محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-11-6
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٥٤
كتاب الحج
فهرس أنواع الأبواب إجمالاً :
١ ـ أبواب وجوبه وشرائطه .
٢ ـ أبواب النيابة .
٣ ـ أبواب أقسام الحج .
٤ ـ أبواب المواقيت .
٥ ـ أبواب آداب السفر .
٦ ـ أبواب أحكام الدواب .
٧ ـ أبواب العشرة .
٨ ـ أبواب الإِحرام .
٩ ـ أبواب تروك الإحرام .
١٠ ـ أبواب كفّارات الصيد .
١١ ـ أبواب كفّارات الاستمتاع .
١٢ ـ أبواب بقيّة كفّارات الإحرام .
١٣ ـ أبواب الإِحصار والصدّ .
١٤ ـ أبواب مقدّمات الطواف .
١٥ ـ أبواب الطواف .
١٦ ـ أبواب السعي .
١٧ ـ أبواب التقصير .
١٨ ـ أبواب إحرام الحجّ ووقوف عرفة .
١٩ ـ أبواب الوقوف بالمشعر .
٢٠ ـ أبواب رمي جمرة العقبة .
٢١ ـ أبواب الذبح .
٢٢ ـ أبواب الحلق والتقصير .
٢٣ ـ أبواب زيارة الكعبة .
٢٤ ـ أبواب العودة إلى منى والرمي والنفر .
٢٥ ـ أبواب العمرة .
٢٦ ـ أبواب المزار وما يناسبه .
تفصيل الأبواب أبواب وجوب الحجّ وشرائطه
١ ـ باب وجوبه على كلّ مكلّف مستطيع
[ ١٤١٠٧ ] ١ ـ محمّد بن الحسن الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان ، عن الفضل أبي العبّاس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) (١) قال : هما مفروضان .
[ ١٤١٠٨ ] ٢ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة قال : كتبت إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العبّاس فجاء الجواب بإملائه : سألت عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ـ يعني : به الحجّ والعمرة جميعاً لأَنّهما مفروضان ـ ، وسألته عن
______________________
أبواب وجوب الحج وشرائطه
الباب ١ فيه ٢١ حديثاً
١ ـ التهذيب ٥ : ٤٥٩ / ١٥٩٣ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ١ أبواب العمرة .
(١) البقرة ٢ : ١٩٦ .
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٦٤ / ١ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٩ من الباب ١٩ من أبواب احرام الحج ، وفي الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب العود إلى منىٰ ، ونحوه عن العلل وتفسير العياشي في الأحاديث ٧ و ٩ و ١١ من الباب ١ من أبواب العمرة .
(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .
قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) (٢) ؟ قال : ـ يعني : بتمامهما أداءهما ، واتقاء ما يتّقي المحرم فيهما ـ ، وسألته عن قوله تعالى : ( الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) (٣) ما يعني بالحجّ الأَكبر ؟ فقال : الحجّ الأَكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار ، والحجّ الأَصغر العمرة .
[ ١٤١٠٩ ] ٣ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان (١) ، عن الفضل أبي العبّاس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) (٢) قال : هما مفروضان .
[ ١٤١١٠ ] ٤ ـ وعن علي ، عن أبيه ، وعن الحسين بن محمّد ، عن عبد ربّه بن عامر (١) ، وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان ابن عثمان ، عن عقبة بن بشر (٢) ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ـ في حديث ـ إنّ إبراهيم أذّن في الناس بالحجّ ، فقال : أيّها الناس ، إنّي إبراهيم خليل الله ، إنّ الله أمركم (٣) أن تحجّوا هذا البيت فحجّوه ، فأجابه من يحج إلى يوم القيامة ، وكان أوّل من أجابه من أهل اليمن ، قال : وحجّ إبراهيم هو وأهله وولده .
______________________
(٢) البقرة ٢ : ١٩٦ .
(٣) التوبة ٩ : ٣ .
٣ ـ الكافي ٤ : ٢٦٥ / ٢ .
(١) في نسخة : أبان بن عثمان ( هامش المخطوط )
(٢) البقرة ٢ : ١٩٦ .
٤ ـ الكافي ٤ : ٢٠٥ / ٤ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب مقدمات الطواف .
(١) في المصدر : عبدويه بن عامر .
(٢) في المصدر : عقبة بن بشير .
(٣) في المصدر : ان الله يأمركم .
[ ١٤١١١ ] ٥ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحجّ على من استطاع ، لأَنّ الله عزّوجلّ يقول : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) (١) ، وإنّما أُنزلت العمرة بالمدينة .
قال : قلت له : ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ) (٢) أيجزىء ذلك عنه ؟ قال : نعم .
[ ١٤١١٢ ] ٦ ـ وبهذا الإِسناد عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لمّا أفاض آدم من منى تلقّته الملائكة ، فقالت : يا آدم ، برّ حجّك ، أما إنّا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجّه بألفي عام .
ورواه الصدوق مرسلاً (١) .
[ ١٤١١٣ ] ٧ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عبدالله البجلي ، عن خالد القلانسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : حجّوا واعتمروا تصحّ أبدانكم ، وتتّسع أرزاقكم ، وتكفون مؤنات عيالاتكم ، وقال : الحاجّ مغفور له ، وموجوب له الجنّة ، ومستأنف له العمل ، ومحفوظ في أهله وماله .
[ ١٤١١٤ ] ٨ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( فَفِرُّوا إِلَى
______________________
٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦٥ / ٤ ، وأورد مثله عن التهذيب في الحديث ٢ ، وأورده في الحديث ٣ من الباب ١ من أبواب العمرة .
(١) و (٢) البقرة ٢ : ١٩٦ .
٦ ـ الكافي ٤ : ١٩٤ / ٤ ، وأورده في الحديث ٢٠ من الباب ٣٨ من هذه الأبواب .
(١) الفقيه ٢ : ١٤٨ / ٦٥٢ .
٧ ـ الكافي ٤ : ٢٥٢ / ١ .
٨ ـ الكافي ٤ : ٢٥٦ / ٢١ .
اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) (١) ، قال : حجّوا إلى الله عزّ وجلّ .
ورواه الصدوق ( في معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد مثله (٢) .
[ ١٤١١٥ ] ٩ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لمّا أُمر إبراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام ) ببناء البيت وتمّ بناؤه قعد إبراهيم على ركن ثمّ نادى : هلّم الحجّ (١) ، فلو نادى : هلمّوا إلى الحجّ لم يحجّ إلّا من كان يومئذ إنسيّاً مخلوقاً ، ولكنّه نادى : هلمّ الحجّ ، فلبّىٰ الناس في أصلاب الرجال : لبّيك داعي الله ، لبّيك داعي الله عزّ وجلّ ، فمن لبّى عشراً يحجّ عشراً ، ومن لبّى خمساً يحجّ خمساً ، ومن لبّى أكثر من ذلك ، فبعدد ذلك ، ومن لبّى واحداً حجّ واحداً ، ومن لم يلبّ لم يحجّ .
ورواه الصدوق مرسلاً نحوه (٢) .
ورواه أيضاً مرسلاً مع زيادة في اللفظ (٣) .
ورواه في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال مثله (٤) .
[ ١٤١١٦ ] ١٠ ـ وعن محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن أبي يسير (١) ،
______________________
(١) الذاريات ٥١ : ٥٠ .
(٢) معاني الأخبار : ٢٢٢ / ١ .
٩ ـ الكافي ٤ : ٢٠٦ / ٦ ، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ١١ من أبواب مقدّمات الطواف .
(١) في المصدر زيادة : هلمّ الحجّ .
(٢) الفقيه ٢ : ١٢٩ / ٥٤٨ .
(٣) الفقيه ٢ : ١٥٠ / ٦٥٨ .
(٤) علل الشرائع : ٤١٩ / ١ .
١٠ ـ الكافي ٤ : ١٩٨ / ١ ، وأورد قطعة في الحديث ٥ من الباب ٢ من أبواب القبلة .
(١) في المصدر : محمّد بن أبي يسر . . .
عن داود بن عبدالله ، عن عمرو بن محمّد ، عن عيسى بن يونس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال : وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثّهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محلّ أنبيائه ، وقبلة للمصلّين له ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدّي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله قبل دحو الأَرض بألفي عام ، فأحقّ من أُطيع فيما أُمر وانتهى عمّا نهىٰ عنه ، وزجر الله المنشئ للأرواح والصور .
ورواه الصدوق بإسناده عن عيسى بن يونس (٢) .
ورواه في ( العلل ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام وعلي بن عبدالله الورّاق كلّهم ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الفضل بن يونس (٣) .
ورواه في ( المجالس ) عن جعفر بن محمّد بن مسرور ، عن الحسين بن محمّد ، عن عمّه عبدالله عن عامر ، عن محمّد بن زياد الأَزدي ، عن الفضل بن يونس (٤) .
ورواه في ( التوحيد ) عن علي بن أحمد بن عمران الدقّاق ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن داود بن عبدالله مثله (٥) .
[ ١٤١١٧ ] ١١ ـ قال الكليني : وروي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال في خطبة : ـ إلى أن قال : ـ ألا ترون أنّ الله اختبر الأَوّلين من لدن آدم إلى
______________________
(٢) الفقيه ٢ : ١٦٢ / ٧٠١ .
(٣) علل الشرائع : ٤٠٣ / ٤ .
(٤) أمالي الصدوق : ٤٩٣ / ٤ .
(٥) التوحيد : ٢٥٣ / ٤ .
١١ ـ الكافي ٤ : ١٩٩ / ٢ .
الآخرين من هذا العالم بأحجار ما تضرّ ولا تنفع ، ولا تبصر ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً ـ إلى أن قال : ـ ثمّ أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم ، وغاية لملقى رحالهم ، ثمّ قال : حتى يهزّوا مناكبهم ذللاً لله حوله ، ويرملوا على أقدامهم شعثاً غبراً له ، قد نبذوا القنع والسرابيل وراء ظهورهم ، وحسروا بالشعور حلقاً عن رؤوسهم . . . الحديث .
ورواه السيد الرضي في ( نهج البلاغة ) مرسلاً نحوه (١) .
[ ١٤١١٨ ] ١٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه بإسناده عن بكير بن أعين ، عن أخيه زرارة قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلني الله فداك ، أسألك في الحجّ منذ أربعين عاماً فتفتيني ، فقال : يا زرارة ، بيت حُجَّ إليه (١) قبل آدم بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاماً .
[ ١٤١١٩ ] ١٣ ـ وبإسناده عن السكوني ، بإسناده ـ يعني : عن الصادق ـ ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ـ في حديث ـ : وحجّوا تستغنوا .
[ ١٤١٢٠ ] ١٤ ـ وبإسناده عن صفوان بن يحيى (١) ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الحجّ جهاد كلّ ضعيف .
[ ١٤١٢١ ] ١٥ ـ وفي ( العلل ) و ( عيون الأَخبار ) بأسانيد تأتي (١) عن
______________________
(١) نهج البلاغة ٢ : ١٧٠
١٢ ـ الفقيه ٢ : ٣٠٦ / ١٥١٩ .
(١) في المصدر : يحج إليه .
١٣ ـ الفقيه ٢ : ١٧٣ / ٧٦٤ ، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢ من أبواب آداب السفر .
١٤ ـ الفقيه ٤ : ٢٩٨ / ٩٠٠ .
(١) في المصدر زيادة : ومحمد بن أبي عمير .
١٥ ـ علل الشرائع : ٢٧٣ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١١٩ .
(١) تأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (ب) .
الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : إنّما أُمروا بالحجّ لعلَة الوفادة إلى الله عزّ وجلّ وطلب الزيادة ، والخروج من كلّ ما اقترف العبد تائباً ممّا مضى ، مستأنفاً لما يستقبل ، مع ما فيه من إخراج الأَموال ، وتعب الأَبدان ، والاشتغال عن الأَهل والولد ، وحظر النفس (٢) عن اللذّات شاخصاً في الحرّ والبرد ، ثابتاً على ذلك دائماً ، مع الخضوع والاستكانة والتذلّل ، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع لجميع من في شرق الأَرض وغربها ، ومن في البرّ والبحر ، ممّن يحجّ وممّن لم يحجّ ، من بين تاجر وجالب وبائع ومشترٍ وكاسب ومسكين ومكار وفقير ، وقضاء حوائج أهل الاطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه ، مع ما فيه من التفقّه ونقل أخبار الأَئمة ( عليهم السلام ) إلى كلّ صقع وناحية ، كما قال الله عزّ وجلّ : ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (٣) و ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) (٤) .
[ ١٤١٢٢ ] ١٦ ـ في ( العلل ) عن علي بن أحمد ، عن محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن علي بن العبّاس ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن محمّد بن سنان ، أنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) : كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : علّة وضع البيت في وسط الأرض ـ إلى أن قال : ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب سواء .
[ ١٤١٢٣ ] ١٧ ـ وبالإِسناد عن محمّد بن سنان ، أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله : علّة
______________________
(٢) في نسخة : الأنفس ( هامش المخطوط ) .
(٣) التوبة ٩ : ١٢٢ .
(٤) الحج ٢٢ : ٢٨ .
١٦ ـ علل الشرائع : ٣٩٦ / ١ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٩٠ / ١ .
١٧ ـ علل الشرائع : ٤٠٤ / ٥ .
الحج الوفادة إلى الله عزّ وجلّ ، ثمّ ذكر نحو حديث الفضل بن شاذان إلّا أنّه ترك ذكر التفقّه ونقل الأَخبار .
ورواه في ( عيون الأَخبار ) (١) أيضاً بالأَسانيد الآتية (٢) وكذا الذي قبله .
[ ١٤١٢٤ ] ١٨ ـ وعن عليّ بن أحمد بن محمّد ومحمّد بن أحمد السناني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام جميعاً ، عن محمّد بن أبي عبدالله السكوني ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن العبّاس ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) فقلت له : ما العلّة التي من أجلها كلّف الله العباد الحجّ والطواف بالبيت ؟ فقال : إنّ الله خلق الخلق ـ إلى أن قال : ـ وأمرهم بما يكون (١) من أمر الطاعة في الدين ، ومصلحتهم من أمر دنياهم ، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا ، ولينزع (٢) كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك المكاري والجمّال ، ولتعرف آثار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وتعرف أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كلّ قوم إنّما يتكلّون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد ، وسقطت الجلب (٣) والأَرباح ، وعميت الأَخبار ، ولم تقفوا على ذلك ، فذلك علّة الحجّ .
[ ١٤١٢٥ ] ١٩ ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد وعلي ابني الحسن بن
______________________
(١) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١١٩ .
(٢) تأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (أ) .
١٨ ـ علل الشرائع : ٤٠٥ / ٦ .
(١) في المصدر : وأمرهم ونهاهم مايكون .
(٢) في المصدر : وليتربح .
(٣) الجلب : محركة ما يجلب من خيل وغيرها . ( القاموس المحيط ـ جلب ـ ١ : ٤٧ ) .
١٩ ـ علل الشرائع : ٤١٩ / ٢ .
علي بن فضّال ، عن أبيهما ، عن غالب بن عثمان ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إنّ الله لمّا أمر إبراهيم ينادي في الناس الحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس ، فنادى في الناس بالحج ، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة .
[ ١٤١٢٦ ] ٢٠ ـ وفي ( ثواب الأَعمال ) عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : حجّوا واعتمروا تصحّ أجسامكم ، وتتّسع أرزاقكم ، ويصلح إيمانكم ، وتكفوا مؤنة الناس ومؤنة عيالاتكم .
[ ١٤١٢٧ ] ٢١ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال في خطبة له : فرض عليكم حجّ بيته الذي جعله قبلة للأَنام ، يردونه ورود الأَنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزّته ، واختار من خلقه سماعاً أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون الأَرباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه للإِسلام علماً ، وللعائذين حرماً ، فرض حجّه وأوجب حقّه ، وكتب عليكم وفادته ، فقال سبحانه : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (١) .
______________________
٢٠ ـ ثواب الأعمال : ٧٠ / ٣ .
٢١ ـ نهج البلاغة ١ : ٢١ .
(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .
أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات (٢) وغيرها (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٤) .
٢ ـ باب أنّه يجب الحجّ على الناس في كلّ عام وجوباً كفائياً
[ ١٤١٢٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، وعن محمّد بن يحيى ، عن العمركي ابن علي جميعاً ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) قال : إنّ الله عزّ وجلّ فرض الحجّ على أهل الجدة في كلّ عام ، وذلك قوله عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (١) قال : قلت : فمن لم يحجّ منّا فقد كفر ؟ قال : لا ، ولكن من قال : ليس هذا هكذا فقد كفر .
ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن جعفر مثله (٢) .
[ ١٤١٢٩ ] ٢ ـ وعنهم ، عن سهل ، عن الحسن بن الحسين ، عن محمّد بن
______________________
(٢) تقدم في الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات .
(٣) تقدم في الحديث ٧ من الباب ٦٦ من أبواب آداب الحمّام ، وفي الحديث ١٤ من الباب ١ من أبواب الجنابة ، وفي الأحاديث ١٤ و ١٦ و ١٧ من الباب ٥ من أبواب صلاة الجنائز ، وفي الحديث ١٣ من الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض .
(٤) يأتي في الابواب الآتيه من هذه الأبواب ، وفي الباب ١ من أبواب العمرة وفي الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب النفقات .
الباب ٢ فيه ٧ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢٦٥ / ٥ .
(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .
(٢) التهذيب ٥ : ١٦ / ٤٨ ، والاستبصار ٢ : ١٤٩ / ٤٨٨ .
٢ ـ الكافي ٤ : ٢٦٦ / ٩ .
سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله عزّ وجلّ فرض الحجّ على أهل الجدة في كلّ عام .
[ ١٤١٣٠ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : الحجّ على الغني والفقير ؟ فقال : الحجّ على الناس جميعاً كبارهم وصغارهم ، فمن كان له عذر عذره الله .
[ ١٤١٣١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي جرير القمّي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : الحجّ فرض على أهل الجدة في كلّ عام .
ورواه الصدوق في ( العلل ) عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ( عن محمّد بن أيوب بن يقطين ) (١) ، عن محمّد بن أبي عمير مثله (٢) .
[ ١٤١٣٢ ] ٥ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن (١) الله عزّ وجلّ فرض الحج (٢) على أهل الجدة في كلّ عام .
______________________
٣ ـ الكافي ٤ : ٢٦٥ / ٣ .
٤ ـ الكافي ٤ : ٢٦٦ / ٨ ، والتهذيب ٥ : ١٦ / ٤٧ ، والاستبصار ٢ : ١٤٨ / ٤٨٧ .
(١) ليس في العلل .
(٢) علل الشرائع : ٤٠٥ / ٥ .
٥ ـ الكافي ٤ : ٢٦٦ / ٦ .
(١) في التهذيب : أنزل ( هامش المخطوط ) .
(٢) في نسخة زيادة : والعمرة ( هامش المخطوط ) .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٣) وكذا الذي قبله .
[ ١٤١٣٣ ] ٦ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن السندي بن الربيع ، عن محمّد بن أبي القاسم (١) ، عن أسد بن يحيى ، عن شيخ من أصحابنا قال : الحجّ واجب على من وجد السبيل إليه في كلّ عام .
[ ١٤١٣٤ ] ٧ ـ وعن محمّد بن الحسن (١) ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد ابن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن الحسين الميثمي ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ في كتاب الله عزّ وجلّ فيما أنزل الله : ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) في كل عام ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (٢) .
أقول : حمل الشيخ هذه الأحاديث على الاستحباب ، وجوّز حملها على إرادة الوجوب على طريق البدل ، وأن من وجب عليه الحجّ في السنة الأُولى فلم يفعل وجب في الثانية ، فإن لم يفعل وجب في الثالثة وهكذا ، والأقرب ما قلناه من الوجوب الكفائي (٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه في عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحجّ (٤) ، وفي وجوب إجبار الناس عليه ، وإن لم يكن لهم
______________________
(٣) التهذيب ٥ : ١٦ / ٤٦ ، والاستبصار ٢ : ١٤٨ / ٤٨٦ .
٦ ـ علل الشرائع : ٤٠٥ / ٥ .
(١) في المصدر : محمّد بن القاسم .
٧ ـ علل الشرائع : ٤٠٥ / ٥ .
(١) في المصدر : أحمد بن الحسن .
(٢) آل عمران ٣ : ٩٧ .
(٣) راجع التهذيب ٥ : ١٦ / ٤٨ ، والاستبصار ٢ : ١٤٩ / ذيل حديث ٤٨٨ .
(٤) يأتي في الباب ٤ من هذه الأبواب .
مال (٥) وغير ذلك (٦) .
٣ ـ باب وجوب الحج مع الشرائط مرّة واحدة في العمر وجوباً عينياً
[ ١٤١٣٥ ] ١ ـ أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ) عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما كلّف الله العباد إلّا ما يطيقون إنّما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات ـ إلى أن قال : ـ وكلّفهم حجّة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك .
ورواه الصدوق في ( الخصال ) كما مرّ في مقدّمة العبادات (١) .
[ ١٤١٣٦ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل ) و ( عيون الأخبار ) بالإِسناد الآتي (١) عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : إنّما أُمروا بحجّة واحدة لا أكثر من ذلك ، لأنّ الله وضع الفرائض على أدنى القوّة (٢) ، كما قال : ( فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) (٣) ـ يعني : شاة ـ ، ليسع القوي والضعيف ، وكذلك سائر الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوّة ،
______________________
(٥) يأتي في الباب ٥ من هذه الأبواب .
(٦) يأتي في البابين ١٠ و ١١ من هذه الأبواب .
الباب ٣ فيه ٣ أحاديث
١ ـ المحاسن : ٢٩٦ / ٤٦٥ ، وأورد قطعة منه في الحديث ٣٧ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات .
(١) مرّ في الحديث ٢٧ من الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات .
٢ ـ علل الشرائع : ٢٧٣ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٩٠ .
(١) يأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (ب) .
(٢) في المصدرين : أدنى القوم قوّة .
(٣) البقرة ٢ : ١٩٦ .
فكان من تلك الفرائض الحجّ المفروض واحداً ، ثمّ رغّب ( بعد أهل القوّة بقدر طاقتهم ) (٤) .
[ ١٤١٣٧ ] ٣ ـ وبالإِسناد الآتي (١) عن محمّد بن سنان ، أنّ أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله قال : علّة فرض الحجّ مرّة واحدة ، لأنّ الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم قوّة ، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحداً ، ثمّ رغّب أهل القوّة على قدر طاقتهم (٢) .
قال الصدوق في ( العلل ) : جاء هذا الحديث هكذا ، والذي أعتمده وأُفتي به أنّ الحجّ على أهل الجدة في كلّ عام فريضة (٣) ، ثمّ استدلّ بالأَحاديث السابقة (٤) ، وعلى ما قلنا لا تنافي بينهما ، والظاهر أنّه مراد الصدوق .
٤ ـ باب عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحج
[ ١٤١٣٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن
______________________
(٤) في العيون : أهل القوّة على قدر طاقتهم .
٣ ـ علل الشرائع : ٤٠٥ / ٥ ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ١٢٠ .
(١) يأتي في الفائدة الاُولى من الخاتمة برمز (أ) .
(٢) في المصدر : طاعتهم .
(٣) يفهم من هنا ومن مواضع كثيرة جداً أن المصنفين الثقات إذا رووا حديثاً ولم يضعفوه ، ولا تعرضوا لتأويله فهم جازمون بثبوته قائلون بمضمونه . ( منه . قده ) .
(٤) تقدم في الأحاديث ٤ و ٦ و ٧ من الباب ٢ من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٢ من الباب ٥ من أبواب الذكر ، وفي الحديث ١٩ من الباب ١ من أبواب أحكام شهر رمضان .
الباب ٤ فيه ١٠ أحاديث
١ ـ الكافي ٤ : ٢٧١ / ١ .