تهذيب اللغة - ج ١٠

محمّد بن أحمد الأزهري

تهذيب اللغة - ج ١٠

المؤلف:

محمّد بن أحمد الأزهري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٥

وقال حُمَيد :

فُضُولَ أزمَّتهَا أَسْجَدَتْ

سُجُودَ النَّصَارَى لأرْبابِهَا

قال : وأنشدني أعرابي من بني أسد : وقُلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا يعني بعيرها أنَّه طأطَأ رأسَهُ لِتَرْكَبَهُ.

وقال ابن السكَّيتِ نحواً منه ، قال : والإسْجَادُ أيضاً : فُتُورُ الطَّرْفِ.

وقال كُثيِّرٌ :

أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّكِ عندنا

وإسْجَادَ عَيْنَيْكِ الصَّيُودَيْنِ رابحُ

(أبو عبيدٍ عن أبي عمرو): الإسْجَادُ : إدامةُ النَّظرِ مع سكونٍ.

وروى أبو العبَّاس عن ابن الأعرابي أنه قال : الإسْجَادُ بكسر الهمزة : اليَهُودُ.

وأنشد :

وَافَى بهَا لِدَرَاهِمِ الإسْجَادِ

وروى ابنُ هاني لأبي عبيدةَ أنه قال : يقال : أعْطَونا إسجاداً أي الجِزْيَةَ.

وروي بيت الأسودِ بالفتح : وَافَى بها لِدَراهِمِ الأسْجادِ وقال : عَنَى دَرَاهِمَ الجزيةِ.

وقال الليث في قولِ الله : (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨].

قال : السُّجُودُ مواضعُهُ من الجَسَدِ ، والأرض : مَسَاجِدُ ، واحدها : مَسْجَدٌ.

قال : والمَسْجِدُ : اسمٌ جامعٌ حيثُ يُسجَدُ عليه ، وفيه ، وحيثُ لا يُسجَدُ بعد أن يكون اتُّخِذَ لذلك ، فأمّا المَسْجَدُ منَ الأرض فموضعُ السُّجُودِ نفسُه.

وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال : مَسْجَدٌ بفتح الجيم : مِحْرَابُ البيوت ، ومُصَلّى الجماعاتِ : مَسْجِدٌ بكسر الجيمِ ، والمَسَاجِدُ : جَمعُهُما.

والمَسَاجِدُ أيضاً : الآرَابُ التي يُسْجَدُ عليها.

ويقال : سَجَدَ سَجْدَةً.

وما أَحسنَ سِجْدَتَهُ ، أَي : هَيْئَةَ سُجوُدِهِ.

وقال الزجاج : قيل المَسَاجِدُ : مواضعُ السُّجُودِ من الإنسانِ. الجَبْهةُ ، والأنفُ ، واليَدانِ ، والركْبَتانِ والرِّجْلانِ ، ونحو ذلك قال الفراء وقال غيْرُهما في قوله (وَأَنَ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨] : أَراد : وأنَ السُّجودَ لله ، وهو جَمعُ مَسْجِدٍ ، كقولك : ضَرَبْتُ في الأرض مَضْرَباً.

وقوله جل وعز : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ) [يوسف : ١٠٠].

قال الزّجاج : قيل : إنهُ كان من سُنَّةِ التعظيمِ في ذلك الوقتِ أن يُسجَدَ للمعظَّمِ في ذلك الوقتِ.

قال : وقيل : «خَرُّوا لَهُ سُجَّداً» أي خَرُّوا لله سُجَّداً.

(قلت) : وهذا قولُ الحَسن ، والأشبهُ

٣٠١

بظاهر الكِتاب أنهم سَجَدوا ليُوسُفَ ، دَلَّ عليه رُؤياهُ التي رآها حِين قال : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤]. فظاهِرُ التلاوةِ أنَّهم سَجدُوا ليوسُفَ تعظيماً له مِنْ غير أنْ أشْرَكُوا بالله شيئاً ، وكأنَّهُمْ لم يَكونوا نُهُوا عن السجودِ لغير الله في شريعتهم.

فَأمَّا أمة محمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد نهَاهُمُ الله عن السُّجودِ لغيرِ الله جلّ وعزّ.

وفيه وَجْهٌ آخرُ لأهلِ العَربيَّةِ ، وهو أن تُجعَلَ اللامُ في قوله : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً).

وفي قوله : (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) [يوسف : ٤] لَامَ من أَجْل المعنى : وَخَرُّوا من أَجْلِه سُجَّدا لله تَشَكُّراً لِمَا أنْعَمَ الله عليهم بيوسفَ عليه‌السلامُ ، وهذا كقولِكَ : فَعلْتُ ذلك لِعُيون الناس أَي مِن أَجْلِ عُيونهم.

وقال العجَّاجُ :

تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إذا اسْتُحِيرَا

لِلْمَاءِ في أجْوَافِها خَرِيرَا

من أجْل الجَرْعِ ، والله أعلم.

وقال الليث : السَّاجِدُ في لُغةِ طَيِّئٍ : المُنْتَصِبُ.

قلت : ولا أحفظه لغيره.

حدثنا الحسين ، عثمان بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله جل وعز : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : باب ضيق (١) ، وقال : (سُجَّداً) أي ركَّعاً.

وفي نوادر أبي عمرو : الساجد في لغة طيئ المنتصب.

وروى ابنُ هانئ لأبي عبيدةَ أنه قال : عَيْنٌ ساجدةٌ إذا كانت فاترةً ، ونَخْلَةٌ ساجدةٌ إذا أَمالها حِمْلُها.

قال لبيد : غُلبٌ سَواجِدُ لمْ يَدْخُلْ بها الحَصَرُ وكل مَن ذَلَّ وخضَعَ لمِا أُمِرَ به فقد سَجَدَ.

ومنه قول الله (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ) [النحل : ٤٨] أي خُضَّعاً متسخِّرة لما سُخِّرتْ له.

وسجود المَوَاتِ كلُّه في القرآن : طاعتُه لِمَا سُخِّرَ لَهُ.

ومنه قول الله جل وعز : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) ـ إلى قوله ـ (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) [الحج : ١٨] وليس سُجُودُ المَوَاتِ لله بأَعْجَبَ مِنْ هُبُوطِ الحِجَارَةِ من خَشْيَةِ الله ، وعلينَا التَّسْلِيمُ لله ، والإيمانُ بمَا أنْزَلَ منْ غَيْرِ تَطَلُّبِ

__________________

(١) زيادة من «اللسان» (سجد) ، وانظر : «تفسير الطبري» (١ / ٢٣٨).

٣٠٢

كَيْفِيَّةِ ذلكَ السُّجُودِ وَفِقْهِه ، لأنَّ الله جلَّ وعزَّ لمْ يُفَقّهْنَاهُ ، ونحو ذلك : تَسْبِيحُ المَوَاتِ منَ الجبالِ وغيرها من الطيورِ والدوابِّ يلزمُنَا الإيمانُ به ، والاعترافُ بقصورِ أفْهَامِنَا عَنْ فِقْهِه. كما قال الله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء : ٤٤].

سدج : قال الليث : السَّدْجُ ، والتَّسَدُّجُ : تَقَوُّلَ الأباطِيلِ وتألِيفُهَا.

وأنشد :

فِينَا أَقَاوِيلُ امْرِئٍ تَسَدَّجَا

وأخبرني المنذريُّ عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابيّ قال : السّدَّاجُ والسَّرَّاجُ ، بالدال والراء : الكَذَّابُ.

قال رؤبةُ : شَيْطَانَ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاجِ دسج : المُدْسِجُ ، لم يذكُرِ الأزهريُّ من هذا شيئاً.

وبخط غيره : المُدْسِجُ : دُوَيْبَّةٌ تَنْسِجُ كالعَنْكَبُوتِ.

ج س ت

ستج : قال الليث : الإِسْتَاجُ والإسْتِيجُ : لُغتانِ من كلام أهل العراقِ ، وهو الذي يُلَفُّ عليه الغزلُ بالأصابع لِيُنسَجَ ، تُسَمّيه العَجمُ : اسْتُوجَةً وأُسْجوتَةً.

(قلت) : وَهما مُعَرَّبَان ، والباب مهملٌ.

ج س ظ : مهمل.

ج س ذ

استعمل منه : السَّاذَجُ ، وهو مهملٌ.

ج س ث : مهمل.

ج س ر

جسر ، جرس ، سرج ، سجر ، رجس : مستعملة.

جسر : قال الليث : الجَسْرُ ، والجِسْرُ : لُغتانِ وهو القَنْطَرَةُ ونحوُه مِمَّا يُعْبَرُ عليه.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : رَجُلٌ جَسْرٌ إذا كانَ طَوِيلاً ضَخماً ، ومنهُ قيلَ للنَّاقَةِ : جَسْرَةٌ ، وقال ابنُ مُقْبِلٍ : هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ

أي ضَخْمٌ.

وقال الليث : ناقةٌ جسرةٌ إذا كانت ماضِيَةً ، قلّما يقالُ جَمَلٌ جسرٌ.

ورجلٌ جَسْرٌ : جَسيمٌ جَسُورٌ شُجاعٌ.

وإنَّ فُلاناً ليُجسِّرُ فُلاناً أيْ يُشَجِّعُهُ.

(ابن السكيت) جَسَرَ الفَحلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إذا تَرَكَ الضِّرَابَ ، قال الراعي :

تَرَى الطَّرِفَات العِيطَ مِنْ بَكَرَاتِهَا

يَرعْنَ إلَى أَلْوَاحِ أَعْيَسَ جَاسِرِ

وفي قُضَاعَةَ : جَسْرٌ مِن بَني عِمْرَانَ بنِ الحَافِ.

وفي قَيْسٍ : جَسْرٌ آخرُ ، وهوَ جَسرُ بن

٣٠٣

مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ ، وذَكَرَهُمَا الكُمَيْتُ فقال :

تَقَصَّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَوْلَنَا

قَصِيفاً كَأَنَّا مِنْ جُهَيْنَة أَوْ جَسْرِ

وَمَا جَسْرَ قَيسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أبْتَغِي

وَلكِنْ أَبَا القَيْنِ اعتدلنا إلى الجَسْرِ

وجَاريَةٌ جَسْرَة السَّوَاعِدِ أي مُمْتَلِئَتهُمَا ، وأنشد :

دَارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ

(شمرٌ) : نَاقةٌ جَسْرةٌ : مَاضِيَةٌ ، وَتَجَاسَرَ القَوْمُ في سَيْرهْمِ ، وأنشد :

بَكَرَتْ تجاسَرُ عَنْ بُطُونِ عُنَيْزَةٍ

أي تسيرُ ، وقال جرير :

وأَجْدَرُ إنْ تَجَاسَرَ ثمَّ نَادَى

بِدَعْوَى يَالَ خِنْدِفَ أنْ يُجَابَا

قال : تَجَاسَرَ : تَطَاوَلَ ، ثمَّ رَفعَ رَأَسَهُ ، وفي «النَّوادرُ» : تَجَاسَرَ فُلانٌ لِفُلانٍ بالعَصَا إذا تَحَرَّكَ لهُ بهَا.

سجر : قال الليث : السَّجْرُ : إيقَادكَ في التنُّورِ تَسْجُرُه بالوَقُودِ سَجْراً.

والسَّجُورُ : اسْمُ الحَطَبِ.

والمِسْجَرَةُ : الخَشَبَةُ التي يُسَاطُ بها السَّجُورُ في التّنُّورِ.

وقال الفراء في قول الله جل وعز : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦)) [الطور : ٦] وفي قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) [التكوير : ٦] كان عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ الله عنه يقولُ : مَسْجُورٌ بالنّارِ أَيْ مَمْلُوءٌ.

وقال الفراء : المَسْجُورُ في كلامِ العَرَبِ : المَمْلُوءُ ، وقد سَجَرْتُ الإنَاءَ وسَكَرْتُهُ إذا ملأتَهُ ، وقال لبيدٌ : مَسْجُورَةً متجاوراً أقلامُهَا وقال الفراء في قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) أي أفضَى بعْضُها إلى بَعضٍ فَصَارَ بَحْراً وَاحِداً.

وقال الربيعُ بن خَيثَمٍ : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦)) [التكوير : ٦] : فَاضَتْ وقال قَتَادَةُ : ذَهَبَ مَاؤُها.

وقال كَعْبٌ : البحر : هو جَهَنَّمُ يُسْجَرُ.

وقال الزَّجَّاجُ : قُرِئ سُجِّرَتْ ، وسُجِرَتْ ومَعنَى سُجِّرَتْ : فُجِّرتْ ، ومعنى سُجِرَتْ : مُلِئَتْ.

وقيل : جُعلت مياهُهَا نِيرَاناً بهَا يعذبُ أَهْلُ النارِ.

وقال الليث : الساجِرُ : السيلُ الذي يَملأُ كلَّ شيءٍ.

قال : والسَّجَرُ والسُّجرَةُ : حُمْرَةٌ في العَينِ في بياضهَا ، وبعضُهم يقولُ : إذا خالَطتِ الحُمرَةُ الزُّرقَةَ فهيَ أيْضاً سَجْرَاء.

(أبو عبيدٍ): المسْجُورُ : السَّاكِنُ ، والمُمْتَلِئُ مَعاً.

وقال الليثُ : المُسَجَّرُ : الشَّعرُ المرسَلُ ، وأَنشد :

٣٠٤

إذا تَثَنّى فَرْعُهَا المُسَجَّرُ

(أبو عبيد وابن السكيت): السَّجِيرُ : الصَّديقُ ، وجَمعهُ : سُجَرَاءُ.

وقال الفراءُ : المسجورُ : اللبنُ الذي ماؤهُ أكثرُ مِنْ لَبَنِه.

وقال أبو زيدٍ : المَسجُورُ يكونُ المَملُوءَ ، ويكونُ الذي ليسَ فيه شيءٌ.

ولؤْلؤَة مسجورةٌ إذا كانتْ كثيرةَ الماءِ.

وكلبٌ مَسْجُورٌ : في عنقِهِ ساجورٌ.

(سلمة عن الفراء) قال : السَّجوريُ : الأحمقُ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا حنَّت النَّاقة فطرَّبتْ في إثرِ وَلدهَا قيلَ : سَجَرتْ تسجُرُ سَجْراً.

وقال أبو زُبَيدٍ :

حَنَّتْ إلى برقٍ فقلتُ لها قِرِي

بعضَ الحَنِينِ فإنَّ سَجْرَكِ شَائِقِي

وقال أبو زيدٍ : كَتَبَ الحجاجُ إلى عاملٍ له : أنِ ابعثْ إليّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسوجَراً ، أي مُقيداً مغلُولاً.

وشَعْرٌ منسجرٌ أي مُسْتَرْسِلٌ.

ولؤلؤٌ مَسجورٌ إذا انتَثرَ منْ نِظَامِهِ ، وأنشد :

كَاللُّؤلؤ المسجورِ أُغفِلَ في

سِلْكِ النِّظَامِ فَخَانَهُ النَّظْمُ

وسَجَرتُ الماءَ في حَلقِهِ : صببتُه.

قال مُزاحِمٌ :

كمَا سَجَرتْ ذا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ

بِيُمْنَى يَدَيْهَا من قَدِيٍّ مُعَسَّلِ

القَديُ : الطيبُ الطعمِ من الشرابِ والطعامِ.

ويُقالُ : وَرَدْنَا ماءً سَاجِراً. إذا مَلأَ السيل ، وقال الشماخ :

وَأَحْمَى عليها ابْنَا يزيدَ بنِ مُسْهرٍ

بِبَطْنِ المَرَاضِ كُلَّ حِسْيٍ وسَاجِرِ

وقال أبو العبَّاسِ : اختلُفوا في السَّجَرِ في العينِ فقال بعضهم : هو الحُمرَةُ في سوادِ العينِ ، وقيل : هو البياضُ الخَفِيفُ في سوادِ العينِ ، وقيل : هي كُدرَةٌ في بَيَاضِ العينِ منْ تَرْكِ الكُحْلِ.

وقال أبو سعيدٍ : بحرٌ مسجورٌ ومَفْجُورٌ.

ويقالُ : سَجِّرْ هذا الماءَ : أي فَجِّرْهُ حيثُ تُرِيدُ.

جرس : قال الليثُ : الجرسُ : مصدرُ الصوتِ المجروسِ ، والجرسُ : الصوتُ نفسُه ، وجرستُ الكلامَ أي تَكلَّمتُ بهِ ، وجرْسُ الحَرْفِ : نغمتُهُ ، والحروفُ الثَّلاثةُ الجوفُ لا جُرُوس لهَا ، وهي الياءُ والألِفُ والواوُ ، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ.

(ابن السكيت عن الأصمعيّ) قال : الجَرْسُ ، والجِرْسُ : الصَّوْتُ.

يقالُ : قد أجرَسَ الطائرُ إذا سُمعَ صوتُ مَرِّهِ.

٣٠٥

وأَجْرَسنيِ السَّبُعُ إذا سمِعَ صَوْتِي.

وأجرَسَ الحَيُّ إذا سَمِعْتَ صَوتَ جَرْسِ شيءٍ ، وأنشد :

حَتَّى إذا أجرَسَ كلُّ طائرِ

قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحَاضِرِ

وفي الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دَخَلَ بيتَ بعضِ نسائِهِ فَسَقَتْهُ عسَلاً ، فَتَواطأتْ ثِنتانِ منْ نِسَائِهِ أن تقولَ لهُ أَيَّتُهُمَا دخَلَ عليْهَا : أأكلتَ مَغَافيرَ؟ فإنْ قال : لا قالتْ له : فَشَرِبْتَ إذن عَسَلاً جَرَسَتْ نَحْلهُ العُرْفُطَ» ، أي : أَكَلتْ ورَعَتْ.

ونَحْلٌ جَوَارِسُ : تأكُلُ ثَمَرَ الشجَرِ ، وقال أبو ذُؤيب يصفُ النحْلَ :

يَظَلُّ على الثَّمراءِ منها جَوَارس

مراضيعُ صُهْبُ الريشِ زُغبٌ رقابها

صُهْبُ الريشِ : صُفْرُ الأجنحةِ ، والمراضيعُ : التي معها أولادُها.

وقال أبو عبيد : الجَرْسُ : الأكلُ ، وقد جَرَسَ يجرِسُ.

(ابن السكيت): الجَرَسُ : الذي يُضرب.

ورُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرَسٌ».

وقال الليث : النحل تجرُسُ العَسَلَ جَرساً ، وتجرِسُ النَّورَ جَرساً ، وهو لحسُها إياه ثم تعسيلُهُ.

وأجرَسَ الحلىَ إذا صوَّت كصوت الجَرَس.

وقال العَجَّاجُ :

تَسمَعُ للحَلي إذا ما وَسْوَسَا

وارتَجَّ في أجيادِها وأجرَسَا

زَفْزَفَةَ الريحِ الحَصَادَ اليَبَسَا

ويقال : فلانٌ مَجْرَسٌ لفلان إذا كان يأنس بكلامه.

وأنشد :

أنت لي مجرُسٌ إذا

ما نبا كلُ مجرَسِ

(أبو عبيد عن الأصمعي) : رجُلٌ مجرَّسٌ منجَّذٌ إذا جرَّبَ الأمورَ وعرفها ، وقد جرَّسَتُه الأمورُ.

وأنشد :

مجرّساتٍ غرَّةَ الغَريرِ

بالرَّيمِ والرَّيمُ على المزجُورِ

(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجارُوسُ : الكثيرُ الأكلِ.

والجِرسُ : الأصلُ.

والجَرسُ ، والجِرسُ : الصَّوتُ.

(أبو سعيد): اجْتَرَسْتُ ، واجْتَرَشْتُ أي كسبتُ.

رجس : قال الله جل وعز : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ) [المائدة : ٩٠].

قال الزجاج : الرِّجسُ في اللغة : اسمٌ لكل ما استُقذِرَ من عَمَلٍ ، فبالغَ الله في ذمِّ هذه

٣٠٦

الأشياء وسمَّاها رِجْساً.

ويقال : رَجُسَ الرَّجُلُ رَجْساً ، وَرَجِسَ يَرْجَسُ إذا عَمِلَ عَمَلاً قبيحاً.

والرَّجسُ بفتح الراء : شدة الصوت ، فكأن الرِّجسَ : العملُ الذي يقبُحُ ذِكْرُهُ ويرتفعُ في القُبْحِ.

وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ : شديدُ الصوت ، وأنشد :

وكلُ رجَّاسٍ يسوقُ الرُّجَّسا

قال : وأما الرِّجزُ بالزاي فالعذاب ، أو العَمَلُ الذي يؤدي إلى العذاب.

وقال ابن السكيت : الرِّجْسُ : مَصْدَرُ صوتِ الرَّعدِ وتمخُّضُه.

قال : والرِّجسُ : الشيءُ القَذِرُ.

وقال ابن الأعرابي : المِرْجَاسُ : حَجَرٌ يُلقى في جوف البئر ليُعلَمَ بصوته قَدْرُ قَعْرِ الماء وعمقِهِ.

وقال الليث : رَجُسَ الرجل يرجُسُ رَجَاسَةً ، وإنه لَرِجْسٌ مَرْجُوسٌ.

وقال شمر : قال الفراء : يقال : هم في مَرْجُوسَةٍ من أمرهم ، وفي مَرجُوسَاء أي في التباسٍ.

وأنشد أبو الجَدَلِ الأعرابي :

نحنُ صَبَحْنَا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ

بدارِ حالٍ ليلةَ الخميسِ

قال : المَرجوسُ : الملعونُ ، وأراد مَزوَزَ بن محمد ، أخذه من الرِّجْسِ.

(أبو عبيد عن الكسائيِّ) : هم في مَرجُوسةٍ من أمرهم ، أي في اختلاط ودَوَرانٍ.

وقال الليث : بعيرٌ رجَّاسٌ ومِرجَسٌ أي شديِدُ الهَدِيرِ.

قال : والرِّجسُ في القرآن : العذابُ كالرِّجز ، وكل قَذَرٍ : رِجْسٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : مر بنا جماعةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ نَضِفُونَ وَجِرُونَ صقَّارونَ أي كُفَّارٌ.

وأرْجَسَ الرجل إذا قدَّر الماء بالمِرجَاسِ.

وقيل : الرِّجْسُ : المَأْثَمُ.

وقال ابن الكلبي في قول الله جل وعز : (فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً) [الأنعام : ١٤٥].

الرِّجس : المأثَمُ.

وقال مجاهد في قوله : (كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ) [الأنعام : ١٢٥] ، قال : ما لا خير فيه.

وقال أبو جعفر في قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) [الأحزاب : ٣٣].

قال : الرِّجس : الشك.

وقال ابن الكلبيِّ في قوله : (إِنَّمَا) (... الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ) [المائدة : ٩٠] أي مَأْثَمٌ.

سرج : قال الليث : السَّرجُ : رِحَالَةُ الدابَّةِ.

يقال : أسرَجتُه إسراجاً.

٣٠٧

ومُتَّخِذُهُ : سرَّاجٌ.

وحِرْفَتُهُ : السِّراجَةُ.

والسِّراجُ : الزَّاهِرُ الذي يَزْهَرُ بالليل.

وقد أسرَجْتُ السِّرَاجَ إسراجاً.

والمَسْرَجَةُ : التي توضع عليها المِسْرَجَةُ.

والمِسْرَجَةُ : التي توضع فيها الفتيلة.

والشَّمسُ : سِرَاجُ النهار ، والهُدى : سِرَاجُ المؤمنين.

ويقال : سرَّج الله وجهه وبهَّجَهُ أي حسَّنه : وأنشد قولَهُ : وفاحماً ومَرْسِناً مسرَّجا قال : عنى به الحُسْنَ والبهجةَ ، ولم يعنِ أنه أفطَسُ مسرَّجُ الوَسَطِ.

وقال غيره : شَبَّهَ أَنْفَهُ وامتِدَادَهُ بالسَّيْفِ السُّرَيجيِ ، وهو ضربٌ من السيوفِ التي تعرف بالسُّرَيجيَّاتِ.

وقال أبو زيد : سرَّج الله وجهه أي حسنه.

وقولُ الله : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦)) [الأحزاب : ٤٦].

وقال الزجاج : أراد بقوله : (وَسِراجاً مُنِيراً) أي وكتاباً بيِّناً.

المعنى : (أَرْسَلْناكَ شاهِداً) وذا سِرَاجٍ منير أي وذا كتاب منير : بيِّن ، وإن شِئْتَ كان سِراجاً منصوباً على معنى ، (داعِياً إِلَى اللهِ) ، وتالياً كتاباً بيِّناً.

(قلت) : وإن جعلتَ سِراجاً نعتاً للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان حسناً ، ويكون معناه هادياً كأنه سِرَاجٌ يُهتدى به في الظلم.

(أبو عبيد عن أبي زيد) : إنه لكريم السُّرجُوجَةِ ، والسِّرجيجَةِ ، أي كريم الطبيعة.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّرّاج : الكذاب ، وقد سَرَجَ أي كَذَب.

ويقال : تكلّم بكلمة فَسَرَّجَ عليها بأُسْرُوجَةٍ : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا اسَتَوتْ أخلاق القوم قيل : هُمْ على سُرجُوجَةٍ واحدة ومَرِنٍ ومَرِسٍ.

ج س ل

جلس ، سجل ، سلج : [مستعملة].

جلس : قال الليث : ناقة جَلْسٌ ، وجَمَلٌ جَلْسٌ : وَثيقٌ جَسِيمٌ : وقال غَيْرُهُ : أصله جَلزٌ فقُلِبَتْ الزايُ سِيْناً كأنه جُلِزَ جَلزاً أي فُتل حتى اكتنز واشتد أَسْرُهُ.

وقالت طائفة : يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه ، والجَلْسُ : ما ارتفع عَنِ الغَوْرِ في بلاد نَجْدٍ.

وقال ابنُ السكيت : جَلَسَ القوم إذا أَتَوْا نَجْداً وهو الجَلْسُ.

وأنشد :

٣٠٨

شِمَالَ مَنْ غَارَ به مُفْرِعاً

وعن يَمينِ الجَالسِ المُنجِدِ

وقال :

قل للفَرَزدَقِ والسُّفَاهَةُ كاسمِهَا

إن كُنتَ تَارِكَ ما أَمَرتُكَ فاجلِسِ

أي ائتِ نَجْداً.

وَجَبَلٌ جَلْسٌ إذا كان طويلاً ، وقال الهذلي :

أوفى يَظَلُّ على أقذافِ شَاهِقَةٍ

جَلسٍ يزل بها الخُطَّافُ والحَجَلُ

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : قال : الجِلْسُ بكسر الجيم : الفَدْمُ.

والجَلْسُ : البَقِيَّةُ من العسلِ تبقى في الإناء. وقال الطرماح :

وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرحِهَا

جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وُشُوعُ

ويقال : فُلانٌ جَليسِي ، وأنا جَليِسُهُ.

وهو حَسَنُ الجِلْسَةِ.

وقال الليث : الجُلَّسَانُ : دَخِيْلٌ ، وهو بالفارسية كُلَّشانُ وقال الأعشى :

لنا جُلَّسَانٌ عندها وَبَنَفْسَجٌ

وَسِيَنسَنْبرٌ والمَرزَجُوشُ مُنَمْنَمَا

سجل : (ابن السكيت): السَّجلُ : ذكَرٌ ، وهو الدلو ملآن ماءً ، ولا يقال له وهو فارغ : سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ ، وأنشد :

السَّجل والنُّطفَةُ والذَّنُوبُ

حتى ترى مَركُوَّهَا يَثُوبُ

وأنشد ابن الأعرابي :

أُرَجِّيّ نائلاً من سيب ربٍ

له نُعمى وذمَّته سِجَالُ

قال الذَّمَّة : البئر القليلة الماء.

والسَّجْلُ : الدلو الملآن ، والمعنى قليله : كثير. ورواه الأصمعي : ....... وذمته سِجَالُ أي عَهْدُهُ مُحكمٌ ، من قولك : سجَّل القاضي لفلان ماله أي استَوْثَقَ له به ، وقال أبو إسحاق في قول الله : (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [الحجر : ٧٤] ، قال الناس في (سِجِّيلٍ) أقوالاً.

وفي التفسير : أنها من : جِلٍّ وطين ، وقيل من جِلٍّ وحجارة.

وقال أهل اللغة هذا فارسيٌّ ، والعرب لا تعرف هذا ، والذي عندنا ـ والله أعلم ـ أنه إذا كان التفسير صحيحاً فهو فارسيٌّ أُعْرِبَ لأن الله قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال : (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣)) [الذاريات : ٣٣]. فقد بيَّن للعرب ما عُنِيَ بسِجِّيلٍ.

ومن كلام الفرس ما لا يُحصى مما قد أَعْرَبَتْهُ العربُ نحو : جاموسٍ ، وديباجٍ فلا أُنكر أن يكون هذا مما أُعرب.

وقال أبو عبيدة : (مِنْ سِجِّيلٍ) تأويله :

٣٠٩

كثيرة شديدة.

وقيل : إن مثل ذلك قول ابن مُقبل :

وَرَجْلَةٍ يضرِبونَ البيَضَ عن عُرُضٍ

ضَرْباً تواصَت به الأبطالُ سِجِّينا

قال : وسِجِّينٌ وسجِّيلٌ بمعنى واحد.

وقال بعضهم : سِجِّيلُ من سَجَلْتُه أي أرسلتُه ، فكأنها مُرَسَلَةٌ عليهم.

ورُوي عن محمد بن عليٍ أنه قال في قول الله جل وعز : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (٦٠)) [الرحمن : ٦٠]. قال هي مُسْجَلَةٌ للبَرِّ والفاجر.

وقوله مُسْجَلَةٌ أي مُرسَلةٌ لم يُشترطْ فيها بَرٌّ ولا فاجر.

يقول : فالإحسان إلى كلِّ أحدٍ جزاؤُه الإحسانُ ، وإن كان الذي يصطَنِعُ إليه فاجراً.

وقال أبو إسحاق : قال بعضهم : سِجِّيل من أسجَلتُ إذا أعطيتَ ، وجعله من السِّجْلِ.

وأنشد بيت اللهبيِّ :

من يُسَاجِلْنِي يُسَاجِل ماجِداً

يَمْلأُ الدِّلوَ إلى عقدِ الكَرَب

وقيل : (مِنْ سِجِّيلٍ) كقولك : من سجلٍ أي ما كُتب لهم.

وهذا القول إذا فسِّر فهو أَبْيَنُها لأن في كتاب الله دليلاً عليه.

قال الله : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩)) [المطففين : ٧ ، ٩].

وسِجِّيلٌ في معنى سِجِّينٍ ، المعنى أنها حجارةٌ مما كتب الله أنه يعذِّبهُم بها ، وهذا أحسن ما مر فيها عندي.

وقال غيره : دَلْوٌ سَجِيلَةٌ أي ضَخْمَةٌ.

وقال الراجز :

خُذها وأعطِ عَمَّكَ السَّجيله

إن لم يَكُن عَمُّك ذا حَلِيلَهْ

وفي الحديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أمر بصَبِ سَجْلٍ على بَوْل أعرابيٍّ».

والسَّجْلُ : أعظمُ ما يكون من الدِّلاءِ ، وجمعه : سِجَالٌ.

قال لبيد : يُحِيْلُونَ السِّجَالَ على السِّجَالِ والمُسَاجَلَةُ : مأخوذةٌ من السَّجْلِ.

وفي حديث أبي سفيان : «أن هِرَقْلاً سأله عن الحربِ بينه وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : «الحربُ بيننا سِجَالٌ» ، ومعناه أنا نُدالُ عليه مرةً ، ويُدَالُ علينا أخرى ، وأصله أن المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَينِ من البئر يكونُ لكلِّ واحد منهما سَجْلٌ أي دَلوٌ ملأى ماء».

وقال الليث : السَّجيلُ من الضُّروع : الطويل.

والخُصيَةُ السَّجيلةُ : المسترخيةُ الصَّفَنِ.

٣١٠

وقال الله : كَطَيِ السِّجِلِ للكتاب [الأنبياء : ١٠٠] ، وقُرئ السِّجْلِ بإسكان الجيم وتخفيف اللام ، وجاء في التفسير أن السِّجِلَ : الصحيفة التي فيها الكتاب.

وحُكي عن أبي زيد أنه روى عن بعضهم أنه قرأها : (السِّجْلِ للكتاب) بسكون الجيم.

قال : وقرأ بعض الأعراب : (السَّجْل) ... بفتح السين.

وقيل : السِّجِلُ : مَلَكٌ.

وقيل : السِّجِلُ بلغة الحَبَش : الرَّجُلُ.

وعن أبي الجوزاء : أن السِّجِلَ : كاتبٌ كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم، وتمام الكلام للكتاب.

وقال ابن شميل : ضَرْعٌ أَسْجَلُ وهو الواسع الرِّخوُ المضطَرِب الذي يَضربُ رِجْلَيها من خلفِها ، ولا يكون إلا في ضُروع الشاءِ.

وانسَجلَ الماءُ انسِجالاً إذا انصبَّ.

وقال ذو الرمة :

وأردَفَتِ الذِّراعُ لها بعينٍ

سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انسِجَالا

سلج : من أمثال العرب : «الأكل سَلَجَانٌ ، والقضاء ليّانٌ».

(أبو عبيد) : عن الكسائي : سُلِجْتُ الطعامَ سَلْجاً ، وَسَرَطْتُهُ سَرْطاً إذا ابتلعتَهُ.

وقال أبو زيد : سَلِجَ يُسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجَاناً.

وقال الليث : السُّلَّجُ : نَبَاتٌ رِخْوٌ من دقِّ الشجَرِ.

والسُّلَّجَانُ : ضَرْبٌ منه.

(أبو عبيد عن الأمويِّ) : قال : إذا أكلتِ الإبل السُّلّجَ فاستطلقت عنه بطونُها قيل : سَلَجَتْ تسلُجُ.

وقال شمر : سَلِجَت تسلُجُ عندي أجود.

قال : والسُّلّجُ من الحَمْضِ لا يزالُ أخضرَ في القيظ والربيع ، وهي خوَّارة.

(قلت) : نَبْتٌ مَنْبِتُهُ القِيْعَانُ ، وله ثَمَرٌ ، في أطرافه حِدَّة ، ويكون أخضَرَ في الربيع ثم يهيجُ فَيَصْفَرُّ ولا يُعدُّ من شجر الحَمْضِ.

وقال اللحياني يقال : تركته يتَزَلَّجُ النبيذَ ويستَلِجهُ أي يُلحُّ في شربه.

قال : وَيْستَلِجُهُ : يُدْخِلُهُ في سِلِّجَانه أي في حلقومه.

ويقال : رماه الله في سِلِّجانهِ أي في حلقومه.

قال : وقولهم : «الأخذ سَلَجَان ، والقضاء ليَّان» تأويله : تُحِبُّ أن تأخُذَ وتكرَهُ أنْ تَرُدَّ.

وقال أبو تراب قال بعض أعرابِ قَيْسٍ : سَلَجَ الفَصِيْلُ الناقةَ ومَلَجَها إذا رضعها.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): السَّلَالِيجُ : الدُّلْبُ الطوالُ.

٣١١

ويقال للسَّاجَةِ التي يُشَقُّ منها البابُ : السَّلِيجَةُ.

والسِّلَّجْنُ : الكَعْكُ ، وأنشد :

يأكلُ سِلَّجْناً بها وسُلَّجا

(قلت) : ولم أسمع السِّلَّجن لغيره ، وكأن الواجر أراد : يأكل سِلَّجْناً ، ويرعى سُلَّجا.

ج س ن

جنس ، نجس ، نسج ، سجن ، سنج.

جنس : (ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَنَسُ : جمود الماء.

وقال الليث : الجِنْسُ : كل ضَرْبٍ من الشيء ومن الناس والطير ، ومن حُدُودِ النحو والعروض والأشياء : جُمْلَةٌ ، والجميعُ : الأجناسُ.

ويقال : هذا يُجَانِسُ هذا أي يشاكله ، وفلان يُجَانِسُ البهائم ، ولا يُجَانِسُ الناس إذا لم يكن له تمييز ولا عقلٌ.

والإبل : جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ ، فإذا واليت سِناً من أسنان الإبل على حِدَةٍ فقد صنَّفتها تصنيفاً ، كأنك جعلت بنات المخاض منها صِنْفاً ، وبنات اللَّبون صنفاً ، والحِقَاقَ صنفاً ، وكذلك الجِذَاعُ ، والثَّنِيُّ ، والرُّبَعُ.

والحيوان : أَجْنَاسٌ ، فالناس : جِنْسٌ والإبل : جِنْسٌ ، والبقر : جِنْسٌ ، والشَّاءُ : جِنْسٌ.

سنج : (ثعلب عن ابن الأعرابي): السُّنْجُ : العُنَّاب.

وقال أبو عمرٍو : السِّناجُ : أثر دخان السِّراجِ في الحائط ونحو ذلك.

قال الليث ـ أبو عبيد عن الفرَّاء قال : سَنْجَةُ الميزان وصَنْجَتُهُ ، والسين أفصح.

نسج : قال الليث : النسجُ : معروف ، وعامِلُهُ : النَّسَّاج.

والريح تَنْسِجُ التراب إذا نَسَجَتِ المُورَ ، والجَولَ على رُسُومِهَا ، والريح تَنْسِجُ الماء إذا ضربت متنَهُ فانْتَسَجَتْ له طرائق كالحُبُك ، والشاعر يَنْسِجُ الشِّعر.

والكذاب يَنْسِجُ الزور.

والمِنْسَجُ : المُنْتَبِرُ من كاثبة الدابة عند منتهى منبت العرف تحت القَرَبُوس المقدم.

وناقة نُسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وَتَسِجُ في سيرها ، وهو سرعة نقلها قوائِمَهَا.

(أبو عبيد عن أبي عمرٍو) : ومِنْسَجُ الفرس بكسر الميم وفتح السين ، ونحو ذلك ، قال الأصمعي وابن شميل.

وقال شمر : قد قالوا : مَنْسِجٌ ، قال : ويقولون : مِنْسَجُ الثوب ، وَمَنْسِجُهُ حيث

٣١٢

يُنْسَجُ.

وقال شمر : سمِّيَ مِنْسَجُ الفرس لأن عصب العنق يجيء قِبَلَ الظهر ، وعصب الظهر يذهب قِبَلَ العنق فَيَنْسِجُ على الكتفين.

وقال أبو عبيد : المِنْسَجُ والحَارِكُ : ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العُنُقِ إلى مستوى الظهر.

وقال أبو زيد : المِنْسَجُ : ما بين عُرف الدابة إلى موضع اللِّبْدِ ، قال : والكاهل خلف المِنْسَجِ.

ومَنْسِجُ الثوب حيث يَنْسِجُونَهُ.

والمِنْسَجُ : الذي يُنسَجُ به.

وقال ابن شميل : النَّسُوجُ من الإبل : التي تُقدِّم جهازها إلى كاهلها لشدة سيرها.

(ثعلب عن ابن الأعرابي): النُّسُجُ : السَّجَّادات.

وفي حديث عائشة أنها ذكرت عمر فقالت : «كان والله أحوذياً نَسِيجَ وحده» ، أرادت أنه كان منقطع القرين ، وأصله أن الثوب إذا كان نفيساً لم يُنسج على منواله غيره لدقته ، وإذا لم يكن دقيقاً عُمل على منواله سدًى لعدة أثواب ، فضُرب ذلك مثلاً لكل من بوُلغَ في مدحه ، وهذا كقولك : فلان واحد عصره ، وقريع قومه.

نجس : رُوي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان إذا دخل الخلاء قال : «اللهم إني أعوذ بك من الرّجس النجس ، الخبيث المخبث».

قال أبو عبيد : زعم الفراء أنهم إذا بدأوا بالنَّجَس ، ولم يذكروا الرجس فتحوا النون والجيم ، وإذا بدأوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا النون.

وقال الليث : النَّجِسُ : الشيء القَذِرُ من الناس ومن كل شيء قذرته.

رجل نَجَسٌ ، وقوم أنجَاسٌ ، ولغة أخرى : رجل نَجَسٌ ورجلان نَجَسٌ ، ورجال نَجَسٌ ، وامرأة نجس.

قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة : ٢٨].

وقال الفراء : نَجَسٌ لا يجمع ولا يؤنث.

وقال أبو الهيثم في قوله : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة : ٢٨] أي أخباثٌ أنجاسٌ.

(الحراني عن ابن السكيت) أنه قال : إذا قالوا : رِجْسٌ نِجْسٌ كَسَروا لِمَكانِ رِجْسٍ وثنَّوا ، وجمعوا ، كما قالوا : جاء بالطِّمِّ والرِّم ، فإذا أفردوا قالوا : جاء بالطَّمِّ ففتحوا.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : من المَعَاذَات : التميمة ، والجُلْبَةُ والمُنَجَّسَةُ ، ويقال : للمُعَوِّذِ : مُنَجِّسٌ.

قال أبو العباس قلت لابن الأعرابي : المعوَّذ لم قيل له : مُنَجَّسٌ ، وهو مأخوذ من النَّجَاسَةِ؟ فقال إن للعرب أفعالاً يخالف معانيها ألفاظها.

٣١٣

يقال : فلان تنجَّس إذا فعل فعلاً يخرج به من النَّجاسة.

كما قيل : يتأثم ، ويتحرَّج ويتحنَّث إذا فعل فعلاً يخرج به من الإثم والحرج والحنث.

وقال الليث : المنجَّس : الذي يُعلَّق عليه عظام أو خِرَقٌ.

ويقال للمعوِّذ : مُنَجِّسٌ ، وأنشد :

وجَارِيَةٍ مَلبُوبَةٍ ومُنَجِّسٍ

وطَارِقَةٍ في طَرقِهَا لم تُشدِّدِ

يصف أهل الجاهلية أنهم كانوا بين كاهن ومُنَجِّسٍ.

وقال غيره : كان أهل الجاهلية يعلِّقون على الصّبيّ ، ومن يُخافُ عليه عيونُ الجِنِّ الأقذار من خِرَقِ المحيض.

ويقولون : الجِنُّ لا تقرُبُهَا ، ثم قيل لِلمُعَوِّذِ : مُنَجِّسٌ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا كان داء لا يُبرأ منه فهو نَاجِسُ ونَجيسٌ ، وعُقَامٌ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : النُّجُسُ : المُعوِّذون ، والجُنُسُ : المياه الجامدة.

[سجن] : قال الله جل وعز : (رَبِ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف : ٣٣].

قال الفراء : وقرئ (السَّجْنُ) فمن كسر السين فهو المَحْبِس ، وهو اسم ، ومن فتح السين فهو مصدر سَجَنْتُهُ سَجْناً.

وفي الحديث : «ما شيء أحقَّ بطول سَجْنٍ من اللسان».

وقول ابن مقبل : ضرباً تواصَتْ به الأبطالُ سِجِّينا قال الأصمعي : السِّجِّين من النخل : السِّلتِينُ بلغة أهل البحرين.

يقال : سَجِّنْ جِذْعَكَ هذا إذا أردت أن تجعله سِلتِيناً.

والعرب تقول : سِجِّينٌ مكان سِلتين ، وسِلِتينٌ ليس بعربيٍّ.

وقال أبو عمرٍو : السجين : الشديد.

وقال غيره : هو فِعّيل من السَّجن كأنه يُثبت من وقع به فلا يبرح مكانه.

ورواه ابن الأعرابي : سِخّيناً أي سخناً يعني الضرب.

ورواه ابن المنخَّل عن المؤرِّج قال : سِجّيل وسِجّينٌ : دائم في قول ابن مقبل.

ج س ف

جفس ، سجف ، فجس ، فسج : مستعملة.

جفس : (أبو عبيد عن الأصمعي) : إذا اتخم الرَّجُلُ قيل : جَفِسَ الرجل جَفَساً ، فهو جَفِسٌ.

وفي «النوادر» : فلانٌ جِفْسٌ ، وجَفِسٌ ، أي ضَخْمٌ جَافٍ.

سجف : قال الليث : السِّجفَانِ : سترا باب الحَجَلَةِ ، وكل باب يَسْتُرُهُ سِتْرانِ مَشْقُوقٌ

٣١٤

بينهما فكل شقٍّ منهما : سَجْفٌ ، وكذلك : سِجْفَا الخِبَاءِ.

والسَّجْفُ والتَّسْجيفُ : إرخاء السِّجَفين.

(أبو عبيد عن الأصمعي): السِّجفانِ : اللذان على الباب.

يقال منه : بيت مُسَجَّفٌ.

وقال الفرزدق : رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجَالُ المسجَّفُ فجس : قال الليث : الفَجْسُ ، والتّفَجُّسُ : عظمة وتطاول ، وأنشد :

عَسْرَاءُ حين تَرَدّى من تَفَجُّسِهَا

وفي كِوَارَتِها من بَغْيِهَا مَيَلُ

(أبو عبيد عن أبي زيد): فَجَسَ يَفْجُسُ فَجْساً ، وتفجَّسَ تَفَجُّساً ، وهو التّكَبُّرُ.

وقال ابن الأعرابي : أفجَسَ الرجُلُ إذا افتخر بالبَاطِلِ.

فسج : (أبو عبيد عن الأصمعي): الفَاسِجُ والفَاثِجُ : العظيمة من الإبل.

قال : وبعض العرب يقول : هما الحامل ، وأنشد :

تخدي بنا كل خنوف فَاسِجِ

وقال النضر : الفَاسِجُ : التي حَمَلَتْ فزمَّت بأنفها واستكبرت.

وقال أبو عمرٍو : هي السريعة الشَّابَّةُ.

وقال الليث : هي التي أعجَلَهَا الفَحْلُ فَضَرَبَها قبل وقت المَضْرِبِ ، وقد فَسَجَتْ فُسُوجاً.

ويقال في الشاء ، وهو في النُّوق أعرفُ عند العرب.

ج س ب

جبس ، سبج ، بجس : مستعملة.

جبس : قال الليث : الجِبْسُ : الرَّدِيُّ الدَّنيُّ الجبان.

قال الراجز : خِمْسٌ إذا سار به الجِبْسُ بكى ويقال الجبس : ولد زِنْيَةٍ.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) قال : المَجْبُوس والجَبيسُ : نعت سَوءٍ للرجل المَأْبُون.

قال : والجِبْسُ : الجَامِدُ من كل شيء.

والجِبْسُ : الثقيلُ البَدَنِ ، الثقيلُ الروح الفَاسِقُ.

(أبو عبيد): تَجَبَّسَ في مَشيهِ تجبُّساً إذا تَبَخْتَرَ.

قال عمر بن لجأٍ :

تمشي إلى رِوَاءِ عَاطِنَاتِهَا

تَجَبُّسَ العَانِسِ في رَيْطَاتِهَا

سبج : (أبو عبيد عن الفراء) قال : السُّبجة ، والسَّبيجةُ : كساء أسود.

وقال الليث : السُّبْجَةُ : ثوب يلبسه الطَّيَّانُونَ له جيب ، ولا يَدَانِ له ، ولا فرجان.

٣١٥

ورُبَّما تَسَبَّجَ الإنسانُ بِكِسَاءٍ تَسَبُّجاً.

قال العجاج : كالحَبَشِيِّ التفَّ أو تسبَّجا وقال ابن السكيت : السَّبيج : بقيرة ، وأصله بالفارسية : شَبي (١).

وفي حديث قَيْلَةُ أنها حملت بنت أخيها وعليها سُبَيِّجٌ من صوف ، أرادت تصغير السَّبيجِ ، وهو معرَّب.

وقال الليث : السَّبيجِيُ ، والجميع : السَّبابِجَةُ : قوم ذوو جلد من السِّند ، يكونون مع استيام السفينة البحرية ، وهو رأس الملَّاحين.

والسَّبَجُ : خَرَزٌ أسوَدُ ، وهو معرب ، أصله : سَبَه.

(أخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء). أنه أنشده :

إنَّ سُلَيمَى وَاضِحٌ أبدانُها

ليِّنة الأطرَافِ من تحت السَّبَجْ

قال : السَّبَجُ من القميص : لَبِنَتُهُ ودَخارِيصُهُ.

بجس : قال الليث : البَجْس : انشقاقٌ في قِربةٍ أو حجر أو أرض ينبُعُ منه الماء فإن لم ينبع فليس بانبجاس.

وأنشد :

وكيف غربى دالح تبجَّسا

قال الله : (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) [الأعراف : ١٦٠].

والسَّحابُ يتبجَّسُ بالمَطَر.

والانبِجَاسُ عامٌّ ، والنُّبُوعُ للعين خاصة.

وبَجْسَةُ اسم عَيْنٍ.

ج س م

جسم ، جمس ، سجم ، سمج ، مجس : مستعملة.

جسم : قال الليث : الجِسمُ يَجْمَعُ البَدَنَ وأعضاءَهُ من الناس والإبلِ والدَّوابِّ ونحو ذلك مما عَظُمَ من الخَلق الجسيم.

والفِعلُ : جَسُمَ يَجْسُمُ جَسَامَةً.

ويقال : جُسَامٌ وجَسِيمٌ بمعنى واحد.

وأنشد :

أنعتُ عَيْراً سَهْوَقاً جُسَاما

قال : والجُسْمَانُ : جسِمُ الرجُل ، يقال : إنه لَنَحيفُ الجُسمَانِ.

وقال غيره : جُسْمَانُ الرَّجُلِ ، وجُثْمَانُهُ : واحد.

وَرَجُلٌ جُسْمَانِيٌ وجُثْمَانِيٌ إذا كان ضخم الجثة.

(أبو عبيدة): تَجَسَّمتُ فلاناً من بين القوم أي اخترته.

وأنشد :

__________________

(١) وهو القميص ، كما في «اللسان» (سبج).

٣١٦

تَجَسَّمَهُ من بينهنِّ بمُرهَفٍ

به جالِبٌ فوق الرِّصافِ عَليلُ

المُرهَفُ : النّصلُ الرَّقيقُ ، والجالِبُ : الذي علته كالجُلبَة مِن الدَّمِ.

(ابن السكيت): تَجَسَّمتُ الأمر إذا ركبت أجسَمَهُ ومُعظَمَهُ ونحو ذلك. قال أبو سعيد ثعلب عن ابن الأعرابي : الجُسُمُ : الأمُورُ العِظَامُ.

قال : والجُسُمُ : الرِّجَالَ العقلاء.

جمس : قال الليث : الجَامُوسُ : دَخِيلٌ ، ويُجمَعُ جَوَامِيسَ ، تُسَمِّيهِ الفرسُ : كاوميش.

وَجَمَسَ الماءُ إذا جَمُدَ ، وسُئل ابن عمر عن فأرة وقعت في سمن فقال : إن كان جامساً ألقي ما حوله عنه وأكل وإن كان مائعاً أريق كُلُّهُ ، أراد أن السَّمْنَ إن كان جامداً أُخذ منه ما لَصِقَ الفأر به فرُمي ، وكان باقيه طاهراً ، وإن كان ذائباً حين مات فيه نَجِسَ كُلُّهُ.

(أبو عبيد عن الأصمعي) : يقال للرُّطَبَةِ إذا دَخَلَهَا كُلَّها الإرطَابُ وهي صُلبَةٌ لم تنهضم بعد فهي جُمْسَةٌ ، وجمعها : جُمْسٌ.

قال أبو عبيد : وقال الأموي : هي الجَمَامِيسٌ للِكَمْأة.

سجم : قال الليث : سَجَمَتِ العَينُ تَسْجُمُ سُجُوماً ، وهو قَطَرَانُ الدَّمعِ وسَيْلُهُ ، قَلَّ أو كَثُرَ ، وكذلك السَّاجِمُ من المَطَرِ ، وتقول العرب : دَمْعٌ سَاجِمٌ ، وقد سَجَمَ سُجُوماً ، ودَمعٌ مَسجُومٌ : سَجَمَتْهُ العين سَجْماً ، وأما قول الهُذَليِّ :

حتى أتيح له رَامٍ بِمُحدَلةٍ

جَشءٍ وبِيضٍ نَوَاحِيهنَ كالسَّجَمِ

فإنّ السَّجَمَ هاهنا : ماءُ السَّمَاءِ ، شَبَّهَ النِّصَال في بَيَاضِهَا به.

وقيل السّجَمُ : نَبتٌ له وَرَقٌ مُؤَلّلُ الأطراف.

ويقال : انسَجَمَ الدَّمعُ والماء فهو مُنْسَجِمٌ إذا انصَبّ ، وسَجّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسجِيماً ، وتَسْجاماً إذا صَبَّته ، قال : .... دائماً تَسْجامُهَا

سمج : قال الليث : سَمُجَ الشيء يَسْمُجُ سَمَاجَةً ، فهو سَمِجٌ إذا لم يكن فيه مَلَاحَةٌ.

وقال اللحياني : هو سَمِيجٌ لَمِيجٌ ، وسَمِجٌ لَمِجٌ.

وقد سَمَّجَهُ تَسْمِيجاً إذا جعله سَمِجاً.

مجس : في الحديث : «كل مولودٍ يولدُ على الفِطرَةِ حتى يكون أَبَواهُ يهوِّدانِهِ ويمجِّسَانِهِ» معناه أنَّهُما يعلِّمانه دين المجوسِيَّةِ.

المَجُوسُ : جَمْعُ المَجُوسِيّ ، وهو معرب ، أصله : مِنْج قُوش ، وكان رجلاً صغير

٣١٧

الأذنين ، كان أول من دان بدين المَجُوسِ ، ودعا الناس إليه ، فعرَّبته العرب. فقالت : مَجُوسٌ ، ونزل القرآن به والعرب ربما تركت صرف مَجُوس إذا شُبّه بقبيلة من القبائل ، وذلك أنه اجتمع فيه العجمة والتأنيث.

ومنه قوله : كَنَارِ مَجُوس تَستَعِرُ اسْتِعَارا وقد تمجَّس الرَّجُلُ ، وَمَجَّسَ غَيْرَه.

أبواب الجيم والزاي

ج ز ط ـ ج ز د ـ ج ز ت ـ ج ز ظ ـ ج ز ث : مهملات.

ج ز ر

جزر ، جرز ، زجر ، زرج ، رجز : مستعملة.

زجر : قال الليث : زَجَرْتُ البعيرَ حتى ثارَ ومضى أزجُرُهُ زَجْراً ، وزَجَرْتُ فلاناً عن السُّوء فانزَجَرَ ، وهو كالرَّدع للإنسان ، وأما للبعير فهو كالحَثِّ بلفظٍ يكون زجْراً له.

قال الزجاج : الزَّجْرُ : النهي ، والزَّجْرُ للطير وغيرها : التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِهَا ، أو التَّشَاؤُمُ بِبِرُوحِهَا وإنما سُمِّي الكاهنُ زاجراً لأنه إذا رأى ما يظن أنه يتشاءم به زَجَرَ بالنهي عن المضي في تلك الحاجة برفع صوتٍ وشدة ، وكذلك الزجرُ للإبل ، والدواب ، والسباع.

ويقال : زَجَرْتُهُ ، وازدَجَرْتُهُ.

قال الله تعالى : (وَازْدُجِرَ (٩) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر : ٩ ، ١٠].

وقد يوضع الإزدجار موضع الإنزِجَار فيكونُ لازماً.

وازْدَجَرَ كان في الأصل ازتجر فقُلبت التاء دالاً لقرب مَخْرَجَيْهما ، واخْتِيَرت الدال لأنها أليق بالزاي من التاء.

وقال الليث : الزَّجرُ : أن يَزْجُرَ طائراً أو ظبياً سَانِحاً أو بَارِحاً فَيَتَطَيَّرَ منه ، وقد نُهي عن الطِّيَرَةِ.

(قلت) : وزَجْرُ البعير أن يقول له حَوْب ، وللناقة : حَلْ ، وأمَّا البغل فَزَجْرُهُ : عَدَسْ مجزومٌ ، ويُزْجَرُ السَّبُعُ فيقال له : هَجْ هَجْ ، وَجَهْ جَهْ ، وجَاه جَاه.

وقال الليث : الزَّجْرُ : ضربٌ من السَّمَكِ عِظامٌ ، والجميع : الزُّجُورُ.

وقال ابن الأعرابي : يقال للناقة العَلُوقِ : زَجُورٌ.

قال الأخطل : والحرب لاقِحَةٌ لَهُنَ زَجُورُ وهي التي تَرأَمُ بأنفها وتمنَعْ درَّها.

جزر : قال الليث : الجَزْرُ مجزُومٌ : انقطاعُ المد.

٣١٨

يقال : مَدَّ البَحْرُ أو النهر في كثرة الماء ، وفي الانقطاع : جَزَرَ جَزْراً ، وهما يَجْزُرَان.

والجَزِيْرَةُ : أرضٌ في البَحْرِ يَنْفَرِجُ عنها ماء البحر فتبدو ، وكذلك الأرض التي لا يعلوها السيل ، ويُحْدِقُ بها فهي جَزِيْرَةٌ.

والجَزِيْرَةُ أيضاً : كُورةٌ تُتَاخِمُ كُوَرَ الشَّامِ وحُدُوَدَهَا.

والجَزِيرَة بالبَصْرَةِ : أرض نَخْلٍ بين البصرة والأبُلَّة ، خُصَّت بهذا الاسم.

وجزيرة العرب : مَجَالها ، سُمِّيت جزيرة لأن البحرين بحرَ فَارِس ، وبَحْرَ السُّودان أحاطا بجانِبَيْها ، وأحاط بالجانب الشَّمالي : دجلةُ والفراتُ ، وهي أرض العرب ومَعدِنُها.

(أبو عبيد عن الأصمعي) قال : جزيرة العرب : ما بين عَدَنِ أبيَنَ إلى أطراف الشام في الطول وأما العرض فمن جُدَّة وما والاها من شط البحر إلى ريف العراق.

وقال أبو عبيدة : هي ما بين حَفَرِ أبي موسى إلى أقصى تِهَامَةَ في الطول. وأما العرض فما بين رمل يَبْرِينَ إلى منقطع السَّمَاوَةِ.

وقال الليث : الجَزْرُ : نَحْرُ الجزَّار الجَزُورَ ، والفعل : جَزَرَ يَجْزُرُ.

والجُزَارَةُ : حق الجَزَّارِ.

وتُسَمَّى قَوَائِمُ البعير ورأسُهُ جُزَارَةً ، لأنها كانت لا تُقسَّم في المَيْسِرِ وتُعطى الجزَّار.

وقال ذو الرمة :

شَخْتُ الجُزَارَةُ مثل البيت سَائِرُهُ

من المُسُوح خِدَبٌّ شَوقَبٌ خَشِبُ

وقال الليث : الجَزُورُ إذا أُفْرِدَ أُنّثَ ، لأن أكثر ما يَنْحَرُونَ النُّوقَ.

وقد اجتَزَرَ القومُ جَزُوراً إذا جُزِرَ لهم.

وأجزرتُ فُلاناً جَزُوراً إذا جعلتها له ، قال : والجَزَرُ : كل شيء مباح للذبح ، والواحدة : جَزَرَةٌ وإذا قُلتَ : أعطيتُه جَزَرَةً فهي شاةٌ ، ذكراً كان أو أنثى ، لأن الشاة ليست إلا للذبح خاصة ، ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقةِ والجَملِ لأنهما لسائر العَمَل.

ويقالُ : صارَ القومُ جزَراً لعدوهِمْ إذا قتِلُوا.

وقال ابنُ السكيت : يقالُ أجزرتهُ شاةً إذا دفعتَ إليه شاةً يذبحُهَا ، نعجةً أو كبشاً أو عنزاً ، وهي الجَزَرَةُ إذا كانت سَمِينَةً ، والجميع : جَزَرٌ ، ولا تكون الجَزَرَةُ إلَّا مِن الغَنَمِ ، ولا يقالُ : أجزرتُه ناقَةً.

(أبو عبيد عن الفراء) : هُوَ الجِزَرُ ، والجزرُ للذي يُؤْكَلُ ، ولا يقالُ في الشاةِ إلا الجَزَرُ.

وقال الليثُ : الجَزيرُ بلُغَة أهلِ السوادِ : رجلٌ يختارهُ أهلُ القريةِ لِمَا ينُوبهُمْ من نفقاتِ مَنْ يَنزلُ بهمْ من قِبَلِ السلطانِ ،

٣١٩

وأنشد :

إذَا مَا رَأَونَا قَلَّسُوا مِنْ مَهَابَةٍ

ويَسْعَى عَلَيْنَا بِالطَّعَامِ جَزِيرُهَا

(أبو عبيد عن اليزيدي): أجزرَ القومُ ، من الجزَار ، والجَزَار ، وهُوَ وَقْتُ صِرَامِ النَّخْلِ ، مِثْلُ الجَزَازِ.

يقالُ : جَزروا نخلهمْ إذَا صرموهُ ، وأجزرَ النخلُ إذا حانَ صرامُهُ.

ويقال أجزرَ الرجُلُ إذا أسَنَّ ودَنَا فناؤهُ كما يُجْزِرُ النخلُ إذا أتى صِرامُه.

ويقال : جزرتُ العسلَ إذا شُرْتَهُ واستخرجتَهُ من خليَّتِهِ.

وتوعَّدَ الحجاجُ بنُ يوسفَ أنسَ بنَ مالكٍ فقالَ : «لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضرَبِ» أي لأستأصلنَّكَ ، والعَسَلُ يُسَمَّى ضَرَباً إذا غلُظَ ، وإذا استضرَبَ : سَهُلَ اشتيارُه عَلَى العاسِلِ لأنَّهُ إذا رَقَّ سالَ.

وفي حديث عمر «اتَّقُوا هذه المَجَازِرَ فَإنَّ لَهَا ضراوةً كضراوةِ الخمرِ» أرادَ بالمجازرِ : مواضِعَ الجزَّارينَ التي تُنحَرُ فيها الإبلُ وتُذبحُ البَقَرُ ، ويُباعُ لُحْمَانُها ، وواحدُ المجازِرِ : مَجْزَرَةٌ ومَجْزِرَةٌ ، وإنَّمَا نَهاهُمْ عُمر عن المجازر لأنه كَرِهَ لهم إدمانَ أَكْلِ اللحُومِ وجَعَلَ لها ضَراوَة الخَمْرِ أي عادةً كعادتِها لأنَّ مَنِ اعتادَ أكلَ اللحومِ أسرفَ في النفقةِ ، فجعلَ العادةَ في أكلِ اللحمِ كالعادةِ في شربِ الخمرِ لمِا في الدوَامِ عليهِما منْ صَرْفِ النَّفَقةِ والفَسادِ.

ويقال : ضري فلان في الصيد وفي أكل اللحم إذا اعتادَه ضَراوة.

(أبو عبيد عن الأحمر): جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُهُ ويَجْزُرُهُ إذا صرمه ويَحْزِرُهُ ، ويَحْزُرُهُ إذا خَرَصَهُ.

قال : وأجزَرَ القوم ، من الجَزُورِ.

وقال الكسائي : أجْزَرَ النخل وأصْرَمَ وأجدَّ بمعنى واحد.

زرج : قال الليث الزَّرجُ في بعض : جَلَبَةُ الخيل وأصواتُها.

(قلت) : لا أعرف الزَّرْجَ ، ولا أدري ما هو.

(أبو عبيد عن الأصمعي): الزَّرَجُونُ : الخمرُ.

ويقال : شَجَرُها.

(شمر) : قال ابن شميل : الزَّرَجُونُ : شَجَرُ العِنَب ، كل شجرة : زَرَجُونَةٌ.

قال شمر : أُراها فارسية معرَّبة ذَرْدَقُونَ.

قال : وليست بمعروفة في أسماء الخمر.

وقال غيره : زَرْكُون فصُيِّرتِ الكافُ جيماً ، يريدون لونَ الذهبِ.

وقال الليث : الزَّرَجُونُ بلغة أهل الطائف وأهل الغَوْرِ : قُضْبانُ الكَرْمِ.

وأنشد :

٣٢٠