(ابن السكيت) : يقال : مَا لَه دقيقةٌ ولا جَلِيلَةٌ أي ما له شاةٌ ولا ناقةٌ.
وأتيتُ فُلاناً فما أجلَّنِي ولا أحْشاني أي ما أَعْطانِي جليلةً ولا حاشيةً.
ورُوي عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أنّه نَهى عن أكْلِ الجلَّالَةِ».
والجلَّالَةُ : التي تأْكُلُ الجِلَّةَ ، والجِلَّةُ : البَعْرُ فاستعير وَوُضع موضعَ العَذِرَة.
وقال الأصمعي : جَلَ يجُلُ جلَّا إذا التقط البَعْرَ ، واجتَلَّة : مثلُه.
قال ابنُ لَجَأ :
تُحْسِبُ مُجْتَلَ الإماء الخُدَّمِ |
من هَدَبِ الضَّمْرَانِ لم يُخَطَّمِ |
يصفُ إبلاً يكفي بَعْرُها من وقُودٍ يُسْتَوْقَدُ به من أغصانِ الضَّمْرَانِ.
ويقال : خرج الإماءُ يَجْتَللن أي يَلْتَقِطْنَ البَعْرَ.
(أبو عبيد عن الأموي): الجَلَلُ في كلام العرب من الأضداد.
يقال للكبير جَلَلٌ ، والصغيرُ : جَلَلٌ ، وقال الشاعر : ألا كلُّ شيءٍ سِوَاهُ جلَلْ أي يسيرٌ هينٌ.
وأنشد أبو زيد لأبي الأخْوَصِ الرِّياحيّ :
ولو أدْرَكَتْهُ الخَيْلُ ، والخيلُ تُدَّعَى |
بِذِي نَجَبٍ ما أَقْرَنَتْ وأجلَّتِ |
قال : أجَلّتْ : دخلت في الجَلَلِ ، وهو الأمرُ الصغيرُ.
وقال الأصمعي : يقال : ذاكَ الأمر جَلَلٌ في جَنْب هذا الأمْرِ أي صغيرٌ يسيرٌ.
قال والجَلَلُ : العظيمُ أيضاً ، فأما الجَلِيلُ فلا يكون إلَّا العظيم.
ويقال : فعلتُ ذلك من جَلَلِ كذا وكذا أي من عظمه في صدْرِه.
وأنشد :
رَسْمِ دارٍ وَقَفْتُ في طَلَلِهْ |
كِدْتُ أَقْضِي الغَدَاةَ من جَلَلِهْ |
قال : ومشْيَخَةٌ جِلَّةٌ أي مَسَانُّ ، والواحد منهم : جليلٌ.
والجُلَّى : الأمْرُ العظيمُ. قال طرفةُ : وإن أُدْعَ للجُلّى أكُنْ من حُماتها
قال ابنُ الأنباريّ : من ضمّ الجيم من الجُلّى قصر ، ومن فتح الجيم مدَّ ، فقال : الجلّاءُ : الخصلةُ العظيمةُ.
وأنشد :
كميشُ الإزار خارجٌ نصفُ ساقه |
صبُورٌ على الجلّاءِ طلّاعُ أَنْجُدِ |
قال : ولا يقال : الجلالُ إلَّا لله تبارك وتعالى.
والجليلُ من صفات الله ، وقد يُوصَفُ به الأمْرُ العظيمُ ، والرَّجُلُ ذُو القَدْرِ الخطيرِ.
ويقال : جَلَ الرَّجُلُ عَنْ وَطَنِهِ يَجُلُ
جُلُولاً ، وجَلَا يَجْلُو جلاءً وأجْلَى يُجْلِي إِجْلاءً إذا أَخَلَّ بوطَنِهِ.
ومنه يقال : اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على الجاليَةِ والجالَّةِ وهُمْ أَهْلُ الذَّمِّةِ ، وإنَّما لزِمَهُمْ هذا الاسمُ لأنَّ النبي صلىاللهعليهوسلم أَجْلَى بعْضَ اليَهُود من المَدِينَةِ ، وأَمَرَ بإِجْلَاءِ مِنْ بقي منهم بجزِيرَةِ العَرَبِ فأجْلاهُمُ عمر بن الخطاب فسُمُّوا جاليةً للُزُومِ الاسم لهُمْ وإنْ كانوا مُقِيمين بالبلاد التي أوْطَنُوها.
ويقال : تَجَلَّلِ الدَّراهِم أي خُذْ جْلالها ، وتَجَلَّلَ فُلانٌ بَعيرَه إذا علا ظَهْره.
والجَليلُ : والثَّمامُ ، الوَاحِدَةُ : جليلةٌ ، وهذه ناقةٌ قد جَلَّتْ أي أسَنّتْ.
والمَجَلَّةُ : صحيفَةٌ يُكْتَبُ فيها وقال النابغةُ :
مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الإله ودِينُهم |
قَوِيمٌ فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ العَواقِبِ |
وقال الليث : الجُلَّةُ تُتَّخَذُ من الخُوص ، وعاءٌ للتَّمْرِ يُكْنَزُ فيها ، وجَمْعُها : جلالٌ ، وجِلَالُ كُلِّ شيءٍ : غِطَاؤُه ، نحو الحَجَلةِ وما أَشْبَهها.
(أبو عبيد): الجُلُولُ : شِرَاعُ السَّفِينَةَ ، الواحدُ : جُلٌ.
قال القُطاميُّ :
في ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ ساكِنُهُ |
إذا الصَّرَارِيُّ مِنْ أَهْوَالِه ارْتَسَّما |
الصَّرَارِيُ : الملّاحُ ، والارْتِسامُ : التَّكْبيرُ.
وتجَالَلْتُ الشيء تجَالًّا ، وتجَلَّلْتُ إذا أَخَذْتَ جُلاله ، وتَدَاقَقْتُه إذا أَخَذْتَ دُقاقَه.
(ابنُ السكيت): الجُلُ : جُلُ الدَّابَّةِ ، وجُلُ كلِّ شيءٍ : مُعْظَمُه ، والجِلُ : قَصَبُ الزَّرْع إذا حُصِدَ.
وجَلُ بنُ عديٍّ : رجُلٌ من العَرَبِ. وذو الجَليلِ : وادٍ لبني تَميمٍ ، يُنْبتُ الثُّمامَ ، وهو الجَلِيلُ.
وجِلٌ ، وجلَّانُ : حيّانِ من العرب.
وهذه ناقةٌ تَجِلُ عن الكَلَالِ أي هي أجَلُ من أَنْ تكلَّ لصَلابتِها.
وناقةٌ جُلَالةٌ : ضَخْمةٌ.
وبعيرٌ جلالٌ : مُخْرَجٌ من جليلٍ.
ويقال : أَنْتَ جَلَلْتَ هذا على نَفْسِكَ ، وأَنْتَ جَرَرْتَه أي جَنَيْتَه.
وفَعَلْتُ ذاكَ مِنْ جَرَّاكَ ومن جَلَلِكَ ، وجَلَالِكَ أي من أجْلِكَ.
جلجل : قال ابن شُميل : جَلْجَلْتُ الشيء جَلْجلةً إذا حركته حتَّى يكون للحركة صَوْتٌ ، وكلُّ شيءٍ تحرَّك فقد تَجْلجَل ، وسَمِعْنا جَلْجَلَة السّبُع وهي حركَتُه.
وتَجْلجل القومُ للسّفر أي تحركُوا لهُ.
والمُجَلْجِلُ : السحابُ ذو الرَّعد. وخِمْسٌ جَلْجَالٌ : شديدٌ.
وقال الليث التَّجلْجُلُ : السُّووخُ في
الأرض والتَّحرُّكُ والجَوَلانُ ، وقد تَجَلْجَلَ الرِّيحُ تَجَلْجُلاً.
وحِمَارٌ جُلاجِلٌ : صافي النّهيق.
والجَلْجَلةُ : تحرِيكُ الجُلْجُلِ ، والجَلْجَلَةُ : صَوْتُ الرَّعْد وما أشبهه ، والمُجَلْجِلُ : السَّيِّدُ القويُّ وإن لم يكُنْ له حسبٌ ولا شرفٌ ، وهو الجريءُ الشَّديدُ الدَّفعَ واللسان.
وقال شمرٌ : هو السيدُ البعيدُ الصّوتِ.
وأنشد ابن شميل :
مُجَلْجِلٌ سِنُّكَ خَيْرُ الأسْنَانْ |
لا ضَرَعُ السِّنِّ ولا قَحْمٌ فَانْ |
وقال أبو الهيثم ، من أمثالهم في الرَّجُلِ الجريء «إنّهُ ليُعَلِّقُ الجُلْجُلَ».
وقال أبو النجم : إلا امْرءاً يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ يُريدُ الجريء الذي يُخَاطِرُ بنفسه.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): جَلْجَلَ الرّجُلُ إذا ذهب وجاء ، وغُلامٌ جُلْجُلٌ ، وجُلَاجِلٌ : خَفِيفُ الرُّوحِ نشيطٌ في عمله.
وجُلَاجِل : حَبْلٌ من حبال الدَّهْنَاء.
ومنه قولُ ذي الرُّمَّةِ :
أيَا ظَبْيَة الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلاجِلٍ |
وبَيْنَ النَّقَا آ أَنْتِ أُمُّ سالِمِ |
وقال شمرٌ : المُجَلْجَلُ : المَنْخُولُ المُغَرْبَلُ ، قال أبو النَّجْمِ : حتى أجَالَتْهُ حصى مُجَلْجَلَا أي لم يُتْرَكْ فيه إلا الحصا ، والمُجَلْجَلُ : الخالصُ النَّسَبِ.
(ثعلب عن الأعرابي): الجُلْجُلانُ : السِّمْسِمُ.
(أبو زيد) يقال : أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِه ، وجُلْجُلانَ قلبه ، وحَمَاطَةَ قلبه.
وقال ابن الأعرابي : ويقال لما في جَوْفِ التّين من الحَبِّ : الجُلْجلَانُ ، وأنشد غيره لوضَّاحِ اليمانِيِّ :
ضَحِكَ النَّاسُ وقالوا |
شِعْرُ وضَّاحِ اليَمَانِي |
|
إنّما شِعْرِيَ مِلْحٌ |
قَدْ خُلِطْ بجُلْجُلَانِ |
جلج : وفي الحديث أنَّه قيل للنبي صلىاللهعليهوسلم لما نزلت (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) [الفتح : ١ ، ٢] الآية : هذا لَكَ يا رسُولَ الله وبَقِينَا نحنُ في جَلَجٍ لا نَدْرِي ما يُصْنَعُ بنا.
قال أبو حاتمٍ : سألْتُ الأصمعيَّ عَنْه فلم يَعْرِفْهُ.
قال : وأَنَا لا أَعْرِفُه.
(قلت) : وروى أبو العبّاس عن ابن الأعرابي ، وعن عمرو عن أبيه : أنَّهُمَا قالا : الجِلَاجُ : رُؤُوسُ النَّاس ، واحِدَتُها : جَلَجَةٌ.
(قلت) : فالمعنى : إنَّا بَقِينَا في عدد رُؤوسٍ كثيرةٍ من المُسْلِمين ، وكتب عُمرُ إلى عامله على مِصْرَ : خُذْ من كُلِ جَلْجَةٍ من القِبْط كذا وكذا ، وقال بعضُهُم : الجَلَجُ جَمَاجِمُ النَّاس.
لج : قال الليث : لجّ فلانٌ يَلِجُ ، ويَلَجُ ، لُغَتَانِ ، وأنشد :
وقَدْ لَجِجْنَا في هواكِ لججَا
قال : أَرَادَ لجَاجا فقصره ، وأنشد :
وما العَفْوُ إلَّا لامْرِئٍ ذي حَفِيظَةٍ |
مَتَى تَعْفُ عَنْ ذَنْبِ امْرِئ السَّوْء يَلْجَجِ |
(سلمة عن الفراء) قال : لَجِجْتُ ، ولَجَجْتُ لَجَاجَةً ولَجَجاً.
وقال غيرُه : لُجَّةُ البَحْرِ حَيْثُ لا يُدْرَكُ قَعْرُه.
ولجَّجَ القَوْمُ : وقعُوا في اللُّجَّة وقال الله (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ) [النور : ٤٠].
قال الفراء يقال : بَحْرٌ لُجِّيٌ ، ولِجِّيٌ ، كما يقال : سُخريُّ وسِخْرِيُّ.
وقال الليث : بَحْرٌ لُجِّيٌ ولَجَّاجٌ : واسِعُ اللُّجَّةِ.
والتجَ الظَّلامُ إذا اخْتَلَطَ ، والتَجَّتِ الأصواتُ إذا ارْتَفَعَت فاخْتَلطت ، وفي حديث طَلْحة بن عبيد الله «أَدْخَلُونِي الحُش فوضَعُوا اللُّجَ على قَفَيَّ».
قال أبو عبيد قال الأصمعيُّ : عَنَى باللُّجِ : السَّيف.
قال : ونُرَى أن اللُّجَ اسمٌ سُمِّي به السّيْفُ ، كما قالُوا : الصَّمْصَامَةُ ، وذُو الفَقَارِ ونحوه.
قال : وفيه قَوْلٌ آخَرُ أنّه شبهه بلُجَّةِ البَحْرِ في هَوْلِه.
ويقال : هذا لُجُ البَحْرِ ، وهذه لُجَّةُ البَحْرِ.
وقال شمرٌ قال بعْضُهُم : اللُّجُ السَّيْفُ بلُغة هذيلٍ ، وطَوَائِفَ من اليَمَنِ.
وقال ابنُ شميل : اللُّجُ : السَّيْفُ.
وقال ابنُ الكلْبِيِ : كان للأشْتَرِ سَيْفٌ يُسَمِّيهِ اللُّجَ ، واليمَّ ، وأنشد له :
ما خانَنِي اليمُّ في مأْقِطٍ |
ولا مَشْهَدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإزارا |
ويُرْوَى : ما خَانَنِي اللُّجُ في مَأْقطٍ قال شمرٌ : وقال بعضُهُم : اللُّجَّةُ : الجماعةُ الكثيرةُ كلُجَّةِ البحر ، وهي اللُّجُ.
قال : ولُجُ الوادي : جانِبهُ ، ولُجُ البحر : عُرْضُه.
قال : ولُجُ البَحْرِ : الماء الكثيرُ الذي لا يُرى طرفاهُ ، ولُجُ اللّيْلِ : شدّةُ ظُلْمَته وسَواده.
وعَيْنٌ مُلْتجّة ، وكأنّ عَيْنَه لُجَّةٌ أي شديدةُ السَّوادِ.
وقال العجَّاجُ يصفُ الليل :
ومُخْدِرُ الأبْصَارِ أخْدَرِيُ |
لُجٌ كأنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُ |
أي كأنَّ عِطْفَ اللّيل معطوفٌ مرَّةً أُخرى ، فاشتَدَّ سوادُ ظُلْمتهِ.
واللَّجّةُ : الصّوْتُ.
وأنشد :
في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فلاناً عن فُلِ
وقال ذو الرُّمَّةِ :
كأننا والقِنَانَ القَودَ يَحْمِلُنَا |
مَوْجُ الفُرات إذا الْتَجَ الدَّيَامِيمُ |
قال شمرٌ : قال أبو حاتم : الْتَجَ : صار له كاللُّجّ من الشَّراب.
وفي الحديث : «إذا اسْتَلَجَ أحدُكم بيمينه فإنّه آثمٌ له عند الله من الكفارة».
قال شمرٌ : معناه أَنْ يَلِجَ فيها ولا يُكَفِّرها ، ويزْعم أنه صادقٌ فيها.
ويقال : هو أَنْ يَحلِفَ. ويرى أَنَّ غيرها خيرٌ منها فيُقِيم على البِرِّ فيها ، وترْكِ الكفَّارَةِ فإنّ ذلك آثَمُ له من التَّكْفِير والحِنْث ، وإتْيَانِ ما هو خيرٌ.
وقال ابن شميل : المُلْتَجَّةُ : الأرضُ الشديدةُ الخُضْرَةِ الْتَفَّتْ أو لم تَلْتَفَّ ، أرْضٌ بقْلُها مُلْتَجٌ.
ويقال : عَيْنٌ مُلْتجّةٌ أي شديدةُ السّواد ، وإنّه لشديد الْتِجَاج العين إذا اشتدَّ سوادُها.
وقال أبو زيد : يقال : الحقُّ أبلَجُ ، والباطلُ لَجْلَجٌ.
قال : واللَّجْلَجُ : المُختَلِطُ الذي ليس بمستقيمٍ ، والأبْلَجُ : الْمُضِيءُ المُستقيمُ.
قال : واللَّجْلَاجُ : الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلام ونَقْصُه.
وقال الليث : اللّجْلَجَةُ : أن يتكلّم الرَّجُلُ بلسانٍ غيرِ بيِّنٍ.
ومَنْطِقٍ بلسانٍ غيرِ لَجْلَاجِ
قال : وربَّما لَجْلَجَ الرجُلُ اللُّقْمَة في الفم من غير مَضْغٍ.
وقال زهير :
يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أنِيضٌ |
أَصَلَّتْ فهي تَحْتَ الكَشْحِ داءُ |
وقال ابنُ السكِّيت : قال الأصمعيُّ : يقول : أَخَذْتَ هذا المال فأنت لا ترُدُّه ولا تأخُذُه ، كما يُلَجْلِجُ الرجُلُ اللقمة فلا يَبْتَلِعها ولا يُلْقِيَها ، والأنِيضُ : اللّحْمُ الذي لم يَنْضَجْ.
(ابن شميل): اسْتَلَجَ فلانٌ متاع فلان ، وتَلَجَّجهُ إذا ادَّعاهُ.
باب الجيم والنون
جن جن ، نج ، جنجن ، نجنج.
جن : قال الليثُ : الجِنُ : جماعةُ ولد الجانّ ، وجَمْعُهُم : الجِنَّةُ ، والجانُ ، وإنما
سُمُّوا جناً لأنّهُمُ اسْتَجنُّوا من الناس ، فلا يُرَوْنَ ، والجانُ هو أبو الجِنِ خُلِقَ من نارٍ ثم خُلِق منه نَسْلُه.
وقال الليث في قول الله : (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ وَلَّى مُدْبِراً) ، الجانُ : حيَّة بيضاءُ.
وقال أبو عمرٍو : الجانُ : الحيَّةُ ، وجمعُها : جوانُ.
وقال الزجَّاج : المعنى أنّ العصا صارت تَتَحَرَّكُ كما يتحرَّكُ الجانُ حركةً خفيفةً.
قال : وكانت في صورة ثُعْبَانٍ ، وهو العظيمُ من الحيَّات. ونحو ذلك ، قال أبو العباس.
قال : شبَّهَها في عِظَمِهَا بالثُّعْبان ، وفي خفّتِها بالجانِ.
ولذلك قال الله مرَّةً : (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ) [الأعراف : ١٠٧] ومرَّةً (كَأَنَّها جَانٌ) [الشعراء : ٣٤].
وقوله جلَّ وعزَّ : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس : ٦].
قال الزَّجَّاج : التَّأْويلُ عندي : «قُلْ أعُوذُ بربِّ النَّاسِ ، من شر الوسواس ، الذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناس من الجِنَّةِ الذي هو من الجنِ» و (النَّاسِ) معطوفٌ على (الْوَسْواسِ) ، المعنى : من شرِّ الوَسْوَاسِ ، ومن شر الناس.
وقال الليث : الجنّةُ : الْجُنونُ أيضاً.
ويقال : به جُنُونٌ ، وجِنَّةٌ ، ومَجَنَّةٌ.
وأنشد :
من الدَّارِمِيِّين الذين دماؤُهُمْ |
شِفَاءٌ من الدّاءِ المجنَّةِ والخبلِ |
قال : وأَرْضٌ مجَنَّةٌ : كثيرةُ الجِنِ.
وقال أبو عمرٍو : الجانُ من الجنِ ، وجَمْعُه جِنَّانٌ.
وقال الفراء : الجُنُنُ : الجُنُونُ. وأنشد :
مِثلَ النَّعَامَةِ كانت وهي سالمةٌ |
أذْنَاء حتى زَهَاها الحَينُ والجُنُنُ |
وقوله جلَّ وعزَّ : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف : ٥٠].
قال أبو إسحاق : في سياق الآية دليلٌ على أن إبْلِيسَ أُمِرَ بالسُّجود مع الملائكة.
قال : وأكثرُ ما جاء في التفسير أنّ إبليسَ من غير الملائكة ، وقد ذَكَر الله ذلك فقال : «كانَ مِنَ الْجِنِ».
وقيل أيضاً : إنَّ إبْلِيسَ من الجِنِ بِمَنْزِلَةِ آدَمَ من الإنْسِ.
وقد قيل : إنَ الجِنَ : ضَرْبٌ من الملائكة كانُوا خُزّانَ الأرض.
وقيل : خزّان الجنان ، فإن قال قائلٌ : كَيْفَ اسْتُثْنِيَ مع ذِكْرِ الملائكة؟ فقال : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) [الكهف : ٥٠] فكيف وقع الاستِثْنَاءُ وهو ليس من الأوَّلِ؟
فالجوابُ في هذا أنَّهُ أُمِرَ معهم بالسُّجُود ، فاسْتُثْنِيَ من أنّه لم يَسْجُدْ ، والدليلُ على
ذلك أنك تقولُ : أمَرْتُ عَبْدِي وإخْوَتِي فأطاعُوني إلّا عَبْدي.
وكذلك قولُه تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧)) [الشعراء : ٧٧] فربّ العالمين ليس من الأوَّلِ ، لا يَقْدِرُ أحدٌ أَنْ يعرف من معنى الكلام غير هذا.
وقولُه جلَّ وعزَّ : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) [الصافات : ١٥٨].
قالوا : الجِنَّةُ : الملائكةُ هاهُنا عَبَدَهُمْ قومٌ من العرب.
وقال الفراء في قوله : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) [الصافات : ١٥٨].
يقال : الجِنَّةُ هاهُنا الملائكةُ ، يقول : جعلُوا بين الله وبين خَلْقِهِ نسباً. فقالوا : الملائكةُ بناتُ الله ، (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) أنَّ الذين قالُوا هذا القول مُحْضَرُون في النَّار.
وقال أبو زيد : يقال : ما علَيَ جَنَنٌ إلا ما ترى أي ما عَلَيَّ شيءٌ يُوارِيني.
(شمرٌ عن ابن الأعرابي) : يقال للنَّخْلِ المرتفع طُولاً : مَجْنُونٌ ، وللنّبْتِ الملْتَفّ الكثيف الذي قَدْ تأزَّرَ بعضُهُ في بَعْضٍ : مَجْنُونٌ.
وقال الفراء : جُنَّتِ الأرضُ إذا قاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ من النَّبْتِ.
وقال الهُذَليُّ :
ألمّا يَسْلَم الجيرَانُ مِنْهُمْ |
وقَدْ جُنَ العِضَاهُ من العَمِيمِ |
وقال ابن شميل : قال أبو خَيْرَة : الأرضُ المَجْنُونَةُ : المُعْشِبَةُ التي لم يَرْعَها أحدٌ ، وأتَيْتُ على أرض هادِرَةٍ مُتَجَنّنَةٍ ، وهي التي تُهالُ من عُشبها وقد ذهب عُشْبُها كلَّ مَذْهَبٍ.
وقال شمرٌ : المجنُ : التُّرْسُ ، والمِجَنُ : الوشاحُ.
قال : وسُمّيَ القَلْبُ جَناناً لأن الصَّدرَ أجَنَّةُ.
وأنشد لعديٍّ :
كلُّ حيٍّ تقُودُهُ كفُّ هادٍ |
جِنَ عَيْنٍ تُعْشيه ما هو لاقي |
قال ابن الأعرابي : قال : جِنَ عَيْنٍ أي ما جُنَ من العَيْنِ فلم ترَهُ.
يقول : المنيّةُ مسْتُورةٌ عنه حتَّى يقع فيها.
(قلت أنا) : الهادي : القَدَرُ هاهُنَا جعله هادياً لأنّه تقدّمَ المَنِيةَ وسبقها ، ونصب : جِنَ عَيْن ، بفعله أَوْقَعَهُ عليه.
وأنشد :
ولا جِنَ بالبَغْضَاء والنَّظَرِ الشَّزْرِ
ويروَى : ولا جَنَ ، ومعناهُما : ولا سَتْرَ ، والهادي : المتقَدِّمُ ، أراد أنّ القَدَرَ سابقٌ للمنِيَّةِ المُقَدّرَةِ.
وقال شمرٌ : الجَنَانُ : الأمرُ الخفِيُّ ،
وأنشد :
الله يَعْلَمُ أَصْحَابي وقَوْلُهمُ |
إذْ يرَكَبُونَ جَنَاناً مُسْهَباً وَرِبَا |
أي يركبُون مُلْتَبِساً فاسداً.
وقال ابنُ أَحْمَرَ :
جَنَانُ المسلِمينَ أَوَدُّ مَسًّا |
وإن لاقَيْتَ أَسْلَمَ أوْ غِفَارَا |
قال ابن الأعرابي : جَنَانُهُمْ : جمَاعَتُهُم وسَوَادُهُمْ.
وقال أبو عمرٍو : جَنَانُهُم : ما سَتَرَكَ من شيءٍ ، يقول : أكُونُ بين المُسْلِمينَ خيرٌ لي ، قال : وأَسْلَمُ وغفارٌ خيرُ النَّاس جِوَاراً.
وقال الرِّياشيُّ في معنى بيت ابن أَحْمَرَ ، قال قولُه : أوَدُّ مَساً أي أسهلُ لك.
يقول : إذا نزلتَ المدينة فهو خيرٌ لك من جِوَارِ أقاربِكَ.
وقال الراعي يصفُ العَيْرَ :
وهَابَ جَنَان مَسْحُورٍ تَرَدَّى |
به الحلفاءُ وائْتَزَرَ ائْتِزَارَا |
قال : جَنَانُه : غَيْبُه وما وَارَاهُ.
وقال الليث : الجَنَانُ : رُوعُ القلبِ.
يقال : ما يستقِرُّ جَنَانُه من الفَزعِ.
قال : والجَنِينُ : الولدُ في الرَّحِمِ والجميع : الأجِنّةُ.
ويقال : أجَنّتِ الحاملُ ولداً.
وقد جنَ الولدُ وهو يَجِنُ فيها جَنّاً.
وقول الله جل وعز : (فَلَمَّا جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) [الأنعام : ٧٦].
يقال : (جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) ، وأجنَّهُ اللَّيْلُ إذا أظْلَم حتى يَسْتُرَه بظلمته.
ويقال : لكلِّ ما سَتَرَ قَدْ جنَ ، وقد أجنَ.
ويقال : جَنّه الليلُ ، والاختيارُ : جنّ عليه الليلُ ، وأجنَّه الليلُ ، قال ذلك أبو إسحاق.
واستَجَنّ فلانٌ إذا اسْتَتَر بشيءٍ.
(أبو عبيدٍ عن أبي عبيدة): جَنَنْتُه في القبْرِ وأجنَنْتُه.
وقال غيرُه : الجَنَنُ : القبرُ ، وقد أجنّهُ إذا قَبَرَهُ. قال الأعشى :
وهَالِكُ أهلٍ يُجِنُّونَهُ |
كآخَرَ في أهلهِ لم يُجَنْ |
وقال آخَرُ :
وما أُبَالِي إذا ما مُتُّ ما فَعَلُوا |
أأَحْسَنُوا جَنَنِي أمْ لم يُجِنُّونِي |
وقال أبو عمرٍو : الجَنَنُ : الكَفَنُ.
ويقال : كان ذلك في جِنّ صِبَاهُ أي : في حدَاثَته ، وكذلك جِنُ كلِّ شيءٍ : أوّلُ ابتدَائِه.
ويقال : خُذِ الأمرَ بجِنّهِ. واتّقِ الناقة فإنها بجِنّ ضراسَها أي بحِدْثَانِ نِتَاجِها.
ويقال : جُنَّتِ الرِّيَاضُ جُنُوناً إذا اعْتَمَّ نَبتُها.
وقال ابنُ أَحْمَرَ : وجُنَ الخَازِبازِ به جُنُونَا قال بعضهم : الخَازِبَازِ : نبتٌ ، وقيل : هو ذُبَابٌ ، وجُنُونُه : كَثْرَةُ ترنُّمِه في طيرانه ، وجُنُونُ النَّبْتُ : التِفَافُه.
(شمرٌ عن ابن الأعرابي) : يقال للنَّخْلِ المرتفع طُولاً : مَجْنُونٌ.
وقال أبو النجم : وطَالَ جِنّيُ السَّنَامِ الأمْيَلِ أرادَ تمُوكَ السَّنَامِ وطولَهُ.
والجِنِّيَّةُ : ثيابٌ معروفةٌ.
وقالت امرأةُ عبد الله بن مسعودٍ له : أجَنَّكَ مِنْ أصْحَابِ رسُولِ الله.
قال أبو عبيد ، قال الكسائيُّ وغيره : معنى قولها له : أجَنَّكَ : مِنْ أَجْلِ أنَّكَ ، فتركَتْ مِنْ.
كما يقال : فَعَلْتُ ذاكَ أجْلِكَ بمعنى من أجْلِكَ ، وقولُها : أجنَّكَ فحذَفَتْ الألِفَ واللام.
كما قال الله : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) [الكهف : ٣٨].
يقالُ معناهُ : «لكنْ أنَا هُوَ الله» ، فحُذفت الألفُ والتقى نُونَانِ فجاء التشديد ، كما قال الشاعر ، أنشده الكسائي :
لِهَنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لوَسِيمَةٌ |
على هَنَواتٍ كاذبٍ من يَقُولُها |
أراد لله إنَّكَ لوسيمةٌ فحذف إحدى اللامين من لله ، وحذف الألف من إنَّكِ ، كذلك حُذِفت اللامُ من أجْلِ ، والهمزةُ من إنَّ.
ويقال : جُنَ فلانٌ فهو مَجْنُونٌ ، وقد أَجَنَّهُ الله.
وقال ابن الأعرابي : بات فلانٌ ضَيْفَ جِنٍ أي بمكانٍ خالٍ لا أنيس به.
وقال الأخطل : وبِتْنَا كأنَّا ضيفُ جِنٍ بلَيْلَةٍ [جنجن] : وقال الليث : الجَنَاجِنُ : أطرافُ الأضلاع مما يلي قصَّ الصَّدْرِ وعَظْمِ الصُّلْبِ ، واحدها : جَنْجَنٌ ، وجِنْجِنٌ.
والجَنَّةُ : الحديقةُ وجمعُها : جِنَانٌ ، ويقال : للنَّخِيلِ وغيرها.
نج ـ نجنج : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا سال الجُرْحُ بما فيه ، قيل : نَجَ يَنِجُ نَجِيجاً.
وأنشد :
فَإنْ تَكُ قُرْحَةٌ خَبُثَتْ ونجَّتْ |
(فإِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) |
ويقال : جاء بأَدْبَرَ ينِجُ ظَهْرُه.
ونَجْنَجَ إبلَهُ نَجْنَجَةً : إذا ردَّها عن الماء.
ونَجْنَجَ أَمْرَه إذا ردَّدَ أمرَه ولَمْ يُنْفِذْهُ.
وقال ذو الرمة :
حتَّى إذا لم يَجِدْ وَغْلاً ونَجْنجها |
مخافة الرَّمْي حتّى كلُّها هيمُ |
والنّجْنَجَةُ : التحريكُ والتقْلِيبُ.
يقال : نَجْنِجْ أمْرَكَ فلَعَلّكَ تَجِدُ إلى الخروج منه سبيلا.
وقال الليث : النّجْنَجَةُ : الجَوْلَةُ عندَ الفَزْعَةِ.
قال العجاج : ونَجْنَجَتْ بالخَوْفِ مَنْ تَنَجْنَجَا
(أبو تراب) : قال بعضُ غَنِيٍّ : يقال : لَجْلَجْتُ المُضْغَةَ ونَجْنَجْتُها إذا حَركْتَها في فيك ورَدَّدْتها فلَمْ تَبْتَلِعْهَا.
(أبو عبيد): نَجْنَجْتُ الرَّجُل : حرَّكْتُه.
باب الجيم والفاء
جف جف ، فج : مستعملان.
جف : (أبو عبيد عن الكسائي) يقال : جَفِفْتَ تَجَفُ ، وجَفَفْتَ تَجِفُ ، وقال ذلك الفراء والأصمعي ، وكلُّهم يَخْتَارُ يَجِفُ على يَجَفُ.
وقال الليث : الجُفّةُ : ضربٌ مِنَ الدِّلاء.
يقال : هو الذي يكونُ مع السَّقَّائِينَ يَمْلَؤُونَ به المَزَايدَ. وأنشد :
كلُّ عَجُوزٍ رَأْسُها كالقُفّهْ |
تَسْعَى بجُفٍ معها هِرْشَفَّهْ |
وقال غيرُه : الجُفُ : قِيقَاءةُ الطَّلْعِ. وهو الغِشَاءُ الذي على الوليع وأنشد :
وتَبِسمُ عن نَيِّرٍ كالوَلي |
ع شقّقَ عنه الرُّقَاةُ الجفُوفَا |
الوَلِيعُ : الطَّلْعُ ما دامَ طريًّا حين يَنْشَقُّ عنه الكافورُ ، وقوله عن نَيِّرٍ أي عن ثَغْرٍ مُضِيءٍ حسنٍ ، وفي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم «أنَّه جُعِلَ سِحْرُهُ في جُفِ طَلْعَةٍ ودُفِنَ تَحْتَ راعُوفَةِ البِئرِ».
قال أبو عبيد : جُفُ الطَّلْعَةِ : وِعَاؤُهَا الذي تكُونُ فيه.
قال : والجُفُ أيضاً في غيْرِ هذا : شيءٌ من جُلُودٍ كالإناء ، يُؤْخَذُ فيه ماءُ السَّمَاء إذا جاء المطرُ يسعُ نِصْفَ قِرْبَةٍ أو نحوه.
قال : والجُفّ أيضاً في غير هذَيْنِ : جماعةُ الناس ، وقال النابغة : في جُفِ تَغْلِبَ وَارِدِي الأمْرَارِ والجفَّةُ : مِثْلُ الجُفِ ، وفي الحديث «لا نَفَلَ في غَنِيمَةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً» أي كلّها.
وقال الكسائي : الجفَّةُ ، والضَّفَّةُ والقِمَّةُ : جماعةُ القَوْمِ.
وقال أبو عمرٍو : الجُفُ : الكثيرُ من الناس.
قال : والجُفُ في غير هذا شيءٌ يُنْقَرُ من جُذُوع النَّخْلِ.
وقال الليث : التِّجْفَافُ : معرُوفٌ.
وجمْعُه : التَّجَافيفُ.
والتَّجْفَافُ بفتح التَّاء : مثلُ التَّجْفِيفِ.
جَفَّفْتُه تجْفِيفاً وتَجْفَافاً.
قال : والجَفْجَفُ : القَاعُ المُسْتَدِيرُ الواسعُ ، وأنشد قوله : يَطْوِي الفَيَافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا والجُفَافُ : ما جَفَ من الشيء الذي تجِفِّفُه ، تقول : اعزِلْ جُفَافَه عن رَطْبِه.
وقال ابن السكيت : الجُفَّانِ : بَكْرٌ وتَمِيمٌ.
وجُفَافٌ : اسمُ وادٍ معروفٍ.
(أبو عبيد عن الفراء): الجُفَافَةُ : الذي يَنْتَثِرُ من القَتِّ.
ويقال للثَّوْبِ إذا ابْتَلَّ ثمَ جفَ وفيه نَدًى : قد تَجَفْجَفَ ، فإذا يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قيل : قَفَّ.
(الأصمعي) الجَفْجَفُ : الأرضُ المُرْتَفِعَةُ وليست بالغليظة ولا اللَّيِّنة.
فج : قال الليث : الفَجُ : الطريقُ الواسعُ بين الجَبَلَيْنِ ، وجمعُهُ : فِجَاجٌ ، وقوله تعالى : (مِنْ كُلِ فَجٍ عَمِيقٍ) [الحج : ٢٨].
قال أبو الهيثم : الفَجُ : طريقٌ في الجبل واسعٌ ، يقال : فَجٌ وأفُجٌ وفِجَاجٌ.
قال : وكُلُّ طريقٍ بعُدَ فهو فَجٌ.
والفَجُ في كلام العَرَب : تَفْرِيجُكَ بين الشَّيْئَيْنِ ، يقالُ : فَاجَ الرَّجُلُ يُفَاجُ فِجَاجاً ومُفَاجَّةً إذا باعَدَ إحدى رِجْلَيْه من الأخرى ليَبُولَ ، وأنشد :
لا يَمْلأ الحَوْضَ فِجاجٌ دُونَهُ |
إلَّا سجالٌ رُذُمٌ يَعْلُونَهُ |
وقَدْ فَجَجْتُ رِجْلَيَ أَفُجُّهُمَا فجّاً ، وفَجَوْتُهُمَا أَفْجُوهُما أي وسَّعْتُ بيْنَهُما.
وقال الليث : الفَجَجُ أقْبَحُ من الفحَج.
وقال ابنُ الأعرابي : الأفَجُ والفَنْجَلُ : المُتَباعِدُ الفَخِذَيْنِ الشديدُ الفَجَجِ ، ومثلُه : الأفْجَى وأنشد :
الله أعْطَانِيك غيْرَ أحْدَلا |
ولا أَصَكَّ أَوْ أَفَجَ فَنْجَلا |
وقال الليث : النَّعَامةُ تَفِجُ إذا رَمَتْ بصَوْمِها.
وقال ابنُ القِرِّيَّة : أفَجَ إفْجَاجَ النعامة ، وأَجْفَلَ إجْفَالَ الظّليم.
وقال الأصمعي : فَجَ قَوْسَه وهو يفُجُّها فجّاً إذا رفع وَتَرَها من كبِدِها ، وكذلك فجا قَوْسَه يَفْجُوها.
ويقال : افْتَجَ فلانٌ افْتِجَاجاً إذا سَلَكَ الفِجَاج.
قال : والإفْجِيجُ : الوادي الواسعُ. وهو بمعنى الفَجِ.
ورجلٌ فُجَافجٌ : كثيرُ الكلام والصِّياح والجَلَبة.
وبِطِّيخٌ فجٌ إذا كان صُلْباً غيرَ نَضِيجٍ.
والثّمارُ كلُّها تكونُ فِجَّةً في الربيع حين تَنْعَقِدُ حتى يُنْضِجَها حَرُّ القَيْظِ أي تكونُ
نِيَّةً ، والفِجُ النِّيُّ.
وقال ابنُ شميل : الفَجُ كأنّهُ طريقٌ وربَّما كان طريقاً بَيْنَ حرفين مُشْرِفَيْنِ عليه ، إنما هو طريقٌ عريضٌ وربما كان ضيّقاً بين جبليْنِ أو فأوَيْنِ ، وينْقادُ ذلك يومين أو ثلاثة ، إذا كان طريقاً أو غير طريقٍ : وإذا لم يكن طريقاً فهو أريضٌ كثيرُ العُشبِ والكَلأ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الفُجُجُ : الثُّقَلاءُ من الناس.
(أبو عبيد عن الأصمعي) : من القياس : الفَجَّاءُ والْمُنْفَجَّةُ والفَجْواءُ ، والفارج ، والفُرُجُ ، كلُّ ذلك : القَوْسُ التي يبينُ وَتَرُها عن كَبِدِهَا.
باب الجيم والباء
جب جب ، بج : [مستعملان].
جبّ : قال الليث : الجَبُ : اسْتِئْصَالُ السَّنَامِ من أصله ، وبعيرٌ أجَبُ وأنشد :
ونأْخُذْ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ |
أجَبِ الظَّهْرِ لَيْسَ له سَنَامُ |
وقال غيرُه : المَجْبُوبُ : الخِصيُّ الذي قد اسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وخُصْيَاهُ ، وقد جُبَ جباً.
والْجَبُوبِ : وَجْهُ الأرْضِ.
ويقالُ : للْمَدَرَةِ الغليظَةِ تُقلَعُ من وجْهِ الأرض : جَبُوبَةٌ ، وفي الحديث «أَنَّ رجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بدرٍ فإذا رجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».
قال الأصمعي : الجَبوبُ : الأرضُ الغليظةُ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبوبُ : الأرضُ الصُّلْبَةُ ، والجبَوبُ : المدَرُ المُفَتَّتُ.
والجُبَابُ : شبهُ الزُّبْدِ يَعْلُو ألْبَانَ الإبلِ إذا مَخَضَ البَعِيرُ السِّقَاء ، وهو مُعَلَّقٌ عليه فيَجْتَمِعُ عند فَمِ السِّقاءِ ، وليس لألبَانِ الإبل زُبْدٌ ، إنما هو شيءٌ يُشْبِهُ الزُّبْدَ.
(أبو عبيد عن الأصمعي): الجُبَّةُ : ما دخل فيه الرُّمْحُ من السِّنَانِ.
والثَّعْلبُ : ما دخل من الرُّمْحِ في السِّنانِ.
وقال الليث : الجُبَّةُ : بياضٌ يطأُ فيه الدَّابَّةُ بحافره حتى يبلغ الأشاعرَ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجبَّبُ : الفرسُ الذي يبلُغُ تحْجيلُه إلى رُكْبَتَيْهِ.
وقال أبو عمرٍو : إذا ارتفع البياضُ إلى رُكْبَتَيْه فهو مُجَبَّبٌ.
(أبو عبيد عن أبي عبيدة) : قال : الجُبُ : البِئرُ التي لم تُطْوَ.
وقال الزجاجُ نحوه ، قال : وسُمِّيَتْ جُبّاً لأنّها قُطِعَتْ قطعاً ، ولم يحدث فيها غيرُ القطعِ من طيٍّ وما أشْبَهه ، وجَمْعُ الجُبِ : أجْبَابٌ.
وقال الليث : الجُبُ : البِئرُ غيرُ البَعيدةِ ، والجميعُ : جِبَابٌ ، وأجْبَابٌ وجِبَبَةٌ.
(أبو عبيد): جَبَّبَ الرَّجُلُ تَجْبِيباً ، فهو مُجَبَّبٌ إذا فَرَّ وعَرَّدَ.
وقال الحطيئة :
ونَحْنُ إذا جَبَّبْتُمْ عن نِسَائِكُم |
كما جَبَّبَتْ من عِنْدَ أَوْلَادِها الحُمْرُ |
ويُقالُ : جَبَّتِ المَرْأةُ نساءهَا بحُسْنِهَا إذا غَلَبَتْهُنَّ.
وقال الراجز : جَبَّتْ نِسَاءَ وائلٍ وعبْسِ
(شمر عن الباهليِّ) : فرشَ لنا في جُبَّةِ الدَّارِ أي في وسطها.
وجُبَّةُ العَيْنِ : حجاجُها.
وجُبَّةُ الرُّمْحِ : ما دخل من السِّنَانِ فيه.
والجُبَّةُ : التي تلْبَسُ ، وجمْعُها : جِبَابٌ.
والجُبَّةُ : من أسماء الدُّرُوعِ ، وجمعُها : جُبَبٌ. وقال الراعي :
لنا جُبَبٌ وأرْماحٌ طِوَالٌ |
بِهِنَّ نُمَارِسُ الحرْبَ الشَّطُونا |
وفي حديث عائشة «أنَّ دَفِينَ سِحْرِ النبي صلىاللهعليهوسلم جُعِلَ في جُبِ طلعةٍ» بالباء.
قال شمرٌ : أراد داخِلَهَا إذا أُخْرِجَ منها الجُفُرَّى كما يقال لداخل الرَّكِيّةِ من أسفلها إلى أَعْلَاها : جُبٌ ، يقالُ : إنّها لواسعةُ الجُبِ ، مطويّةً كانت أو غير مطويّةٍ.
قال : وقال الفراء : بِئرٌ مُجَبّبةُ الجوفِ إذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيءٍ منها مُقَبّبةً.
وقالت الكلابِيّةُ : الجُبُ : القَلِيبُ الواسِعَةُ الشَّحْوَةِ.
وقال ابن حبيبٍ : الجُبُ : ركيّةٌ تُجَابُ في الصَّفا.
وقال مشيِّعٌ : الجُبُ : جُبُ الرّكيّة قبل أن تُطْوَى.
وقال زيدُ بنُ كَثْوَةَ : جُبُ الرّكيَّة : جِرَابُها.
وجُبُ القَرْنِ : الذي فيه المشَاشَةُ.
وقال أوس :
لها ثُنَنٌ أرْسَاغُها مُطْمَئِنّةٌ |
على جُبَبٍ خُضْرٍ حُذِين جَنَادلا |
يقال : هي لينة ليْسَتْ بجاسِيَةٍ ، والجُبَبُ : جمع جُبَّةٍ ، وهو وِعَاءُ الحافر. خُضْر : سُود ، شبَّه حوافره بالحجارة.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبَابُ : القحْطُ الشَّديدُ ، وروى أحمد بن حنبلٍ عن محمد بن بكرٍ عن قطنٍ قال : حدّثْتَنِي أُمُّ عُتْبَةَ عن ابن عباسٍ أنه قال : نهى النبيُّ صلىاللهعليهوسلم عن الجُبِ قُلْتُ : وما الجُبُ؟
فقالت امْرَأةٌ عنده : هو المَزَادَةُ يُخَيّطُ بعضُها إلى بعض.
(قلت) : كانوا يَنْتَبِدُون فيها حتى ضَرِيَتْ.
(أبو عبيد عن أبي زيد) : رَكِبَ فلانٌ
المجبَّةَ ، وهي الجادّةُ.
قال : والجُبْجُبَةُ زَيِيلٌ من جلودٍ يُنقلُ فيه التُّرابُ.
قال : وقال أبو عمرٍو : الجُبْجُبَةُ : الكَرِشُ يُجْعَلُ فيها اللَّحْمُ ويُسَمّى الخلْعَ ، وأنشد :
أفي أَنْ سرى كلْبٌ فبَيّتَ جُلَّةً |
وجُبْجُبَةً للوطْبِ ، سلمى تُطَلّقُ؟ |
وأمّا قولُ الشاعر : فلا تَهْدِمَنْهَا واتّشِقْ وتَجَبْجَبِ فإن أبا زيدٍ قال : التَّجَبْجُبُ : أن يجعل خَلْعاً في الْجُبْجُبَةِ ، ورجلٌ جُبَاجبٌ ومُجَبْجَبٌ إذا كان ضَخْمَ الجنْبَيْنِ ، ونوقٌ جباجِبُ.
وقال الراجز :
جرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ |
حُمّ الذُّرَا مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ |
(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا لقّحَ الناسُ النّخِيلَ قيل : قَدْ جَبُّوا ، وقد أتانا زَمَنُ الجِبابِ.
(أبو عمرو) : جملٌ جُباجِبٌ ، وبُجَابجٌ : ضَخْمٌ.
وقد جبجَ إذا عظُمَ جِسْمُه بعد ضعفٍ ، وجَبْجَبَ إذا سَمِنَ ، وجَبْجَبَ إذا تَجَر في الجَبَاجِبِ.
وجابَّتِ المرأةُ صاحِبَتَهَا فجبَّتْها حُسْناً أي فاقَتْها ، وأنشد :
مَنْ رَوَّلَ اليَوْمَ لنا فَقَدْ غَلَبْ |
خُبْزاً بسَمْنٍ فَهْوَ عند النَّاسِ جبّ |
وقال أبو عبيدة : جُبَّةَ الفَرَسِ : مُلْتَقى الوظيف في أعلى الحَوْشَبِ.
وقال مرَّةً : هو مُلْتَقى ساقَيْهِ ووظِيفَيْ رجلَيْهِ ، ومُلْتَقى كلِّ عَظْمَيْنِ إلَّا عظمَ الظَّهْرِ.
وقال أبو عمرٍو : الجُبْجُبَةُ : أتانُ الضّحْلِ ، وهو صخْرَةُ الماء.
بج : (الأصمعي): بَجَ الجُرْحَ يَبُجُّهُ بَجًّا إذا شقَّهُ.
ويقالُ : انْبَجَّتْ ماشِيَتُك من الكلأ إذا فتَقَها البَقْلُ فأوسع خواصرها وأنشد ابنُ الأعرابي : لجُبَيْهاء الأسلمي :
لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بجَّهَا |
عساليجُهُ والثَّامِرُ المُتَناوِحُ |
(أبو عبيد عن الأصمعي): البَجُ : الطعْنُ يُخالِطُ الجَوْف ولا يَنْفُذُ ، وقد بجَجْتُهُ أبُجُّهُ بجّاً وأنشد :
نَقْخاً على الهامِ وبَجّاً وخْضَا
وفُلانٌ أبَجُ العَيْنِ إذا كان واسِعَ مشَقِّ العَيْنِ.
وقال ذو الرمة :
ومُخْتَلِقٌ لِلْمُلكِ أبْيَضَ فدْغَمٌ |
أشَم أَبَجُ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ |
ورجُلٌ بَجْبَاجٌ إذا كان (١) بادِناً.
ورَمْلٌ بَجْبَاجٌ : مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ.
قال الراعي :
كأن مِنْطَقَهَا لِيثَتْ معَاقِدُه |
بِعَانِكٍ من ذُرَى الأنْقَاء بَجْبَاجِ |
وجارِيَةٌ بَجْبَاجَةٌ : سَمِينَةٌ.
وقال أبو النَّجْمِ :
دارٌ لبَيْضَاء حَصَانِ السِّتْرِ |
بَجْبَاجَةِ البَدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ |
وقال المُفَضَّلُ : برْذَوْنٌ بَجْبَاجٌ وهو الضَّعيفُ السَّريعُ العَرَقِ.
وأنشد :
فَلَيْسَ بالكابِي وَلَا البَجْبَاجِ
وقال ابن الأعرابي : البُجُجُ : الزِّقاقُ المُشَقَّقَةُ.
وقال الليث : البَجْبَجَةُ : مُناغاةُ الصَّبِيِّ بالفَمِ.
باب الجيم والميم
جم
جم ، مج : [مستعملان].
جم : (أبو نصرٍ عن الأصمعي): جمَّت البِئرُ فهي تجُمُ جُمُوماً إذا كثُرَ ماؤُها واجْتَمَعَ.
ويقال : جِئْتُها وقد اجْتَمَعَتْ جمَّنُها وجَمُّها أي ما جمَ وارتفع.
وجمَ الفَرسُ يجُمُ جَمَاماً إذا ذهب إعْيَاؤُه.
وشاةٌ جمَّاءُ إذا لم تكُنْ ذات قَرْنٍ.
ويقال : أعْطِهِ جُمامَ المَكُّوك أي مَكوكاً بغير رَأْسٍ ، واشْتُقَّ ذلك من الشَّاة الجمَّاءِ.
ويقال : جاءُوا جمّاً غفيراً ، وجمّاءَ أي بجماعتهم.
وقيل : جاءُوا بجمَّاءِ الغَفِير أيضاً.
ويقال : في الأرْضِ جميمٌ حسنٌ ، لنبتٍ قد غطَّى الأرض ولم يتمَّ بعد.
ويقال أجمَّت الحاجة إذا دَنَتْ وحانَتْ تُجِمُ إجماماً.
ويقال : أجْمِمْ نفْسَكَ يَوْماً أو يَوْمَين أي أرِحْها.
ويقال : جاء فلانٌ في جُمَّةٍ عظيمةٍ أي في جماعةٍ يَسْألون في جَمَالَةٍ.
ومالٌ جَمٌ أي كثيرٌ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : هُمُ الجُمَّةُ والبُرْكةُ وأنشد.
وجُمَّةٍ تَسْألُني أعْطَيْتُ
قال : وجُمَ إذا مُلِئ. وجَمَ إذا علا.
قال : والجِمُ : الشَّياطينُ.
قال : والجِمُ : الغَوْغَاءُ والسِّفَلُ.
(أبو عبيد) : فرسٌ جَمُومٌ وهو الذي كلما
__________________
(١) سقط من المطبوع ، وانظر : «اللسان» (بجج).
ذهب منه إحضارٌ جاءه إحضارٌ.
قال ، وقال الكسائي : إناءُ جمّانُ إذا بلغ الكَيْلُ جُمامَهُ ، وقد أَجْمَمْتُ الإناء بالألف.
قال : وقال أبو زيد : في الإناء جِمَامُه وجمَمُهُ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): جِمامُ الإناء ، وجُمامُهُ ، وطُفافُهُ.
وقال أبو العباس في كتاب «الفصيحِ» : عندَهُ جِمامُ القَدَحِ ماءً ، وجُمام المكوك ، بالرّفع ، دقيقاً.
وقال الليث : جَمّ الشيءُ واسْتجَمَ أي كئُر.
قال : وجَمَمْتُ المِكْيالَ جمّاً.
والجَمامُ والجُمامُ : الكَيْلُ إلى رأس المِكيال.
والجُمَّةُ : الشَّعَرُ ، والجميعُ : الجَمَمُ.
والجَمَمُ : مصدَرُ الشّاةِ الأجَمِ ، وهو الذي لا قَرْنَ له.
ويقال للرَّجُلِ الذي لا رُمْحَ له : أَجَمُ ، قاله أبو زيد.
وقال عنترة :
ألَمْ تَعْلَمْ لَحَاكَ الله أنِّي |
أَجَمُ إذا لَقِيتُ ذوي الرِّماحِ |
وقال الليث : الجَمْجَمَةُ ألا تُبينَ كلامك من عِيٍّ. وأنشد :
لَعَمْرِي لقد طَالَمَا جَمْجَمُوا |
فمَا أخّرُوهُ وما قَدّمُوا |
والجُمْجُمَةُ : القِحْفُ وما تعَلّقَ به من العِظامِ.
(أبو عبيد عن أبي عبيدة): الجُمْجُمَةُ : البِئْرُ تُحفرُ في السّبَخَةِ.
(ابن السكيت): أَجَمَ الفراقُ إذا دنا.
وأنشد :
حيِّيَا ذلك الغَزَالَ الأحمّا |
إنْ يَكُنْ ذلك الفِرَاقُ أَجَمَّا |
وفي حديث ابن عبَّاس : «أمِرْنَا أنْ نَبْنِيَ المَدَائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً» فالشُّرَفُ : التي لها شُرُفاتٌ ، والجُمُ : التي لا شرف لها.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) : فلانٌ واسعُ المَجَمِ إذا كان واسع الصَّدْرِ رَحْبَ الذِّرَاعِ.
وأنشد :
رُبّ ابنِ عَمٍّ لَيْسَ بابْنِ عَمِ |
بَادِي الضَّغِينِ ضَيِّقِ المَجَمِ |
(ابن شميل): جمَّمَتِ الأرضُ تَجْمِيماً إذا وفى جميمُها.
وجمَّم النَّصيُّ والصِّلِّيّانُ إذا صَارَ لهما جُمَّةٌ.
والأجَمُ : الكَعْثَبُ.
وأنشد :
جاريةٌ أعَظَمُها أجَمُّها |
بائِنَةُ الرِّجْلِ فما تضُمُّها |
والجَمَاجِمُ : موضعٌ بين الدَّهنَاء ومُتَالِعٍ في دِيارِ بني تَمِيمٍ.
ويَوْمُ الجماجِمِ : يومٌ من وَقَائِعِ العرب في الإسلام مَعْرُوفٌ.
وجَماجِمُ العرب : رُؤساؤُهُمْ ، وكلُّ بني أبٍ ، لَهّمْ عِزٌّ وشَرَفٌ فَهُمْ جُمْجُمَةٌ.
وقال أنسٌ «تُوفِّي رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم والوحيُ أجَمُ ما كان لم يَفْتُرْ عنه».
قال شمرٌ : أجَمُ ما كان : أكْثَرُ ما كان.
جَمَ الشَّيْءُ يَجُمُ جمُوماً ، يقالُ ذلك في الماء والسّيْرِ. وقال امرؤُ القيس :
يَجِمُ على السّاقَيْنِ بعد كَلَالِه |
جُمُومَ عُيُونِ الحِسْيِ بعد المَخِيضِ |
قال أبو عمرٍو : يَجُمُ ويَجِمُ أي يَكْثُر.
ومَجَمُ البِئرِ حَيْثُ يَبْلُغُ الماءُ وينتهي إليه.
ورجُلٌ رَحْبُ المَجَمِ : واسعُ الصّدْرِ.
مج : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا بدأ الفرسُ يعْدو قبل أن يضطرم جريُه. قيل : أَمَجَ إمْجَاجاً ، فإذا اضْطَرَم عدْوُه قيل : أهْذَبِ إهْذَاباً.
ويقال : مَجَ رِيقَهُ يمُجُّه إذا لفظه ، ومُجاجُ فمِ الجارية : رِيقُهَا.
ومُجَاجُ العِنَبِ : ما سال من عصيره ، ويقال : لما سال من أفْوَاهِ الدَّبَا : مُجاجٌ.
وفي الحديث : «أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم أَخَذَ من الدَّلْوِ حَسْوةَ ماء فمجَّهَا في بِئْرٍ ففاضَتْ بالماء الرَّواءَ».
قال شمرٌ : مجَ الماء من الفَمِ إذا صبَّه.
وقال خالد بن جَنَبَةَ : لا يكون مُجاجاً حتى يُبَاعِدَ به شِبْهَ النَّفْخِ.
وقال أصحابُه : إذا صبَّه من فيه قريباً أو بعِيداً فَقَدْ مَجَّهُ ، وكذلك إذا مجَ لُعَابه ، والأرضُ إذا كانت ريَّا منَ النَّدَى فهي تمُجُ الماءَ مجّاً.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجُجُ : السُّكارى.
والمُجُجُ : النَّحْلُ.
(عمرو عن أبيه): المَجَجُ : بُلُوغُ العِنَبِ.
وفي الحديث : «لا تَبعِ العِنَبَ حتَّى يَظْهَرَ مَجَجُهُ».
ويقال لما يَسيلُ من أفْوَاهِ الدَّبَا : مُجاجٌ.
قال الشاعر :
وماءٍ قديمٍ عهْدُهُ وكأنَّهُ |
مُجاجُ الدَّبَا لاقَتْ بهاجِرَةٍ دبَا |
والماجُ : الأحْمَقُ الذي يسيلُ لُعَابُهُ.
والمَاجُ : البعيرُ الذي أَسَنَّ وسال لُعَابُه.
وقيل الأذُن مُجَّاجَةٌ ، وللنّفْسِ حَمْضَةٌ ، معناهُ أنَّ للنَّفْسِ شَهْوَةً في اسْتِماعِ العِلْمِ ، والأذُنُ لا تَعِي ما تسمع ، ولكنَّها تُلْقِيهِ نِسْيَاناً كما يمُجُ الشيءُ من الفَمِ.
(شمرٌ عن ابن الأعرابي): مَجَ ونجَ بمعنًى واحدٍ.
وقال أَوْسٌ :
أُحَاذِرُ نجَّ الخَيْلِ فَوْقَ سرَاتِهَا |
وربًّا غَيُوراً وَجْهُهُ يتَمَعّرُ |
قال : نجُّها إلقاؤُها زَوَالها عن ظُهورِها.
(الليث) المُجُ : حبٌّ كالعَدَسِ إلَّا أنهُ أشَدُّ اسْتِدَارَةً منه.
(قلت) هذه الحَبّةُ يقالُ لها : الماشُ ، والعربُ تُسَمِّيها الخُلَّرَ ، والزِّنّ.
وقال الليث : المَجْمَجَةُ : تَخْلِيطُ الكتابَةِ وإفسادُها بالقَلَم.
وكَفَلٌ مُمَجْمَجٌ إذا كان يَرْتجُّ من النَّعْمَةِ.
وأنشد :
وكَفَلاً رَيَّانَ قد تَمَجْمجَا
ويُقال للرّجُلِ إذا كان مُسْتَرْخِياً رَهِلاً : مَجْمَاجٌ.
وقال أبو وجْزَةَ : طَالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولاً غَيْرَ مَجْمَاجِ وقال شُجاعٌ السُّلميُّ : يقال : مَجْمَج بي ونَجْنَجَ بي إذا ذَهَبَ بك في الكَلَامِ مذهباً على غَيْرِ الاسْتِقامةِ ، ورَدَّكَ من حالٍ إلى حالٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الجيم
أبواب الجيم والشين
ج ش ض ـ ج ش ص ـ ج ش س ـ ج ش ز ـ ج ش ط ـ ج ش د ـ ج ش ت ـ ج ش ظ.
أُهْمِلَتْ جميع وُجُوهها.
ج ش ذ
شجذ : أهمله الليث ، وقد اسْتَعْمَله العربُ ، منه الإشْجَاذُ.
قال الأصمعي يقال : أشْجذَ عَنّا المطَرُ مُنْذُ حينٍ أي نأى عنَّا وبعُدَ ، وأشْجَذَ المطرُ إذا أقْلعَ بَعْدَ إثْجَامِهِ.
وقال امرؤ القيس :
فَتَرَى الودّ إذا ما أشْجَذَتْ |
وتُوَاريه إذا ما تَعْتَكِرْ |
يقولُ : إذا أقْلَعَتْ هذه الدِّيمَةُ ظَهَرَ الوتِدُ ، وإذا عادَتْ ماصرةً وارَتْهُ.
ويقالُ : أشْجذَتِ الحُمَّى إشجاذاً إذا أقْلَعَتْ.
ج ش ث : مُهْمَلٌ.
ج ش ر
جشر ، جرش ، شجر ، شرج : مستعملة.
جشر : (أبو عبيد عن الأصمعي) : بَعِيرٌ مَجْشُورٌ : به سُعَالٌ جافٌّ.
وقال غيرُه : جُشِرَ فهو مَجْشُورٌ ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً ، وهي الجُشْرَةُ.
قال حُجْرٌ :
رُبَّ همٍّ جَشِمْتُه في هواكُمْ |
وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ |
(أبو عبيد عن الأصمعي): جَشَرَ الصُّبْحُ يجْشُرُ جُشُوراً إذا انْفَلَقَ.
قال : واصْطَبحْتُ الجاشِرِيّةَ وهي الشَّرْبةُ التي مع الصُّبْح.
وفي حديث عُثْمان أنّه قال : «لا يغُرَّنَّكُم جَشَرُكُم مِنْ صَلاتِكُم فإنّما يَقْصُرُ الصَّلَاةَ مَنْ كان شَاخِصاً أو بحَضْرةِ عدُوٍّ».
قال أبو عبيد : الجَشَرُ : القَوْمُ الذين يخرُجُونَ بدَوَابِّهِمْ إلى المَرْعى.
وقال الأخطلُ يذكر قَتْل عميْرِ بن
الحُبابِ :
يَسْألُهُ الصُّبْرُ من غسّانَ إذا حضَرُوا |
والحَزْنُ كيف قرَاهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ |
|
يُعرِّفُونَكَ رأس ابنِ الحُبَابِ وقَدْ |
أمْسَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أثَرُ |
(أبو عبيد عن الأصمعي) : بنُو فلانٍ جَشَرٌ إذا كانُوا يَبِيتُون مكانَهُم لا يأْوُونَ بُيُوتَهُمْ ، وكذلك : مَالٌ جَشَرٌ : يَرْعَى مكانه ، لا يأْوِي إلى أَهْلِه.
وجَشَرْنَا دَوَابَّنَا : أَخْرَجْنَاها إلى الرِّعْيِ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المُجَشَّرُ : الذي لا يَرْعَى قُرْبَ الماء ، والمُنَدَّى : الذي يَرْعَى قُرْبَ الماء.
ويقال : قَوْمٌ جَشْرٌ وجَشَرٌ.
(أبو عبيد عن الأصمعي): الجَشْرُ حِجَارَةٌ تَنْبُتُ في البُحُورِ.
وقال شمرٌ : يقال : مكانٌ جشرٌ أي كثيرُ الجَشَرِ بتَحْرِيكِ الشِّينِ.
وقال الرِّياشيُّ : الجَشَرُ : حجارَةٌ في البَحْرِ خَشِنَةٌ.
وقال أبُو نَصْرٍ : جَشِرَ السَّاحِلُ يَجْشَرُ جشَرَاً.
والجاشِرِيَّةُ : قَبِيلَةٌ في رَبِيعَةَ.
ورجُلٌ مَجْشُورٌ : به سُعَالٌ ، وأنشد :
وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ
وقال أبو زيد : الجُشْرَةُ والجَشَرُ : بَحَحٌ في الصَّوْتِ.
قال : والجُشَّةُ والجَشَشُ : انْتِشَارُ الصَّوْتِ في بُحَّةٍ.
وقال ابن الأعرابي : الجُشْرَةُ : الزُّكَام.
(أبو عبيد عن أبي عَمْرٍو): الجَشِيرُ : الجُوَالِقُ الضَّخْمُ ، وجَمْعُه : أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ.
وقال الليث : الجَشَرُ : ما يكونُ في سواحِلِ البَحْرِ وقَرَارِه مِنَ الحَصَا والأصْدَافِ يَلْزَمُ بَعْضُهَا ببَعْضٍ فَتَصِيرُ حَجَراً تُنْحَتُ مِنهُ الأرْحِيَة بالبَصْرَةِ ، لا تَصْلُحُ للطَّحِينِ ، ولكِنَّهَا تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلَاليع.
جرش : قال الليث : الجَرْشُ : حَكُّ شَيْءٍ خَشِنٍ بشيءٍ مِثْلِه ، كما تَجْرُشُ الأفْعَى أَثْنَاءَهَا إِذا احْتَكَّتْ أَطْوَاؤُهَا ، تَسْمَعُ لذلك جَرْشاً وصَوْتاً.
والمِلْحُ الجَرِيشُ : المَجْرُوشُ كأنه قَدْ حَكَّ بَعْضُهُ بعْضاً فتَفَتَّتَ.
(أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرٍو) : الجِرِشَّى : النَّفْسُ وأنشد :
بَكَى جَزَعاً مِنْ أَنْ يَمُوتَ وَأَجْهَشت |
إِليه الجِرشَّى وارْمَعَلَّ خَنِينُهَا |
وقال اللحياني : مضى جَرْشٌ من اللَّيْلِ وجَوْشٌ ، وجُشٌ ، وجُؤْشُوشٌ أي ساعةٌ.
وقال الأصمعي : المُجْرَئِشُ : الغَلِيظُ