شرح الكافية الشّافية - ج ٢

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي

شرح الكافية الشّافية - ج ٢

المؤلف:

أبي عبد الله جمال الدين محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مالك الطائي الجياني الشافعي


المحقق: علي محمّد معوّض
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-2874-4
الصفحات: ٦٧٨
الجزء ١ الجزء ٢

فإن كان لأحدهما مزية أبقى وحذف الآخر ، فمن ذلك قولك فى «مرتق» : «مراق» ، وفى «استخراج» : «تخاريج» ، فتؤثر الميم بالبقاء لكون زيادتها مختصة بالأسماء ، بخلاف التاء فإنها تزاد فى الأفعال كما تزاد فى الأسماء ، وتؤثر تاء «استخراج» بالبقاء على سينه لأن بقاءها لا يخرج إلى عدم النظير ؛ لأن «تخاريج» كـ «تماثيل» ، بخلاف السين فإن بقاءها مع حذف التاء يخرج إلى عدم النظير ؛ لأن السين لا تزاد وحدها فلو أوثرت بالبقاء فى «استخراج» لقيل «سخاريج» ولا نظير له.

ومن المؤثر بالبقاء لمزية همزة «حطائط» (١) فإنها أولى بالبقاء من الألف لتحركها ولشبهها بحرف أصلى ؛ لأن زيادتها وسطا شاذة بخلاف الألف.

ويونس يؤثر الألف بالبقاء لأنها أبعد من آخر الاسم.

ومن المؤثر بالبقاء لمزية الهمزة والياء من «ألندد» (٢) و «يلندد» لأوليتهما ، ولأنهما فى موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، بخلاف النون فإنها فى موضع لا تدل فيه على معنى أصلا.

ومثال تكسيرهما بعد حذف النون «ألادّ» و «يلادّ» بالإدغام ، وكذلك «ألبب» إذا صار علما يقال فى تكسيره «ألابّ» بالإدغام ؛ ردا إلى القياس.

ومن المؤثر بالبقاء لمزية واو «حيزبون» (٣) فإن تكسيره «حزابين» حذفت الياء وأبقيت الواو فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها.

وأوثرت بالبقاء لأن الياء إذا حذفت أغنى حذفها عن حذف الواو لبقائها رابعة قبل الآخر ، فيفعل بها ما فعل بواو «عصفور» فيؤمن حذفها.

ولو حذفت الواو أولا ، لم يغن حذفها عن حذف الياء ؛ لأنها ليست فى موضع يؤمّنها من الحذف.

ومن الإيثار بالبقاء لمزية قولهم فى «ذرحرح» (٤) : «ذرارح» بإبقاء الراء دون الحاء ؛ لأن ذلك لا يخرج إلى الثقل اللازم بإبقاء الحاء ، وحذف الراء ؛ إذ لو قيل : «ذراحح» لا لتقى المثلان بلا فصل بخلاف «ذرارح».

__________________

(١) الحطائط : يقال : رجل حطائط أى : صغير قصير. المقاييس (حطط).

(٢) الألندد : الخصم الشحيح الذى لا يزيغ إلى الحق. القاموس (لدد).

(٣) الحيزبون : العجوز. المقياس (حزب).

(٤) الذّرحرح : دويبة حمراء منقطة بسواد تطير وهى من السموم. ينظر : القاموس (ذرح).

٢٨١

وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :

والميم من سواه أولى بالبقا

 .........

إلى قولى :

 .........

 ... ودع «ذراححا»

ومن المزايا المرجح بها بقاء أحد الزائدين أن يكون متحركا والآخر ساكنا : كهمزة حطائط.

ومن المزايا المرجح بها البقاء ما فى راء «مرمريس» (١) من المزية على ميمه ؛ وذلك أن إبقاء الراءين إذا قلت : «مراريس» لا يجهل معه كون الاسم ثلاثى الأصل ؛ بخلاف إبقاء الميمين بأن يقال : «مرامر» فإنه يوهم أن الاسم رباعى الأصل.

والإشارة بـ :

 ... «فتاعيل» و «تفاعيل» ...

 .........

إلى نحو : «قتاريب» و «تطاليق» جمعى «اقتراب» و «انطلاق».

والمازنى يقول فى «انطلاق» : «طلايق».

فإن كان أحد الزائدين بإزاء أصل ومضاعفا من أصل والآخر بخلاف ذلك أوثر بالبقاء الذى بإزاء أصل ، ومضاعف من أصل كقولك فى «عفنجج» (٢) : «عفاجج» ، وإلى هذا أشرت بقولى :

وما يضاهى الأصل أولى بالبقا

 .........

فالنون والجيم الثانية مزيدتان إلا أن الجيم تضاهى الأصل من وجهين :

أحدهما : أنها ليست من حروف (سألتمونيها) بل هى ضعف حرف أصلى.

والثانى : أنها بإزاء اللام من «سفرجل» بخلاف النون ؛ فإنها ليست ضعف حرف أصلى.

فكان للجيم عليها مزية فأوثرت بالبقاء.

فلو كان الذى ليس ضعف أصل متحركا ، ومتصلا بالأول كافأ ضعف الأصل نحو واو «كوألل» (٣) فلك أن تقول فى جمعه : «كوائل» بحذف إحدى اللامين ، وإبقاء

__________________

(١) المرمريس : الداهية. المقاييس (مرس).

(٢) العفنجج : الضخم الأحمق والناقة السريعة. القاموس (عفج).

(٣) الكوألل : القصير. القاموس (كول).

٢٨٢

الواو ، ولك أن تحذف الواو وتبقى اللام فتقول : «كآلل».

فلو كان الحرف الذى لا يضاهى أصلا ميما سابقة كميم «مقعنسس» (١) أوثرت بالبقاء عند سيبويه فقيل فى الجمع : «مقاعس».

والمبرد (٢) يخالف سيبويه (٣) فيحذف الميم ويبقى السين لمضاهاتها الأصل فيقول : «قعاسس».

واتفق على التخيير في نحو : «حبنطى» إذ لا مزية لأحد الزائدين فيه على الآخر ، وكذا النون والألف فى «عفرنى» (٤) لأنهما مزيدان لإلحاق الثلاثى بالخماسى فيقال فى «عفرنى» : «عفارن» إن حذفت الألف ، و «عفار» إن حذفت النون.

ثم أشرت إلى أن المجموع على مثال «مفاعل» إن كان مضاعف اللام بإدغام استصحب الإدغام فى جمعه نحو : «مدقّ» (٥) و «مداقّ» ، و «خدبّ» (٦) و «خدابّ».

وأجاز بعضهم فى «خدبّ» أن يقال : «خدابب» ـ بالفك ـ لأن «خدبّا» ملحق بـ «سبطر» فيغتفر فى جمعه الفك ؛ لأن باءه الثانية بإزاء راء «سبطر» وإلى هذا أشرت بقولى :

وبعضهم أجاز فى نحو «الخدبّ»

فكّا لأنّه للالحاق انتسب

(ص)

وليس ما واحده قد أهملا

من مفهم الجمع بجمع كـ (الملا)

إلّا إذا ما كـ (أبابيل) يرد

مخصّصا بالجمع وزنا مذ وجد

وما له من لفظه فرد سوى

ما مرّ فاسم جمع او جنس يرى

وما بتاء أو بياء أفردا

فهو اسم جنس كـ (مجوس) وحّدا

__________________

(١) القعس : دخول العنق فى الصدر حتى يصير خلاف الحدب ؛ لأن صدره كأنه يرتفع. المقياس (قعس).

(٢) قال المبرد ... : مقعنسس : قعاسس ؛ لأن الميم والنون لم تزادا لتلحقا بناء ببناء ... المقتضب (٢ / ٢٣٣).

(٣) قال سيبويه : وإذا حقرت مقعنسس حذفت النون وإحدى السينين ؛ لأنك كنت فاعلا ذلك لو كسّرته للجمع. الكتاب (٣ / ٤٢٩).

(٤) العفرنى : أسد عفرنى : شديد. ينظر القاموس (عفر).

(٥) المدق : ما يدق به. ينظر القاموس (دقق).

(٦) الخدب : الشيخ ، والعظيم ، والضخم من النعام وغيره ، والجمل الشديد الصلب. ينظر القاموس (خدب).

٢٨٣

ومن يقل فيما يكون كـ (التّخم)

من لازم التّأنيث جمعا لم يلم

وما سواه وزن (فعل) أو (فعل)

فهو اسم جمع نحو (ركب) و (همل)

كذا (فعالة) و (مفعولاء)

و (فعلة) و (فعلة) (فعلاء)

واجعل (فعيلا) اسم جمع إن يرد

مذكّرا وفى (حجيج) ذا اعتقد

واجعل (سراة) اسم جمع إذ جمع

إذ جمع جمع مثله قدما منع

وقد يجىء جمع واحد على

سوائه مهملا او مستعملا

(ش) كل ما دل على جمع ، وليس له واحد من لفظه فهو اسم جمع أو اسم جنس ما لم يكن على وزن مختص بالجموع كـ «أبابيل» فإنه جمع لواحد مهمل.

وما له واحد من لفظه ولم يكن على وزن من الأوزان التى تقدم ذكرها فليس بجمع ـ أيضا ـ بل هو اسم جمع أو اسم جنس.

فإن كان واحده بالتاء أو بياء كياء النسب فهو اسم جنس كـ «حدأ» و «حدأة» و «مجوس» و «مجوسى».

وقد حكم سيبويه (١) بالجمعية على «تخم» و «تهم» فإن العرب ألزمتهما التأنيث فلم تقل فيهما إلا : «هذه تهم» و «هى التّخم».

بخلاف «الرّطب» فإنه يقال فيه : «هو الرّطب» و «هذا رطب».

ثم قلت :

وما سواه وزن «فعل» أو «فعل»

فهو اسم جمع .........

أى : ما سوى المتميز واحده بالتاء أو بالياء مما وزنه «فعل» أو «فعل» فهو اسم جمع كـ «ركب» و «همل» ، و «صحب» و «خدم».

وكذلك ما كان على وزن «فعالة» كـ «صحابة» ، أو «مفعولاء» كـ «معبوداء» ، أو «فعلة» كـ «رجلة» ، أو على «فعلة» كـ «صحبة» ، أو «فعلاء» كـ «طرفاء» (٢).

وما كان على وزن «فعيل» فهو جمع إن أنث كـ «عبيد» و «حمير» ، واسم جمع إن ذكّر كـ «كليب» و «حجيج».

وما كان على وزن «فعلة» فهو جمع إن لم يجمع كـ «كفرة» و «بررة» ، وهو اسم

__________________

(١) ينظر : الكتاب (٣ / ٥٨٢) ، وقد تقدم ذكر نص سيبويه فى هذه القضية.

(٢) الطرفاء : شجر وهى أربعة أصناف منها : الأثل. القاموس (طرف).

٢٨٤

جمع إن جمع كـ «سراة» و «سروات».

وقد يجىء بعض جموع التكسير مبنيا على غير واحده :

وغير واحده إما مستعمل كـ «عراة» جمع «عريان» فإنه مبنى على «عار».

وإما مهمل كـ «ليال» جمع «ليلة» فإنه بنى على تقدير «ليلاة» وهو مهمل.

وقد يجىء جمع لا واحد له من حروفه كـ «أبابيل» ولم يسمع له واحد.

ومن قال فيه «إبّول» أو غير ذلك فإنه بالتقدير والرأى لا أنه مسموع.

فصل

(ص)

قد يجمع المجموع جمع واحد

ضاهاه كـ (الأعبد) و (الأعابد)

وما بوزن منتهى التّكسير قد

يجمع تصحيحا وممّا قد ورد

قد مرّت الطّير (أيا منينا)

كذا (صواحبات) قد روّينا

وقل : (ذوات) جامع اسم صدّرا

ب (ذى) لغير عاقل واشتهرا

(بنات) فى نحو (ابن عرس) كلّما

جمعته جنسا أتى أو علما

وجمع جملة بأن يضاف (ذو)

جمعا لها كذا استقرّ المأخذ

ك (هم ذوو برق نحره) وفى

تثنية جئ بـ (ذوى) وأضف

كذا المثنّى ، والمضاهيه إذا

ثنّى أو يجمع فاعتبر بذا

(ش) تدعو الحاجة إلى جمع الجمع ، كما تدعو إلى تثنيته :

فكما يقال فى جماعتين من الجمال : «جمالان» كذاك يقال فى جماعات : «جمالات».

وإذا قصد تكسير مكسر نظر إلى ما يشاكله من الآحاد فكسر بمثل تكسيره كقولهم فى «أعبد» : «أعابد» ، وفى «أسلحة» : «أسالح» ، وفى «أقوال» : «أقاويل» شبهوها بـ «أسود» و «أساود» و «أجردة» و «أجارد» و «إعصار» و «أعاصير».

وقالوا فى «مصران» و «حشّان» (١) : «مصارين» و «حشاشين» ، وفى «عقبان» و «غربان» : «عقابين» و «غرابين» ؛ شبهوها بـ «سلاطين» و «سراحين».

وكذا يقال فى الجمع «ذوو زيدين» و «ذوات كلبتين».

__________________

(١) حشّان : الولد الهالك فى بطن أمه. القاموس (حشش).

٢٨٥

وما كان من المجموع على وزن «مفاعل» أو «مفاعيل» لم يجز تكسيره ؛ لأنه لا نظير له فى الآحاد فيحمل عليه ؛ لكنه قد يجمع بالواو والنون كقولهم فى «نواكس» : «نواكسون» ، وفى «أيامن» : «أيامنون» ، أو بالألف والتاء ؛ كقولهم فى «حدايد» : «حدايدات» ، وفى «صواحب» : «صواحبات» ، ومنه قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحفصة ـ رضى الله عنها ـ : «إنّكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف» (١).

وإذا قصد جمع ما صدره «ذو» أو «ابن» من أسماء ما لا يعقل قيل فيه : «ذوات كذا» و «بنات كذا» ؛ كقولهم فى جمع «ذى القعدة» : «ذوات القعدة» ، وفى جمع «ابن عرس» (٢) : «بنات عرس».

ولا فرق فى ذلك بين اسم الجنس غير العلم كـ «ابن لبون» (٣) و «بنات لبون» وبين العلم كـ «ابن آوى» و «ابن مقرض» (٤).

والفرق بين العلم ، وغير العلم من هذا النوع الألف واللام فإن قبلهما ثانى الجزأين كـ «ابن لبون» فليس بعلم ، وإن لم يقبلهما كـ «ابن مقرض» فهو علم.

فإن قصد جمع علم منقول من جملة كـ «برق نحره» توصل إلى ذلك بأن يضاف إليه «ذو» مجموعا ؛ كقولك فى جمع «برق نحره» : «هم ذوو برق نحره» ، وتقول فى تثنيته : «ذوا برق نحره».

ويساوى الجملة فى هذا المركب دون إضافة.

وما صنع بالجملة المسمى بها يصنع بالمثنى والمجموع على حدّه إذا ثنيا أو جمعا :

فيقال فى تثنية «زيدين» مسمى به : «هذان ذوا زيدين» كما قيل فى تثنية «كلبتى الحداد» : «هاتان ذواتا كلبتين».

وهكذا يقال فى الجمع : «ذوو زيدين» و «ذوات كلبتين» والله أعلم.

__________________

(١) هو جزء من حديث عائشة فى مرض النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ما راجعته وحفصة فى قوله مروا أبا بكر فليصل بالناس. والحديث رواه البخارى فى مواضع من صحيحه ومسلم وغيرهما لكن وقع اللفظ موضع الشاهد بلفظ «صواحبات يوسف» عند ابن حبان (٢١٢٠) من حديث عائشة.

وعند ابن حبان أيضا (٦٨٧٤) من حديث ابن عمر ، وعند أحمد (٤ / ٤١٢) من حديث أبى موسى.

(٢) ابن عرس : دويبّة. القاموس (عرس).

(٣) لبون : ولد الناقة إذا كان فى العام الثانى وصار لها لبن. اللسان (لبن).

(٤) ابن مقرض : دويبة تقتل الحمام. القاموس (قرض).

٢٨٦

باب التصغير

(ص)

صغ الثّلاثى على (فعيل)

مصغّرا كـ (الجذل) و (الجذيل)

وما له (مفاعل) مكسّرا

فاجعل له (فعيعلا) مصغّرا

واستعملوا (أفيعلا) فى (أفعلا)

وإن يكن (أفاعل) قد أهملا

وب (فعيعيل) يصغّرون ما

له مكسّرا (مفاعيل) انتمى

لكن (أفيعال) لـ (أفعال) حتم

كما (فعيلاء) لـ (فعلاء) لزم

وما حوى زيادتى (فعلانا)

فاجعل (فعيلان) له ميزانا

[إن لم يكن على (فعالين) جمع

فذاك صغّر بـ (فعيلين) تطع](١)

وما (فعالين) لجمعه جعل

فمثل (سكران) مصغّرا جعل

وتلو يا التّصغير كسره التزم

إن لم يك اسم معرب به ختم

أو يكن اثره لتأنيث علم

أو حرف مدّ بعد فتح ملتزم

وشبه (فعلاء) و (فعلى) إن صرف

صغّر بكسر لازم قبل الألف

وفتح ما لم ينصرف حتم ففى

(علقى) و (غوغاء) كلاهما اقتفى

وما به إلى (مفاعل) وصل

به إلى (فعيعل) أيضا تصل

فما هناك حذف احذفه هنا

وأبق ما بقياه ثمّ استحسنا

(ش) كل اسم متمكن قصد تصغيره فلا بد من ضم أوله ، وفتح ثانيه ، وزيادة ياء ساكنة بعده :

فإن كان ثلاثيا لم يغير بأكثر من ذلك.

وإن كان رباعيا فصاعدا كسر ما بعد الياء كـ «جعيفر» و «دريهم» و «برينس».

فإن اتصل بما ولى الياء علامة تأنيث فتح كـ «تميرة» و «حبيلى» و «حميراء».

وكذا إن اتصل به ألف «أفعال» أو ألف تليها نون زائدة ، فيما لم يجمع على «فعالين» كـ «أجيمال» و «سكيران».

فإن جمع ذو الألف والنون على «فعالين» صغر على «فعيلين» كـ «سليطين» و «سريحين» و «حويمين» (٢) و «وريشين» (٣).

__________________

(١) فى أ :

إن لم يكسر بفعالين وما

شذ فعيلين لهذا حتما

(٢) الحويمين : نبت. القاموس (حوم).

(٣) الورشان : طائر لحمه أخف من الحمام. القاموس (ورش).

٢٨٧

وما لم يعلم جمعه على «فعالين» ألحق فى التصغير بباب «سكران».

وبين تصغير ما زاد على الثلاثة ، وتكسيره مناسبة شديدة :

فما كسر على «مفاعل» وشبهه ، فله فى التصغير «فعيعل» وشبهه ما لم يمنع مانع من كسر ما بعد ياء التصغير كـ «حبيلى» و «أجيمال».

ولقصور التصغير عن التكسير فى هذا جبروا التصغير بأن أدخلوه على «أفعل» «فعلاء» فقالوا فى تصغيره «أفيعل» كـ «أحيمر» وإن لم يقولوا فى تكسيره «أفاعل».

وإلى هذا أشرت بقولى :

واستعملوا «أفيعلا» فى «أفعلا»

وإن يكن «أفاعل» قد أهملا

وأشرت بقولى :

وب «فعيعيل» يصغّرون ما

له مكسّرا «مفاعيل» انتمى

إلى أن «عصفورا» و «سربالا» يقال فى تصغيرهما : «عصيفير» و «سريبيل» ، كما قيل فى تكسيرهما : «عصافير» و «سرابيل».

وإذا لم يكن ما ولى ياء التصغير حرف إعراب ؛ فحقه الكسر إن لم يمنع منه أحد الموانع التى تقدم ذكرها.

وروى فى «الغوغاء» ـ وهى صغار الجراد ـ الصرف ، على أن يكون من باب «صلصال» فتصغيره على هذا : «غويغئ» ، وروى منع صرفه على أنه «فعلاء» ؛ فتصغيره على هذا : «غويغاء».

وروى فى «علقى» الصرف على أن ألفه للإلحاق ؛ فتصغير على هذا : «عليق» ، وروى فيه ترك الصرف على أن ألفه للتأنيث ؛ وتصغيره على هذا : «عليقى» كتصغير «سكرى».

وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :

وشبه «فعلاء» و «فعلى» إن صرف ...

 ..... إلى آخر الكلام

ويتوصل فى التصغير إلى «فعيعل» و «فعيعيل» وما أشبههما بما توصل به فى التكسير إلى «مفاعل» و «مفاعيل» وما أشبههما :

فيقال فى «حيزبون» و «استخراج» و «مدحرج» و «فرزدق» : «حزيبين» و «تخيريج» و «دحيريج» و «فريزد» و «فريزق» ؛ كما يقال فى التكسير : «حزابين» و «تخاريج» و «دحاريج» و «فرازد» و «فرازق».

٢٨٨

وكذا يقال فى تصغير «ذرحرح» : «ذريرح» دون «ذريحح» كما قيل فى تكسيره : «ذرارح» دون «ذراحح».

وقد أشير هناك إلى أن ال «ألندد» يقال فى تكسيره : «ألادّ» بالإدغام ؛ فليقل فى تصغيره : «أليدّ» بالإدغام أيضا.

وكذلك أشرت إلى أن جمع «مرمريس» : «مراريس» ؛ فليقل فى تصغيره : «مريريس».

وكذلك أشير إلى أن جمع «كوألل» : «كوائل» و «كآلل» ؛ فليقل فى تصغيره : «كويئل» و «كؤيلل».

وإلى هذا أشرت بقولى :

فما هناك حذف احذفه هنا

وأبق ما بقياه ثمّ استحسنا

(ص)

وألف التّأنيث إن مدّ نسب

للانفصال ولتاه ذا يجب

فليعط مصحوباهما حقّهما

لو صغّرا دون تمام بهما

وكهما يا نسب والثان من

جزأى مركّب بذا ـ أيضا ـ قمن

وهكذا زيادتا (فعلان)

من بعد أربع كـ (زعفران)

وفى (فعولاء) خلاف فلدى

محمّد (فعيّلاء) أيّدا

واختار حذف الواو سيبويه

وهو الأصحّ فاعتمد عليه

وقدّر انفصال ما دلّ على

تصحيح او تثنية فتعدلا

وك (فعولاء) (ثلاثون) وما

ضاهى (ظريفين) مقرّا علما

وألف التّأنيث ذو القصر متى

زاد على أربعة لن يثبتا

وخامسا من بعد مدّ زيد قد

يبقى (حبيرى) و (حبيّر) ورد

وإثر يا التّصغير واوا ردّ يا

إن يك لاما أو يسكّن فادريا

وإن يحرّك وهو غير لام

فهو على وجهين فى الكلام

فب (جديل) وب (الجديول)

تصغير (جدول) وب (العجيّل)

صغّر (عجولا) و (العريّة) التزم

فى (عروة) وقس على هذى الكلم

(ش) لا يعتد فى التصغير بألف التأنيث الممدودة ، ولا بتائه ، ولا بألف ونون مزيدتين بعد أربعة أحرف فصاعدا ، ولا بياء النسب ، ولا بعجز المركب ، ولا بعلامة

٢٨٩

تثنية أو جمع تصحيح فى غير مجعول علما ؛ بل يتركن على حالهن فى التكبير ، ويصغر ما قبلهن ، كما كان يصغر غير متمم بهن :

فيقال فى «راهطاء» و «عقرباء» و «حنظلة» و «سفرجلة» : «رويهطاء» و «عقيرباء» و «حنيظلة» و «سفيرجة».

كما كان يقال فى «راهط» و «عقرب» و «حنظل» و «سفرجل» : «رويهط» و «عقيرب» و «حنيظل» و «سفيرج».

ويقال فى «جلجلان» و «عبقرىّ» و «بعلبكّ» : «جليجلان» و «عبيقرىّ» و «بعيلبكّ» ، كما يقال فى «جلجل» و «عبقر» و «بعل» : «جليجل» و «عبيقر» و «بعيل».

ومذهب سيبويه (١) فى تصغير «فعولاء» : أن تحذف واوه فيقال فى «جلولاء» (٢) : «جليلاء».

ومذهب المبرد (٣) أن يقال : «جليّلاء» ـ بلا حذف ـ كما يقال فى «فروقة» : «فريّقة» ؛ لأن ألف التأنيث الممدودة محكوم لما هى فيه بحكم ما فيه هاء التأنيث.

وحجة سيبويه : أن لألف التأنيث الممدودة شبها بهاء التأنيث وشبها بالألف المقصورة ، واعتبار الشبهين أولى من إلغاء أحدهما.

وقد اعتبر الشبه بالهاء من قبل مشاركة الألف الممدودة لها فى عدم السقوط ، وتقدير الانفصال بوجه ما ؛ فلا غنى عن اعتبار الشبه بالألف المقصورة فى عدم ثبوت الواو المذكورة فإنها كألف «حبارى» الأولى ، وسقوطها فى التصغير متعين عند بقاء الثانية ؛ فكذا يتعين سقوط الواو المذكورة فى التصغير.

ويقدر انفصال علامة التثنية ، وعلامتى جمعى التصحيح فيعامل ما قبلها فى التصغير معاملته فى التجرد ؛ فيقال فى «ظريفين» و «ظريفين» و «ظريفات» : «ظريّفان»

__________________

(١) وإذا حقرت بروكاء أو جلولاء قلت : بريكاء وجليلاء ، لأنك لا تحذف هذه الزوائد ، لأنها بمنزلة الهاء ، وهى زائدة من نفس الحرف كألف التأنيث ، فلما لم يجدوا سبيلا إلى حذفها لأنها كالهاء فى ألا تحذف خامسة وكانت من نفس الحرف ، صارت بمنزلة «كاف» مبارك «وراء» عذافر ، وصارت الواو كالألف التى تكون فى موضع الواو ، والياء التى تكون فى موضع الواو ، إذا كن سواكن ، بمنزلة ألف عذافر ومبارك ، لأن الهمزة تثبت مع الاسم ، وليست كهاء التأنيث. ينظر الكتاب (٣ / ٤٤٠ ، ٤٤١).

(٢) جلولاء : قرية ببغداد قرب «خانقين» بمرحلة. القاموس (جلل).

(٣) ينظر : المقتضب (٢ / ٢٦٠ ، ٢٦١).

٢٩٠

و «ظريّفون» و «ظريّفات» ؛ كما يقال فى «ظريف» و «ظريفة» : «ظريّف» و «ظريّفة» ؛ لأن التثنية والجمع طارئان على لفظ المفرد بعد حصول ما يتممه من هيئة تكبير أو تصغير.

ويقال فى تصغير «ثلاثين» : «ثليثون» بالتخفيف ؛ لأن زيادته غير طارئة على لفظ مجرد ؛ فعومل معاملة «جلولاء».

وكذا يفعل بزيادة التثنية ، وجمع التصحيح فيما جعل علما ؛ فيقال فيمن اسمه «جداران» و «ظريفون» و «ظريفات» : «جديران» و «ظريفون» و «ظريفات» ؛ نص على ذلك سيبويه (١).

ويحذف فى التصغير ألف التأنيث المقصورة خامسة ، أو سادسة نحو قولك فى «قرقرى» : «قريقر» ، وفى «لغّيزى» : «لغيغز».

وإن كانت خامسة وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة ، وإبقاء ألف التأنيث ، وعكس ذلك كقولهم فى «حبارى» : «حبيرى» و «حبيّر».

وإذا ولى ياء التصغير واو قلبت ياء إن كانت موضع اللام أو ساكنة ، وأدغم فيها الياء ؛ كقولك فى «جرو» (٢) و «عروة» ، و «عشواء» و «عجوز» : «جرىّ» و «عريّة» و «عشيّاء» و «عجيّز».

فإن تحركت ، ولم تكن فى موضع اللام جاز تصحيحها ، وقلبها كقولك فى «جدول» : «جديول» و «جديّل».

(ص)

وإن تلت ذى الياء ياءان حذف

أخراهما وخلف (أحوى) قد عرف

نقصا ومنع الصّرف عمرو انتخب

والنّقص والصّرف إلى عيسى انتسب

ولأبى عمرو عزوا (أحيّيا)

ونحوه مستغنيا عن حذف يا

وقل (أحيو) إن تقل (جديول)

فى (الغاو) ـ أيضا ـ (الغويوى) يقبل

__________________

(١) قال سيبويه : ولو سميت رجلا (جدارين) ثم حقرته لقلت : (جديران) ولم تثقّل ؛ لأنك لست تريد معنى التثنية ، وإنما هو اسم واحد ؛ كما أنك لم ترد بـ (ثلاثين) أن تضعف الثلاث ، وكذلك لو سميته بـ (دحاحات) أو (ظريفين) أو (ظريفات) خففت.

الكتاب (٣ / ٤٤٣).

(٢) يقال : جرو الحنظل والرمان يعنى : أنها صغيرة. المقاييس (جرو).

٢٩١

ومن يقل (جديّل) يقل (غوى)

مصغّرا كمثل (مرو) و (مرىّ)

واردد لأصل ليّنا أبدل من

ذى اللّين عينا فهو بالرّدّ قمن

وشذّ فى (عيد) : (عييد) وحتم

للجمع من ذا ما لتصغير علم

وبدل العين العديم اللّين لا

تورده فى الحالين إلّا مبدلا

وهكذا الفاء فقل فى (متّعد)

(متيعد) وعن (مويعد) فحد

ومطلقا بدل لام ردّ فى

جمع وتصغير لموجب قفى

والألف الثّانى المزيد يجعل

واوا كذا ما الأصل فيه يجهل

وأصل منقوص ثنائى أعد

وإن يكن بتاء تأنيث عمد

نحو (دمى) و (شفيهة) وفى

(سه) (ستيهة) أحقّ ما اقتفى

(سنيّة) ، (سنيهة) قل فى (سنه)

فحجّة الأصلين فيه بيّنه

وكلّ ما لا ثالث له عرف

فأعطه حكم (دم) أو حكم (أف)

وإن تأتّت صيغة التّصغير فى

ذى النّقص فالقاصد خيرا قد كفى

ك (الهار) و (الهوير) ، و (الهويئر)

قد قيل ، وهو عندهم مستندر

وقاس فى (يرى) (يريئيا) أبو

عمرو ومن سواه ذا يجتنب

و (يضع) اسما بـ (يضيع) صغّرا

والمازنىّ ردّ فائه يرى

وأصل مقلوب إذا صغّر لا

تردد ولكن أبقه محوّلا

فقل (قسى) فى (قسىّ) علما

كذاك فى (الجاه) (جويه) علما

وكلّ ذى همزة وصل صغّرا

فالهمزة اقصد حذفها مبتدرا

(ش) إذا وقع بعد ياء التصغير ياءان حذفت الثانية منهما استثقالا لتوالى ثلاث ياءات كقولك فى «أتىّ» (١) : «أتىّ».

والأصل «أتيّى» ـ بثلاث ياءات ـ أولاهن ياء التصغير ، والثانية والثالثة : الموجودتان قبل التصغير ؛ فحذفت الثالثة لتطرفها ، وأدغمت الأولى فى الثانية.

ولا فرق بين ما كانت الياءان فيه قبل التصغير كـ «أتىّ» ، وبين ما تجدد فيه اجتماع الياءين فى حال التصغير كـ «كساء» فإن تصغيره «كسىّ» وأصله «كسيّى» ، الياء الأولى للتصغير ، والثانية منقلبة عن الألف ، والثالثة منقلبة عن واو ؛ فحذفت الثالثة وصار

__________________

(١) الأتىّ : جدول تؤتيه إلى أرضك ، أو السيل الغريب ، والرجل الغريب. ينظر : القاموس المحيط (أتو).

٢٩٢

«كسيّا» كـ «قصىّ».

وهذا الحذف مجمع عليه إن كان أول الياءين الواقعين بعد ياء التصغير زائدا.

فإن لم يكن زائدا كالمنقلب عن واو «أحوى» فإن أبا عمرو يرى فيه تقرير الياءات الثلاث فيقول : «هذا أحيّى» ، و «رأيت أحيّى».

وغيره لا يرى ذلك.

إلا أن سيبويه يحذف ويستصحب منع الصرف ، وعيسى بن عمر يحذف ويصرف (١).

ومن قال فى «جدول» : «جديول» قال فى «أحوى» : «أحيو» و «رأيت أحيوى».

وكذا يقول فى «غاو» : «غويو» ، وفى «معاوية» : «معيوية» ، والأجود الحذف والإعلال.

ويقال فى تصغير «مال» و «قيل» (٢) و «ريّان» : «مويل» و «قويل» و «رويان» فترد العين إلى أصلها لزوال سبب انقلابها ؛ وكذا يفعل بالفاء نحو قولك فى «ميزان» : «مويزين» ، وفى «موقن» : «مييقن».

وهذا الرد فى اللام بلا شرط وهو فى العين والفاء مشروط بكون الحرف حرف لين مبدلا من حرف لين.

فلو كان حرف لين مبدلا من همزة كـ «أيمّة» ، أو غير حرف لين مبدلا من حرف لين كـ «قائم» و «متّعد» ـ لم يرد إلى أصله فى تصغير ولا تكسير :

فتصغير «أيمّة» : «أييمّة».

وتصغير «قائم» : «قويئم».

وتصغير «متّعد» : «متيعد» ؛ هذا مذهب سيبويه (٣).

__________________

(١) قال سيبويه : واعلم أنه إذا كان بعد ياء التصغير ياءان ، حذفت التى هى آخر الحروف ... وكذلك (أحوى) ... ولا تصرفه ؛ لأن الزيادة ثابتة فى أوله ، ولا يلتفت إلى قلّته ، كما لا يلتفت إلى قلة «يضع» ، وأما عيسى فكان يقول : أحىّ ويصرف. وهو خطأ. الكتاب (٣ / ٤٧١ ، ٤٧٢).

(٢) القيل : الملك من ملوك حمير. المقاييس (قيل).

(٣) وذلك إذا كانت أبدالا من الواوات والياءات التى هى عينات ، فمن ذلك قائل وقائم وبائع ، تقول : قويئم وبويئع ، فليست هذه العينات بمنزلة التى هى لامات ، لو كانت مثلهن لما أبدلوا ؛ لأنهم لا يبدلون من تلك اللامات إذا لم تكن منتهى الاسم وآخره ، ألا تراهم يقولون : ـ

٢٩٣

ومذهب الجرمى أن يقال فى تصغير «قائم» : «قويّم». ومذهب الزجاج فى تصغير «متّعد» : «مويعد».

والصحيح ما ذهب إليه سيبويه ؛ لأن «قويّما» يوهم أن مكبره «قويم» أو «قوام» ، أو «قوام» ، و «قويئم» لا إبهام فيه فكان أولى.

وكذلك إذا قيل فى «متّعد» : «مويعد» أوهم أن مكبره «موعد» أو «موعد» أو «موعد» ، و «متيعد» لا إبهام فيه فكان أولى.

وإذا صغر ما ثانيه ألف زائدة قلبت واوا فقيل فى «كاهل» و «دانق» (١) و «قاصعاء» و «جاموس» و «هابيل» و «خاتام» : «كويهل» و «دوينيق» و «قويصعاء» و «جويميس» و «هويبيل» و «خويتيم».

وكذا يفعل بالألف المجهولة الأصل كألف «عاج» و «صاب» (٢) فيقال فى تصغيرهما : «عويج» و «صويب».

وإذا صغر ثنائى مجرد ، أو مؤنث بالهاء كـ «شفة» رد إليه الثالث المحذوف ؛ فيقال فى «دم» : «دمىّ» ، وفى «شفة» و «عدة» : «شفيهة» و «وعيدة» ، وفى «سه» : «ستيهة».

وقد يكون المحذوف حرفا فى لغة وحرفا آخر فى لغة فيصغر تارة برد هذا ، وتارة برد هذا كقولك فى تصغير «سنة» : «سنيّة» و «سنيهة» ، وفى تصغير «عضة» : «عضيّة» و «عضيهة».

وإذا لم يعلم للثانى ثالث وقصد تصغيره أو تكسيره ألحق بباب «دم» فيجبر بحرف لين ، أو ألحق بالثلاثى المضاعف المحذوف بعضه كـ «أف» بمعنى : «أفّ» ؛ وذلك نحو تصغير «من» مسمى به فلك أن تقول فيه : «منىّ» إلحاقا بباب «دم» ، ولك أن تقول فيه «منيّة» إلحاقا بالمضاعف المنقوص.

وإذا أمكن فى المنقوص أن يصاغ على «فعيل» بما بقى منه لم يرد إليه المحذوف كقولك فى «ميت» : «مييت» وفى «هار» : «هوير» ، وروى عن بعض العرب «هويئر».

__________________

ـ شقاوة وغباوة ، فهذه الهمزة بمنزلة همزة ثائر وشاء من شأوت ؛ ألا ترى أنك إذا كسرت هذا الاسم للجمع ثبتت فيه الهمزة ، تقول : قوائم ، وبوائع ، وقوائل. وكذلك تثبت فى التصغير.

الكتاب (٣ / ٤٦٢ ، ٤٦٣).

(١) الدانق : الأحمق ، والسارق ، والمهزول الساقط من الرجال والنوق ، وسدس الدرهم. القاموس (دنق).

(٢) الصاب : الضعف فى العقل ، وشجر مر. القاموس (صوب).

٢٩٤

وأجاز أبو عمرو : «يريئيا» فى تصغير «يرى» علما (١) وتصغير «يضع» عند المازنى «يويضع».

ولا يقول سيبويه إلا «يضيع» (٢).

وهو الصواب ؛ لأن الصيغة ممكنة دون الرد فلا حاجة إليه ؛ ولأن «يضيع» لا يجهل معه المكبر ، و «يويضع» بخلاف ذلك.

وإذا صغر اسم مقلوب صغر على لفظه فى الحال ، ولم يرّد إلى أصله ، وذلك نحو : «قسى» إذا سمى به وقصد تصغيره فإنه يقال فيه : «قسى» على لفظه ، وأصله «قووس» ، فلو صغر على أصله لقيل : «قويّس» كما يقال «قويّس» فى «قووس» إذا صغر مجعولا علما.

ومن المقلوب قولهم «جاه» ؛ لأنه من الوجاهة فقلب ، فإذا صغر قيل «جويه» دون رجوع إلى أصل لعدم الحاجة إلى ذلك.

وإذا صغر ما أوله همزة وصل حذفت وضم ما جلبت من أجل سكونه كقولك فى «ابن» : «بنى».

(ص)

واختم بتا التّأنيث ما صغّرت من

مؤنّث عار ثلاثى كـ (سنّ)

وانسب إلى الشّذوذ ما منه خلا

نحو (نصيف) و (ذويد) واعدلا

وشذّت التّا فى (أمام) و (ورا)

كذاك (قدّام) إذا ما صغّرا

والتّا الزمنّ فى رباعى أعل

آخر شطريه فلفظه يقلّ

وقد تزاد عوضا من ألف

فى نحو (لغّيزى) على رأى قفى

(ش) إذا كان الاسم المؤنث العارى من علامة ثلاثيا فى الحال كـ «دار» أو فى الأصل كـ «يد» صغر بالتاء فقيل فى «دار» : «دويرة» ، وفى «يد» : «يديّة».

ولا يستغنى عن هذه التاء إلا فيما شذ من نحو قولهم «نصيف» تصغير «نصف» :

وهى المرأة المتوسطة بين الصغر والكبر.

ونظير «نصيف» قولهم فى الذود من الإبل : «ذويد» ، وفى الحرب : «حريب» ،

__________________

(١) قال سيبويه : وأما يونس فحدثنى أن أبا عمرو كان يقول فى (مر) : مرييء ، مثل مريع ، وفى يرى : يريىء يهمز ويجر ؛ لأنها بمنزلة قاض ... الكتاب (٣ / ٤٥٧).

(٢) قال سيبويه : ومثل ذلك : رجل يسمى بـ (يضع) تقول : يضيع ... الكتاب (٣ / ٤٥٧).

٢٩٥

وفى القوس : «قويس» ، وفى العرب : «عريب» ، وفى الفرس : «فريس» ، وفى درع الحرب : «دريع» ، وفى النعل : «نعيل».

وكما شذ هذا النوع بعدم التاء والأصل فيه لحاق التاء ، كذلك شذ لحاق التاء فى بعض ما زاد على الثلاثة ، والأصل فيه عدم التاء ؛ فقالوا فى «وراء» و «أمام» و «قدّام» : «وريّئة» و «أميّمة» و «قديديمة».

وإن كان المؤنث العارى رباعيا معتل الثالث والرابع لم يصغر إلا بالتاء نحو «سماء» و «سميّة» ، والأصل «سميّى» ـ بثلاث ياءات ـ فحذفت الواحدة على القاعدة المتقدم تقريرها فى هذا الباب فبقى الاسم ثلاثيا ، فألحقت التاء كما تلحق مع الثلاثى المجرد.

وإلى هذا أشرت بقولى :

 ........

 ...... فلفظه يقلّ

وأجاز أبو عمرو (١) أن يقال فى تصغير «حبارى» و «لغّيزى» : «حبيّرة» و «لغيغزة» فيجاء بالتاء عوضا من ألف التأنيث المقصورة إذا حذفت.

(ص)

وصغّروا اسم الجمع والجمع الّذى

لقلّة كـ (فتية) و (أوجذ)

ولا تصغّر لفظ جمع وضعا

لكثرة كـ (شهّد) و (شفّعا)

بل صغّرنه بعد ردّه إلى

ذى قلّة أو أفردنه وافعلا

به الّذى بـ (شهّد) قد فعلا

من قال : (ما الشّويهدون بخلا)

كذا (الشّويهدات) فى (الشّواهد)

قل والقياس راع غير حائد

وفى (سنين) قل (سنيّات) كذا

فى (أرضين) بـ (أريضات) خذا

ومن يقل : (مرّت سنين) فليقل

(سنيّن) (سنين) ـ ايضا ـ قد نقل

ومن يقل : (سنون) قصد علم

يقل (سنيّون) فإنّه نمى

(ش) يصغر اسم الجمع لشبهه بالواحد فيقال فى «ركب» : «ركيب» ، وفى «خدم» : «خديم» ، وفى «سراة» : «سريّة».

وكذلك تصغير الجمع الذى على أحد أمثلة القلة كقولك فى «أجمال» :

__________________

(١) الكتاب (٣ / ٤٣٧).

٢٩٦

«أجيمال» ، وفى «أفلس» : «أفيلس» ، وفى «فتية» : «فتيّة» ، وفى «أنجدة» (١) : «أنيجدة».

ولا يصغر جمع على مثال من أمثلة الكثرة ؛ لأن بنيته تدل على الكثرة وتصغيره يدل على القلة فتنافيا.

وأجاز الكوفيون تصغير ما له نظير من أمثلة الآحاد ؛ فأجازوا أن يقال فى «رغفان» : «رغيفان» كما يقال فى «عثمان» «عثيمان».

وجعلوا من ذلك «أصيلانا» زعموا أنه تصغير «أصلان» ، و «أصلان» جمع «أصيل».

وما زعموا مردود من وجهين :

أحدهما : أن معنى «أصيلان» هو معنى «أصيل» فلا يصح كونه تصغير جمع ؛ لأن تصغير الجمع جمع فى المعنى.

الثانى : أنه لو كان تصغير «أصلان» لقيل «أصيلين» ؛ لأن «فعلان» و «فعلان» إذا كسرا قيل فيهما : «فعالين» كـ «مصران» و «مصارين» ، و «حشّان» و «حشاشين» ، و «عقبان» و «عقابين» ، و «غربان» و «غرابين» ، وكل ما كسر على «فعالين» يصغر على «فعيلين».

فبطل كون «أصيلان» تصغير «أصلان» جمع «أصيل».

وإنما «أصيلان» من المصغرات التى جىء بها على غير بناء مكبره ، ونظيره قولهم فى «إنسان» : «أنيسيان» ، وفى «مغرب» : «مغيربان» ؛ ولا استبعاد فى ورود المصغر على بنية مخالفة لبنية مكبره كما وردت جموع مخالفة لأبنية آحادها.

والحاصل أن من قصد تصغير جمع من جموع الكثرة رده إلى واحده وصغره ثم جمعه بالواو والنون إن كان لمذكر يعقل كقولك فى «غلمان» «غليمون» وبالألف والتاء إن كان لمؤنث أو لمذكر لا يعقل كقولك فى «جوار» و «دراهم» : «جويريات» و «دريهمات».

وإن كان لما قصد تصغيره جمع قلة جاز أن يرد إليه مصغرا كقولك فى «فتيان» : «فتيّة».

ويقال فى تصغير «سنين» على لغة من رفعها بالواو ، وجرها ونصبها بالياء :

__________________

(١) النجد : ما ارتفع من الأرض وصلب. اللسان (نجد).

٢٩٧

«سنيّات» ، ولا يقال «سنيّون» ؛ لأن إعرابها بالواو والياء إنما كان عوضا من اللام ، فإذا صغرت ردت اللام فلو أبقى إعرابها بالواو والياء مع التصغير لزم اجتماع العوض والمعوض منه.

وكذا «الأرضون» لا يقال فى تصغيره «أريضات» ؛ لأن إعراب جمع «الأرض» بالواو والياء ، إنما كان تعويضا من التاء ؛ فإن حق المؤنث الثلاثى أن يكون بعلامة.

ومعلوم أن تصغير المؤنث الثلاثى يرده ذا علامة فلو أعرب حينئذ بالواو والياء لزم اجتماع العوض والمعوض منه.

ومن قال : «مرّت سنين» فجعل الإعراب فى النون قال فى تصغيره «سنيّن» ويجوز : «سنين» على مذهب من يرى أن أصله «سنىّ» ـ بياءين ـ أولاهما زائدة ، والثانية بدل من واو هى لام الكلمة ، ثم أبدلت نونا.

فكما أنه لو صغر «سنيّا» لحذف الياء الزائدة وأبقى الكائنة موضع اللام كذا إذا صغر «سنينا» معتقدا كون النون بدلا من الياء الآخرة يعامل الكلمة بما كان يعاملها لو لم يكن بدل.

فإن جعل «سنون» علما وصغر فلا يقال إلا «سنيّون» رفعا ، و «سنيّين» نصبا وجرّا ، برد اللام.

ومن جعل لامها هاء قال : «سنيهون». والله أعلم.

(ص)

وشذّ الاستغناء بالتّصغير فى

نحو (كميت) و (كعيت) فاعرف

وقد يصغّرون أسماء على

غير بنا مكبّر ما أهملا

ك (مغرب) وك (المغيربان)

وك (الأنيسيان) و (الإنسان)

وكسر فا (فعيل) او (فعول)

أجزه قبل الياء كـ (السّيول)

وقد تصير هذه اليا ألفا

من قبل ما شدّد ممّا ضعّفا

(ش) كما شذت جموع لا واحد لها من لفظها كـ «أبابيل» شذت مصغرات لا مكبر لها من لفظها نحو : «الكميت» : من الخيل ، و «الكعيت» وهو البلبل.

ومن هذا النوع «القطيعاء» : لضرب من التمر ، و «القبيطاء» ، و «السّريطاء» ـ لضرب من الحلوى ، و «القصيرى» : لأحد الأضلاع.

٢٩٨

وكثر ذلك فى الأعلام كـ «حنين» ، و «أمّ حبين» (١) و «هذيل» و «قريظة» و «سليم» و «جبير» و «عزير» و «قصى» و «طهيّة» و «جهينة» و «بثينة».

وقد يصغرون بعض الأسماء على غير بناء مكبره كقولهم فى «المغرب» : «مغيربان» وفى «الإنسان» : «أنيسيان» كأن مكبرهما «مغربان» و «إنسيان».

وهذان وأمثالهما فى التصغير بمنزلة «ليال» و «مذاكير» و «أراهط» و «أعاريض» فى تكسير : «ليلة» و «ذكر» و «رهط» و «عروض».

ويجوز كسر فاء «فعيل» و «فعول» مما عينه ياء كقولك : «بييت» و «بيوت» ، و «سييل» و «سيول» ، و «سييف» و «سيوف».

وقد تجعل ياء التصغير ألفا إذا وليها حرف مشدد كقولك فى «دويبّة» «دوابّة».

وزعم بعض النحويين أن «الهديهد» قيل فيه : «الهداهد» بإبدال الياء ألفا. وليس ذلك بصحيح بل «الهداهد» لغة فى «الهدهد».

فصل فى تصغير المبهمات والتصغير المسمى ترخيما

(ص)

صغّر بـ (ذيّا) : (ذا) ، (الّذى) : (اللّذيّا)

(تيّا) لـ (تا) ول (الّتى) : (اللّتيّا)

وب (اللّذيّين) (اللّتيّين) ائت إن

تثنية (الّذى) مع (الّتى) تعنّ

وفى (الّذين) جا (اللّذيّون) وفى

جمع (الّتى) لفظ (اللّتيّات) اقتفى

مع (اللّويتا) و (اللّويّين) اعتمد

مصغّر (اللّائين) حيثما يرد

وسمّ ترخيما من التّصغير ما

يخلى الأصول من مزيد علما

كقولهم فى (أسود) (سويد)

ومثله فى (حامد) (حميد)

والتّاء أولها مؤنّثا ففى

(سوداء) تا (سويدة) لا تحذف

وفى (بريه) و (سميع) حذفا

أصلان مع مدّين كى يخفّفا

وليس فى ذين قياس يتّبع

فحكم ما شذّ اطّراده امتنع

(ش) لما كان التصغير بعض تصاريف الأسماء المتمكنة ناسب ذلك ألا يلحق

__________________

(١) أم حبين : هى دابة قدر كف الإنسان. المقاييس (حبن).

٢٩٩

اسما غير متمكن.

ولما كان فى «ذا» و «الّذى» وفروعهما شبه بالأسماء المتمكنة ؛ بكونها توصف ويوصف بها ، استبيح تصغيرها لكن على وجه خولف به تصغير المتمكن ؛ فترك أولها على ما كان عليه قبل التصغير ، وعوض من ضمه ألف مزيدة فى الآخر ، ووافقت المتمكن فى زيادة ياء ساكنة ثالثة فقيل فى «الّذى» و «الّتى» : «الّذيّا» ، و «اللّتيّا» ، وفى «ذا» و «تا» : «ذيّا» و «تيّا».

والأصل «ذييّا» و «تييّا» بثلاث ياءات : الأولى عين الكلمة والثالثة لامها ، والوسطى ياء التصغير فاستثقل توالى ثلاث ياءات فقصد التخفيف بحذف واحدة ؛ فلم يجز حذف ياء التصغير لدلالتها على معنى ، ولا حذف الثالثة لحاجة الألف إلى فتح ما قبلها ، فلو حذفت لزم فتح ياء التصغير وهى لا تحرك لشبهها بألف التكسير ؛ فتعين حذف الأولى ، مع أنه يلزم من ذلك وقوع ياء التصغير ثانية ، فاغتفر لكونه عاضدا لما قصد من مخالفة تصغير ما لا تمكن له لتصغير ما هو متمكن.

ويقال فى تثنية «الّذى» و «الّتى» : «اللّذيّان» و «اللّتيّان».

وفى تثنية «ذا» و «تا» : «ذيّان» و «تيّان» ويجاء فى الجر والنصب مكان الألف بياء.

ويقال فى «ذاك» : «ذيّاك» ، وفى «ذلك» : «ذيّالك» قال الراجز : [من الرجز]

لتقعدنّ مقعد القصىّ

منّى ذى القاذورة المقلىّ (١)

وتحلفى بربّك العلىّ

أنّى أبو ذيّالك الصّبىّ (٢)

ويقال فى تصغير «الّذين» : «الّذيّون» وفى «اللّائين» : «اللّويئون» وفى الجر والنصب «الّذيّين» و «اللّويئين» ، ولك أن تأتى بالياء فى أحوالهما الثلاث.

وتقول فى تصغير «اللّاتى» و «اللّائى» بمعناها : «اللّويتا» و (اللّويئا» و «اللّتيّات».

ومن التصغير ما يقال له تصغير الترخيم وهو : تصغير بتجريد الاسم من الزوائد :

فإن كانت أصوله ثلاثة رد إلى «فعيل».

__________________

(١) القلى : البغض. المقاييس (قلو).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (ذا) ، وتاج العروس (ذا).

٣٠٠