تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

الجَنْبِ.

وقال النَّضْرُ قال أبو الهُذَيْلِ : اجْرَأَشَ إِذا ثابَ جِسْمُه بعْدَ هُزَالٍ وقال أبو الدُّقَيْشِ : هو الذي هُزِلَ وظَهَرَتْ عِظَامُه.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجْرَئِشُ : المُجْتَمعُ الجَنْبِ وقال الليث : هو المُنْتَفِخُ الوَسَطِ من ظاهِرٍ وباطنٍ.

قال : ومنَ العُنُوقِ : حَمْراءٌ جُرَشِيَّةٌ ، ومنَ العِنَبِ : عِنَبٌ جُرَشِيٌ جَيِّدٌ بالغٌ يُنْسَبُ إلى جُرَش.

قال : والجَرْشُ : الأكْلُ.

(قلت) : الصَّوابُ الجَرْسُ بالسِّينِ : الأكْلُ ، وسَتَراهُ في بَابِه مُفَسَّراً إنْ شَاءَ اللهُ.

والجُرَاشَةُ : مِثْلُ المُشَاطَةِ ، والنُّحَاتَةِ.

والجَرِيشُ : دَقِيقٌ فيه غِلَظٌ ، يَصْلُحُ لِلْخَبيصِ المُرَمَّلِ.

شجر : الشَّجَرَةُ : الواحِدةُ تُجْمَعُ على الشَّجَرِ والشّجَرَاتِ والأشجار.

والمُجْتِمعُ الكَثيرُ منه في مَنْبَتِهِ : شَجْرَاءٌ.

وأَمَّا المَشْجَرَةُ فهيَ أرضٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ الكَثيرَ.

وأرضٌ شَجِيرَةٌ ، ووادٍ شَجيرٌ : ذُو شَجَرٍ كَثيرٍ.

قال : والشَّجَرُ : أصنافٌ ، فأَمَّا جِلُ الشّجَرِ فعِظَامُه التي تَبْقَى على الشِّتَاءِ ، وأَمَّا دَقُ الشَجَرِ فصِنْفَانِ : أَحَدُهُمَا تَبْقَى له أَرُومَةٌ في الأرضِ في الشِّتَاءِ ، ويَنْبُتُ في الربيعِ ، ومنه ما يَنْبُتُ مِنَ الحِبَّةِ كما تَنْبُتُ البُقُولُ ، وفَرْقُ مَا بَيْنَ دِقِ الشّجَرِ والبَقْلِ ، أَنَ الشّجَرَ تَبْقَى له أَرُومَةٌ على الشِّتَاءِ ، ولا يَبْقَى لِلبَقْلِ شَيْءٌ.

وأَهْلُ الحِجَازِ يَقُولُونَ هَذهِ الشّجَرُ ، وهذِه البُرُّ ، وهي الشَّعِيرُ وهي التَّمْرُ ، ويَقُولُونَ هِيَ الذَّهَبُ ، لأنَّ القِطْعَةَ مِنهُ ذَهَبَةٌ ، وبِلُغَتِهِمْ نَزَلَ (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) [التوبة : ٣٤] فأنّثَ.

قال : والمُشَجَّرُ منَ التَّصَاويرِ : ما يُصَوَّرُ على صِيغَةِ الشّجَرِ.

وقال الله جلّ وعَزَّ : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) [النساء : ٦].

قال الزّجاج أي فيما وقعَ مِنَ الاخْتِلَافِ من الخصوماتِ حتَّى اشْتَجَرُوا وتشَاجَرُوا أي تَشَابَكُوا مُخْتَلِفِينَ ، ويقال : الْتَقَى فِئَتَانِ فَتَشَاجَرُوا بِرمَاحِهِم أَيْ تَشَابَكُوا ، واشْتَجَرُوا بِرِمَاحِهِم كذلك ، وكُلُّ شيءٍ خالفَ بَعْضُه بَعْضاً فقَدِ اشْتَبَكَ واشْتَجَرَ ، وسُمِّيَ الشّجَرُ شجراً لدخولِ بعضِ أَغْصَانِه في بعضٍ ، ومِنْ هذا قِيلَ لمِرَاكِبِ النِّساءِ : مَشَاجِرُ ، لِتَشَابُكِ عِيدَانِ الهَوْدَجِ ، بَعْضِهَا في بَعْضٍ ، وَاحِدُهَا : مِشْجَرٌ ، وشِجَارٌ قالَه الأصمعي.

٢٨١

قال : والشِّجَارُ أيضاً : الخَشَبَةُ التي تُوضَعُ خَلْفَ البَابِ يُقَالُ لها بالفارسيَّةِ : المَتْرَسُ ، وكذلك الخشَبَةُ التي يُضَبَّبُ بها السَّرِيرُ مِنْ تَحْتُ هِيَ الشِّجَارُ.

وأنشد :

لَوْ لَا طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرَائِرُ

وفَاءَ والمُعْتَقُ شَيءٌ بائِرُ

غُلَيِّمٌ رِطْلٌ وشَيْخٌ دَامِرُ

كَأَنَّمَا عِظَامُنَا المَشَاجِرُ

والمِشْجَرُ : مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ ، ومنه قول لبيد :

وأَرْبَدُ فَارِسُ الهَيْجَا إِذا مَا

تَقَعَّرَتِ المَشَاجِرُ بالفِئَامِ

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الشَّجْرُ : ما بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ.

وقال غيرُه : باتَ فلانٌ مُشْتَجِراً إذا اعْتَمَدَ بِشَجْرِهِ على كَفِّهِ.

(أبو عبيد عن الأصمعي): الشَّجِيرُ : الغَرِيبُ.

قال : والسَّجِيرُ بالسِّينِ : الصَّدِيقُ.

ويقال : نَزَلَ فلانٌ شَجِيراً في بَنِي فلانٍ أَي غَرِيباً.

وقال المُنَخَّلُ :

وإِذَا الرِّيَاحُ تَكَمَّشَتْ

بجَوَانِبِ البَيْتِ الكبير

أَلْفَيْتَنِي هَشَّ النَّدَى

بِشَرِيجِ قِدْحِي أو شَجِيرِي

فالقِدْحُ الشَّجِيرُ هو المُسْتَعَارُ الذي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِه ، والشَّرِيجُ : قِدْحُهُ الذي هو له.

يقالُ : هذا شَرِيجُ هذا وشَرْجُه أي مِثْلُهُ : (الحَرَّانِيُّ عنِ ابن السِّكِّيت): شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فلَمْ يُبْقِ مِنْهُمَا شيئاً فَصارَ إلى الشَّجَرِ يَرْعَاهُ.

قال الراجزُ يصفُ إبلاً :

تَعْرِفُ في أَوْجُهِها البَشَائِرِ

آسَانَ كُلِّ آفِقٍ مُشَاجِرِ

وقال الليث : الشِّجَارُ : خَشَبُ الهَوْدَج ، فإذا غُشِّيَ غِشَاءَه صارَ هَوْدَجاً.

قال : وإِذا تَدَلَّتْ أَغْصَانُ شَجَرٍ أَو ثَوْبٍ فَرَفَعْتَهُ وأَجْفَيْتَهُ قُلْتَ : شَجَرْتُه ، فهو مَشْجُورُ.

وقال العجاج : رَفَّعَ مِنْ جِلَالِهِ المَشجُورِ والشَّجْرُ : مَفْرَجُ الفَم.

وفي حديث العباس ، قال كُنتُ آخُذُ بَحكَمَةِ بغلَةِ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد شَجَرتُها أي ضربت لِجَامَها أكفُّها حتى فَتَحَت فاها.

وفي حديث سعد «أنَّ أمَّه قالت له : لا أَطْعَمُ طَعَاماً ولا أشربُ شَرَاباً أو تكفُرَ بمحمَّدٍ».

قال : فكانوا إذا أرادوا أن يُطعِموها (أو

٢٨٢

يسُقوها) شَجَرُوا فَاهَا

أي أدخلوا فيه عُوداً فَفَتَحُوهُ.

وكل شيء عَمَدْتَهُ بِعِمَادٍ فقد شَجَرْتَه.

(أبو عبيد عن أبي زيد): شَجَرْتُ فلاناً أشجرُه شَجْراً إذا صَرَفْتَه.

وقال أبو عبيدة : كل شيء اجتمع ثم فرَّق بينه شيء فانفرق ، يقال له : شجر.

وفي الحديث ذكر فتْنَةٍ «يَشْتَجِرُونَ فيها اشتجَارَ أطْباقِ الرَّأسِ» أي يختلفون كما تَشْتَجِرُ الأصابع إذا دخل بعضُها في بعضٍ.

وقال أبو وَجْزَةَ :

طاف الخَيَالُ بنا وهناً فأرَّقَنا

من آل سُعدى فبات النَّوم مُشْتَجِرَا

معنى اشتجار النوم تجافيه عنهُ ، وكأنه من الشَّجير وهو الغريبُ ، ومنه : شَجَر الشيءَ إذا نحَّاه.

قال العجاج : وَشَجَرَ الهُدَّاب عَنْهُ فَجَفَا أي جافاه عنه فَتَجَافَى ، وإذا تجافى قيل : انْشَجَرَ واشْتَجَرَ.

ويقال : فلان من شَجَرَةٍ مباركةٍ أي من أصْلٍ مبارك.

وقال ابن السكيت : الاشْتِجَارُ والانْشِجَارُ : النَّجَاءُ.

وقال عَوِيجٌ :

عَمْداً تعدَّيناك واشْتَجَرْتَ بنا

طوالُ الهوادي مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ

ويُروى : وانشَجَرَتْ بنا.

(أبو العباس عن ابن الأعرابي) شَجَرَ : طَعَنَ بالرُّمْحِ ، وشَجَرَ إذا كَثُرَ جَمْعُه.

(أبو زيد) أرض شَجِيْرَةٌ : كثيرة الشجَرِ ، وأرض عَشِيبةٌ : كثيرةُ العُشْبِ ، وَبقِيْلةٌ ، وعاشبةٌ ، وَبقِلَةٌ ، وَثَمِيْرَةٌ إذا كثر ثَمَرَتُهَا ، وأرض مُبْقِلَةٌ ومُعْشِبَةٌ.

(ابن الأعرابي) الشَّجَرَةُ : النقطة الصغيرة في ذَقَنِ الغُلامِ.

قال : والشِّجَارُ : المُتَرَّسُ.

والشِّجَارُ : الهَوْدَجُ الصغير الذي يكفي واحداً حَسْبُ.

والشِّجارُ عُودٌ يُجْعَلُ في فمِ الجدْي لئلا يرضعَ أمَّه.

وأخبرني المُنْذِريُّ عن ثعلبٍ عن الفراء أنه أنشده للقتال : إذا لاقيت منا ذا ثَنَايَا قال : الشِّجَارُ : خشبتان على القَليْبِ في هذا الموضع.

وقال : الشِّجَارُ : عمودٌ من أعمدةِ البيت.

شرج : (ثعلب عن ابن الأعرابي): شَرَجَ إذا سَمِنَ سِمَناً حَسناً. وشَرِجَ إذا فَهِم.

وفي حديث الزبير : «أنّهُ خاصَم رجلاً من الأنصَارِ في سُيُولِ شرَاجِ الحَرَّة إلى

٢٨٣

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا زُبَيُرُ : احبِسِ الماءَ حتى يبلُغَ الجُدُر».

قال أبو عبيد : قال الأصمعي : الشِّرَاجُ : مجارِي الماءِ من الحِرارِ إلى السَّهلِ ، واحدها : شَرجٌ ، ونحو ذلك قال أبو عمرٍو.

قال أبو عبيد : ومن أمثالهم «أشبَهُ شَرْجٌ شَرْجاً لو أنّ أُسَيْمِراً».

قال : وكان المفضَّلُ يحدِّثُ أنَّ صاحب المَثَل لُقَيمُ بن لُقمان ، وكان هو وأبوه قد نزلا منزِلاً يقال له : شَرْجٌ ، فذهب لُقَيمٌ يُعشِّي إبله ، وقد كان لُقمان حَسَدَ لُقيماً فأراد هلاكه واحتَفَر له خَنْدقاً وقطع كل ما هنالك من السَّمُرِ ثم ملأ به الخَندقَ ، وأوقَدَ عليه ليقع فيه لُقيم ، فلما أقبل عرف المكانِ ، وأنكر ذهاب السَّمُر ، فعندها قال : «أشْبَهَ شَرْجٌ شرجاً لو أن أُسَيْمِراً» ، فذهب مثلاً.

وقال ابن السكيت ، يقال : هما شَرْجٌ واحدٌ أي ضَرْبٌ واحدٌ ، ساكِنةٌ الراء.

وشَرْج أيضاً : ماءٌ لبني عبسٍ. قال : وهو شَرَجُ العيبة بفتح الراء.

قال : والشَّرَج في الدَّابة ـ مفتوحُ الراء ـ أن تكونَ إحدى خُصيَيْه أعظَمَ من الأخرى.

يقال : دابَّةٌ أشرَج.

وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : الأشرج : الذي له خصيَةٌ واحدة من الدَّوابِّ.

(أبو عبيد عن أبي زيد): شرَجَ ، وبَشَكَ ، وَخَدَب ، كلُّه إذا كَذَب.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّدَّاج ، والسَّرَّاج : الكذَّاب بالسِّين ، وقد سَدَج وسَرَج إذا كذَبَ.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو) : من القِسِيِّ : الشَّرِيجُ ، وهي التي تُشَقُّ من العُود فِلقتَيَنِ ، وهي القَوسُ الفِلْقُ أيضاً.

ويقال : هذا شَرِيجُ هذا وشَرجُه أي مثله.

وكل مُخْتَلِطَينِ : شريجٌ.

وقال الليث : الشَّريجةُ : جَدِيلةٌ من قَصَبٍ للحَمَام.

والشَّريجَان : لونان مُختلفانِ.

ويقال لِخَطَّي نيرَي البُردِ : شَريجَانِ ، أحدُهَما أخضرُ والآخَرُ أبيضُ أو أحمرَ.

والشَّريجُ : العَقَبُ ، تقولُ أعطني شَرِيجَةً منه.

وقال في صِفَة القَطَا :

سَبُقت بوِرْدِهِ فُرَّاط شِربٍ

شَرَائِجُ بين كُدريٍّ وجُونِ

وقال :

شَرِيجَانِ من لَوْنَينِ خِلطَان منهما

سَواءٌ ومنه واضحُ اللَّون مُغرِبُ

(أبو عبيد عن أبي زيد) أخرَطتُ الخَرِيطة ، وشرَّجتها ، وأشرَجْتُها ، وَشَرَجْتُها :

٢٨٤

شَدَدتُها.

وفي الحديث : «أصبح الناسُ شَرْجَينِ في السّفَر» يعني نصفين ، نصفٌ صِيَامٌ ، ونصفَ مَفَاطيرُ.

ويقال : مَرَرْتُ بفتياتٍ مُشَارِجَاتٍ أي أترابٍ مِتساوياتٍ في السِّنِّ.

وقال الأسودُ بن يَعْفُرَ :

فَشَوى لنا الوَحَدَ المُدِلُّ بحُضْرِهِ

بِشَريج بين الشدِّ والإِرْوَادِ

أي بِعَدْوٍ خِلْطٍ من شدٍّ شديدٍ ، وشدٍّ فيه إرواد.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الشارج : الشّريكُ.

ويقال : شَرَجْتُ العَسَل وغيرَه بالماء إذا مَزَجْتَهُ.

وقال أبو ذؤيب يَصِفُ عَسَلاً :

فَشرّجها من نُطْفَةٍ رَجَبِيَّةٍ

سُلَاسِلةٍ من ماءِ لِصبٍ سُلاسلِ

قال المُؤَرِّجُ : الشَّرجَةُ : حُفْرةٌ تُحفرُ ثم تُبسَطُ فيها سُفرةٌ ، وَيُصَبُّ الماء عليها فتشرَبُه الإبل.

وأنشد في صفة إِبِلٍ عِطَاشٍ سُقِيَتْ :

سَقَيْنَا صواديها على مَتْنِ شَرْجَةٍ

أضَامِيمَ شتَّى من حِيَالٍ ولُقّح

(أبو عبيد عن الأصمعي): الشريجةُ : العَقَبةُ التي يُلصق بها ريشُ السَّهم ، فإن رِيْشَ بالغِرَاء ، فالغِراءُ : الرُّوْمةُ.

ويُرْوَى عن يوسفَ بنِ عُمَرَ أنه قال : أنا شَرِيجُ الحجاج بن يوسف ، يريد أنا مثله في السِّنِّ.

ج ش ل

مهمل الوجوه.

ج ش ن

جشن ، جنش ، شجن ، شنج ، نجش نشج : مستعملة : جشن : قال الليث : جَوْشَنُ الجَرَادةِ : صدرُها.

والجَوْشَنُ : ما عُرضَ من وَسَط الصَّدر.

والجَوشَنُ : اسمُ الحديد الذي يُلبَسُ من السِّلاح.

وقال ذو الرِّمَّة يصف ثوراً طَعَن كلاباً بروْقَيْه في صدرها :

فكرَّ يمشُقُ طعناً في جَوَاشِنِهَا

كأنهُ الأجرَ في الإقبالِ يَحْتَسِبُ

أي في صدورها.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المَجْشُونةُ : المرأة الكثيرةُ العمل النشيطةُ.

جنش : (أبو العباس عن ابن الأعرابي) قال : الجَنْشُ : نزحُ البئر.

وقال ابن الفَرَج : سمعت السُّلَمِيَّ يقول : جَنَشَ القومُ للقوم وَجَمَشُوا لهم أي أقبَلُوا

٢٨٥

إليهم.

وأنشد :

أقُولُ لعبَّاسٍ وقد جَنَشَتْ لنا

حُيَيٌّ وأفْلَتْنَا فُوَيْتَ الأظافِرِ

وفي «النوادر» : الجنش : الغلظ ، وقالوا : يوما مُرَا مِرَاتٍ يَومَا الجَنَشِ (قلت) : هو عيِدٌ لهم ، ويقالُ : جَنَشَ فلان إليَّ ، وجاشَ ، وهاشَ ، وتحوَّر ، وأَرَزَ بمعنى واحدٍ.

شجن : قال الليث : الشَّجَنُ : الهمُّ والحُزنُ.

(أبو عبيد عن أبي زيد): الشَّجَنُ : الحاجةُ حيث كانت ، وقد شَجَنَتْني الحاجة حيث كانت تَشْجُنُنِي شَجْناً إذا حَبَسَتْكَ.

وقال الكسائي مثله.

وقال الليث : أشْجنَني الأمرُ فَشَجُنْتُ أشجُنُ شُجُوناً.

والحمامة تَشْجُنُ شُجُوناً إذا نَاحَتْ وتحزَّنتْ.

وفي الحديث : «الرَّحِمُ شِجْنَةٌ من الله».

وقال أبو عبيد : قال أبو عبيدة يعني قرابة مُشْتَبِكَة كاشتباكِ العُرُوقِ.

قال أبو عبيد : وكأن قولهم : «الحديثُ ذو شُجُونٍ» منه ، إنما هو تَمَسُّكُ بعضه ببعضٍ ، قال : وفيها لغتانِ : شِجْنَةٌ وشَجْنَةٌ ، وبه سمِّيَ الرجل : شِجْنَة.

(أبو حاتم عن الأصمعي) : «الحديث ذو شُجُون» يراد أنَّ الحديث يتَفَرَّقُ بالإنسانِ شُعَبُهُ ووجُوهُهُ.

وأخبرني المنذري عن أبي طالب أنه قال في قولهم «الحديثُ ذو شُجُونٍ» أي ذو فُنُونٍ وتشبُّثٍ بعضه ببعض.

قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : يُضربُ مثلاً للحديث يُستذكَرُ به حديثٌ غيره.

قال : وكان المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ يُحَدِّثُ بهذا المثل عن ضَبَّةَ بن أُدٍّ حين رأى مع الحارثِ بن كعبٍ سيفَ ابنِهِ سعيدٍ فعرفه فأخذه وقتل به الحارثَ بنَ كعبٍ ، وقال : «الحديث ذو شُجُون» وفيه يقول الفرزدق :

فلا تَأمَنَنَّ الحربَ إن استِعَارَهَا

كَضَبَّة إذ قال : الحديثُ شُجُونُ

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الشجوُنُ : أعالي الوادي ، واحدها : شَجْنٌ ، وهي الشّوَاجِنُ ، واحدها : شَاجِنَةٌ.

(قلت) : في ديار ضَبَّةَ : وادٍ يقال له : الشَّوَاجِنُ ، في بطنه أطوَاءٌ كثيرةٌ ، منها : لَصَافِ واللِّهَابَةُ ، وثَبْرَةُ ، ومياهها عَذْبَةٌ.

وقال الليث ، يقال : شَجِنْتُ أشجُنُ شَجَناً أي صار الشَّجَنُ فيَّ ، وأما تشجَّنتُ فكأنه بمعنى تذكرتُ ، وهو كقولك : فطُنْتُ فَطَنا ، وفَطِنْتُ للشيء فِطْنةً وفَطَناً ، وأنشد :

هيَّجْنَ أشجاناً لِمَنْ تَشَجَّنا

وقال ابن الأعرابي : يقال شُجَنَةٌ وشُجنٌ للغُصن ، وشُجنةٌ وشُجَنٌ ، وشِجنَةٌ وشِجَنٌ ،

٢٨٦

وشِجْنَةٌ وشِجْنٌ ، وشُجْنَةٌ وشُجُناتٌ وشُجناتٌ.

قال : والشجَنُ : الحَزَنُ ، والشجَن : هَوى النفس ، والشجَنُ : الحاجَةُ ، والجمعْ : أشجانٌ.

نشج : قال الليث : يقال : نَشَجَ الباكي يَنْشِجُ نشَيجاً ونَشْجاً وهو إذا غصّ البكاءُ في حَلقِهِ عند الفَزعَةِ.

والطعنة تَنْشِجُ عند خروجِ الدم : تسمُعُ لها صوتاً في جوفها.

والقِدْرُ تَنْشِجُ عند الغَلَيانِ.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الأنشاجُ : مجارِي الماءِ ، واحدُهَا : نَشَجٌ ، وأنشد شمر :

تأبَّدَ لأيٌ منهُمُ فعُتائِدُه

فذو سَلَمٍ ، أنشاجُهُ فسواعِدُه

وفي حديث عمر «أنه قرأ سورة يوسف في صلاة الفجر فسُمع نشيجُهُ خلف الصُّفوفِ».

قال أبو عبيد : النَّشيجُ : مثلُ بكاء الصبي إذا ضُرب فلم يُخرِجْ بُكاءَه ، وردَّدَهُ في صَدْره ، ولذلك قيل لصوتِ الحمارِ : نَشِيجٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): النَّشِيجُ من الفم ، والخَنِينُ من الأنف ، وكذلك : النَّخِيرُ.

وقال ابن شميل : النشيج : صوت الماء يَنْشجُ ، ونُشُوجُه في الأرض أن يقول : أش ، يُسمع له صوت ، وقال هِمْيَانُ :

حتى إذا ما قَضَتِ الحَوَائِجَا

وَمَلأَتْ حُلّابُهَا الخَلانِجَا

منها وثَمُّوا الأوطُبَ النواشِجَا

قال أبو عبيد : النَّوَاشِجُ : المُمْتلئة.

شنج : قال الليث : الشَّنَجُ : تَشَنُّجُ الجِلدِ والأصابعِ كلِّها ، وأنشد :

قام إليها مُشْنِجُ الأنَامل

أغثَى خَبيثُ الرِّيحِ بالأصَائِلِ

قال : وربما قالوا : شَنِجٌ أشْنَجُ ، وَشَنِجٌ مُشَنَّجٌ ، والمشنَّج : أشدُّ تشنُّجاً ، وإذا كانت الدابة شَنِجَ النَّسَا فهو أقوى لها ، وأشدَّ لرجلَيْها.

وقال غيره : من الحيوان : ضروب توصفُ بشنَجِ النَّسَا ، وهي لا تسمحُ بالمشيِ ، منها : الظَّبيُ.

وقال أبو دُوادٍ الإياديُّ :

وقُصْرَى شَنِجِ الأنْسَا

ءِ نبَّاحٍ من الشُّعب

ومنها : الذئب ، وهو أقْزَلُ إذا طُرِدَ فكأنه يتوجَّى.

ومنها : الغُرابُ وهو يَحْجِلُ كأنه مقيَّد.

وقال الطِّرمَّاح يذكر الغراب :

شَنِجُ النَّسَا حَرِقُ الجَنَاح كأنه

في الدار إثر الظَّاعنِين مقيَّد

٢٨٧

وَشَنجُ النَّسَا يُستحب في العتاقِ خاصةً ، ولا يُستحبُّ في الهَمَاليجِ.

وقال الليث : تقول هُذيل : غَنَجٌ على شَنَجٍ أي رَجُلٌ على جَمَلٍ ، فالغَنَج هو الرجل ، والشنجُ : الجمل ، ونحو ذلك ، قال ابن دريد.

نجش : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النّجشِ ، وقال : «لا تَنَاجَشُوا».

وقال أبو عبيد : هو أن يزيدَ الرجلُ في ثمنِ السِّلعة وهو لا يُريدُ شِرَاءَهَا ، ولكن لِيَسْمَعَهُ غيرُه فيزيدَ بزيادته ، وهو الذي يُروى فيه عن ابن أوفى أنه قال : «النَّاجِشُ آكل رباً خَائنٌ».

قال : والنّجاشيُ هو الناجِشُ الذي يَنجُشُ الشيءُ نَجشاً فيَسْتَخرِجَهُ.

والنجْشُ : استثارة الشيء.

وقال شمر : أصل النّجْشِ : البحث وهو استخراج الشيء.

قال رؤبة : فالخُسُر قول الكَذِبِ المنجُوش وقال ابن الأعرابي : مَنْجُوشٌ : مُفْتَعَلٌ مكذُوبٌ.

وقال أبو عمرٍو : النجَّاش : الذي يسوق الدوابّ والرِّكابَ في السُّوق يستخرج ما عندها من السَّيرِ ، وأنشد :

غير السُّرَى وسائِقٍ نَجّاشِ

وقال شمر : قال أبو سعيد : في التّناجُشِ شيء آخر مُبَاحٌ وهو المرأةُ التي تزوّجَتْ وطُلِّقَتْ مرة بعد أخرى ، أو السِّلعةُ التي اشتُريَت مرة بعد مرة ثم بيْعَتْ.

وقال ابن شميل : النجْشُ أن تمدحَ سِلعَةَ غيرك ليبيعها أو تذمَّها لئلا تنفُقَ ، عنه ، رواه ابن أبي الخطاب.

والنَّاجشُ : الذي يثيرُ الصيدَ لِيَمُرَّ على الصّيَّادِ.

ج ش ف

فشج ، فجش ، جفش.

فشج : روى أبو عبيد حديثاً بإسناد له «أن أعرابياً دخل المسجد فَفَشَجَ فبال» ، قال : ورواه بعضهم فَشَّج بتشديد الشين قال : والفَشْحُ دون التّفَاجّ ، والتّفشيجُ : أشد من الفُشْحِ وهو تفريج ما بين الرِّجْلَينِ.

وقال الليث : التّفشِيجُ : التّفَحُّجُ على النار ، قال : وَتَفَشّجَتِ الناقة إذا تَفَرشَحَتْ لِتَبُول أو لِتُحْلَبَ.

[جفش] : قال ابن دريد : جَفَشَ الشيء إذا جمعه (قلت) : لم أسمعه لغيره.

[فجش] : قال ابن دريد : الفَجْشُ : الشّدخُ ، فَجَشْتُ الشيء بيدي إذا شَدَخْتَهُ ، ولا أعرف الحرفين لغيره.

ج ش ب

جشب ، شجب ، جبش.

جشب : قال الليث : طعام جَشِبٌ : ليس معه

٢٨٨

أُدم.

ويقال للرجل الذي لا يُبَالي ما أكل ولم ينل أُدُماً : إنه لَجَشبُ المأكَلِ ، وقد جَشُبَ جُشُوبَةً.

وقال شمر : طَعَامٌ جَشِبٌ : غليظٌ خَشِنٌ ، وقد جَشُبَ جُشُوبَةً ، وطعامٌ جَشْبٌ.

والجَشَّابُ من الندى : الذي لا يزال يقعُ على البقْلِ.

وقال رؤبة : روضاً بجشَّاب الندىَ مأدُومَا (أبو عبيد): المِجْشَابُ : البدن الغليظ.

قال أبو زبيد : تُوْلِيكَ كَشْحاً لطيفاً ليس مِجْشَابَا وقال ابن السكيت : جَمَلٌ جَشِبٌ : ضخمٌ شديدٌ.

وأنشد :

بِجَشِبٍ أتلَعَ في إصغَائِهِ

ويقال للطعام : جَشِبٌ وَجَشْبٌ وَجَشِيبٌ.

وقال شمر : رَجُلٌ مُجَشَّبٌ : خَشِنُ المعيشةِ.

قال رؤبة : ومن صَبَاحٍ رامياً مُجَشَّبَا وَسِقَاءٌ جَشِيبٌ : غليظٌ خَلَقٌ.

(شمر) : طعامٌ مَجْشُوبٌ ، وقد جَشَبْتُه ، وأقرأنا ابن الأعرابي : لا يَأكُلونَ زادَهُمُ مَجْشُوبَا (ثعلب عن ابن الأعرابي): المِجْشَبُ : الضخم الشُّجَاعُ.

وقال ابن دريد : أهل اليمن يُسَمُّون قُشورَ الرُّمَّانِ : الجُشْبَ.

شجب : روي عن الحسن أنه قال : «المجالس ثلاثة : فَسَالِمٌ وغانِمٌ وشاجِبٌ».

قال أبو عبيد : الشَّاجِبَ : الآثمُ الهالكُ.

يقال منه : رجلٌ شاجِبٌ وشَجِبٌ.

قال : وشَجَبَ الرجُلُ يشْجُبُ شجُوباً إذا عَطِبَ وهلكَ في دِيْنٍ أو دُنيا.

وفيه لغة : شَجِبَ يَشْجَبُ شَجَباً ، وهو أجودُ اللغتين ، قاله الكسائي.

وأنشد للكميت :

ليلك ذا ليلك الطويل كما

عَالجَ تبريح غُلِّه الشَّجِب

وقال الأصمعي : يقال : إنك لتشجُبُني عن حاجتي أي تجذبُني عنها.

ومنه يقال : هو يشجُبُ اللِّجامَ أي يجذِبُه.

وقال الليث : الشَّجَبُ : الهمُّ والحَزَنُ ، وقد أشجبك هذا الأمر فشَجِبْتَ شَجَباً ، وغُرَابٌ شاجبٌ يَشجُبُ شجيباً ، وهو الشديد النعيق الذي يَتَفَجَّعُ من غِربَان البَينِ.

وأنشد :

ذكّرنَ أشْجاباً لمنْ تَشَجَّبَا

وهِجْنَ إعجاباً لمن تَعَجَّبَا

٢٨٩

والمِشْجَبُ : خَشَباتٌ موثَّقَةٌ تُنصَبُ فيُنشَرُ عليها الثياب.

وفي حديث ابن عباس : «أنه بات عند خالته ميمونَةَ. قال : فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى شَجْبٍ فاصطَبَّ منه الماء وتوضأ».

سمعت أَعرابياً من بني سُلَيم ، يقول : الشَّجبُ من الأساقِي : ما تشنَّن وأخلقَ.

قال : وربما قُطِعَ فم الشَّجبِ وجُعِلَ فيه الرُّطَبُ.

وقال ابن دريد : الشَّجَبُ : تداخُلُ الشيء بعضِه في بعضٍ.

قال : والشجْبُ والشِّجابُ : المِشْجَبُ.

وقال غيره : سقاءٌ شاجِبٌ : يابسٌ.

وأنشد :

لو أنَّ سَلمى سَاوَقَتْ ركائِبي

وَشَرِبَت من ماءِ شَنٍ شَاجِبِ

(أبو عبيد): الشُّجُوبُ : أعمدة من أعمدة البيت.

وقال أبو وعَّاسٍ الهُذُلي : وهُنَّ معاً قيامٌ كالشُّجُوبِ قال : وقال الأصمعي : المِشْجَبُ : أعواد تُربَطُ توضعُ عليها الثيابُ.

(الحَرَّاني عن ابن السكيت) : يقال : شَجَبَهُ يشجُبُهُ شَجْباً إذا شَغَلَهُ ، وشَجَبَهُ إذا حَزَنَهُ ، وشَجِبَ إذا حَزِنَ.

وما له شَجَبَهُ الله أي أهلَكَهُ.

وقال ابن شميل : شَجْبُ الرجل : حاجته وهمه.

وامرأة شَجُوبٌ : ذات همٍّ قلبُها متعلّقٌ به.

جبش : قال المُفَضَّل : الجَبيشُ والجَميشُ : الركَبُ المحلوقُ.

ج ش م

جشم ، جمش ، شمج ، مشج ، شجم : مستعملة.

جشم : قال الليث : جَشِمْتُ الأمرَ أجشَمُهُ جَشْماً أي تَكَلّفْتُه ، وتَجَشَّمْتُهُ : مِثْلُه ، وجشَّمَنِي فُلانٌ أمراً ، وأجشَمَني أي كلَّفني.

وجُشَمُ البعير : صدرُه وما يَغْشَى به القِرْنَ من خَلْقِهِ.

يقال : غتَّه بجُشَمِهِ : أي أُلقِيَ صَدْرَهُ عليه.

وقال أبو زيد : يقال : ما جَشَمْتُ اليوم ظِلْفاً ، يقوله القانِصُ إذا لم يَصِد ورجع خائباً.

ويقال : ما جَشَمتُ اليومَ طعاماً : أي ما أكلتُ.

قال : ويقال ذلك عند خَيْبَة كلِّ طالبٍ ، فيقال : ما جَشَمْتُ اليوم شيئاً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجُشُمُ : السِّمانُ من الرِّجَالِ.

قال : وقال أبو عمرٍو : الجَشَمُ : السِّمَنُ.

وقال أبو تُرَابٍ : سمعت أبا مِحْجَنٍ

٢٩٠

وباهلياً يقولان : تجشَّمتُ الأمر وتجسَّمتُه إذا حملتَ نفسك عليه.

قال عمرو بن جميل : نَجَشُّمَ القُرقُور موجَ الآذي وقال أبو عبيد : تجشَّمْتُ فلاناً من بين القوم أي اختَرْتُهُ.

وأنشد :

تجشَّمْتُهُ من بينهنِّ بمُرْهِفٍ

له جالِبٌ فَوْقَ الرِّصَافِ عَلِيلُ

وقال ابن السكيت : تجشَّمْتُ الأمر إذا رَكِبْتَ أَجْشَمَهُ ، وتجشَّمتُه إذا تكلَّفْتَه وتجشَّمتُ الأرضَ إذا أخذتَ نحوها تُريدُها وتجشَّمْتُ الرملَ إذا ركبتَ أعظمَهُ.

وقال النضرُ : تجشَّمْتُ فلاناً من بين القوم أي قصدتُ قَصْدَه.

وأنشد :

وبَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنَا به

على جَفَاه وعلى أنْقَابِهِ

شجم : أهمله الليث.

وقال ابن الأعرابي : الشُّجُمُ : الطِّوَالُ الأعفَارُ.

(عمرو عن أبيه) : قال : الشُّجَمُ : الهلَاكُ.

جمش : قال الليث : الجَمْشُ : حَلْقُ النُّورَةِ ، وأنشد :

حَلْقاً كَحَلْقِ النُّورَةِ الجَمِيشِ

وَرَكَبٌ جَمِيشٌ : مَحلُوقٌ ، وقال أبو النجم :

إذا ما أقبلَتْ أحوى جَمِيشاً

أتيت على حِيالك فانْثَنَيْنَا

قال : والجَمْشُ أيضاً : ضربٌ من الحَلْبِ بأطرَاف الأصابع كلها.

والجَمْشُ : المُغَازلةُ ، وهو يَجْمِشُها : أي يَقْرِصُها ويُلاعِبُها.

(عمرو عن أبيه): الجَمِيشُ : الزَّرَدَانُ المحلوقُ.

وقال ابن الأعرابي قيل للرّجُلِ : جمَّاشٌ لأنه يطلب الرَكَبَ الجَمِيشَ.

وقال أبو العباس : قيل للمُغازلة : تجميشٌ من الجَمْشِ وهو الكَلَامُ الخفيُّ ، وهو أن يقول لهواه : هَيْ هَيْ.

وروي عن أبي عمرٍو أنه قال : الجُمَاشُ : ما يُجعل بين الطيِّ والجَال في القليبِ إذا طُويَتْ بالحِجَارَةِ ، وقد جَمَشَ يَجْمِشُ.

(قلت) : وقال غيرُه : هي النِّخَاسُ والأعقَابُ.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا يَحِلُّ لأحدكم من مَالِ أخيه شَيءٌ إلا بِطِيْبَةِ نفسه ، فقال عمرو بن يَثْرِبِيِّ يا رسول الله أرأيتَ إن لقيتُ غَنَمَ ابن أخي أأجتَزِرُ منها شاةً؟ فقال : إن لقيتَها نَعْجَةً تحمل شَفْرَةً وزناداً ، بِخَبْتِ الجَمِيشِ فلا تَهِجْهَا».

يقال : إنَّ خَبْتَ الجَمِيشِ : صحراءُ لا

٢٩١

نباتَ بها ، فالإنسان بها أشَدُّ حاجة إلى ما يؤكل ، فيقول : إن لقيتها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهجْها.

شمج : قال الليث : يقال : شَمَجُوا من الشعيرِ والآرُز ونحوه إذا اخْتَبَزُوا منه شِبْه قِرْصَةٍ غَلِاظٍ.

يقال : ما أكلتُ خبزاً ولا شَمَاجاً.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : ما ذقتُ أكَالاً ولا لَمَاجاً ولا شَمَاجاً ، أي ما أكلت شيئاً.

وقال أبو عبيد : قال أبو زيد : إذا خاط الخَيَّاطُ الثَّوبَ خياطةً متباعدةً قال : شَمَجتُه أشمُجُهُ شَمجاً ، وشَمْرَجْتُه شَمْرَجَةً.

قال وقال الأُموي : ناقةٌ شَمَجَى إذا كانت سريعةً.

وأنشد :

بِشَمَجى المشي عَجُولِ الوَثْبِ

حتى أتى أُزبِيُّها بالأدبِ

(أبو عمرٍو): شَمَجَ إذا استعجل.

مشج : قال الله جل وعز : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) [الإنسان : ٢].

قال الفراء : أمشاجٍ : هي : الأخلاطُ ، ماءُ المرأةِ ، وماءُ الرجلِ ، والدَّمُ والعَلَقَةُ.

ويقال للشيء من هذا إذا خُلِطَ : مَشِيجٌ ، كقولك : خَلِيطٌ ، وممشُوجٌ ، كقولك : مخلُوطٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : واحِدُ الأمشَاجِ : مَشَجٌ ، ويقال : مَشْجٌ.

وقال الشماخ :

طَوَت أحشَاءَ مُرتِجَةٌ لِوَقْتٍ

على مَشَجٍ سُلَالَتُهُ مَهِينُ

وقال آخر :

فَهُنَّ يقذِفْنَ من الأمشَاجِ

مثل بُرُودِ اليُمْنَةِ الحجاج

قال : والمَشْجُ : شيئانِ مَخْلُوطِانِ.

وقال أبو إسحاقَ : أمْشَاجٌ : أخلاطٌ من منيّ وَدَمٍ ، ثم ينقل من حالٍ إلى حالٍ.

وقال الأصمعي : أمشَاجٌ وأوشَاجٌ : غُزُولٌ داخلٌ بعضُها في بعضٍ.

وقيل : الأمشَاجُ : أخلاطُ الكَيمُوساتِ الأربع ، وهي المِرَارُ الأحمَرُ ، والمِرارُ الأسودُ والدَّمُ والمنيُّ.

أبواب الجيم والضاد

ج ض ص ، ج ض س ، ج ض ز ، ج ض ط : [مهملات].

ج ض د

أهمله الليث.

جضد : وروى أبو تراب للفراء : رَجُلُ جَلْدٌ ، ويُبْدِلُوْن اللام ضاداً : رجل جَضْدٌ.

٢٩٢

ج ض ت ـ ج ض ظ ـ ج ض ذ ـ ج ض ث : مهملات.

ج ض ر

ضرج ، جرض ، ضجر : مستعملة.

ضرج : قال ابن السكيت في قوله : وأكِسيَةُ الإضْرِيجِ فوقَ المَشَاجِبِ

قال : أكسِيَةُ الإضرِيج : أكسِيَةُ خزٍّ حُمْرٌ.

والإضرِيجُ : صِبْغٌ أَحْمَرُ.

وثوبٌ مضرَّجٌ من هذا.

قال : ولا يَكُونُ الإضرِيجُ إلا من خزٍّ ، قال ذلك أبو عبيدة والأصمعي.

وقال الليث : الإضرِيجُ : أكسِيَةٌ تُتخَذُ من المِرْعِزَّى من أَجْوَدِه.

وقال أبو عبيدة : الإضِريْجُ من الخَيْل الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ.

وقال أبو دُوَادٍ :

ولَقَدْ أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي

أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ إضْرِيجُ

وقيل : الإضْرِيجُ : الواسِعُ اللَّبَان.

وعَدْوٌ ضَرِيجٌ : شَديدٌ.

وكلُّ شيءٍ تَلَطخَ بِدَمٍ أَو غيرِه فقَدْ تَضَرَّجَ.

وقد ضُرِّجَتْ أثوابُه بِدَمِ النجيعِ وأنشد :

في قَرْقَر بلُعاب الشِّمْسِ مَضْرُوج

يَصِفُ السرابَ على وَجهِ الأرضِ ، ومضْرُوج من نَعْتِ القَرقر. وإذا بدَتْ ثمَارُ البُقُول من أكمَامَها قيل : انضَرَجَتْ عنها لَفَائِفُها أَيِ انْفَتَحَتْ.

والضَّرجُ : الشقُّ.

وقال ذُو الرُّمة يصِفُ نِسَاءً : ضَرَجْنَ البُرُودَ عَنْ تَرَائِب حُرَّةٍ أي شَقَقْنَ.

وقال الأصمعي : عينٌ مَضرُوجةٌ : واسعةٌ نَجْلَاءُ.

وقال ذُو الرمة :

تَبَسَّمْنَ عَنْ نَوْر الأقَاحِيِّ في الثرَى

وفَتَّرن عَن أبْصَارِ مَضْرُوجةٍ نُجْلِ

ويقال : انْضَرَجَ البَازِي على الصَّيْدِ إذا انْقَضَّ عليه.

قال امرؤ القيس :

كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأعْفَرِ انْضَرَجَتْ له

عُقَابٌ تَدَلَّتْ منْ شَمَاريخِ ثَهْلَانِ

وقيل : انْضَرَجَتْ له : انْبَرَتْ له.

وقيل : أَخَذَتْ في شِقٍّ ، وانضرَجَ الثَّوبُ إذا انْشَقَّ.

وقال أبو سعيدٍ : تَضْرِيجُ الكلام من المَعَاذِيرِ وهو تَزْوِيقُهُ وتَحْسِينُه.

ويقال : خير ما ضُرِّج به الصدق ، وشَرُّ ما ضُرِّجَ به الكذِبُ.

وفي «النوادر» : أَضْرَجَتِ المرأة جَيْبَها إذا أَرْخَتْهُ.

وضَرَجْنَا الإبلَ أي ركَضْنَاها في الغارةِ.

٢٩٣

وضَرَجَتِ الناقةُ بجِرَّتِهَا وجَرَضَتْ.

جرض : (أبو عبيد عن الأصمعي) : هو يَجْرَضُ نفسَهُ أي كادَ يَقضِي ، ومنه قيل : أَفْلَتَ جَرِيضاً.

وقال الرِّياشيُّ : القَرِيضُ والجريضُ يحدُثانِ بالإنسانِ عند الموتِ ، فالجَرِيضُ : تبلُّعُ الرِّيقِ ، والقَرِيضُ صَوْتُ الأسنان.

وقال الليث : الجَرِيضُ : المُفْلِتُ بعدَ شَرٍّ.

يقال : إنه ليَجْرِضُ الريقَ عَلَى هَمٍّ وحَزَنٍ ، ويَجْرِضُ الرِّيقَ غَيْظاً ، أي يَبْتَلِعُه.

وفي قولهم : «حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ».

قال أبُو الدُّقَيْشِ : الجَرِيضُ : الغُصَّةُ ، والقَرِيضُ : الجِرَّةُ.

قال : وماتَ فلانٌ جَرِيْضاً أي مَرِيضاً مَغمُوماً ، وقَدْ جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً شَدِيداً ، قال رؤبة : مَاتُوا جَوًى والمُفْلِتُونَ جَرْضَى أي حَزِنينَ.

قال : والجرِياضُ : الرجُلُ الجرِيضُ الشدِيدُ الغَمِّ.

وأنشد :

وخَانِقٍ ذِي غُصَّةٍ جِرْيَاضِ

خَانِقٍ : مَخْنُوقٍ ذي خَنْقٍ.

(أبو عبيد عن أبي عمرو): الذِّفِرُّ : العظيمُ من الإبلِ ، والجُرَائِضُ : مثله.

قال : وناقةٌ جُراضٌ وهي اللطِيفةُ بولدها ، نعتٌ لها خاصَّةً دون الذَّكَرِ.

وأنشد :

والمَرَضِيعُ دَائبَاتٌ تُرَبّى

لِلْمنَايَا سَلِيلَ كلِ جُرَاضِ

وجملٌ جُرائضٌ ، وهو الأكُولُ الشديدُ القصلِ بأنيَابه للشَّجَرِ.

قال : وبعيرٌ جِرْوَاضٌ : ذُو عُنُقٍ جِرْوَاض أَي غَلِيظ شديد.

وقال الراجز : بهِ نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْوَاضَا وقال غيرُه : دلوٌ جِرْوَاضٌ وجُرَاضٌ : عظيمةٌ ، وأنشد :

إنَّ لهَا سَانِيَةً نَهَّاضَا

ومَسْكَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُرَاضَا

(اللحياني) : نعجةٌ جُرَائِضَةٌ ، وجُرَئِضَةٌ إذا كانت ضخمةً.

(ابن هانئٍ عن زيد بن كَثْوَة) في قولهم : «حالَ الجَرِيضُ دونَ القَرِيضِ» ، يقال عند كلِّ أمرٍ كان مقدُوراً عليه فحيلَ دُونَه ، وأولُ من قاله عبيدُ بن الأبرص.

ضجر : قال الليث : الضَّجَرُ : اغْتِمامٌ فيه كلامٌ وتَضَجُّرٌ.

ورجلٌ ضَجِرٌ.

وقال أبو عبيدٍ من أمثالهم في البخيلِ يُستَخرَجُ منه المالُ عَلَى بُخْلِهِ «إن الضَّجُورَ

٢٩٤

كان مَنوعاً قد تُحلبُ العُلْبَةُ» أي أنَّ هذا البخيل وإن فقد يُنَالُ منه الشَّيءُ بعد الشَّيءِ كما أنَّ النَّاقةَ الضَّجُور قد يُنَالُ منْ لبنهَا.

وأخبرني المنذري عن الحراني عن يعقوب قال : ناقة ضَجُور وهي التي ترغو عند الحلب.

وقولهم : فلانٌ ضَجِرٌ.

قال أبو بكر : معناهُ ضيِّقُ النَّفسِ من قول العربِ : مكانٌ ضَجِرٌ إذا كانَ ضَيِّقاً.

وأنشد لِدُرَيْدٍ :

فإمَّا تُمْسِ في جَدَث مُقِيماً

بمَسْهَكَةٍ منَ الأرْوَاحِ ضَجْرِ

أي ضيّق.

عمروٌ عن أبيه : مكانٌ ضَجِرٌ وضَجْرٌ أي ضيقٌ ، والضَّجرُ : الاسمُ ، والضَّجَرُ : المصدرُ.

قال والغَلَقُ والضّجَرُ : واحدٌ ومَكانٌ غَلِقٌ : ضَجِرٌ.

ج ض ل : مهمل.

ج ض ن

استعمل منه : نضج ، ضجن.

ضجن : أما ضجن فلم أسمع فيه شيئاً مستعملاً غير جَبَل بناحِيةِ تِهَامَةَ ، يُقالُ له : ضَجْنَانُ.

ورُوِيَ في حديث عمرَ ، ولستُ أدْرِي مِمَّ أُخِذَ.

نضج : يقال : نَضِجَ العنبُ والثمرُ واللحمُ ، قديراً ، وشِوَاءً يَنْضَج نَضْجاً ونُضْجاً ، والنُّضْج : الاسمُ.

يقال : جَادَ نُضْجُ هذا اللّحم ، وقد أنْضَجه الطّاهي ، وهو نَضِيج مُنْضَجٌ.

ورَجُلٌ نَضِيجُ الرأيِ إذا كان مُحكَمَ الرأيِ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) قال : إذا حَمَلتِ الناقةُ فجَازَتِ السَّنةَ من يوم لَقِحَتْ قيل : أدْرَجَتْ ونضَّجَت ، وقد جَازت الحَقَّ ، وحَقُّها : الوقتُ الذي ضُرِبَتْ فيه ، ويقال لها مِدْرَاجٌ ، ومُنَضِّجٌ.

وأنشد المَبردُ للطِّرِمَّاح :

سوفَ تُدْنِيكَ مِن لَمِيسَ سَبَنْدَا

ةٌ أَمَارَتْ بالبَوْلِ مَاءَ الكِرَاضِ

أَنضَجَتْهُ عِشرين يوماً وَنِيلَتْ

حِينَ نِيْلَتْ يَعَارَةً في عِرَاضِ

قال : أَنضجَتْهُ عشرين يوماً إنما يريدُ بَعْدَ الحَول من يومِ حَمَلَتْ فلا يَخرج الولَدُ إلا مُحْكَماً ، كما قال الآخرُ وهو الحُطيئة :

لأدْمَاءَ منها كالسَّفِينةِ نَضَّجَتْ

به الحَوْلَ حتّى زادَ شَهْراً عَدِيدُها

(قلتُ أنَا) : أمَّا بيتُ الحُطيئةِ وما ذُكِرَ فيه منَ التَّنْضِيج فهو كما فسَّرَه المُبَرَّدُ.

وأما بيتُ الطِّرمَّاحِ فمعناه غيرُ ما ذهب

٢٩٥

إليه ، لأنّ معناه في بيتِه صِفة النّاقة نفسِها بالقوّة ، لا قوَّةَ وَلدِها ، أراد أنّ الفحل ضَرَبَها يَعارَةً ، لأنَّها كَانَتْ نَجِيبة ، فضنَّ بها صاحبُها لنجابتها عن ضِرَاب الفحل إياها ، فعارضها فحلٌ فضرَبَها فأَرْتَجَتْ على مائه عشرين يوماً ثم ألقَتْ ذلك الماءَ ، قبلَ أنْ يُثقِلَها الحَمْلُ فتذهبَ مُنَّتُها.

ورَوَى الرواةُ البيتَ : أضمرتْهُ عِشرين يوماً لا أنضَجَتْهُ ، فإن رُوِي أنضجَتْهُ فمعناهُ أن ماء الفحْل نَضِج في رَحِمِها عشرِين يوماً ثم رمت به كما تَرْمِي بولدها التام الخَلْقِ ، وبقي لها مُنَّتُها ولها طِرْقها.

ج ض ف

استُعمل من وجوهه : فضج : فضج : قال الليث : تفضَّج جَسَدُهُ بالشَّحم ، وهو أن يأخذ مأخَذَه فتنْشَقَّ عُروقُ اللّحم في مَداخِل الشحم بين المَضائغِ. يقال : قد تَفَضَّجَ عَرقاً.

وقال العجاج : يَعدُو إذا ما بُدْنُه تَفضّجَا وقال شمر ، يقال : انْفضَجَتِ الدَّلوُ ، بالجيمِ إذا سال ما فيها من الماءِ.

وانفضَج فلانٌ بالعَرَق إذا سال به.

قال ابنُ مُقْبِل ، يَذكرُ الخيلَ :

مُتَفَضِّجاتٍ بالحَميمِ كأنّما

نُضِجَت لُبُودُ سُرُوجِها بذِنَابِ

قال ، ويقالُ : انفضَخَت بالخاءِ أيضاً يعني الدَّلوَ بمعنى انفضَجَتْ.

ويقال : انْفَضَجتْ سُرَّتُه بالجيمِ إذا انْفَتَحَت.

وكلُّ شيءٍ تَوَسَّعَ فقد تفَضّج.

وقال الكميت :

يَنْفَضِج الجُودُ من يَدْيه كَما

يَنفضِج الجَوْدُ حِينَ ينسكبُ

وقال ابن أحمرَ : ألمُّ تَسْألْ بِفَاضجَةِ الدِّيارا أي بحيثُ انفَضَج واتَّسَع.

قال : وقال ابنُ شميلٍ : انْفضَج الأفُقُ ، بالجيم إذا تبين.

وقال ابن الأعرابي : رَجلٌ عِفْضَاج ومِفْضَاج وهو العظيمُ البطْن المسْتَرخِيهِ.

وفي حديث عَمرِو بن العاص أنهُ قال لِمُعاويةَ : «لقَدْ تَلافَيْتُ أمْرَكَ وهو أشَدُّ انْفِضَاجاً من حُقِّ الكَهُولِ» أيْ أشَدُّ اسْتِرْخَاءً مِنْ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ.

ج ض ب

مهمل :

ج ض م

ضجم ، ضمج ، جضم : مستعملة.

ضجم : قال الليث : الضَّجَمُ : عِوَجٌ في

٢٩٦

الأنفِ يَميلُ إلى أحدِ شِقّيهِ ، والضَّجَمُ في خَطْمِ الظَّليمِ : عِوَجٌ كذلكَ ، ورُبَّما كَانَ معَ الأنفِ أيضاً في الفَمِ ، وفي العُنُقِ مَيَلٌ يسَمَّى ضجماً ، والنَّعْتُ أَضجَمُ وضَجْمَاءُ.

(قلت) : وضُبَيْعَةُ أَضْجَمَ : قبيلةٌ في ربيعَةَ مَعْرُوفَةٌ.

وقَلِيبٌ أضجمُ إذا كانَ في جالهَا عِوَجٌ.

وقال العَجَّاجُ يصفُ الجِرَاحاتِ : عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ شَبَّهَهَا في سَعَتِها بالآبارِ المُعْوَجَّةِ الجِيلَانِ.

ضمج : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الضَّمَجُ : هَيَجانُ الخَيْعَامَةِ وهو المَجْبُوسُ المأبُونُ ، وقد ضَمِجَ ضَمَجاً.

ويقال : ضَمَجَه إذا لَطَخَه ، وقال هِمْيَان :

أَنْعَتُ قَرْماً بالهدِيرِ عَاجِجَا

ضُبَاضِبَ الخَلْقِ وَأَى دُهَامِجَا

يُعْطِي الزِّمَامَ عَنَقاً عُمَالِجَا

كأنَّ حِنَّاءَ عليه ضَامِجَا

أي لاصقاً ، وقال ابن دريد : ضَمِجَ بالأرض إذا لصق بها.

وضَمَّجَهُ إذا لطَّخَه.

وقال أعرابي من بني تميمٍ يذكرُ دَوَابَّ الأرض ، وكان من بادية الشام :

وفي الأرض أحْنَاشٌ وسَبْعٌ وخَارِبٌ

ونَحْنُ أَسَارَى وسْطَهْم نَتَقَلَّبُ

رُتَيْلَا وطَبُّوعٌ وشِبْثَانُ ظُلْمَةٍ

وأرْقَطُ حَرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ

والضَّمْجُ من ذَوَاتِ السُّمُومِ ، والطَّبُّوعُ من جنس القُرَادِ.

جضم : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الجُضُمُ من الرِّجَالِ : الكثيرُوا الأكلِ ، وهُمُ الجَرَاضِمَة أيضاً.

أبواب الجيم والصاد

ج ص س ـ ج ص ز ـ ج ص ط ـ ج ص ت ـ ج ص ظ ـ ج ص ذ ـ ج ص ث : مهملات.

ج ص ر

صرج ، جرص [مستعملان].

صرج : قال الليث : الصَّارُوجُ : النُّورَةُ وأَخْلَاطُها التي يُصرَّجُ بها البِرَك وغيْرُها.

جرص : قال ابنُ الأنبارِيِّ : الجُراصِيَةُ : الرجُلُ العظيمُ ، وأنشد :

يَا رَبَّنَا لَا تُبْقِيَنَّ عَاصِيَه

في كلِّ يَوْمٍ هيَ لِي مُنَاصِيَه

تُسَامِرُ الحَيَّ وتُضْحِي شَاصِيَهْ

مِثْلَ الهجِينِ الأحَمِر الجُرَاصِيَهْ

ج ص ل

صلج : سَمعتُ غيرَ واحدٍ من أعرابِ قيسٍ وتميم يَقولُ للأصمِّ : أصلجُ بالجيمِ ، وفيها لُغةٌ أُخرَى لِبَنِي أسَدٍ ، ومن جَاوَرَهُمْ

٢٩٧

يقولونَ : أصلخُ بالخاءِ للأصمِّ ، وقد مَرَّ تفسِيرُه مُشبَعاً في «كِتَابِ الخَاءِ» وأمَّا الصَّلَجُ بمعنى الصَّمَمِ فهو صحيح.

وفُلَانٌ يَتَصَالجُ عَلَيْنا أيْ يَتَصَامَمُ ، ولا شك في صحته.

وقال الليث : الصُّلَّجَةُ : فِيلَجَةٌ وَاحِدٌة من القَزِّ.

والصَّولجَ : الفِضَّةُ الجَيِّدَةُ ، يُقالُ : هَذه فِضَّةٌ صَوْلَجٌ وصَولَجَةٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الصُّلُجُ : الدَّرَاهِمُ الصِّحَاحُ.

وقال غيرُه : الصَّوْلَجَانُ : عَصاً يُعطَفُ طَرَفُها يُضرَبُ بها الكُرَةُ عَلَى الدَّوابِّ ، فأما العصا التي اعوَجَّ طرُفها خِلْقَةً في شَجَرَتها فهي محِجَنٌ.

(قلت) : والصَّوْلَجَانُ والصَّوْلَجُ ، والصُّلَّجَةُ كلها معرَّبةٌ.

وقال ابنُ الأعرابي : الصَّلِيجَةُ ، والنَّسِيكَةُ ، والسَّبِيكَةُ : الفِضَّةُ المُصَفّاةُ ، ومنه أُخِذَ النُّسْكُ لأنهُ صُفِّيَ من الرِّياءِ.

ج ص ن

استُعمِلَ من وُجُوهِه : جنص ، صنج.

صنج : (ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : الصُّنُجُ : الشِّيزَةُ.

وقال غيرُه : الصَّنْجُ ذو الأوتَارِ : الذي يُلعبُ به ، واللَّاعِبُ به يُقالُ له : صَانجٌ وصَنّاجٌ وصَنّاجَةٌ.

وقال الليث : الصَّنْجُ العربيُّ : هو الذي يكون في الدُّفُوفِ ونحوه فأمَّا ذو الأوتَارِ فهو دخيلٌ معَرَّبٌ.

قال : والأُصْنُوجَةُ : الدُّوَالِقَةُ من العَجِيَن.

جنص : (أبو مالك واللَّحيانيُّ وابن الأعرابيِّ): جَنَّصَ الرَّجُلُ إذا مات.

وقال أبو عمرٍو : الجَنِيصُ : المَيِّتُ.

وقال ابنُ الأعرابي : الإجْنِيصُ : العَيُّ الفَدْمُ الذي لا يَضرُّ ولا يَنفعُ.

قال : وَجَنَّصَ بَصَرهَ إذا حَدّدَه.

(سَلمةُ عن الفراءِ): جَنَّصَ إذا هربَ من الفزعِ ، وجنّصَ : فتح عَيْنَيهِ فزعاً.

وقال أبو مالكٍ : ضَرَبه حتى جنّصَ بِسلاحهِ أي رمى به.

أخْبَرَني المُنْذِري عن الطُّوسيِّ عن الحرّاني عن ابن الأعرابي قال : التجنيصُ : تَحْدِيْدُ النظَرِ.

والإجنِيصُ من الرِّجالِ : الذي لا يَبْرَحُ موضعَهُ كسَلاً ، وهو الكَهَام الكَليلُ النوَّام : ج ص ف : مهمل.

ج ص ب : مهمل.

ج ص م

صمج : (عمرو عن أبيه) قال : الصّمَجُ : القَنَادِيلُ قال الشماخ :

٢٩٨

... بالصَّمَج الرُّوْمِيَّات وفي «نوادر الأعراب» : ليلة قَمْراءُ صَنَّاجةٌ ، وصمَّاجَة إذا كانت مُضيئةً.

قالوا : وصَنَّج فلان بفلان تصنيجاً إذا صرعه.

أبواب الجيم والسين

ج س ز : مهمل.

ج س ط

استعمل من وجوهه : [طسوج].

طسوج : لواحِدِ طَسَاسِيجِ السَّوَادِ.

وكذلك الطّسُّوجُ لمقدارٍ من الوزْنِ كقوله : فَرْبَيُون بطَسُّوج ، وكِلَاهُمَا معربٌ.

ج س د

جسد ، جدس ، سجد ، سدج ، دسج : مستعملة.

جدس : قال الليث : جَدِيسٌ : حَيٌّ من عَرَبِ عادٍ الأولى ، وهم إخْوَةُ طَسْمٍ ، وكانت مَنازِلُهُمْ اليمامَةَ ، وفيهم يَقُولُ رُؤبَةُ : بَوَارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ وروِي عن مُعَاذِ بنِ جَبَل أنه قال : «منْ كانَتْ له أرضٌ جادِسَةٌ قد عُرفتْ لهُ في الجاهِلِيَّةِ حَتى أَسْلَمَ فَهِيَ له».

قال أبو عبيد : الأرضُ الجادِسَةُ : التي لم تُعمَرْ ولم تُحْرثْ.

(أبو العباس عن ابن الأعرابي) قال : الجَوَادِسُ : البِقاعُ التي لم تُزْرَعْ قَطُّ.

(عمرٌو عن أبيه): جَدَسَ الأثرُ وطلق ، ودمَسَ ، ودَسمَ إذا دَرَسَ.

جسد : قال الله جل وعز : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) [طه : ٨٨].

قال أبو إسحاقَ : الجَسَدُ هو الذي لا يَعْقِلُ ولا يُميّزُ ، إنما معنى الجَسَدِ معنى الجُثَّة فقَطْ.

وقال في قوله جل وعز : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) [الأنبياء : ٨].

قال : جَسَدٌ واحدٌ ينبئُ عن جماعةٍ.

قال : ومعناه : وما جعلناهم جَسَداً إلا لِيَأكلوا الطعامَ ، وذلك أنهم قالوا : (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ) [الفرقان : ٧] فأُعْلِمُوا أنَّ الرُّسُلَ أجَمعِينَ يَأْكلُونَ الطّعامَ ، وأَنّهُمْ يَمُوتُونَ.

وروى أبو عُمر عن أبي العبَّاس ثعلبٍ ، وأبي العبَّاس المبَرَّدِ أنّهُمَا قالا : العَرَبُ إذا جاءَتْ بَين الكَلَامَيْنِ بجَحْدَيْنَ كان الكلامُ إِخْبَاراً ، قالا : ومعنى الآية : إنما جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطعام.

قالا : ومثلُه في الكلام : ما سمِعتُ منكَ ، وَلا أَقْبَلَ منكَ ، معناه : إنما سمِعْتُ منكَ لأقبلَ منكَ.

قالا : وإذا كان الجَحْدُ في أول الكلام كان الكلامُ مَجْحُوداً جَحْداً حقيقيّاً ، قالا : وهو كقولكَ : ما زَيْدٌ بخَارجٍ.

وقال الليثُ : الجَسَدُ : جسد الإنسان ، ولا

٢٩٩

يقال لغير الإنسان جَسَدٌ منْ خَلْقِ الأرضِ.

قال : وكُلُّ خلق لا يَأكُلُ وَلا يَشْرَبُ من نَحْوِ الملائِكةِ والجِن مما يعقل فهو جَسَدٌ.

(قلت) : جَعَل الليث قولَ الله جل وعز : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) كالملائكة وهو غلطٌ ، ومعناه الإخبَار كما قال النحويُّون : أي جَعَلنَاهُمْ جَسَداً لِيَأكلوا الطعَامَ ، وهذا يدل على أنَّ ذوي الأجساد يأكلون الطعامَ ، وأنَّ الملائكةَ رُوحانِيُّونَ لا يأكلونَ الطعامَ ، وليسوا جَسَداً.

حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا حماد بن الحسن قال حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في قول الله : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) [ص : ٣٤] ، قال الشيطان ، ونحو ذلك قال الحسن.

وقال الليث : الجَسَدُ من الدَّمَاء : ما قدْ يَبِسَ ، فهو جَسَدٌ جَاسِدٌ.

وقال الطرماح يصف سهاماً بِنِصَالِهَا :

فِرَاغٌ عَوَارِي اللّيطِ تُكْسَى ظُباتُهَا

سَبَائِبَ ، مِنْها جَاسِدٌ ونَجِيْعُ

قال الليث : فالجَسَدُ : الدمُ نفسُهُ والجاسِدُ : اليابِسُ.

وقال ابن الأعرابي : المجَاسدُ : جمعُ المجْسَد ، وهو القَميصُ الذي يلي البَدنَ.

والمجَاسِدُ : جمع مِجْسَدٍ وهو القميص المُشْبَعُ بالزعفران.

وقال الفراء : المُجسَدُ ، والمِجْسَدُ : واحدٌ وهو من أُجْسِدَ أَي أُلزِق بالجَسَد ، إلا أنَّهُمُ استَثْقَلُوا الضم فكَسرُوا المِيمَ ، كما قالوا لِلمُطْرَفِ : مِطْرَفٌ ، وللمُصْحَف : مِصْحَفٌ.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو): الجَسَدُ : الزَّعفَرَانُ ، وهو قيل لِلَّثوب : مُجْسَدٌ إذا صُبغَ بالزَّعفَرَان.

ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابي : يقال للزَّعفَرَان : الرَّيْهُقَانُ ، والجَادِي ، والجِسَادُ ، بكَسرِ الجِيمِ ، وكذلك قال ابنُ السكيت.

وقال الليث : الجِسَادُ : الزَّعْفَرَان ونحوُه من الصُّبغِ الأحمَر ، والأصفَرِ الشَّدِيدِ الصُّفْرَةِ ، وأَنشد :

جِسَادَيْنِ مِنْ لَوْنَيْنِ وَرْسٍ وعَنْدَمِ

وقال : والثَّوْبُ المُجْسَدُ هو المُشْبَعُ عُصْفُراً أو زَعْفَرَاناً.

قال : والجُسَادُ : وَجَعٌ في البطن يسمى : بجَيدقٍ.

قال : وقال الخليلُ : صوتٌ مَجَسَّدٌ أي مَرقومٌ على محنةٍ وَنَغَمَاتٍ.

سجد : (أبو عبيد عن أبي عمرو): أسْجَدَ الرجلُ إذا طَأطَأ رأسَهُ وانحَنى ، وسَجَدَ إذا وضعَ جَبهتَهَ بالأرض.

٣٠٠