طلب جماعة من الناس من زياد بن حنظلة ، أن يذهب إلى الإمام عليّ عليهالسلام لمعرفة خطوط سياسته ، ولمّا دخل حنظلة على الإمام عليّ عليهالسلام طلب منه أن يغزو الشام ، فقال له زياد : (الأناة والرفق أمثل) ثمّ قال أيضا (١) :
ومن لا يصانع في أمور كثيرة |
|
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم |
فأجابه الإمام عليّ عليهالسلام (٢) :
متى تجمع القلب الذكي وصارما |
|
وأنفا حميما تجتنبك المظالم |
ولمّا خرج زياد من عند الإمام عليهالسلام سأله القوم : (ما وراءك؟). فقال لهم : (السيف يا قوم).
ولمّا رأى زياد بن حنظلة ، تثاقل القوم ، وعدم رغبتهم في القتال قال لعلي عليهالسلام : (من تثاقل عنك ، فإنا نخفّ معك ونقاتل دونك) (٣).
٦ ـ عمّار بن ياسر
هو عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين ابن الوذيم بن ثعلبة بن عوض بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب (٤) ، العنسي (٥) ، الشامي ، الدمشقي ، وكنيته : أبو اليقظان.
ولّاه الخليفة عمر بن الخطاب إمارة الكوفة سنة (٢١) للهجرة ، وذلك بعد عزل زياد بن حنظلة ، وجعل عبد الله بن مسعود على بيت المال (٦).
__________________
(١) من شعر زهير بن أبى سلمى.
(٢) من شعر براقة الهمدانى.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٤ / ٤٤٨.
(٤) النووي ـ تهذيب الأسماء. ج ٢ / ٢٣٤ وابن أبي الحديد ـ شرح نهج البلاغة. ج ٢٠ / ٣٥.
(٥) وبنو عنس من القحطانيّة ، القلقشندي ـ نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب. ص ٣٩٧.
(٦) ابن حبان ـ الثقات. ج ٢ / ٢٣٤ وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٤ / ١١٥.