موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

رسالة في الإصلاحات وهي لائحة أرسلها إلى النواب ، تحوي ٥٢ مادة طبعت في مطبعة ولاية بغداد في ابتداء شباط سنة ١٣٢٤ رومية ثم ألحقها بمواد أخرى نشرها باسم بعض إصلاحات ضمها إلى لائحة الإصلاحات. فأكمل المواد فبلغت ٦٨ مادة طبعت في مطبعة ولاية بغداد أيضا سنة ١٣٢٥ رومية وهي مهمة في بيان الماضي السابق لعهد المشروطية ، وفيها تشريح لحالة الموظفين وبيان نفسيات الأهلين والمطالب الإصلاحية فكانت خير وصية إصلاحية للقطر العراقي وللدولة.

ولم نر فيها إلا حكاية ما وجد المؤلف ، وله اتصال بمختلف الطبقات بسبب المحاماة ، فكتب عن خبرة وإن كانت لا تخلو من غلو ، أو مبالغة أحيانا فيسترسل قلمه ، فلا يأخذ بجماحه فهي تبصر أكثر بما عاناه القطر من الآلام.

والقانون الأساسي ، وقانون الانتخاب كانا قد نشرا في أول مجلس للأمة أيام السلطان عبد الحميد الثاني. ولا يسعنا هنا الاسترسال في كل ما عرف.

الجرائد والمجلات

من أهم الظواهر ، وأشهر الحوادث للمجتمع نالت من الاهتمام درجة لائقة ، وفي العراق في مختلف أصقاعه برزت جرائد عديدة وزادت لدرجة الإشباع لا سيما في بغداد ، فصار يتولى التحرير فيها كل أحد ، ولا يتحاشى من إصدار جريدة كل من رأى في نفسه قدرة نوعا ، والجرائد والمجلات ، خدمت الثقافة العامة ، وغالب المتعلمين لا يدرسون الآداب والشعر ، والتحرير والكتابة إلا من طريقها ، فظهر بعض الكتّاب ، أو تخرج عليها وتدرّب!.

٢٠١

والجرائد ظهرت بكثرة. ويصح أن نعد المهم منها :

جريدة الزوراء ، وبغداد ، والرقيب ، والبصرة ، والإيقاظ ، والزهور ، والمصباح ، وصدى الإسلام ، وصدى بابل ، والروضة ، ومصباح الشرق ، والتهذيب ، وجرائد أخرى في الموصل والبصرة. ومن المجلات :

لغة العرب ، وتنوير الأفكار ، والعلم والنور (١) ، والحياة.

الموظفون

وهؤلاء كل ما يقال فيهم قليل ، استخدمت الدولة حثالات الناس ، فيهم من الجهل ، أو سوء الأحوال ما لا يوصف ، والأخيار العارفون بما يجب عليهم قليلون ، نقدت الجرائد بحق وبغير حق فخلطوا بها الصالح والطالح. فشلّت أيديهم عن العمل ، كما أنه لم يفسح المجال للمتعلمين من أبنائه ، فقد ضجر الناس من هذه الحالة.

والثقافة العامة لا تصلح لتدريب الناس على التوظيف ، وسدّهم مسدّ العاطلين من هؤلاء وقامت الضجّات عليهم في بغداد وفي الأنحاء العثمانية الأخرى ، ولكن الجمود الثقافي منع من الإصلاح ، والوالي كان بوضع مقصوص الجناح لا يستطيع الحراك وإن كان محبا للإصلاح ، ولا يوجد من الموظفين من يصلح للمساعدة والقيام بأعمال من شأنها أن ترفع مستوى القطر.

ولم تبق هذه الحالة مدة ، بل جرى تنسيق الموظفين من لجنة باسم (لجنة التنسيقات) ، فحصل بعض النشاط نوعا وشمل المعارف والمكاتب. وسارت الإدارة بنطاق أوسع في المعرفة ، ولكن لا تزال منحطة ، ودخل الالتماس والرجاء فلم يكن التنسيق كافيا. أما اللغة

__________________

(١) لي فيها أول مقالة كتبتها.

٢٠٢

العربية فلا تسمع إلا في الجرائد وبين الناس ، فالحكومة لم تسمح باللغة العربية في مخابراتها الرسمية ، ولا قبول العرائض إلا أحيانا ، ومن صنف العشائر أو ما ماثل.

ثم جاءت الأوامر بأن العرائض العدلية يصح أن تقدم باللغة العربية ولكن لم يعمل بها إلا قليلا ، وفي بعض الأحيان. والعدلية والمحاكم الشرعية لم يدخلهما التنسيق. فلم تتعرض لهما الإدارة لصيانة هذه من التدخلات.

والملحوظ أن التشكيلات الإدارية كانت تعرف من قوائم الموظفين أثناء التنسيق ، فإنها تعين الوظائف وأصحابها ، على أنها كانت جارية على طريقة التشكيلات الإدارية للدولة حتى ظهور (قانون إدارة الولايات).

المراقص والملاهي

وهذه زاد الترداد إليها ، وأضرت بالأهلين من جهة فساد الأخلاق ، والوقائع المؤلمة ، وابتزاز ثروة الأهلين ، فهاج في الناس السفه ، وصاروا يؤمونها بانهماك ، وكان ما ينفقه المرء في ساعة لا يستطيع أن يربحه في أيام بل في شهر ، فكثرت الأسواء وزادت الموبقات.

قامت الجرائد بنقد هذه الأمور ، لما بعثت من غائلة ، وانصرف ظن الناس إلى أن الحرية اغتنام الشهوات والملاذ من غير طريقها الشرعي ، فلم يكن هناك سامع أو ملتفت ، واشتهرت (طيرة) و (رحلو) وأضرابهما .. ولا همّ لهؤلاء المومسات إلا ابتزاز الثروة .. فمال الناس إليهن ميلة واحدة .. فكثرت الوقائع المؤلمة ، فاختلت حالة بيوت كثيرة وساء مصيرها. وتطاير الشرر وتمكن أكثر كلما طالت الأيام ، وكأنها في تقدم مستمر.

٢٠٣

ومن ثم اقتنع الناس بأن الحرية ليست إلا مجموعة هذه السفاهات ، وارتكاب الموبقات ، وإفساح المجال للنفس أن تنال كل ما ترغب من أهواء ، فلا دين يردع ، ولا سيطرة عامة يفزع إليها ، ولا قوة قاهرة تحول دون التوغل في هذه الأمور فاكتسبت شكل مصيبة. فصار يتألم من حالتها من كان يدعو إليها بالأمس ، ويحض على عملها. فكان أسوأ تفسير لها بالمراقص أو الملاهي وحانات الخمور ، فصار الحبل على الغارب يؤم المرء ما شاء من هذه.

كان لهذا الأمر أثره في انتهاك حرمة الأخلاق والآداب ، والإخلال بأمور الأسرة والانشغال عن الواجب ، وعن الآداب العامة. فذهبت العائلات ضحية هذا التهاون في الواجب ، ونال الكثيرين بؤس وأصابهم شقاء.

ورد في أعداد من الجرائد التنبيه إلى خطر ذلك ، فكاد يقطع الأمل من الصلاح والإصلاح. وهذا ما قاله الأستاذ معروف الرصافي في بيان الحالة ووصف ما كان علة العراق من الحالات التعسة ، والأوضاع الرديئة التي صار إليها. وقد رأى الشام واستنبول وبلادا كثيرة وما فيها من التبدل ، وعاد منها إلى بيروت في ٧ شعبان سنة ١٣٢٧ ه‍ ومنها وصل إلى بغداد كما أخبرت الجرائد المحليّة في ١٨ شهر رمضان سنة ١٣٢٧ ه‍ قال تحت عنوان (بغداد بعد الدستور) :

أرى بغداد تسبح في الملاهي

وتعبث بالأوامر والنواهي

رمت حملاتها الأرباق حتى

تناطحت الكباش مع الشياه

أيا بغداد إن الأمر جدّ

فخلّي بعض هزلك في الملاهي

جميع الناس قد نفضت كراها

وأبدت للعلى نظر انتباه

٢٠٤

وفيك معاهد الدستور تشقى

بغفلة غافل وبسهو ساهي

إلى آخر ما قال. وكانت نشرت في الرقيب عدد ٥٦ في ٢٩ شهر رمضان سنة ١٣٢٧ ه‍.

وأعتقد في هذا كفاية لتصوير الحالة ، وما عليه أمور الناس .. وما وصلت إليه بعد ذلك حتى وقوع الحرب العامة.

المدارس والمعارف

من أهم ظواهر هذا العهد المدارس ، وجاءت إصلاحات المدارس في وقت متصل بإعلان المشروطية. والهيئة الإصلاحية كانت تحت رئاسة ناظم باشا. فتحت المدارس في ١٣ تموز سنة ١٩٠٨ م. وأعلنت المشروطية في اليوم ٢٣ تموز سنة ١٩٠٨ م فكأنها فتحت في هذا العهد. ثم تأسست مدارس أخرى رسمية وأهلية سنتعرض لها في حينها.

وكانت توجد مدارس غير هذه مثل المكتب الابتدائي والمكتب الرشدي في الرصافة وفي الكرخ ، ومكتب رشدي عسكري ومكتب إعدادي وكل هذه سقيمة التدريس ولا يوجد فيها من المدرسين من يصلح للقيام بمهمة ما أودع إليه إلا أن المدارس العسكرية كانت منتظمة أكثر.

أحداث أخرى

١ ـ أخبرت نظارة المعارف مديرية معارف بغداد بأن المطبوعات حرّة ، فلا تحتاج إلى إجازة.

٢ ـ جرت مقاطعة البضائع النمسوية من جراء قضية إعلان ضم البوسنة والهرسك إلى النمسة.

٢٠٥

٣ ـ نواب العراق والأحزاب : (للدورة الأولى).

(١) ساسون أفندي مبعوث بغداد. التحق بجمعية الاتحاد والترقي.

(٢) الحاج عبد المهدي الحاج حبيب الحافظ ، مبعوث كربلاء التحق بجمعية الاتحاد والترقي.

(٣) شوكت باشا مبعوث الديوانية. التحق بجمعية الاتحاد العربي.

(٤) مصطفى نور الدين آل الواعظ. التحق بجمعية الاتحاد العربي.

(٥) الحاج ملا سعيد عن السليمانية. التحق بجمعية الاتحاد والترقي.

(٦) الحاج علي علاء الدين الآلوسي مبعوث بغداد على الحياد.

(٧) رأفت السنوي. والد الأستاذ السيد نشأت السنوي ، مبعوث المنتفق. اتحادي.

قال الأستاذ الرصافي في هؤلاء المبعوثين (النواب) :

يا أهل بغداد متى ينجلي

هذا العمى عنكم وهذا الفتور

قد أعلن الدستور لكنكم

لم تظفروا منه ولا بالقشور

يقول من شاهد مبعوثكم

سبحان من يبعث من في القبور

ذلك لأنه لم يرهم يتكلمون ويناضلون عن حقوق الأمة في المجلس وإنما كانوا كما وصفهم لا ينبسون ببنت شفة ، وكأنهم خشب مسندة.

٤ ـ إسالة الماء. مدت أنابيب متصلة بمضخة الماء من المصبغة

٢٠٦

إلى محلات عديدة ، ولا تزال المدينة محتاجة إلى أنابيب أخرى ، والحكومة عازمة على القيام بما يلزم. ولا أمل في أن ينتظم الأمر في مدة قريبة.

حوادث سنة ١٣٢٧ ه‍ ـ ١٩٠٩ م

الموظفون ـ التنسيقات :

هؤلاء كل ما يقال فيهم قليل ، استخدمت الدولة جهالا في الأغلب وأصحاب سوء أحوال ولا يعلمون لغة البلاد ، وإن الحكومة مضت على الأصول الدستورية مدة ، ولم تفسح المجال لأهل القطر أن يتولوا أموره ، وضجر الأهلون من هذه الحالة ، وبلغ ما هم عليه من إدارة غاية المنتهي من سوء الحالة. وكذا يقال في المدرسين ، فكثرت الشكاوى عليهم ، فلم يصلح غالبهم للثقافة والتثقيف. فحصل التذمر ، وزادت المنافرات.

الحكومة وفي رأسها الوالي لا تريد الإصلاح أو لا تستطيعه ، والمجلس لا يلح في المطالبة ، بل هو موافق له في كل الأحوال ، والموظفون على ما هم عليه من سوء إدارة ولكن الجرائد لم تقصر في بث الفكرة والمطالبة بما هو الصواب.

ذلك ما دعا أن يجري التنسيق للموظفين ، وقد انتقي منهم الكثير ، واستغني عن قسم آخر فكانت الحالة أهون ، ولا يزال الوضع على حاله ، ولم يكن هناك كبير فرق إلا أنه أهون الشرّين. فتم بعض الإصلاح من جراء هذا التنسيق سواء في الموظفين أو في المعلمين وصارت تعرف قيمة للمواهب نوعا.

المقاييس :

حاولت البلدية في بغداد توحيد الأوزان والمقاييس الأخرى

٢٠٧

باستعمال (المقاييس الجديدة) ، فكانت هذه المحاولات غير مجدية ، وباءت بالفشل كسائر التجارب الأخرى وكان العراق ولا يزال يتأثر بصورة متوالية في المقاييس القديمة وما ذلك إلا من جراء اختلاطه ومعاملاته الاقتصادية مع الممالك المجاورة والنائية ، فخلفت هذه أثرها المشهود.

واقعة ٣١ آذار :

يوم الثلاثاء ٢٢ ربيع الأول سنة ١٣٢٧ ه‍ ٣١ آذار سنة ١٣٢٥ رومية حدثت ثورة ارتجاعية على الحكومة الحاضرة ، قامت بها (الجمعية المحمدية) ، يناصرها الجيش في استنبول فأوجبت احتلالا عسكريا ، فإن جيش الحرية تمكن من السيطرة على هذه الغائلة فقضى على آمال الجمعية ونياتها وهو تحت قيادة محمود شوكت باشا أخي فخامة الأستاذ حكمت سليمان. فلم يجد مقاومة ، ومن ثم لم تعد آمال رجعية ، وتسلطت الجمعية الاتحادية على الحكم ، وتمكنت من القضاء على كل مخالف.

كان للعراق النصيب الوافر في الاشتراك في إعلان الدستور وصيانته أيام الارتجاع ، ومحمود شوكت باشا من أبطال حمايته وهو عراقي. إلا أن الكثيرين ظن أنه فاروقي ، فصار الناس يمدحون ، وينظمون الأشعار بالثناء عليه ، وهو أهل لكل مدح ، ومنشأ هذا التوهم أن المشار إليه كان هو وهادي باشا العمري ابني خالة فظن الناس قرباهم صلبية ، وإلا فإن محمود شوكت باشا ابن سليمان بك ابن الحاج طالب كهية. وقد قيل في مدحه :

لله درّ سلالة الفاروق من

عبّا على أهل الضلال وجنّدا

عصفت به للمكرمات حميّة

عربية وبجدّه عمر اقتدى

٢٠٨

محمود أنت بما حقنت من الدما

أولى الكرام بأن تجلّ وتحمدا

نبّه على ذلك صاحب الرقيب ، وكذب النسب المزعوم للفاروق وأن يعدّ من سلالته وإن كان قام بما قام به (١).

السلطان محمد رشاد

ومن نتائج هذه الواقعة أن خلع السلطان عبد الحميد الثاني في ٧ ربيع الثاني سنة ١٣٢٧ ه‍ ـ (١٤ نيسان سنة ١٣٢٥ رومي) ، بفتوى من شيخ الإسلام محمد ضياء الدين وأعلنت سلطنة محمد رشاد باسم السلطان محمد الخامس ، فأجريت له المراسم المعتادة ، والاحتفال العظيم بسلطنته ، فأبلغ الصدر الأعظم توفيق باشا الولاية ببرقية يشير فيها إلى لزوم إطلاق ١٠١ من المدافع على المعتاد. ومن ثم أجريت المراسم ، وأظهر الأهلون والحكومة مراسم الزينة.

وكانت هذه الواقعة ضرورة لازمة للقضاء على أهل الشغب ، ومن لا يريد الإصلاح أو أهل الارتجاع ، والمهم هنا أن القائمين بأمر الدستور لا يعرفون الإدارة ، ولا أدركوا خفاياها ، فقام محمود شوكت باشا وأعوانه للقضاء على هؤلاء ، واستعادة المشروطية التي حاول السلطان عبد الحميد القضاء عليها.

تشاءم الناس من سلطنة محمد الخامس ، وجرى على لسانهم (إذا حكم رشاد ظهر الفساد) ، فتلقنوا هذه ، ونسبوها إلى محيي الدين بن عربي ، تألم أصحاب الطرق لخلع السلطان عبد الحميد فأذاعوا ما أذاعوا.

__________________

(١) الرقيب عدد ١٩ و ٢١ وقد مر الكلام على هذه الأسرة في تاريخ العراق بين احتلالين المجلد السادس.

٢٠٩

وكانت ولادة السلطان محمد رشاد في ٢٠ شوال سنة ١٢٦١ ه‍ وهو ابن السلطان عبد المجيد ، وأخو السلطان المخلوع ، ومن تاريخ ولادته وسلطنته نعلم أنه جاء على هرم وكان يرمى بالبلاهة وضعف الرأي.

والحالة كانت في اضطراب. فتحت عهود المشروطية أبوابا لقضايا كانت كامنة بظهور وقائع قاسية من المجاورين وغير المجاورين مما أدى إلى تمزيق شمل المملكة وتشويش أمرها. وأهل القنص وجدوا الفرصة سانحة ، فلم يتأخروا ولم يترددوا فيما عزموا عليه استفادة من حالة الاضطراب.

ومما يعزى إلى السلطان الجديد أنه جاءته بعض نساء السلطنة تشكو حالها من جراء الأمر بالإعدام على قريبها ، وكانت تبكي بإجهاش ، فصار هو أيضا يبكي ، ولم يستطع أن يتدخل في إنقاذه من الإعدام.

ودامت سلطنته أيام الحرب أي ما بعد سقوط بغداد ، فتوفي في شهر رمضان سنة ١٣٣٦ ه‍ ـ ١٣ تموز سنة ١٩١٨ م فخلفه في التاريخ المذكور السلطان وحيد الدين ابن السلطان عبد المجيد. باسم محمد السادس. وبسبب قيام الكماليين والانتصار الذي أحرزه المرحوم أتاتورك ألغى المجلس الوطني حكومة استنبول وخلع السلطان وحيد الدين وذلك ١١ ربيع الأول سنة ١٣٤١ ه‍ ـ ١ تشرين الثاني سنة ١٩٢٢ م. وفي ٢٦ ربيع الأول (١٧ تشرين الثاني) هرب السلطان في سفينة حربية انكليزية.

وفي ٢٩ ربيع الأول من السنة المذكورة اختار المجلس الوطني ولي العهد سلطانا باسم السلطان عبد المجيد الثاني ابن السلطان عبد العزيز ويصادف ذلك ١٩ تشرين الثاني سنة ١٩٢٢ م باعتباره خليفة. إلا أن المجلس الوطني قرر مؤخرا أن الجمورية تعني عين ما يقصد من

٢١٠

٢١١

الخلافة فقررت إلغاء الخلافة في ٢٦ رجب سنة ١٣٤٢ ه‍ ـ ٢ آذار سنة ١٩٢٤ (١). ومن ثم تأسست الجمهورية التركية برئاسة المغفور له أتاتورك (مصطفى كمال) ، وخلفه عصمت اينونو بالرئاسة ثم فخامة جلال بايار وهو رئيس الجمهورية اليوم.

السلطان المخلوع

هو السلطان عبد الحميد الثاني ابن السلطان عبد المجيد ، ولا يجهل اسمه أحد ، طالت مدة سلطنته ، وعصره كان مليئا بالحوادث المهمة ، وقام بأعمال قد يقصر عنها غيره ، ولكن إلغاء الدستور للمرة الأولى قد حصل عليه شغب من كل صوب ، وبعد إعلان الدستور للمرة الثانية نرى تركيا الفتاة قد خلعته. وبعد ذلك تطورت الآراء وتغيرت الأحوال ، وزادت اتصالات الأمم ، فلا يستطيع فرد أو أفراد أن يتغلّبوا ويتحكموا بالأمم فيستطيعوا أن يسيطروا على العناصر دون أن يكون للأمة اشتراك في الإدارة وأن يتدخل في المقدرات ، فقامت الشعوب وحصلت قبل الدستور وفي أيامه على بعض الحقوق أو كلها والرأي الغربي يناصر هؤلاء الأقوام ، ويخولهم حق التدخل ، وهكذا استفادت بعض الشعوب والدول من هذا الاضطراب والتفكك فأظهرت ما عندها وجاهرت بالعداء ...

دامت سلطنته إلى يوم ٧ ربيع الثاني سنة ١٣٢٧ ه‍ فخلع وطوي خبره.

أراضي الوزيرية :

كائنة بين نقطة البير وبغداد ، وكانت قرية ومزارع معروفة ، وضعت

__________________

(١) الدول الإسلامية ص ٣٢٨ والتفصيل في ملي نوسال السنة الأولى والثانية.

٢١٢

الجهة العسكرية يدها عليها من أيام رشيد باشا الگوزلگلي وسميت بالوزيرية أو المشيرية نسبة إليه. إلا أن الأملاك المجاورة ضبطت. وكذا الأوقاف فألحقت بها.

قال صاحب الرقيب :

فأما اليوم ، وقد عادت المياه لمجاريها ، وأن الحكومة دستورية ، فالأمل أن تسمع شكاوى المظلومين وإنصافهم ، فإن أراضي الغزالية والنعيرية والفضيلية ، والقيارة والغرابية وغير ذلك منها الملك ومنها الوقف وكلاهما مثبت بحجج شرعية لا يجوز لأحد معارضتها ، وبذلك يظهر الفضل للحكومة الدستورية على الحكومة المستبدة ، ويسترجع المظلومون حقوقهم.

قال ذلك (١) ، فلم يجد أذنا صاغية لقوله ثم سجلت هذه الأراضي في تسوية حقوق الأراضي ، وكانت القرية والمزارع معمورة ولكنها اندثرت من مدة بانقطاع ماء الخالص عنها. ولم يعد في الإمكان إيصال الماء إليها ، ونصبت المضخات وصارت تسقى بالواسطة.

مجلس النواب :

رفض المجلس المصادقة على اقتراح تعيين الموظفين للبلاد العربية من العارفين باللغة العربية ، فكان لهذا القرار أسوأ وقع في نفوس العرب وهذا مبدأ المشادة ، والمطالبات القوية ، وشجع الصحف على الجهر بالمخالفات. فعلم العرب أن ليس في الإمكان الحصول على حق ، فدعا ذلك إلى تفسيرات ، استغلها أهل الأطماع والشغب ومن يعملون لمصلحة الأجانب.

__________________

(١) الرقيب عدد ١٥.

٢١٣

الوالي نجم الدين منلا

تعين لنظارة العدلية ، وغادر بغداد في يوم الخميس سلخ ربيع الآخر سنة ١٣٢٧ ه‍ سافر إلى استنبول من طريق حلب ، فأجريت له مراسم التوديع. وكان حسن النية ، فاضلا ، عالي الهمة ، موصوفا بفرط حب الوطن ، فأسف الكثيرون لمفارقته هذه الديار.

وكان الأمل به كبيرا ، وأن الناس في الولاية كانوا بحاجة عظيمة إلى وال مقتدر فعّال مثله ، يدفع عنهم ما يلاقونه من ظلم وجور والثناء عليه قبل وروده فاستبشر الناس به خيرا وكان عالما ، ولما ورد بغداد رأوه فعلا متصفا بهذه الأوصاف ، فتعقب كافة الأمور صغيرها وكبيرها ، وترك راحته واستراحته ، وجعل نفسه موقوفة على طلب راحة الأهلين ، وعزم أن يقوم بما من شأنه أن ينفع. زاول أعماله بجد واهتمام إلا أنه لم يكد يعمل بما نواه ، وما قرر العمل به حتى وردت برقية تشعر بتعيينه لمنصبه الجديد. وكان همّه مصروفا إلى :

١ ـ عمل المحركات (الموتورات) وتسييرها في دجلة فاستحصل رخصة ، وشوق الأهلين لتشكيل شركة وطنية للنقل النهري.

٢ ـ نقل شركة المنسوجات إلى مكتب الصنائع.

٣ ـ إنشاء الطريق إلى قرارة (كرارة).

٤ ـ عمّر دار الشفاء التي هي من آثار مدحت باشا.

٥ ـ تحويل أعشار الكرود إلى مقطوع كما هو المتعارف في بعضها.

٦ ـ جعل رسوم الأغنام على الصوف.

٧ ـ لغو الذرعة.

٢١٤

٨ ـ تفويض الأرضين للزراع. وهذه أول خطوة لقانون التسوية.

٩ ـ إنشاء رصيف (مسناة) خارج البلد لتحويل المضخات إليها.

هذا. وسياسة الدولة مصروفة إلى أن لا تبقي الوالي إلا بضعة أشهر بحيث لا ينسى مشاق السفر ، ولا يتمكن من معرفة الأهلين واحتياجاتهم ، ودرس أخلاق الشعب العامة وميوله. فتحوله عند ما يتبصر بالأمور ، ويحاول المباشرة بالعمل ، وكانت الإدارة المستمرة على هذه الحالة أن يهدم الوالي الجديد ما بناه سلفه ، ويتحرك بعكس نهجه. وشأنها في الولاة لا يختلف عن أمر القضاة إلا أن هؤلاء أطول مدة.

أودع الوالي أعمال الولاية بالوكالة إلى الفريق الأول محمد فاضل باشا الداغستاني نهار السبت ٢٣ ربيع الآخر سنة ١٣٢٧ ه‍ ، وكان هذا الفريق أمير لواء الخيالة إلى سنة ١٣٢٠ رومية ثم نال منصب فريق وأرسل قائدا إلى (لاهيجان وبسوه) وبقي ثلاث سنوات ومكافأة لخدماته نصب وكيلا عن المشير في قيادة جيش العراق. ثم إن الوالي السابق توجه في ذلك اليوم إلى كربلاء للزيارة وعاد يوم الاثنين في ٢٥ منه ، وسافر إلى استنبول يوم الخميس ٢٩ ربيع الآخر وذهب معه مكتوبي الولاية إبراهيم فهيم بك ، والأستاذ حمدي بك بابان ، ومراد بك آل سليمان فائق صاحب امتياز جريدة بغداد (١). وهو أخو فخامة الأستاذ حكمت سليمان.

ومن هنا نعلم أن الولاة كانوا يتحركون بمشيئة المركز ، ولا تهمهم المعرفة والتعرف بالأهلين ، ولم يقم هذا الوالي بعمل يذكر ، أو فائدة تعود للقطر ، وكان يدوّن مذكرات عما في الجرائد ، ويتعقب ما فيها ويحقق صحة ذلك ، ويسترشد بما هو الصواب. ولكن مع الأسف لم

__________________

(١) الزوراء عدد ٢٢١٠ والرقيب عدد ١٨.

٢١٥

تظهر له مأثرة تستحق التدوين ، ولكن صاحب الرقيب أراد أن يلهج بذكره ، وبترجيحه على من جاء بعده ممن أفسد. وقد شهد عهد الاستبداد وعهد الدستور.

والملحوظ أن الوالي نجم الدين منلا في سنة ١٩٤١ م ، جاء إلى بغداد مع نواب الترك بصفته نائبا لزيارتها ، ويعد من أفاضل الرجال ، والذنب آنئذ ذنب الإدارة التي لم تفسح المجال للعمل ، وإلا فهو من الرجال المشاهير الأخيار ، ولا يزال موضع احترام وثقة.

معاون الوالي :

ممتاز بك دامت وظيفته نحو سنين ، وكان فيها حسن المعاملة ، مقبولا من كل مراجع ، وعيّن متصرفا لأورفة.

الجندية :

في رجب سنة ١٣٢٧ ه‍ أعلن قانون الجندية الجديد في الجرائد المحلية ، وبموجبه يتحتم على كل عثماني أن يقوم بالخدمة مسلما أو غير مسلم على أن يكون قد بلغ ٢١ سنة من العمر ، ومدة الجندية ٢٥ سنة منها ٣ سنوات نظامية ، و ٥ احتياطية ، و ١٢ رديفية ، و ٥ مستحفظة.

هذا في الجيش البري ، وأما البحري فمدته ٢٠ سنة بإسقاط مدة المستحفظية منه. وهناك قوانين صدرت في الجندية وضباط الجيش تتعلق بعموم المملكة ، مدونة في الجلد الأول والثاني من الدستور الجديد.

ولاية الموصل :

فوضت ولاية الموصل وقيادتها لعهدة الفريق الأول وكيل الوالي وقائد الفيلق محمد فاضل باشا الداغستاني ، وبعد أن ورد الوالي الجديد واستقبله ، سافر إلى الموصل في ٢٧ رجب سنة ١٣٢٧ ه‍ ، وودعه جماعة من الأعيان والأشراف.

٢١٦

وهذا القائد الفاضل لم يزل يكرر بأنه رجل عسكري ، رجل حرب وضرب لا رجل كتابة وقلم ، ولكنه والحق يقال أن الأمور مرت في أيامه مرورا حسنا ، فجرى الأمر على طبيعته.

الوالي محمد شوكت باشا

جرى استقبال والي بغداد الفريق محمد شوكت باشا (١) ووكيل قائد الفيلق ، بالوجه المعتاد نهار الاثنين ٢٢ رجب سنة ١٣٢٧ ه‍. وصدرت الإرادة السنية بنصبه واليا في ٦ جمادى الآخرة سنة ١٣٢٧ ه‍ ، وفي ٢٥ رجب قرىء فرمانه بحفاوة لائقة ، ولكن هذا الوالي لم يراع ما كان يراعيه أسلافه من إلقاء خطاب يعين نهجه كتفسير لمنطويات الفرمان ، فصرت ذلك إلى أنه يحاول أن يقوم بأعمال ، فلم يأبه إلى الأقوال ، فتوسم القوم خيرا. ولم يؤولوها بالعجز.

كان فريق المدفعية للفيلق الثالث وشاءت الأقدار أن لا يعين لمنصب الولاية في بغداد إلا العسكريون ، وما ذلك إلا لأن الغرض تسكين القلاقل ، والفتن ، وليس هناك غرض إصلاح مدني. يطبلون ويزمرون بخبر تعيينهم ، وحركاتهم وسكناتهم ، وأنهم في يوم كذا وصلوا المحل الفلاني ، واستقبلوا من مكان كذا ، وهكذا تتوارد المعلومات عنهم حتى يصلوا إلى بغداد. ووالينا هذا جاء من الطريق النهري إلى الفلوجة ، واختار أن يأتي ليلا ، ويصبح بغداد لئلا يصيب المستقبلين عناء ، والوقت تموز ، فعدّ مأثرة له.

نص الفرمان :

«أمير الأمراء الكرام ، كبير الكبراء الفخام ، ذو القدر والاحترام ،

__________________

(١) يعرف بـ (شوكت باشا). وورد اسمه مرة محمود شوكت باشا وليس بصواب.

٢١٧

صاحب العز والاحتشام ، المختص بمزيد عناية الملك الأعلى من فرقاء فيلقي الأول الهمايوني المتميزين في المدفعية ، الذي وجهت إلى عهدة درايته ولاية بغداد ، وأحسنت بها إليه شوكت باشا دامت معاليه.

ليكن معلوما لمن يصل إليه توقيعي الرفيع الهمايوني أن ولاية بغداد :

تزيد ثروتها ويكثر عمرانها بدرجة قابليتها واستعدادها ، وأن صنوف الأهلين ، وسكان الولاية يجب أن ينالوا المساواة والحرية طبق أحكام القانون الأساسي ، وأن يحصلوا على الرفاه والسعادة مما هو مطلوب وملتزم لدى ملوكيتي لدرجة فوق العادة ، وأنت أيها الباشا المشار إليه متصف بالمقدرة والدراية ، وواقف على أصول الإدارة ، ومن متميزي أمرائي العسكريين آمل منك وأترقب أن تقوم بما هو مطابق لأحكام القانون المذكور ، وكما تقتضيه الوجائب المحلية ، فتقوم بما يظهر الآثار الجميلة والخدمات المقبولة ، وعلى ذلك وبناء على الاستيذان أصدرت إرادتي السنية في اليوم السادس والعشرين من جمادى الأولى لسنة ١٣٢٧ ه‍ ، فأودعت لعهدة لياقتك ولاية بغداد المارة الذكر ووجهت منصبها إليك ، وأصدرت هذا الأمر من ديواني الهمايوني بمهمتك ، فعليك أن تمضي بمقتضى وظيفتك ، وأهليتك ودرايتك ، وما أنت مجبول عليه من شيمة بهية وعلى كل حال ينبغي أن تتوسل بشريعة سيد الأنام المطهرة وتتمسك بها ، وتقوم بحسن الوظائف ، فتشمر عن ساعد الاهتمام والغيرة ، فتبسط على الجميع جناح الرأفة والشفقة ، وتؤمن المساواة والحرية بصورة مشروعة وفي دائرة القانون المذكور بين سكان الولاية ، وتوفر أسباب الرفاه والثروة وتتوسل بالتدابير التي من شأنها أن يحصل بها العمران فتتعهدها وتتشبث بها ، فتظهر في مدة يسيرة الآثار الفعلية وتبرز للعيان بما تصرفه من قدرة وروية ، وفي الأمور التي تدعو الحالة فيها إلى الإنهاء فعليك أن تشير إلى استانتي العلية وتشعر بها ، تحريرا

٢١٨

في ٦ جمادى الآخرة سنة ١٣٢٧». اه (١).

وبعد قراءة الفرمان ، أجريت مراسم الدعاء ، وبعد ذلك قدمت التبريكات للوالي.

وهذا الوالي من المهندسخانة البرية الهمايونية ، ومن الأذكياء المستعدين ، وذهب للتطبيقات ، ووسع المعلومات ، فيعد من نوادر الرجال ، وله اطلاع واسع على اللغة الفرنسية والألمانية. ويلاحظ أن من كان اختصاصه في هذه الأمور كيف ساغ للدولة أن تعينه واليا للإدارة ، وكان الواجب أن تجعله في المهمة التي قضى أمدا فيها وأتقنها ولننظر ما ذا عمل!.

وفي (صدى بابل) أنه كان قبل نحو ١٧ سنة مقدما (بيكباشي) في بغداد ، وأنه من كبار المصلحين والعلماء العاملين (٢).

عزل الوالي شوكت باشا

وردت برقية بتاريخ ٣ ذي القعدة سنة ١٣٢٧ ه‍ بعزل الوالي شوكت باشا (ولم يكمل السنة) وتنبىء بتعيين الفريق الأول حسين ناظم باشا عضو الشورى العسكري لمنصب ولاية بغداد بانضمام قيادة الفيلق السادس كما أنه ورد الأمر الرسمي بذلك ، وبقي الوالي السابق بالوكالة إلى حين ورود الوالي الجديد.

حال الولاية :

لا أمل من وال قليل المدة ، أو أن تعهد بالوكالة ، أو يبقى الوالي كما هو الشأن في والينا هذا بالوكالة ينتظر ورود خلفه ، وهو في اضطراب من أمره. وفي الحقيقة لم تكن منه فائدة تذكر ، وهو لا يزال

__________________

(١) الزوراء عدد ٢٢٢٠ في ٢٧ رجب سنة ١٣٢٧ ه‍.

(٢) العدد الأول الصادر في ٢٧ رجب سنة ١٣٢٧ ه‍.

٢١٩

قريب العهد ، ولم يدرس الحالة خصوصا أنه قضى أمدا في الهندسة ، فلا يصلح أن يكون في يوم واحد واليا. والفتن قائمة ، والجيش لم يجد راحة. وكان سأله الحاج عبد المهدي الحافظ بصفته مبعوثا عن كربلاء عن أعماله ، فاعتذر له بكثرة الأشغال والتحارير ، وأنه عمل ما لا يمكن القيام بأكثر منه ، وأنه كتب إلى استنبول أن يفتح ببغداد مكتب ملكي ، وآخر زراعي وأن يرسل مأمور زراعة ، وأن يعطى له الإذن بصرف ما ينوف على ١٨٠٠ ليرة لإصلاح الطريق بين بغداد وحلب ، وأن يؤلف ضابطة للأمن ، وبيّن له أنه سائر نحو الإصلاح. ولم يبال بالفتن ، ولا التفت إلى ما حوله. وعلى كل حال بقي مغلول اليدين لا يدري ما يفعل ، وينتظر ورود الوالي الجديد.

أما الشعب العراقي فإنه لا يريد إلا أن يقوم الوالي بتقويم المعوجّ ، وإصلاح الفاسد وأن يؤمن المخاوف ، ويحقن الدماء في عموم الأنحاء ، فيسلم القوم من عصيان القبائل حيث تعذر تأديبهم ، وتجرأوا على أعمال لا يصح السكوت عليها ، ووقائع الدليم ، وآل أزيرج ، والمنتفق بصورة عامة ... شاهدة بذلك.

وهنا الهمس والكلام بخفاء وجهر في الاعتراض على تعيين وال لا يفهم اللغة العربية ، ولا يتمكن من الاتصال بالأهلين مباشرة واستماع شكاواهم. كما أنه يدعي الوالي أنه يقوم بعمل ولا يشاهدون له أثرا ، ولا ممن جاء بعده لإكماله. الأمر الذي أطلق الألسن في المطالبة بالإصلاح.

وكانت آمال الوالي شوكت باشا :

١ ـ إصلاح المعارف. ولكن المعلمين مضت عليهم خمسة أشهر ولم يستوفوا رواتبهم.

٢ ـ الطرق. لم يرد له الإذن للقيام بالعمل.

٢٢٠