موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

٦١

ثم ورد الأمر إلى عبد الرحمن باشا والي بغداد أن يتوجه بنفسه إلى البصرة ليعلم أسباب الاضطراب الذي ظهر في المنتفق ، وكانت الحكومة أرسلت أربعة أفواج وبقيت الحالة مضطربة في أيامه لاختلاف وجهات النظر بين الجيش والوالي. ولم تتم الغائلة إلّا في أيام تقي الدين باشا الوالي الذي أتى بعده.

حوادث :

١ ـ النظر في الضرائب على الأجانب القاطنين باستنبول وغيرها من أرباب الحرف والصنائع (١).

٢ ـ أخبرت الجوائب ، وجرائد سورية عن الغلاء والقحط والجوع الذي أصاب بغداد والموصل ، وأنه لا يوصف إلا بأبشع الأوصاف ، وأنه قاس مؤلم جدا. يشاهد الموتى في الطرقات ، وبيعت البنات والأولاد إلى آخر ما هنالك (٢). وهذا هو الذي يسمى بمجاعة (البرسمية) أي (جوعان) في اللغة الكردية ، فمالوا إلى بغداد وصاروا ينطقون : (برسيمة) .. وتوالت أخبار الجوع في بغداد بسبب المهاجرة من الشمال.

وقال الأستاذ محمود الملاح : وتسمى في الموصل (سنة الليرة) لأن وزنة الحنطة بيعت بسعر ليرة.

٣ ـ رواتب الولاة. كان راتب والي بغداد من الدرجة الأولى ، ومرتبه ٢٠٠٠٠ قرش. وراتب والي الموصل وهو من الدرجة الثالثة ومرتبه ١٥٠٠٠ قرش. وراتب والي البصرة من الدرجة الثانية قدره ١٧٠٠٠ قرش (٣).

٤ ـ صدقت المعاهدة مع الإنكليز في منع بيع الرقيق ، وجاء نصها

__________________

(١) الجوائب عدد ٩٩٤ في ٦ ربيع الآخر سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٢) الجوائب عدد ٩٩٦ في ٢٠ ربيع الأول سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٣) نقلا عن ميزانية الدولة. والجوائب عدد ٩٩٧ في ٤ جمادى الأولى سنة ١٢٩٧ ه‍.

٦٢

في كنز الرغائب في منتخبات الجوائب عدد ٩٩٩ وتاريخ ١١ جمادى الأولى سنة ١٢٩٧ ه‍.

٥ ـ إن أربعين رجلا من العشائر في العمارة. أطلقوا النار على باخرة إنكليزية لنهبها ، فقتلوا بحريا وأحد ركّابها ، وضابطا فأرسل قنصل إنكلترة في البصرة برقية إلى سفيره باستنبول يخبره بذلك ، فأبلغ السفير الأمر إلى الباب العالي ، فأرسل الباب العالي برقية مشددا بها إلى والي بغداد يأمره فيها أن يرسل قوة عسكرية ، ويقبض على أولئك المعتدين (١).

٦ ـ عيّن عطاء الله أفندي معاونا لولاية بغداد. ووجهت إليه رتبة استنبول (٢). وكان قاضيا ببغداد.

٧ ـ في عزم الدولة أن تشكل لواء نجد ، وتعيّن له واليا (٣).

والي بغداد تقي الدين باشا

عزل الوالي عبد الرحمن باشا في غرة ذي الحجة سنة ١٢٩٧ وبقي بالوكالة فخرج في غرة صفر سنة ١٢٩٨ وكان أحبه الأهلون لاستقامته وحسن إدارته. فخلفه تقي الدين باشا آل المدرس للمرة الثانية (٤) كسلفه ، وكان وروده إلى بغداد في ٢٨ المحرم سنة ١٢٩٨.

وإن الوالي الجديد تقي الدين باشا سبق الكلام عليه أثناء ولايته الأولى (٥) ، وأنه كان والي الحجاز ، ثم عاد إلى بغداد واليا للمرة الثانية (٦).

__________________

(١) الجوائب عدد ١٠١٢ في ١٤ شعبان سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٢) الجوائب عدد ١٠١٣ في ١١ شعبان سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٣) الجوائب عدد ١٠٢١ في ١٧ شوال سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٤) الجوائب عدد ١٠٢٨ في ٧ ذي الحجة سنة ١٢٩٧ ه‍. ومجموعة السيد محمود حموشي.

(٥) تاريخ العراق بين احتلالين ، المجلد السابع.

(٦) سجل عثماني ج ٢ ص ٥٢.

٦٣

مسجد بابا كوركور أو تكية البكتاشية :

الأستاذ محمد فيضي مفتي بغداد كان وكيلا عن قاضي بغداد. وفي أيام وكالته وجّه تولية هذه التكية إلى دده حسين البكتاشي الطريقة ابن أحمد بن مصطفى في ١٩ ذي الحجة سنة ١٢٩٧ ه‍.

ثم إن قاضي الشرع في بغداد السيد مير محمد أسعد ابن السيد محمد شريف باشا ابن الحاج سليمان آغا أصدر حكمه بعزل (حسين دده) ونصب عبد الرحمن أفندي القره داغي متوليا ومدرسا في ٢٨ صفر سنة ١٣٠٠ ه‍.

ومن ثم عادت مسجدا كما كانت. وتفصيل أحوال هذا المسجد في كتاب (المعاهد الخيرية). وتوفي الأستاذ القره داغي في حزيران سنة ١٩١٧ م ودفن في تكية (بابا گورگور). وله ولدان الشيخ محمد والشيخ علي وأخوه الشيخ محمود القره داغي المدرس في جامع خانقين الكبير. وتوفي في تشرين الأول سنة ١٩٢٤ م. ومن أولاده المحامي الشيخ مصطفى متصرف كركوك سابقا ، والشيخ صالح ـ وهو والد الشيخ حسن القاضي الثاني سابقا في بغداد ـ والآن هو قاضي كركوك الأول.

حوادث سنة ١٢٩٨ ه‍ ـ ١٨٨٠ م

الوباء في بغداد :

انتشر الوباء في بغداد ، وإن واليها اتخذ التدابير اللازمة للإحاطة بالأماكن الموبوءة (١) .. وامتدّ إلى النجف والهندية وإلى إيران في أنحاء مراغة. وازداد في العراق.

__________________

(١) الجوائب عدد ١٠٤١ في ١٦ ربيع الآخر سنة ١٢٩٨ ه‍.

٦٤

حوت في دجلة :

في كانون الأول صادفت الباخرة بلوص في الغميجة حوتا يبلغ طولها ٤٨ قدما على مقربة من مشهد العزير ، وقد رماها الناس بعدة طلقات بدون جدوى ، وكانت قد قربت من الضفة القليلة الغور ، فذهب الناس إليها في زوارق بخارية ثم تحركت إلى أن غطست في مياه عميقة ، وظلت تجول ، وتقذف المياه عالية في الهواء وسمع صوتها سكان مدينة العزير في الليل فظنوها باخرة إلا أنهم لم يتبيّنوا أضواءها. كذلك شاهدها الناس في القرنة وهي تعوم بسرعة حتى إنها قلبت قاربا في النهر. وقد قتل الحوت في النهاية ربان الباخرة مسكنة المدعو محمد ونوتيتها قرب سدّ (أبو روبة) ، وتمكّن الربان من قطع ذيلها وجلبه إلى البصرة وكان طوله ١٢ قدما (١) .....

انقراض إمارة المنتفق

إن الدولة كانت تخشى من منصور باشا أن يحدث اضطرابا في المنتفق. ولذا أمرته بالإقامة في بغداد وجعلته عضوا في مجلس الإدارة ، فهو معزز مكرم ظاهرا ، ولكنها كانت تخشى أن يولد قلاقل فهي في حذر منه.

وفي أيام عبد الرحمن باشا اغتنم فرصة فعبر ديالى ومنها ذهب إلى أنحاء الكوت ومنها مضى إلى الحي ، فاتصل به ابن أخيه فالح باشا وعشائر المنتفق ، فكانت محاولات الحكومة في تقريبه فاشلة ، وحدث خلاف بين الوالي والجيش ، فأصر رئيس أركان الجيش الفريق عزت باشا على لزوم القضاء على إمارة السعدون.

ذلك ما أدى إلى عزل الوالي عبد الرحمن باشا ونصب الوالي تقي

__________________

(١) جريدة الأخبار المؤرخة ٢٩ ـ ١٠ ـ ١٩٤٣ م من مقال للأستاذ يعقوب سركيس.

٦٥

الدين باشا وإن الفريق أكد الانتصار وجعل الدولة في ارتباك من أمرها من جراء أنه اتهم المسؤولين في الدولة بأن دراهم السعدون شلت اليد عن العمل.

وكانت الحكومة أرسلت أربعة أفواج لتسكين الحالة. وفي هذه المرة صدر أمر بإرسال عشرة أفواج نحو ثمانية آلاف جندي إلا أن هذا المقدار غير كاف للتغلب على منصور باشا فإنه تجمع لديه نحو عشرة آلاف من الفرسان ، وقد قرّ الرأي على إعادة البصرة متصرفية ملحقة بولاية بغداد. فوجد أن انفصالها عن بغداد لم يكن صوابا. وأن الباب العالي استدعى ناصر باشا أخا منصور باشا غير مرة وكان في استنبول ليجيب عن بعض مسائل تتعلق بأحوال تلك الجهة ، فأجاب أول مرة بأن ثورة أخيه لا أهمية لها ، ثم قال : إنه يمكن إعادة الراحة بعزل قاسم باشا الزهير أحد أعيان مأموري الدولة في البصرة المتصفين بالصداقة لها ثم أرسل منصور باشا برقية إلى الباب العالي تتضمن أن الهيجان الواقع ناشىء عن الخلاف بينه وبين قاسم باشا. وأن المشاحنة كانت معلومة بينهما. ولما كان هذا يؤدي إلى تدخلات بعزل زيد ونصب عمرو مما يشوش الإدارة ، لا شك أن الباب العالي يراعي الحقوق العامة ويعرف ما في الطوية (١). فلا يتأثر بمثل ما طلب.

ثم إن الأخبار الواردة من البصرة أنبأت باستقرار الراحة العامة فيها وأن الباب العالي طلب حضور منصور باشا (٢). هذا وإن الدولة شكرت مساعي ناصر باشا. وهذا الإجمال غير واف بالغرض.

شغل هذا الحادث الأفكار مدة ، وأن الدولة كانت في ريب من أمرها. أرسلت إلى بغداد والبصرة ثلاثين ألف بندقية من صنع مارتين

__________________

(١) الجوائب عدد ١٠٠٥ في ٢٤ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٧ ه‍.

(٢) الجوائب عدد ١٠٠٧ في ٧ رجب سنة ١٢٩٧ ه‍.

٦٦

هنري. وإن الواقعة حدثت في مقاطعة أم الشعير في شمالي الحي والتابعة له. وهذه في تصرف الشيخ عبد الله آل محمد الياسين رئيس عشائر ميّاح .. وفي كتاب (نجد قطعه سنك أحوال عموميه سى) تفصيل. جاء فيه :

هذه الحادثة كانت مهمة ، قضت فيها الدولة على الإدارة العشائرية وإمارتها بعد أن رأت مجادلات ، وحاولت محاولات عديدة ، فصار اللواء تابعا للبصرة. قام آل السعدون بثورة على الحكومة ، وكانت قوة العشائر تتجاوز العشرة آلاف والجيش كان لا يتجاوز الألفين.

وفي هذه الحرب تقدمت العشائر بابل سارت أمامها نحو ألفين أو ثلاثة آلاف بعير. سدّوا آذانها بالزفت ، ووضعوا عليها أكياس الرمل ، وركب عليها بعض المتطوّعين ، جعلوه في الأمام وآخر خلفها .. وصار يسوقها بعصي من حديد ، وبشدة عظيمة ، وهاجموا بها الجيش ، والأول صار يذري الرمال من الأحمال التي على بعيره ليشوّش الهدف بغبار كثيف ، فصار لا يشاهد ما وراء الغبار (١) ..

والباقون من المحاربين جاؤوا من وراء الإبل وهاجموا. وكان رئيس الفيلق السادس الفريق عزّت باشا في موقف خطر من هذه الحالة. كان حاضرا بنفسه ، يشجع العسكر ، ويحضه على الثبات ، وكات شجاعة الضباط فائقة ، والمدافع متهيئة ترمي بانتظام وسرعة.

بذل الرئيس الجهود الكبيرة ليحصل على النجاح ، وذلك لأن منصور باشا السعدون أعلن نفسه (سلطان البر) ، وأعلن استقلاله في لواء المنتفق وصار يتعرض بالعمارة والبصرة ، وأما أخوه ناصر باشا فإنه كان في استنبول يغفل هيئة الوكلاء ، فصارت الدولة لا تلتفت إلى ما يقوله عزت باشا ، بل تقابل ذلك بتوبيخ.

__________________

(١) وقال الشاوي في تاريخه : سدوا آذانها بالقطن لئلا تخشى أصوات المدافع فتهرب.

٦٧

أما القائد الرئيس فإنه كان ثابت العزم ، قوي الإرادة فيما قصده ، فهو قائد كبير ، والحكومة تخشى العاقبة ، ولكنه مقتنع واثق من النجاح ، ولم يبال بكل ما وصل إليه من تقريع فرأى أن سلامة الفيلق تتوقف على الانتصار على آل السعدون ، فقدم دلائل قوية وأصرّ على فكرته.

طالت المخابرة ، وزادت المطاولات من السعدون. حوصرت الناصرية وكان فيها فوجان كما تقدمت القبائل وتعاهدت. فأزعجت البصرة بما ترميه عليها ليلا ونهارا من طلقات البنادق ، فكانت الأوضاع تستدعي أن تحل القضية بقوة السلاح.

ومن ثم أبرق القائد الرئيس إلى السلطان :

«أيها السلطان إن ليرات السعدون ، وحرص الوكلاء الحاضرين وطمعهم إذا كانا موجودين فلا يمكن إصلاح العراق» ا ه.

كان لهذه البرقية أثرها ، فأربكت أمر الحكومة سواء في المابين ، أو في دوائر الدولة الأخرى ، فقيل إن تأديب هؤلاء يحتاج إلى قوة عسكرية متألفة من ١٥٠ ألف جندي كما بيّن ذلك رديف باشا في لائحته. وكان جواب البرقية بأن هذه تحتاج إلى قوة مالية ، والحالة لا تساعد على إدارة مثل هذا الجيش إلا أنكم إذا كنتم تميلون إلى غير ذلك فالمسؤولية تكون في عهدتكم وامضوا بما عندكم من موجود ، فإذا قدرتم على الإصلاح فابدأوا في تأديب الثائرين.

أما القائد فإنه لم يفتر عزمه ، ولا خشي من هذا التهديد حتى إنه لم يبال بالحرّ والموسم صيف ، فتدارك ما تيسر له من قوة قليلة ، ومضى بنفسه فوصل إلى الحيّ. وبواسطة يهودي قدم إليه مبلغ ثلاثين ألف ليرة من منصور باشا ، فلم يتنزل لقبولها ، وأمر أن ينقاد إلى مطالب الحكومة ونصحه أن يرجع عما فكر فيه. فانتظر ثلاثة أيام في الحي. وفي هذه المدة خابر أمير ربيعة فتمكن القائد من فصله عن آل السعدون.

٦٨

ولما لم يصل جواب ما نصحه به تحرك بما لديه من قوة ، وبعد مضي ثلاث ساعات شاهد مقاومة العشائر له ، فكان ما كان (١). فانتصر على السعدون.

هذا. وقد اشتهرت هذه الواقعة ، وحفظت فيها أناشيد وأغاني عامية مما يعيّن درجة تأثيرها ، ولكننا نجد الآثار المدوّنة من قبل العراقيين قليلة. فقد ذكرها الأستاذ محمود الشاوي في تاريخه.

ثم جاءت الجوائب تذكر أن منصور باشا من أمراء المنتفق سيقدم إلى استنبول. وإن رئيس مجلس التجارة في البصرة قاسم باشا آل زهير ورد بغداد ، ونشرت مضبطة مؤيدة لما يهدف ، ومندّدة بآل السعدون وأنهم متغلبة واستعرض أهل البصرة تاريخ المنتفق وما نالهم من السعدون وهذه صورتها :

«إن إمارة المنتفق كانت متغلبة علينا وعلى أملاكنا وكثير منا من ترك أملاكه إذ ذاك ونجا بنفسه لكثرة ظلمهم وجورهم عدا الأملاك التي اغتصبوها منّا. ولما منّ الله علينا بحكومة منيب باشا في عهد نامق باشا والي بغداد وقتئذ حارب الموجودين من هذه العشيرة في أطراف البصرة ، فغلبهم وطردهم وأراحنا من تعديهم وظلمهم ، فملكنا غاية الراحة ، غير أنهم بواسطة بقائهم في المشيخة بقيت الأملاك التي اغتصبوها أولا بأيديهم لما ساعدتهم الولاة وغيروا اسم المشيخة باسم (القائممقامية) ، ثم (المتصرفية) وما زالوا على ما هم عليه. ثم لما أدركتنا العناية الرحمانية بولي أمرنا والينا الأسبق (والي البصرة) عبد الله باشا ، وبعده ثابت باشا ، لم يخرجا عن دائرة العفة والاستقامة فلما رأى آل السعدون وعشائرهم ذلك سعوا في تغيير الحال وإلا فلا يمكنهم الوصول إلى

__________________

(١) نجد قطعه سنك أحوال عموميه سي ص ١٢٢.

٦٩

مآربهم. ولا يجدون سبيلا للطعن في الولاة. شرعوا يرجفون بأن مهر (ختم) الولاة في يد قاسم باشا ، وأن المحاكم تحت أمره مع أن صدق الباشا في خدمة الدولة والوطن أشهر من أن يذكر. فمن ذلك أنه أنشأ مكتبا وطنيا وجلب له المعلمين البارعين في العربية والتركية والفارسية وغيرها من لغات الأجانب. واستجلب جملة قوانين ووزعها ليتصل علم ذلك بإخواننا الأرقاء في أيدي المنتفق. فلهذا صاروا يسعون في دفع الباشا المشار إليه. وإبعاده عن وطنه ، وأول من سعى في ذلك ناصر باشا لما كان والي البصرة إلا أنه لم يوفق بسبب العدل الحميدي ، وبناء على براءة الباشا من الأباطيل التي نسبوها إليه وإشعارا بأنه لم يكن له مع المنتفق أدنى سوء قصد سوى صداقته لدولته وحبّه لوطنه وإنكاره عليهم سوء تصرفاتهم من ظلم الأهالي والتعدي عليهم. اقتضى ذلك أن قدمنا هذا العرض مسترحمين من العدل الحميدي إرجاعه إلى وطننا معززا مكرما كما هو اللائق بشأن أمثاله» (١) ا ه.

وفيها تواقيع كثيرة جدا ، منها للحاج محمود ، وللشيخ أحمد باش أعيان ، والحاج طه الياسين وغيرهم. ولا شك أنها من إملاء قاسم باشا.

وهذا ملخص ما قاله الأستاذ الشاوي في تاريخه : إن منصور باشا السعدون بعد عودته من استنبول أمر أن لا يخرج من بغداد ، وعيّن عضوا لمجلس الإدارة. بقي ثلاث سنوات. وكان الرئيس على عشائر المنتفق بندر السعدون ، فعزم منصور باشا أن يفرّ إلى المنتفق وينازع الشيخ بندر ، فذهب من طريق سلمان باك ـ الكوت ، فمضى إلى الحي ، وجلب ابن أخيه فالح باشا إليه وكان متصرفا في المنتفق من جانب الحكومة وأعلنوا قيامهم بعشائرهم. فأرسل الوالي ومشير الفيلق السادس

__________________

(١) الجوائب عدد ١٠٢٥ في ١٥ ذي القعدة سنة ١٢٩٧ ه‍.

٧٠

في بغداد حسين عوني باشا مقدارا كافيا من الجنود النظامية بقيادة رئيس أركان الجيش الفريق عزت باشا فوصل إلى الكوت فعزل منصور باشا فلم يرتدع لما اجتمع عنده من كثرة العشائر. تقابل الجمعان وكان بينهما نهر اليسروفية. فعبره المنتفق وساقوا إبلهم وجعلوا خلال الإبل من يعتمدون على شجاعته من فرسانهم. التقى الفريقان. فكان ما كان ـ هرب قوم السعدون. فالمدافع أصابت الهدف ، وهربت الإبل من صوتها ورجعت العشائر فنهبت ميّاح أموال السعدون. فرجع منصور باشا مع من معه لإنقاذ أموالهم وعيالهم من العشائر التي خانت وصار الظفر لعزت باشا. ونهب الجيش غنائم كثيرة فبيعت في بغداد وصارت للخزانة. ومن ثم فرّ منصور باشا وابن أخيه فالح باشا وسائر أقاربه إلى الشامية.

ثم إن منصور باشا بعد مدة طلب العفو والأمان وجاء إلى بغداد ثم طلب إلى استنبول وعيّن في مجلس الشورى. بقي فيها مدة. وتوفي هناك.

هذا وفي المجلد الرابع من كتاب العشائر ذكرنا هذا الحادث بتفصيل بعض الجهات.

وكان قد طال النزاع من تاريخ القضاء على بابان حتى هذه الأيام. هذا ، وإن آل السعدون دامت مكانتهم واستمرت سلطتهم ، فظهر منهم رجال أكابر مثل فالح باشا وسعدون باشا وعجمي باشا وفخامة عبد المحسن السعدون وهذا الأخير ظهر بأكبر مما ظهر فيه سابقوه.

وعلى كل حال ابتدأت هذه الحوادث الأخيرة سنة ١٢٩٧ ه‍ أيام عبد الرحمن باشا وانتهت في أواخر صيف سنة ١٢٩٨ ه‍ أيام تقي الدين باشا. وفي الحقيقة أن بناء الناصرية من مسهلات القضاء على هذه الإمارة.

٧١

وفيات

١ ـ توفي الشيخ محمد بهاء الدين في طويلة في السليمانية وهو شيخ الطريقة النقشبندية من خلفاء الشيخ خالد ، ولا يزال رجالها معروفين إلى اليوم (١).

حوادث سنة ١٢٩٩ ه‍ ـ ١٨٨١ م

تجولات الوالي :

في ربيع الأول تجوّل الوالي في أنحاء العمارة ، والبصرة ، والمنتفق فتمكن من الحصول على البقايا الأميرية مما يسمى بـ (الخياس) ومعناها هالكة أو مائتة في لواء العمارة ، وعرف الحالة في البصرة ، وما يقتضي لها من إصلاح الميناء ، ومضى إلى المنتفق وكانت هذه التجولات يقصد منها كما يقال نيل المخصصات وإلا فإن النتائج غير مشهودة ، علمنا ذلك من المقدمة ، وهي لا تخص واليا بعينه. فعاد الوالي من جولته في ٢ جمادى الأولى ، ثم تجوّل هو والمشير في لوائي الحلة وكربلاء في ذي القعدة.

المشير هدايت باشا :

مشير الفيلق السادس وصل من نجد إلى بغداد في ٧ جمادى الأولى (٢).

كوت العمارة

ويقال (كوت الإمارة). والمستفاد من سياحة الوالي وتجولاته أن

__________________

(١) عشائر العراق ج ٢ ص ٢٣٠.

(٢) الزوراء عدد ١٠٠٧ في ٩ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه‍. هذا والملحوظ أن الزوراء في عدد ١٠٠٤ لا تخلو من خرم.

٧٢

قضاء الكوت يتكوّن من عشائر ربيعة ، وبني لام. وهؤلاء لا يعرفون سوى الرؤساء. ولا يؤدّون الضرائب ورسوم الأغنام إلا إليهم. فلا تستفيد الحكومة من رسومها. ويتبع هذا القضاء بدرة ، وزرباطية ، وجصّان. وفيها عشائر ومزارع. والملحوظ أن حسين قلي خان يزعج هذه النواحي بتعدياته وتجاوزاته ومن الضروري وضع قوة لإيقافه عند حده. شرعت الدولة بالمخابرات الرسمية ليرتدع عما كان ولا يزال على ما هو عليه.

لواء العمارة

مركزه قصبة العمارة. وجميع أهليه من العشائر البدوية. وإن الرسوم الأميرية تعطى بالالتزام. وجدت الدولة ضرورة لإجراء ذلك بإقطاعها للمشايخ وهذه القاعدة كانت مرعية من القديم. إلا أن استحصال هذا البدل من الشيوخ يتوقف على قوة الحكومة ونفوذها .. وكانت الرسوم الأميرية سنة ١٢٩٨ ه‍ بلغت ٠٠٠ ، ٩٠ ليرة ، وتنحصر المزروعات أغلبيا في (الشلب) ، وزمان استحصال الحصة الأميرية في أيلول وتشرين الأول والثاني. جاء إليهم الوالي في تجولاته وبلغت التحصيلات ٣٣٠٠٠ ليرة. والمبالغ التي تبقى عليهم يقال لها في تعبيرهم (خياس) وهذه تتراكم ، ولا يحصل منها شيء ولكن تبقى في الدفاتر ، وتحوّل من سنة إلى أخرى ، فتشغل الدفاتر بلا جدوى. ولكن الوالي حصل هذه البقايا لسنة ١٢٩٧ رومية خلال بقائه أسبوعين. وعدا ذلك أنه اتخذها قاعدة أساسية للسنة الحالية (١٢٩٨ رومية) ، فتمكن من استحصال أكثر من خمسة عشر ألف ليرة. وكتب أمرا إلى المتصرف ليسير بمقتضاه للسنين المقبلة. ومما بيّن له أن البقايا من سنة ١٢٨١ مالية بلغت ما ينوف على اثني عشر مليونا وتسعمائة ألف قرش ، وتبيّن من التدقيقات المحلية أن البقايا لا تقف عند هذه ، وإنما تجاوزت مئات الألوف من الليرات.

٧٣

ومما أورد من الأسباب من جراء عدم الاستيفاء هو النزاع الواقع بين العشائر والحالات الحربية بينهم ، فإنها تأكل مثل هذه الثروات ، أو تمنع من التمتع بالمزروع أو الاستفادة منه ، وأحيانا تشل الحركة ، وتقضي على العمل. الأمر الذي يدعو أن لا تستوفى الحصة الأميرية ، يضاف إلى هذا تزييد بدلات المقاطعات. هذا عدا ما يؤخذ من هذه العشائر في الخفاء من الرشا.

ولما كان إعطاء الأراضي أو المقاطعات بالالتزام يجب أن يمنع عمن كانت عليه بقايا ولكن لا يزال التساهل جاريا. وإن على عشيرة السواعد بقايا ، وبيّن أن لواء الحلة في الشامية والسماوة والديوانية منه تجري الذرعة وكذا الهندية التابعة للواء كربلاء تستوفي الحصة الأميرية على هذه الطريقة.

ثم أوضح أن المقاطعات الجسيمة يجب أن لا تعطى لواحد صفقة واحدة لأن الملتزمين في الغالب يؤجرونها لآخرين أيضا. وهكذا الواحد يؤجر إلى الآخر حتى تبلغ أكثر بكثير من بدل الالتزام.

وصرح الوالي بأن المقاطعات والمزارع في العمارة لا تزال مجهولة فلا تعرف مفرداتها ولا تحصلت الدولة على معلومات أصلية بخصوصها. فاللواء لا يعرف ذلك وكأنه بعيد عنها وأن المشرح والچحلة لا تعرف أنهارهما. وفي خلال الأيام القلائل عرف ذلك.

المشرّح (كانت بيد السواعد والسودان) وعشر وبحاثة وكصة وجوار وعريض وجريت وابيجع ورميلي والمجر الصغير (الميمونة) وغيرها بأسماء أنهارها ومزارعها. ويجب أن يحقق عن الچحلة والمجر الكبير ، والجزرة وما فيها من أنهار وجسامتها ، وبيان مقاديرها. ونبّه الوالي إلى لزوم العناية بالرسوم الأميرية ، والتشويق للزراعة وتكثيرها. وأن يجري الالتزام على كل نهر ، ومقاطعة بعينها. وأن لا يسوغ إيداعها كلها إلى

٧٤

واحد صفقة واحدة ومثل هؤلاء في الغالب يودعونها إلى آخرين بطريق الالتزام أيضا بالاسم المستعار.

هذا وإن مقاطعة (جريت) بسبب خراب صدرها تعطلت زراعتها فيجب تطهير نهرها وإصلاح صدرها. وأن الحكومة تأخذ من العشائر البدوية من شمر وغيرها من كل لواء أو قضاء مقدارا معينا من البغال للشرطة ويطلق عليه (الودي). والغاية تكثير عساكر الضبطية (١).

البصرة

إن ميناء البصرة يستدعي الاهتمام ، وتأتي أموال تجارية من الهند ومن أوروبا دائما ، وترسو المراكب فله أهمية سياسية وتجارية ، وهو في توسع ، ولكنه لم ينتظم ، كسائر الموانىء ، ولم توضع المناير (الفنارات) ، فالوالي حينما وصل إلى الفاو بعد تجولاته في البصرة شعر بالحاجة مما استحصله من المعلومات ، وما تيقن من لزوم الإصلاح ، فعزم على إجراء ذلك (٢).

المنتفق

من ألوية العراق المهمة التي تنتفع من الفرات ومن الغرّاف المسمى بـ (مسرهد) و (شط الحي) المتفرع من دجلة ، وهذا اللواء نفوسه كثيرة ، وحاصلاته كبيرة جدا. وهو بأيدي (آل السعدون). وكانت إدارته عشائرية. وإن عدم الانتظام أدى إلى الإضرار بالأهلين وضجرهم سواء كانوا من الأهالي أو من العشائر. وإن الوالي تأيّد له ذلك بنفسه بما أجراه من تحقيقات. إن الحكومة تألفت منه ستة أشهر أو سبعة من

__________________

(١) الزوراء من عدد ١٠٠٤ إلى ١٠٨١.

(٢) الزوراء عدد ١٠١٠ في ٩ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه‍.

٧٥

أواخر سنة ١٢٩٨ ه‍ ، وهي تجري العدل الآن ، واستقبل الوالي بكمال الحفاوة. ومن ثم علم أن تشكيلات الدولة في تلك السنة.

وكان علي خان أحد رؤساء العشائر التزم مقاطعة الأزيرج سني ١٢٩٨ ه‍ و ١٢٩٩ ه‍ ، فشكاه الأهلون ، وسمع الوالي هذه الشكوى ، فأجرى التحقيق بنفسه ففسخ التزامه وكانت القضايا تحسم على الأصول العشائرية من جانب آل السعدون بصورة (الدية) و (التضمينات). ورأوا من التشكيلات العدلية إجحافا في المحاكمات ، فاستحصل الوالي أمرا بمراعاة السياسة مع الأهلين. ولهذا رأى أن يطلق المساجين ويجري محاكمتهم حسب العرف العشائري فابتهج الناس بما أصدره الوالي من الأمر.

وإن اللواء كان يديره متصرف من آل السعدون ، واسميا من قبل نائب ومحاسب ومدير تحرير وقائممقامية سوق الشيوخ ، والحي ، والشطرة تدار من قبل قائممقامين والآن تكاملت الإدارة ، وتأسس فيه مجلس الإدارة والمحاسبة والعدلية ، والأعشار والطابو ، والدوائر الأخرى. وإن قائممقامية سوق الشيوخ تأسست فيها ناحية گرمة بني سعيد. وإن قضاء الحمار تأسست فيه ناحية بني أسد. وقضاء الشطرة أسست فيه نواحي : الدچّة ، والبدعة. وقضاء الحي تكوّن فيه من النواحي : واسط ، وقلعة سكر ، وتأسس في كل قضاء نائب ومجلس إدارة وأعشار وضبطية. وأصلح الوالي أمر الالتزام (١).

حوادث :

١ ـ أمر الوالي بلزوم أعمار ناحية العزيزية لسعة أراضيها ، ولها أنهار جسيمة متعددة (٢).

__________________

(١) الزوراء عدد ١٠١١ في ١٦ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٠١١ في ١٦ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه‍.

٧٦

٢ ـ صدر أمر سام بلزوم توحيد المقاييس القديمة الجارية على غير اطراد ، سواء في الوزن أو الكيل ، وهذه لم تنجح أيضا.

لواء الحلة

من الألوية المهمة. يجب أن يعتنى به. فهو قابل للإعمار إلا أن الدولة لم تستفد منه من جراء أن المقاطعات إذا أودعت أمانة أكلت بتمامها.

ومن أقضيته : السماوة والديوانية والشامية. وإن إعطاء مقاطعها بالالتزام أولى.

والملحوظ أن همّ الحكومة أن تحصل على المبالغ العاجلة. ولا تنظر إلّا على استحصال البقايا.

جسر الخر :

أعلن عمل جسر الخر بالمزايدة (١).

محمد باشا :

متصرف المنتفق نال رتبة (روم إيلي بگلربگي) (٢).

الرفيعات :

قبيلة الرفيعات في سوق الشيوخ لا تزال عليها رسوم الأغنام (٣).

ولاية الموصل :

وجهت ولاية الموصل إلى تحسين باشا. كان سابقا مكتوبي

__________________

(١) الزوراء عدد ١٠١٤ في ٣ جمادى الأولى سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٠٢٠ في ٥ رجب سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٠٢٠ في ٥ رجب سنة ١٢٩٩ ه‍.

٧٧

بغداد. وظهرت كفايته وقدرته. فهو أهل لهذا المنصب (١).

الهماوند :

عشيرة الهماوند في لواء السليمانية صغيرة لا تتجاوز نفوسها الأربعمائة أو الخمسمائة ، كلهم اعتادوا الشقاوة والعصيان والسلب والنهب واتخذوا دربند بازيان مأوى لهم. وهؤلاء حتى في أيام هدوئهم وراحتهم لا يسكنون ولا يتأخرون عن رديء الأعمال ، فإذا أرادت الدولة تعقيبهم هربوا من خوفهم ، ومالوا إلى النهب والسلب جميعا بلا استثناء.

فإذا ضيقت عليهم الحكومة الخناق مالوا إلى إيران ، وإذا اتفقت الدولتان العثمانية والإيرانية مالوا إلى الدخالة. ووكيل والي الموصل محمد منير باشا من جراء التضييق قد دخلوا عليه وقبل دخالتهم. وهؤلاء لم يهدأوا من غارة القرى ، ونهب أموالها ، وقتل نفوسها.

من ثم فرّ رئيسهم چوكل بجماعة من رجاله والباقون دمّرهم وكيل الوالي إلا أن هؤلاء أثناء عبورهم قد عاثوا ، والتحق بهم عزيز خان وعلي خالد. ثم إن المشير ضربهم ضربة أخرى لم تصبهم ضربة مثلها من قبل (٢). وإن جوانمير من رؤسائهم هرب إلى إيران. وبذلت الحكومة جهدا لإلقاء القبض عليه (٣).

قائممقام سوق الشيوخ :

تحول قائممقام سوق الشيوخ إلى قائممقامية النجف وهو فتاح بك وقائممقام النجف فتاح بك الآخر صار في سوق الشيوخ. وأحد هؤلاء فتاح بك كان قائممقام الشطرة ، واشترى سهاما في مقاطعة المهيدية التي بإزاء الشطرة ، وسميت أخيرا باسم (الفتاحية) ، وتوفي في مرض

__________________

(١) الزوراء عدد ١٠٢٣ في ١٩ رجب سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٠٢٣ في ١٩ رجب سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٠٢٤ في ٢٣ رجب سنة ١٢٩٩ ه‍.

٧٨

(الهيضة) ، وله ابن اسمه محمد بك. وله أخوال في خفاجة (١).

المكتب الرشدي :

من مدة لم يعين مدرس للمكتب الرشدي في البصرة فتفرّق طلابه ، وسدّ ، والآن ورد له مدرس فافتتح (٢).

الضفير :

عشائر الضفير رئيسهم باذراع ولديهم نحو عشرة آلاف بعير ، وهؤلاء بدو كشمر وعنزة ، يسكنون الخيام ويتجولون. وكان من الصعب الحصول على رسوم الودي وبهمة تشكر من متصرف المنتفق حصل على مائة بعير عينا (٣).

المكتب الإعدادي :

تخرج من مكتب الإعدادي العسكري في هذه السنة ١٣ طالبا ، ولأجل إكمال التحصيل أرسلوا إلى مكتب الحربية باستنبول (٤).

عشائر المنتفق :

أخذ رسم الودي من الرفيع والحميد من عشائر المنتفق وهو ضريبة الإبل (٥).

حسين قلي خان :

حصلت منازعة بين (حسين قلي خان) وبين مير علي أحد إخوته

__________________

(١) الزوراء عدد ١٠٢٧ في ٣ شعبان سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٠٢٧ في ٣ شعبان سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٠٢٨ في ٧ شعبان سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ١٠٢٨ في ٧ شعبان سنة ١٢٩٩ ه‍.

(٥) الزوراء عدد ١٠٤١ في ١٤ شوال سنة ١٢٩٩ ه‍.

٧٩

٨٠