شرح الكافية الشّافية - ج ٢

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٦٧٨
الجزء ١ الجزء ٢

وإن كانت أصوله أربعة رد إلى «فعيعل».

وإن كانت الأصول ثلاثة والمسمى مؤنث لحقت التاء.

فيقال فى «أسود» : «سويد».

وفى «حامد» و «حمدان» و «حمّاد» و «محمود» و «أحمد» : «حميد».

ويقال فى «قرطاس» و «عصفور» : «قريطيس» و «عصيفير».

ويقال فى «سوداء» و «حبلى» : «سويدة» و «حبيلة».

وحكى سيبويه (١) فى تصغير «إبراهيم» و «إسماعيل» : «بريها» و «سميعا» بحذف الهمزة منهما ، والألف والياء ، وبحذف ميم «إبراهيم» ولام «إسماعيل» ، ولا يقاس عليهما.

__________________

(١) الكتاب (٣ / ٤٧٦).

٣٠١

باب النسب

(ص)

ياء مشدّد تزاد فى النّسب

من بعد كسر آخر الّذى انتسب

ك (مذحجى) فى (فتى من مذحج)

و (منبجى) فى امرئ من (منبج)

وشبه ذا اليا رابعا فصاعدا

تحذف حتما حيث كان زائدا

كذا افعلن بمشبه (المرمى)

والقلب قد يأت كـ (مرموى)

وتاء تأنيث من المنسوب له

تحذف كـ (المكّى) فادر الأمثله

وعلمى سلامة وتثنيه

أو كهما ناسبا الزم تنحيه

وما كـ (غسلين) و (عمران) جرى

فانسب إليه أبدا موفّرا

وألف المقصور ثالثا جعل

واوا كنحو : (الفتوى) فامتثل

واحذفه حتما إن يجاوز أربعه

كذا إذا به تتمّ الأربعه

وهو لتأنيث وما تضمّنه

فى العين منه فتحة مبيّنه

وألف السّاكن عينا تنقلب

ك (حبلوى) وسقوطها انتخب

وقد يمدّ ثالث منه وفى

(مرمى) وشبهه انقلاب اقتفى

والحذف نزر وك (مرمى) يجعل

(أرطى) وما ضاهاه ، هذا الأمثل

والقلب فى نحو : (المعلّى) جوّزا

يونس والحذف لغيره اعتزى

وحذف يا المنقوص لازم إذا

جاوز أربعا كفاعل (اغتذى)

واختير حذف رابع و (القاضوى)

وشبهه نزر ومنه (الحانوى)

وك (الفتى) فى نسب نحو : (الشّجى)

فعينه افتح وبواو بعد جى

و (فعلى) فى (فعيلة) التزم

و (فعلى) فى (فعيلة) حتم

وك (العميرى) وك (الرّدينى)

شذّا كما قد شذّ غير ذين

وفى (فعيل) و (فعيل) (فعلى)

و (فعلى) نزرا كـ (الهذلى)

وذان لاعتلال لام وجبا

فى العار من تاء وما التّا صحبا

ك (عدوى) (ضروى) (قصوى)

كذاك فى (طهيّة) قل (طهوى)

وانسب (طويليّا) إلى (طويله)

وانسب (جليليّا) إلى (جليله)

و (الطّولى) منعوا و (الجللى)

لثقل يستلزمانه جلى

٣٠٢

و (فعليّا) فى (فعولة) اعتقد

عمرو ، محمّد (فعوليّا) عضد

وب (فعولى) إلى (فعول)

قد نسبا كقولهم (سلولى)

[و (فعلى) قيل ـ أيضا ـ فى (فعل)](١)

و (فعل) و (فعل) نحو : (الدّئل)

و (صعقى) شذّ فى (بنى الصّعق)

والأصل فيه (صعقى) و (صعق)

وافتح أو اكسر عين نحو : (تغلبا)

والكسر فى (علبطى) وجبا

والياء قبل ما لنسبة كسر

إن كان ذا شدّ وكسر اختصر

كقولهم فى (طيّب) (طيبى)

والأصل فى (طائى) (الطّيئى)

وفتح يا (هبيّخ) محصّن

وفى (مهيّيم) عن الحذف غنوا

ونحو (طى) فتح ثانيه يجب

وإن يكن واوا فصحّحها تصب

فـ (طووى) قيل فى (طى) وفى

(حى) بناء (حيوى) اقتفى

ونحو : (حيّى) (أميّى) ورد

وقيل فيه : نادر وما اطّرد

والسّاكن العين الثّلاثى إن أعلّ

لاما فذو التّا منه كالعارى جعل

ويونس يجعل ذا التّا كـ (الفتى)

والنّقل معضود به ما أثبتا

لكنّه عندى واه رأيا

بجعله ذا الواو مثل ذى اليا

وهمزة الممدود أعط فى النّسب

ما كان فى تثنية لها انتسب

من غير ما شذوذه تبيّنا

نحو (كسايين) وذا اجتنب هنا

فى (الماء) و (الشّا) واوا الهمز قلب

ومن يصحّحه مسمّيا يصب

وقال راجز شفت أبياته

(لا ينفع الشّاوى فيها شاته)

وب (السّقائى) أو (السّقاوى)

إلى (السّقاية) اعز و (الشّقاوى)

قل فى (شقاوة) ويا أو همزا

أو واوا (اية) حوت إذ تعزى

وقس نظائرا فك (السّقايه)

يجعل (حولايا) كذا (درحايه)

و (ثاية) و (طاية) و (غايه)

و (راية) جميعها كـ (آيه)

وك (الشّقاوة) اجعل (العلاوه)

وانسب (طلاوى) إلى (طلاوه)

وانسب إلى صدر الّذى قد ركّبا

تركيب مزج نحو (معد يكربا)

وصدر جملة له ـ أيضا ـ نسب

وشذّ (كنتى) فمثله اجتنب

__________________

(١) فى أ : وفتح عين الزمن فى فعل.

٣٠٣

واقصر على السّماع نحو (عبشمى)

و (عبقسى) وكذاك (الحضرمى)

وإن يكن كنية المضاف أو

عرّف بالثّانى فللثّانى عزوا

وفى سوى ذين انسبن للأوّل

إن لم يخف لبس كـ (عبد الأشهل)

فـ (الأشهلى) فيه شائع وفى

(عبد مناف) : (المنافى) اقتفى

واجبر بردّ اللّام ما منه حذف

جوازا ان لم يك ردّه ألف

فى جمعه مصحّحا أو تثنيه

وحقّ مجبور بذين التّوفيه

فـ (أبوى) (عضوى) حتما

فى (الأب) و (العضة) للّذ قدّما

ومن يقل (يدان) قال (يدوى)

مع (يدى) وليفه بـ (اليدوى)

ملتزما ذو (اليديين) وك (أب)

(شاة) ونحوها فجبرها وجب

و (ابنيّا) اذكر فى (ابن) او قل (بنوى)

وقس وفى (ذات) و (ذى) قل (ذووى)

مع (مرئى) (امرئى) قد نمى

و (بنوى) و (ابنمى) فى (ابنم)

وب (أخ) (أختا) ، وب (ابن) (بنتا)

ألحق ويونس أبى حذف التّا

وقال فى (كلتا) ـ اسما ـ (الكلتى)

و (الكلوى) عندنا المرضىّ

و (ذيت) فيه علما قل (ذيوى)

إلزامهم يونس (ذيتيّا) روى

و (الفموى) و (الفمى) انسب لـ (فم)

كذاك (فو محمّد) وهو علم

وضاعف الثّانى من ثنائى

ثانيه ذو لين كمثل (اللّائى)

فى (لا) ، كذا (لو) فيه (لوّى) قبل

لأنّه كـ (الدّوّ) صار ، إذ نقل

وشرط جبر عادم الفا كـ (صفه)

إعلال لامه فكن ذا معرفه

ولا تحد عن فتح عين ما جبر

والرّدّ للأصل سعيد يعتبر

وفى (رب) اسما سكّن ان جبرتا

فذا أبو بشر به قد أفتى

والواحد اذكر ناسبا للجمع

ك (الأفرعى) المعتزى لـ (الفرع)

وانسب لجمع علما أو كالعلم

أو جمع ما الإهمال فيه ملتزم

وانسب إلى اسم الجمع والجنس بلا

قيد كـ (رهط) و (أنام) و (ملا)

وألف (الشّآم) و (اليمانى)

جاء معوّضا من اليا الثّانى

وبعضهم يشدّد اليا ناسبا

إلى الخفيف اليا فع المذاهبا

وألحقوا مبالغين يا النّسب

ووحدة به أبانت العرب

وزيد لازما كيا (الحوارى)

وعارضا كالياء من (دوّارى)

٣٠٤

وغالبا يغنى بنا (فعّال)

عن يا فى الاحتراف كـ (البقّال)

و (فاعل) لصاحب الشّىء عهد

ومثله (فعّال) ـ أيضا ـ قد يرد

و (فعل) يغنى عن اليا كـ (طعم)

و (نهر) وفيه قدما قد نظم

(لست بليلى ولكنّى نهر

لا أدلج اللّيل ، ولكن أبتكر)

و (البتّ) و (العطر) بياء وصلا

وفيهما (فعّال) ـ أيضا ـ نقلا

وكلّ منسوب مخالف لما

قرّرته فبشذوذه احكما

من ذلك (الإمسى) و (الدّهرى)

و (المروزى) وكذا (الخرسى)

كذا (خراسى) مع (السّهلى)

مع (خرفى) ثمّت (الخرفى)

كذا (جلولى) و (صنعانى)

ثم (حرورى) و (بهرانى)

و (حبلى) (جذمى) (علوى)

و (حمضى) (أفقى) (شتوى)

ومع (بحرانى) (الطّهوى)

و (عبدى) ثمّت (الطّهوى)

ومع (زبانى) (عداوى) ندر

و (أمويّا) (بدويّا) لا تذر

وهكذا (الإبل الطّلاحيّات)

فتحا وكسرا و (العضاهيّات)

وزائدا (فعلان) قبل يا النّسب

زيدا مبينى عظم الّذى انتسب

ك (رقبانى) و (جمّانى)

و (شعرانى) و (لحيانى)

وب (فعالىّ) يدلّون على

ذا كـ (الرّؤاسى العضاوى اعتلى)

(ش) إذا قصد النسب إلى اسم جعل حرف إعرابه ياء مشددة مكسورا ما قبلها كقولك فى «أحمد» : «أحمدى».

وإن كان آخر الاسم ياء كياء النسب رابعة فصاعدا حذفت وجعل موضعها ياء النسب فقيل فى المنسوب إلى «جعفى» (١) : «جعفى» وفى المنسوب إلى «شافعى» : «شافعى».

وكذا يفعل بنحو : «مرمى» ـ فى الأصح ـ مع كون ثانى ياءيه غير زائدة.

ومن العرب من يحذف أول ياءيه ويقلب ثانيتهما واوا بعد فتح العين فيقول

__________________

(١) جعفى بن سعد العشيرة : بطن من سعد العشيرة ، من مذحج ، من القحطانية ، وهو جعفى بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب. ينسب إليه مخلاف جعفى بن سعد العشيرة بن مالك ، بينه وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخا. معجم البلدان (٤ / ٤٣٩) ، الاشتقاق ص ٢٤٢ ، الصحاح للجوهرى (٢ / ١٣) ، صبح الأعشى (١ / ٣٢٦) ، نهاية الأرب (٢ / ٣٠١) ، العقد الفريد (٢ / ٨١).

٣٠٥

«مرموى» وكذلك ما أشبههه.

ويحذف من المنسوب ـ أيضا ـ ما فيه من هاء التأنيث أو علامة تثنية أو جمع تصحيح كقولك فى «مكّة» ومن اسمه «مسلمان» أو «مسلمون» أو «مسلمات» أو «اثنان» أو «عشرون» : «مكّى» و «مسلمى» و «اثنى» و «عشرى».

وإلى «اثنين» و «عشرين» أشرت بقولى.

 ........

أو كهما ......

لأن «اثنين» كمثنى ، وليس بمثنى ، و «عشرين» كجمع سلامة وليس إياه والحكم واحد.

وإنما يلزم الحذف من المنسوب إليه من المثنى ، والجارى مجراه ، وجمع السلامة المذكر والجارى مجراه ، إذا أعرب بعد التسمية بما كان يعرب قبلها.

فأما إذا جعل نونه حرف إعراب ، وأعرب بالحركات فلا حذف ، فمن قال : «نصيبون» رفعا و «نصيبين» جرا ونصبا قال فى النسب «نصيبى».

ومن قال هذه «نصيبين» و «مررت بنصيبين» قال فى النسب : «نصيبينى».

ومن قال «هذا زيدان» و «مررت بزيدين» ـ فيمن سمى بمثنى ـ قال فى النسب : «زيدى».

ومن قال «هذا زيدان» و «مررت بزيدان» قال فى النسب : «زيدانى».

وإذا نسب إلى المقصور حذفت ألفه خامسة فصاعدا ، أو رابعة متحرك ثانى ما هى فيه كـ «حبارى» و «جمزى» فيمن نسب إلى «حبارى» و «جمزى» (١).

وإن كانت رابعة ساكنا ثانى ما هى فيه جاز فيها الحذف ، وقلبها واوا مباشرة للياء ، أو مفصولة بألف ؛ كقولك فى المنسوب إلى «حبلى» : «حبلى» و «حبلوى» و «حبلاوى».

والأول هو المختار ، وقد نبهت على كونه مختارا بقولى :

 .........

 ... وسقوطها انتخب

ثم نبهت بقولى :

 ......... وفى

«مرمى» وشبهه انقلاب اقتفى

والحذف نزر ...

 .........

__________________

(١) يقال : حمار جمزى أى : سريع. المقاييس (جمز).

٣٠٦

على أن الألف الرابعة إذا لم تكن زائدة يجوز حذفها على قلة ، وقلبها واوا هو الكثير ؛ تفرقة بين ما ألفه لغير التأنيث ، وبين ما ألفه للتأنيث ، وما ألفه للإلحاق جار مجرى ما ألفه غير زائدة ؛ فيقال فى «مرمى» على الوجه الجيد : «مرموى» ، وعلى الوجه النزر : «مرمى».

وكذا يقال فيما ألفه للإلحاق كـ «أرطوى» و «أرطى» لكن «أرطيّا» أشبه من «مرمى» فإن لألف «أرطى» شبها بألف «حبلى» فى الزيادة ، وشبها بألف «مرمى» فى أنها بإزاء حرف أصلى.

وأجاز يونس (١) فى النسب إلى «معلّى» وشبهه قلب الألف واوا مع كونها خامسة ؛ لأن وقوعها خامسة لم يكن إلا بتضعيف اللام والمضعف بإدغام فى حكم حرف واحد فكأن ألف «معلّى» وشبهه رابعة.

فلما أنهيت الكلام فى المنسوب إلى المقصور أخذت فى بيان النسب إلى المنقوص فنبهت على أن ياءه يلزم حذفها إن كانت خامسة فصاعدا كقولك فى النسب إلى «المعتدى» : «معتدىّ».

فإن كانت رابعة جاز فيها الحذف كقولك فى النسب إلى «القاضى» : «قاضىّ» ، والقلب كقولك «قاضوى» ، والحذف هو المختار. ومن القلب قول الشاعر : [من الطويل]

وكيف لنا بالشّرب إن لم يكن لنا

دراهم عند الحانوىّ (٢) ولا نقد (٣)

وأما المنقوص الثلاثى فليس فيه إلا فتح عينه وقلب الياء واوا كقولك فى «شج» :

«شجوى» وهذا معنى قولى :

وك «الفتى» فى نسب نحو «الشّجى»

 .........

__________________

(١) قال سيبويه : وزعم يونس أن (مثنى) بمنزلة معزى ومعطى ، وهو بمنزلة (مرامى) ؛ لأنه خمسة أحرف. الكتاب (٣ / ٣٥٦).

(٢) الحانوى : نسب إلى الحاناة ، والحاناة : الدكان. ينظر لسان العرب (حنا) ، والقاموس (حنو).

(٣) البيت لتميم بن مقبل فى ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ، وأساس البلاغة ص ٣١٩ (عين) ، ولذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٦٢ ، ولسان العرب (عون) ، ولعمارة (؟) فى شرح المفصل ٥ / ١٥١ ، والمحتسب ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٢٣٦ ، وللفرزدق فى المقاصد النحوية ٤ / ٥٣٨ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣ / ٧٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، والكتاب ٣ / ٣٤١ ، ولسان العرب (حنا).

٣٠٧

وينسب إلى كل اسم على «فعيلة» بفتح عينه ، وحذف يائه فيصير «فعليّا» كقولك فى «حنيفة» (١) : «حنفى».

وينسب إلى كل اسم على «فعيلة» بحذف يائه ـ أيضا ـ فيصير «فعليّا» كقولك فى «جهينة» (٢) : «جهنى».

وشذ نحو قولهم فى «عميرة كلب» (٣) : «عميرى» وفى «ردينة» : «ردينى».

والقياس أن يقال : «عمرى» و «ردنى».

وأما «فعيل» و «فعيل» ـ صحيحى اللام ـ فالمطرد فى النسب إليهما «فعيلى» و «فعيلى» كقولك : «عقيلى» و «عقيلى» فى النسب إلى «عقيل» و «عقيل».

وقد ينسب إليهما بـ «فعلى» و «فعلى» كـ «ثقفى» و «هذلى» ؛ وهما مطردان عند المبرد (٤).

واشفق على اطرادهما فى المعتل اللام مذكرا كان أو مؤنثا بالتاء :

__________________

(١) حنيفة بن لجيم : قبيلة من بكر بن وائل ، ومن العدنانية ، تنسب إلى حنيفة بن لجيم بن صعب ابن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمىّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. تتفرع إلى بطون كثيرة. وكانت تقطن اليمامة ، ثم تفرقت فى كثير من البلدان ، فسكنت الزوراء ، ورصافة هشام. وكانت فى أوائل الإسلام أدنى بلاد الشام إلى الشيح ، والقيصوم ، وأثال ، من أرض اليمامة ، ووادى العرض باليمامة ، وفيشان من قرى اليمامة.

وتعد بنو حنيفة من القبائل المحاربة ، فمن أيامهم وقعة كانت فى موضع يقال له : الظّهر ، بينهم وبين عمرو بن تميم ، ويوم ذى أراطى كان بين بنى حنيفة ، وحلفائها من بنى جعدة ، وبنى تميم ، ويوم ذى ذرائح كان بين بنى عمرو بن تميم وبنى حنيفة ، ويوم ملهم كان بين تميم وبنى حنيفة ، ويوم الفلج الأول كان لبنى عامر بن صعصعة على بنى حنيفة ، والفلج الثانى لبنى حنيفة على بنى عامر ، ويوم النّشناش كان بينها وبين بنى عقيل.

معجم قبائل العرب (١ / ٣١٢) ، تاريخ الطبرى (٣ / ٢٤٤) ، تاريخ ابن خلدون (٢ / ٣٠٢) الروض الأنف (٢ / ٣٤٠) ، تهذيب الأسماء واللغات (٢ / ٢٨٩).

(٢) من قبائل الحجاز العظيمة تمتد منازلها على الساحل من جنوبى دير بلى حتى ينبع. تنقسم إلى بطنين كبيرين : مالك ، وموسى. معجم القبائل (١ / ٢١٤).

(٣) عميرة : بطن من كلب ، من مياههم : عديدة. معجم البلدان (٣ / ٦٢٤) ، معجم القبائل (٢ / ٨٤٢).

(٤) واعلم أن الاسم إذا كانت فيه ياء قبل آخره ، وكانت الياء ساكنة ، فحذفها جائز ؛ لأنها حرف ميت ، وآخر الاسم ينكسر لياء الإضافة ، فتجتمع ثلاث ياءات مع الكسرة ، فحذفوا الياء الساكنة لذلك.

وسيبويه وأصحابه يقولون : إثباتها هو الوجه ، وذلك قولك فى النسب إلى سليم : سلمىّ ، وإلى ثقيف : ثقفىّ ، وإلى قريش : قرشىّ. المقتضب (٣ / ١٣٣).

٣٠٨

فالمذكر كقولك فى «عدى» و «قصى» : «عدوى» و «قصوى».

والمؤنث كقولك فى «ضريّة» و «أميّة» : «ضروى» و «أموى».

وقالوا فى «طهيّة» : «طهوى» على القياس ، و «طهوى» ـ بضم الطاء ، وسكون الهاء ـ و «طهوى» ـ بفتح الطاء وسكون الهاء ـ على غير قياس.

وقالوا ـ أيضا ـ فى «أميّة» : «أموى» على القياس و «أموى» ـ بفتح الهمزة ـ على غير قياس.

وامتنعوا من حذف الياء فيما ضوعف أو كانت عينه واوا كـ «جليلة» و «طويلة» ؛ لأنهم لو حذفوا الياء فيهما لقيل «جللى» و «طولى» ؛ فاستثقلوا فك التضعيف بلا فصل ، وتصحيح الواو متحركة مفتوحا ما قبلها ، وأبقوا الياء محصنة من ذلك.

وألحق سيبويه (١) «فعولة» بـ «فعيلة» ـ صحيح اللام كان أو معتلها ـ فيقول فى النسب إلى «فروقة» و «عدوّة» : «فرقى» و «عدوى» ؛ وحجته فى ذلك : قول العرب فى النسب إلى «شنوءة» (٢) : «شنئى».

وهذا عند أبى العباس من النسب الشاذ فلا يقيس عليه بل يقول فى كل ما سواه من «فعولة» : «فعولى» كما يقول الجميع فى «فعول» صحيحا كان كـ «سلول» أو معتلا كـ «عدوّ» فلا يقال فيهما باتفاق إلا «سلولىّ» و «عدوّىّ».

وإن كان المنسوب إليه ثلاثيا مكسور العين فتحت عينه وجوبا كقولك فى «نمر» : «نمرى» وفى «إبل» : «إبلى» وفى «الدّئل» (٣) : «دؤلى».

وشذ قولهم فى «الصّعق» : «صعقى».

والأصل : «صعق» فكسروا الفاء إتباعا لكسرة العين ثم ألحقوا ياء النسب ، واستصحبوا الكسرتين شذوذا.

والجيد فى النسب إلى «تغلب» ونحوه من الرباعى الساكن الثانى المكسور الثالث بقاء الكسرة.

__________________

(١) الكتاب : (٣ / ٣٣٩ ، ٣ / ٣٤٥).

(٢) شنوءة : بطن من الأزد ، من القحطانية ، وهم : بنو نصر بن الأزد ، وبنو شنوءة هذا : هم الذين يقال لهم أزد شنوءة. وشنوءة : بطن من بنى راشد ، من لخم من القحطانية ، كانت مساكنهم بالبر الشرقى من صعيد مصر ، بين ترعة شريف إلى معصرة بوش. معجم القبائل (٢ / ٦١٤).

(٣) الدئل : دويبة. القاموس (دأل).

٣٠٩

والفتح عند أبى العباس مطرد ، وعند سيبويه (١) مقصور على السماع.

ومن المقول بالفتح والكسر : ـ «تعلبى» و «يحصبى» و «يثربى».

وأما ما لم يسكن ثانيه نحو : «علبط» فلا بد من كسر ثالثه فى النسب فيقال : «علبطى» لا غير.

وإذا وقع قبل الحرف المكسور من أجل النسب ياء مكسورة مدغم فيها مثلها حذفت المكسورة كقولك فى «طيّب» : «طيبى».

وقياس المنسوب إلى «طيّئ» أن يقال فيه : «طيئى» لكنهم تركوا فيه القياس فقالوا «طائى» فأبدلوا الياء ألفا.

فإن كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف فيقال فى النسب إلى «هبيّخ» (٢) : «هبيّخى» ؛ لأن موجب الحذف فى «طيئى» إنما كان لكون الياء المدغم فيها مكسورة ، فإن الثقل فيها ببقائها مكسورة شديد ؛ بخلاف بقائها مفتوحة.

وكذلك لو كانت مكسورة مفصولة كـ «مهيّيم» تصغير «مهيام» فالنسب إليه «مهيّيمى».

فإن كان المنسوب إليه ثلاثيا بياءين مدغمة إحداهما فى الأخرى كـ «حىّ» و «طىّ» فتح ثانيه وعومل معاملة المقصور الثلاثى.

وإن كان ثانيه واوا فى الأصل ظهرت كقولك فى «طى» : «طووى».

وإن لم تكن واوا فى الأصل لم يزد على فتحها وقلب ما بعدها واوا كقولك فى «حى» : «حيوىّ».

وشذ نحو «حيّىّ» و «أميّى» فلا يقاس عليه.

ولا يغير فى النسب ما اعتل لامه من الثلاثى الساكن العين باتفاق إن لم يكن مضاعفا كـ «حى» ولا مؤنثا بالتاء كـ «ظبية» و «زنية» و «دمية» :

فأما المضاعف فقد مضى الكلام فيه.

__________________

(١) وقال الخليل : الذين قالوا : تغلبىّ ، ففتحوا مغيرين كما غيروا حين قالوا : سهلىّ وبصرىّ فى بصرى ، ولو كان ذا لازما كانوا سيقولون فى يشكر : يشكرىّ ، وفى جلهم : جلهمىّ ، وألا يلزم الفتح دليل على أنه تغيير كالتغيير الذى يدخل فى الإضافة ، ولا يلزم ، وهذا قول يونس. الكتاب (٣ / ٣٤١ ، ٣٤٢).

(٢) الهبيخ : الأحمق المسترخى ومن لا خير فيه والغلام الناعم. القاموس (هبخ).

٣١٠

وأما المعتل بالياء :

فإن كانت لامه ياء فمذهب سيبويه فيه ألا يغير منه إلا ما ورد تغييره عن العرب نحو «قروى» و «زنوى» فيما نسب إلى «القرية» و «بنى زنية» حى من العرب.

ومذهب يونس فيه وفى ذوات الواو : أن تفتح عينه ويعامل معاملة الثلاثى المقصور ، ولا شاهد له فى تغيير ذوات الواو ؛ فمذهبه فى ذوات الياء قوى لاعتضاده بالسماع ، وهو فى ذوات الواو ضعيف لعدم السماع.

وحكم همزة الممدود فى النسب حكمها فى التثنية القياسية : فإن كانت أصلية كهمزة «قرّاء» سلمت فقيل : «قرّائى» كما يقال فى التثنية : «قرّاءان».

وإن كانت بدلا من ألف التأنيث قلبت واوا فقيل : «صحراوى» كما قيل فى التثنية : «صحراوان».

وإن كانت منقلبة عن أصل أو زائدة للإلحاق جاز فيها أن تسلم وأن تقلب واوا كما فعل فى التثنية ؛ فيقال : «كسائى» و «كساوى» ، و «علبائى» و «علباوى» كما قيل فى التثنية : «كساءان» و «كساوان» ، و «علباءان» و «علباوان».

وما شذ فى التثنية نحو : «كسايين» فلا يقاس عليه فى النسب.

وإذا نسب إلى «ماء» و «شاء» فالمسموع قلب الهمزة واوا كقولهم فى المرأة : «ماويّة» وفى صاحب الشاة : «شاوى» قال الراجز : [من الرجز]

لا ينفع الشّاوى فيها شاته

ولا حماره ، ولا أداته (١)

فلو سمى بـ «ماء» أو «شاء» لجرى فى النسب إليه على القياس فقيل : «شائى» و «شاوى» و «مائى» و «ماوى».

وينسب إلى «شقاوة» ونحوه مما آخره واو سالمة بعد ألف بسلامة الواو.

وينسب إلى «سقاية» و «درحاية» و «حولايا» ونحوها مما الياء فيه غير ثالثة بإبدال الياء همزة ومعاملتها معاملة همزة «كساء» ؛ فيقال «سقائى» و «سقاوى» و «درحائى» و «درحاوى» و «حولائى» و «حولاوى» ؛ كما يقال : «كسائى» و «كساوى» ولا يجوز «سقايى» بسلامة الياء.

__________________

(١) الرجز لمبشر بن هذيل الشمخى فى لسان العرب (شوا) ، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٥ / ١٥٦.

٣١١

ويجوز فى «غاية» ونحوه مما الياء فيه ثالثة : سلامة الياء ، وإبدالها همزة ، وإبدال الهمزة واوا فيقال : «غايىّ» بياء سالمة و «غائى» بالهمزة و «غاوى» بالواو.

وإذا كان المنسوب إليه مركبا تركيب مزج كـ «بعلبكّ» ، و «معديكرب» حذف عجزه ونسب إلى صدره فيقال فى «بعلبكّ» : «بعلى» وفى «معديكرب» : «معدى».

وكذلك يفعل بالمركب تركيب إسناد فيقال فى «برق نحره» ، و «تأبّط شرّا» : «برقى» و «تأبّطى».

وشذ قولهم فى الشيخ الكبير : «كنتى» فنسبوا إلى الجملة دون حذف.

وقد يبنون اسما رباعيا من بعض صدر المركب وبعض عجزه وينسبون إليه كقولهم فى «حضرموت» : «حضرمى» وفى «عبد شمس» و «عبد قيس» و «تيم اللّات» (١) : «عبشمى» و «عبقسى» و «تيملى».

وهذا النوع مقصور على السماع.

وإذا كان الذى نسب إليه مضافا ، وكان معرفا صدره بعجزه أو كان كنية حذف صدره ونسب إلى عجزه كقولك فى «ابن الزّبير» : «زبيرى» وفى «أبى بكر» : «بكرى».

فإن لم يكن معرف الصدر بالعجز ، ولا كنية حذف عجزه ونسب إلى صدره كقولك فى «امرئ القيس» : «امرئى» و «مرئى».

فإن خيف لبس حذف الصدر ونسب إلى العجز كقولهم : «منافى» و «أشهلى» فى المنسوب إلى «عبد مناف» و «عبد الأشهل».

وإذا كان المنسوب إليه محذوف اللام ، وكان مستحقا لرد المحذوف فى التثنية كـ «أخ» و «أب» أو فى الجمع بالألف والتاء كـ «أخت» و «عضة» وجب رد محذوفه فى النسب كقولك فى «أب» : «أبوى» ، وفى «أخ» و «أخت» ـ معا ـ : «أخوى» وفى

__________________

(١) تيم اللات بن أسد : بطن من تنوخ ، من قضاعة ، وهم : بنو تيم الله بن أسد بن وبرة.

الاشتقاق لابن دريد ص ٣١٥ ، العقد الفريد لابن عبد ربه ٢ / ٧١ ، الأغانى للأصفهانى ١١ / ١٥٥ و ١٤ / ٤٦.

وتيم اللات بن ثعلبة : بطن من الخزرج ، من القحطانية ، وهم : بنو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج. وقد سماهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم تيم الله.

لسان العرب (٨ / ٢٥٦) ، الصحاح للجوهرى (٢ / ٢٦٧) ، الاشتقاق لابن دريد ص ٢٦٦ ، تاريخ الطبرى (٨ / ٢٤٦).

وتيم اللات بن رفيدة : بطن من كلب ، من القحطانية ، وهو تيم اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب. معجم قبائل العرب (١ / ١٣٩).

٣١٢

«عضة» : «عضوى».

فإن لم يجبر المحذوف اللام بتثنية ولا جمع بالألف والتاء جاز فيه منسوبا إليه الجبر وعدم الجبر كقولك فى «غد» : «غدى» و «غدوى».

ومن قال فى تثنية «يد» : «يدان» قال فى النسب : «يدى» بعدم الجبر و «يدوى» بالجبر ومن قال : «يديان» لزمه أن يقول فى النسب «يدوى».

وإن كان المحذوف اللام معتل العين وجب جبره فى النسب كما يجب جبر «أب» ونحوه من المجبور فى التثنية فيقال فى «شاة» : «شاهى» ، وإلى هذا أشرت بقولى :

 ...... وك «أب»

«شاة» ونحوها فجبرها وجب

ثم بينت أن المنسوب إليه المعوض من لامه همزة وصل يجوز أن يجبر فى النسب وتحذف همزة الوصل كقولك فى «ابن» : «بنوى» ، ويجوز ألا يجبر ويستصحب الهمزة كقولك : «ابنى».

ثم بينت أن النسب إلى «ذى» و «ذات» ـ معا ـ : «ذووى».

وإلى «امرئ» : «امرئى» أو «مرئى».

وإلى «ابنم» : «ابنمى» أو «بنوى».

وأن النسب إلى «بنت» و «أخت» كالنسب إلى مذكريهما فيقال فى المؤنثين : «بنوى» و «أخوى» كما يقال فى المذكرين ؛ هذا مذهب سيبويه والخليل.

وأما يونس فيقول : «بنتى» و «أختى» (١).

ويقول سيبويه فى «كلتا» : «كلوى».

ويقول يونس : «كلتى» و «كلتوى».

ويقال فى «ذيت» ـ علما ـ : «ذيوى» و «ذيتى» ؛ على المذهبين (٢).

ويقال فى «فم» : «فمى» و «فموى».

ويقال فيمن اسمه «فو محمّد» : «فمى» و «فموى» كما يقال فيمن اسمه : «فم».

وإذا نسب إلى ذى حرفين لا ثالث لهما ولم يكن الثانى حرف لين جاز تضعيفه ، وعدم تضعيفه فيقال فى «كم» : «كمى» و «كمّى».

وإن كان الثانى حرف لين وجب تضعيفه وعومل ذو الياء معاملة «حى» وذو الواو

__________________

(١) الكتاب (٣ / ٣٦٠ ، ٣٦١).

(٢) الكتاب (٣ / ٣٥٩ ، ٣٦٩).

٣١٣

معاملة «دوّ» (١) ؛ فيقال فى المنسوب إلى «فى» مسمى به : «فيوى» وفى المنسوب إلى «لو» : «لووى».

وإن كان حرف اللين ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة ثم أوليت ياء النسب كقولك فى «لا» ـ مسمى به ـ «لائى» ، ويجوز قلب الهمزة واوا.

وإذا نسب إلى المحذوف الفاء الصحيح اللام كـ «صفة» لم يرد إليه المحذوف ، فيقال فى النسب إلى «صفة» و «عدة» : «صفى» و «عدى».

فإن كان معتل اللام كـ «شية» وجب الرد.

ومذهب سيبويه (٢) ألا يرد عين المجبور إلى السكون إن كان أصلها السكون ، بل تفتح ويعامل الاسم معاملة المقصور إن كان معتلا ، ومعاملة «جمل» و «عنب» و «صرد» إن كان صحيحا كقولك فى «شية» و «حر» : «وشوى» و «حرحى».

ومذهب الأخفش أن ترد عين المجبور إلى سكونها إن كانت ساكنة فى الأصل ؛ فيقال على مذهبه : «وشيى» و «حرحى».

فلو كان ما أصله السكون مضاعفا رد إليه باتفاق كراهية لفك المضاعف ؛ فيقال فى النسب إلى «رب» ـ مسمى به ـ على قصد الجبر : «ربّىّ» ولا يقال : «رببى».

نص على جميع ذلك سيبويه (٣) ، رحمه‌الله تعالى.

وإذا قصد النسب إلى جمع باق على جمعيته جىء بواحده ونسب إليه كقولك فى النسب إلى «الفرائض» : «فرضى» وإلى (الحمس» (٤) و (الفرع» (٥) : «أحمسى» و «أفرعى».

ولا فرق فى ذلك بين ما له واحد قياسى كـ «فرائض» وبين ما لا واحد له قياسى كـ «مذاكير» ، خلافا لأبى زيد فى إجازة «مذاكيرى» ونحوه مما جمع على تقدير واحد لم يستعمل.

__________________

(١) الدوّ : المفازة. المقاييس (دوو).

(٢) الكتاب (٣ / ٣٦٣).

(٣) قال سيبويه : وإن أضفت إلى (رب) فيمن خفف فرددت قلت (ربّىّ) ، وإنما أسكنت كراهية التضعيف ، فيعاد بناؤه. الكتاب (٣ / ٣٥٩).

(٤) يقال : عام أحمس : إذا كان شديدا. المقاييس (حمس).

(٥) الأفرع : الرجل التام الشعر. المقياس (فرع).

٣١٤

فإن لم يبق الجمع على جمعيته بنقله إلى العلمية كـ «أنمار» (١) نسب إليه على لفظه فقيل «أنمارى».

وكذلك إن كان باقيا على جمعيته ، وجرى مجرى العلم كـ «الأنصار».

وكذا إن كان جمعا أهمل واحده كـ «الأعراب».

فإن كان المنسوب إليه اسم جمع كـ «ركب» أو اسم جنس كـ «تمر» نسب إليه بلفظه كقولك «ركبى» و «تمرى».

و «ركب» عند الأخفش جمع ؛ فحقه أن يقال فى النسب إليه على رأيه : «راكبى» كما يقال باتفاق فى النسب إلى «ركبان».

وقالوا فى المنسوب إلى «اليمن» و «الشّام» : «يمان» و «شآم» معوضين الألف من إحدى الياءين.

ومن العرب من يقول «يمانى» و «شامى» كأنه جمع بين العوض والمعوض منه.

والأجود أن يكون قائل هذا نسب إلى المنسوب ومن ذلك قول الشاعر : [من الخفيف]

ترهب السّوط فى اليمين وتنجو

كاليمانى طار عنه العفاء

وألحقوا للمبالغة ياء كياء النسب فقالوا : «أحمرى» و «دوّارى» كما قالوا «راوية» و «نسّابة» (٢) إلا أن زيادة هاء التأنيث للمبالغة أكثر.

وكما أشركوا بين هاء التأنيث وياء النسب فى المبالغة أشركوا بينهما فى تمييز الواحد من الجمع فـ «حبشى» و «حبش» ، و «زنجى» و «زنج» و «تركى» و «ترك» بمنزلة «تمرة» و «تمر» و «نخلة» و «نخل» و «بسرة» و «بسر».

__________________

(١) أنمار : بطن من العرب ، كانت منازلهم ما بين حد أرض مضر إلى حد نجران وما والاها وما صاقبها من البلاد. معجم ما استعجم للبكرى (١ / ١٨) نهاية الأرب للنويرى (٢ / ٣٢٧) ، صبح الأعشى للقلقشندى (١ / ٣٣٧) ، تحفة ذوى الأرب لابن خطيب الدهشة ص ١١ ، المصباح المنير (٢ / ١٢٨) ، لسان العرب لابن منظور (٧ / ٩٤) ، (٣ / ٥٨٧) ، تاريخ أبى الفداء (١ / ١١١).

أنمار : بطن من الحبطات. تاج العروس للزبيدى (٣ / ٥٨٧).

وأنمار بن عمرو : بطن من لكيز بن أفصى ، من العدنانية ، وهم : بنو أنمار بن عمرو بن ديعة بن لكيز بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. تاج العروس (٣ / ٥٨٦) ، ومعجم قبائل العرب (١ / ٤٧ ـ ٤٨).

(٢) فلان نسابة ، أى : عالم بالأنساب. القاموس (نسب).

٣١٥

وزيدت لغير معنى زائد زيادة لازمة كـ «حوارى» و «بردى» و «كلب زينى».

وزيادة عارضة كقول الشاعر : [من السريع]

مثل الفراتى إذا ما طما

يقذف بالبوصى (١) والماهر (٢)

ومثله قول الصلتان (٣) : [من الطويل]

أنا الصّلتانى الّذى قد علمتم

إذا ما يحكّم فهو بالحكم صادع (٤)

ويستغنون ببناء «فعّال» فى الحرف عن إلحاق ياء النسب كقولهم : «بقّال» و «بزّاز» (٥) و «حدّاد» و «خيّاط» و «جمّال» و «كلّاب».

وكذلك يستغنون ببناء «فاعل» بمعنى : صاحب كذا ؛ نحو : «تامر» و «لابن» و «كاس» بمعنى : ذى تمر ، ولبن ، وكسوة.

وقد يستعمل «فعّال» بمعنى : صاحب كذا ؛ ومنه قول امرئ القيس : [من الطويل]

وليس بذى رمح فيطعننى به

وليس بذى سيف وليس بنبّال (٦)

أى : وليس بذى نبل.

وعلى هذا حمل المحققون قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت : ٤٦] أى : بذى ظلم.

وقد يستغنى عن ياء النسب ـ أيضا ـ بـ «فعل» كقولهم : «رجل طعم ، ولبس ، وعمل» بمعنى : ذى طعام ، وذى لباس ، وذى عمل ؛ ومنه قول الراجز ـ أنشده سيبويه ـ : [من الرجز]

__________________

(١) البوصى : ضرب من السفن. القاموس (بوص).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٩١ ، ولسان العرب (جدد) ، (مهر) ، (بوص) ، (ظنن) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٠٨ ، وتهذيب اللغة ٦ / ٢٩٩ ، وجمهرة اللغة ص ٨٧ ، وديوان الأدب ٣ / ٧٢ ، ٣٢٢ ، وكتاب العين ٤ / ٥١ ، وتاج العروس (جدد) ، (بوص) ، (ظنن).

(٣) هو قثم بن خبية العبدى ، المعروف بالصلتان العبدى ، شاعر حكيم ، له شعر ، وله قصيدة فى الحكم بين جرير والفرزدق ، مات سنة ٨٠ ه‍. الأعلام (٥ / ١٩٠) ، الشعر والشعراء (١٩٦) ، خزانة الأدب (١ / ٣٠٨).

(٤) البيت فى أمالى القالى ٢ / ١٤١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٧٤٧ ، والمحتسب ١ / ٣١١.

(٥) البزاز : من يبيع البز وهو السلاح أيضا. المقاييس (بزز).

(٦) البيت فى ديوانه ص ٣٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٣ / ٢٢١ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤١ ، وشرح المفصل ٦ / ١٤ ، والكتاب ٢ / ٣٨٣ ، ولسان العرب (نبل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٤٠ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٣٣٩ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٧٤٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١١١ ، والمقتضب ٣ / ١٦٢.

٣١٦

لست بليلى ولكنّى نهر

لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر (١)

أراد : ولكنى نهارى ، أى : عامل فى النهار.

وقالوا بياع العطر ، وبياع البتوت ـ وهى الأكسية ـ : «عطّار» و «عطرى» ، و «بتّات» و «بتّى».

وما جاء من المنسوب مخالفا لما يقتضيه القياس فهو من شواذ النسب التى تحفظ ولا يقاس عليها ، وبعضه أشذ من بعض :

فمن ذلك قولهم فى المنسوب إلى البصرة : ، «بصرى» وإلى الدهر : «دهرى» ، وإلى مرو : «مروزى» ، وإلى الرى : «رازى» ، وإلى «خراسان» : «خرسى» و «خراسى».

وإلى السهل من الأمكنة : «سهلى» ، وإلى الخريف : «خرفى» و «خرفى».

وإلى «جلولاء» و «حروراء» : «جلولى» و «حرورى».

وإلى «صنعاء» و «بهراء» (٢) : «صنعانى» و «بهرانى».

وإلى بنى الحبلى ـ حى من الأنصار ـ : «حبلى» ، وإلى جذيمة (٣) : «جذمى» ، وإلى العالية : «علوى» وإلى الحمض : «حمضى» ، وإلى الأفق : «أفقى» ، وإلى

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٣٤١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٧٤٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٣٧ ، وشرح ابن قيل ص ٦٦٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٩٠٠ ، والكتاب ٣ / ٣٨٤ ، ولسان العرب (نهر) ، (ليل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٤١ ، والمقرب ٢ / ٥٥ ، ونوادر أبى زيد ص ٢٤٩.

(٢) بهراء بن عمرو بطن من قضاعة ، من القحطانية وهم : بنو بهراء بن عمرو بن الحافى بن قضاعة. كانت منازلهم شمالى منازل بلى ، من الينبع إلى عقبة أيلة ، ثم جاز بحر القلزم منهم خلق كثير ، وانتشروا ما بين بلاد الحبشة وصعيد مصر ، وكثروا هناك ، وغلبوا على بلاد النّوبة.

وقد انضم هذا البطن فى غزوة مؤتة سنة ٨ ه‍ إلى هرقل عظيم الروم. وقدم وفد من بهراء سنة ٩ ه‍ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يتألف من ١٣ رجلا.

سيرة ابن هشام مع الروض الأنف (٢ / ٢٥٧) ، قبائل العرب لأحمد لطفى السيد (١ / ٥١) ، صبح الأعشى للقلقشندى (١ / ٣١٧) ، ومعجم القبائل (١ / ١١٠).

(٣) جذيمة بن عوف : بطن من عبد القيس ، من ربيعة بن نزار ، من العدنانية وهم : بنو جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمىّ.

كانت منازلهم البيضاء بناحية الخط من البحرين ، والقطيف.

وبعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنة ثمان خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة بن عوف ، وبعث معه ثلاثمائة ـ

٣١٧

الشتاء : «شتوى» ، وإلى البحرين : «بحرانى» ، وإلى طهية : «طهوى» و «طهوى» ، وإلى زبينة (١) : «زبانى» ، وإلى بنى عدى ـ من مزينة (٢) ـ : «عداوى» ، وإلى أمية : «أموىّ» ، وإلى البادية : «بدوى».

وإلى الطلح : «إبل طلاحيّة» بالكسر والفتح ، وإلى العضاه ـ وهو ما عظم من شجر الشوك ـ : «إبل عضاهيّة».

ومن النسب الذى يحفظ ولا يقاس عليه قولهم : «رقبانى» و «جمّانى» (٣) و «شعرانى» [و] «لحيانى» للعظيم الرقبة ، والجمة ، والشعر ، واللحية.

وقد يدلون على هذا المعنى «فعالى» كقولهم : «عضادى» و «رآسى» بمعنى : عظيم العضد (٤) والرأس.

__________________

ـ وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار ، وبنى سليم ، داعيا إلى الإسلام ، لا مقاتلا ، فلما انتهى إليهم قال : ما أنتم؟ قالوا : نحن مسلمون قد صلينا ، وصدقنا بمحمد ، وبنينا المساجد فى ساحتنا.

شرح المواهب اللدنية للزرقانى (٣ / ٢ ـ ٥) ، المشتبه للذهبى ص ١٠٣ ، صفة جزيرة العرب للهمدانى ص ١٣٣. معجم البلدان لياقوت (٤ / ١٤٣) ، الاشتقاق لابن دريد ص ١٩٧ ، العقد الفريد لابن عبد ربه (٢ / ٦٤) ، معجم القبائل (١ / ١٧٦).

(١) زبينة : حى. اللسان (زبن).

(٢) مزينة : بطن من مضر ، من العدنانية اختلف فيه ، فقال القلقشندى : هم بنو عثمان وأوس وبنو عمرو بن أدّ بن طابخة ، ومزينة أمهما عرفوا بها ، وهى مزينة بنت كلب بن وبرة وقال ابن دريد : مزينة قبيلة ، وهم : عمرو بن طابخة ، ومزينة أم ولده ، وهى ابنة كلب بن وبرة. وقال السهيلى : مزينة هم بنو عثمان بن لاطم بن أدّ بن طابخة ، ومزينة أمهم بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة. وقال ابن منظور : مزينة قبيلة من مضر ، وهم : مزينة بن أدّ بن طابخة. وقال ابن خلدون : هم بنو مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر واسم ولده عثمان وأوس ، وأمهما مزينة ، فسمى جميع ولديهما بها. كانت مساكن مزينة بين المدينة ووادى القرى. ومن ديارهم وقراهم : فيحة ، الرّوحاء ، العمق ، الفرع. معجم قبائل العرب (٣ / ١٠٨٣).

(٣) الجمة من الإنسان : مجتمع شعر ناصيته. المقياس (جمم).

(٤) العضد : ما بين المرفق إلى الكتف. المقياس (عضد).

٣١٨

باب الإمالة

(ص)

إمالة الألف جعله كيا

لفتحة ككسرة مقتفيا

إن كان مبدلا من اليا طرفا

أو شاع جعل الياء منه خلفا

دون مزيد ، أو شذوذ ولما

تليه ها التّأنيث ما الها عدما

وبدل العين أمل من فعل ان

يؤل إلى (فلت) كماضى (خف) و (بن)

وقبل ياء ألف تمال

أو بعدها ، واغتفر انفصال

بحرف او حرفين إن بعض وقع

هاء كـ (بينها) فخالف من منع

كذا تمال قبل مكسور تلا

أو بعده بحرف او منفصلا

باثنين حرف منهما تسكّنا

أو حرّكا والبعض هاء بيّنا

وما من الكسرة واليا ظهرا

يغلبه المستعل لا إن قدّرا

إن وصل المستعل بعد أو فصل

بحرف او حرفين كـ (الواثق صل)

كذا إذا قدّم ما لم ينكسر

وخيّر ان سكّن بعد منكسر

ومثل ذى استعلاء الرّا إن خلت

من كسرة وهى إذا ما كسرت

غالبة مستعليا وما لحق

به كـ (طارد) و (مدرار) فثق

وليس حتما أن يمال ذو السّبب

بل هو حكم صحّ عن بعض العرب

ولا تمل لسبب لم يتّصل

والمنع قد يوجبه ما ينفصل

فلا تمل فى نحو (بعت تابلا)

وامنع لنحو قاف (ناد قابلا)

والكسر إن يعرض زواله ففى

تأثيره وجهان فاقف ما اقتفى

وقد أمالوا لتناسب بلا

داع سواه كـ (عماد) أو (تلا)

ولا تمل ما لم ينل تمكّنا

دون سماع غير (ها) وغير (نا)

نحو (بها) (فيها) و (قد مرّ بنا)

و (عج علينا) و (ادن من مجمعنا)

ولم يميلوا نحو (إلا) و (إلى)

ممّا تراه من تمكّن خلا

وبسماع لا قياس ثبتا

(أنّى) ممالا و (بلى) ثمّ (متى)

كذاك (را) وأخواته و (لا)

من بعد (إمّا) فى كلام نقلا

و (المال) و (النّاس) أميلا دون جرّ

والعلم (الحجّاج) هكذا اشتهر

٣١٩

كذا (العشا) ولشذوذ عزيت

هذى وأمثال لها قد رويت

وأمل المفتوح قبل الرّاء إن

تطرّفت مكسورة حيث تعنّ

كذا الّذى يليه ها التّأنيث فى

وقف إذا ما كان غير ألف

(ش) إمالة الألف أن ينحى بها نحو الياء ، وبالفتحة قبلها نحو الكسرة.

ولها أسباب : منها :

أن تكون مبدلة من ياء ، أو صائرة إلى الياء دون شذوذ ، ولا زيادة ، مع تطرفها لفظا أو تقديرا :

فالمبدلة من الياء كألف «الهدى» و «هدى» و «فتاة» و «نواة».

والصائرة إلى الياء كألف «معزى» و «حبلى».

واحترز بعدم الشذوذ من نحو «قفى» ـ فى الإضافة ـ و «قفى» ـ فى الوقف ـ.

واحترز بنفى الزيادة من نحو قولهم فى التصغير : «قفى» وفى التكسير : «قفى».

واحترز بالتطرف من الكائنة عينا فإن فيها تفصيلا يأتى بيانه ، إن شاء الله تعالى.

وأشرت بقولى : «تقديرا» إلى نحو «رماة» مما يلى ألفه هاء التأنيث ولهذا قلت فى النظم :

 ........ ولما

تليه ها التّأنيث ما الها عدما

ثم أخذت فى الكلام على الألف المبدلة من عين وهى تمال باطراد إن كانت فى فعل يكسر فاؤه حين يسند إلى تاء الضمير ، يائيا كان كـ «بان» أو واويا كـ «خاف» فإنك تقول فيهما : «بنت» و «خفت» فتصيران فى اللفظ على وزن «فلت» ، والأصل «فعلت» فحذفت العين وحركت الفاء بحركتها.

ومن أسباب إمالة الألف :

تقدمها على ياء كـ «بايع» ، أو تأخرها عنها متصلة كـ «بيان» أو منفصلة بحرف كـ «شيبان ضربت يداه» ، أو بحرفين أحدهما هاء نحو : «بينها» ، فلو لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة لبعد الياء واغتفر البعد مع الهاء لخفائها.

ومن أسباب إمالة الألف :

تقديمها على كسرة تليها كـ «عالم» ، أو تأخرها عنها بحرف نحو : «كتاب» ، أو بحرفين أولهما ساكن كـ «شملال» (١) أو كلاهما متحرك وأحدهما هاء نحو : «يريد أن

__________________

(١) الشملة : السرعة. المقاييس (شمل).

٣٢٠