٣٨ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث :
هو : عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس الكنديّ ، أمير شجاع ، ومن قادة الحجّاج بن يوسف الثقفيّ. (١)
دخل عبد الرحمن إلى الكوفة في أوائل سنة (٨٢) للهجرة وطرد أميرها مطر بن ناجية اليربوعي. (٢)
تميّزت حياة هذا الأمير كلّها بالمعارك والحروب سواء كانت مع الخوارج أو الأزارقة أو مع الحجّاج بن يوسف الثقفيّ وسنذكرها على وجه الإيجاز في الصفحات الآتية.
كان الحجّاج بن يوسف يكرهه كرها شديدا ويقول : (ما رأيته قط إلّا وأردت قتله). (٣) ، وكان عبد الرحمن بن الأشعث هو الآخر يكره الحجّاج كرها كثيرا ويقول : (سأبذل جهدي كي أزيل الحجّاج عن سلطانه).
وكتب عبد الملك بن مروان إلى أخيه بشر بن مروان (أمير الكوفة) أن يبعث خمسة آلاف مقاتل من أهل الكوفة لمحاربة الخوارج ، الأزارقة وأن يؤمّر عليهم رجلا معروفا عنده بالشجاعة ، وبعد أن ينتهي من حربهم ، يبعثه أميرا على (الريّ) (٤). فاختار عبد الرحمن بن الأشعث.
وجاء المهلّب بن أبي صفرة يوصي عبد الرحمن قائلا : (يا ابن أخي خندق على نفسك وعلى أصحابك ، فإنّي عالم بالخوارج ولا تفتر ، وإنّهم
__________________
(١) القاضي التنوخي ـ نشوار المحاضرة. ج ٥ / ٥٥. والزركلي ـ الأعلام. ج ٤ / ٩٨.
(٢) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٨٢. وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٦ / ٢٣١.
(٣) الذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ٥ / ٣٤٣.
(٤) الريّ : عاصمة خراسان وهي أكبر مدنها.