تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

جضَّضْتُ عليه السيف إذا حَمَلْتَ عليه.

وقال أبو عمرٍو : جَضَّضَ إذا حَمَلَ على عَدُوِّه بالسّيفِ.

(أبو العباس عن ابن الأعرابي): جَضَ إذا مشى الجِيَضَّى ، وهي مِشْيَةٌ فيها تَبَخْتُرٌ.

ضج : قال الليث : ضَجَ يضِجُ ضجاً ، وضَجَاجاً وضَجِيجاً ، وضجّ البعيرُ ضجيجاً وضج القومُ ضَجاجاً ، وقال العجاج : وأَعْشَبَ النَّاسَ الضَّجَاجَ الأضْجَحَا قال : أَظْهَرَ الْحَرْفَيْنِ ، وبنى منه أفعل لحاجتِه إلى القافية.

(الحَرَّانيُّ عن ابن السكيت): أضَجَ القومُ إضْجَاجاً إذا صاحُوا وجلَّبُوا ، فإذا جزعُوا من شيء وغُلِبُوا قيل : ضَجُّوا يضِجُّون.

وقال أبو عمرٍو : ضجَ إذا صاحَ مستغيثاً.

وروى أبو عبيد عن الأمَوِيِّ نَحْواً ممَّا قال ابن السكيت.

قال أبو عبيد وقال الأصمعيُّ : الضَّجَاجُ : المُشَاغَبَةُ والمشاقَّةُ ، وهو اسمٌ من ضاجَجْتُ وليس بمصدر وأنشد :

إنِّي إذا ما زَبَّبَ الأشْدَاقُ

وكَثُرَ الضَّجَاجُ واللَّقْلَاقُ

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الضَّجَاج : صَمْغٌ يؤكلُ رَطْباً فإذا جفَّ سُحِقَ ثم كُتِّلَ وقُوِّيَ بالقِلى ثم غُسِلَ به الثوبُ فيُنَقِّى تنقيَةَ الصابون.

وقال غيره : الضَّجَاجُ : العَاجُ ، وهو مثلُ السِّوارِ للمَرْأةِ ، قال الأعشى :

وتَرُدُّ مَعْطوف الضَّجَاجِ على

غَيْلٍ كأنَّ الوَشْمَ فيه خِلَلْ

ومعْطوفُهُ : ما عُطِفَ من طَرَفَيْهِ.

[باب الجيم والصاد]

جص

جص ـ صج.

صج : أهمل اللَّيثُ صجَ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنَّه قال : صَجَ إذا ضربَ حديداً على حَدِيدٍ فصَوَّتا ، والصّججُ : صَوْتُ الحَدِيد بَعْضِهِ على بعضٍ.

جص : قال الليث : الجَصُ : معروفٌ ، وهو من كلام العَجَم ، قال : ولغةُ أهلِ الحجاز في الجصِ : القَصُّ.

وقال ابن السكيت : هو الجَصُ ، ولا تقل : الجِصّ.

(سلمة عن الفراء): جصَّص فلانٌ إناءهُ إذا مَلأهُ.

(أبو عبيدٍ عن أبي زيدٍ والفراء) : فَقَحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ ، وكذلك قال أبو عمرٍو ، قالَ : ويصَّصَ : مِثْله.

[باب الجيم والسين]

جس

جس ـ سج.

جس : قال الليث : الْجَسُ : اللَّمْسُ باليد

٢٤١

لَتَنْظُرَ ممَسَّة ما تمَسُّ.

والْجَسُ : جَسُ الخَبَرِ ، ومنه : التَّجَسُّسُ قال : والجاسُوسُ : العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأخبارَ ثم يأتي بها.

قال : والجَسَّاسَةُ دابّةٌ في جَزَائِرِ البَحْرِ تتجَسَّسُ الأخبار ، وتأتي بها الدَّجَّال.

والمَجَسُ والمَجَسَّةُ : ممسّةُ ما جَسَسْته بيدك.

قال : والجواسُ من الإنسان : خمسٌ ، اليَدَانِ ، والعَيْنَانِ ، والفَمُ ، والشَّمُّ ، والسَّمْعُ ، الواحد : جاسّةٌ ، ويقال بالحاء : حاسّةٌ ، والجميعُ : الحواسُّ.

ويقال : تَجَسَّسْتُ الخَبَرَ ، وتَحَسّسْتُهُ بمعنًى واحدٍ.

والعربُ تقول : فلانٌ ضَيِّقُ المَجَسِ إذا لم يَكُنْ واسع السَّرْبِ ، وفلانٌ واسعُ المَجَسِ إذا كان واسعَ السَّرْبِ ، رَحِيبَ الصَّدْرِ.

ويقال : إنَّ في مَجَسِّكَ لَضِيقاً.

(عمرو عن أبيه): جَسَ إذا اخْتَبَرَ ، وسَجَّ إذا صَلَعَ.

سج : (أبو العباس عن ابن الأعرابي): سجَ سَطْحَهُ يسُجُّهُ سَجّاً إذا طيَّنَهُ.

والسُّجُجُ : الطَّايَاتُ المُمَدَّرَةُ : قال : والسُّجُجُ أيضاً : النُّفُوسُ الطِّيَّبَةُ.

ويقال للمَالَجِ : مِسَجَّةٌ ، ومِمْلقَ ، ومِمْدَرٌ ، ومِمْلَطٌ ومِلْطَاطٌ.

(أبو عبيد عن الأصمعيّ) : إذا جعل الرَّجُلُ اللبن أرقَّ ما يكونُ بالماء فهو السَّجَاجُ ، وأنشد :

يَشْرَبُه مَذْقاً ويَسْقِي عِيَالَه

سَجَاجاً كأقْرَابِ الثعالِبِ أَوْرَقا

ويقالُ : هو يسُجُ ، ويسُكُّ سكاً إذا رقَّ ما يجيءُ منه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : يقال : سَجَ بسَلْحِه وهكَ به ، وتَرَّ به إذا حذف به.

وفي الحديث «إنَّ الله قَدْ أَرَاحَكُمْ من السَّجَّةِ والبَجَّةِ».

قال أبو عبيد ، قال بعضُهُم : كانت آلِهَةً يَعْبُدُونَها ، وأنكر أبو سعيدٍ الضَّريرُ قوله ، وزَعَمَ أن السَّجَّة : اللَّبَنَةُ التي رُقِّقتْ بالماءِ ، وهي السَّجَاجُ.

قال : والبَجَّةُ : الدَّمُ الفَصِيدُ ، وكان أَهْلُ الجاهلية يَتَبَلَّغُونَ بهما في المَجَاعَاتِ ، وفي حديثٍ آخر : «أرض الجَنَّةِ سَجْسَجٌ»

، لا حَرَّ فيها ولا بَرْدَ ، وكلُّ هواءٍ معتدلٍ : سَجْسَجٌ.

أخبرني المُنْذِريُّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يقال له : السَّجْسَجُ ، قال : ومن الزَّوَالِ إلى العَصْرِ ، يقال له : الهَجِيرُ ، والهَاجِرَةُ ، ومن غُرُوبِ الشمس إلى وقت الليل : الجِنْحُ ، ثم السَّدَفُ ، والمَلْثُ ، والمَلْسُ.

٢٤٢

سجس : (أبو عبيد عن طَيْبَةَ الأعرابي) : السَّجَسُ : الماء المُتَغَيِّرُ وقد سَجِسَ الماءُ.

قال : وقال الأحْمَرُ : لا آتِيكَ سَجِيسَ الأوْجَسِ ، ومِثْلُه : لا آتِيكَ سجيس عُجَيْسٍ.

قال : ومعناهُمَا : الدَّهْر وأنشد :

فأقْسَمْتُ لا آتي ابْنَ ضَمْرَةَ طائعاً

سَجِيسَ عُجَيْسٍ ما أَبَانَ لِسَانِي

قال : ويقال : كَبْشٌ ساجسِيٌ إذا كانَ أبْيَضَ الصُّوفِ فحيلاً كريماً ، وأنشد :

كأنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَدْبَسَا

بَيْنَ صَبَّيْ لَحْيِهِ مجَرْفَسَا

[باب الجيم والزاي]

جز

جز ، زج.

جز : قال الليث : الجِزَزُ : الصُّوفُ الذي لم يُسْتَعْمَلْ بعد ما جُزَّ ، تقول : صُوفٌ جِزَزٌ.

ويقال : هذه جِزَّةُ هذه الشّاةِ أي صوفُها المَجْزُوزُ عنها ، وجمعُها : جِزَزٌ.

ويقال للرَّجُلِ الضّخْمِ اللِّحْيَةِ كأنّه عاضٌّ على جِزَّةٍ أي على صوف شاةٍ جُزَّتْ.

وقال الليث : الجَزُّ : جَزُّ الشِّعْرِ والصوف والحَشِيشِ ونحوه.

وقال غيرُه : الجَزَاجِزُ : خُصَلُ العِهْنِ والصُّوفِ المصبوغةُ تُعَلَّقُ على هوادج الظّعائِنِ يوم الظَّعْنِ ، وهي الثُّكَنُ والجَزَائِزُ ، قال الشماخُ : هَوَادِجُ مَشْدُودٌ عليها الجَزائزُ وقيل : الجَزِيزُ : ضَرْبٌ من الخرَزِ يُزَيَّنْ به جَوارِي الأعرابِ.

وقال النابغة : يصفُ نساءً شَمَّرْنَ عن أَسْوُقِهِنَّ حتى بدت خلاخيلُهُنَّ :

خَرَزُ الجِزِيزِ من الخِدَامِ خَوَارِجٌ

مِنْ فَرْجِ كُلِّ وَصِيلَةٍ وإزَارِ

وقال الليث : الجَزَازُ كالحصَادِ واقعٌ على الحينِ والأوَانِ يقال : أَجَزَّ النَّخْلُ كما يقال : أَحْصَدَ البُرُّ.

وقال الفراء : جاءنا وقتُ الجِزَازِ ، والجَزَازِ حِين يُجَزُّ الْغَنَمُ.

(الحرَّانيُّ عن ابن السكيت): أجَزَّ النخْلُ : حانَ له أنْ يُجَزَّ أي يُصْرَمَ.

قال : وحكى لنا أبو عمرٍو : قد جَزَّ التمرُ إذا يَبِسَ يَجِزُّ جُزوزاً ، وتمرٌ فيه جُزُوزٌ.

ويقال : قد جَزَزْتُ الكَبْشَ والنّعجة.

ويقال في العَنْزِ والتَّيْسِ : حَلَقْتُهُمَا ، ولا يقال : جَزَزْتُهما.

(أبو عبيد عن اليزيديِّ): أَجَزَّ القومُ ، من الجَزَاز في الغنم إذا حان أَنْ تُجَزَّ غَنَمُهُم.

وقال الليث : جَزَّةُ : اسمُ أرضٍ منها يخرجُ الدَّجَّال فيما رُوي.

قال : والجُزازُ : ما فَضَلَ من الأديم إذا قُطِعَ ، الواحدةُ : جُزَازةٌ.

٢٤٣

زج : قال الليث : الزُّجُ : زُجُ الرُّمْح ، والسَّهْم ، والجميعُ : الزِّجَاجُ.

(قلت): زُجُ الرمح : الحديدةُ التي تُرَكَّبُ سافلة الرُّمح ، والسِّنَانُ : التي تُرَكَّبُ عاليتَه ، والزُّجُ يُرْكَزُ به الرمحُ في الأرض ، والسِّنَانُ يُطْعن به.

(أبو عبيدٍ عن اليزيديِّ): أَزْجَجْتُ الرُّمَّحَ : جعلْتُ فيه الزُّجَ إزْجَاجاً ، وزَجَجْتُ الرّجُلَ وغيره إذا طعنته بالزُّجِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): أَزْجَجْتُ الرُّمحَ : جعلتُ له زُجّاً ، وأنْصَلْتُه : نَزَعتُ نصله ، ولا يقال : أَزْججْتُه إذا نَزَعْتُ زُجَّه.

ويقال لنصل السّهم : زُجٌ.

وقال زهير :

ومَنْ يَعْصِ أطرافَ الزِّجَاجِ فإنّه

يُطيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ

قال ابن السكيت : يقولُ : مَنْ عصى الأمرَ الصغيرَ صار إلى الأمر الكبير.

قال ، وقال أبو عبيدة : هذا مَثَلٌ ، يقول.

إنَ الزُّجَ ليس يُطعَنُ به ، إنّما الطَّعْنُ بالسِّنَانِ ، فمن أبى الصُّلحَ وهو الزُّجُ الذي لا طَعْنَ به ، أُعْطِي العَوَالِي ، وهي التي بها الطَّعنُ.

قال : ومثلٌ للعرب «الطَّعْنُ يَظْأَرُ» أي يعطِفُ على الصُّلح.

وقال خالدُ بن كُلْثُوم : كانوا يستقبلون أعداءهم إذا أرادوا الصُّلحَ بأزِجّةِ الرِّماح ، فإن أجابوا إلى الصُّلح وإلَّا قلبوا الأسِنَّةَ وقاتَلُوهم.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : إذا طَعَن بالعَجَلَة.

قال : والزُّجُجُ : الحِرابُ المنصَّلة ، والزُّجُجُ أيضاً : الحَميرُ المُقْتَتِلةُ.

وقال الليث : المِزَجُ : رُمحٌ قصير في أَسْفَله زُجٌ.

والزَّجُ : رَمْيُكَ بالشيء تَزُجُ به عن نفسك.

ويقال للظَّلِيمِ إذا عدا : زَجَ برجليه.

وقال الأصمعي : الزُّجُ : طرَفُ المِرْفَقِ المحدَّدُ وإبْرَةُ الذِّراع : التي يَذْرَع الذارعُ من عندها.

وقال الليث : زِجَاجُ الفَحْلِ : أَنْيَابُه.

وأنشد :

لها زِجَاجٌ ولهَاةٌ فَارِضُ

قال : والزَّجَجُ : دِقّةُ الحواجب ، واسْتِقْواسُها ، وزَجَّجَتِ المرأةُ حاجبَها بالمِزَجِ.

وأنشد أبو عبيد :

إذا ما الغَانِياتُ بَرَزْنَ يَوْماً

وزجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا

وقال الليث : الأزجُ من النَّعام : الذي فوق عينِه ريشٌ أبيضُ ، والجميع : زُجٌ.

٢٤٤

وقال غيره : زَجَجُ النّعامة : طولُ رجليها ، قاله ابن شميل.

(أبو عبيد عن الأموي) قال : هو الزُّجاج ، والزَّجاج والزِّجاجُ للقَوارِيرِ ، وأقلُّها الكَسْرُ.

وقال الليثُ : الزُّجَاجةُ في قول الله : القِنْدِيلُ.

وأَجْمَادُ الزِّجَاجِ بالصَّمَّانِ ، ذكرهُ ذو الرمة :

فَظَلَّتْ بأَجْمَادِ الزِّجاجِ سَواخِطاً

صِيَاماً تغنِّي تَحْتَهُنَّ الصفائحُ

يعني الحَميرَ سَخِطَتْ على مَرْتَعِها لبُبْسه.

ج ط : مهمل

[باب الجيم والدال]

جد

جد ـ دج : مستعملان.

جد : تقول العربُ : سُعِيَ بجَدِّ فلانٍ ، وعُدِيَ بجَدِّه وأُدْرِكَ بجَدِّه إذا كان جدُّه جيِّداً.

والجَدُّ على وُجوهٍ ، قال الله تعالى : (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣)) [الجن : ٣].

قال الفراء : حدَّثَني أبو إسرائيلَ عن الحكم عن مجاهدٍ أنه قال : (جَدُّ رَبِّنا) : جلالُ ربِّنَا.

وقال بعضُهم : عظمَةُ رَبِّنا ، وهما قريبان من السَّواءِ.

وقال ابن عباس : «لَوْ عَلِمَتِ الجِنُّ أَنَّ في الإنْسِ جَدّاً ما قالت : (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) ، معناهُ أَنَّ الجِنَّ لو علمت أَنَّ أَبَا الأبِ في الإنْسِ يُدْعى جدّاً ما قالت الذي أَخْبَرَ الله عنه في هذه السُّورَةِ عنها».

وفي الحديث «كان الرَّجُلُ إذا قرأ سُورة البَقَرَةِ ، وسورة آل عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا» أي جَلَّ قَدْرُه وعظُمَ.

قال أبو عبيد : وقد روي عن الحسن وعِكْرِمَةَ في قوله : (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) قال أحدُهُما : غِنَاهُ ، وقال الآخَرُ : عظمَتُه.

وأما قولُ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد تسليمه من الصَّلاة المكْتُوبةِ : «اللهُمَّ لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ ، ولا يَنْفَعُ ذا الجدِّ مِنْكَ الجدُّ» ، فإنَّ أبا عبيدٍ قال : الجَدُّ بفتح الجيم لا غَيْرُ ، وهو الغِنَى والحظُّ في الرّزْقِ.

ومنه قيل : لفلانٍ في هذا الأمْرِ جَدٌّ إذا كان مرزوقاً منه ، فتأْوِيلُ قوله : لا يَنْفَعُ ذا الجِدّ منك الجدُّ أي لا يَنْفَعُ ذا الغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ ، إنما يَنْفَعُه العملُ بطاعتِكَ.

قال : وهذا كقوله : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)) [الشعراء : ٨٨ ، ٨٩].

وكقوله : (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى) [سبأ : ٣٧] ، الآية.

٢٤٥

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنَّه قال : «قُمْتُ على بابِ الجنَّةِ فإذا عامَّةُ مَنْ يَدْخُلُها الفُقَرَاءُ ، وإذا أَصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ» ، يَعْنِي ذَوِي الحظِّ والغِنَى في الدُّنْيَا.

قال أبو عبيد : وقد زَعَمَ بعضُ الناس أنَّمَا هو : ولا يَنْفَعُ ذا الجِدِّ مِنْكَ الجِدُّ ، بكسر الجيم ، والجِدُّ إنما هو الاجتهادُ في العمل.

قال : وهذا التأويلُ خلافُ ما دعا الله إليه المؤمنينَ ، وَوَصَفَهُمْ به ، لأنه قال في كتابه : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [المؤمنون : ٥١] ، فقد أمرهم بالجِدّ والعمل الصالح ، وحَمِدَهُمْ عليه ، فكيف يَحْمَدُهم عليه ، وهو لا يَنْفَعُهُم.

(قلت) : وقولُ العرب : فلانٌ صاعدُ الجَدَّ ، معناهُ : البَخْتُ والحَظُّ في الدُّنْيَا.

وقال أبو زيد : يقال : رَجُلٌ جَدِيدٌ إذا كان ذا حَظٍّ من الرِّزْقِ ، ورجُلٌ مَجْدُودٌ : مثلُه ، وفلانٌ أجدُّ من فلانٍ ، وأحَظُّ منه.

وأخبرني الإياديُّ عن شمرٍ أنه قال : رَجُلٌ جُدٌّ بضمِّ الجيم أي مَجْدُودٌ ، وقومٌ جُدُّونَ.

وقال ابنُ بُزُرْجَ يقال : هم يَجَدُّونَ بهم ويَحَظُّونَ بهمْ ، وقد جدِدْتَ وحَظِظْتَ تَجَدُّ وتحَظُّ ، أي : صِرْتَ ذا حَظِّ وغِنًى.

والجَدُّ : أَبُ الأبِ معروف ، وجمعه : جُدُودٌ ، وجُدُودَةٌ وأَجْدَادٌ.

وأُمُّ الأمِّ ، وأُمُّ الأبِ يقال لها : جَدَّةٌ ، وجمعُها : جَدَّاتٌ.

والجدُّ : مصدرُ جَدَّ التَّمرَةَ يَجُدُّها جَدّاً ونهى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جَدَادِ اللَّيْلِ.

قال أبو عبيد : هو أَنْ يَجُدَّ النَّخْلَ لَيْلاً ، والجَدَادُ : الصَّرَامُ.

يقال : إنَّه إنَّما نهى عن ذلك ليلاً لمكان المساكين أنهُم كانُوا يَحْضُرُونَهُ فيتصَدَّقُ عليهم منه لقوله جلّ وعزّ : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) [الأنعام : ١٤١] ، وإذا فعل ذلك ليلاً فإنما هو فارٌّ من الصَّدَقَةِ.

قال أبو عبيد وقال الكسائي : هو الجِدَادُ والجَدَادُ ، والحِصَادُ ، والحَصَادُ ، والقَطَافُ والقِطَافُ ، والصَّرَامُ ، والصِّرَامُ.

وفي حديث أبي بكرٍ ، أنه قال لابنته عائشة عند موته : «إنّي كُنْتُ نَحْلْتُكِ جادَّ عِشْرِينَ وَسْقاً من النَّخْلِ وبُودّي أنكِ كنت حُزْتيه فأمَّا اليوم فهو مالُ الوَارِثِ» وتأويلُه أنَّه كان نَحَلَها في صحّتِه نَخْلاً كان يُجَدُّ منه في كل سنةٍ عِشْرُون وَسْقاً ، ولم يكُنْ أقْبَضَها ما نَحَلَها بلسانه ، فلمّا مرض رأى النَّخْلَ وهو غيرُ مقبوضٍ غيرَ جائزٍ لها فأَعْلَمها أنه لم يصحّ لها ، وأنّ سائرَ الوَرَثَةِ شُرَكَاؤُها فيه.

وقال الأصمعي : يقال : لفلانٍ أرضٌ جادُّ مئةِ وَسْقٍ أي تُخْرجُ مئَةَ وَسْقٍ إذا زُرِعَتْ ، وهو كلامٌ عربيٌّ فصيحٌ.

٢٤٦

وأما قول الله جل وعز : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) [فاطر : ٢٧] فإنّ الفراء قال : الجُدَدُ : الخُطَطُ والطُّرُقُ تكونُ في الجبالِ ، خُطَطٌ بيضٌ وسودٌ وحمرٌ ، كالطُّرُقِ تكونُ في الجبال ، واحدُها : جُدّةٌ.

وأنشد قول امرئ القيس :

كأنّ سَرَاتَهْ وَجُدَّة مَتْنِه

كَنَائنُ يَجْرِي فوْقهُنَّ دليصُ

قال : والجُدَّةُ : الخُطَّةُ السوداءُ في مَتْنِ الحمارِ ، والدّليصُ : الذي يَبْرُقُ.

وقال الزجاجُ : كلَّ طريقةٍ : جُدّةٌ ، وجادّةٌ.

(قلت) : وجادّةُ الطريقِ : سُمِّيتْ جادّةً لأنها خُطَّةٌ مستقيمةٌ مَلْحُوبةٌ وجمعُها : الجوَادُّ بتشديد الدال.

وقال الليث في كتابه : الجادّةُ تخُفَّفَ وتُثَقَّلُ ، أما المُخفَّفُ فاشتقاقه من الجَوَادِ إذا أَخْرَجَه على فعله.

قال : والمُشَدَّدُ : مَخْرَجُهُ من الطريق الجَدَدِ الواضح.

(قلت) : وقد غلط الليث في الوجهين معاً ، أما التخفيف في الجَادَةِ فما علمت أحداً من أئمةِ اللغة أجازه ، ولا يجوزُ أن يكون فعلةً من الجَوَادِ بمعنى السَّخِيِّ.

وأما قوله : إنه إذا شُدّدَ فهو من الأرض الجَدَد فغير صحيح ، إنما سُمِّيت المحجة المَسْلُوكةُ جادّةً لأنها ذاتُ جُدَّةٍ ، وجُدّةٍ وهي طرقاتُها ، وشَرَكُها المُخطَّطَةُ في الأرض ، كذلك قال الأصمعي.

وقال في قول الراعي :

فأصْبَحَت الصَّهْبُ العِتاقُ وقد بدا

لهُنّ المَنارُ والجوادُ اللَّوائحُ

أخطأ الراعي حين خفف الجوادّ وهو جمع الجادَّة من الطُّرُق التي بها جُدَدٌ.

والجُدّةُ أيضاً : شاطئُ النهر ، إذا حذفوا الهاء كسروا الجيم فقالوا : جِدٌّ ، وجُدّةٌ ومنه : الجُدّة : ساحل البحر بحذاء مكَّة.

وقال أبو حاتم : قال الأصمعي : يقال : كُنَّا عِنْدَ جِدَّةِ النَّهْرِ بالهاء ، وأَصْلُهُ نَبَطِيٌّ : كِدٌّ فأُعْرِبَ.

قال وقال أبو عمرٍو كُنَّا عند أَمِير ، فقال جَبَلَةُ بنُ مَخْرَمَة : كُنَّا عِنْدَ جِدِّ النَّهْرِ ، فقلتُ : جِدَّةُ النَّهْرِ ، فما زِلْتُ أَعْرِفُهَا فيهِ.

والجِدُّ بلا هاءٍ : البِئْرُ الجيِّدَةُ الموضعِ مِنَ الكَلأ.

وقال الأصمعي : يقال للأرض المُسْتَويةِ التي ليس فيها رَمْلٌ ولا اختلَافٌ : جَدَدٌ.

(قلت) : والعربُ تقول : هذا طَرِيقٌ جَدَدٌ إذا كان مستوياً ، لا حدَبَ فيه ولا وُعُوثَة.

وهذا الطريقُ أَجدُّ الطريقينِ أي أَوْطؤُهُمَا وأشدُّهُما استواءً ، وأقَلُّهُما عُدَوَاءَ.

وقال الأصمعي : أَجَدَّ الرَّجُلُ في أَمْرِه يُجِدُّ إذَا بلغَ فيه جِدَّه ، وجدَّ : لُغَةٌ ، ومنه

٢٤٧

يقال : جادٌّ مُجِدٌّ أي مُجْتَهِدٌ ، وقد أجدَّ يُجِدُّ إذا صارَ ذَا جِدٍّ واجتهادٍ.

وقال أبو نَصْرٍ : لم يَجُدَّ.

(الأصمعي): الجُدَّادُ في قول المُسَيَّبِ بن عَلَسٍ :

فِعْلَ السَّريعةِ بَادَرَتْ جُدَّادَهَا

قَبْلَ المَسَاءِ تَهُمُّ بالإسْرَاعِ

وقوله : واللَّيْلُ غَامِرُ جُدَّادِهَا

قال أبو نصر : سَمِعْتُ غيرَه يقُولُ : الجُدَّادُ : خُيُوطُ المِظَلَّةِ ، قال وقوله : واللَّيْلُ غَامِرُ جُدَّادِها

كانت في الخُيُوطِ ألْوَانٌ فغمرها الليلُ بسوادِه فصارتْ على لونٍ واحدٍ ، قال : والسَّرِيعَةُ : المَرْأَةُ التي تسْرِعُ.

(أبو عبيد عن أبي عبيدة) قال : الجُدَّادُ بالنَّبَطِيَّةِ : الخُيُوطُ المُعَقَّدَةُ ، يقال : كُدَادٌ بالنَّبَطِيَّةِ.

وقال الأصمعي : يقالُ : جُدَّتْ أَخْلَافُ الناقة إذا أصابَها شيءٌ يَقْطَعُ أَخْلَافَها ، وناقةٌ جَدُودٌ وهي التي انقطع لبنُها.

(أبو عبيد عن أبي زيدٍ) : نَعْجَةٌ جَدُودٌ إذا ذهب لبنُها إلا قليلاً ، وجمعُها : جَدَائِدُ ، قال : فإذا يَبِسَ ضرعُهَا فهي جدّاءُ.

والجدُودُ مِنَ الأُتُنِ : التي قد انقطع لبنُها.

وقال الأصمعي : الجَدَّاءُ : الناقةُ التي قد انقطع لبنُها.

قال : والمُجَدَّدَةُ : المصَرَّمَةُ الأطْبَاء ، وأصلُ الجدِّ : القَطْعُ.

وقال ابن السكيت : الجَدُودُ : النَّعْجَةُ التي قلَّ لبنُها مِنْ غَيْرِ بَأْس.

ويقال لِلْعَنْزِ : مَصُورٌ ولا يقالُ : جَدُودٌ.

والجدَّاءُ : التي ذهب لبنُها من غير عَيْبٍ.

وقال الأصمعي : يقالُ جُدَّ ثَدْيُ أُمِّهِ ، وذلك إذا دُعِيَ عليه بالقَطِيعة.

وقال الهُذَلِيُّ :

رُوَيْدَ عليّاً جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهمْ

إلَيْنَا ولكِنْ وُدُّهُمْ مُتَمَايَنُ

(قلت) : وتَفْسِيرُ البيْتِ : أَنَّ عَلِيّاً : قبيلَةٌ من كنَانةَ ، كأَنَّه قال : رُوَيْدَك عَلِيّاً أَيْ أَرْوِد بهم ، وارْفُقْ بهم ، ثم قالَ : جُدَّ ثَدْيُ أُمِّهمْ إلَيْنَا ، أي بَيْنَنَا وبَيْنهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقَرَابَةٌ من قِبلِ أُمِّهم ، فهم مُنْقَطِعُونَ إلينا بها ، وإن كان في ودّهم مَيْنٌ أي كَذِبٌ ومَلَقٌ.

وقال الأصمعي : يقال للناقة : إنها لَمَجَدَّةٌ بالرحْلِ إذا كانت جادَّةً في السَّيْرِ.

(قلت) : لا أَدْرِي قال : مَجِدَّةٌ أو مُجِدَّةٌ؟

فَمَنْ قال : مَجِدَّةٌ فهي مِنْ جَدَّ يَجِدُّ ، ومن قال : مُجِدَّةٌ فهي مِنْ أَجَدَّتْ.

وكِسَاءٌ مُجَدَّدٌ : فيه خيوطٌ مختلفةٌ ، ويقال : كَبِرَ فلانٌ ثمَّ أصاب فَرْحَةً وسروراً فَجَدَّ جِدَّةً كأنه صار جديداً.

٢٤٨

والعربُ تقولُ : مُلَاءةٌ جديدٌ بغير هاءٍ لأنها بمعنى مَجْدُودَةٌ أي مقطوعةٌ ، وثوبٌ جديدٌ : جُدَّ حديثاً أي قُطِعَ.

وقال الأصمعي : أَجَدَّ فلانٌ أَمْرَهُ بذاك أي أحكمهُ وأنشد :

أَجَدَّ بها أَمْراً وأَيْقَنَ أَنَّهُ

لها أوْ لأخْرَى كالطَّحِينِ تُرَابُها

قال أبو نصر : حكي لي عنه أنَّه قال : أَجَدَّ بها أَمْراً معناهُ : أَجَدَّ أَمْرَه بها ، والأوَّلُ : سَمَاعِي منه.

قال ويقال للرجُلِ إذا لبسَ ثوباً جديداً : أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسي.

ويقالُ : بَلِيَ بيتُ فلانٍ ثمَ أَجَدَّ بيتاً.

وقال لبيد :

تَحَمَّلَ أهْلَهَا وأَجَدَّ فيها

نِعَاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلَالِ

وأَجَدَّ الطريقُ إذا صار جدداً.

وقال الليث : الجِدُّ : نقيضُ الهَزْلِ. يقال : جَدَّ فلانٌ في أمرِه إذا كان ذا حقيقةٍ ومضاء.

وأجدَّ فلانٌ السَّيْرَ إذا انْكَمَشَ فيه.

والجِدَّةُ : مصدرُ الجديد.

وأجَدَّ ثوباً واسْتَجَدَّهُ.

قال : وُجدَّةُ النَّهْرِ ما قرب من الأرض منه. وجديدُ الأرض : وَجْهُهَا. وقال الراجز :

حتَّى إذا ما خَرَّ لم يُوسَّدِ

إلّا جديدَ الأرضِ أو ظَهْرَ اليدِ

والجَدِيدَانِ ، والأجَدَّانِ : الليلُ والنهار ، رواهُ أبو عبيد عن أبي زيدٍ.

وتجمعُ الجُدودُ من الأتُنِ : جِدَاداً.

قال الشماخ : مِنَ الحُقْبِ لاحَتْهُ الجِدَادُ الغَوَارِزُ وجَدُودٌ : موضعٌ بعينه.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): أجِدَّك ، وأجَدَّك معناها : ما لك.

وقال الأصمعي : أجِدَّك معناهُ : أبجِدٍّ هذا منكَ؟

وقال الليث : من قال : أجِدَّك فإنه يستحلفهُ بِجِدّه وحقيقته ، وإذا فتح الجيم استحلفَه بجدِّه وهو بَخْتهُ.

قال الأزهري : وقال بعض النحويين : معنى أجدَّكَ : أتجِدُّ جِدَّك؟ وهو ضدُّ اللَّعِب ، ولذلك نصبه.

(شمرٌ عن الأصمعي): الجَدْجَدُ : الأرضُ الغليظةُ.

قال وقال ابن شميل : الجَدَدُ : ما استوى من الأرض وأَصْحَرَ.

قال : والصحراءُ : جَدَدٌ ، والفضاءُ : جَدَدٌ لا وعْثَ فيه ولا جَبَل ولا أكَمة ، ويكونُ واسعاً ، وقليلَ السعةِ ، وهي أَجْدَادُ الأرض.

٢٤٩

(أبو عمرو): الجَدْجَدُ. الفَيْفُ الأمْلَسُ وأنشد :

كفَيْضِ الآتيّ على الجَدْجَدِ

قال : والجُدْجُدُ : الذي يَصِرُّ بالليل.

وقال العَدَبَّسُ : هو الصّدى والجُنْدَبُ.

وقال الليث : الجُدْجُدُ : دُوَيْبَّةٌ على خلقة الجُنْدُبِ إلا أنها سُوَيْدَاءُ قصيرةٌ ، ومنها ما يضربُ إلى البياض ، ويُسَمَّى أيضاً صُرْصُراً.

قال : والجدَّاءُ : المَفَازَةُ اليابسةُ ، وكذلك السَّنةُ الجدَّاءُ ، ولا يقال : عام أَجَدُّ.

قال : والجَدَّاءُ : الشاةُ المقطوعةُ الأذُنِ.

وفي كتاب الليث : الجدّادُ : صاحب الحانوتِ الذي يبيعُ الخمرَ.

(قلت) : وهذا حاقُّ التصحيف الذي يَسْتَحِيي مِنْ مثله من ضعفت مَعْرِفَتُه فكيف الذي يدَّعي المعرفة الثاقبة ، وصوابه : الحدَّادُ بالحاء ، وقد مرَّ تفسيرُه في مضاعف الحاء.

ويقال : رَكِبَ فلانٌ جُدَّةً من الأمر. أي طريقةً ورأياً رآه.

والجُدَّةُ : الطريقةُ في السماء والجبل.

وقال الليث : جُدّادُ الطَّلْح : صِغَارُه ، ومنه قول الطرماح :

تَجْتَنِي ثامر جُدّادِه

مِنْ فُرادَى بَرَمٍ أو تَوْأَمِ

(عمروٌ عن أبيه): الجُدْجُدُ : بَثْرَةٌ تَخْرُجُ في وسطِ الحدَقةِ.

والجُدْجُدُ : الأرضُ الصُّلْبَةُ.

والجُدْجُدُ والصُّرْصُرُ : صيَّاحُ الليل.

قال ويقال : صَرَّحَتْ جِدَّاءُ غَيْرَ مُنْصَرِفٍ ، وصَرَّحتْ بجِدَّى غَيْرَ مُنْصَرِفٍ ، وبجِدَّ غير مُنْصَرِفٍ؟ وبجِدَّانَ ، وبجِذَّانَ ، وبقِدَّانَ ، وبقِذَّانَ ، وبقِرْدَحْمَةَ وبقِذَّحْمَةَ ، وأَخْرَجَ اللَّبَنُ أزْغِدَتَهُ ، كل هذا في الشيء إذا وَضَحَ بعد التباسه.

وقال شمرٌ : الجدّاءُ : الشّاة التي انقطع أَخْلَافُهَا.

وقال هي المقطوعةُ الضّرْع ، وقيل : هي اليابسةُ الأخْلَافِ ، إذا كان الصِّرَارُ قد أضَرَّ بها.

(سلمةُ عن الفراء): الأجَدَّانِ ، والأحَدَّانِ : اللَّيْلُ والنهار.

قال أبو عبيد : جاء في الحديث «فأَتَيْنَا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ».

قال أبو عبيد : الجُدْجُدُ لا يُعْرَفُ إنما المعروف : الجُدُّ ، وهي البِئْرُ الجيِّدَةُ الموضعِ من الكَلإِ.

وروى غيرُه عن اليزيديِّ أنه قال : الجُدْجُدُ : البئْرُ الكثيرةُ الماء.

قال الأزهري : ونَظِيرُه : الكُمْكُمَةُ للكُمَّةِ ، والرَّفْرَفُ للرَّفِّ.

٢٥٠

دج : (عمرٌو عن أبيه): دَجَ إذا أسرع ، يَدِجُ.

وكذلك قال ابن الأعرابي : ودَجَ البيتُ إذا وَكَفَ.

وفي حديث ابنِ عُمرَ «هؤلاء الدّاجُ ، ولَيْسُوا بالحاجّ».

قال أبو عبيد : الدّاجُ : الذينَ يكونونَ مع الحاجّ مثل الأُجَرَاءِ والجمّالِينَ والخدمِ وأشباهِهِم.

وقال الأصمعي : إنّما قيل لهم : داجٌ لأنهم يَدِجُّونَ على الأرض.

والدَّجَجَانُ هو الدَّبِيبُ في السَّيْر.

وأنشدنا :

بَاتَتْ تُدَاعِي قِرَباً أَفَايِجا

تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجَان الدَّارِجَا

قال أبو عبيد : أرادَ ابنُ عُمَرَ أَنْ هؤلاءِ ليس عندهم شيءٌ إلّا أنّهم يَسِيرُونَ ويَدِجُّونَ ولا حَجَّ لهم.

وقال غيرُه : دَجَ يَدِجُ ، ودَبَّ يَدِبُّ بِمَعْنَى.

وقال ابن مُقْبِلٍ :

إذَا سَدّ بالمَحَلِ آفاقَها

جَهَامٌ يَدِجُ دَجِيجَ الظّعَنْ

وقال الأصمعيّ : دَجَجْتُ السِّتْرَ دجّاً إذا أَرْخَيْته ، فهو مدجوجٌ.

ودَجُوجٌ : اسمُ جَبَلٍ في بلاد قَيْس.

(أبو عبيد عن الأمويِّ): دَجَّجَتِ السماءُ إذا تَغَيّمَتْ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الدُّجُجُ : الجبالُ السّودُ ، والدُّجُجُ أيضاً : تَرَاكُمُ الظلام.

وقال أبو زيد : الدّاجُ : التُّبَّاعُ والجمَّالُون ، والحاجُ : أصحابُ النِّيَّات ، والنَّاج : المُراؤُون.

وقال الكسائي : دَجْدَجْتُ بالدّجَاجَةِ ، وكَرْكَرْت بها إذا صِحْتَ.

وقال الليث : الدُّجَّةُ : شدّةُ الظلمة ، ومنه اشتقاقُ الدَّيْجوجِ يعني الظلام ، وليلٌ دجُوجِيُ ، وشعرٌ دجوجيٌ ، وسوادٌ دجوجيٌ.

وتَدَجْدَجَ الليلُ ، فهي دَجْدَاجَةٌ.

وأنشد :

إذَا رِدَاءُ لَيْلَةٍ تَدَجْدَجَا

(أبو عبيد): المُدَجَّجُ : اللّابسُ السِّلَاحِ التَّامّ.

وقال شمرٌ : يقال : مُدَجِّجٌ ، ومُدَجَّجٌ.

وقال الليث : المُدَجَّجُ : الفارسُ الذي قد تَدَجّجَ في شِكّتِه.

والمُدَجَّجُ : الدُّلْدُلُ من القنافذ ، وإيَّاهُ عنى القائلُ :

ومُدَجَّجٍ يعدُو بشِكَّتِه

مُحْمَرَّةٍ عيْنَاهُ كالكلْبِ

وقال : الدَّجَاجَةُ : لُغَةٌ في الدِّجَاجَةِ.

قال : والدَّجَاجَةُ : جَسْتَقَةٌ من الغَزْلِ وأنشد

٢٥١

قول الخُزَاعِيِّ :

وعجُوزاً رَأَيْتُ باعَتْ دَجَاجاً

لم يُفَرِّخْنَ قد رَأَيْتُ عُضَالا

ودَجَاجَة : اسمُ امْرَأةٍ.

وقِيلَ في قول لبيد : بَاكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجَاجَ بسُحْرَةٍ

إنه أراد بالدَّجاج : الدِّيكَ ، وصَقِيعَهُ في سَحَرِهِ.

وجَمْعُ الدَّجَاجِ : دُجُجٌ.

[باب الجيم والتاء]

جت

جت ، تج (١) : أهملهما الليث.

جت : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : قال : الجتُ : الجسُّ للكَبْشِ ليُنْظَرَ أسمينٌ أم لا ، جَتَّهُ ، وجَسَّه ، وغَبَطه.

[باب الجيم والظاء]

جظ

جظ ، ظج : أهملهما الليث.

جظ : وفي حديثٍ رواهُ مجاهدٌ عن أبي هريرة أنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ألَا أُنْبِئُكَ بأَهْل النَّار ، كُلُ جظِّ جَعْظٍ مُسْتَكْبِرٍ منَّاعٍ» ، قلتُ : ما الجَظُّ؟ قال : الضَّخْمُ ، قُلْتُ : مَا الجعْظُ؟ قال : العَظِيمُ في نَفْسِهِ.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : جظَّ إذا سَمِنَ مع قِصَرٍ.

وقال بعضُهُم : الجظُّ : الرَّجُلُ الضّخْمُ الكثيرُ اللَّحْمِ.

وفي «نوادِرِ الأعرابِ» يقال : جَظَّهُ ، وشَظَّه ، وأرَّهُ إذا طَرَدَهُ ، قال : ومَرَّ بي فلانٌ يجُظُّ ، ويَعُظُّ ، ويَلْعَظُ ، كُلُّه في العَدْوِ.

ظج : (أبو العباس عن ابن الأعرابي): ظجَ إذا صاح في الحرب صِياحَ المستغيث.

(قلت) : الأصل فيه ضَجَّ ، ثم جُعل : ضَجَّ في غير الحَرْبِ ، وظج في الحرب.

باب الجيم والذال

جذ

جذ ـ ذج : [مستعملة].

أهمل الليث (ذج).

ذج : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنّه قال : ذَجَ الرَّجُلُ إذا قدِمَ من سَفَرٍ ، فهو ذَاجٌ.

وروى عمرو عن أبيه أنّه قال : ذَجَ إذا شَرِبَ.

جذ : قال الليث : الجَذُّ : القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ الوَحِيُّ ، والكَسْرُ للشيء الصُّلْبِ.

وقال الفراء في قول الله جلَّ وعزَّ : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ) [الأنبياء :

__________________

(١) في «اللسان» (تجّ): «تَجْ تجْ دُعاءُ الدَّجاجة» ، وكذا في «التاج».

٢٥٢

٥٨] قرأها الناسُ : جُذاذاً ، وقرأها يحيى بنُ وثَّابٍ : (جِذاذاً) فمن قرأ : جُذاذاً ، فهو مِثْلُ الحُطام والرُّفَاتِ ، ومن قرأ : (جِذَاذاً) فهو جمع جَذِيذٍ ، مثلُ خفيفٍ ، وخِفاف.

وروي عن أَنَسٍ «أنه كان يأكُلُ جذِيذَةً قبل أَنْ يغْدُوَ في حاجتهِ» أرادَ بالجذيذَةِ : شَرْبةً من سويقٍ ، سُمِّيَتْ جَذِيذَةً لأنها تُجَذُّ أي تُكسر ، وتُجشُّ إذا طُحِنَتْ.

ويقال : لحِجارةِ الذّهَبِ : جُذَاذٌ ، لأنّها تُكسرُ ، وتُسْحَلُ.

وأنشد :

كما صَرَفَتْ فَوْقَ الجُذَاذِ المَسَاحِنُ

وقال الليث : الجُذَاذُ : قِطَعُ ما كُسرَ ، الواحدةُ : جُذَاذَةٌ.

قال : وقطَعُ الفضّةِ الصِّغَارُ : جُذَاذٌ.

والسّويقُ الجَذِيذُ : الكثيرُ الجُذاذِ.

والجَذيذَةُ : الجَشيشَةُ تُتَّخَذُ سويقاً غليظاً.

قال : وجَذذْتُ الحَبْل جذّاً : قَطَعْتُه فانجذَّ أي انقطع.

قال الأصمعي ـ فيما روى ابن الفَرجِ ـ : الجذّانُ والكذّانُ : حجارةٌ رخْوةٌ ، الواحدةُ : جَذّانةٌ ، وكذّانةٌ ، ومن أَمْثَالِهِم السَّائرة في الذي يُقْدِمُ على اليمين الكاذبة «جذّها جذَّ البعير الصِّلِّيانَةَ» أرادوا أنّه أسرع إليها.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَذُّ : طرفُ المِرْوَدِ ، وهو الميلُ وأنشد :

قالَتْ وقَدْ سَافَ مَجِذَّ المِرْوَدِ

قال : ومعناه : أنَّ الحسْناء إذا اكْتَحَلتْ مسَحَت بطرَفِ الميل شفتَيْها لتَزْداد حُمَّةً أي سواداً ، وساف أي شمَّ.

باب الجيم والثاء

جث

جث ـ ثج : مستعملان.

جث : قال الليث : الجثُ : قَطْعُك الشيء من أصْلِه ، والاجْتِثَاثُ : أَوْحَى منه ، يقال : جَثَثْتُهُ ، واجْتَثَثْتُه فانْجَثَ.

وقال الله جل وعزّ في الشَّجرَةِ الخَبِيثةِ : (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) [إبراهيم : ٢٦].

وقال الزجاجُ أي استُؤْصِلتْ من الأرض ومعنى اجْتُثَ الشيءُ في اللغة : أُخِذتْ جُثَّتُه بكمالها : وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : جَثَ المُشْتَارُ إذا أخذ العسلَ بجثّه ومَحَارِينِه وهو ما مات من النَّحْل في العسل.

وقال الليث : الشَّجَرَةُ المُجتَثَّةُ : التي لا أَصْل لها.

وقال ساعِدَةُ الهُذَلِيُّ يذكُرُ المُشْتَارَ :

فما بَرِحَ الأسْبَاب حتى وضَعْنَهُ

لدى الثَّوْلِ يَنْفِي جثَّها ويَؤُومُهَا

يؤومُها : يُدَخِّنُ عليها من الإيام.

٢٥٣

(أبو عبيد عن الأصمعي) : يقولُ في صغار النخْلِ أوَّلَ ما يُقْلَعْ منها شيءٌ من أُمِّهِ فهو : الجَثيثُ والوديُّ والهِرَاءُ والفَسِيلُ.

وقال أبو عمرٍو : الجَثِيثَةُ : النَّخْلةُ التي كانت نواةً فحُفِرَ لها وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتِها ، وقد جُثَّتْ جثّاً.

(النضرُ عن أبي الخطَّاب) قال : الجثيثَةُ : ما تساقَطَ من أُصول النخْلِ.

(أبو عبيد عن الكسائي): جُئث الرَّجُلُ جأْثاً ، وجُثَ جثاً ، فهو مَجْؤُوثٌ ، ومَجْثُوث إذا فزع وخاف.

ثج : سُئلَ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الحجّ فقال : «هو العَجُ والثَّجُ» فأما العَجُ فرَفْعُ الصوت بالتَّلْبِيَةِ ، وأما الثَّجُ فإن أبا عبيدٍ زعم أنه سيلانُ دماء الهَدْي ، وذَكَرَ حديث المُسْتَحَاضَةِ أن النبيَّ عليه‌السلامُ قال لها : «احتشي كُرْسُفاً» ، فقالت : إنه أكثرُ من ذلك إنّي أثُجُّه ثجّاً ، فقال : «تَلَجَّمي واسْتَثْفِرِي».

قال أبو عبيد : وهو من الماء الثَّجَّاج السائل.

وقال غيره : يقال : ثَجَجْتُ الماء ثجاً أثُجُّه ، وقد ثَجَ يثِجُ ثُجُوجاً ، ويجوزُ : أثْجَجْتُه بمعنى ثَجَجْتُه.

وقال الليث : مطرٌ ثجَّاجٌ : شديدُ الانصباب.

وقال ابن شميل : الثّجَّةُ : الرَّوْضَةُ إذا كان فيها حياضٌ للماء ، تصوب في الأرض ، لا تُدْعَى ثجّةً ما لم يكنْ فيها حياضٌ ، وجمعها : ثَجّاتٌ.

وثَجَ الماءُ يَثِجُ : إذا انْصبَّ.

ورجلٌ مِثَجٌ : إذا كان خطيباً مُفوَّهاً.

باب الجيم والراء

جر

جر ، رج ، جرج : مستعملة.

جر : قال الليث : الجَرُّ : آنِيَةٌ من خَزَفٍ ، الواحدة : جَرَّةٌ ، والجميع : جِرَارٌ.

وفي الحديث : «النّهْيُ عن شُرْب نبيذ الجرِّ» : أراد ما يُنْبَذُ في الجِرَارِ الضّارِية يدخُلُ فيها الحَنَاتِمُ وغيرُها.

وقال الليث : الجِرَارَةُ : حِرْفةُ الجرَّار.

والجرَّارَةُ : عُقَيْرِبَةٌ صفراءُ كأنّها تِبْنَةٌ.

(قلت) : سُمِّيَتْ جرَّارةٌ لجِرَّها ذَنَبَها ، وهي مِنْ أخبثِ العقاربِ وأَقْتَلها لِمنْ تَلْدَغُه.

وقال الليث : الجَارُورُ : نَهْرٌ يَشُقُّهُ السَّيْلُ فيجُرّه.

والجَرُورُ من الركايا : البعيدةُ القَعْرِ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : بِئرٌ جَرُورٌ وهي التي يُسْتَقَى منها على بعيرٍ.

وقال ابن بُزُرجَ : ما كانت جَرُوراً ، ولقد أَجرَّتْ ، ولا جُدَّاً ولقد أَجَدَّتْ ، ولا عِدّاً ، ولقد أَعدَّت.

٢٥٤

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَرُّ في الإبل أَنْ تَجُرّ الناقةُ ولدها بعد تمام السنة شهراً أو شهرين.

قال : والسُّودُ من الإبل : أغلظُ جُلوداً وأضْيَقُ أجوافاً من غيرها ، ولا يكادُ شيءٌ منْهنّ يجُرُّ ، وأطْولُهُنّ جراً : الحُمْرُ والصُّهْبُ.

وقال الليث : الجَرُورُ من الحوامل : التي تجُرُّ ولدها إلى أقصى الغاية ، أو تجاوزُ وأنشد :

جرّتْ تماماً لم تُخنِّقْ جَهْضَا

وأما الإبلُ الجارَّةُ فهي العَوَامِلُ التي تُجَرُّ بالأزِمَّةِ ، وهي فاعلةٌ بمعنى مفعولةٌ ، ويجوزُ أَنْ تكونَ جارّةً في سيرها ، وجرُّها أَنْ تُبْطِئَ وتَرْتَعَ.

والجَرُّ : سَفْحُ الجبل ، ويُجْمعُ جِراراً.

وفلانٌ يَجُرُّ الإبل أي يسوقُها سوقاً رُوَيْداً.

قال ابنُ لَجَأ :

تَجُرَّ بالأهْوَنِ مِنْ أدْنَائِها

جَرَّ العَجُوزِ الثَّنْيَ من جفَائِهَا

وقال :

إِنْ كُنْتَ يا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا

فارْفَعْ إذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا

يقال : جُرَّهَا على أفواهها ، أي سُقْها وهي تَرْتَعُ وتُصِيبُ من الكلأ.

وقوله : ارفَعْ إذا لم تَجِدْ مجرَّا ، يقولُ : إذا لم تَجِدِ الإبلُ مرْتَعاً فارْفَعْ في سيرها ، وهذا كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا سافرْتُمْ في الجَدْبِ فاسْتَنْجُوا».

وقال الراجز :

أَطْلَقَهَا نِضْوَ بَلِيٍّ طِلْحِ

جرّاً على أَفْوَاهِهنَّ السُّجْح

أراد أنها طِوَالُ الخَرَاطِيمِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): جَرَّ يجُرُّ إذا جَنَى جِنايةً.

وجَرَّ يجُرُّ : إذا ركبَ ناقةً وتركها ترعى.

وفي حديث ابن عُمَرَ : «أنّه شهد فَتح مكّة ، ومعه فرسٌ حَرُونٌ ، وجملٌ جرُورٌ».

قال أبو عبيد : الجملُ الجَرُورُ : الذي لا ينقادُ ، ولا يكادُ يتْبَعُ صاحبه.

(قلت) : وهو فَعُولٌ بمعنى مفعولٍ ، ويجوزُ أن يكون بمعنى فاعل.

وقال أبو عبيدة : الجَرُورُ من الخيل : البطيء ، ورُبّما كان من قِطَافٍ.

وأنشد :

جرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسآمِ

وجمعُه : جُرُرٌ ، وأنشد :

جُرُرُ القِيادِ وفي الطِّرادِ كأنّها

عِقْبانُ يومِ تَغَيُّمٍ وطِلَالِ

وقال أبو حاتم في قول مُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ :

أَخَادِيدُ جَرَّتْهَا السّنَابِكُ غادَرَتْ

بها كلَّ مشْقُوقِ القَميصِ مُجَدَّلِ

٢٥٥

(قلت) : للأصمعي : جرّتْهَا السّنَابِكُ من الجَرِيرَةِ. قال : لا ولكن من الجَرِّ في الأرض والتَّأْثِير فيها كقوله : مَجَرَّ جُيُوشٍ غَانِمينَ وخُيَّبِ وقال شمرٌ : امرأةٌ جرُورٌ : مُقْعَدَةٌ.

وركِيَّةٌ جرُورٌ : بعيدةُ القَعْرِ.

(الحرّانيُّ عن ابن السكيت): أَجْرَرْتُ الفَصِيلَ إذا شققْتَ لسانهُ لئلَّا يرْضعَ.

وقال عمرو بنُ مَعْدِي كَرِبَ :

فلو أَنَّ قومي أَنْطَقَتْني رِماحُهُمْ

نَطَقْتُ ولكنّ الرِّماح أَجَرَّتِ

أي لو قاتلُوا وأَبلَوْا لذكَرْتُ ذلك ، ولكنَّ رماحَهُم أجرَّتْنِي أي قطعتْ لساني عن الكلام أرادَ أَنَّهُم لم يقاتِلُوا.

ويقال : قد أجرّه الرُّمحَ إذا طعنه وتَرَكَ الرمح فيه.

قال الشاعر : ونَجُرُّ في الهَيْجَا الرّماح ونَدّعِي

ويقال : قد أَجْرَرْتُه رسَنه إذا ما تَرَكْتَه يصنعُ ما يشاءُ.

وقد جَرَرْتُ الشيء جرّاً أجُرُّهُ.

وجرَّتِ الناقةُ تجُرُّ جرّاً إذا أتَتْ على مَضْرِبها ثم جاوزتْهُ بأيّامٍ ولم تُنْتجْ.

وقد جَرّ عليه يجُرُّ جرِيرَةً إذا جنَى.

وقال أبو الهيثم فيما أخبرني عنه المنذري : من أمثالهم «هو كالباحث عن الجُرّةِ».

قال : وهي عصاً تُرْبَطُ إلى حِبَالَةٍ تُغيَّبُ في التُّرَابِ للظَّبْي يُصطادُ بها ، فيها وتَرٌ ، فإذا دَخَلَتْ يَدُهُ في الحِبَالَةِ انْعقدت الأوْتَارُ في يَدَيْهِ ، فإذا وثبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يدَهُ ضَرَبَ بتلكَ العصا يَدَهُ الأخرى ورِجْلَهُ فكسرها ، فتلك العَصَا هي الجُرَّةُ.

قال : ومن أمْثَالِهم فيها «نَاوَصَ الجُرَّةَ ثُمَّ سَالَمَها» يُضربُ مثلاً لمن يقعُ في أمْرٍ فيَضْطَرِبُ فيه ثُمَّ يسْكُنُ.

قال : والمناوصَةُ : أن يَضْطَرِبَ فإذا أعياهُ الخلاصُ سَكَنَ.

قال : والجُرَّةُ : خشبةٌ قَدْرُ ذِراعٍ تُنْصَبُ في رأسها كُفَّةٌ ، وفي وسطها حبلٌ يُحْبَلُ للظَّبْي فإذا وقع فيها مارسها لِيَنْفَلِتَ فإذا أَعْيَتْهُ سكن.

وقال ابن السكيت : سُئِلَ ابن لسانِ الحُمَّرَةِ عن الضَّأْنِ فقال : مالُ صِدْقٍ ، قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إذا أَفْلَتَتْ من جُرَّتَيْها يَعْنِي بجُرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد ، والنَّشَرَ ، وهو أن تَنْتَشِرَ بالليل فيأتي عليها السِّباعُ.

(قلت) : جَعَلَ المَجَرَ والنَّشَرَ لها جُرَّتَيْنِ أي حبالَتَيْنِ تقعُ فيهما فتهلكُ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الجُرُّ : جمع الجُرَّةِ وهي المكُّوكُ الذي ثُقبَ أسفله يكونُ فيه البَذْرُ فيَمْشي به الأكَّارُ

٢٥٦

والفَدَّانُ ، وهو يَنْهَالُ في الأرضِ.

قال : والجَرُّ : الزَّبِيلُ ، والجَرُّ : أَصْلُ الجَبَلِ ، والجَرُّ : أَنْ تَزِيدَ الناقةُ على عَدَدِ شهورها ، والجرُّ : الجَرِيرَةُ ، والجَرُّ : أن تسير الناقةُ وترعى وراكبُها عليها وهو الانْجِرَارُ ، وأنشد :

إنِّي على أوْنِيَ وانْجِرَارِي

أؤُمُ بالمَنْزِلِ والدَّرَارِي

أراد بالمَنْزِلِ : الثُّرَيَّا.

وقال الليثُ ، يقال : جُرَّ الفصيلُ فهو مجرورٌ ، وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ ، وأنشد :

وإنِّي غَيْرُ مجرُورِ اللِّسَانِ

قال : والمَجَرَّةُ : شَرَجُ السماء.

والمَجَرُّ : المَجَرَّةُ ، ومن أمثالهم «سِطِي مَجَرّ تُرطِبْ هَجَرْ» يُرِيدُ : توسَّطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء ، فإنَّ ذلك وقتُ إرْطَابِ النَّخِيلِ بهَجَرَ.

ويقال : كان عاماً أَوَّلَ كذا ، وكذا فهَلُمَ جَرًّا إلى اليوم أي امْتَدَّ ذاك إلى اليوم.

وسَمِعْتُ المُنْذِريَّ ، يقول : سمعتُ المُفَضَّلَ بن سَلَمَةَ في قولهم : هَلُمَ جرًّا أي تعالَوْا على هِينَتِكُمْ ، كما يَسْهَلُ عليكم من غير شِدَّةٍ ولا صُعوبةٍ ، وأصلُ ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ ، وهو أن تُتْرَكَ الإبلُ والغنمُ تَرْعَى في مَسِيرِهَا ، وأنشد :

لطالما جَرَرْتُكُنَ جرَّا

حتى نوى الأعْجَفُ واسْتَمَرَّا

فاليَوْمَ لا آلُوا الرِّكاب شَرَّا

وتقولُ : فعلتُ ذلك مِنْ جَرَّاكَ ، ومِنْ جَرِيرَتِكَ أي من أَجْلِكَ.

قال أبو النجم :

فاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها

واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها

والجِرَّةُ : جِرَّةُ البَعِيرِ حين يَجْتَرُّها فيَقْرِضُها ثم يَكْظِمُهَا ، وفي حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «الذي يَشْرَبُ في آنِيةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ في جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».

قال أبو عبيد : أصلُ الجَرْجَرَةِ : الصوتُ : ومنه قيل للبعير إذا صوَّت : هو يُجَرْجِرُ.

وقال الأغْلَبُ يصفُ فَحْلاً :

وهْوَ إذَا جَرْجَرَ بَعْدَ الهَبِ

جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِ

(قلت) : أراد بقوله : يُجَرْجِرُ في جوفه نارَ جهنم أي يَحْدُرُ فيه نار جهنم إذا شرب من آنِيةِ الذَّهَبِ فجعل شُرْبَ الماء ، وجَرْعَهُ جَرْجَرَةً ، لصوتِ وقوع الماء في الجوف عند شِدَّةِ الشرب ، وهذا كقولِ الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) [النساء : ١٠] فجعل أكل مال اليتيمِ مثل أكل النارِ ، لأن ذلك يُؤدِّي إلى النار.

وقال الليث : الجِرْجَارُ : نَبَاتٌ ، والجِرْجِيرُ : نَبْتٌ آخَرُ معروفٌ.

وقال غيره : يقالُ للحُلُوقِ : الجَرَاجِرُ لما

٢٥٧

يُسْمَعُ من صوت وقوع الماء فيها ، ومنه قولُ النابغة : لهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَرَاجِرِ (أبو عبيد): الجَرَاجرُ ، والجَرَاجبُ : العظامُ من الإبل ، الواحدُ : جُرْجُورٌ ، يقال : إبل جُرْجُورٌ : عظامُ الأجواف.

وقال الليث : الجِرْجِرُ : القُولُ ، في كلام أهل العراق : والجَرْجَرُ : ما يُدَاسُ به الكُدْسُ من حديدٍ.

والتّجَرْجُرُ : صبُّك الماء في حَلْقِكَ.

(ابنُ نَجْدة) : هي القِرَّيَّةُ والجرِّيَّةُ للْحَوْصَلَة.

وقال غيرُهُ : الجرِّيُ : لغةٌ في الجرِّيث من السَّمكِ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : يقال للمطر الذي لا يَدَعُ شيئاً إلَّا أسَالَهُ وجرَّهُ : جاءنا جارُّ الضَّبُعَ ، ولا يجُرُّ الضبع إلا سَيْلٌ غالبٌ ، وأصابتْنَا السماء بجارِّ الضبعِ.

وقال أبو زيد : غنَّاهُ فأَجَرَّه أغانيَّ كثيرةٌ إجْرَاراً إذا أَتْبعهُ صوتاً بعد صوتٍ ، وأنشد :

فَلَمَّا قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّنِي

أَغَانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ

وقال أبو عبيدة : وَقْتُ حَمْلِ الفَرَسِ مِنْ لَدُنْ أَنْ يقطعُوا عنها السِّفَادَ إلى أنْ تَضعهُ أحَدَ عَشَرَ شهراً ، فإن زادت عليها شيئاً قالوا جرّتْ ، وكُلَّما جرّتْ كان أقوى لولدها ، وأكثرُ ما تَجُرُّ بعد أَحَدَ عشر شهراً خَمْسَ عَشْرَة ليلةً ، فهو أكثرُ أوقاتِها.

وقال الليث : الجَرِيرُ : حَبْلُ الزِّمَامِ.

وقال غيرُه : الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ به البعيرُ ، وفي حديث ابنِ عُمرَ «مَنْ أَصْبَحَ على غير وِتْرٍ أصْبَحَ ، وعلى رأْسِهِ جريرٌ سبعون ذراعاً».

قال شمرٌ : الجَرِيرُ : الحَبْلُ ، وجمعه : أجَرّةٌ ، وَزِمَامُ الناقة أيضاً : جَرِيرٌ.

وقال زُهيرُ بنُ جنابٍ في الجَرِيرِ فجعله حبلاً : فَلِكُلِّهِمْ أعْدَدْتُ تيَّاحاً تُغَارُ لَهُ الأجرّهْ وقال الهوازنيُّ : الجَرِيرُ من أَدَمٍ مُلَيَّنٍ يُثْنَى على أنْفِ النَّجِيبةِ والفَرَسِ.

وقال سمعان أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنقِ البعير إذا جعلتَ طرفه في حَلْقَتِهِ ، وهو في عنقه ثُمّ جذبْتَه ، وهو حينئذٍ يَخْنُقُ البعير ، وأنشد :

حتَّى تَرَاها في الجَرِيرِ المُورَطِ

سَرْحَ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ

قال شمرٌ : وحديثُ ابنِ عُمر هذا يُفَسِّرهُ ما روى الأعمشُ عن أبي سُفيان عن جابرٍ قال : قال رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مَا من عبدٍ ينامُ باللَّيْل إلَّا على رأْسِهِ جَريرٌ مَعْقُودٌ ،

٢٥٨

فإنْ هو تَعَارَّ وذكر الله حُلَّتْ عُقْدَةٌ ، فإن هو قام فتوضأ وصلّى حُلّتْ عُقْدةٌ وأصْبَح نشيطاً قد أصاب خيراً ، وإن هو لم يذكر الله حتى يُصْبحَ بال الشّيْطانُ في أُذُنيْهِ».

وقال شمرٌ : سمعتُ ابن الأعرابيِّ يقولُ : جئْتُك في مثل مَجَرِّ الضّبُع ، يُريدُ السّيْل قد خرق الأرض فكأنّ الضَّبُعَ جرَّتْ فيه.

قال : وأصابهُمْ غيْثٌ جِوَرٌّ أي يجُرُّ كلَّ شيءٍ ، ويقال : غيثٌ جِوَرٌّ إذا طال نبْتُه وارتفع.

وقال أبو عبيدة : غَرْبٌ جِوَرٌّ : فارضٌ ثقيلٌ.

وقال غيرُه : جَمَلٌ جِوَرٌّ أي ضخمٌ ، ونَعْجةٌ جِوَرَّةٌ ، وأنشد :

فاعْتَام منها نَعْجةً جِوَرَّهْ

كأنّ صَوْتَ شَخْبِهَا للدِّرَّهْ

هَرْهَرَةُ الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ

وقال الفراء : (جِوَرٌّ) إن شئت جعلت الواو فيه زائدةً من جَرَرْتُ ، وإن شئت جعلته (فِعَلًّا) من الجَوْرِ ، ويصيرُ التّشْديدُ في الرّاء زيادةً كما شدّدُوا : حَمَارّة الصّيْفِ.

(الأصمعي) : كتيبةٌ جرّارةٌ لا تقْدِرُ على السّير إلا رُوَيداً من كثرتها.

رج : قال الله جلّ وعزّ : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤)) [الواقعة : ٤] معنى رُجَّتِ : حُرِّكَتْ حركةً شديدةً وزُلْزِلَتْ.

وقال الليث : الارْتِجَاجُ : مطاوعةُ الرَّجِ.

قال : وارْتَجَ الكلامُ إذا الْتَبَسَ.

قال : والرَّجُ : تَحْرِيكُكَ شيئاً كحائطٍ إذا زكَكْتَه ، ومنه : الرَّجْرَجَةُ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : كَتِيبَةٌ رَجْرَاجَةٌ إذا كانت تمخَّضُ لا تكادُ تسيرُ ، وكتيبَةٌ جرَّارَةٌ : لا تسيرُ إلَّا رُوَيْداً مِنْ كَثْرَتِها.

(الليث) : امرأةٌ رَجْرَاجَةٌ : يترجرجُ كَفَلُهَا ولحمُها.

قال : والرَّجْرَجُ : نعتُ الشيء الذي يترجرجُ ، وأنشد :

وكَسَتِ المِرْطَ قطاةً رَجْرَجَا

والرَّجْرَجُ : الثَّرِيدُ المُلَبَّقُ المُكْتَنِزُ.

والرَّجْرَاجُ : شيءٌ من الأدْوِيَةِ.

وفي حديث ابن مسعودٍ : «لا تقُومُ السَّاعةُ إلَّا على شِرَار النَّاسِ كَرِجْرَاجَةِ الماء الخبيث التي لا تَطَّعِمُ».

قال أبو عبيد : أَمَّا كلامُ العربِ فرِجْرِجَةٌ ، وهي بقيّةُ الماء في الحَوْضِ الكَدِرَةُ المُخْتَلِطَةُ بالطين لا يُمكنُ شُربُها ولا يُنْتَفعُ بها ، وإنما تقولُ العربُ : الرَّجْرَاجَةُ : الكَتِيبَةُ التي تَمُوجُ من كثْرَتِها.

ومنه قيل : امرأةٌ رَجْرَاجَةٌ لَتَحرُّكِ جسدِهَا ، وليس هذا مِنَ الرِّجْرِجَةِ في شيءٍ.

وفي حديث الحسنِ : أنَّه ذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ المُهَلَّبِ قال : «فاتَّبَعَهُ رِجْرِجَةٌ من النّاس».

٢٥٩

قال شمرٌ : يعني رُذَالَ النّاس ، ويقالُ : رِجْرَاجَةٌ.

قال : وقال الكلابيُّ : الرِّجْرِجَةُ من القوم : الذي لا عقلَ لهم.

ويقال للأحْمَقِ : إنَّ قلْبَكَ لكثيرُ الرِّجْرِجَةِ.

وفلانٌ كثيرُ الرِّجْرِجَة : أي كثيرُ البُزَاقِ.

والرِّجْرِجَةُ : الجماعةُ الكثيرةُ في الحرب.

وفي «النَّوادر» : رَجَجْتُ البابَ ، ورَدَمْتُهُ أي ثنَيْتُه.

وإبلٌ رجاجٌ ، وناسٌ رجاجٌ : ضَعْفَى لا عقول لهم ، قاله الأصمعي وغيره.

جرج : (أبو عبيدٍ عن أبي زيدٍ) : رَكِبَ فلانٌ الجَادّةَ والجَرَجَةَ والمحجَّةَ ، كلَّه : وسطُ الطريق.

(شمرٌ عن الرياشي عن الأصمعي) قال : خَرَجَةُ الطريق بالخَاءِ.

وقال أبو زيد : جَرَجَة.

قال الرياشيّ : والصوابُ عندنا ما قال الأصمعيّ.

وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه قال : جَرِجَ الخاتَمُ في يدي إذا قَلِقَ.

وجرجَ الرَّجُلُ إذا مشى في الجَرَجَةِ وهي المحجّةُ فوافق أبا زيدٍ.

(قلت) : وهما لُغتانِ ، الخَرَجَةُ والجَرَجَةُ في الطريق.

وقال ابن المُسْتَنِيرِ : الجُرْجَةُ : وعاءٌ من أَوْعِيَةِ النساء ، والجُرْجَةُ : خَريطَةٌ من أدَمٍ ، واسِعَةُ الأسْفَلِ ضيقةُ الرَّأْس ، يُحملُ فيها الزّادُ.

قال أَوْسٌ :

ثلاثةُ أَبْرَادٍ جِيادٍ وجُرْجَةٌ

وأدكَنُ من أَرْيِ الدَّبُورِ مُعَسَّلُ

وقال ابن الأعرابي : سِكّينٌ جرجُ النّصَابِ : قَلِقُهُ.

وأنشد :

إنّي لأهْوَى طِفْلَةً فيها غُنُجْ

خَلْخَالُها في ساقها غيرُ جَرِجْ

باب الجيم واللام

جل

جل ، لج ، جلج ، جلجل : [مستعملة].

جل : قال الليث : جلَ جلالُ الله ، وهو الجَليلُ ، (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ).

يقال : جَلَ فلانٌ في عيني أي عظُمَ ، وأجْلَلْتُه أي رأيتُه جَليلاً نبيلاً ، وأجلَلْتُه أي عَظَّمْتُه.

وكل شيء يَدِقُّ ، فجُلالُه خلافُ دُقاقِهِ.

وجُلُ كل شيءٍ : عُظْمُهُ.

ويقال : مَا لَهُ دِقٌّ وَلا جلٌ.

ويقال : جِلَّةٌ جريمٌ للعظَامِ الأجْرَامِ.

قال : والجِلُ : سُوقُ الزَّرْعِ إذا حُصِدَ عنه السُّنْبُلُ.

٢٦٠