فكتب عبيد الله بن زياد إلى عمرو بن حريث" خليفته على الكوفة" يعلمه بما قرّر أهل البصرة ، ويطلب منه أن يأمر أهل الكوفة أن يحذوا حذو أهل البصرة.
فصعد عمرو بن حريث" منبر الكوفة" وخطب في الناس ، وأخبرهم بما اتفق عليه أهل البصرة ، وطلب منهم أن يؤيدوا رأي البصرة.
فقام إليه يزيد بن رويم الشيباني وقال : (الحمد لله الّذي أطلق إيماننا ، لا حاجة لنا في بني أميّة ، ولا في إمارة ابن مرجانة) (١).
عندها ثار أهل الكوفة ، فطردوا عمرو بن حريث ، وجعلوا أميرا عليهم من قبلهم (٢) ، ثمّ بايعوا لعبد الله بن الزبير (٣).
مات عمرو بن حريث بالكوفة سنة (٨٥) للهجرة (٤) ، في خلافة عبد الملك بن مروان. وقيل سنة (٧٨) للهجرة (٥).
١٥ ـ ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري
هو ثابت بن قيس بن الخطيم بن عمرو بن يزيد بن سواد ، وقيل هو ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري ، وظفر بطن من الأوس (٦).
__________________
(١) مرجانة : هي أمّ عبيد الله بن زياد.
(٢) تاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ١٣٧.
(٣) عبد الله بن الزبير : وقد كتبنا ترجمته ص ١.
(٤) الطبقات ـ ابن سعد. ج ٦ / ٢٣ وذيل المذيل ـ تاريخ الطبري ص ٥٢٧ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٥١٦ والنووي ـ تهذيب الأسماء واللغات. ج ٢ / ٢٦ وابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٣٤٩ ولويس ماسينيون ـ خطط الكوفة ص ٨٢.
(٥) خليفة ابن خياط ـ الطبقات. ص ٢٠.
(٦) ابن الأثير ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة. ج ١ / ٤٥٠.