حلب) وقد دامت دولته عشر سنوات. وتولّى قريش إمارة الموصل والكوفة بعد وفاة عمّه (بركة بن المقلد) سنة (٤٤٣) (١) للهجرة.
وأوّل عمل قام به قريش هو قتل عمّه (قرواش بن المقلد) وذلك بعد أن خرج من السجن في أوّل شهر رجب من سنة (٤٤٤) للهجرة.
وفي شهر شعبان من سنة (٤٤٦) للهجرة ، استولى قريش على مدينة الأنبار ، وخطب فيها (لطغرلبك) وفي كافة أعماله ، ونهب جميع ما كان في الأنبار (للبساسيري) (٢) من الأموال.
ونهب كذلك حلل أصحابه (بالخالص) (٣) ، ولمّا سمع البساسيري بذلك جمع جيشا وجاء إلى الأنبار ، فاستعادها من قريش (٤).
وفي نهاية شهر شوال من سنة (٤٤٨) للهجرة ، كانت معركة بين قريش بن بدران ومعه (قتلمس) وبين البساسيري ومعه (نور الدولة) دبيس بن مزيد (أمير الحلّة) وكانت المعركة في سنجار ، فانهزم قريش وقتلمس ، وقتل وجرح الكثير من أصحاب قريش ، كما وجرح قريش في هذه المعركة (٥).
ثمّ تصالح قريش بعد ذلك مع دبيس بن مزيد ، وتمّ الصلح بينهما وبين السلطان (طغرلبك) ، فأعطى لقريش (نهر الملك) وبادوريا ، وهيت ، وتكريت ، والموصل ، ونصيبين (٦).
__________________
(١) الكامل. ج ٩ / ٥٧٩ وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٥ / ٢٦٧ وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٨ / ١٥١.
(٢) البساسيري : ولقبه أبو الحارث المظفر البساسيري التركي ، سيطر على الدولة العباسيّة في خلافة القائم بأمر الله ، وخطب للخليفة العلوي في مصر. قتل سنة (٤٥١).
(٣) الخالص : أحد أقضية محافظة ديالى على طريق كركوك.
(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٩ / ٦٠٠.
(٥) المصدر السابق. ج ٩ / ٦٢٥.
(٦) نفس المصدر اعلاه.