وطرد نائب الخليفة عن الكوفة ، واستقرّ بها ، فبايعه جماعة من عوامها وأعرابها ولم يكن الزيدية ، ولا زعماء أهل الكوفة يؤيدونه ، فأرسل إليه جيش كبير بقيادة (الشاه ميكال) ولمّا وصل (الشاه) قريبا من الكوفة ، خرج إليه عليّ بن زيد ، ومعه مائتا فارس ، فقال عليّ بن زيد لأصحابه : (إنّ القوم لا يريدون غيري ، فاذهبوا أنتم في حلّ من بيعتي) (١). فقالوا له : لا نتركك ، ولن نفعل ذلك أبدا.
ثمّ حمل عليّ بن زيد على وسط عسكر العدو ، فضربهم يمينا وشمالا ، ثمّ عاد إلى مكانه ، ثمّ هجم عليهم ثانية ، وثالثة مع أصحابه ، فدارت معركة بين الطرفين انهزم أخيرا جيش (الشاه بن ميكال) (٢) ونجا الشاه بنفسه بعد أن قتل الكثير من أصحابه.
ثمّ أرسل الخليفة (المعتمد على الله) جيشا آخر بقيادة (كيجور التركي) وأمره أن يدعو عليّ بن زيد إلى الطاعة قبل محاربته ، ويعطيه الأمان ، فذهب كيجور ونزل في قرية (شاهي) وأرسل إلى عليّ بن زيد يدعوه إلى الطاعة ، وبذل الأمان فطلب عليّ بن زيد مطاليب لم يجبه إليه كيجور ، عندها خرج عليّ بن زيد من الكوفة ، وذهب إلى (القادسيّة) فعسكر فيها ، فدخل كيجور إلى الكوفة في الثالث من شهر شوال من هذه السنة (٢٥٦) للهجرة.
ثمّ ذهب عليّ بن زيد إلى (خفان) ودخل بلاد بني أسد ، ثمّ صاهرهم
__________________
(١) أبو الفرج الأصبهاني ـ مقاتل الطالبيين. ص ٦٧٥.
(٢) المصدر السابق. ص ٥٣٣ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٢٣٩ والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٣٧١.