ولمّا ولّي صالح بن داود إمارة البصرة ، هجاه بشار بن برد فقال (١) :
هم حملوا فوق المنابر صالحا |
|
أخاك فضجّت من أخيك المنابر |
ولمّا سمع (يعقوب) أخو صالح بهذا الشعر ذهب إلى الخليفة (المهدي) وقال له : إنّ هذا الأعمى ، المشرك ، قد هجا أمير المؤمنين. فقال له : وما ذا قال؟! فطلب من الخليفة إعفائه ، لعدم تمكّنه مما قال بشار ، إلّا أنّ الخليفة أبى أن يعفيه ، فأنشده (٢) :
خليفة يزني بعماته |
|
يلعب بالدبّوق والصولجان |
أبدلنا الله به غيره |
|
ودسّ موسى في حرّ الخيزران |
١٨ ـ روح بن حاتم :
هو : روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي (٣) ، كنيته : أبو حاتم ، وقيل : أبو خلف.
ولّاه الخليفة محمّد (المهدي) بن جعفر المنصور إمارة الكوفة سنة (١٦٧) (٤) للهجرة وذلك بعد عزل هاشم بن سعيد عنها.
وروح بن حاتم ، من الأجواد الممدوحين ، ومن وجوه دولة المنصور ، وكان موصوفا بالعلم والشجاعة والحزم (٥). وكان حاجبا للمنصور.
ولّي روح الإمارة لخمسة خلفاء هم : (١) أبو العبّاس السفّاح. (٢) أبو جعفر المنصور. (٣) محمّد (المهدي). (٤) موسى (الهادي). (٥) هارون
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٨٦.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٨ / ٣٣٩.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٨ / ١٦٦ والقرطبي ـ بهجة المجالس. ج ١٠ / ٧٥ والمنتظم ـ ابن الجوزي. ج ٨ / ٢٨٨ والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٢٣٣ و٢٤٦.
(٥) الزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٣٤.