قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أبكار الأفكار في أصول الدّين [ ج ٣ ]

أبكار الأفكار في أصول الدّين [ ج ٣ ]

238/470
*

الفصل الثالث

فى اختلافات بين المعتزلة فى الاعتمادات ومناقضتهم فيها (١)

الاختلاف الأول : فى تضاد الاعتمادات.

وقد اتفقت المعتزلة على أن الاعتمادات منقسمة : إلى اعتمادات لازمة طبيعية وهى اعتماد الثقيل فى جهة السفل. والخفيف فى جهة العلو.

وإلى اعتمادات مجتلبة : وهى اعتماد الثقيل (١١) / / فى جهة العلو عند ما إذا رمى إلى جهة فوق ، أو سحب ، واعتماد الخفيف فى جهة السفل عند ما إذا حرك إليها ، أو إلى غير ذلك من الجهات.

وعند هذا اختلفوا :

فقال الجبائى (٢) ، ومن نصر مذهبه : الاعتمادات كلها متضادة.

وقال أبو هاشم (٢) : التضاد بين الاعتمادات اللازمة ، والمجتلبة وهل تتضاد الاعتمادات اللازمة بعضها مع بعض ، وكذلك الاعتمادات المجتلبة ؛ فقد اختلف قوله فيها.

فتارة / قال بالتضاد ، وتارة بعدمه.

واحتج الجبائى بأن قال : الحركات فى الجهتين متضادتان ؛ فكذلك الاعتماد في الجهتين.

واحتج أبو هاشم على امتناع التضاد بين الحركات [اللازمة المجتلبة بما ذكرناه من جذب الحبل إلى فوق ، وعلى امتناع التضاد بين الحركات (٣)] المجتلبة بما ذكرناه من صورة الحبل المجذوب من طرفيه ؛ وتقريره بما سبق (٤).

__________________

(١) لمزيد من البحث والدراسة انظر :

الشامل فى أصول الدين للجوينى ص ٤٩٤ وما بعدها.

والمواقف للإيجي ص ١٢٨ وما بعدها ، وشرح المواقف للجرجانى ٥ / ٢١٧ ـ ٢٣٢.

(١١)/ / أول ل ٣٤ / أ.

(٢) عن رأى الجبائى وابنه فى تضاد الاعتمادات قارن بما ورد فى الشامل للجوينى ص ٤٩٤ وهو متقدم على الآمدي ، وبما ورد فى المواقف وشرحها ، شرح المواقف ٥ / ٢١٧ وما بعدها وهو متأخر عن الآمدي. ليتضح لنا مدى التأثر والتأثير ؛ فأبكار الأفكار ـ بحق ـ قد حوى آراء المتقدمين واعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتأخرين.

(٣) ساقط من (أ).

(٤) راجع ما سبق ل ٦٤ / ب