تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

والكَوَمُ : عِظَمٌ في السَّنَامِ.

ويقال لِلْفَرسِ في السِّفَادِ : كامَ يكُومُ كَوْماً ، وكذلك كلّ ذي حافرٍ من بَغْلٍ أو حِمَارٍ.

ويقال للعقربِ أيضاً : كامَ يكُومُ كَوْماً ، وأنشد أبو عبيد :

كأنّ مَرْعَى أُمَّكُمْ إذْ غَدَتْ

عَقْرَبَةٌ يكُومُهَا عُقْرُبَان

(أبو عبيد عن الأصمعي) : يقال للحمار باكَهَا ، وللفرس : كامَها.

وقال ابن الأعرابي : كامَ الحِمَارُ أيضاً.

وقال ابن شميلٍ : الكُومَةُ : تراب مجتمعٌ طُولُه في السَّمَاء ذرَاعَانِ وثُلُثٌ ، ويكونُ من الحجارة والرّمْلِ ، والجميع : الكُومُ.

وقد كَوَّمَ الرّجُلُ ثِيَابَه في ثَوْبٍ واحدٍ إذا جمعها فيه.

وفي الحديث «أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رَأَى في نَعَمِ الصَّدَقَةِ ناقةً كَوْمَاءَ» وهي الضَّخْمَةُ السّنَامِ ، وبَعيرٌ أكْوَمُ ، والجميعُ : كُومٌ ، وقال الشاعر :

رِقابٌ كالمَوَاجِنِ خاظِيَاتٌ

وأَسْتَاهٌ على الأكْوَارِ كُومُ

والاكْتِيامُ : القُعُودُ على أَطْرَافِ الأصابع ، تقول : اكْتَمْتُ له ، وتَطَالَلْتُ له ، ورَأَيْتُه مُكْتَاماً على أَطْرَافِ أصابع رِجْلِه.

كمأ : (أبو عبيد عن الكسائي): كَمِئَ الرَّجُلُ يَكْمَأَ كَمَأً ، مَهْمُوزاً إذا حَفِيَ وعليه نَعْلٌ ، وأنشد شمرٌ :

وأَنْشُدُ بالله مِنَ النَّعْلَيْنِهْ

نِشْدَةَ شَيْخٍ كَمِئِ الرِّجْلَيْنِهْ

وقال الكسائي أيضاً فيما رَوَى أبو عبيد عنه : فإن جَهِلَ الرَّجُلُ الخَبرَ قال : كَمِئْتُ الأخبارَ أَكْمأُ عنها ، وغَبِيتُ عنها : مثلُها.

(شمرٌ): الكَمَّاءُ الذي يتَّبعُ الكَمْأَةَ ، وسمعتُ أعرابيّاً يقول : بنو فلانٍ يَقْتلُونَ الكَمّاءَ والضَّعِيفَ.

(أبو عبيد عن الأحمر): الكَمْأةُ : هي التي إلى الغُبْرَةِ والسّوادِ ، والجَبْأَة إلى الحُمْرة ، والفِقَعَةُ : البِيضُ.

وقال أبو الهيثم كَمْءٌ للواحد ، وجمْعُه : كَمْأةٌ ، ولا يُجْمعُ على فَعْلَة إلَّا كمْءٌ وكَمْأةٌ ، ورَجْلٌ ورَجْلَة.

ويقال : خرجَ المُتَكَمِّئُونَ ، وهم الذين يطلُبَون الكَمْأةَ ، وأكْمأتِ الأرضُ فهي مُكْمِئَةٌ إذا كَثُر كَمْأتُها.

(شمر عن ابن الأعرابي) : يجمعُ كَمْءٌ : أكْمُؤاً ، وجمع أَكْمُؤ : كَمْأةٌ.

وقال غيره يقال للواحدةِ : كمأةٌ.

وحكى شمرٌ عن زَيدِ بن كَثْوَةَ مثلَ ما قال أبو الهيثم.

(أبو العباس عن ابن الأعرابي) : تلَمَّعَتْ عليه الأرْضُ ، وتكَمَّأَت عليه إذَا غَيَّبَتْه

٢٢١

وذهبت به.

أكم : قال الليث : الأكَمَةُ : تَلٌّ منَ القُفِّ ، والجميعُ : الأكَمُ والإكَامُ والأكُمُ ، والآكامُ ، وهو حَجَرٌ واحِدٌ.

والمأْكَمَتانِ : لَحْمَتانِ بين العَجُزِ والمَتْنَيْنِ والجميعُ : المآكِمُ.

وقال ابن شميل : الأكَمةُ : قُفٌّ غيرَ أنّ الأكمَة أَطْوَلُ في السَماءِ وأَعْظمُ.

ويقال : الأكَمُ : أَشْرَافٌ في الأرضِ كالرَّوَابِي.

يقال : هو ما اجتمعَ من الحجارة في مكانٍ واحد ، فرُبَّما غَلُظَ ، وربما لم يغلُظْ.

ويقال : الأكمَةُ : ما ارتفع على القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعِّدٌ في السّماءِ ، كثيرُ الحجارة.

ويقال : أُكْمٌ لجميع الأكمَةِ.

وروى ابنُ هانئٍ عن زَيْد بن كَثْوَة أَنَّه قال : من أَمْثَالِهِم «حَبَسْتُمُونِي ووَرَاءَ الأكمَةِ ما ورَاءَهَا» قالتْها امرأةٌ كانت واعَدَت تبَعاً لها أَنْ تأْتِيَهُ ورَاءَ الأكمَةِ إذا جَنَّ رُؤيٌ رُؤْياً فبينما هي مُعِيرَةٌ في مَهْنَةِ أهلها إذ مَسَّهَا شَوقٌ إلى موعدها ، وطال عليها المُكْتُ وصَخِبَتْ فَخَرَجَ منها الذي كانت لا تُريدُ إظْهَارَه.

وقالت : «حبَسْتُمُونِي ووَرَاءَ الأكمَةِ ما ورَاءَهَا».

يقال ذلك عند الهزء بكُلِّ مَنْ أَخْبر عن نفْسِه ساقِطاً مّا لا يُريدُ إظْهارَهُ رؤيٌ رُؤْياً : شخْصٌ شخْصاً.

مكا : قال الله جلَّ وعزَّ : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال : ٣٥].

أخبرني المنذريُّ عن الحَرَّانِيِّ عن ابن السكيت قال : المُكاءُ : الصَّفيرُ.

قال : والأصْواتُ مضْمُومَةٌ إلَّا حَرْفَينِ ، النِّداءُ والغِنَاءُ ، وقال حسان : صَلَاتُهُمُ التَّصَدِّي والمُكَاءُ وقال الليثُ : كانوا يطوفونَ بالبَيْتِ عُراةً يصْفِرونَ بأفْوَاهِهم ، ويُصَفِّقُونَ بأيْدِيهم.

(أبو عبيد عن أبي زيد) قال : إذا كانت اسْتُه مَكْشُوفَة مَفْتُوحَة قيل : مَكَت استه تمْكو مُكَاءً.

ويقال للطعنة إذا فَهَقَتْ فَاها : مَكَتْ تَمْكو ، وقال عنترة : تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأعْلَمِ والمكَّاء : طائِرٌ يأْلفُ الريف ، وجَمْعُه : المكَاكِيُ ، وهو : فُعَّالٌ من مَكَا إذا صَفَر.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : يقال لجُحْرِ الثعلب والأرْنب : مَكَاً ومكْوٌ ، وجمعُه أَمْكَاءٌ ، ويُثَنَّى مَكاً : مَكَوانِ. وقال الشاعر : بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ (عمرٌو عن أبيه): تَمَكَّى الغلامُ إذا تطهَّرَ

٢٢٢

للصلاة ، وكذلك : تَطَهّرَ وتكَرَّع.

وأنشد :

كالمُتَمكِّي بدَمِ القَتِيل

(أبو عبيدة): تمكَّى الفرسُ تمكِّياً إذا ابتَلَّ بالعرَق. وأنشد :

والقَوْدُ بَعْدَ القَوْدِ قد تَمَكيْن

أي ضَمَرْنَ بما سالَ من عَرَقهنَّ.

ويقال : مَكِيَتْ يدُه تَمْكَى مَكاً شديداً إذا غلظَتْ.

وكم ـ ومك : (أبو عبيد عن الكسائي) : الْمَوْكُومُ : المَوْقُومُ : الشديدُ الحُزْن ، وقد وَكَمَهُ الأمْرُ ، ووَقَمه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الوَكْمةُ : الغَيْظَةُ المُشْبَعةُ ، والوَمْكَةُ : الفَسْخةُ.

[كمى] * : وأمّا قولُهم : كمَا ، فهي في الأصْل ما أُدْخِلَ عليها كافُ التَّشبيه ، وهذا أكْثرُ الكلام.

وقد قال بعضُهم : إنَّ العربَ تَحْذِفُ الياءَ من كَيْمَا فتجعلُه كَمَا ، ويقول الرَّجُلُ لصاحبه : اسْمَعْ كَمَا أُحَدِّثُك معناه كيما أُحَدثك ويَرْفَعون بها الفعلَ ويَنْصُبون.

قال عديّ بن زيد :

اسمَعْ حديثاً كَمَا يوماً تحدِّثُه

عن ظَهْرِ غَيْبٍ إذا ما سائلٌ سألا

مَنْ نصبَ فبمعنى كَيْ ، ومن رفعَ فلأنه على غَيْرِ لَفْظِ كَيْمَا.

باب اللفيف من حرف الكاف

كوي ، كاء ، أكّ ، أيك ، وكي ، وكك ، (وكوك) ، (وكا) ، كي ، كيك ، كيا ، كأي ، أكي ، كوك.

كوي : قال الليث : كَوَى البَيْطَارُ وغيرُه الدَّابَّة وغيرَهَا بالمِكْوَاةِ يكْوِيها كيّاً وكَيَّةً.

والمِكْوَاةُ : الحديدة المُحْمَاةُ التي يكْوَى بها.

والكَوَاءُ : فَعَّالٌ من الكَاوِي.

واكْتَوَى يكْتَوِي اكْتِواءً ، فهو مُكْتَوٍ.

وفي الحديث : «إنّي لأغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ ثم أَتَكَوَّى بجارِيَتِي» أي اسْتَدْفِئُ بمُبَاشَرَتَها.

وقال الليث : الكَوُّ ، والكَوَّةُ : تأْسِيسُ بِنَائِهَا مِنْ كافٍ وواوَيْنِ ، ومنهمْ من يقولُ : تأسِيسُ بِنَائِها من كافٍ وَوَاوٍ وياءٍ ، كأنَّ أصلها كَوْيٌ ثُم أُدْغِمَتِ الواوُ في الياء ، فجُعِلَتْ واواً مُشَدَّدَةً.

ويقال : كَوَّيْتُ في البيت كَوَّةً.

والرجُلُ يَسْتَكْوِي : إذا طَلَبَ أَنْ يُكْوَى.

ويُجْمَعُ الكَوَّةُ : كُوًى ، كما يقال : قَرْيةٌ وقُرًى.

ويقال : كِوًى ، وكِوَاءٌ.

كاء : قال أبو زيد : كِئْتُ عن الأمْرِ كَيْأَةً إذا ما هِبْتَه.

٢٢٣

ويقال للرجُلِ الجبانِ : كَيْءٌ ، وأنشد شمرٌ :

وإنّي لَكَيْءٌ عن الموئِبَاتْ

إذا ما الرَّطيءُ انمأَى مَرْثَؤُه

وأَكَأْتُ الرَّجُلَ إكاءةً وإكاءً إذا ما أرادَ أمراً ففاجأته على تَئِفَّةِ ذلك فهابَك ورَجَعَ عنه.

وقال أبو عمرو : رجُل كَيْأَةٌ ، وهو الجبانُ.

وقال الليث : الكأْكأَةُ : النُّكوصُ ، وقد تَكَأْكأَ إذا انْقَدَعَ.

(عمرٌو عن أبيه) قال : الكَأْكَاءُ : الجُبْنُ الهالع.

قال : والكأْكَاءُ : عَدْوُ اللِّصَّ.

وقال أبو زيد : تَكَأْكَأَ الرجُلُ إذا ما عَيَّ بالكلام فلم يقدِرْ على أن يتكلَّمَ.

أك : قال الأصمعي : الأكَّةُ : الحَرُّ المُحْتَدِمُ.

يقال : أصابتْنَا أَكَّةٌ شديدةٌ ، ويومٌ ذُو أَكِ ، وذو أكَّةٍ ، وقد ائتَكَ يَوْمُنَا ، وهو يومٌ مُؤْتَكٌ ، وكذلك : العَكُ في وجُوهِهِ.

ويقال : إنَّ في نفْسِهِ عليَ لأكَّةً ، أي حِقْداً.

وقال أبو زيد : دَعاهُ الله بالأكَّةِ ، أي بالموْتِ.

وقال الليث : الأكَّةُ : الشِّدَّةُ من شدائدِ الدَّهْرِ ، وائتَكَ فلانٌ من أَمْرٍ أَقْلَقه وأَذْلَقَه.

أيك : قال الله جلَّ وعزَّ : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦)) [الشعراء : ١٧٦] ، وقرئ : (أصحابُ لَيْكةَ).

وجاء في التفسير : أَنّ اسمَ المدينةِ كان لَيْكةَ ، واختارَ أبو عبيد هذه القراءة وجعلَ لَيْكةَ غير منصرفَةٍ.

ومَنْ قرأَ : «أَصْحابُ الْأَيْكَةِ» فإنَ الأيكةَ والأيْكَ : الشَّجَرُ الملتفُّ.

وجاء في التفسير أَنَّ شجرَهم كان الدَّوْمَ ، وهو شجرُ المَقْلِ.

وأخبرني الإياديُّ عن شمرٍ عن ابن الأعرابي أنه قال : يقال : أيكةٌ مِنْ أَثْلٍ ، ورَهْطٌ مِنْ عُشَر ، وقَصِيمةٌ من الغَضَا.

وقال الزجاجُ ، في سورة الشعراء : يجوزُ ـ وهو حسنٌ جدّاً ـ (كَذَّبَ أصحابُ لَيْكةِ المُرْسَلِينَ) [الشعراء : ١٧٦] بغير ألفٍ على الكسر ، على أَنَّ الأصلَ : الأيكَةِ ، فأُلْقيَتِ الهمزةُ فقيل الْيكَة ، ثم حُذِفَت الألفُ فقيل : لَيْكَةِ.

قال : والعربُ ، تقول : الأحْمَرُ قد جاءني.

وتقول إذا أَلْقَتِ الهمزةَ : الَحمرُ قد جاءني بفتح اللام ، واثبات ألف الوصلِ.

ويقولون أيضاً : لَحمرَ جاءني يريدون : الأحمَر.

قال : وإثباتُ الألِف واللام فيها في سائر القُرآن يدلُّ على أنّ حذفَ الهمزة منها التي هي ألف الوصل بمنزلة قولهم : لحمَر.

٢٢٤

وكي : الوكَاءِ : كلُّ سَيرٍ أو خَيطٍ يُشَدُّ به السِّقَاءُ أو الوِعاءُ ؛ وقد أوْكيتُه بالوِكَاءِ إيكاءً إذا شددته.

وفي حديث الزُّبير بن العوام ، أَنه كان يُوكِي بين الصَّفا والمَرْوَةِ سَعياً.

قال أبو عبيد : هو عندي من الإمساك عن الكلام ، كأنه يُوكِي فَاهُ فلا يتكلَّمُ.

ويُرْوَى عن أعرابي أنه سَمِع رَجلاً يتكلّمُ فقال : أوْكِ حَلْقَكَ أي شُدَّ فمكَ واسْكُتْ.

(قلت) : وفيه وجهٌ آخرُ هو أَصَحُّ عندي مما ذهب إليه أبو عبيد ، وذلك أَنَ الإيكاءَ في كلامِ العربِ يَكونُ بمعنى السَّعْيِ الشديد.

والدليلُ على ذلك قوله في الحديث : أنه كان يُوكِي ما بينهما سَعْياً.

وفي «نوادر الأعرابِ» المحفوظةِ عنهم : المُوكِي : الذي يَتَشَدَّدُ في مشيِهِ ، فمعنى الإيكاءِ : الاشتدادُ في المشي.

ويقال : فلانٌ مُوكِي الغُلْمَةِ ، ومُزِكُ الغُلْمَةِ ، ومُشِطُّ الغُلْمة إذا كانت به حاجةٌ شديدةٌ إلى الخِلَاطِ.

(قلت) : وإنما قيل لِلّذِي يَشْتَدُّ عَدْوُه : مُوكٍ ، لأنه كأنّه ملأ هواء ما بَيْنَ رِجْليه عَدْواً وأَوْكَى عليه.

والعربُ تقولُ : ملأ الفرسُ فُرُوجَ دَوَارِجِه عَدْواً إذا اشتدَّ حُضْرُه ، والسِّقَاءُ إنما يُوكَى عَلَى امْتِلَائِه.

وقال الليث : تَوَكَّأَتِ الناقةُ ، وهو تَصَلُّقَها عند مَخاضِها.

والتَّوكُّؤُ : التحامُلُ على العصا في المَشْيِ.

يقال : هو يَتَوكَّأُ علَى عصاهُ ، ويتَّكِئُ.

قال : والعربُ تقول : أوكَأْتُ فلاناً إذا نَصَبْتَ له متَّكَأ ، وأَتْكَأْتُه إذا حَمَلْته على الإتِّكَاءِ.

وقال أبو زيد : أَتْكَأْت الرَّجُلَ إتْكَاءً إذا وسَّدْتَهُ حتى يتَّكِئَ.

ويقال : اسْتَوْكَتِ الإبلُ اسْتِيكَاءً إذا امْتَلأَتْ سِمَناً.

وقال ابن شميل : اسْتَوْكَى بطن الإنْسَانِ ، وهو أَنْ لا يَخْرُجَ منه نَجْوُه ، ويقال للسِّقَاءِ ونحوه إذا امتلأ : قد اسْتَوْكَى ، وإذا كانَ فَمُ السِّقَاءِ غَلِيظَ الأدِيمِ قيل : هو لا يَسْتَوْكِي ، ولا يَسْتَكْتِبُ.

وكك : (أبو العباس عن ابن الأعرابي) قال : الوَكُ : الدَّفْعُ ، والكَوُّ : الكِنُّ.

وروى ابن حبيب عن ابن الأعرابي أنَّه قال : يقال : ائْتَزَرَ فلانٌ إزْرَةَ عَكَ وَكَ ، وهو أَنْ يُسْبِلَ طَرَفَيْ إزَارِه ، وأنشد :

إن زُرْتَهُ تَجِدْهُ عَكَ وَكَّا

مِشْيتُه في الدَّارِ هَاكَ رَكَّا

قال : وهَاكَ رَكَّا : حِكَايَةٌ لِتَبَخْتُرِه.

وقال الأصمعي : رَجُلٌ وَكْوَاكٌ إذا كان كأنّما يتدحْرَجُ مِنْ قِصَرِه ، وقد تَوَكْوَكَ إذا

٢٢٥

مشى كذلك.

كيك : (سلمة عن الفراء واللِّحياني عن الرُّؤَاسِيِّ) قالا يقال : للبَيْضَةِ : كَيْكَةٌ ، قالا : وجَمْعُها : الكَيَاكِي.

قال الفراء : الكَيْكَةُ : البَيْضَةُ ، أَصْلها : الكَيْكِيَةُ ونظيرها : الليلة ، أصلُها : لَيْلِيَةٌ ، ولذلك صُغِّرَتْ لُيَيْلِيَةٌ ، وجُمِعَت اللَّيْلَةُ : ليَالِيَ.

كيا : وقال الليث : كِيَا هو عِلْكٌ رُوميٌّ وهو الذي يقال له : المُصْطَكَى ، وليس كِيَا عَربِياً مَحْضاً.

كي : كي : من حروفِ المعاني يُنصَبُ بها الفعلُ الغَابرُ.

يقال : أدِّبْهُ كي يَرْتَدِعَ عمَّا ارتَكَبه من السُّوءِ ، ورُبَّما أُدْخِلَتِ اللام عليها كما قال اللهُ جلَّ وعزَّ : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ) [الحديد : ١٣] ورُبَّما حَذَفُوا كي ، واكْتَفَوْا باللام ، وقد تُوصَلُ كيْ بِلَا وبِمَا ، فيقال تَحَرَّزْ كيلا يُصيبَكَ ما تكْرَهُ ، وخرجَ فلانٌ كَيْمَا يُصَلِّيَ.

قال الله جلَّ وعزَّ : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) [الحشر : ٧].

كأي : (أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي): كَأَي إذا أَوْجَعَ بالكلام.

أكي : وأَكَى : إذا اسْتَوْثَقَ من غريمِه بالشُّهُودِ عليه.

كوك : وقال ابن شميل : الكَيْكَاءُ ، والمُكَوْكِي هما الشَّرَطَانِ [السَّرَطَان] أي مَنْ لا خَيْرَ فيه من الرجال.

وقال شمرٌ : رَجُلٌ كَوْكاةٌ : وهو القصيرُ.

قال : ورأيتُ فلاناً مكَوْكِياً وذلك إذا اهْتَزَّ في مشيه وأسرعَ ، وهو من عَدْوِ القصَارِ وأنشد :

دعوتُ كَوْكَاةً بِغَرْبٍ مِرْجَسِ

فجاءَ يَسْعَى حاسِراً لم يَلْبَسِ

٢٢٦

أبواب الرباعي من حرف الكاف

[باب الكاف والجيم]

[كج]

كنفج : قال الليث : الكُنَافِجُ : الكثيرُ من كل شيءٍ.

(قلت) : وأنشدني أعرابي بالصَّمَّانِ ، ونحن في رياضَها :

تَرْعَى مِنَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجَا

ورُغُلاً باتَتْ به لَوَاهِجَا

والرِّمْثَ في أَلْواذِه الكنَافِجَا

وقال شمرٌ : الكُنَافِجُ : السمينُ المُمتلِئُ وسُنْبُلٌ كنَافِجٌ : مُكْتنِزٌ. وأنشد :

يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنَافِجِ

كربج : ويقال للحانوتِ : كُرْبَجٌ ، وكُرْبَقٌ.

كسبج : والكُسْبَجُ : الكُسْبُ ، معرب.

[باب الكاف والشين]

[كش]

كنفش : (ثعلب عن ابن الأعرابي) : الكَنْفَشَةُ : أَنْ يجيءَ الرَّجُلُ ، وقد لَفَّ عِمَامَتَه عِشْرِينَ كَوْراً.

قال : والكَنْفَشَةُ : السِّلْعَةُ تكونُ في لَحْيي البَعير ، وهي النَّوْطَةُ.

والكَنْفَشَةُ : الجلوسُ في البيتِ أيامَ الفِتَنِ.

وأنشد :

لمّا رَأَيْتُ فِتْنَةً فيها عشَا

كُنْتُ امْرَءاً كنْفَش فيمَن كَنْفَشَا

والكَنْفَشَةُ : الرَّوَغَانُ في الحربِ.

كرشف : وقال أبو عمرٍو : الكَرْشَفَةُ : الأرضُ الغليظةُ ، وهي : الخَرْشَفَة.

ويقال : كِرْشِفَةٌ وخِرْشِفَةٌ ، وأنشد :

هيَّجَهَا من أَجْلَبِ الكِرْشَافِ

ورُطُبٍ من كلأ مُجْتافِ

أَسْمَرَ للوَغْدِ الضَّعِيفِ نافِ

جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ

حُمْرُ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأفْوَافِ

(قلت) : وبالبَيْضاءِ منْ بلَاد بني جَذيمَة على سِيفِ الخَطِّ : بَلَدٌ. يقال له : خِرْشافٌ في رمالٍ وَعْثَةٍ تحتها أَحْسَاءٌ عَذْبةُ الماء ، عليها نَخْلٌ بَعْلٌ عروقهُ راسخةٌ في تلك الأحْسَاءِ.

كرشم : قال أبو عمرٍو يقال : قَبَحَ اللهُ كَرْشَمَتَه يعنونَ وجْهَه.

كرشب : قال الأصمعي : الكِرْشَبُ : المُسِنُّ الجافي.

٢٢٧

قرشب : قال : والقِرْشَبُ : الأكُولُ.

كنبش : قال : وتكَنْبَشَ القومُ إذا اخْتَلَطُوا.

[باب الكاف والضاد]

[كض]

ضبرك : (الليث) : يقال للرجل الضَّخْم الطويلِ : ضُبَارِكٌ ، وضِبْرَاكٌ ، ونحو ذلك قال الأصمعي فيما روى أبو عبيد عنه.

وقال ابن السكيت يقال للأسد : ضُبَارِمٌ وضُبَارِكٌ ، وهما من الرّجالِ : الشّجاعُ.

(كندش : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : أَخبرني المُفضَّلُ أَنَّه يقال : هو أَخْبَثُ من كِنْدِشٍ ، وهو العَقْعَقُ.

وأنشد :

مُنِيتُ بزَمَّرْدَةٍ كالعَصَا

ألَصَّ وأَخْبَثَ مِنْ كِنْدِشِ) (١)

[باب الكاف والصاد]

صملك : وقال الليث : الصَّمَلَّكُ : الرَّجُلُ الشديدُ القوَّةِ والبَضْعةِ ، والجميعُ : الصَّمالِكُ.

صمك : وقال ابن السكيت : اصْمَأَكّ الرّجُلُ ، وازْمَأَكَ إذا غضِبَ.

وقال ابن شميل : اصْمَأكَّتِ الأرضُ ، فهي مُصْمَئِكَّةٌ ، وهي النَّدِيَةُ الممْطورَةُ.

وحكِيَ عن أبي الهُذَيْلِ : السماءُ مُصمَئِكَّةٌ أي مستويةٌ خَلِيقَةٌ للْمَطَرِ.

(قلت) : وأَصلُ هذه الكلمة وما أَشبَهَها ثلاثيٌّ ، والهمزة فيها مُجتَلَبَةٌ.

وقال الليث : اصْمَأَكَ اللَّبَنُ إذا خَثَرَ جِدّاً حتى يصير في حَدِّ الغِلَظِ.

(ضبك : وروى أبو عبيد عن الكسائي : اضبَأَكَّتِ الأرضُ ، واضمَأَكَّتْ إذا خرَجَ نبتُها ، بالضَّادِ) (٢).

مصطك : (الليث): المُصْطَكَى : عِلْكٌ رُومِيٌّ ، وهو دَخِيلٌ.

ودوَاءٌ مُمَصْطَكٌ قد جُعِلَ فيه المُصْطَكَى.

[باب الكاف والسين]

[كس]

كردس : في صفةِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أَنَّه كان ضَخْمَ الكَرَادِيسِ».

قال أبو عبيدٍ وغيره : الكَرَادِيسُ : رُؤُوسُ العظامِ ، وَاحدُها : كرْدُوسٌ.

قال : والكَرادِيسُ : كتائبُ الخيلِ ، واحدُها : كُرْدُوسٌ ، شُبِّهَتْ برُؤُوسِ العظامِ.

وقال الليث : الكُرْدُوسُ : فِقْرَةٌ من فِقَرِ

__________________

(١) كذا أثبت في المطبوعة ، والمادة تابعة لباب الكاف والشين.

(٢) كذا أثبت في المطبوعة والمادة تابعة لباب الكاف والضاد.

٢٢٨

الكَاهِلِ ، فكلُّ عظمٍ عظُمَتْ نَحْضَتُه فهو كُرْدُوسٌ.

ويقال لرأْس كَسْرِ الفَخِذِ : كُرْدُوسٌ.

وقال شمرٌ : التَّكَرْدُسُ : التّجمُّعُ والتَّقَبُّضُ.

قال العجاج : فَبَاتَ مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَا وقال ابن الأعرابي : التكَرْدُسُ : أن يجمعَ بين كَرَادِيسِه من بَرْدٍ أو جُوع.

وكَرْدَسَه إذا أَوْثَقَه وجَمَع كَرَادِيسَه.

وفي حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صفة القيامة ، وجَوَازِ الناس على الصراط «فمنهم مُسَلَّمٌ ومخْدُوشٌ ، ومنهم مُكَرْدَسٌ في نار جَهَنَّمَ» أراد بالمُكَرْدَسِ المُوثَق المُلْقى فيها.

قال : وقال ابن الأعرابي : كَرْدَسَه إذا صَرَعَه.

قال : وكلُّ عظمٍ تامٍّ ضخْمٍ. فهو كُرْدُوسُ.

وقال المُفَضَّلُ : فَرْدَسَهُ وكَرْدَسَه إذا أَوْثَقَه ، وأنشد :

فَباتَ على خَدٍّ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ

وضِجْعَتُهُ مِثْلُ الأسِيرِ المُكَرْدَسِ

وقال ابن شميل : الكَرَاديسُ : دَأَيَاتُ الظَّهْرِ.

دسكر : الليث : الدسْكَرَةُ : بِنَاءٌ شِبْهُ قَصْرٍ حولَهُ بيوتٌ ، وجمعه : الدّساكِرُ ، تَكُونُ للمُلوكِ.

قال الأزهري : وهو مُعَرَّب.

كرفس : قال : والكَرْفَسَةُ : مِشْيَةُ المُقيّدِ.

وقال غيره : تَكَرْفسَ الرّجُلُ إذا دخلَ بعضُه في بعضٍ.

والكَرَفْسُ من البُقُولِ ، معروفٌ ، وأَحْسبُهُ دَخِيلاً.

فرسك : والفِرْسِكُ : مِثْلُ الخَوْجِ في القَدْرِ إلَّا أنَّه أَجْرَدُ أمْلَسُ ، أَحْمَرُ أو أَصْفَرُ.

وقال شمرٌ : سَمِعْتُ حِمْيَرِيَّةً فَصِيحَةً سألْتُها عن بَلَدِها ، فقالت : النَّخْلُ قُلٌّ ، ولكن عَيْشُنَا أم قَمْحُ ، أمْ فِرْسِكُ ، أمْ عِنَبُ ، أم حَمَاطُ ، طُوبٌ أي طَيِّبٌ.

(قلت) : لها ما الفِرْسِكُ ؛ فقالت : هو مثلُ أمْ تِينِ عِنْدَكم.

وقال الأغْلَبُ : كَمُزْلَغِبِ الفِرْسِكِ المُهالِبِ والفِرْسِكُ : الخَوْخُ.

كرسف : (أبو عبيد عن الأصمعي) : الكُرْسُفُ : القُطْنُ.

(سلمة عن الفراء) : هو الكُرْسُفُ ، والكُرْسُوفُ.

(عمرو عن أبيه) قال : المُكَرْسَفُ : الجَمَلُ المُعَرْقَبُ.

كربس : وقال الليث : الكِرْبَاسُ : فارِسِيٌ

٢٢٩

يُنْسَبُ إليه بَيَّاعُه فيقال : كَرَابِيسِيٌ.

وقال أبو الهيثم : الظّرِبَانُ : دابّةٌ صغِيرُ القوائِمِ يَكُونُ طُولُ قوائِمه قَدْرَ نِصْفِ أصْبَعٍ ، وهو عَرِيضٌ يَكُونُ عَرْضُه شِبْراً وفِتْراً ، وطُولُه مِقْدَارُ ذِرَاعٍ ، وهو مُكَرْبَسُ الرَّأْسِ أي مُجْتَمِعهُ.

قال : وأُذُنَاهُ كَأذُني السّنَّوْرِ ، وجَمْعُه : الظَّرَابِيُ.

وقال غيره يقال : ظَرِبَانٌ للواحِد ، وجَمْعُه ظِرْبانٌ.

سبكر : (أبو عبيد عن أبي زِياد الكِلَابِيِّ) قال : المُسْبَكِرُّ : الشَّابَّ المُعْتَدِلُ التامُّ ، وأنشدَ قولَه : إذا ما اسْبَكَرَّثْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ وكل شيءٍ امتدَّ وطالَ فهو مُسْبَكِرٌّ مثلُ الشَّعْرَ وغيره.

بلكس : قال أبو سعيد : سَمِعْتُ أَعْرابياً يقول بحَضْرَةِ أبي العَمَيْثَلِ : يُسَمَّى هذا النَّبْت الذي يَلْزَقُ بالثِّيَاب ، ولا يكادُ يتَخَلَّصُ مِنْهَا : البَلْكَسَاءَ ، فكتبَه أبو العَمَيْثَلِ ، وجعله بَيْتاً من شِعرِه ليَحْفَظَه :

تُخبّرُنَا بِأنَّكَ أَحْوَزِيٌ

وأنتَ البَلْكَسَاءُ بنا لُصُوقَا

قسطل ـ كسطل : (أبو عمرو) يقال للغُبَارِ : قَسْطَلٌ وكَسْطَلٌ ـ وكَسْطَنٌ ، وقَسْطَانٌ ، وكَسْطَانٌ. وأنشد :

حتَّى إذا ما الشَّمْسُ هَمَّتْ بعَرَجْ

أَهَابَ رَاعِيَها فَثَارَتْ برَهَجْ

ثُثِيرُ كَسْطَانَ غُبَارٍ ذي وَهَجْ

(قلت) : جعل أبو عمرو : قَسْطَانَ وكَسْطَانَ بفتح القاف فَعْلَاناً لا فَعْلَالاً ، ولم يُجِزْ قَسْطالاً ولا كَسْطَالاً ، لأنه ليس في كلام العرب فَعْلَالٌ من غير حدِّ المضاعف إلَّا حَرْفٌ واحدٌ جاء نادراً ، وهو قولُهم : ناقةٌ بها خَزْعَالٌ ، هكذا قال الفراء.

كلمس ـ كلسم : وقال الليث : الكَلْمَسَةُ : الذَّهابُ ، تقول : كَلْمَسَ الرَّجلُ ، وكلْسَمَ إذا ذهب.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) يقال : كَلْسَمَ فلانٌ إذا تَمَادَى كَسَلاً عن قضاء الحقوق.

سكرك : (أبو عبيد) : ومنَ الأشْرِبةِ : السُّكُرْكَةُ.

قال : ورُوِي عن أبي موسى الأشعريِّ أنه قال : هو خَمْرُ الْحَبَشَةِ ، وهو من الذُّرَةِ يُسكِرُ.

فسكل : (أبو عبيد عن الأصمعي): الفِسْكِلُ : الذي يجيءُ في الْحَلْبَةِ آخِرَ الخيل.

وقال شمرٌ : الفِسْكِلُ ، والمُفَسْكَلُ هو المؤخَّرُ البَطيءُ.

وقال الأخْطَلُ :

أَجُمَيْعُ قد فُسْكِلْتَ عَبْداً تابِعاً

فبَقِيتَ أنتَ المُفْحَمُ المَكْعُومُ

٢٣٠

ويقال : رَجُلٌ فِسْكَوْلٌ وفُسْكُولٌ ، وقد فسْكِلْتَ أي أُخِّرْتَ.

مسكن : وجاء في الخَبرِ : «أنّهُ نَهَى عن بَيْعِ المُسْكَانِ» ، فرُوِيَ عن عمرٍو عن أبيه أنَّهُ قال : المساكينُ : العَرَابِينُ ، واحدُها : مُسْكَانٌ.

قال : والمساكينُ : الأذِلَّاءُ المَقْهورُونَ ، وإن كانوا أَغنياءَ.

سنبك : ورُوِيَ عن أبي هريرة أنه قال : «لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ كَفْراً كفراً إلى سُنْبُكٍ مِنَ الأرْضِ». قيل : وما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال : «حِسْمَى جُذَامٍ» : قال أبو عبيد : شَبَّه الأرضَ التي يُخْرَجون إليها بسُنْبُكِ الدَّابة في غِلَظِها.

وقال أبو سعيد : سُنْبُكُ كلِّ شيءٍ : أَوَّلُهُ.

يقال : كان ذلك على سُنْبُكِ فلانٍ أي على عَهْدِ وِلَايَتِه ، وأَوَّلِها ، وأصابنا سُنْبُكُ السماءِ : أولُ غَيْثِها : وقال الأسْودُ بنُ يَعْفُرَ :

ولَقَدْ أُرجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ

للشَّرْبِ قَبلَ سَنابِكِ المُرْتَادِ

(ثعلب عن ابن الأعرابيِّ) قال : السُّنبُكُ : الخَرَاجُ.

وقال الليث : السُّنْبُكُ : طرَفُ الحافرِ وجانِبَاهُ من قُدمٍ ، وجمعُه : سَنابكُ.

وسُنْبكُ السَّيفِ : طرَفُ نَعْلِه.

[باب الكاف والزاي]

كز

كرزم ـ كرزن : (الليث): الكَرْزَمُ : فأْسٌ مَفْلُولةُ الحَدِّ ، والجميعُ : الكَرَازِمُ : (أبو عبيد عن أبي عمرٍو) قال : هو الكَرْزَنُ.

قال : وأَحْسِبُنِي قد سَمعْتُ بالكسرِ : كِرْزِنٌ.

وقال الأحمرُ : الكِرْزِينُ : فأسٌ لها حدٌّ نحو المِطرَقَةِ ، والكِرْتِيمُ : نحوه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : يقال للفأْسِ : كَرْزَمٌ وكَرْزَنٌ.

وسمعت غير واحد من العرب ، يقول للرَّجُل القصيرِ : كَرْزَمٌ ، ويُصَغَّرُ كُرَيْزِماً.

وقال الليث : الكَرَازِيمُ : شدائدُ الدّهْر الواحدُ : كِرْزِيمٌ.

وأنشد :

ماذا يَرِيبُكَ من خِلْمٍ عَلِقْتُ به

إنَّ الدُّهُورَ علينا ذاتُ كِرْزِيمِ

قال : والكَرْزَمَةُ : أَكْلةُ نصفِ النَّهَارِ.

(قلت) : وهذا مُنكَرٌ لم يقلهُ غيرُ الليث.

وروى أبو الأحوص ، عن محمد ابن أبي يحيى الأسلم عن العباس بن سهل عن أبيه قال : كنتُ مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الخندق فأخذ الكِرْزِينَ يحفِر في حَجَرٍ فضحِكَ ، فَسُئِلَ ما أَضْحَكَ؟

٢٣١

فقال : «من ناسٍ يُؤْتَى بهم مِن قِبَلِ المشرِقِ في الكُبُول يُسَاقون إلى الجنَّةِ وهُم كارِهُونَ».

قال الفرّاء : يقال للفأس : كَرْزَم وكَرْزَن.

وأنشد :

فَقَدْ جَعَلْتَ أَكْبَادُنا تَجْتَوِيكُمُ

كما تَجْتَوِي سوقُ العضاه الكَرَازِنَا

وقال أبو عمرو : إذا كان لها حَدٌّ واحدٌ فهي فأْسٌ وكَرْزَن ، وكِرْزِن.

(أبو عبيدٍ عن الأحمر): الكِرْزِينُ : فأسٌ لها حَدٌّ.

وقال غيرُه : الكَرَازِنُ : ما تحتَ مِيرَكَةِ الرَّحْلِ.

وقال الرَّاجز :

وَقَفْتُ فيه ذاتَ وجه سَاهِمٍ

تُنْبِي الكَرَازِينَ بصُلبٍ زَاهِمِ

وقال جرير في الكرازِم : الفُؤُوس ، يهجو الفرزدق :

عَنِيفٌ بِهَزِّ السَّيفِ قَيْنُ مُجاشِعٍ

رَفِيقٌ بِأَخْرَاتِ الفُؤُوسِ الكَرَازِمِ

(ثعلب عن ابن الأعرابي) الكرزم : الكثيرُ الأكْلِ.

زنكل : (أبو عبيد عن الفراء): الزَّوَنْكَلُ : القَصيرُ.

زرنك : وقال غيره : الزُّرْنوكُ : الخَشَبَةُ التي يَقْبِضُ عليها الطَّاحِنُ إذَا أَدَارَ الرَّحَا.

وقال الشاعر :

وكأَنَّ رُمْحَكَ إذْ طَعَنتَ به العِدَا

زُرْنُوكُ خَادِمَةٍ تَسُوقُ حِمَارا

كربز : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : القَثْوُ : أكلُ القَثَدِ ، والكِرْبِزِ ، فأما القَثَدُ فهو الخِيَارُ ، وأما الكِرْبزُ فالقِثَّاءُ الكِبَارُ.

[باب الكاف والطاء]

كط

بطرك : قال الأصمعي في قولِ الرَّاعي يصفُ حِمَاراً وَحْشيّاً :

يعلو الظَّوَاهِرَ فَرْداً لا ألِيفَ له

مَشْيَ البِطَرْكِ عليه رَهْطُ كَتَّانِ

قال البِطَرْكِ هو البِطْرِيقُ.

وقال غيره : البِطَرْكُ هو السَّيِّدُ مِنْ سادةِ المَجُوسِ.

(قلت) : وهو دخيلٌ ، وليس بعربي.

[باب الكاف والدال]

كد

كندر : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا كان الرجُلُ فيه قِصَرٌ وغِلَظٌ مع شدَّةٍ فهو كُنْدُرٌ ، وكُنَادِرٌ وكُنَيْدِرٌ.

وروى شمرٌ لابن شميلٍ : كُنَيْدرٌ على فُعَيْلل ، وكُنَيْدِرٌ : تصغيرُ كُنْدُرٍ.

وقال الليث : الكُنْدُرُ : اسمٌ للعِلْكِ.

قال : ويقال : حِمارٌ كُنْدُرٌ وكُنَادِرٌ ، وهو

٢٣٢

الغليظُ ، وأنشد :

كأَنَّ تحتِي كُنْدُراً كُنادِرَا

وقال أبو عمرو : إنَّه لَذُو كِنْدِيرَةٍ. وأنشد :

يَتْبَعْنَ ذا كِنْدِيرَةٍ عَجَنَّسَا

إذَا الغَرَابانِ به تَمَرَّسَا

لم يجِدَا إلا أَدِيماً أَمْلَسَا

وقال ابن شميل : الكُنْدُرُ : الشَّدِيدُ الخَلْقِ ، وفِتْيَانٌ كَنَادِرةٌ.

درنك : وقال أبو عُبيدةَ : الدُّرْنُوكُ : البِسَاطُ ، وجمعُه : دَرَانِكُ.

وقال غيره : هو الطّنْفسةُ.

وقال الليث : الدُّرْنُوكُ : ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ له خَمْلٌ قصيرٌ كخَمْلِ المنَاديلِ ، وبه شُبِّه فَرْوَةُ البعيرِ. وأنشد :

عَنْ ذِي دَرَانِيكَ ولِبْداً أهْدَبَا

كردم : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الكَرْدَمُ : الشجاعُ ، وأنشد :

ولَوْ رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَمَا

أي لهربَ.

وقال الليثُ : الكَرْدَمُ : الرّجُلُ القَصِيرُ.

وقال غيره : كَرْدَمْتُ القومَ إذا جَمَعْتهم وعَبَّأتَهُم ، فهم مكَرْدَمُونَ ، وأنشد :

إذا فَزِعُوا يَسْعَى إلى الرَّوْعِ مِنْهُمُ

بجُرْدِ القَنَا سَبْعُون أَلْفاً مَكَرْدَمَا

وكرْدَمَ الرجُلُ إذا عَدَا فأمْعَنَ ، وهي الكردمة.

قال : والكَرْمَحَةُ ، والكَرْبَحَةُ دُونَ الكَرْدَمَةِ في العَدْوِ.

درمك : (الليث): الدَّرْمَكُ : الدَّقِيقُ الحُوَّارى.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الدَّرْمَكُ : النَّقِيُّ الْحُوَّارَى.

قال : وخطبَ بعضُ الحَمْقى إلى بعض الرُّؤسَاءِ حريمةً له فَرَدَّه ، وقال :

امسح من الدَّرْمَكِ عِنْدِي فاكَا

إنّي أَراكَ خاطِباً كَذَاكَا

قال : والعربُ تقول : فلانٌ كَذَاكَ أي سَفِلَة من الناس.

وفي الحديث : «تُرَابُ الجنَّة دَرْمَكةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ».

قال شمر قال خالد : الدَّرْمَكُ : الذي يُدَرْمَكُ حتى يكونَ دُقَاقاً من كل شيء ، الدقيقُ ، والكُحْلُ ، وغيرهما وكذلك : الترابُ الدقيق : دَرْمَكٌ.

كندد : (الليث): كَنْدَدَةُ البازي : مَجْثمٌ يُهَيّأُ له من خشبٍ أو مَدَرٍ ، وهو دخيلٌ ، ليس بعربي ، وبيانُ ذلك أنّه لا يَلْتَقي في كلمة عربية حرفان مِثْلانِ في حَشْوِ الكلمة إلَّا بفصلٍ لازمٍ كالعَقَنْقَلِ ، والخَفَيْفَدِ ونحوه.

قال الأزهريُّ : قد التقى حرفان مِثْلَان بلا فصلٍ بينهما في حروف كثيرة منها : السُّقْدُدُ ، والقُنْدَدُ ، والخَفَيْدَدُ ، والعُنْدُدُ.

قال المبرَّدُ : ما كان من حرفين من جنسٍ

٢٣٣

واحدٍ فلا إدغام فيها إذا كانت في مُلحقاتِ الأسماء لأنها تنقُص عن مقادير ما أُلْحِقَت به.

وذلك قولهم : قَرْدَدٌ ، ومهدَدٌ ، لأنَّه مُلحَقٌ بجعفرٍ ، وكذلك الجمع نحو قَرَادِدَ ، ومَهَادِدَ ليكونَ مثل جَعَافِر ، فإن لم يكن مُلْحَقاً لَزِمَه الإدغامُ ، مثل : رجُلٌ أَكَدَّ.

بندك : (أبو عبيد): البنَادِكُ : مثلُ البَنَائِق ، وهي لَبِنَةُ القَمِيص.

قال ابنُ الرِّقَاع :

كأن زُرُور القُبْطُرِيَّةِ عُلقت

بَنَادِكُها منهُ بجِذْعٍ مُقَوَّمِ

كلند : (أبو عبيد عن الأموي): المكْلَنْدِدُ : الشديدُ الخَلْقِ العظيمُ.

وقال اللحياني : اكْلَنْدَى الرجُلُ ، واكلَنْدَدَ إذا اشتد.

دملك : (الليث): الدُّمْلُوكُ : الحجرُ المُدَمْلَكُ المُدَمْلَقُ ، وقد تَدَمْلَكَ ثديُها ، ولا يقال : تَدَمْلَقَ ، وأنشد :

لم يَعْدُ ثَدْيَاها عن أن تَفَلّكَا

مُستَنْكِرَانِ المَسَّ قد تَدَمْلَكَا

كردن : وقال الأصمعي : يقال : ضربَ كَرْدَنَه أي عُنُقَه.

وبعضهم يقول : ضربَ قَرْدَنَه ، ويقال للعُنُقِ : الكَرْدُ والقَرْدُ.

وأنشد أبو الهيثم :

يَا رَبِّ بَدِّل قُرْبَهُ ببُعْدِهِ

واضْرِبْ بحَدِّ السَّيف عَظْمَ كَرْدِهِ

دبكل : وفي «نوادر الأعراب» : دَبْكَلْتُ المال دَبْكَلَةً : وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَةً وكَمهلْتُه كمهَلةً ، وكَرْكَرتُهُ كَرْكَرَةً : إذا جمعته.

[باب الكاف والتاء]

[كت]

كمتر : الكَمْتَرَةُ : من عدْوِ القصيرِ المتقارب الخَطْوِ المُجتهدِ في عَدْوِه.

ونحو ذلك روى أبو عبيدٍ عن الأصمعي ، وأنشد :

حَيثُ ترى الكوَأْلل الكُماتِرا

كالهُبَعِ الصِّيفِيِّ يَكْبُو عَاثِرَا

(ثعلب عن ابن الأعرابي): كَمْتَرْتُ السِّقَاءَ وقَمْطَرْتُه إذا مَلأْتَه.

كرتم : قال : والكِرْتِيمُ : الفأْسُ.

وقال غيره : الكُرْتُومُ : الصَّفَا من الحجارة ، وحَرَّةُ بني عُذُرَةَ تدعَى كُرْتُومَ.

وقال الراجز :

أَسْقَاكِ كلُّ رائحٍ هَزِيمِ

يَتْرُكُ سَيْلاً جَارحَ الكُلومِ

ونَاقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ

برتك : وفي «النوادر» : بَرْتكْتُ الشيء برتكةً وفَرْتَكْتُه فرتكةً ، وكرْنَفْتُه كرَنَفَةً إذا قطَّعته مثل الذَّرِّ.

٢٣٤

ورُوي عن أبي عمرٍو الشيبانيّ نحوٌ من هذا.

كلتب : (ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي) قال : الكَلْتَبَانُ : مأخوذٌ من الكَلَب وهو القيادة.

وقال ابن الأعرابي : الكَلْتَبَةُ : القِيَادَةُ.

كبرت : وقال الليث : الكِبْرِيتُ : عَيْنٌ تَجْرِي.

فإذا جَمَدَ ماؤُهَا صار كبْرِيتاً أَبْيَضَ ، وأَصْفَرَ ، وأَكْدَرَ.

قال : والكِبْريتُ الأحْمَرُ ؛ يقال هو من الجَوْهَرِ ، ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّت ، وادي النَّمْلِ الذي مَرَّ به سليمانُ النبي عليه‌السلام.

ويقال : في كل شيءٍ كِبْرِيتٌ وهو يُبْسُه ما خلا الذَهَبَ والفِضَّةَ فإنه لا يَنْكَسِرُ ، فإذا صُعِّدَ أي أُذِيبَ ذَهَبَ كِبْرِيتُه.

وقال في قول رؤبة :

هلْ يَعْصَمَنِّي حَلِفٌ سِخْتيتُ

أو فِضَّةٌ أو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ

قال : هو الذهبُ الأحمرُ في قوله : وقال ابن الأعرابي : ظن رؤبةُ أن الكِبْرِيتَ ذَهَبٌ.

وسمعْتُ أَعْرابيّاً يقولُ : كَبْرَتَ فلانٌ بَعِيرَهُ إذا طلاهُ بالكِبْرِيتِ والْخَضْخَاضِ.

كمتل : وقال ابن دريد : رجُلٌ كَمْتَلٌ وكُمَاتِلٌ ، وكَمْتَرٌ وكُمَاتِرٌ : صُلْبٌ شديدٌ.

(قلت) : وسمعت أعرابياً يقول : ناقةٌ مُكَمْتَلَة الخلق إذا كانت مُدَاخَلَة مجتمعة.

[باب الكاف والثاء]

كث

كنبث : قال ابن دريد : رَجُلٌ كُنْبُثٌ ، وكُنَابِثٌ : مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ.

قال : وتكنبث الرجُلُ إذا تَقَبَّضَ ، ورَجُلٌ كُنْبُثٌ وهو الصُّلْبُ الشديد.

كلثم : وقال الليث : امْرَأَةٌ مكَلْثَمةٌ : ذاتُ وَجْنَتَيْنِ حَسَنَةُ دَوَائِرِ الوَجْهِ فَاتَتْها سُهُولةُ الخَدِّ ، ولم تَلْزَمْهَا جُهُومَةُ القُبْحِ ، والمصدرُ : الكَلْثَمَة.

قال شمر قال أبو عبيد : وفي صِفَةِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنّه لم يَكُنْ بالمُكَلْثَمِ».

قال أبو عبيد : معناهُ : لم يَكُنْ مُسْتَدِيرَ الوَجْهِ ، ولكِنَّه كانَ أَسِيلاً.

وقال شمرٌ : المُكَلْثَمُ من الوجوه : القَصيرُ الحَنْكِ ، الداني الجَبْهَةِ المُسْتَدِيرُ الوَجْهِ.

قال : ولا تكونُ الكَلْثَمَةُ إلَّا مع كثرةِ اللحْمِ.

وأَخْلَافٌ مُكَلْثَمَةٌ أي غليظةٌ.

قال شَبيبُ بنُ البَرْصَاء يصف أَخْلَاف ناقة : وأخْلافٌ مُكَلْثَمَةٌ وشجرٌ صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمَة لغلظها وعظمها.

٢٣٥

(ثعلب عن ابن الأعرابي) الكُلْثُومُ : الفيلُ ، وهو الزَّنْدَبِيلُ.

كلبث : قال ابن دريد : كَلْبَثٌ ، وكُلابثٌ ، وهو الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.

كنثب : (ثعلبٌ عن ابن الأعرابي) قال : الكِنْثَابُ : الرَّمْلُ المُنْهَالُ.

كمثر : (الليث): الكُمَّثْرَاةُ : مَعْرُوفةٌ.

(قلت) : وسأَلْتُ جماعةً من الأعراب عن الكُمَّثراة فلم يَعْرِفُوها.

وقال ابن دريد : الكَمْثَرَةُ : تداخلُ الشيء بعضِه في بعض ، واجتماعهُ ، فإن يكنِ الكُمَّثرى عربياً فمنه اشتقاقه.

[باب الكاف والراء]

[كر]

كرتب : قال ابن دريد : ويقال : تَكَرْتَبَ ـ بالتاء ـ فلانٌ علينا أي تغلَّب.

كنبذ : قال : ورجُلٌ كُنَابِذٌ : غليظ الوَجْهِ جهمٌ.

كنثر : قال : ورجلٌ كُنْثَرٌ وكُناثِرٌ ، وهو المجتمعُ الخَلْقِ.

دركل : وقرأت بخط شمر قال : قُرئ على أبي عبيد ، وأنا شاهدٌ

في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنَّه مرَّ على أصحاب الدِّرْكِلة فقال : خُذُوا يا بني أَرْفَدَة حتى تعلم اليهودُ أن في ديننا فُسحةً».

قال شمر قال أبو عدنان أنشدت أعرابياً من بكر بن وائل :

أسقى الإلهُ صدى لَيْلَى ودركَلَها

إنَ الدَّرَاكِلَ كالْحَلفَاء في الأجَمِ

فقال : إنَ الدَّرْكَلةً وحْياً فانظُرْ ما هي ، قال ثُمَّ أنْشَدْتُ جابر بن الأزْرَقِ الكلابيَّ كما أنْشَدْتُ هذا الأعرابيَّ.

فقال : الدرْقلُ : لُغةُ قوم لستُ أَعْرِفُهم ، وأَزْعُمُ أن دَرَاقِلَهَا : أَوْلادُها.

قال فقلتُ كلَّا إنه قد قال :

لَوْ دَرْقَلَ الفِيلُ ما انْفَكَّتْ فَرِيصَتُه

تَنْزُو ويَحْبِقُ من ذُعْرٍ ومن أَلَمِ

قال فما يُشَرِّدُه لا فَرَّجَ اللهُ عنه ، قلت وقال آخر :

لَوْ دَرْكَلَ اللَّيْثُ لم يَشْعُرْ به أَحدٌ

حتَّى يَخِرَّ على لَحْيَيْهِ في طَرَقِ

فقال : أَبْعَدَه الله اللهُمَّ لا تَسْمَعْ لأصْحَابِ هذا القَوْلِ ، هؤلاء لعَّابُونَ أَجْمَعُونَ ، غُوَاةٌ يَرْكَبُ أحدُهم مِذْرَوَيْهِ ، لَهِجَ برويٍّ يُضْحِكُ به ، قُلتُ فما معناهُ؟

قال : لا أدري.

قال شمرٌ : وقال محمد بن إسحاق : قَدِمَ فِتْيَةٌ من الحبشةِ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يُدَرْقِلُون.

قال : والدَّرْقَلَةُ : الرَّقصُ.

وقال ابن دريد : الدَّرْكَلَةُ : لُعْبَةٌ للصبْيَانِ ،

٢٣٦

أَحْسِبُهَا حبشيَّةً مُعَرَّبةً.

كرشم : قال : والكُرْشُومُ : القبيحُ الوجه.

كلذم : والكَلْذَمُ : الصُّلْبُ.

كركدن : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الكَرْكَدَّنُ : دابَّةٌ عَظِيمَةٌ الخَلْقِ ، يقال : إنَّها تَحْمِلُ الفِيلَ على قَرْنِها ، ثُقِّل دالُ كَرْكَدَّنَ.

كربل : وقال الليث : الكَرْبَلةُ : رخاوةُ القَدَمَيْنِ ، يقال : جاء يَمْشِي مُكَرْبِلاً.

وكَرْبَلَاءُ : اسمُ موضعٍ.

وقال أبو عمرو : كَرْبلْتُ الطعام كَرْبلةً : هذَّبْتُه ونَقَّيْتُه ، وأنشد في صفه حنطةٍ :

يَحْمِلْنَ حَمْرَاءَ رَسُوباً للثَّقَلْ

قَدْ غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ مِنَ القَصَلْ

وكَرْبَلٌ : اسمُ نَبْتٍ ، وقيلَ هو الحُمَّاضُ ، وقال أبو وَجْزَةَ يَصِفُ عُهُونَ الهَوْدَجِ :

وثَامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلَى

عليها والنَّدَى سَبِطٌ يَمُورُ

كرنف : وقال أبو عبيد عن الأصمعي : الكَرَانيفُ : أُصُولُ السَّعَفِ الغِلَاظُ الوَاحِدَةُ : كِرْنافةٌ ، وقال غيرُه : المُكَرْنِفُ : الذي يلْقُطُ التَّمْرَ من أُصُولِ كَرَانِيفِ النَّخْلِ. وقال الرَّاجزُ :

قَدْ تَخِذَتْ لَيْلَى بِقَرْنٍ حائطا

واسْتَأجَرَتْ مُكَرْنِفاً ولاقِطَا

وكَرْنَفَه بالسيف إذا قطَّعه ، وكَرْنَفه بالعَصَا إذا ضَرَبه بها.

قال الليث : الكَرْنَفَةُ من قول الشاعر : كَرْنَفْتُه بهِرَاوَةٍ عَجْرَاءِ إذا دققته.

كرنب : (عمرٌو عن أبيه) الكُرْنُبُ : بَقْلةٌ.

والكَرْنِيبُ والكُرنَابُ : التَّمرُ باللَّبن.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الكَرْنِيبُ : المَجِيعُ ، وهو الكُدَيْرَاءُ ، يقال : كَرْنِبُوا لضَيْفِكُمْ فإنَّه لَتْحَانُ أي جائِعٌ.

كركم : وقال أبو عمرو : الكُرْكُبُ ، والكُرْكُمُ : نَبْتٌ ، وقال : ثوبٌ مُكَرْكَمٌ : مصبوغٌ بالكُرْكُمِ ، وهو شبيهٌ بالوَرْسِ ، قال والكُرْكُمُ تُسَمِّيه العربُ الزَّعْفَرانَ ، وأنشد :

قامَ على المَرْكُوِّ ساقٍ يُفْعِمُهْ

يَرُدُّ فيه سُؤْرهُ وَيَثْلِمُهْ

مُخْتَلِطاً عِشْرِقُهُ وكُرْكُمُهْ

فَرِيحُه يَدْعُو على مَنْ يَظْلِمُهْ

يصف عَرُوساً ضَعُفَ عن السَّقْي فاستعان بعرسه ، وفي الحديث «فعَادَ لَوْنُهُ كأنَّه كُرْكُمَةٌ».

قال الليث : هو الزعْفَرَانُ.

قال : والكُرْكُمَانِيُ : دَوَاءٌ منسوبٌ إلى الكُرْكُم ، وهو نَبْتٌ شبيهٌ بالكَمُّون يُخْلَطُ بالأدْوِيَةِ ، وتوَهَّمَ الشاعر : أنه الكمونُ فقال :

٢٣٧

غَيْباً أُرجِّيهِ ظُنُونَ الأظْنُنِ

أَمَاني الكُرْكُم إذ قال اسْقِنِي

وهذا كما يقال : أَمَانيُّ الكمون.

[باب الكاف واللام]

[كل]

كنفل : وقال الليث : رَجُلٌ كَنْفَلِيلُ اللِّحْيَةِ ، ولحيَةٌ كَنْفَلِيلةٌ : ضَخْمَةٌ جافِيَةٌ.

دمك : وقال أبو عبيد : الدَّمَكْمَكُ : الشَّدِيدُ من الرِّجال.

ومن خماسي الكاف

كنفرش : قال شمرٌ : الكَنْفَرِشُ : الضَّخْمُ من الكَمَرِ ، وأنشد :

كَنْفَرِشٌ في رَأْسِهَا انقِلَابُ

كبرتل : (ثعلب عن ابن الأعرابي) : يقال لذَكَرِ الخُنْفُسَاءِ : الكَبَرْتَلُ وهو المُقَرَّضُ والحوَّازُ ، والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ.

برنكان : وبَرْنَكانُ : معربٌ والصوابُ : البرَّكانُ ، قاله الفراء.

شبكر : وقال ابن الأعرابي : الشَّبْكَرَةُ : العشا وهو معربٌ.

آخر (كتاب الكاف) من (تهذيب اللغة) والحمد لله وحده.

٢٣٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

كتاب الجيم من كتاب تهذيب اللغة

أبواب المضاعف من حرف الجيم

[باب الجيم والشين]

جش

جش ، شج : مستعملان.

جش : قال أبو عبيد : أَجْشَشْتُ الحبَ إجْشَاشاً بالألِفِ.

وقال غيرُه : جَشَشْتُ الحبَّ ، لغةٌ.

وفي الحديث أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أَوْلَمَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِه بجَشِيشَةٍ».

قال شمرٌ : الجشيشُ : أَنْ يُطْحَنَ طَحْناً جَلِيلاً ثمَّ يُنصب به القِدْرُ ويُلْقَى فيه لَحْمٌ أو تمرٌ فيُطْبَخ ، فهذه الجشيشةُ.

وقد جَشَشْتُ الحِنْطَةَ.

قال : والجَرِيشُ : مثلُ الجشيشِ.

وقال رؤبة :

لا يُتَّقى بالذَّرَقِ المَجْرُوشِ

مُرُّ الزُّوَانِ مَطحَنُ الجَشيشِ

وقال الليث : الجشُ : طَحْنُ السّويقِ والبُرِّ إذا لم يُجْعَلْ دقيقاً.

والمِجَشَّةُ : رحاً صغيرةٌ يُجَشُّ بها الجشيشةُ من البُرِّ وغيره ، ولا يقال للسَّويقِ : جشيشةٌ. ولكن يقال : جَذِيذَةٌ.

قال : والجَشَّةُ ، والجُشَّةُ : لُغتان ، وهم جماعةٌ من الناس يُقْبِلُون معاً في نَهْضَهٍ وثَوْرَة.

(ابنُ هانئٍ عن أبي مالك) قال : الجشَّةُ : النَّهْضَةُ.

ويقال : هل شَهِدْتَ جشَّتَهُمْ؟ أي نَهْضَتُهُم.

وجاءت جَشَّةٌ من الناس أي جماعةٌ ، وقال العجاج : بجَشَّةٍ جشُّوا بها مِمَّنْ نَفَرْ (ثعلب عن ابن الأعرابي): الجُشُ : الموضعُ الخَشِنُ الحجارة.

وقال ابن شميل : جَشّهُ بالعصا : وجثَّه جشّاً وجثًّا إذا ضربه بها.

وقال الأصمعي : أَجشَّتِ الأرضُ وأبشَّتْ إذا التفَّ نَبْتُها.

٢٣٩

وقال أبو عبيد من السّحابِ الأجشّ الشّديد الصّوْتِ صَوْت الرَّعْدِ ، وفَرَسٌ أَجَشُ الصّوْتِ.

وقال لبيد :

بِأَجَشِ الصَّوْتِ يعُبُوبٍ إذا

طَرَقَ الحيُّ مِنَ الغَزْوِ صَهَلْ

وقال الليثُ : كانَ الخليلُ يقول : الأصْوَاتُ التي تُصَاغُ منها الألْحَانُ : ثَلَاثَةٌ ، فمنها : الأجَشُ ، هو صوتٌ من الرَّأْسِ يَخْرُجُ مِنَ الخَيَاشِيمِ ، فيه غِلَظٌ وبُحَّةٌ ، فيُتْبَعُ بحَدْرٍ موضوع على ذلك الصوت بعينه ، ثم يُتْبَعُ بوَشْيٍ مِثْلِ الأوّل ، فهي صيَاغَتُه ، فهذا الصَّوْتُ الأجشُ.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): جَشَشْتُ البِئْرَ أي كَنَسْتُها.

وقال أبو ذؤيبٍ :

يقُولُون لمَّا جُشَّتِ البِئْرُ أَوْرِدُوا

ولَيْسَ بها أَدْنَى ذُفَافٍ لوَارِدِ

والجُشُ : شِبْهُ النَّجفَةِ فيه غِلَظٌ وارْتِفَاعٌ ، والجشّاءُ : أرضٌ سَهْلَةٌ ذاتُ حَصْبَاءَ تُسْتَصْلَحُ لغَرْسِ النَّخْلِ.

وقال الشاعر :

مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ جاشَتْ بجُمَّتِها

جشَّاء خالَطَتِ البَطْحَاءَ والجَبَلَا

وجُشُ أعْيَارٍ. مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ في البَادِيةِ.

(قلت) : والخَشَّاءُ بالخاءِ : أَرْضٌ فيها رَمْلٌ.

يقال : أَنْبَطَ في خَشَّاءَ.

شج : قال الليثُ : الشَّجُ : كسرُ الرَّأسِ.

يقال شَجَّه يَشُجُّهُ شَجّاً ، وكان منهم شِجَاجٌ إذا شَجَ بَعْضُهُم بعضاً ، والشَّجَجُ : أَثَرُ شَجَّةٍ في الجبين ، والنَّعْتُ منه : أشَجُ.

قال : وشجَجْتُ المَفَازَةَ شَجّا أي قَطَعْتُها وشجَجْتُ الشَّرَابَ بالمِزَاجِ ، وشَجَّتِ السَّفينَةُ البحرَ ، ومن أَمثالهم : «فلانٌ يَشُجُ بيدٍ ويأْسُو بأخْرَى» إذا أَصْلَحَ مَرَّةً وأَفْسَدَ مرَّةً.

وأخبرني المُنْذريُّ عن أبي الهيثم أنّه قال : الشَّجُ : أَنْ يَعْلُوَ رأْسَ الشّيء بالضَّرْبِ ، كما يُشَجُ رأْسُ الرّجُلِ ، ولا يكونُ الشّجُ إلَّا في الرّأْسِ ، والخَمْرُ يُشَجُ بالماء.

وقال زهير يصفُ عَيْراً وأُتُنَه :

يَشُجُ بها الأمَاعِزَ وهي تَهوِي

هُوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاءُ

أي يَعْلُو بالأتُنِ الأماعِزَ ، والوَتِدُ يُسمَّى شجِيجاً ، وجَمْعُ الشَّجَّةِ : شِجاجٌ.

[باب الجيم والضاد]

جض

جض ، ضج : [مستعملات].

جض : أهمل الليث جض : روى أبو عبيد عن أبي زيد والكسائي :

٢٤٠