٨٢ ـ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز :
وهو ابن الخليفة عمر بن عبد العزيز ، ولّاه يزيد بن الوليد بن عبد الملك إمارة الكوفة سنة (١٢٦) (١) للهجرة ، وذلك بعد عزل منصور بن جمهور ، وقال له يزيد : (سر إلى العراق ، فإن أهله يميلون إلى أبيك).
ولمّا وصل عبد الله بن عمر إلى الكوفة عيّن (العمال) (٢) في أماكنهم ، وأعطى الناس أرزاقهم وأعطياتهم ، فاعترض قادة الجيش من الشاميين على عبد الله بن عمر في توزيع الأرزاق والأعطيات على أهل الكوفة ، وقالوا له : (لماذا تقسم على هؤلاء فيئنا وهم عدوّنا؟!). (٣)
فقال ابن عمر لأهل الكوفة : (إنّي أريد أن أردّ فيئكم عليكم ، وقد علمت أنّكم أحقّ به فنازعني هؤلاء).
وعلى أثر ذلك اجتمع أهل الكوفة في (الجبانة) احتجاجا على ما سمعوه من قادة الجيش الشامي ، وحصلت منازعات بين الطرفين ، أصيب خلالها بإصابات طفيفة من كلا الجانبين ، ثمّ إنّ أهل الشام اعتذروا لأهل الكوفة بعد ذلك.
وفي سنة (١٢٧) (٤) للهجرة ثار بالكوفة عبد الله بن معاوية ، فبايعه أهل الكوفة ثمّ تمكّن عبد الله بن عمر من إغراء أحد قادة جيش ابن معاوية ، فعمد إلى حيلة تمكّن بها من هزيمة جيش ابن معاوية ، حيث تركوه
__________________
(١) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٣٨٢. وأبو الفرج الأصبهاني ـ مقاتل الطالبيين. ص ١٦٦. وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٧ / ٢٥٢. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٠٢. وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٧ / ١١٠.
(٢) وعيّن على شرطة الكوفة : عمر بن الغضبان القبعثري.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٠٢.
(٤) المصدر السابق. ج ٥ / ٣٢٤.