شرح الكافية الشّافية - ج ٢

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٦٧٨
الجزء ١ الجزء ٢

«مذرى» (١) ـ فى التقدير ـ وألف المقصور الرابعة فصاعدا تقلب فى التثنية ياء ، واويا كان الاسم أو غير واوى ، إلا أن «المذروين» لازمه لفظ التثنية ، فأشبهت واوه واو «شقاوة».

وكذلك قالوا لطرفى الحبل : «ثنايان» والأصل أن يقال : «ثناءان» أو «ثناوان» لأنه فى التقدير تثنية «ثنا» و «ثناء» نظير «بناء» ، وقد تقدم الكلام عليه.

وإنما ترك فى «ثناءين» الأصل لأن لفظ التثنية لازمه فأشبهت ياؤه ياء «نهاية».

ثم نبهت على أنه قد يستغنى عن تثنية اسم بتثنية مطابقه إذا كان أخصر كـ «سى» فإنه أخصر من «سواء» فأغنت تثنيته عن تثنيته ؛ لأن «سيّين» أخف من «سواءين» ، على أن أبا زيد حكى عن بعض العرب أنه يقول : «سواءان».

ومن الاستغناء بتثنية الأخف قولهم فى تثنية «ألية» و «خصية» : «أليان» و «خصيان» وذلك أن من العرب من يقول : «ألى» و «خصى» فاستغنى الأكثرون بتثنية المجرد عن التاء عن تثنية المؤنث بها.

ومنهم من لا يستغنى كقول عنترة : [من الوافر]

متى ما تلقنى فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا (٢)

(ص)

واختير جمع فى مثنّى كـ (شرح

صدراكما) وفيه إفرادا أبح

وهو من الأصل أحقّ ، والتزم

فى نحو (قبّل كفّ قيس وهرم)

وجمع ما ليس بجزء إن أمن

لبس أجز فليس يأباه فطن

نحو بـ (أسيافكما اضربا العدى)

و (فى عمائمكما مجد بدا)

وما إضافة لجزأين اقتضت

فلهما مميّزين قد ثبت

نحو : (هما ضخما الرّءوس) و (هما

منطلقان ألسنا إن كلّما)

وما لهذا الجمع يعزى من خبر

وغيره مثنّى او جمعا يقر

والعطف لا التّثنية استعمل لدى

تخالف اللّفظ ، وما قد وردا

من (أبوين) ، والمضاهيه فلا

تجزه إلّا بسماع قبلا

__________________

(١) المذريان : أطراف الألية.

ينظر : القاموس (ذرو).

(٢) تقدم تخريج هذا البيت.

٢٤١

ومنع الأكثر أن يثنّى

أو يجمع المختلفان معنى

وكلّ شيئين مؤدّيين ما

لواحد فراع فيما لهما

مطلوب ذى إفراد او ذى تثنيه

ففى كليهما بقصد توفيه

(ش) إذا أضيف جزآن إلى كليهما ، ولم يفرق المضاف إليه ، جاز فى المضاف أن يجمع ، وأن يوحد ، وأن يثنى.

والجمع أجود كقوله ـ تعالى ـ : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [التحريم : ٤] ، وكقوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : «إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه» (١).

والثانى أجود من الثالث ؛ لأن الثالث لم أره فى غير الشعر كقول الشاعر : [من الكامل]

فتخالسا نفسيهما بنوافذ

كنوافذ العبط التى لا ترقع (٢)

وأما الثانى : فوارد فى النثر والنظم ، وفى الحديث فى صفة وضوء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مسح أذنيه ظاهرهما ، وباطنهما» (٣).

ومن أمثلة الفراء فى «كتاب المعانى» : «ايتنى برأس شاتين».

وإلى تفضيل الإفراد على التثنية أشرت بقولى :

وهو من الأصل أحقّ ..

 .........

أى : أن الإفراد فى نحو : «ايتنى برأس شاتين» أحق من الأصل وهو أن يقال : «ايتنى برأسى شاتين».

ولو قيل : «برءوس شاتين» ـ بلفظ الجمع ـ لكان أجود.

__________________

(١) رواه مالك فى الموطأ (٢ / ٩١٤ ـ ٩١٥) كتاب : اللباس ، باب : ما جاء فى إسبال الرجل ثوبه ، حديث (١٢) ، والطيالسى (٢٢٢٨) ، والحميدى (٧٣٧) ، وأبو داود (٤ / ٥٩) كتاب : اللباس ، باب : فى قدر موضع الإزار حديث (٤٠٩٣) ، وابن ماجه (٢ / ١١٨٣) كتاب : اللباس ، باب : موضع الإزار أين هو؟ حديث (٣٥٧٣) ، والنسائى فى الكبرى «تحفة الأشراف» (٤١٣٦) ، وأحمد (٣ / ٥ ، ٦ ، ٣٠ ، ٤٤ ، ٥٢ ، ٩٧) وابن حبان (١٢ / ٢٦٣) (٥٤٤٧) ، وأبو يعلى (٩٨٠) ، والبيهقى (٢ / ٢٤٤) ، من حديث أبى سعيد الخدرى

(٢) البيت لأبى ذؤيب فى الدرر ١ / ١٥٨ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٧٢٦ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٤٠ ، ولسان العرب (خلس) ، (عبط) ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ٥١.

(٣) رواه الترمذى فى الطهارة ، باب : مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما ، حديث (٣٦) من حديث ابن عباس ، ورواه النسائى (١ / ٧٤) ، وابن حبان (١٠٧٨) ، وغيرهم بنحوه.

٢٤٢

ولو كان المضاف إليه مفرقا لزم الإفراد كقوله ـ تعالى ـ : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [المائدة : ٧٨] ، وفى حديث زيد ابن ثابت ـ رضى الله عنه ـ : «حتّى شرح الله صدرى لما شرح له صدر أبى بكر وعمر» ـ رضى الله عنهما ـ (١).

وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :

 ........ والتزم

فى نحو «قبل كفّ قيس وهرم»

فلو لم يكن المضافان جزأى (٢) المضاف إليهما لم تعدل عن لفظ التثنية مخافة اللبس نحو قولك : «أعطهما درهميهما».

فإن أمن اللبس جاز الجمع كقولك : «قهرتما العدوّ بأسيافكما». وفى الحديث أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبى بكر وعمر ـ رضى الله عنهما ـ : «ما أخرجكما من بيوتكما» (٣).

وإن كان الجزآن مميزين لكليهما فلهما من اختيار مجيئهما بلفظ الجمع ما لهما حين يضافان نحو قولى :

 ... «هما ضخما الرّءوس» و «هما

منطلقان ألسنا» ...

ومنه قول الشاعر : [من الطويل]

أقامت على ربعيهما جارتا صفا

كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما (٤)

فقال : كميتا الأعالى. والمراد : الأعليان.

فإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :

__________________

(١) جزء من حديث زيد بن ثابت الأنصارى فى جمع القرآن رواه البخارى فى «صحيحه» (٩ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥) كتاب التفسير ، باب : قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، حديث (٤٦٧٩) ، والحديث رواه الترمذى فى سننه (٣١٠٣) ، والنسائى فى فضائل القرآن (٢٠) ، وفى الكبرى (٧٩٩٥) ، (٨٢٨٨) ، وابن أبى داود فى المصاحف (ص ١٢ ، ١٣ ، ١٤) وأبو يعلى فى مسنده (٦٣) ، (٦٤) ، (٦٥) ، (٧١) ، (٩١) ، وابن حبان (٤٥٠٦) ، (٤٥٠٧) ، والبيهقى (٢ / ٤٠ ، ٤١).

(٢) فى أ : جر

(٣) جزء من حديث رواه مسلم فى صحيحه (٣ / ١٦٠٩) كتاب : الأشرية ، باب : جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك ، حديث (٢٠٣٨) من حديث أبى هريرة ، وفيه قصة.

ورواه ابن ماجه (٣١٨٠) ، وأبو يعلى (٦١٧٧) ، وغيرهما من حديث أبى هريرة مختصرا ، وليس فيه القصة ولا موضع الشاهد الذى ذكره المصنف رحمه‌الله.

(٤) تقدم تخريج هذا البيت.

٢٤٣

وما إضافة لجزأين اقتضت

فلهما مميّزين قد ثبت

أى : للجزأين فى حال كونهما مميزين لكليهما ما ثبت لهما فى حال إضافتهما إلى ما هما جزآن له.

ثم مثلت بـ «ضخما الرّءوس» و «المنطلقان ألسنا».

ولك فيما لهذا الجمع من خبر وغيره أن تأتى به على وفق اللفظ فتجمعه ، وعلى وفق المعنى فتثنيه :

فالأول كقولك : «رءوسهما ضخام».

والثانى كقولك : «رءوسهما ضخمان» ومثل هذا قول الشاعر : [من الطويل]

رأوا جبلا هدّ الجبال إذا التقت

رءوس كبيريهنّ (١) ينتطحان (٢)

ولا يجاء بالمختلفين فى اللفظ إذا اشتركا فى حكم إلا معطوفا أحدهما على الآخر نحو : «جاء زيد وعمرو» و «رأيت عمّة وخالة».

وأما نحو «أبوين» فى «الأب والأمّ» ، و «القمرين» فى «الشّمس والقمر» فشاذّ لا يقاس عليه.

ومنع أكثر الناس التثنية والجمع فى الأسماء المتفقة لفظا لا معنى.

والذى أراه أن ذلك جائز إذا فهم المعنى كقولك : «رأيت نجمين : سماويّا وأرضيّا» و «لى عينان : منقودة ومورودة» ، وقد استعمل ذلك كثير من الفصحاء.

ولا خلاف فى إعادة ضمير واحد على مختلفى المعنى كقولك : «لى عين مال ، وعين ماء أبيحهما للضّيف».

فكما جاز الجمع بينهما فى الإضمار ، يجوز الجمع بينهما فى الإظهار ، بشرط أمن اللبس.

وممن رأى ما رأيته أبو بكر بن الأنبارى واحتج بقول [النبى](٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأيدى ثلاث : يد الله وهى العليا ، ويد المعطى ، ويد السّائل» (٤) فعبر بـ «الأيدى» عن «يد

__________________

(١) فى أ : كبيرهن.

(٢) البيت بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ١١٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢٩٩ ، ٣٠١ ، والخصائص ٢ / ٤٢١ ، ولسان العرب (رأس).

(٣) سقط فى أ.

(٤) رواه أبو داود كتاب : الزكاة ، باب : فى الاستعفاف ، حديث (١٦٤٩) ، وأحمد (٣ / ٤٧٣) ، ـ

٢٤٤

الله» ـ جل وتعالى ، وتبارك وتقدس ـ وعن «يد المعطى ، والسّائل» ؛ للاشتراك اللفظى دون المعنوى.

وقد جمع فى التثنية بين الحقيقة والمجاز كثيرا كقولهم : «القلم أحد اللّسانين» و «الخال أحد الأبوين» ، وهذا شبيه بتثنية المشتركين وضعا.

وأشرت بقولى :

وكلّ شيئين مؤدّيين ما

لواحد .......

إلى نحو «العينين» و «الأذنين» قد يخبر عنه بمثنى وهو الأصل ، وقد يخبر عنه بمفرد ؛ لأن «العينين» حاسة النظر ، و «الأذنين» حاسة السمع و «اليدين» حاسة البطش ، فإفراد ما لكل اثنين منها جائز.

وكذلك التعبير بأحدهما عن اثنيهما ، فمن إفراد الخبر قول الشاعر : [من الطويل]

سأجزيك خذلانا بتقطيعى الصّوى (١)

إليك وخفّا زاحف يقطر الدّما (٢)

ومن إفراد الضمير قول الآخر : [من الكامل]

وكأنّ بالعينين حبّ قرنفل

أو سنبلا كحلت به فانهلّت (٣)

ومن الاستغناء بلفظ الواحد قول امرئ القيس : [من المتقارب]

وعين لها حدرة (٤) بدرة (٥)

شقّت مآقيهما (٦) من أخر (٧)

__________________

ـ (٤ / ١٣٧) ، وابن خزيمة (٢٤٤٠) من حديث مالك بن نضلة مرفوعا.

ورواه أحمد (١ / ٤٤٦) ، وابن خزيمة (٢٤٣٥) من حديث ابن مسعود به مرفوعا أيضا.

(١) الصّوى : ما غلظ من الأرض وارتفع.

ينظر : اللسان (صوى).

(٢) البيت للعين المنقرى فى لسان العرب (دمى) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (زحف) ، وتاج العروس (زحف).

(٣) البيت لسلمى بن ربيعة فى خزانة الأدب ٧ / ٥٥٣ ، ٥٥٥ ، وسمط اللآلى ص ١٧٣ ، ٢٦٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٥٤٧ ، ونوادر أبى زيد ص ١٢١ ، ولعلباء بن أرقم فى الأصمعيات ص ١٦١ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ٣٥٨ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٩٧ ، ١١ / ٣٤٦ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢٥٣ ، ولسان العرب (هلل).

(٤) عين حدرة : عظيمة ، أو غليظة صلبة ، أو حادة النظر. ينظر القاموس (حدر).

(٥) عين بدرة : تبدر بالنظر ، أو تامة كالبدر. نظر القاموس (بدر).

(٦) المآقى : مفردها : مؤق وهو : طرف العين مما يلى الأنف. ينظر : مختار الصحاح (مأق).

(٧) البيت فى ديوانه ص ١٦٦ ، ولسان العرب ، (أخر) ، (بدر) ، (حدر) ، والتنبيه والإيضاح ـ

٢٤٥

فصل فى كيفية جمع التصحيح

(ص)

وما على حدّ المثنّى جمعا

فى صحّة وغيرها اجعل تبعا

وشرطه وما به يعرب قد

مضى فلا يفتك منه معتمد

وآخر المقصور أسقط موليا

مفتوحه الواو أو اولينه (يا)

ك (جاءنى الأعلون مستدعينا

والمرتضون من بنى الأدنينا)

وحذف يا منقوص الزم واشكلا

بالضّمّ والكسر الّذى كان تلا

ك (المهتدون قهروا الغاوينا

وسخّر المؤتون للآتينا)

وذا عن الكوفين ـ أيضا ـ قد أثر

فى زائد آخره ممّا قصر

وما استحقّت همزة الممدود فى

تثنية ذاك هنا بها اقتفى

وحرّكوا آخر غير ما ذكر

بالضّمّ قبل الواو قبل اليا كسر

وجمع تصحيح بتاء وألف

قد سبق الكلام فيه وعرف

فاجعل لما أوليت منه الألفا

ما كان فى تثنية قد ألفا

لكنّ تا تأنيث مفرد هنا

يلزم حذفها ففى الثّانى غنى

وبعد حذفها فللّذى تلت

ما فى تطرّف لمثله ثبت

ففى (فتاة) (فتيات) قل كما

قلت : (فتى) و (فتيان) فاعلما

كذا (سماوات) يقال فى (سما)

كما يثنّى بـ (السّماوين) السّما

والسّالم العين الثّلاثى اسما أنل

إتباع عين فاءه بما شكل

إن ساكن العين مؤنّثا بدا

مختتما بالتّاء أو مجرّدا

وسكّن التّالى غير الفتح أو

فافتحه تخفيفا فكلّا قد رووا

وبعد فتح السّكون لا تجز

إلّا اضطرارا مثل قول المرتجز :

(يدلننا اللّمة من لمّاتها

فتستريح النّفس من زفراتها)

ومنعوا إتباع نحو (ذروة)

و (زبية) وشذّ كسر (جروة)

وما كـ (بيضة) و (جوزة) فعن

هذيل افتح ، ولغيرهم سكن

__________________

ـ ٢ / ٧٧ ، وتهذيب اللغة ٤ / ٢٠٩ ، وجمهرة اللغة ص ٥٠٠ ، والمخصص ٢ / ٥ ، ١٦ / ١٨٥ ، وديوان الأدب ١ / ١٣٨ ، وتاج العروس (أخر) ، (بدر) ، (حدر) ، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ١ / ٢٠٨.

٢٤٦

والزم سكون العين فى الصّفات

ك (ضخمة من نسوة ضخمات)

و (كهلات) شذّ فى (الكهلات)

ومن يقس فليس ذا ثبات

و (لجبة) و (ربعة) قد جمعا

بالفتح إذ فتحاهما قد سمعا

فكان فى جمعهم لـ (فعله)

عن جمع (فعلة) غنى للنّقله

(ش) الجمع الذى على حد المثنى هو نحو «الزّيدين» و «العمرين» وقد ذكر فى باب الإعراب ما يعرب به ، وما يطرد منه وما لا يطرد.

وإلى هذا أشرت بقولى :

وشرطه ، وما به يعرب قد

مضى ......

والمراد هنا تبيين ما يعرض فيه من تغيير ، فنبهت على أن آخرا تلحقه علامته يفعل به ما فعل به مع علامة التثنية من صحة وغيرها.

فالصحة : سلامته من حذف وقلب.

وغير الصحة : حذف ألف المقصور ، وياء المنقوص ، وقلب همزة بعض الممدود واوا.

ولا بد للمقصور عند حذف ألفه من بقاء الفتحة التى كانت تليها ، وشغل مكانها بواو فى الرفع وياء فى الجر والنصب كقولى :

جاءنى الأعلون مستدعين

والمرتضون من بنى الأدنين

وأجاز الكوفيون ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء فى المقصور الذى ألفه زائدة ، كقولك فى «سلمى» ـ اسم رجل ـ : «جاء السّلمون ومررت بالسّلمين».

ولا يجيز البصريون إلا «جاء السّلمون» و «مررت بالسّلمين».

ولا بد للمنقوص عند حذف يائه من ضم ما قبل الواو ، واستصحاب الكسرة قبل الياء كقولى :

 ........

«سخّر المؤتون للآتينا»

وأما الممدود فتعامل همزته فى هذا الجمع معاملتها فى التثنية فيقال فى جمع «براء» : «براءون» كما يقال فى تثنيته : «براءان».

ويقال فى «زكريّاء» : «زكريّاءون» كما يقال فى تثنيته : «زكريّاءان».

ويقال فى «عطاء» و «علباء» ـ اسمى رجلين ـ : «عطاءون» ، و «علباءون» و «عطاوون» و «علباوون» كما يقال فى التثنية : «عطاءان» و «علباءان» و «عطاوان»

٢٤٧

و «علباوان».

وإلى هذا أشرت بقولى :

وما استحقّت همزة الممدود فى

تثنية ذاك هنا بها اقتفى

ثم أشرت بقولى :

وحرّكوا آخر غير ما ذكر

بالضّمّ قبل الواو قبل اليا كسر

إلى أن ما ليس مقصورا ولا منقوصا ، ولا ممدودا تغير همزته فى التثنية ، فإنه لا يغير فى هذا الجمع بأكثر من تحريك آخره بضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء ، كقولك فى «قارئ» و «مرضى» و «مرجو» : «قارئون» و «مرضيّون» و «مرجوّون».

وقد تقدم ـ أيضا ـ الكلام على إعراب جمع المصحح بالألف والتاء ، وبين ما يطرد منه وما لا يطرد ، والمراد هنا تبيين ما يلحقه من تغيير.

فنبهت على أن للحرف الذى تليه ألف هذا الجمع ما له مع ألف التثنية فيقال فى «سعدى» : «سعديات» كما يقال فى التثنية : «سعديان» ، ويقال فى «رضى» ـ اسم امرأة ـ : «رضوات» كما يقال فى التثنية : «رضوان».

ثم نبهت على أن تاء التأنيث تحذف مما هى فيه فى هذا الجمع ، ويلى ما قبلها الألف كما كانت تليه ألف التثنية لو كان هو آخرا دون تاء ، فيقال فى «فتاة» و «قناة» : «فتيات» و «قنوات» ، فيعاملان معاملة «فتى» و «قنى» ـ اسمى امرأتين ـ ويقال فى «براءة» : «براءات» وإلى هذا أشرت بقولى :

وبعد حذفها فللّذى تلت

ما فى تطرّف لمثله ثبت

ثم بينت أن الثلاثى الساكن العين إذا كان اسما غير صفة ، وجمع بالألف والتاء حركت عينه بمثل حركة فائه ، مجردا كان من علامة كـ «دعد» و «هند» و «جمل» ، أو مؤنثا بالتاء كـ «تمرة» و «كسرة» و «لقمة» ، ويجوز فى المكسور الفاء والمضمومها تسكين العين وفتحها. واحترزت بـ :

السّالم العين ...

 .........

من المضاعف كـ «سلّة» (١) و «كلّة» (٢) و «حلّة».

__________________

(١) السلة : السرقة الخفية. ينظر : القاموس (سلل).

(٢) الكلّة : الستر الرقيق يخاط. ينظر : مختار الصحاح (كلل).

٢٤٨

ومن المعتل كـ «حوزة» (١) و «ديمة» و «صورة».

ثم نبهت على أن المفتوح الفاء لا تسكن عينه إلا فى ضرورة كقول الراجز : [من الرجز]

فتستريح النّفس من زفراتها (٢)

ثم بينت أن الإتباع ممتنع فى نحو : «ذروة» و «زبية» (٣) لاستثقال الكسرة قبل الواو ، والضمة قبل الياء. وإذا امتنع الإتباع بقى السكون والفتح ؛ فيقال : «ذروات» و «ذروات» و «زبيات» و «زبيات».

وفتح الياء والواو من «بيضات» و «جوزات» لغة هذيلية ؛ كقول بعضهم : [من الطويل]

أخو بيضات رائح متأوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح (٤)

هذا إذا كان الساكن العين اسما غير صفة.

فأما إن كان صفة كـ «ضخمة» فلا خلاف فى تسكين عينه ، على أن قطربا أجاز فتحها قياسا على ما ليس بصفة.

ويعضد قوله ما حكى أبو حاتم من قول بعض العرب : «كهلة» و «كهلات» والمشهور «كهلات».

وإلى قطرب أشرت بقولى :

 .........

ومن يقس فليس ذا ثبات

ولا حجة فى قولهم : «لجبات» و «ربعات» فى جمع «لجبة» (٥) و «ربعة» (٦) ؛ لأن

__________________

(١) الحوزة : الناحية وبيضة الملك. ينظر : القاموس (حوز).

(٢) تقدم تخريج هذا الرجز.

(٣) الزّبية : الرابية لا يعلوها الماء. ينظر : مختار الصحاح (زبى).

(٤) البيت لأحد الهذليين فى الدرر ١ / ٨٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٩٩ ، وشرح المفصل ٥ / ٣٠ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٣٥٥ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٠٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٠٢ ، ١٠٤ ، والخصائص ٣ / ١٨٤ ، وسر صناعة الإعراب ص ٧٧٨ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٦٦٨ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٣٢ ، ولسان العرب (بيض) ، والمحتسب ١ / ٥٨ ، والمنصف ١ / ٣٤٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٣.

(٥) اللجبة : الشاة قل لبنها ، والغزيرة ، ضدّ (من الأضداد) ، أو خاص بالمعزى. ينظر : القاموس (لجب).

(٦) الربعة : الرجل بين الطول والقصر. ينظر القاموس. (ربع).

٢٤٩

من العرب من يقول : «لجبة» ، و «ربعة» فاستغنى بجمع المفتوح العين عن جمع الساكن العين.

وهذا معنى قولى :

فكان فى جمعهم لـ «فعلة»

عن جمع «فعلة» غنى للنّقلة

(ص)

وما به سمّى من مثنّى او

شبيهه تثنية فيه أبوا

كذاك جمعه بواو أو بيا

وثنّ واجمع إن كفرد أجريا

بجعل الاعراب على النونين

لا حين يعربان بالحرفين

وثنّ نحو (مسلمات) علما

إن شئت إذ من مانع قد سلما

(ش) إذا سمى بمثنى أو مجموع بالواو والنون ، وبالياء والنون ، لم تجز تثنيته ولا جمعه لئلا يجتمع فى الاسم الواحد إعرابان.

فلو سمى بأحدهما وجعل إعرابه فى النون جاز أن يثنى وأن يجمع لزوال المانع.

وأما نحو «مسلمات» ـ علما ـ فيجوز أن يقال فيه : «مسلماتان» إذ لا محذور فى ذلك. وهذا كله حاصل كلام سيبويه (١) ـ رحمه‌الله ـ.

__________________

(١) لو سميت رجلا بـ «مسلمين» قلت : هذا مسلمون ، أو سميته بـ «رجلين» قلت : هذا رجلان ، لم تثنه أبدا ولم تجمعه كما وصفت لك ، من قبل أنه لا يكون فى اسم واحد رفعان ، ولا نصبان ، ولا جران ، ولكنك تقول : كلهم «مسلمون» ، واسمهم مسلمون ، وكلهم رجلان ، واسمهم «رجلان». ولا يحسن فى هذا إلا هذا الذى وصفت لك وأشباهه.

ينظر : الكتاب (٣ / ٣٩٢ ، ٣٩٣).

٢٥٠

باب جمع التكسير وما يتعلق به

(ص)

والجمع إن أبانه تغيير

تقديرا او لفظا هو التّكسير

فـ (أفعل) (أفعلة) مع (فعلة)

ثمّت (أفعال) مبانى القلّة

وقيل : إنّ (فعلة) اسم جمع

لأنّه لم يطّرد فى الوضع

وجمع تصحيح لقلّة وفى

كثرة استعماله مع (ال) قفى

وبعض ذى الأربعة استغنى به

فى كثرة والعكس غير مشتبه

ومثل الكثرة : (فعل) و (فعل)

(فعلان) (فعلان) و (فعلى) (فعل)

(فعّال) (أفعلاء) ثمّ (فعّل)

(فواعل) (فعلى) (فعال) (فعل)

(فعلة) (فعائل) و (فعلة)

ومع (فعالى) و (فعالى) (فعلة)

ومع (فعيل) و (فعول) (فعلا)

وب (فعال) و (الفعالى) كمّلا

(ش) المراد بإبانة التغيير للجمع : أن يكون معنى الجمعية لا يدرك مع تقدير السلامة منه كـ «أسد» و «فلوس» فإن تقدير السلامة مما عرض لهما فى الجمعية يخل بمعناهما.

بخلاف جمع التصحيح المغير نظم واحده كـ «تمرات» ، فإن تقدير السلامة منه لا يخل بمعنى الجمعية ، وإنما يوجب فى اللفظ استثقالا.

والتغيير اللفظى ظاهر.

وأما التقديرى ففى «فلك» و «دلاص» ونحوهما ، مقصودا بهما الجمع.

فإن «فلكا» حينئذ نظير «رسل» فى أن ضمته دالة على الجمعية.

و «دلاص» نظير «ظراف» فى أن كسرته دالة على الجمعية ، وهما فى الإفراد نظيرا «قفل» و «كتاب» فقدر التغيير بتبدل الضمة والكسرة.

والحامل على ذلك دون أن يجعلا مما اشترك فيه الواحد ، والجمع كـ «جنب» أن «جنبا» لا يختلف لفظه فى إفراد ولا تثنية ولا جمع ، فعلم أن العرب قصدت فيه الاختصار والاشتراك.

وأما «فلك» و «دلاص» فإنهما لا يخليان من علامة التثنية ، عند قصدها ، فدل ذلك على انتفاء الاشتراك ، وقصد تغيير منوى فى حال الجمعية.

٢٥١

ونظير «فلك» و «دلاص» (١) : «عفتان» ـ وهو الرجل القوى الجافى ـ يقال : «رجل عفتان» و «رجلان عفتانان» و «رجال عفتان» ؛ فهو فى الإفراد بمنزلة «سرحان» وفى الجمع بمنزلة «غلمان».

ولجمع القلة من أبنية التكسير أربعة وهى : «أفعل» كـ «أفلس» و «أفعال» كـ «أثواب» و «أفعلة» كـ «أرغفة» و «فعلة» كـ «غلمة».

ويشارك هذه الأبنية ـ فى الدلالة على القلة ـ جمعا التصحيح ، ما لم تقترن بهما الألف واللام الدالة على الاستغراق ، أو يضافا إلى ما يدل على الكثرة :

فالاقتران بالألف واللام كقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) الآية [الأحزاب : ٣٥].

وقد تضمن القرينتين قول حسان بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ : [من الطويل]

لنا الجفنات (٢) الغرّ يلمعن بالضّحى

وأسيافنا يقطرن من نجدة دما (٣)

وقد يستغنى ببعض أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة ، وببعض أبنية الكثرة عن بعض أبنية القلة :

فالأول : كـ «رجل» و «أرجل» ، و «عنقا» و «أعناق» ، و «فؤاد» و «أفئدة».

والثانى : كـ «رجل» و «رجال» ، و «قلب» و «قلوب» ، و «صرد» (٤) و «صردان».

والأبنية الموضوعة للكثرة : «فعل» كـ «حمر» و «فعل» كـ «سقف» و «فعلان» كـ «غلمان» و «فعلان» كـ «قفزان) (٥) و «فعلى» كـ «جرحى» و «فعل» كـ «فرق»

__________________

(١) الدّلاص : الدرع اللينة.

ينظر : مقاييس اللغة (دلص).

(٢) الجفنات : جمع جفنة ، وهى : الرجل الكريم ، والبئر الصغيرة ، والقصعة.

ينظر : القاموس (جفن).

(٣) البيت فى ديوانه ص ١٣١ ، وأسرار العربية ص ٣٥٦ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ١١٦ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٦٧١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٢١ ، وشرح المفصل ٥ / ١٠ ، والكتاب ٣ / ٥٧٨ ، ولسان العرب (جدا) ، والمحتسب ١ / ١٨٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٢٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ١٣٥ ، والخصائص ٢ / ٢٠٦ ، والمقتضب ٢ / ١٨٨.

(٤) الصّرد : طائر أبقع ، أبيض البطن ، أخضر الظهر ، ضخم الرأس.

ينظر : المصباح المنير (صرد).

(٥) القفيز ـ فى اللغة ـ : مكيال يسع ثمانية مكاكيك ، والجمع أقفزة وقفزان. وقفيز الطحان نهى عنه ، وصورته أن يقول : استأجرتك على صحن هذه الحنطة برطل دقيق منها. ـ

٢٥٢

__________________

ـ وفى الاصطلاح : يعتبر القفيز من أشهر المكاييل المستخدمة فى العراق. ويجب التنبيه أن القفيز أيضا نوع من أنواع المقاييس ، ولكن المراد به هنا القفيز باعتباره كيلا من المكاييل المشهورة.

قال فى اللسان : «وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق». قال أبو عبيد : «والحجاجى : قفيز كان الحجاج بن يوسف اتخذه على صاع سيدنا عمر ؛ كذلك يروى عنه» ، قال أبو عبيد : «وسمعت محمدا غير مرة يقول : الحجاجى هو ربع الهاشمى ، هو ثمانية أرطال».

وعلى هذا فالذى يظهر من النصوص السابقة أن القفيز يساوى ثمانية مكاكيك ، والمكوك يساوى صاعا ونصفا ؛ فالقفيز اثنا عشر صاعا.

وأما قول أبى عبيد بأن القفيز موضوع على صاع سيدنا عمر ، ومعروف لنا أن سيدنا عمر زاد على الصاع النبوى بمقدار النصف ، ويبدو لنا أن سيدنا عمر زاد فى وزن الصاع ؛ ليكون مماثلا المكوك فيكون القفيز به ثمانية مكاكيك أو ثمانية آصع من صيعان سيدنا عمر من صاعه المكبر وبهذا فمقدار القفيز يساوى أربعا وستين رطلا (٦٤ رطل) ، أو اثنا عشر صاعا (١٢ صاع) أو ثمانية مكاكيك (٨ مكوك).

وقال الماوردى : وكان القفيز يساوى ثمانية أرطال وثمنه ثلاثة دراهم.

وقد ناقش الدكتور الريس ما ذهب إليه الماوردى ، وأثبت أن القفيز يساوى ثمانية مكاكيك أى ٦٤ رطلا وليس ثمانية أرطال حيث يقول الدكتور الريس فى بحثه : إننا نستبعد أن يكون صاع عمر هذا الذى قدره ثمانية أرطال فقط هو القفيز الذى يقصد أنه وضعه على أرض العراق ، وأن هذا الذى قدره ثمانية أرطال فقط هو الذى كان يجبيه كسرى والذى اشتهر بين العرب فى الجاهلية ؛ فإن معنى ذلك أن عمر وضع على كل جريب ست حفنات (أمداد) أى : ربع كيله ، وأن كسرى كان يجبى هذه الحفنات فقط.

والذى يدعو إلى استبعاد ذلك :

أولا : ما ذكره الماوردى وغيره بأن ثمن هذا الصاع كان ثلاثة دراهم بوزن المثقال ؛ فإنه بناء على ذلك يكون سعر الكيلة ١٢ درهما أو سبعة دراهم. ولا بد والحال هذه من أن يكون القفيز شيئا يناسب هذا السعر.

ثانيا : وجدنا أن عمر ـ رضى الله عنه ـ قد وضع على الوحدة فى الشام أو فى مصر جريبا أو إردبا وكل منهما مكيال كبير إذ يبلغ الأول ثلثى إردب أو أكثر ، والثانى مثل ذلك ، أو ثلث إردب من إردبنا الحالى ؛ فلا يعقل أن يكون عمر وضع فى نظير ذلك على أرض العراق الخصبة بضع حفنات أو ١ / ٤٨ من الإردب ؛ فالذى أراه أن القفيز الذى وضع على السواد غير صاع عمر ؛ وأن الأول هو قفيز حقا ؛ وهو الذى عرفته معاجم اللغة بأنه أحد المقدارين الذين ذكرناهما فيما تقدم.

وفى العصر الأموى ورد ذكر القفيز مع سعره ، فقد روى ابن الأثير والطبرى أن وكيع ابن أبى سود التميمى خطب فى خراسان ، وكان ذلك عقب حادث مقتل قتيبة بن مسلم ـ أى : فى سنة ٩٦ ه‍ ـ فكان مما جاء فى خطبته : «والله لأقتلن ثم لأقتلن ، ولأصلبن ثم لأصلبن ... إن مرزبانكم هذا ابن ... قد أغلى عليكم أسعاركم ، والله ليصيرن القفيز فى السوق غدا بأربعة دراهم ، أو لأصلبنه». فالقفيز كان فى هذا الوقت بأربعة دراهم ، وحاول المرزبان أن يرفع سعره. ـ

٢٥٣

و «فعّال» كـ «صوّام» و «أفعلاء» كـ «أولياء» و «فعّل» كـ «حيّض» و «فواعل» كـ «صواحب» و «فعلى» كـ «حجلى» (١) ، و «فعال» كـ «رجال» و «فعل» كـ «غرف» و «فعلة» كـ «بررة» و «فعائل» كـ «ترائب» «فعلة» كـ «قضاة» و «فعالى» كـ «يتامى» و «فعالى» كـ «أسارى» و «فعلة» كـ «قرطة» و «فعول» كـ «وجوه» و «فعيل» كـ «عبيد» ، و «فعلاء» كـ «ظرفاء) و «فعال» كـ «ظؤار» (٢) و «فعالى» كـ «سعالى» و «فعالى» كـ «بخاتى» (٣).

فهذا إجمال أبنية تكسير الثلاثى المجرد والمزيد فيه على الملحق ، والشبيه به. وسيأتى التفصيل إن شاء الله ـ تعالى ـ.

(ص)

ل (فعل) ـ اسما ـ صحّ عينا (أفعل)

وللرّباعى اسما كذاك يجعل

إن كان ذا مدّ وتأنيث كما

(عناق) او (ذراع) أو شبههما

وشذّ فى مذكّر كـ (أشهب)

وما أعلّ عينه كأثوب

وقلّ فى (فعل) و (فعل) و (فعل)

وفى مؤنّث بتاء و (فعل)

و (أفعل) كـ (أقفل) و (أنعم)

و (أرسن) و (أذؤب) و (آكم)

وغير ما (أفعل) فيه مطّرد

من الثّلاثى اسما بـ (أفعال) يرد

وغالبا أغناهم (فعلان)

فى (فعل) كقولهم (صردان)

وجاء (أفعال) شريك (أفعلا)

فى بعض ما (أفعل) فيه أصلا

ودونه (أفعل) فى ذى الواو فا

وفى مضاهى العمّ ممّا ضعّفّا

وكون (أفعال) لـ (فاعل) صفه

ول (فعيل) جمعا احصوا أحرفه

__________________

ـ وقد ورد ذكر القفيز فى العصر العباسى : فقد روى صاحب لسان العرب هذا الخبر :

سئل سفيان عن أخوين ورثا صكا من أبيهما فذهبا إلى الذى عليه الحق فتقاضياه ، فقال :

عندى طعام فاشتريا منى طعاما بما لكما علىّ. فقال أحد الأخوين : أنا آخذ نصيبى طعاما ، وقال الآخر : لا آخذ إلا دراهم ، فأخذ أحدهما منه عشرة أقفزة بخمسين درهما بنصيبه.

قال : جائز ، ويتقاضاه الآخر ... إلخ المسألة.

فالقفيز قدره هنا قدر سعره بخمسة دراهم. وكان سعر الدرهم قد تغير أيضا.

ينظر : المقادير الشرعية ص ١٧٢ ـ ١٧٥.

(١) الحجلى : طائر فى حجم الحمام أحمر المنقار والرجلين ، طيب اللحم.

ينظر : اللسان (حجل).

(٢) ظؤار : جمع (ظئر) والظّئر : العاطفة على غير ولدها ، والمرضعة له فى الناس وغيرهم. ينظر :

المقياس (ظأر).

(٣) البخاتى : الإبل الخراسانية. ينظر : القاموس (بخت).

٢٥٤

كذا (فعول) (فعلة) و (فعله)

(فاعلة) (فعلة) و (فعله)

كذا (فعال) (فيعل) و (فيعله)

ومع (فعال) (أفعل) و (فعله)

وهكذا (فعيلة) (فعال)

كلّ صحيح ، وله مثال

فى اسم مذكّر رباعى بمدّ

ثالث (افعلة) عنهم اطّرد

فى (فاعل) (فعل) (فعيل) وصفا

(فعل) و (فعل) (فعل) قد يلفى

و (رمضان) (عيّل) و (جزّه)

(نضيضة) جمعن كـ (الأجزّه)

والزمه فى (فعال) او (فعال)

مصاحبى تضعيف او إعلال

و (عنن) و (حجج) قد ندرا

ولا تقس عليهما فتزجرا

وفاق (أشهبا) شذوذا (أعقبه)

جمع (عقاب) فاعذر المستغربه

واقصر على السّماع باب (فعلة)

ك (فتية) و (غلمة) و (غزلة)

(ش) أمثلة التكسير على ضربين : أحدهما للقلة ، والثانى للكثرة :

فالذى للقلة أربعة أبنية : «أفعل» و «أفعال» و «أفعلة» و «فعلة».

وغير «فعلة» قياسى ، وغير قياسى :

فالقياسى من «أفعل» ما كان جمعا لثلاثى ، مجرد ، مفتوح الفاء ، ساكن العين ، صحيحها ، غير صفة كـ «فلس» و «أفلس» و «نفس» و «أنفس».

أو جمعا لاسم ، رباعى بمدة ثالثة زائدة ، مؤنث ، بلا علامة ، خال من وصفية.

وهذه القيود كلها مفهومة بقولى :

 .........

وللرّباعى اسما كذاك يجعل

إن كان ذا مدّ وتأنيث كما

«عناق» او «ذراع» أو شبههما

ف «كعب» و «أكعب» ، و «كلب» و «أكلب» ، و «ضرب» و «أضرب» ، قياسية ؛ لتضمنها ما فى «فلس» و «نفس» من الوزن ، وصحة العين ، وعدم الوصفية.

و «يمين» و «أيمن» و «شمال» و «أشمل» و «كراع» و «أكرع» ، قياسية ، لتضمنها ما فى «عناق» و «ذراع» من التأنيث بلا علامة ، والتوافق فى العدد بمدة ثالثة زائدة ، وعدم الوصفية.

فلو كان «فعل» صفة لم يجمع على «أفعل» إلا إذا كان مستعملا استعمال الأسماء كـ «عبد» و «أعبد».

وإن كان معتل العين لم يجمع على «أفعل» إلا أن يسمع فيحكم بشذوذه كـ «أعين»

٢٥٥

و «أثوب».

وعلى الجملة : متى جمع على «أفعل» ـ غير ما ذكر أنه فيه مطرد ـ علم أنه شاذ ، فلا يقاس عليه كـ «أشهب» و «أغرب» و «أعتد» فى جمع «شهاب» و «غراب» و «عتاد».

ومن الشاذ : «قفل» و «أقفل» ، و «ذئب» و «أذؤب» ، و «رسن» و «أرسن» ، و «أكمة» و «آكم» ، و «نعمة» و «أنعم» ، و «ضلع» و «أضلع» ، «وضبع» و «أضبع».

ولما تقرر المطرد جمعه على أفعل من الثلاثى نبهت على أن ما سواه من الثلاثى إذا كان اسما غير صفة ، اطرد جمعه على «أفعال» فبان بهذا أن نحو «بيت» و «أبيات» ، و «ثوب» و «أثواب» مطرد ؛ لأن اعتلال العين مانع من جمع «فعل» على «أفعل» قياسا.

وبان ـ أيضا ـ أن الجمع على «أفعال» مطرد فى غير «فعل» المقيد كـ «حزب» و «أحزاب» و «صلب» و «أصلاب» ، و «جمل» و «أجمال» ، و «وعل» و «أوعال» ، و «عضد» و «أعضاد» ، و «عنق» و «أعناق» ، و «عنب» و «أعناب» ، و «إبل» و «آبال» ، و «رطب» و «أرطاب» ، إلا أن «فعلا» يقتصر فيه ـ غالبا ـ على «فعلان» كـ «صرد» و «صردان».

ثم نبهت على أن ما حقه «أفعل» قد يشترك فيه «أفعل» و «أفعال» كـ «فرخ» و «أفرخ» و «أفراخ» ، و «زند» (١) و «أزند» و «أزناد».

ثم نبهت على أن «أفعالا» أكثر من «أفعل» فى : «فعل» الذى فاؤه واو كـ «وقت» و «أوقات» ، و «وصف» و «أوصاف» ، و «وقف» و «أوقاف» ، و «وكر» و «أوكار» ، و «وعر» و «أوعار» و «وغد» (٢) و «أوغاد» ، و «وهم» و «أوهام» ؛ استثقلوا ضم عين «أفعل» بعد الواو فعدلوا إلى «أفعال» كما عدلوا إليه فيما عينه معتلة.

وكما شذ فى المعتل «أعين» و «أثوب» ، كذلك شذ فيما فاؤه واو كـ «أوجه» ونحوه.

ثم نبهت على أن المضاعف من «فعل» ـ كالذى فاؤه واو ـ فى أن «أفعالا» فى جمعه أكثر من «أفعل» كـ «عمّ» و «أعمام» ، و «جد» و «أجداد» ، و «ربّ» و «أرباب» ،

__________________

(١) الزند : يقال : زند النار : قدحها. ينظر : أساس البلاغة (زند).

(٢) الوغد : الرجل الدنىء ، الذى يخدم بطعام بطنه. ينظر : المصباح (وغد).

٢٥٦

و «بر» و «أبرار» ، و «شتّ» و «أشتات» ، و «فنّ» و «أفنان» ، و «فذّ» و «أفذاذ».

وكثيرا ما يستغنى فى هذا النوع ببعض أبنية الكثرة ، فلا يستعمل غيره كـ «خدّ» و «خدود» ، و «حدّ» و «حدود» ، و «قدّ» و «قدود» ، و «حظّ» و «حظوظ» ، و «خطّ» و «خطوط» ، و «حقّ» و «حقوق» ، و «رقّ» و «رقوق» ، و «فصّ» و «فصوص» ، و «نصّ» و «نصوص».

ولم يسمع ـ فى شيء من هذا النوع ـ «أفعل» إلا نادرا كـ «كفّ» و «أكفّ».

ثم نبهت على أن «فاعلا» و «فعيلا» صفتين جمعا على : «أفعال» فى كلمات أحصيت ، كـ «جاهل» و «أجهال» ، و «بان» و «أبناء» ، و «جان» و «أجناء».

ومنه قولهم : «أبناؤها أجناؤها» أى : بناتها جناتها ـ كذا قال أبو عبيد ـ.

ومن «فعيل» و «أفعال» : «شريف» و «أشراف» ، و «شنيء» (١) و «أشناء» ، و «قمير» و «أقمار» ـ أى مقامر ، ومقامرون ـ عن ابن سيده ـ.

وقالوا : «أنصار» و «أشهاد» ، و «أقصاء» فى جمع «ناصر» و «نصير» ، و «شاهد» و «شهيد» ، و «قاص» و «قصى».

وقالوا : «عدوّ» و «أعداء» ، و «شفرة» و «أشفار» قال الشاعر : [من الخفيف]

ثمّ طاروا إليهم بزناد

واريات وحدّت الأشفار

وقالوا فى جمع «لقوة» ـ وهو العقاب السريعة ـ : «ألقاء» ، ونظير «لقوة» و «ألقاء» : «نضوة» و «أنضاء» ـ عن سيبويه ـ (٢).

وقالوا : «كاثبة» و «أكثاب».

وقالوا : «أشعاف» فى جمع «شعفة» (٣) ، و «أقصار» فى جمع «قصرة» ـ وهو أصل العنق ـ وقيل بالذال ـ أيضا ـ.

وحكى ابن سيده : «أجثاثا» فى جمع «جثّة» ، و «أبراكا» فى جمع «بركة» ـ وهو :

__________________

(١) الشانئ : المبغض. ينظر : مختار الصحاح (شنأ).

(٢) قال سيبويه : وهو جمع نضو.

ينظر : الكتاب ٣ / ٦٢٠.

وقال أيضا : ومثل ذلك امرأة حية وأحياء ، ونضوة وأنضاء.

ينظر : الكتاب : ٣ / ٦٤٢.

(٣) الشعفة : رأس الجبل ، والخصلة فى الرأس ، ومن القلب : رأسه عند معلّق النّياط. ينظر القاموس (شعف).

٢٥٧

طائر من طير الماء ـ.

وقيل : «جبان» و «أجبان» ، و «قماط» و «أقماط» ، و «غثاء» و «أغثاء» ، و «أغيد» (١) و «أغياد» و «خريدة» (٢) و «أخراد» ، و «ذوطة» و «أذواط» ـ لضرب من العناكب تلسع ـ.

وقالوا : «أموات» فى جمع «ميّت» و «ميّتة».

وكل هذه شواذ ، وقد تضمن النظم التنبيه على جميعها.

وأما «أفعلة» : فمطرد فيما ليس صفة من مذكر رباعى ، بمدة زائدة ، ثالثة كـ «طعام» و «أطعمة» و «حمار» و «أحمرة» و «غراب» و «أغربة» و «رغيف» و «أرغفة» و «عمود» و «أعمدة».

وشذ فى «فاعل» اسما ـ كـ «أجوزة» فى جمع «جائز» ـ وهو الخشبة الممتدة فى أعلى السقف.

وفى «فعيل» صفة : كـ «شحيح» و «أشحّة» و «ظنين» و «أظنّة».

وفى «فعل» و «فعل» و «فعل» و «فعل» : كـ «نجد» و «أنجدة» و «قدح» و «أقدحة» و «صلب» و «أصلبة» و «باب» و «أبوبة».

وقالوا : «رمضان» و «أرمضة» و «عيّل» و «أعولة» و «جزّة» و «أجزّة» و «نضيضة» (٣) و «أنضّة».

وقد أشرت إلى ذلك بقولى :

 .........

جمعن كـ «الأجزّة»

لأن وزن «أجزّة» : «أفعلة» ـ والجزة : صوف شاة مجزوز ـ و «النّضيضة» :

المطرة القليلة.

ثم نبهت على أن «أفعلة» ملتزم فى جمع ما ضعف من «فعال» و «فعال» كـ «بتات» (٤) و «أبتّة» و «زمام» (٥) و «أزمّة» ، أو أعل لامه كـ «قضاء» و «أقضية» ، و «بناء» و «أبنية».

__________________

(١) الأغيد من النبات : الناعم المتثنى. ينظر : القاموس (غيد).

(٢) الخريدة : البكر لم تمس ، أو الخافضة الصوت. ينظر : القاموس (خرد).

(٣) النضيضة : المطر القليل. ينظر القاموس (نضض).

(٤) البتات : الزاد ، والجهاز ، ومتاع البيت. ينظر : القاموس (بتت).

(٥) الزمام : ما يزمّ (يشدّ) به. ينظر القاموس.

٢٥٨

ثم نبهت على ندور «عنان» و «عنن» و «حجاج» (١) و «حجج» ـ ذكرهما ابن سيده ـ.

وجمع «عقاب» ـ فى القلة ـ على : «أعقب» على القياس ؛ لأنها مؤنثة. وحكى ابن سيده : أنها قد جمعت على : «أعقبة» (٢).

وهو أشذ من «أشهب» فى جمع «شهاب» ؛ لأن لـ «شهاب» و «أشهب» نظائر يسيرة كـ «غراب» و «أغرب» و «مكان» و «أمكن» ، ولا نظير لـ «عقاب» و «أعقبة» ـ فيما أعلم ـ.

ثم نبهت على أن «فعلة» فى مواردها كلها مقصورة على السماع ؛ لأن كل واحد جمع عليه قليل النظير نحو «صبى» و «صبية» و «خصى» و «خصية» و «فتى» و «فتية» و «ولد» و «ولدة» و «شيخ» و «شيخة» و «ثور» و «ثيرة» و «غلام» و «غلمة» و «شجاع» و «شجعة» و «غزال» و «غزلة» و «ثنى» و «ثنية» ـ وهو أغربها ـ والثنى : الثانى فى السيادة.

وأنشد أبو على فى «التذكرة» : [من الطويل]

طويل اليدين رهطه غير ثنية

أشمّ كريم جاره لا يرهّب

وقال أبو على : ثنية : جمع ثنى ، وهو : مما أتى على «فعل» صفة كـ «قوم عدى».

(ص)

(فعل) لـ (أحمر) و (حمراء) وما

فى الوزن والوصف يرى مثلهما

ونحو (عفلاء) و (أكمر) اجعلا

فيه كـ (شهلا) أبدا و (أشهلا)

وحتم انكسار فا ذا الجمع من

ذى الياء عينا كـ (من البيض أمن)

واحفظه فى (فعلة) وفى (فعل)

ومطلقا فى (فعل) ـ ايضا ـ يحتمل

وفى (فعال) و (فعول) ضعّفا

مع (فعيلة) قليلا عرفا

وقيل فى (الثّنى) : (ثنى) و (الأظلّ)

بعضهم فى جمعه (ظلّا) نقل

و (فاعل) بـ (فعل) ـ ايضا ـ جمعا

ك (الحجّ) و (البزل) و (عوذ) فاسمعا

و (فعل) اصل (فعل) فى كـ (الشّقر)

وباضطرار خصّه ولو كثر

وعدم التّضعيف والإعلال فى

جوازه شرط كمثل (كشف)

__________________

(١) الحجاج : يقال : مروا بين حجاجى الجبل ، وهما : جانباه. ينظر : أساس البلاغة (حجج).

(٢) ينظر : المحكم : ١ / ٤٨

٢٥٩

(ش) من أمثلة الكثرة : «فعل» وهو قياسى ، وغير قياسى :

فالقياسى : ما كان لـ «أفعل» مقابل «فعلاء» ، ول «فعلاء» مقابل «أفعل» كـ «أحمر» و «حمراء».

ول «أفعل» لا «فعلاء» له ؛ لعدم القبول فى الخلقة كـ «أكمر» ، أو لعدم الاستعمال كـ «رجل ألى» ، ول «فعلاء» لا «أفعل» له لعدم القبول فى الخلقة كـ «عفلاء» ، أو لعدم الاستعمال كـ «امرأة عجزاء».

فيطرد «فعل» فى هذا النوع ، كما يطرد فى النوع الآخر.

والأكمر : العظيم الكمرة ، وهى رأس الذكر.

والألى : العظيم الألية.

والعفلاء : المرأة التى فى رحمها صلابة تعسر وطأها.

والعجزاء : العظيمة العجيزة.

وتكسر فاء «فعل» فى جمع ما ثانيه ياء كـ «أبيض» و «بيض».

ومثال «فعلة» و «فعل» : «بدنة» و «بدن».

ومثال «فعل» و «فعل» : «أسد» و «أسد».

وأشرت بقولى :

 ........

ومطلقا فى «فعل» ـ ايضا ـ يحتمل

إلى أن الاسم والصفة فيه سواء كـ «سقف» و «سقف» ، و «ورد» و «ورد».

ثم أشرت إلى أن «فعلا» نادر ـ فى قولهم : «ذباب» و «ذبّ» ، و «نقوق» و «نقّ» ، و «نموم» و «نمّ» ، و «عميمة» و «عمّ» ـ بقولى :

وفى «فعال» و «فعول» ضعّفا

مع «فعيلة» قليلا عرفا

والنقوق : الضفدعة الصياحة.

والنموم : النمام.

والعميمة : النخلة الطويلة.

ومن «فعل» المستندر : «ثنى» و «ثنى».

وأندر منه : «ظلّ» فى جمع «الأظلّ» ـ وهو باطن القدم ـ ومن «فعل» الذى لا يقاس عليه : «حاجّ» و «حجّ» ، و «بازل» و «بزل» ، و «عائذ» و «عوذ».

والعائذ : الناقة القريبة العهد بالنتاج.

٢٦٠