شرح الكافية الشّافية - ج ٢

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٦٧٨
الجزء ١ الجزء ٢

متن الكافية الشافية

٤٤١
٤٤٢

باسمك اللهم

هذا نص كتاب «الكافية الشافية» لأوحد الفضلاء ، تذكرة أبى عمرو وسيبويه والفراء ، وحيد الدهر ، فريد العصر ، جمال الدين أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الجيانى الطائى الشافعى النحوى صاحب التصانيف المفيدة ، رحمه‌الله رحمة واسعة وغفر له ولنا ولسائر المسلمين أجمعين آمين.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وبه ثقتى

قال الشيخ الإمام العالم العلامة ترجمان الأدب ولسان العرب الفاضل ، المتقن ، البارع ، أوحد الفضلاء جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك ، الطائى ، الجيانى ؛ تغمده الله برحمته ونفع الله به ، وأعاد من بركته :

خطبة الكافية الشافية

قال ابن مالك محمّد وقد

نوى إفادة بما فيه اجتهد

الحمد لله الّذى من رفده

توفيق من وفقه لحمده

تبارك اسمه وتمّت كلمه

وعمّ حكمه ، وجمّت حكمه

ثمّ على خير الهداة أحمدا

منه صلاة تستدام أبدا

تعم آله ، وصحبه الألى

بحفظهم عهوده نالوا العلى

وتسعد الّذى بها قد اعتنى

سعادة منيلة أقصى المنى

وبعد : فالنّحو صلاح الألسنه

والنّفس إن تعدم سناه فى سنه

به انكشاف حجب المعانى

وجلوة المفهوم ذا إذعان

ومن يعن طالبه بسبب

فهو حر بنيل كلّ أرب

وقد جمعت فيه كتبا جمّه

مفيدة يعنى بها ذو الهمّه

وهذه أرجوزة مستوفيه

عن أكثر المصنّفات مغنيه

تكون للمبتدئين تبصره

وتظفر الّذى انتهى بالتّذكره

فليكن النّاظر فيها واثقا

بكونه إذا يجارى سابقا

فمعظم الفنّ بها مضبوط

والقول فى أبوابها مبسوط

وكم بها من شاسع تقرّبا

ومن عويص انجلى مهذّبا

٤٤٣

فمن دعاها قاصدا بالكافيه

مصدّق ، ولو يزيد الشّافيه

فالله يحظينا بخير سعى

وباجتناء ثمرات الوعى

ومنتهى أبياتها ألفان مع

مئين سبع وثمانين تبع

باب شرح الكلام وما يتألف منه

قول مفيد : طلبا أو خبرا

هو الكلام كـ (استمع وسترى)

وهو من اسمين كـ (زيد ذاهب)

واسم وفعل نحو (فاز التّائب)

كلا المثالين يسمّى جمله

وفيهما الحرف يكون فضله

نحو (أساه أنت أم ذكرتا)

و (لا تجر) و (إن تجد شكرتا)

واسما بجرّ سم ، وصرف ، وندا

وجعله معرّفا ، أو مسندا

للفعل تا الفاعل ، أو ياه علم

و (قد) وتا التّأنيث ساكنا و (لم)

مضارعا سم الّذى «لم» أتبعا

وماضيا ما يقبل التّا كـ «دعا»

وميّزن بالياء ـ إن لم يتّصل

بنون رفع ـ فعل أمر نحو : (صل)

وما اقتضى أمرا وليس يقبل

ذى الياء فهو اسم كـ (صه يا رجل)

والحرف ما من العلامات خلا

ك (هل) و (بل) و (إن) و (ليت) و (إلى)

باب الإعراب والبناء وما يتعلق بذلك

من الثّلاث معرب ومنها

صنف هو المبنى فابحث عنها

فالمعرب اسم لا يضاهى الحرفا

وفعل امتاز بـ (لم) كـ (يخفى)

ما لم يباشر نون توكيد ، ولا

نون إناث كـ (يسرن الخوزلى)

رفعا ونصبا أعرب النّوعان

والجرّ ما للاسم فيه ثان

والجزم للفعل ، وكلّ مجتلب

بعامل يأتى به فهو السّبب

فارفع بضمّ ، وانصبن بفتح

واجرر بكسر كـ (ابغ نيل الرّبح)

واجزم بتسكين ، ونائبا يرد

غير الّذى ذكرته فلا تزد

وجرّ بالفتح الّذى لا ينصرف

ما لم تصدّره بـ (أل) ولم تضف

(ذو) المعرب ارفعه بوار والألف

لنصبه ، وجرّه باليا عرف

كذا (فم) إن دون ميم وصلا

بغير يا النّفس مضافا فاقبلا

٤٤٤

وهكذا (أب) (أخ) (حم) (هن)

أو أجره كاليد فهو أحسن

وفى (أب) وتالييه يندر

وقصرها من نقصهنّ أشهر

إعراب المثنى والمجموع على حده وما يتعلق بذلك

مثنّى او شبيهه ارفع بالألف

وغير رفع فيهما باليا ألف

كـ (ابنيك سل كليهما) وإن تضف

(كلا) لظاهر ، فألزمها الألف

إلّا قليلا ، والمثنّى قد يرد

بألف فى كلّ حال ، فاعتمد

وارفع بواو ، وانصبن واجرر بيا

سالم جمع خصّ باسم عريا

من تاء أنثى صفة ، أو علما

لعاقل ، أو شبهه إن أفهما

مذكّرا لا مثل (سكران) ولا

(أحوى) (صبور) ، وفعيل فعلا

وشذّ (أسودون) (أحمرونا)

كذا (علانون) و (عانسونا)

وغير ذى العقل به يلحق إن

يضاهه كـ (ساجدين) فاستبن

وهكذا (أولو) و (عشرون) إلى

(تسعين) مع باب (سنين) بولا

وما لذا الجمع من اعراب ففى

تسمية به على الأولى اقتفى

وقد يجى كـ (الحين) أو كـ (الدّون)

أو لازم الواو ، وفتح النّون

والنّون فى جمع له فتح وفى

تثنية كسر ، وعكس قد يفى

وربّما استعملّ مثل (حين)

باب (سنين) نحو (مذ سنين)

إعراب المجموع بالألف والتاء وما جرى مجراه

أولات مع جمع بتاء وألف

زيدا اكسرن نصبا كـ «آيات» أصف

وهو لذى التّا ـ مطلقا ـ وما خلا

منها الأنثى علما نحو (حلى)

وما خلا منها اسم جنس أنّثا

لغير نقل فيه لا تنبعثا

وقسه فى ذى ألف التّأنيث لا

شبها لـ (حمراء) و (سكرى) واعدلا

ولا مذكّر المسمّى علما

بل مثل (صحراء) (حبارى) (أدمى)

وقس على (دريهمات) وعلى

نحو (جبال راسيات) واقبلا

وما به سمّى من ذا الباب

فهو على ما كان من إعراب

وترك تنوين قليل ، وجعل

 ـ أيضا ـ كـ (أرطاة) لإنسان نقل

وجاء فى نحو (ثبات) فتح

فى النّصب نزرا ، لا عداك نجح

٤٤٥

إعراب ما اتصل به من الفعل

ألف اثنين أو واو جمع أو ياء مخاطبة

بالنّون رفع نحو (تذهبونا)

و (تذهبان) ثمّ (تذهبينا)

واحذف إذا جزمت أو نصبتا

ك (لم تكونا لتروما سحتا)

وحذفها فى الرّفع قبل (نى) أتى

والفكّ والإدغام ـ أيضا ـ ثبتا

وقلّ حذف دون «فى» نثرا كما

لا تؤمنوا حتّى ، ومما نظما

أبيت أسرى وتبيتى تدلكى

وجهك بالعنبر والمسك الذّكى

إعراب المعتل من الأسماء والأفعال

آخر ذى الإعراب حرفه فإن

يعتلّ فالإعراب فيه مستكنّ

والاعتلال فى حروف المدّ

ك (المرتضى يقضى) و (يزكو المهدى)

ففى الثّلاث الرّفع ينوى وكذا

ينوى انجرار نحو (شاف) من (أذى)

كذاك نصب نحو (لن تخشى العشا)

تقديره فى كلّ حال قد فشا

وجازما حذف الثّلاث الزم كـ (من

يسع ويرض يرج توفير المنن)

وك (الفتى) المقصور فاعلم والّذى

سمّوه منقوصا كـ (شاك) و (أذى)

والاسم يبنى شبه حرف معنى او

إهمالا او وضعا كـ (رحنا) أو (غدوا)

أو فى افتقاره أو ايجاب العمل

دون تأثّر بعامل حصل

ك (أين) والتّا من فعلت و (الّذى)

و (بله) (هيهات) و (حا) وشبه ذى

ما لم يعارض شبه الحرف بما

يحمى عن البنا كـ (أى) فاعلما

باب النكرة والمعرفة

ما شاع فى جنس كـ (عبد) نكره

وغيره معرفة كـ (عنتره)

فمضمر أعرفها ثمّ العلم

واسم إشارة وموصول متمّ

وذو أداة أو منادى عيّنا

أو ذو إضافة بها تبيّنا

فصل فى المضمر

ما صيغ قصد حاضر أو غائب

فهو ضمير نحو تا المخاطب

وما يلى لام (فعلنا) واليا

فى نحو (واصلنى وهب لى) حذيا

وقبل ذى اليا النّون واقيا لزم

مع كلّ فعل غير نادر علم

٤٤٦

كذا (لدن) و (من) و (عن) و (قط) و (قد)

و (ليت) باقى أخواتها ورد

مخيّرا فيه وتجريد (لعلّ)

أولى ومن (لعلّنى) (ليتى) أقلّ

ومنه فاعلا (فعلت) و (افعلى)

وكاف (أهواك) و (فيك أملى)

كذاك (ها) (أكرمه غلامه)

وقد يرى مشتركا إفهامه

ك (انطلقا) و (انطلقوا) و (افعلنه)

و (ليذهبا) و (ليذهبوا) و (سرنه)

ذو الرّفع قد يخفى كمثل (قس أقس)

لأنّ معنى ما نووا لم يلتبس

وما مضى وشبهه متّصل

و (هو) و (أنت) و (أنا) منفصل

كذاك (إيّاى) و (إيّاك) وزد

(إيّاه) والفروع عنها لا تحد

والأوّل المرفوع موضعا وما

يليه منصوب المحلّ فاعلما

ولا انفصال إن تأتّى متّصل

ونحو (ها) (سلنيه) صل وقد فصل

فى : (كنته) وخلتنيه المتّصل

يختار ، والمختار عندى المتّصل

وقدّم الأخصّ فى اتصال

وقدّمن ما شئت فى انفصال

وفى اتحاد الرتبة الزم فصلا

وقد يبيح الغيب فيه وصلا

مع اختلاف ما ونحو (ضمنت

إيّاهم الأرض) ، الضّرورة اقتضت

فصل فى ضمير الشأن

ومضمر الشّأن ضمير فسّرا

بجملة كـ (إنّه زيد سرى)

للابتدا أو ناسخاته انتسب

إذا أتى مرتفعا أو انتصب

وإن يكن مرفوع فعل استتر

حتما وإلا فتراه قد ظهر

فى باب (إنّ) اسما كثيرا يحذف

ك (إنّ من يجهل يسل من يعرف)

وجائز تأنيثه متلوّ ما

أنّث أو شبيه أنثى أفهما

وقبل ما أنّث عمدة فشا

تأنيثها كـ (إنّها هند رشا)

فصل فى الضمير المسمى فصلا

وسمّ فصلا مضمرا طبقا تلا

ذا خبر معرّف كـ (المجتلى)

أو ذى تنكّر منافر لأل

ك (كنت أنت مثل زيد أو أجل

فى سبقه حالا وأن يكتنفا

باسمين منكورين خلف عرفا

وماله محلّ إعراب لدى

أئمة البصرة حيث وجدا

٤٤٧

وقد يرى مبتدأ وذا انتخب

إن لمغايرة الثانى نسب

ومبتدا يجعله بعض العرب

إذ للّذى من بعده الرّفع انتسب

فصل العلم

ما عيّن المعنى بلا قيد علم

نحو : (سعيد) و (عماد) و (حكم)

فإن خلا من سابق استعمال

ك (مذحج) فانسبه لارتجال

وما سوى المرتجل المنقول

نحو (ثقيف) هكذا (سلول)

وكنية ـ أيضا ـ يرى ولقبا

ومفردا يأتيك أو مركّبا

والاسم قدّم إن يلاق اللّقبا

وأتبع ان بعضهما تركّبا

أو ركّبا معا وحيث أفردا

أضف وإن تتبع فلن تفنّدا

ولم يخصّوا بالأناسى العلم

بل وضعه لكلّ مألوف أهمّ

ك (لاحق) و (شدقم) و (هيله)

و (واشق) و (واسط) و (أيله)

ومن ضروب العلم اسم الجنس

أجروه كالشّخصى دون لبس

فالثّعلب اسم جنسه (ثعاله)

والذّئب ـ أيضا ـ اسمه (ذؤاله)

كذا (أسامة) اسم جنس للأسد

و (شبوة) العقرب فاحفظ ما ورد

وكلّ حكم ناله الشّخصى

فى لفظه يناله الجنسيّ

فصل الموصول

ملزوم عائد وجملة وما

أشبهها موصول الاسما فاعلما

ك (الّذ) و (الّذ) و (الّذى) و (الّذى)

ومثل ذى اللّغات فى (الّتى) احتذى

وب (اللّذين) و (اللّتين) (ثنّيا)

وألفا فى الرّفع ـ أيضا ـ أعطيا

والنّون قد تشدّ منهما ومن

(ذين) و (تين) عوضا كى لا يهن

وللذّكور العقلا (الّذينا)

فى كلّ حال وأتى (الّذونا)

فى الرّفع عن هذيل و (اللاءونا)

وجا (الألى) و (اللاء) كـ (الّذينا)

وموضع (الّذين) يكثر (الّذى)

إن كان مفهوم الجزا به احتذي

أو كان مقصودا به الجنس وما

خالف هذين فنزرا علما

نحو : (الّذى حانت بفلج) وكذا

ما كان مشبها لـ (عمّى اللّذا)

وصف (الّذى) معرّفا أو مثله

قد يغنى عن وصلكه بجمله

٤٤٨

حتّى إذا كانا هما اللّذين

مثل الجديلين المحملجين

وقد يجىء مصدريّا مثل ما

يونس والفرّا بهذا حكما

ب (اللات) و (اللاء) اجمع (الّتى) وصل

ياء جوازا و (اللّواتى) قد نقل

واللا اللوا اللواء واللآت

بالكسر والإعراب أيضا ياتي

ك (اللات) جا (الألى) وطيّئ بـ (ذو)

على جميع ما مضى تستحوذ

وبعضهم أعربها نحو : (رمى

ذو عزّ ذا اعتدى بذى أجرى دما)

وك (الّتى) عن بعضهم (ذات) أتت

كذا (ذوات) : (اللات) عنهم رادفت

و (من) و (ما) لكلّ ما مضى هما

كفآن واخصص (من) بذى عقل و (ما)

تعمّ والأولى بها الّذى خلا

منه وذو الإبهام حيث مثلا

وعند الاختلاط خيّر من نطق

فى أن يجيء منهما بما اتّفق

و (من) أجز فى غير من يعقل إن

شابهه كذا إذا به قرن

و (من) فى الاستفهام وارد و (ما)

وفى الجزا والوصف ـ أيضا ـ ألزما

منكّرين وخلت من وصف

(ما) ـ وحدها ـ كـ (ما أعزّ المكفى)

واجعل كـ (ذو) : (ذا) بعد (من) أو بعد (ما)

إن كنت معتدّا بـ (ذا) مستفهما

وكالمواضى معربا (أى) وفى

تأنيث التّا صل بها أو اكتف

وحيث صدر وصله يستلب

يبنى وفى بعض الكلام يعرب

وعند حذف ما له يضاف

فليس فى إعرابه خلاف

وتقتضى شرطا أو استفهاما

ملتزما إعرابه التزاما

ونعت منكور وحالا قد أتى

ك (حبتر) يتلوه : (أيّما فتى)

ولا تصل بجملة إن لم يفد

وصل بها تعيين مفهوم قصد

وليس شرطا كون ما تضمّن

يعلم بل إبهامه قد يحسن

وصل بظرف أو بحرف جرّ

إن شئت وانو فعل مستقرّ

نحو (الّذى عندك دون ما لى)

والعائد انوه بكلّ حال

وحذف عائد أجز إن اتّصل

نصبا بفعل أو بوصف ذى عمل

أو جرّه ـ مضافا ـ او حرف كما

جرّ به الموصول أو كفؤهما

وإن لـ (أى) كان وهو مبتدا

فحذفه يستحسنون أبدا

٤٤٩

إن علم الحذف وأمّا إن جهل

فإنّه بكلّ حال قد حظل

وحذفه مع غير (أى) ما قوى

دون استطالة فحقّق ما روي

وك (الّذى) : (أل) وفروعه ولا

توصل بغير الوصف كـ (الكافى البلا)

وشذّ نحو : (الحكم الترضى) ومن

رأى اطّراد مثل ذا فما وهن

لكن (من القوم الرّسول الله

منهم) ونحوه قليل واه

وسمّ موصولا من الحروف ما

يغنى عن المصدر حيث تمّما

وهنّ (أن) و (ما) و (كى) و (أنّ) مع

(لو) نحو (ودّ ذو مراد لو يقع)

فوصلوا (كى) بمضارع ، و (أن)

بذى تصرّف من الفعل (ظنّ)

و (ما) بذى تصرّف لا أمر

ووحدها مجرى اسم وقت تجرى

وصحّ وصلها بجملة ابتدا

إن كان توقيت بها قد قصدا

كمثل : (جد ما الجود ممكن) وقد

تأتى كذا والوقت غير معتمد

وصل بمعموليه (أنّ) ول (لو)

من جملة الأفعال ما لـ (ما) ارتضوا

وأكثر استعمال (لو) بإثر ما

يجدى تمنّيا كـ (ودّوا لو نما)

وصلة الموصول منه كالعجز

فوصلها حتم ، وسبق لم يجز

وانه عن الفصل بأجنبى

وما يشذّ اقصر على المروىّ

والفصل بالنّداء قبل من قصد

به أجز ، وغيره نذرا وجد

وباعتراض فصلوا كـ (ساء من

 ـ وما التّشكّى نافع ـ يشكو الزّمن)

وحذفها فى قصد الابهام استبح

وحيث دونها المراد متّضح

فإن يك الموصول حرفيّا أو (ال)

فالعامل الّذى يليه لا العمل

وربّما أسقط موصول عرف

بسابق عليه ساقط عطف

فصل فى أسماء الإشارة

ب (ذا) إلى فرد مذكّر أشر

(ذى) (ذات) (تى) (تا) (ذه) على الأنثى قصر

و (ته) كـ (ذه) و (ها) هنا قد كسرا

ومدّ عند كسره أو اقصرا

و (ذان) (تان) رافعا مثنّيا

قل وائت خافضا وناصبا بـ (يا)

(ألى) (ألاء) اجمع وفه منبّها

قبل جميع ما ذكرته بها

٤٥٠

كاف الخطاب كلّا اردف حرفا

فى البعد مثله إذا اسما يلفى

واللام قبل للحجازيّين زد

وترك ذاك عن تميم اعتمد

و (ها) وهذى اللام لن يجتمعا

وقد تجىء (ها) وذى الكاف معا

وبالمكان اخصص (هنا) ويتّصل

بعدا وتنبيها بما (ذا) قد وصل

و (ثمّ) فى ذا البعد ـ أيضا ـ وردا

وهكذا (هنّا) و (هنّا) عهدا

فصل فى المعرف بالأداة

اللام أو (أل) حرف تعريف فقل

فى (رجل) ـ تعريفه شئت ـ (الرّجل)

والقصد عهد ، أو عموم الجنس أو

حضور او كمال ما به نووا

وزائدا يأتى كـ (طبت النّفسا

يا قيس عن عمرو) أراد : نفسا

واعتبر التّنكير والتّعريف فى

مصحوب ذى العموم فاقف ما قفى

لذاك قد ينعت نعت معرفه

ونعت منكور فكن ذا معرفه

ويبلغ المعهود رتبة العلم

ك (النّجم) والأداة فيه تلتزم

وإن يناد أو يضف تجرّدا

ودون ذين قد يرى مجرّدا

وذو إضافة يصير علما

غلبة كـ (ابن الزّبير) فاعلما

وذى الإضافة التزامها أشدّ

من التزام (أل) على القول الأسدّ

وقد تقارن الأداة التّسميه

فتستدام كأصول الأبنيه

باب الابتداء

المبتدا مرفوع معنى ذو خبر

أو وصف استغنى بفاعل ظهر

ك (ابنى مقيم) و (أسار أنتما)

و (ما شج هما) فقس عليهما

وإن خلا الوصف من استفهام او

نفى فإخبارا له عزوا

وكونه مبتدأ واه لدى

عمرو ، وعدّه سعيد جيّدا

ومفردا أو جملة يأتى الخبر

أو ظرفا او حرفا وما به يجرّ

وخبرا بمبتدا ، أو بابتدا

أو بهما ارفع ، والمقدّم اعضدا

وقال أهل الكوفة : الجزآن قد

ترافعا ، وذا ضعيف المستند

وقد يجرّ زائدا (من) مبتدا

منكّرا إن دون إيجاب بدا

وربّما جرّته باء زائده

نحو : (بحسب الأذكياء فائده)

٤٥١

والخبر المفرد إن يجمد فلا

ضمير فيه فى الأصحّ فاقبلا

وفيه ذا اشتقاق انو مضمرا

إن يخل من رفع لتال ظهرا

وإن تلا غير الّذى تعلّقا

به فأبرز الضّمير مطلقا

فى المذهب الكوفى شرط ذاك أن

لا يؤمن اللّبس ورأيهم حسن

وقد يساوى الجامد المشتقّ إن

يكن كـ (خالد هزبر لا يهن)

وضمّن الجملة ذكر مخبر

عنه بها كـ (هند بعلها غير جرى)

وربّما خلت من الذّكر الجمل

إن فهم المعنى ، ولم يخف خلل

كقولك : (البرّ قفيز بكذا)

بحذف (منه) فاعتبر كلّا بذا

وحيث كان الذّكر مفعولا و (كلّ)

أو شبهه مبتدأ فاحذف ودلّ

ب (أصبحت أمّ الخيار تدّعى

على ذنبا كلّه لم أصنع)

والزم لكوفيّهم النّصب لدى

حذف إذا ما لم يعمّ المبتدا

وجملة تكون نفس المبتدا

تغنى كـ (دعوى المهتدى : زدنى هدى)

وب (استقرّ) بل بـ (مستقرّ)

يعلّق الظّرف وحرف الجرّ

إذا بشىء منهما أخبر عن

مبتدإ كـ (عنده أولى شجن)

واشترطوا إفادة فى كلّ ما

يعنى به الأخبار من تكلّما

لذاك ظرف زمن لا يسند

لعين الا نادرا ، وأنشدوا

(أكلّ عام نعم تحوونه

يلقحه قوم وتنتجونه)

وحذف ما يعرف حين يحذف

من جزأى الإسناد حكم يعرف

وقد يحلان محلّ مفرد

فيحذفان لوضوح المقصد

وبعد (لو لا) التزموا حذف الخبر

وفى صريح قسم ذاك اشتهر

وبعد واو عيّنت مفهوم مع

كمثل (كلّ صانع وما صنع)

كذاك قبل الحال حيث المبتدا

مصدر او أفعل تفضيل بدا

ك (حبّى المال معانا محسنا)

فاعلم و (أشفى ما أقول معلنا)

والتزموا فى القطع حذف المبتدا

ك (عذ به الله كذا ما وردا)

من مصدر مرتفع ، وهو بدل

من فعله ، وغير نصب فيه قل

مثال ذاك قول بعض من خلا

(صبر جميل فكلانا مبتلى)

وملحق (فى ذمّتى لأفعلن)

بذا حكاه الفارسى ذو علن

٤٥٢

وإن يكن مخصوص (نعم) خبرا

فهو لما إظهاره قد حظرا

ولا تجز تنكير الاسم المبتدا

إلا إذا نيل استفادة بدا

كحال مختصّ بعطف ، أو عمل

أو صفة كـ (رجل عدل وصل)

ومثل إخبار بمختصّ سبق

من ظرف او شبيهه كـ (بى رمق)

وكاقتفا استفهام او نفى كـ (هل

عذر لكم فما اعتداء محتمل)

وقد يفيد المبتدا منكّرا

مجرّدا من كلّ ما قد ذكرا

نحو : (امرؤ أنفع لى من امرأة)

و (سيف اوقى للفتى من منسأه)

والأصل فى الكلام تأخير الخبر

وجائز تقديمه ، إذ لا ضرر

والتزم الأصل إذا لبس حذر

ك (عمرو الجانى) و (عامر عذر)

ولا التزام إن أزيل اللّبس

ك (اللّيث زيد) و (أجادوا الحمس)

ولازم تقديم مفرد وجب

تصديره بنفسه ، أو بسبب

نحو : (متى السّير)؟ و (أين خالد)؟

و (ما لزيد)؟ و (فتى من وافد)؟

وأخّرنّ خبرا بالفا قرن

حتما ، وما لما بلام مقترن

وكلّ جزء حصرته إنّما

أو لفظ (إلا) منع التّقدّما

وإن يعد لخبر ضمير

من مبتدا يوجب له التّأخير

ك (عند هند فى الخباء بعلها)

و (فى النّفوس مستسرّا فضلها)

كذا إذا ما كان (أنّ) المبتدا

وبعد (أمّا) خيّرنّ أبدا

وفى كلامهم تعدّد الخبر

مطلقا او لفظا كقول من غبر

(من كان ذا بتّ فهذا بتّى

مقيّظ ، مصيّف ، مشتّى)

فصل فى دخول الفاء على خبر المبتدإ

والفا أجز فى خبر اسم شبه ما

ضمّن معنى الشّرط كـ (الّذى) و (ما)

إذا بظرف ، أو بفعل وصلا

وعمّما ، واقتضيا مستقبلا

كذا منكّر يضاهى ما ذكر

وفى مضاف لهما ذاك اعتبر

إن عمّ ، والموصوف بالموصول فى

ذا الحكم مثله لمعنى ما خفي

وذا الجواز بعد (لكنّ) و (أنّ)

و (إنّ) باق وأبى أبو الحسن

وغير باق هو بعد ما بقى

بغير خلف فانتق الّذى انتقى

٤٥٣

باب الأفعال الرافعة الاسم الناصبة الخبر

كان بها المبتدأ ارفع ناصبا

خبره كـ (كان زيد صاحبا)

ومثل (كان) : (ظلّ) (بات) (أضحى)

(أصبح) (أمسى) (صار بشر سمحا)

وهكذا (ليس) و (زال) و (برح)

(فتئ) و (انفكّ) وكلّ متّضح

وألزم الأربعة الأواخرا

نفيا كـ (ما زال ابن عوف شاكرا)

ومثل (كان) : (دام) بعد ما لدى

إفهام مدّة كقول من شدا

(لتقربنّ قربا جلذيّا

ما دام فيهنّ فصيل حيّا)

وما سوى (دام) و (ليس) صرّفا

وللتّصاريف اجعلن ما وصفا

فغير ماض مثله فى العمل

كذا اسم فاعل ومصدر جلى

من ذاك : (لست زائلا أحبّك)

(كونك إيّاه) كذاك قد حكى

واجعل كـ (صار) ما بمعناه ورد

(آض) (رجع) عاد (استحال) و (قعد)

و (حار) و (ارتدّ) كذا (تحوّلا)

وهكذا (غدا) و (راح) جعلا

وألحقوا بهنّ (جاءت حاجتك)

من بعد (ما) فاصرف لها عنايتك

ومثل (صار) سابقاته سوى

(بات) وستّهنّ فى رأى سوا

وقدّم ان شئت على الفعل الخبر

ما لم يكن (دام) وفى (ليس) نظر

ومنع تقديم عليها أمثل

عندى ، وقوم الجواز فضّلوا

وما بمنفىّ بـ (ما) علّق لا

يسبقها ، والخلف فيه قد خلا

وحيث لا مانع للتّوسيط قد

يجوز فى كلّ ، وحتما قد ورد

فى نحو : (كان عند هند بعلها)

و (ليس فى تلك الدّيار أهلها)

فى نحو : (كان الماء زيد شاربا)

منعا لأهل البصرة اجعل ناسبا

وغيرهم أجاز ، والجواز عمّ

فى نحو : (كان المال يبذل الخضمّ)

ونحو : (كان عندنا زيد حضر)

أجز فللظّرف اتّساع يغتفر

وما أتى فى الشّعر مثل الأوّل

ففيه تقدير ضمير ينجلي

وبعض ذى الأفعال بالرّفع اكتفى

فتمّ والنّقصان غيره اقتفى

وللتّمام قابل كلّ سوى

(فتئ) (ليس) (زال) فاشكر من روى

وزيد (كان) بين جزأى جمله

وشذّ حيث حرف جرّ قبله

كذا (تكون) زائدا ـ أيضا ـ ندر

وفيه قول امرأة ممّن غبر

٤٥٤

(أنت تكون ماجد نبيل

إذا تهبّ شمأل بليل)

وشذّ (أمسى) زائدا و (أصبحا)

كلّا رواه ناقلوه موضحا

وحذف كان بعد (إن) أو (لو) ورد

وبعد (أن) تعويض (ما) عنها استند

من ذاك : (أمّا أنت ذا) وأربعه

أوجه (إن خيرا فخير) مقنعه

أجودها نصب يليه رفع

والعكس واه لا عداك نفع

و (كان) واسمها نوى من قالا

(أمرعت الأرض لو انّ مالا

لو أنّ نوقا لك ، أو جمالا

أو ثلّة من غنم إمّا لا)

واقرن إذا شئت بـ (إلا) بعد ما

ينفى جوازا خبرا قد سلما

من كونه لا يقبل الإيجابا

نحو (يعيج) فاعرف الأسبابا

وفه إذا أوجبت ما (ليس) نفى

كمثل : (ليس الحرّ إلا من وفى)

ونحو : (لم يزل) ينافى ذاكا

فاستعمل التّأويل إن أتاكا

و (يك) فى (يكن) أجز ما لم تصل

بساكن والحذف نزرا قد نقل

والخبر المنفى ـ غالبا ـ يجرّ

ك (لست بابنى حيث لم تكن ببرّ)

وذكر (إلا) مانع كـ (ليس ذا

إلا امرؤ لم يخل من كفّ الأذى)

ومبطل (إلا) لدى تميم

إعمال (ليس) فارو ذا تتميم

يقال : (ليس البرّ إلا ذو التّقى)

والنّصب مختار فكن محقّقا

وما على المجرور بالبا نسقا

فانصب وإن تجرره فهو المنتقى

وحيث يتلو سببى ما عطف

فزد مع الوجهين رفع المنعطف

ك (ليس عامر بمستهام

ولا ملمّ قلبه بذام)

وربّما قدّرت البا فولى

معطوف الّذ مع لفظها يلي

وقبل أجنبى ارفع بعد (ما)

وبعد (ليس) مطلقا فيه احكما

من بعد با كـ (لست بالوانى ولا

غمرا أنا) والجرّ عمرو حظلا

باب (ما) و (لا) و (إن) المشبهات بـ (ليس)

أهل الحجاز ألحقوا بـ (ليس) (ما)

إن عدمت (إلا) و (إن) وقدّما

ذو خبر ، وإن تؤخّره بطل

إعمال (ما) ، كذاك يبطل العمل

بكون الاسم بعد معمول الخبر

وبعد ظرف أبقه ، أو حرف جرّ

٤٥٥

ورفع (ما بها زيد) بـ (ما)

وموضع المجرور نصب زعما

وذاك فيه نظر ، والمنعطف

هنا على المنصوب إن بـ (بل) عطف

أو (لكن) ارفعه ، ونصب ربّما

جاء هنا فى خبر تقدّما

وما لـ (ما) عند تميم عمل

لأنّها حرف لديهم مهمل

وبعد بالبا قد يجرّون الخبر

كغيرهم وذا كثير اشتهر

وجاء مجرورا بباء بعد (إن)

ك (ما إن الله بغافل) فدن

وجرّت البا خبرا من بعد (هل)

وذو انتصار من بهذين استدلّ

وأعملوا فى النّكرات (لا) كـ (ما)

مثاله : (لا متعد مسلما)

و (لا أنا باغيا) آت عن ثقه

وفيه بحث بارع من حقّقه

واسما لـ (لات) : (الحين) محذوفا جعل

ونصب (حين) خبرا بعد نقل

وقد يرى المحذوف بعد خبرا

والثّابت اسما حيث مرفوعا جرى

فى (لات هنّا) ما لـ (لات) عمل

وبعضهم (هنّا) لها اسما يجعل

وملحق بـ (ما) : (إن) النّافى لدى

محمّد فيه الكسائى أنشدا

إن هو مستوليا ـ اعلم ـ وأبو

بشر بإيماء إلى ذا يذهب

وب (إن الّذين) مع (عبادا

أمثالكم) تلفى لذا اعتضادا

باب أفعال المقاربة

وهاك أفعالا إلى المقاربه

تعزى ومع (كان) لها مناسبه

وكاسمها اسمهنّ لكنّ الخبر

هنا مضارع ، ومفردا ندر

نحو (عسيت صائما) ونقلا

(عسى الغوير أبؤسا) تمثّلا

وخبر (مرتعها قريب)

ل (جعلت) وبيته غريب

والتزم التّجريد فى أخبار ما

يعنى به الشّروع من تكلّما

ك (هبّ) (أنشأ) (جعلت) و (طفق)

(طبق) بعده (أخذت) و (علق)

واقرن بـ (أن) بعد (حرى) و (اخلولقا)

وقد ترى (أولى) بذين ملحقا

و (أوشك) التّخيير فيها و (كرب)

كذا (عسى) و (كاد) دون (أن) غلب

ول (عسى) عكس وعند ترك (أن)

يعزو إليها خبرا من قد فطن

كذاك غيرها وقد تستغنى

عن خبر بنحو أن تستثني

٤٥٦

إن أسندت له كذاك (اخلولقا)

وهكذا (أوشك) حيث اتّفقا

وجائز (ذان عسى أن يفعلا)

أو (عسيا) وقس فليس مشكلا

والسّين من نحو : (عسيت) قد يرى

منكسرا ، ونافع به قرا

واستعملوا مضارعا لـ (أوشكا)

و (كاد) واحفظ (كائدا) و (موشكا)

وما لذى الأفعال بالتّصريف يد

سوى الّذى ذكرت فادر المستند

ولدليل استجز حذف الخبر

هنا ومنه قول بعض من غبر

(يا أبتا علّك أو عساكا)

ونائب التّا : الكاف فاعرف ذاكا

هذا اختيارى تابعا أبا الحسن

منظّرا ما قال شاد ذو علن

(يا ابن الزّبير طالما عصيكا

وطالما عنّيتنا إليكا)

والعملين سيبويه عكسا

مسوّيا هنا (لعلّ) و (عسى)

والآخر اسم والمقدّم الخبر

عند أبى العبّاس فاعرف الصّور

وبثبوت (كاد) ينفى الخبر

وحين تنفى (كاد) ذاك أجدر

فـ (كدت تصبو) منتف فيه الصّبا

و (لم يكد يصبو) كمثل (إن صبا)

وغير ذا على كلامين يرد

ك (ولدت هند ولم تكد تلد)

باب الحروف الناصبة الاسم الرافعة الخبر

ل (إنّ) عكس ما لـ (كان) من عمل

فى خبر ، واسم ، وهكذا (لعلّ)

و (ليت) مع (لكنّ) هكذا (كأنّ)

وقيل فى (لعلّ) : (علّ) و (لعنّ)

و (عنّ) ـ أيضا ـ ثمّ (أنّ) و (لأنّ)

كذا (لغنّ) و (رعنّ) و (رغنّ)

وكلّ ما (كان) عليه دخلا

فاجعل لذى الحروف فيه عملا

ما لم يعنّ مانع ككون ما

أسند ممّا ألزم التّقدّما

والتزمن هنا تأخّر الخبر

إلا إذا ظرفا أتى أو حرف جرّ

تقول : (إنّ خالدا ذو فضل

وإنّ فيه شغفا بالبذل)

وواجب تأخيرك اسما يشتمل

على ضمير ما بمسند وصل

ك (إنّ فى خباء هند بعلها)

و (ليت للمضنى بسعدى مثلها)

ولدليل جوّزوا حذف الخبر

وبعد واو «مع» وجوبا اشتهر

كذا كنحو : (إنّ زيدا سيرا

سيرا) و (إنّ النّصر ميرا ميرا)

٤٥٧

ونحو : (إنّ أكثر اشتغالى

به وحيدا مكتف بحال)

والحذف بعد (ليت شعرى) التزم

وذكر الاستفهام بعده حتم

ونحو : (إنّ قائما عبداكا)

أجاز يحيى ، وسعيد ذاكا

و (ما) تكفّ العمل الموصوفا

زائدة إن تل ذى الحروفا

ك (إنّما الله إله) وأتى

فى (ليتما) الوجهان فيما أثبتا

وغير (ليت) لاحق به لدى

قوم قياسا ، وبنقل عضّدا

وكسر (إنّ) الزم بحيث يعتقب

اسم وفعل ، فلبدء ذا يجب

أو كونها محلّ حال ، أو صله

أو لجواب قسم مكمّله

أو وليت فعلا بلام علّقا

أو حكيت من بعد قول مطلقا

والكسر والفتح يجوّزان إن

(إذا) فجاءة تلت أو تقترن

بفا الجزاء ، أو (أما) أو أوليت

فعل يمين دون لام أو تلت

قولا كـ (ظنّ) أو بـ (إنّ) مخبرا

عنه وثان جا لـ (إنّ) خبرا

وكلّ موضع سوى ما قدّما

ففتح همز (إنّ) فيه التزما

وبعد ذات الكسر لام الابتدا

تأتى كـ (إنّ خالدا لذو هدى)

والثّانى المثبت ممّا يقتضى

يلحق نحو : (إنّ زيدا لوضى)

وإن يكن فعل مضى صرّفا

ولم يقارن (قد) فذا اللام انتفى

(أمّ الحليس لعجوز شهربه

ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه)

وقد تليه واو مع وقد يرد

مع اسم إثر ظرف اكفاه قصد

وأوله معمول غير الماض إن

وسّط فهو باستباحة قمن

وجنّبوه جزأى الشّرط وفى

لحاقه الجزا أبو بكر قفي

ويلحق الفصل وزائدا يعدّ

فيما سوى هذا وممّا قد ورد

وخبر المعطوف بعد (إنّ) إن

قارنها استحسنه كلّ فطن

وإن تخفّف (أنّ) أو (كأنّا)

فبعدها انو الاسم مستكنّا

وقد يبين ، وإذا ما أضمرا

مع (أن) فجملة تجيء خبرا

وإن بفعل صدّرت غير دعا

وغير ما تصرّفا قد منعا

فالأحسن الفصل بـ (قد) أو نفى أو

تنفيس او (لو) ، وقليل ذكر (لو)

وقبل (أن) ذى علم او ظن لزم

وبشذوذ ما سوى هذا وسم

٤٥٨

وخفّفت (إنّ) فقلّ العمل

وإن تلا فعل فممّا يعزل

عمل الابتدا وشذّ نحو : (إن

قتلت) والثّانى بلام يقترن

فارقة إن لم يكن يستغنى

عن ذكرها بعمل أو معنى

ونصب ما على اسم ذا الباب عطف

أجز بلا قيد ، وبالرّفع اعترف

ل (إنّ) بعد خبر ، وقبل أن

نويت تأخيرا ، و (أنّ) مثل (إنّ)

والرّفع ـ مطلقا ـ رأى الكسائى

وإن يك الإعراب ذا خفاء

وقدّم المعطوف فالفرّاء قد

يرفع عموما ، وبفتواه ورد

«يا ليتنى وأنت يا لميس

فى بلد ليس به أنيس»

وصحّ «أجمعون ذاهبونا»

«وإنّهم» من قبل «أجمعون»

وناصب يحيى بـ (ليت) الخبرا

وبعضهم عمّ ، وممّا سطّرا

«كأنّ أذنيه إذا تشوّفا

قادمة أو قلما محرّفا»

باب (لا) العاملة عمل (إن)

إذا منكّر بمعنى (من) يلى

(لا) فب (إنّ) ألحقت فى العمل

وتلوها انصبن بها اسما إن يضف

أو يك كالّذ بالإضافة اتّصف

كمثل (لا صاحب برّ مسلم)

و (لا كريما أصله متّهم)

والمفرد افتح معها مركّبا

ك (لا صلاح لمسيء أدبا)

وإن عطفت مثله عليه

فالرّفع والنّصب انسبن إليه

والفتح ـ أيضا ـ زد إذا كرّرت (لا)

وكنت بالفتح وسمت الأوّلا

وإن رفعته فما للثّانى

فى النّصب حظّ بل له الوجهان

وفتح معطوف بناء قد يرد

بقصد تركيب و (لا) لفظا فقد

والأوجه الثّلاثة الوصف أنل

إن كان مع إفراده لم ينفصل

والفتح ممنوع إذا لم يتّصل

أو كان غير مفرد ولو وصل

والثّانى من (لا ماء ماء باردا)

نوّن أو اجعلنهما اسما واحدا

ونحو : (لا ابنين) و (لا أب) اطّرد

ونحو (لا أبا) و (لا ابنى) قد ورد

بشرط كون اللام بعد مقحما

ونحو (لا أباك) نزرا علما

وإن أتاك علم وهو اسم (لا)

فكن له بشائع مؤوّلا

٤٥٩

كقولهم فى رجز مروى

(لا هيثم اللّيلة للمطى)

وأعط (لا) مع همز الاستفهام

فى غير عرض ما بلا استفهام

وفى تمنّ بـ (ألا) لا تلغ (لا)

وغير نصب تابع اسمها احظلا

وشاع فى ذا الباب إسقاط الخبر

إذا المراد مع سقوطه ظهر

وذاك فى عرف تميم يلزم

والاسم للعلم به قد يعدم

ولازم فى سعة تكرير (لا)

إذا بذى التّعريف محضا وصلا

كذا إذا يتلوه نعت أو خبر

أو حال الا فى اضطرار من شعر

باب الأفعال التى تنصب المبتدأ والخبر مفعولين

بفعل علم لا لعرفان نصب

مبتدأ وخبر وب (حسب)

كذا مرادفات ذين كـ (يرى)

و (ظنّ) مع (حجا) و (خال) و (درى)

و (عدّ) مع (هب) و (تعلّم) و (سمع)

إن يك باسم غير مسموع تبع

وألحقوا (زعم) (ألفى) و (وجد)

وما لتصيير ، وشبهه كـ (ردّ)

وبعضهم ألحق ـ أيضا ـ (ضربا)

فى مثل والجعل أجدى (وهبا)

فكان منها و (تخذت) و (اتّخذ)

إن أفهما معنى عن الكسب انتبذ

وما استحقّ خبر ومبتدا

فمع ذى الأفعال يأتى أبدا

كأضرب الثّانى من الجزأين

وكونه لمعنى او لعين

وكون ما ركّبته مفيدا

فى كلّ التزم ولا تحيدا

وحذف ما بيّنه دليل

هناك ههنا له سبيل

وجائز سقوط جزأين هنا

إن كان ذكر ما تبقّى حسنا

و (أن) و (أنّ) مع ما به وصل

عن جزأى الإسناد مغنيا جعل

ك (يحسبون أنّهم على شى)

و (ما ظننت أن يخان فى الفى)

وما سوى (هب) و (تعلّم) و (وهب)

صرّف وأوجب للصّروف ما وجب

وغير (هب) قلبيّا إن لم يبتدا

يلغ جوازا فهو كالّذ فقدا

ك (خالد خلت أخ) و (عامر

سمح أرى) و (ذا علمت ناصر)

وربّما ألغى سابق سبق

بما به الجزء الأخير معتلق

ك (أين خلت جعفر مقيم)

و (للنّدى أرى الفتى مديم)

٤٦٠