْيِ.

وقال أبو إسحاق في قوله : (بُكْمٌ) إنَّهُمْ بمنْزلةِ مَنْ وُلِدَ أَخْرَسَ.

ويقال : الأبْكَمُ : المسْلُوبُ الفُؤَادِ.

(قلت) : وبَيْنَ الأخْرَسِ والأبْكَمِ فَرْقٌ في كلام العَربِ ، فالأخْرَسُ : الذي خُلِقَ ولا نُطْقَ له كالبَهِيمَةِ العَجْمَاءِ ، والأبكَمُ : الذي لِلسَانِه نُطْقٌ وهُوَ لا يعقِلُ الجوابَ ولا يحْسِنُ وَجْهَ الكَلَامِ ، وجَمْعُ الأبكَم : بُكْمٌ وبُكْمَانٌ ، وجَمْعْ الأصَمِ : صُمٌ وصُمَّانٌ.

١٦٣

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أبواب الثلاثي المعتل من حرف الكاف

ك ج (وايء)

كيج : أهمله الليث.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : كَاجَ الرَّجُلُ إذَا زَادَ حُمْقُه.

قال : والكِيَاج : الفَدَامَة والحَمَاقَةُ.

ك ش

(وايء) كوش ، كيش ، كشي ، شوك ، شكا ، وشك ، شكأ ، كشأ : [مستعملة].

شكا : في حديثِ خَبَّابِ بنِ الأرَتِ : «شَكَوْنَا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرَّمْضَاءَ فَمَا أَشْكَانَا» ، قوله : مَا أَشْكانَا أي مَا أَذِنَ لنا في التَّخَلُّفِ عن صَلاة الظُّهْرِ ولا أَخَّرَها عن وَقْتِهَا.

وقال أبو عبيد ، قال أبو عبيدةَ : أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ إذا أَتَيْتُ إليه مَا يَشْكُونِي.

قال : وأَشْكَيْتُهُ إذا شكَا إليكَ فَرَجَعْتَ له مِنْ شِكايَتِهِ إيَّاكَ إلى ما يحِبُّ.

وقال الراجزُ يصِفُ إبلاً :

تمُدُّ بالأعْنَاقِ أَوْ تَثْنِيهَا

وتَشْتَكِي لَوْ أَنَّنَا نُشْكِيهَا

(قلت) : وللإشْكَاء : مَعْنيَانِ آخَرَانِ.

قال أبو زيد : شَكاني فلانٌ فأشْكَيتُه إذا شكاكَ فَزِدْتُه أَذًى وشَكْوَى.

وقال الفراء : أَشْكَى إذا صادفَ حَبِيبَه يَشْكُو.

وروى بعضهم قول ذي الرمة يَصِفُ الرَّبْعَ ووقُوفَه عليه :

وأُشْكِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أبثّهُ

تُكَلِّمُنِي أَحْجَارُهُ ومَلَاعِبُهْ

قالوا : معناه أبِثُّه شَكْوَايَ وما أكابدُه من الشَّوقِ إلى مَنْ ظَعَنَ عن الرَّبْع حِينَ شَوَّقَتْنِي مَعَاهِدُهُمْ فيه إليهم.

وقال الليث : الشَّكْوُ. والاشتِكاءُ ، تقولُ : شَكا يَشْكُو شكاةً.

قال : ويُسْتَعْمَلُ في المَوْجِدَةِ والمرَضِ.

ويقال : هُو شاكٍ : مريضٌ ، وقد تَشَكَّى واشْتَكَى.

(قلت) : والشَّكَاةُ تُوضَعُ موضِعَ العَيْبِ أيضاً.

١٦٤

وعَيَّرَ رَجُلٌ عبدَ الله بن الزُّبيرِ بأُمِّه فقال : يا ابْنَ ذات النِّطَاقَيْنِ ، فتمثل بقول الهُذْلِيِّ : وتِلْكَ شَكاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها أَرَادَ أَنَّ تعييرِه إيَّاه بأنَّ أُمَّه كانت ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ ليس بعَارٍ ، ومعنى قوله : «ظَاهِرٌ عنك عَارُهَا» أي نابٍ ، أراد أنَّ هذا ليس بعَارٍ يُتَعَيَّرُ منه ويُنْتَفى لأنَّه مَنْقَبَةٌ لها ، أنَّها إنَّما سُمِّيت ذات النِّطَاقينِ لأنه كان لها نِطَاقَانِ تَحْمِلُ في أحَدِهمَا الزَّادَ إلى أبيها وهو مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الغَارِ وكانت تَنْتَطِقُ بالنِّطَاقِ الآخرِ ، وهي أَسْماءُ بنت أَبي بكر الصِّدِّيقِ رضي‌الله‌عنه.

أخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة قال : به شَكَأٌ شديد : تَقَشُّرٌ ، وقد شَكِئَتْ أصابعُه ، وهو التقشر بين اللحم والأظفار شبيه بالتشقق.

ويقال : للبعير إذا أتْعَبَهُ السَّيْرُ فمدَّ عُنُقَه وكَثُرَ نَحِيطُه : قد شكَا. ومنه قال الراجز :

شَكَا إلَيَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى

صَبْراً جُمَيْلُ فكِلَانَا مُبْتَلَى

ويقال : شَكَا يَشْكُو شَكْواً ، على (فَعْلاً) وشَكْوَى ، عَلَى (فَعْلَى).

وقال الليث : الشَّكْوُ : المرضُ نفسهُ.

وأَنشد :

أَخ إنْ تَشَكَّى مِنْ أَذًى كُنْتَ طِبَّهُ

وإِنْ كَانَ ذَاكَ الشَّكْوُ بِي فَأَخِي طِبِّي

(أبو عبيد عن أبي زيد) : يقال لِمِسْكِ السَّخْلَةِ ، ما دَامَتْ تَرْضَعُ : الشَّكْوَةُ ، فإذَا فُطِمَ فَمَسْكُهُ : البَدْرَةُ ، فإذا أَجْذَعَ فَمَسْكُهُ : السِّقَاءُ.

وقال أَبُو يَحْيَى بنُ كُنَاسَةَ : تقولُ العربُ في طُلُوع الثُّرَيَّا بالغَدَوَاتِ في أول القَيْظ :

طَلَعَ النَّجْمُ غُدَيَّهْ

ابْتَغَى الرَّاعِي شُكَيَّهْ

والشُّكَيَّةُ : تَصْغِيرُ الشَّكْوَةِ وذلكَ أن الثُّريَّا إذا طلعتْ هذا الوَقْتَ من الزمانِ هَبتِ البَوَارِحُ ورَمِضَتِ الأرْضُ وعَطِشَ الرُّعْيَانُ فاحْتَاجُوا إلى شِكَاءٍ يَسْتَقُونَ فيها لِشِفَاهِهِمِ ويَحْقِنُونَ اللَّبَنَ في بَعْضِهَا لِيَشْرَبُوهُ بارِداً قَارِصاً.

يقال : شَكّى الرَّاعِي وتَشَكّى إذا اتّخَذَ الشَّكْوَةَ.

وقال الشاعر في شَكّى الرَّاعِي مِنَ الشَّكْوَة :

وحَتّى رَأَيْتُ العَنْزَ تَشْرَى وشكَّتْ ال

أَيَّامى وأضحى الرِّئمُ بالدَّوّ طاويا

وشَكّتِ الأيَامى إذَا كَثُرَ الرِّسْل حتى صارتِ الأيِّمُ يَفْضُلُ لها لَبَنٌ تَحْقِنُهُ في شَكوتِهَا.

ابن السكيت : فلانٌ يُشْكَى بكذا وكذا أي يُزَنُّ ويُتَّهَمُ. وأنشد :

قالتْ لها بَيْضَاءُ من أَهْلِ مَلَلْ

رَقْرَاقَةُ العَيْنَيْنِ تُشْكَى بالغَزَلْ

١٦٥

والشّكِيُ أيضاً : المُوجِعُ.

قال الطِّرِمَّاحُ بن عَدِيٍّ :

أَنَا الطِّرِمَّاحُ وعَمِّي حَاتِمُ

وَسْمِي شَكِيٌ ولِسَاني عَارِمُ

كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُّ الهَزَائِمُ

الهَزَائِمُ : بِئَارٌ كَثِيرَةُ المَاءِ ، وَسْمِي شَكِيٌ أَي مَشْكُوٌّ لَذْعُهُ وإحْرَاقُهُ.

وقولُهُ جَلَّ وعَزَّ : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) [النور : ٣٥].

قال أبو إسحاق : هِيَ الكَوَّةُ.

وقِيلَ : هِيَ بلُغَةِ الحَبَشِ.

قال : والمِشْكَاةُ من كلامِ العربِ.

قال : ومِثْلُهَا ـ وإنْ كان لِغَيْرِ الكَوَّة ـ الشَّكْوَةُ وهي معروفة ، وهي الزُّقَيْقُ الصغِيرُ أَوَّلَ ما يُعْمَلُ مِثْلُه.

وقال غيرُه : أَرَادَ ـ واللهُ أعلم ـ بالمِشْكَاةِ قَصَبَةَ القِنْدِيل من الزُّجَاجِ الذي يُسْتَصْبَحُ فيه ، وهي موضعُ الفَتِيلَةِ في وَسَط الزّجَاجَة شُبِّهَتْ بالمِشْكَاةِ وهي الكَوَّةُ التي ليست بِنَافِذَةٍ.

والعربُ تقولُ : سَلِ شاكِيَ فُلَانٍ أي طَيِّبْ نَفْسَه وَعَزِّهِ عَمَّا عَرَاهُ.

ويقال : سَلّيْتُ شَاكِيَ أَرْضِ كذا وكذا أَيْ تَرَكْتُها فَلَمْ أَقْرَبهَا ، وكُلُّ شيءٍ كَفَفْتَ عنه فقَدْ سَلَّيْتَ شَاكِيَهُ.

[شكأ] : وروى أَبُو العبَّاس عنِ ابنِ الأعرابي ، يُقَالُ : شَكَأ فلانٌ إذا تَشَقَّقَتْ أَظْفَارُه.

وقال أبو ترابٍ : قال الأصمعيُّ : شَقَأَ نابُ البَعِيرِ وشَكَأَ إذا طَلَعَ فَشَقَّ اللَّحْمَ.

وقِيلَ في قولِ ذي الرمة :

عَلَى مُسْتَظِلَّاتِ العُيُونِ سَوَاهِمٍ

شُوَيْكِئَةٍ يَكْسُو بُرَاهَا لُغَامُهَا

أَرادَ شُوَيْقِئَةً فَقَلَبَ القَافَ كَافاً مِنْ شَقَأَ نَابُهُ إذا طَلَعَ كما قيل : كُشِطَ عن الفَرس الْجُلُّ وَقُشِطَ بمعنًى واحدٍ ، وقيل شُوَيْكِيَةٌ بغير هَمْزٍ : إِبْلٌ مَنْسُوبَةٌ.

وتَشَكَّى فلانٌ واشْتَكَى بمعنًى واحدٍ.

قال أبو بكر : الشَّكَأُ في الأظفار : شبيهٌ بالتشقق مهموز مقصور.

شوك : قال الليث : الشَّوْكَةُ ، والجميعُ : الشَّوْكُ ، وشجرةٌ شائِكة : ذاتُ شَوْكٍ ، ومُشِيكةٌ : مِثلُها ، والشَّوْكُ الذي ينبُتُ في الأرض ، الواحدة منها : شَوْكة ، وقد شاكتْ إصْبَعَه شوكةٌ إذا دخلَتْ فيها ، وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشَاكُه ، فإذا أردْتَ أَنّه أصابكَ : قلْتَ : شَاكَنِي الشَّوْكُ يَشُوكُني شَوْكاً.

قال : وتقول : ما أَشَكْتُه أنا شَوْكةً ، ولا شُكْتُه بها ، وهذا معناه أي لم أُوذِهِ بهَا.

قال :

١٦٦

لا تَنْقُشَنَّ بِرِجْلِ غَيْرِكَ شَوْكةً

فَتَقِي بِرِجْلِكَ رِجْلَ مَن قد شَاكَها

شَاكَها مِنْ شِكْتُ الشَّوْكَ أشاكه ، برجل غيرك أي من رجل غيرك.

(أبو عبيدٍ عن الأصمعي): شَاكَتْنِي الشوكةُ تَشُوكُنِي إذا دخَلَتْ في جسَدِه ، وقَدْ شِكْتُ أَنَا أَشَاكُ إذا وَقَعَ في الشَّوك.

قال وقال الكسائيُّ : شُكْتُ الرجلَ إذا أَدْخَلْتَ الشَّوكةَ في رِجْلِه.

(قلت) : أَرَاهُ جَعَله متَعَدِّياً إِلى مَفْعُولَيْنِ كما قال أبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ :

شَاكَتْ رُغَامَى قَذُوفِ الطَّرْفِ خَائِفَةٍ

هَوْلَ الجَنانِ ومَا هَمَّتْ بإِدْلاجِ

حرَّى مُوَقَّعةً مَاجَ البَنانُ بها

عَلَى خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِ

يَصِفُ قَوْساً رَمَى عنها فشَاكَتِ القوسُ رُغَامَى الطائرِ مِرْماةً حَرَّى مَسْنونةً ، والرُّغامَى : زِيادةُ الكَبِدِ ؛ والحَرَّى هي المِرْماةُ العَطْشَى.

وقال أبو عبيد : قال الأصمعيُّ : شَوّكْتُ الحائطَ : جعلتُ عليه الشَّوْكَ.

وشَوّكَ لَحْيَا البَعيرِ إذا طالتْ أَنْيَابُه.

(أبو عبيد): الشّاكِي ، والشائكُ جميعاً : ذُو الشَّوك والحدِّ في سلاحه.

قال : وقال أبو زيد : هو شاك في السِّلاح ، وشائكٌ.

قال : وإنما يقال : شاك إذا أَردت معنَى (فَاعِلٍ) ، فإذا أَرَدْتَ معنى (فَعِلٍ) قلتُ هو شاكُ السلاحِ.

وقيل : رجُلٌ شاكي السلاح : حديدُ السِّنَانِ والنَّصْلِ ، ونحوهما.

وقال الفرّاء : رجُلٌ شَاكُ السِّلاح ، وشاكِي السلاح مثلُ جُرُفٍ هارٍ ، وهَارٌ.

وقال أبو الهيثم : الشاكي من السِّلاح ، أَصْلُه : شَائِكٌ من الشَّوْكِ ، ثم يُقْلَبُ فيُجْعَلُ من بنَات الأربعة ، فيُقال : هو شَاكٍ.

ومَنْ قال : شاكُ السِّلاح بحذفِ الياء ، فهو كما يقال : رَجُلٌ مالٌ ، ونالٌ منَ المال وَالنَّوَالِ ، وإنما هو مائلٌ ونائلٌ.

وقال غيرُه : شاك ثَدْيَا المرأةِ ، وشَوّكَ ثدْيَاهَا إذا تَهَيَّآ للخروج.

وحُلَّةٌ شَوْكَاءُ.

قال الأصمعيُّ : ما أَدْرِي ما يُعْنَى بها ، وقال غيرُه : هي الْخَشِنَةُ من الْجِدَّةِ.

وقال الليث : الشَّوْكَةُ : الْحُمْرَةُ تَظْهَرُ في الوجْه وغيرِه من الجَسد ، فَتُسَكَّنُ في الرُّقَى ، ورجُلٌ مَشُوكٌ ، وقد شِيكَ إذا أصابَتْهُ هذه العِلّةُ.

والشّوْكةُ : طِينةٌ تُدَوَّرُ رَطْبَةً ، ثم تُغْمَزُ حتى تنبسِطَ ، ثم يُغْرَزُ فيها سُلَّاءٌ للنَّخل ، يُخَلَّص بها الكتَّانُ ، تُسَمَّى شَوكةَ الكَتَّانِ.

ويقال : شَوَّكَ الفَرْخُ تَشْوِيكاً ، وهو أَوَّلُ

١٦٧

نبَاتِ رِيشِه.

وشَوْكَةُ المُقاتِل : شِدَّةُ بأْسِه ، هو شديدُ الشَّوْكة.

وشك : قال الليث : أَوْشَكَ فلان خُروجاً ، وتقولُ : لَوَشْكانَ ذا خُرُوجاً ، وَلَسُرْعان ذَا خُروجاً. وأنشد :

أَتَقْتُلُهُمْ طَوْراً وتَنكِحُ فِيهِمُ

لَوَشْكَانَ هذا والدِّماءُ تَصَبَّبُ

 وقال ابن السكيت : تقول : يُوشِك أن يكون كذا ؛ وكذا ، ولا تَقُلْ : يُوشَكُ.

ومن أمثالِهم : «لَوَشْكَانَ ذَا إهَالةً» يُضربُ مثلاً للشيءِ يأتي قَبلَ حينه ، وَوَشْكَانَ : مَصدَرٌ في هذا الموضع ، والوَشِيكُ : السريع ، ووَشْكُ البَيْنِ : سُرْعةُ الفِراق.

(أبو عبيد ، عن الكسائي) : يقال : وَشْكَانَ ما يكُونُ ، ووِشْكَانَ ، ووُشْكَانَ ، والنُّونُ مفتوحةٌ في كلِّ وَجهٍ.

وكذلك : سَرْعَانَ ما يكونُ ذاك ، وسُرْعَانَ ، وسِرْعانَ.

(أبو عبيدة) : فرسٌ مُوَاشِكٌ ، والأُنثى : مُوَاشِكَةٌ ، والمُوَاشَكةُ : سُرْعةُ النّجَاءِ والخِفّة.

وقال عبد الله بن عَنَمَةَ يرثِي بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ :

حَقِيبَةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ

وتَحمِلُه مُوَاشِكَةٌ دَؤُولُ

كشي : أخبرني المنذريُّ عن الصَّيْداوِيِّ عن الرِّياشِيِّ قال : الكُشْيَةُ : شحْمٌ يَكونُ في بَطْن الضّبِّ.

وأنشد :

فلَو كان هذا الضَّبُّ لا ذَنَبٌ له

ولا كُشْيَةٌ ما مَسَّهُ الدَّهْرَ لامِسُ

ولكنَّه مِن أَجْلِ طيبِ ذُنَيْبِهِ

وكُشْيَتِهِ دَبّتْ إليه الدَّهَارِسُ

ويقال : كُشَّةٌ ، وكُشْيَةٌ بِمَعْنًى واحد.

[كشأ] : ومِنْ مهْمُوزه : ما روى أبو عبيدٍ لأبي عمرٍو : إذا شَوَيْتَ اللحم حتى يبِس فهو كَشِئٌ مَهْمُوزٌ ، وقد كَشَأْتُهُ ، ومثله : وزَأْتُ اللَّحْم إذا أَيْبَسْتَهُ.

وقال الأمَويٌّ : أكْشَأْتُهُ بالألِف.

وقال أبو عمرٍو : كَشِئْتُ الطَّعامَ كَشْأً إذا أكلْتَهُ حتَّى تمتلئَ منه.

وقال أبو زيدٍ : كَشأتُ الطَّعامَ كشْأً إذا أكلْتَهُ كما تأكلُ القِثَّاءَ ونحوه.

قال : وكَشَأْتُ وسطَه بالسَّيْف كشْأً إذا قَطعْتَهُ.

ويقال : تكَشّأَ الأديمُ تكشُّؤاً إذا تَقَسَّمَ؟.

وقال الفراءُ : كَشَأْتُهُ ، ولفَأْتُهُ أي قشرتُه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): كَشَأَ يَكْشَأُ إذا أكل قطعةً من الكَشِئِ وهو الشِّوَاءُ المُنْضَجُ ، وأَكْشَأَ إذا أكَلَ الكَشِئَ.

ابن شميل : رَجُل كَشِئٌ : مُمْتَلِئٌ مِنَ

١٦٨

الطّعَامِ ، وكَشَأْتُ اللَّحْمَ وكَشّأْتُه إذا أكلتَه ، ولا يقال في غير اللَّحْمِ.

كوش ـ كيش : أهمله الليث.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : كاش يكُوشُ كَوْشاً إذا فَزِعَ فَزَعاً شديداً ، وكاش جِارِيتَه يكُوشُهَا إذا مَسَحَهَا.

أبو الهيثم لابن بُزُرْجَ : ثَوْبٌ أكْيَاشٌ ، وجبّةٌ أَسْنَادٌ ، وثَوْبٌ أَفْوافٌ.

قال : والأكْيَاشُ مِنْ بُرُودِ اليَمنِ.

ك ض

(وايء) استُعْمِلَ من جميع وجوهه ما روى أبو عبيد عن أبي زيد.

ضوك ـ ضيك : أهمله الليث.

وروى أبو عبيد عن أبي زيدٍ : الضّيَكَانُ والحَيَكان : مِنْ مَشْيِ الإنسان : أَنْ يُحَرِّكَ فيه مَنْكِبَيْه ، وجَسَدَهُ حين يمشي مع كثرة لَحْمٍ.

وقال اللحياني عن أبي زياد : تَضَوَّكَ فلان في رجيعه تضوُّكاً إذا تلطَّخ به.

قال : وقال الأصمعيُّ : تَصَوَّكَ فيه بالصاد غير معجمة.

قال : وقال أبو الهيثم العقيلي : تورَّك فيه تورُّكاً إذا تلطّخ.

وروى أبو ترابٍ عن عرَّامٍ : يقال : رَأَيْتُ ضُوَاكَةً من النَّاس ، وضَوِيكَةً أي جماعة من سائر الحيوان.

ويقالُ : اضْطَوَكُوا على الشيء واعْتَلَجُوا وادَّوَسُوا إذا تنازعُوا بشدة.

ك ص

(وايء) صوك ، صأك ، كيص ، كصا ، صكا : [مستعملة].

صوك ـ صاك : قال الليث : الصَّأْكةُ ، مَجْزُومةٌ : ريحٌ يجدُها الإنسانُ من عَرقٍ أو خَشَبٍ أصابهُ ندًى فتغيرت ريحُهُ ، والصَّائكُ : الوَاكِفُ إذا كانت فيه تِلْكَ الرِّيحُ ، والفِعْلُ : صَئِكَتِ الخَشبةُ تصأَك صَأَكاً.

وقال الأعشى : فَتَرَكَ فيه الهَمْزَ ، وخَفّفه فقال : صَاك :

وَمِثْلُكِ مُعْجَبَةٍ بالشّبِا

ب صاكَ العبيرُ بأَثْوَابها

أراد : صَئِك. قال : والصَّائكُ : الدَّمُ اللَّازقُ.

ويقالُ : الصَّائكُ : دَمُ الْجَوفِ. وقال الشاعر ، فجَعَلهُ يصُوكُ :

سَقَى اللهُ خَوْداً طَفْلةً ذاتَ بَهْجَةٍ

يَصُوكُ بكفّيها الخِضابُ ويَلْبَقُ

يصوكُ يلْزَقُ.

وروى عمرٌو عن أبيه قال : الصَّائكُ : اللازقُ ، وقد صاك يصِيكُ.

وقال أبو زيدٍ : صَئِك الرَّجلُ يَصْأَك صَأَكاً إذا عَرِقَ فهاجتْ ريحٌ مُنْتِنَةٌ من ذَفَرٍ أو غير

١٦٩

ذلك.

وفي «النوادِر» : رَجُلٌ صَئِكٌ. وهو الشديدُ من الرِّجال.

وظلَ يُصايكُني منذُ اليوم ويُحايكُني.

وقال الأصمعيُّ : تَصَوَّك فلانٌ في رَجِيعِه تَصَوُّكاً إذا تَلَطّخَ به. وتقولُ مِثلُه بالضَّادِ.

كيص : وقال الليثُ : الكِيصُ من الرِّجال : القصيرُ التّارُّ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الكَيْصُ : البُخْلُ التَّامُّ ورجلٌ كِيصٌ.

قال أبو العباس : رَجُلٌ كِيصًى يا هذا بالتنوين : ينزل وحدَه. ويأكل وحده ، وقد كاصَ طَعَامَه إذا أكله وحده.

(ابنُ بُزُرْج): كاصَ فلانٌ من الطعام والشراب إذا أكثر منه.

وفلانٌ كاصٌ أي صَبُورٌ باقٍ على الأكل والشرب.

كصا : وقال ابن الأعرابي : كَصَا إذا خَسّ بعد رِفعة.

صكا : وصَكَا إذا لَزِمَ الشيء.

ك س

(وايء) كسا ، كوس ، كيس ، كأس ، وكس ، أسك ، سوك سكا : [مستعملة].

كسا ـ سكا : قال الليث : الكِسْوَةُ ، والكُسْوَة : اللّبَاسُ ، ولها معانٍ مُخْتَلِفَةٌ.

تقولُ : كَسَوْتُ فُلَاناً أَكْسُوهُ. إذا أَلْبَسْتَهُ ثَوْباً أو ثِيَاباً.

واكْتَسَى فلانٌ إذا لَبِسَ الكِسْوَةَ.

وقال رؤبةُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلَابَ : وَقَدْ كَسَا فِيهِنَّ صِبْغاً مُرْدَعَا

يعني : كَسَاهُنَّ دَماً طَرِيّاً.

وقال أيضاً يَصِفُ العَيْرَ وأُتُنَهُ :

يَكْسُوهُ رَهْبَاهَا إذا تَرَهَّبَا

على اضْطِرَامِ اللُّوحِ بَوْلاً زَغْرَبَا

يَكْسُوهُ رَهْبَاهَا أي يَبُلْنَ عليه.

ويقال : اكْتَسَتِ الأرضُ بالنَّبَاتِ إذا تَغَطَّت به. والكِسَاءُ : اسمٌ موضوعٌ.

ويقال : كِسَاءٌ ، وكِسَاءانِ وكِسَاوَانِ ، والنّسْبَةُ إليه : كِسَائيٌ ، وكسَاوِيٌ ، والكُسَى : جمعُ الكُسْوَةِ.

وقال أبو زيدٍ يقال : جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْر ، وعلى دُبْرِهِ ، وكُسْأَهُ ، وأَكْسَاءَهُ وجِئْتُكَ على كُسْئه وفي كُسْئه أي بعد ما مضى الشَّهْرُ كلُّه. وأنشد أبو عبيد :

كلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نُوقاً يَمَانِيَةً

إذَا الحُدَاةُ على أَكْسَائِهَا حَفَدُوا

أي على أَدْبَارِهَا.

وقال ابن الأعرابي : كاسَأَهُ إذا فَاخَرَهُ.

قال : وساكاه إذا ضَيَّقَ عليه في المعامَلَةِ.

وَسَكَا إذا صَغُرَ جسْمُهُ.

أبو بكر : الكَسَاءُ بفتح الكاف ممدود :

١٧٠

المجد والشرف والرفعة ، حكاه أبو موسى هارون بن الحارث.

قال الأزهري : وهو غريب.

ويقال : كَسِيَ فلانٌ يَكْسَى فهو كاسٍ إذا اكْتَسَى ، ومنه قوله :

يَكْسَى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُهَا

إذا تَهَرَّتْ عَبْدَهَا الهارِيَهْ

وقولُ الحطيئة : وَاقْعُدْ فَأَنْتَ لَعَمْرِي الطَّاعِمُ الكَاسِي أي المُكْتَسِي.

أخبرني المُنْذِريُّ عن أبي الهيثم : يقال : فلانٌ أكْسَى من بَصَلَةٍ إذا لَبِس الثياب الكثيرة.

قال : وهذا من النوادر أن يقال للمكتسي : كاسٍ بمعناه.

قال : ويقال : فلانٌ أكْسَى من فلان أي أكثرُ إعطاء للكُسْوَةِ ، من كسَوْتُه أكْسُوهُ ، وفلانٌ أكسى من فلان أي أكثر اكتساء منه ، وقال في قوله : فإنك أنت الطاعم الكاسي أي المكتسي ، هكذا أملاه علينا.

كوس : (ثعلب عن ابن الأعرابيّ): الكَوْسُ : مَشيُ النَّاقَةِ على ثَلَاثٍ.

والكُوسُ : جمْعُ أكوَسَ ، وكَوْسَاءَ.

وفي حديث عبدِ الله بن (١) عبدِ الله بن عُمَرَ أَنَّه كان عندَ الحجَّاجِ فقال : ما نَدِمْتُ عَلَى شَيءٍ نَدَمِي عَلَى أَن لا أكُونَ قَتَلْتُ ابنَ عُمَرَ ، فقال عبدُ الله : أَمَا والله لو فَعَلْتَ ذلك لكَوَّسَكَ اللهُ في النَّارِ.

قال أبو عُبيْدٍ : معناهُ لَكَبَّكَ الله.

يقالُ : كوَّسْتهُ على رأسِهِ تَكْوِيساً ، وقد كاسَ يكُوسُ إذا فعلَ ذلك.

وقالتْ عَمْرَةُ بِنْتُ مِرْدَاسٍ ، أخْتُ العبَّاس بن مِرْدَاسٍ ، تَذْكُرُ أَخَاهَا أَنَّه كان يَعْقِرُ الإبلَ :

فَظَلّتْ تكُوسُ عَلَى أَكْرُعٍ

ثَلَاثٍ وغَادَرْتَ أُخْرَى خَصيبَا

يعني القائِمةَ التي عَرْقَبَها فهي مُخَضّبَةٌ بالدّمَاءِ.

وقال الليثُ : الكُوسُ : خَشبَةٌ مُثَلّثَةٌ تكونُ مع النَّجَّارِينَ يقيسُونَ بها تَرْبيعِ الخشبِ ، وهي كلمةٌ فارِسِيَّةٌ ، والكوسُ أيضاً كأَنّها عَجَمِيَّةٌ ، والعربُ تكلّمَتْ بها وذلك إذا أَصَابَ النَّاسَ خَبٌّ في البحرِ فخافُوا الغرقَ ، قالوا : خافُوا الكُوسَ.

وقال أبو عبيدةَ : الكُوسِيُ من الخيل : القصيرُ الدَّوَارِجِ ، ولا تراهُ إلَّا مُنَكّساً إذا جرى ؛ والأنثى : كُوسِيَّةٌ.

__________________

(١) كذا في المطبوع : وفي «اللسان» (كوس): «عبد الله بن عمر».

١٧١

وقال غيرُه : هو القصيرُ اليَدَيْنِ ، وكَاسَتِ الحَيَّة إذا تَحَوَّتْ في مَكاسِهَا ، وتكَاوَسَ النَّبْتُ إذا الْتَفَّ ؛ وسَقَط بعضُه على بَعْضٍ ، فهو مُتَكاوِسٌ.

وفي «النَّوَادِرِ» : اكْتَاسنِي فلانٌ عن حَاجَتِي وارْتَكَسَنِي أي حَبَسَنِي.

كيس : ومن ذَوَاتِ الياءِ ، رُوِي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنَّه قال : «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ» أَرادَ أَنّ العاقلَ منْ حَاسَبَ نفْسَهُ.

ويقال : كَاسَ يَكِيسُ كَيْساً ، فهو كَيّسٌ.

وقال ابنُ الأعرابيِّ : الكَيْسُ : العقلُ ، والكَيْسُ : الجِماعُ وطلَبُ الوَلَدِ في قولِه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا قَدِمْتُمْ عَلَى أَهَالِيكُم فالكَيْسَ الكَيْسَ» : أي جَامِعُوهنّ طالبينَ الولَدَ.

وقال الليثُ : جمعُ الكَيّسَ : كَيَسَةٌ.

قال : ويقالُ : هذا الأكْيَسُ ، وهي الكوسَى ، وهُنَ الكُوسُ ، والكُوسَيَاتُ للنّساءِ خاصةً. وقولُ الشاعر :

فما أَدْرِي أَجُبْناً كان دَهْرِي

أَمِ الكُوسى إذا جَدَّ العَزِيمُ

أراد الكَيْسَ ، بنَاهُ على فُعْلَى ، فصارت الياءُ واواً ، كما قالوا : طُوبى من الطِّيبِ.

قال أبو العباس : الكَيِّسُ : العاقل ، والكَيْسُ : العقل.

وأنشد :

فلو كنتم لكيّسَةٍ أكاسَتْ

وكيْسُ الأم أكيَسُ للبَنينا

وقال الآخر :

فكن أكيَسَ الكَيْسَى إذا ما لقيتهم

وكن جاهلا إمَّا لقيتَ ذوي الجهل

وقال ابنُ بُزُرْجَ : أَكاسَ الرَّجُلَ إذا أخذَ بِنَاصيتِهِ ، وأكاسَتِ المرأَةُ إذا جاءت بولَدٍ كَيّسٍ ، فهي مُكِيسَةٌ ومُكْيسَةٌ.

ويقالُ : كايَسْتُ فُلاناً فَكِسْتهُ أكِيسُهُ إذا غلبتَهُ بِالكَيْسِ.

وفي حديث جابرٍ : «أَنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أتُرَانِي إنّمَا كِسْتُك لآخُذَ جَمَلكَ».

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : كَيْسَانُ : اسم للغَدْرِ.

وأنشد :

إذا ما دَعَوْا كيْسَانَ كانت كُهُولُهُم

إلى الغَدْرِ أَسْعى منْ شبَابهمِ المُرْدِ

ويقال لما يكونُ فيه الولَدُ : الكِيسُ ، شُبِّه بالكيسِ الذي يُحْرَزُ فيه النَّفقَةُ.

[كأس] : قال الله تعالى : (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥)) [الصافات : ٤٥].

قال الزجاج : الكأس : الإناء إذا كان فيه خمرٌ ، فهو كأس ، ويقَعُ الكأس لكل إناءٍ مع شَرَابِه.

قال الأزهري : والكأسُ مهموزٌ وجمعه كؤوسٌ.

١٧٢

وقال ابن بُزُرْجَ : كاص فلان من الطعامِ والشرابِ إذا أكثر منه.

وتقول : وجدت فلاناً كُؤَصاً كُعَصاً أي صبوراً باقياً على شربه وأكله.

قال الأزهري : وأحْسِبُ الكأْسَ مأخوذاً منه ؛ لأن الصاد والسين يتعاقبان في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما.

(ابن السكيت) : هي الكأسُ والفأسُ ، والرأسُ : مهموزاتٌ ، وهو رابط الجأْسِ.

أسك : قال أبُو الهيثمِ : قال نُصَيرٌ : الإسْكَتَانِ : ناحِيَتَا الفَرْجِ ، وطرَفاهُ : الشَّفْرانِ.

وقال شمرٌ : الإسْكُ : جانبُ الاسْتِ.

وقال أَبُو عبيدٍ : امْرَأَةٌ ماسُوكةٌ إذا أَخطأَت خافِضتُها فأصابَت شيئاً مِنْ إسْكتَيْها.

وآسَكُ : موضعٌ.

وأخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده :

قبحَ الإله ولا أقبِّح غيرَهُم

إسْكَ الإماءِ بَني الأسَكّ مُكَدَّمِ

قال : الإسْكُ : جانب الاست ، شبههم به لنَتْنهم.

يقال للإنسان إذا وصف بالنَّتْنِ : إنما هو إسْكُ أمَةٍ ، وإنما هو عَطِينةٌ.

وكس : قال الليث : الوَكْسُ في البَيْع : اتِّضَاعُ الثَّمَنِ.

يقالُ : لَا تَكِسْ يا فلانُ ، وإنَّهُ لَيُوضَعُ ويُوكَسُ ، وقَدْ وُضِعَ ، وَوُكِسَ.

قال : والوَكْسُ : دخولُ القَمَرِ في نَجْمٍ يُكْرَهُ.

وأنشد أبو عَمْرٍو : هَيَّجَهَا قَبْلَ ليَالِي الوَكْسِ (ثعلب عن ابن الأعرابي) : أنَّ معاويةَ كتَبَ إلى الحُسَيْنِ بن عَلِيِّ : «إنِّي لَمْ أَكِسْكَ ، ولَمْ أَخِسْكَ».

قال ابن الأعرابيّ : لَمْ أَكِسْكَ : لَمْ أَنْقُصْكَ ، ولَمْ أَخِسْكَ : لَمْ أُبَاعِدْكَ مِمَّا تُحِبُّ ، والأوَّلُ مِنْ وَكَسَ يَكِسُ ، والثّاني مِنْ خَاسَ بِهِ يَخِيسُ به.

(عَمْرٌو عن أبِيهِ) قال : الوَكْسُ : مَنْزِلُ القَمَر الذي يُكْسَفُ فيه.

سوك : قال الليث : السَّوْكُ : فِعْلُكَ بالسِّوَاكِ ، والمِسْوَاكِ.

يقالُ : ساكَ فَاهُ يَسُوكُهُ سَوْكاً ، فإذا قُلْتَ : اسْتَاكَ فَلَا تَذْكر الفَمَ.

قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاع :

وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنجَبِيلِ ولَذَّةً

صَهْباءَ ساكَ بها المُسَحِّرُ فَاهَا

ساك وسوّكَ : واحد ، والمسحر : الذي يأتيها بسَحُورها ، قال : والسِّواكُ تُؤَنِّثُه العربُ.

وفي الحديث : «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ» أي

١٧٣

يُطهِّرُ الفمَ.

(قلت) : ما عَلِمْتُ أَحَداً من اللغَوِيِّينَ جَعلَ السِّواكَ مُؤَنَّثاً ، وهو مُذَكَّرٌ عندي.

وقولُه : مَطْهَرَةٌ كقولِهم : الوَلَدُ مَجْبنَةٌ مَجْهَلَةٌ. وكقولهم : والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنفْسِ الْمُنْعِمِ وقال الليث : يقال : جاءت الإبلُ تَسَاوَكُ ، أي ما تُحَرِّكُ رُؤوسَها.

(قلت) العربُ تقولُ : جاءتِ الغَنَمُ هَزْلَى تَسَاوَكُ ، أي تَتَمَايَلُ مِنَ الهُزَالِ والضّعْفِ.

وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ «أَنَّ زَوْجَها أَبَا مَعْبَدٍ جَاءَ يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً تَسَاوَكُ هَزْلاً».

وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ لعُبَيْدِ الله بن الحُرِّ الجُعْفِيِّ :

إلى الله نَشْكُو ما نَرَى بِجِيَادِنَا

تَسَاوَكُ هَزْلاً مُخُّهُنَّ قَلِيلُ

قال أبو زيد : يُجْمَعُ السِّوَاكُ : سُوُكاً على فُعُلٍ.

قال : وأَنشدني الخليلُ بنُ أحمدَ :

أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثا

تِ تَمْنَحُهُ سُوُكَ الأسْحِلِ

قال : ورَجُلٌ قَؤُولٌ من قَوْمٍ قُوُلٍ ، وقُوْلٍ مثلُ سُوُكٍ ، وسُوْكٍ.

وقال ابنُ السكيت : تَسَاوَكَتْ في المشْي ، وتَسَرْوَكْت ، وهما رَدَاءَةُ المشْيِ ، والبُطْءُ فيه من عجفٍ وإِعياءٍ.

ك ز

(وايء) كوز ، كزا ، زوك ، زكأ ، زكا ، زأك ، وكز ، وزك : [مستعملة].

كزا : أهمله الليث ، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أَنَّه قال : كَزَا إذَا أَفْضَلَ عَلَى مُعْتِفِيهِ.

زوك : أهمله الليثُ.

وقال ابن السكيت : الزَّوْكُ : مِشْيَةُ الغُرَابِ ، وهو الخَطْوُ المُتَقَارِبُ في تَحَرُّكِ جَسَدِ الماشِي.

وقال أبو زيدٍ : زَاكَ يَزُوكُ زَوْكاً إذا مشى فَحَرَّكَ جسدَهُ وأَلْيَتَيْهِ ، وفَرّجَ ما بين رِجْلَيْهِ ، وهو الزَّوَنَّكُ.

وقال أبو عمرٍو : الزَّوْكُ : مِشْيةٌ في تقارُبٍ وفَحَجٍ ، وأنشد :

رَأَيْتُ رِجَالاً حِينَ يَمشُون فَحّجُوا

وزَاكُوا وما كانُوا يزُوكُونَ من قبلُ

وزك : أهمله الليث.

وقال ابن السكيت : قال الفراءُ : رَأَيتُها مُوزِكَةً ، وقد أَوْزَكَتْ ، وهو مشْيٌ قبيحٌ من مشْيِ القصيرةِ.

زأك : بالهمز ، أهمله الليث ، وأقرأني المنذريُّ في المَنْبُورَةِ لأبي حِزَامٍ :

تَزَاءَكَ مُضْطَنِئٌ آرمٌ

إذا ائْتَبّهُ الأدُّ لَا يَفْطَؤُهْ

قال ابن السكيت : التَّزَاؤكُ : الاستحياءُ ،

١٧٤

والمُضْطَنِئُ : المستحي.

قال : والآرِمُ : المُوَاصِلُ ، ائتَبَّهُ : تَهَيأَ له ، لا يَفْطَؤُهُ : لا يقهَرُهُ.

كوز : يقال : كازَ يَكُوزُ ، واكْتَازَ يَكْتَازُ إذا شرب بالكُوزِ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : كاب يكُوبُ إذا شَرِبَ بالكُوبِ ، وهو الكُوزُ بلا عُرْوَةٍ ، فإذا كان بعُرْوَةٍ فهو كُوزٌ.

يقال : رأيته يَكُوزُ ويكْتَازُ ، ويكُوبُ ويكْتَابُ ، وجمع الكُوز : كيزَانٌ.

ابن دريد : كُزْتُ الشيء أكوزُه كَوْزاً إذا جمعتَه.

وبنُو الكُوزِ : بطن من العرب.

وسمَّت العرب مَكوزَة ومِكْوَازاً.

وقال غيرُه : مَكْوَزَةُ من أسماء العرب.

زكا : قال الليث : الزَّكَاةُ : زَكاةُ المال ، وهو تطهيرُه ، والفعلُ منه : زَكَّى يُزَكّي تَزْكِيةً ، والزَّكاةُ : الصَّلَاح.

يقال : رجلٌ تقيٌ زَكيٌ ، ورجالٌ أتقياءُ أَزْكِياءُ ، والزَّرْعُ يزْكُو زَكاءً ، ممدودٌ ، وكلُّ شيءٍ يَزْدَادُ ويسمَنُ فهو يَزْكُو زَكاءً.

وتقولُ : هذا الأمرُ لا يَزْكُو بفُلانٍ أي لا يليقُ به.

وأنشد :

والمالُ يَزْكُو بكَ مُسْتَكْبِراً

يَخْتَالُ قَدْ أَشْرَفَ لِلنَّاظِرِ

قال ابن الأنباري في قوله تعالى : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً) [مريم : ١٣] معناه : وفعلنا ذلك رحمةً لأبويه وتزكيةً له.

قال الأزهري : أقام الاسم مُقامَ المصدر الحقيقي.

وقال جل وعز : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤)) [المؤمنون : ٤].

قال بعضُهم : (الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ) أي العملِ الصَّالحِ (فاعِلُونَ).

ومنه قوله جل وعز : (خَيْراً مِنْهُ زَكاةً) [الكهف : ٨١] أي خيراً منه عملاً صالحاً.

وقال الفراء : زَكاةً : صلاحاً.

وكذلك قوله : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً) قال : صَلَاحاً.

(ابن اليزيديّ عن أبي زيدٍ النَّحوي) في قوله جلَّ وعز : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) [النور : ٢١] وقرئَ (ما زكَّى) فمن قرأ : (ما زَكى) فمعناهُ : ما صَلَحَ ، ومن قرأَ (ما زكَّى) فمعناهُ : ما أَصْلَحَ (وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ) [النور : ٢١] أي يصلحُ.

وقال غيرُه : قيلَ لما يُخْرَجُ من المالِ للمساكينِ من حقوقهمْ : زَكَاةٌ لأنَّه تطهيرٌ للمال وتثميرٌ وإصلاحٌ ونماءٌ ، كلُّ ذلك قد قيلَ.

١٧٥

والعربُ تقولُ لِلْفَرْد : خَساً ، وللزَّوْجَين اثْنَينِ : زَكاً ، وقِيلَ لهما : زَكاً ، لأنَّ اثْنَينِ أَزْكَى منَ الوَاحِدِ. وقال العجاج : عَنْ قَبْضِ مَنْ لَاقى أَخَاسٍ أَمْ زَكا وقال ابنُ السكيت : الأخَاسِي : جمْعُ خَساً ، وهو الفَرْدُ.

وقال اللِّحْيَانيُّ : زَكِيَ الرّجُلُ يَزْكَى ، وزَكا يَزْكو زُكُوّاً ، وزكاءً ، وقد زَكَوْتُ وزَكِيتُ أي صِرْتُ زَاكياً.

قال ابن الأنباري : الزَّكاءُ : الزيادة من قولك : زكا يزكو زكاءً ، وهذا : ممدود ، وزكاً مقصور : الزَّوْحَانِ ، ويجوز خَساً وزَكاً بالإجراء ، ومن لم يجرهما جعلهما (بمنزلة مَثْنَى وثُلَاثَ ورُبَاعَ ، ومن أجراهما جعلهما) نكرتين.

وقال أحمد بن عبيد : خَسَا وَزَكَا لا يُنَوَّنانِ ، ولا تدخلهما الألف واللام ، لأنهما على مذهب (فَعَلَ) مثل : وهي وعفا ، وأنشد للكميت :

لأدْنَى خَسَا أو زكا من سِنِيك

إلى أَربَعٍ فيقول انتظارا

وقال الفراء : يكتب خَسَا بالألف لأنه من خَسَأَ مهموز وزكا يكتب بالألف لأنه من يزكو.

(سَلمة عن الفراء) : العربُ تقولُ للزَّوْج : زَكاً ، وللفَرْدِ : خَساً فَتُلْحِقُهُ بِبَابِ قَناً ، ومنهم مَنْ يقولُ : زَكَى ، وخَسى.

قال : ويُلْحِقُه ببَابِ زُفَرَ.

ويقال : هو يُخَسِّي ويُزَكِّي إذا قَبَضَ على شيءٍ في كَفِّهِ وقال : أَزَكاً أَمْ خَساً.

وأنشدَ :

يَعْدُو على خَمْسٍ قَوَائِمُه

زَكا زكأ : ومِنْ مَهْمُوزِه.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : رَجُلٌ زُكَأَةٌ أي مُوسِرٌ.

وروى اللِّحْيَانيُّ عنه : إنه لَملِئٌ زُكَأَةٌ أيْ حَاضِرُ النَّقْد عَاجِلُهُ.

ويقالُ : قد زَكَأَهُ أي : عَجَّلَ نَقدَهُ.

وقال الليث : زَكَأَتِ النَّاقَةُ بِوَلدِها حِينَ ترْمِي بهِ عِنْدَ الطَّلْقِ ، والمَصْدَرُ : الزِّكْءُ على فَعْلٍ مَهْمُوزٌ ، ويُقالُ : قَبَحَ اللهُ أُمّاً زَكَأَتْ به ، ولَكأَتْ بهِ أيْ : وَلدَتْهُ.

وكز : قال الليث : الوكْزُ : الطَّعْنُ ، يقالُ : وَكَزَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ.

(أبو عُبيدٍ عن الكسائي): وكَزْتُه ، ونَكَزْتُه ، ونهَزتُهُ ، ولهَزْتُهُ ، وثَفَنْتُهُ بمعْنًى واحد.

وقال الزجاجُ في قوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) [القصص : ١٥].

قال : الوَكْزُ : أَنْ يَضرِبَ بجُمعِ كَفِّهِ.

وقيل : وَكَزَهُ بالْعَصَا.

وروى أَبُو ترابٍ لبعض العربِ : رُمْحٌ مَرْكُوزٌ ، وموْكُوزٌ بمعنًى واحد.

وأنشد :

١٧٦

وَالشَّوْكُ في أَخْمَصِ الرِّجْلَيْنِ مَوْكُوزُ

[ك ط (وايء) : مهمل] (١)

ك د

(وايء) كدا ، كدأ ، كأد ، كود ، كيد ، وكد ، أكد ، ودك ، دوك ، دكأ ، ديك ، دكا : [مستعملة].

كدا : قال الله جلّ وعزّ : (أَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) [النجم : ٢٤] قال الفراء : أَكْدى : أَمْسَكَ عن العَطِيّةِ وقَطَع.

وقال الزجاجُ : معنى أَكْدى : أَمْسَكَ من العطيّة وقطَع ، وأَصْلُه من الحَفْرِ في البئر.

يقال للحافر إذَا حَفَرَ البئرَ فبَلغَ إلى حَجَر لا يمكِنُهُ معه الحَفْرُ : قد بَلغَ الكُدْية وعند ذلك يَقطعُ الحَفْرَ.

وقال الليثُ : الكُدْيةُ : صلابةٌ تكونُ في الأرض.

ويقال : إنَّ فلاناً قد بَلغَ النَّاسُ كُدْيتَهُ أي : كان يُعْطِي ثمَّ أَمْسَكَ.

قال : ويقالُ : أَكْدى أَيْ : أَلحَّ في المسألةِ وأنشد :

تَضِنُّ فنُعْفِيها إن الدارُ سَاعَفَتْ

فَلَا نَحْنُ نُكْدِيها ولا هِيَ تَبْذُلُ

وتقولُ : لا يُكْدِيكَ سُؤالي أي : لا يُلِحُّ عليكَ وقوله : فلا نَحْنُ نُكْدِيها أي فلا نحنُ نلِحُّ عليها.

وقالت خنسَاءُ :

فتَى الفِتْيَانِ ما بَلَغُوا مَدَاهُ

ولا يُكْدِي إذا بَلغَتْ كُدَاها

أي : لا يَقْطَعُ عَطاءَهُ ، ولا يُمسِكُ عنه إذا قَطَعَ غيرُه وأَمسكَ.

وقال : الكِدَاءُ ـ بكسر الكاف ـ : القَطْعُ من قولك : (أَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) أي : قطع.

(عمرٌو عن أبيه): أَكْدَى : مَنَعَ ، وأكدَى : قطَعَ ؛ وأكْدَى إذا انقطع ، وأكدَى النبْتُ إذا قصُرَ منَ البرْد ، وأكْدَى العامُ إذا أجدَبَ ، وأكْدَى إذا بلغَ الكُدَا وهو الصَّحْراءُ ، وأكْدَى إذا حفَرَ فبلغَ الكُدَى وهي الصُّخُورُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): أكدى : افتقَرَ بَعْدَ غِنًى ، وأكدَى : قَمِئَ خَلْقُهُ.

وقال الليث : أَصابَ الزَّرْعَ بردٌ فكدَاهُ أي : رَدَّهُ في الأرض.

ويقال أيضاً : أَصابَتهمْ كُدْيةٌ ، وكاديةٌ منَ البَرْدِ.

ويقالُ : كَدَأَ النبتُ ـ بالهمز ـ منَ البَرْدِ.

وكُدَيٌ ، وكَدَاءٌ : جَبَلانِ بِمكَّةَ.

وقال ابنُ رُقَيَّاتٍ :

أَنْتَ ابنُ مُعْتَلجِ البِطَا

حِ كُدَيِّها فكَدَائها

__________________

(١) أهمله الليث.

١٧٧

ومِسكٌ كَدٍ : لا رِيحَ له.

(أبو عبيد عن أبي زيد): كَدَتَ الأرض تكدُو كَدْواً فهي كاديةٌ إذا أبطأَ نباتُها.

وكَدِيَ الجِرْوُ يَكْدَى كَدًى وهو داءٌ يَأْخُذُ الجِرَاءَ خاصَّةً يُصيبها منه قيءٌ وسعالٌ حتى يُكْوَى ما بين عينيها.

قال : والكُدْيةُ : الارتفاعُ من الأرضِ.

(شمرٌ): كَدِيَ الكلْبُ كَدًى إذا نَشِبَ العظمُ في حلقِهِ.

ويقال : كَدِيَ بالعظْمِ إذا غصَّ به ، قاله ابن شمَيلٍ.

كدأ : (أبو زيد): كَدَأَ النَّبْتُ يَكْدَأُ كُدُوأً إذا أصابهُ البَرْدُ فَلَبَّدَهُ في الأرْضِ ، أو عَطِشَ فأَبْطَأَ نَبَاتُهُ ، وإِبلٌ كادِيةُ الأوْبَارِ قليلَتُهَا ، وقد كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً.

وأنشد :

كَوَادِئُ الأوْبَارِ تَشْكُو الدَّلَجَا

وكَدِئَ الغُرَابُ في شَحيجِه يَكْدَأُ كَدَأً.

دكأ : أبو زيد : دَاكَأْتُ القَوْمَ مُدَاكَأَةً إذا زَاحَمْتَهُمْ.

وقال غيره : تَدَاكَأَ القَوْمُ عليه إذا تزاحَمُوا.

قال ابنُ مُقْبِلٍ :

وقَرَّبُوا كُلَّ صِهْميمٍ مَنَاكِبُهُ

إذا تَدَاكَأَ منه دَفْعُه شَنَفَا

قال أبو الهيثم : الصِّهْميمُ مِنَ الرِّجَالَ والجِمالِ إذا كانَ حَمِيَّ الأنْفِ أبِيّاً شَدِيدَ النَّفْسِ ، بطِيءَ الانْكِسَارِ.

قال : وتَدَاكَأَ : تَدَافَعَ ، ودَفْعُهُ : سَيْرُه.

كأد : قال الليث : عَقَبَةٌ كَأَدَاءُ : ذَاتُ مَشَقَّةٍ ، وهي الكَؤُودُ أَيْضاً.

تكاءدتْهُ الأمورُ إذا شَقَّتْ عليه.

(شمر عن ابن الأعرابي): الكأدَاءُ : الشِّدَّةُ والخَوْفُ ، والحِذَارُ ، ويقالُ الهَوْلُ واللَّيْلُ ، المظْلمُ.

(أبو زيد): تَكَاءدْتُ الذَّهابَ إلى فلان تكَاؤُداً إذا ذهبتَ إليه على مَشَقَّةٍ.

ويقال : تَكأَّدني الذَّهَابُ إليك تكَؤُّداً إذا ما شَقَّ عليك.

وأنشد :

وَلَمْ تكَأَّد رِحْلَتي كأدَاؤُهُ

ويقال : هي الكُؤَدَاءُ ، والصُّعَدَاءُ ، والكَؤُودُ : المرْتقَى الصَّعْبُ ، وهي الصَّعُودُ.

كود ـ كيد : قال الليث : الكَوْدُ : مصدرُ كادَ يكُودُ كوْداً ، ومَكَادَة ، تقول لمن يطلُبُ إليكَ شيئاً ولا تريدُ أن تعطيه : لا ولا مكادَةً ولا مَهَمَّةً ، ولا كَوْداً ، ولا همّاً ، ولا مَكاداً ، ولا مهمّاً.

قال : ولُغَةُ بنِي عَدِيِّ : كُدْتُ.

وقال أبو حاتم : يقالُ : لَا ولَا كَيْداً لك ولا همّاً.

١٧٨

وبعض العربِ يقول : ولا كَوْداً بالوَاوِ.

قال : وقالت العوَامُ كادَ زَيدٌ أن يموت وأنْ لا تدْخلُ مع كاد. ولا مع ما تصرَّفَ منها.

قال اللهُ : (وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) ، وكذلك جميعُ ما في القرآن.

وقال الليث : الكَيْدُ من المَكِيدَةِ ، وقد كادَهُ مَكِيدَةً ، ورأيتُ فلاناً يَكيدُ بنفسِهِ أي يَسُوقُ سِيَاقاً.

(ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ) قال : الكَيْدُ : صِيَاحُ الغُرَابِ بِجَهْدٍ ، والكَيْدُ : إخْرَاجُ الزَّنْدِ النارَ ، والكَيْدُ : القَيءُ.

وقال الحسنُ : «إذا غَلَبَ الصائمَ الكَيْدُ أَفْطَرَ» والكَيْدُ : التَّدْبِيرُ بباطلٍ أو حقٍّ ، والكَيْدُ : الحَيْضُ.

وفي حديث ابن عباس : «أَنَّهُ نَظَر إلى جَوَارٍ وقد كِدْنَ في الطريقِ فأَمر أَنْ يُنَحّيْنَ» والكيد : الحرْبُ : «غَزَا النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يرَ كَيْداً».

وقال الله جلَّ وعزّ : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦)) [الطارق : ١٥ ، ١٦].

قال الزَّجَّاج : يَعني به الكُفّارَ أَنهم يَخَاتِلُونَ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويُظْهِرون ما هُمْ عَلَى خِلافه.

وأكِيدُ كَيْداً ، قال : كَيدُ الله لهم : اسْتِدْرَاجُهم من حيث لا يَعْلَمُونَ.

وقال الله : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠].

قال الزجاجُ في قوله : «لَمْ يَكَدْ».

قال بعضهم رَآها مِنْ بَعْدِ أَنْ لَمْ يَكَدْ يَرَاها من شدَّة الظُّلْمَةِ.

ويقال معناه : لمْ يَرَها ولم يَكَدْ ، وهذا القولُ أشبهُ بهذا المعنى ، لأنَّ في دُون هذه الظُّلمَاتِ لا تُرَى الكَفُّ.

وقال الفرّاء : العربُ تقولُ : ما كِدْتُ أَبْلُغُ إليكَ وأَنتَ قد بَلَغْتَ ، وهذا هو وَجْهُ العربيَّة.

ومن العربَ من يُدْخِلُ كادَ ، ويَكَادُ في اليقين ، وهو بمنزلة الظّنِّ ، أصْلُهُ : الشَّكُّ ثم يُجْعَلُ يَقيناً.

وأخبرني المنذريُّ عن أبي العبَّاس قال : قال الأخفَشُ في قوله : (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) [النور : ٤٠] حُمِلَ على المعنى وذلك أَنَّهُ لا يراها ، وذلك أنّكَ إذا قُلت : كاد يَفْعَلُ إنما تَعْنِي قاربَ الفعلَ ولم يفعلْ ، عَلَى صحَّةِ الكلام ، وهذا معنى هذه الآية ، إلَّا أنَّ اللُّغَةَ قد أجازَتْ لم يَكَد يَفْعلُ. وقد فعل بعد شِدَّةٍ ؛ وليس هذا صحّةَ الكلام لأنه إذا قال : كاد يفعلُ فإنما يعني قاربَ الفعل.

وإذا قال : لم يَكَدْ يفعل ، يقول : لم يُقَارِبِ الفعلَ ، إلّا أنَّ اللُّغة جاءت على ما فَسَّرْتُ لك ، وليس هو على صحةِ الكلمةِ.

١٧٩

وقال أبو العباس : قال الفرّاء كلما (أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) من شِدّةِ الظُّلْمَةِ ، لأنّ أقلَّ من هذه الظُّلْمَةِ لا تُرَى اليدُ فيه ، وأمَّا لمْ يكد يَقُومُ فقد قام ، هذا أكثرُ اللُّغة فكأن الأخفشَ جاءَ بالمعنى ، وذهب الفرّاءُ إلى لفظ اللغة.

وقال ابن الأنباريِّ : قال اللُّغَوِيون : كِدْتُ أفعلُ. معناه عند العرب قَارَبْتُ الفِعلَ ولَمْ أفعل ، وما كِدْتُ أَفْعَلُ ، معناه : فَعَلْتُ بعد إِبْطَاءٍ ، وشَاهِدُه قولُ الله : (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) [البقرة : ٧١] ، معناهُ : فَعَلوا بعدَ إِبْطَاءٍ ، لِتَعَذّرِ وِجْدانِ البَقَرَةِ عليهم ، وقد يكونُ : ما كِدْتُ أَفْعَلُ بمعنى : ما فَعَلْتُ وَلَا قَارَبْتُ إذا أُكّدَ الكلامُ بأَكَادُ.

وقال ابنُ بُزُرْجَ : يقال : مِن كادَ يَكادُ : هُمَا يَتَكاوَدَانِ.

وأصحابُ النَّحْوِ يقولونَ : يَتَكَاوَدَانِ ، وهو خطأٌ لأنهم يقولون : إذا حُمِلَ أَحدُهُمْ على ما يكْرَهُ : لا والله وَلَا كيْداً ، وَلَا همًّا ، يريدونَ : لَا أَكَادُ وَلا أَهُمُّ.

وكد : قال الليث : يقال : وَكَّدْتُ العَقْدَ أي : أوْثَقْتُه ، وكذلك : أَكَّدْتُهُ.

ويقالُ : وكَّدْتُ اليمينَ ، والهمزُ في العَقْدِ : أَجْوَدُ.

قال : والسُّيُورُ التي يُشَدُّ بها القَرَبُوسُ تسمَّى المَكَايِيدَ ، وَلَا تُسَمَّى التَّوَاكِيدَ.

وتقولُ : إذا عقَدْتَ فَأكِّدْ ، وإذَا حَلفْتَ فَوَكِّدْ.

وقال أبو العباس : التَّوْكِيدُ : دخلَ في الكلامِ لإخرَاج الشّكّ ، وفي الأعدادِ لإحاطَةِ الأجزاءِ.

ومن ذلك أن تقولَ : كلَّمنَي أخُوكَ فيجوزُ أن يكونَ كلَّمَك هو أَوْ أمرَ غُلَامَهُ بِأَنْ يكلّمكَ ، فإذا قلتَ : كَلَّمنِي أَخوكَ تَكْلِيماً لَمْ يَجُزْ أن يكونَ المكلّم لك إلَّا هو.

ويقال : وكَدَ فلانٌ أَمْرَهُ يكِدُهُ وَكْداً إذا مارَسه وقصدَه.

وقال الطِّرِمَّاحُ :

ونُبّئْتُ أَنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَهُ

قُفَيْرَةَ أُمَّ السَّوْءِ أَنْ لَمْ يكِدْ وَكْدِي

معناهُ : أَنْ لم يَعْمَلْ عملي ، ولم يقْصِدْ قَصْدِي ، ولمْ يُغْنِ غَنَائي.

ويقالُ : ما زالَ ذاكَ وُكْدِي ، بضمِّ الواو ، أي فِعْلي ودَأْبي ، فكأَنَ الوُكْدَ : اسمٌ ، والوَكْدَ : مصدرٌ.

وقال ابن دريدٍ : الوَكائِدُ : السُّيُورُ التي يُشَدُّ بها القَرَبُوسُ إلى دَفّتَي السَّرْجِ ، الواحدُ : وِكَادٌ وإكَادٌ.

قال : ووكَدَ بالمكانِ يكِدُ وُكُوداً إذا أقامَ به.

قال : والكوْدُ : كلُّ شيءٍ جَمعْتَهُ كُثَباً من ترابٍ أو طعامٍ ، وجمعهُ : أكوادٌ ، ولم

١٨٠