موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

سنة ١٢٩٠ ه‍ وقرئ فيه المولد الشريف ، ولما مر صاحب الدولة رؤوف باشا بالرمادي متوجها إلى استنبول شاهده ، واستحسن بناءه (١). ولا يزال موجودا وأجريت عليه تعميرات عديدة.

١١ ـ تمكن قائممقام المسيب صالح أفندي من جمع إعانة لبناء جامع ومدرسة فتيسر له مقدار وافر ، وأعدّ المخطّط لذلك (٢).

١٢ ـ وفي هذه الأيام لم تقع الأمطار وأصاب الناس ضيق.

نقيب الأشراف

(في بغداد)

توفي السيد علي النقيب يوم السبت ٢٤ ربيع الأول سنة ١٢٨٩ ه‍ وهو من أسرة الشيخ عبد القادر الگيلاني من ذرية الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر. ولي النقابة بعد وفاة السيد محمود النقيب ابن السيد زكريا من ذرية عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر. وكان قد نظم أمر الموقوفات القادرية وأزال عنها الاضطراب ووحدها فجعلها في إدارته وساعده كثيرا الوزير محمد نجيب باشا والي بغداد في أيامه. وكان للسلاطين إنعامات كثيرة على الوقف القادري لا سيما في أيامه. ومنها الفرمان المؤرخ سنة ١٢٦١ ه‍. وخلفه في النقابة وتولية الأوقاف القادرية ابنه السيد سلمان النقيب في ٢٨ ربيع الأول. وله أولاد كثيرون منهم السيد سلمان والسيد عبد الرحمن والسيد زين الدين والسيد عبد الله والسيد أحمد آل الگيلاني. والسيد علي هو ابن السيد سلمان بن مصطفى بن زين الدين الصغير بن محمد درويش بن حسام الدين بن نور الدين بن حسام الدين بن علاء الدين بن زين الدين بن شرف الدين بن

__________________

(١) الزوراء عدد ٢٩١ في ٣٠٤ و ٣٥٤.

(٢) الزوراء عدد ٣١٨ في ٢٦ ذي القعدة سنة ١٢٨٩ ه‍.

٢١

٢٢

ولي الدين بن محمد بن شمس الدين بن علي بن محمد الهتاك (١) بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر.

و (آل عبد العزيز) في بغداد متفرعون من محمد درويش منهم (آل السيد ياسين) وهم ياسين وحسين وحسن وعلي أولاد محمد بن ياسين بن طه بن عبد القادر بن محمود بن عبد القادر ابن السيد محمد درويش. و (آل زكري) بن عبد الرزاق بن طه المذكور. ومنهم (آل مراد) وهو ابن عثمان بن مراد بن محمود بن محمد درويش وفخامة الأستاذ رشيد عالي ومعالي الأستاذ المرحوم كامل أولاد عبد الوهاب منه. ومنهم (آل نور الدين) بن محمد درويش. ومن هؤلاء جماعة في السند ، ومحمد سعيد بن عبد القادر بن بكر بن إسماعيل ابن عبد الوهاب بن نور الدين المذكور. ومنهم (آل خميس) أخو السيد علي النقيب وهم توفيق ومحمد صالح أولاد حامد بن محمد صالح بن خميس المذكور. و (آل النقيب) هم أولاد السيد علي النقيب (السيد سلمان) ، و (فخامة السيد عبد الرحمن) ، و (السيد زين الدين) ، و (السيد عبد الله) ، و (السيد أحمد). وذريتهم معروفة وتوالت النقابة فيهم من أيام السيد علي إلى اليوم.

حوادث سنة ١٢٩٠ ه‍ ـ ١٨٧٣ م

رسوم أو ضرائب :

وضعت بالمزايدة وأعطيت بالالتزام :

القصابية ، والميدان (بيعيّة) والجسر ، والقفاف ، وقفة ديالى ، ودار الدباغة ، وأخشاب التعمير (٢) ، وصيد السمك ، وأرضية الشواطىء وتعشير

__________________

(١) ذريته في قرية (حيال) راجع عشائر العراق ج ٤ ص ٢٤١.

(٢) هي المعروفة بالكرسته. واللفظة تركية.

٢٣

التمور والفواكه ، وتعشير المخضرات في العلاوي ، والاحتساب ، والتمغا (الطمغة) ، والدلالية ، والقبّانية ، والمصبغة.

وهناك رسوم أخرى مثل الأعشار والدخانية وضرائب الأغنام (الكودة وغيرها) لم تعط بالالتزام.

الأوزان والمكاييل :

تقرر اتباع المقاييس الجديدة اعتبارا من هذه السنة (١٢٩٠ ه‍) (١). ولكن لم يتم العمل بها إلا أنها أبقت أثرا.

الججن :

في سنة ١٨٦٠ م هاجر قسم كبير منهم إلى أنحاء الدولة العثمانية ولما أسند منصب ولاية بغداد إلى مدحت باشا ونظرا لما وجد فيهم من الصدق والإخلاص والأخلاق الفاضلة والجرأة والبطولة فإنه جلب معه قسما كبيرا من الچچن (٢) ، وأسندت إليهم مناصب في الجيش وفي قوات الأمن ، ولا تزال منهم جماعة في ناحية المنصورية ، وفي بغداد ، ومن أشهر شخصياتهم المحترمة الفريق الأول محمد فاضل باشا الداغستاني والد أمير اللواء الركن غازي باشا. ومنهم الشيخ شامل المعروف بحروبه لروسية من عام ١٨٢٠ م حتى منتصف عام ١٨٥٩ م ولم يأت العراق.

وعند مجيئهم أعطيت لهم مقاطعة زندان وكانت تسمى (قرية الحميدية) وتغلب عليها اسم زندان وهو حصن من عهد الأكاسرة بالقرب من القرية المذكورة ويعتبر من الآثار القديمة وهو تابع المقدادية ولم يزل بأيديهم ، والصقلاوية غربي الفلوجة إلا أنهم لم يتصرفوا بها.

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٣٧ في ١٠ صفر سنة ١٢٩٠ ه‍.

(٢) يقول العامة (ججان) بفتحتين.

٢٤

حوادث :

١ ـ مياه الأنهار في الخالص صارت توزع بطريق (المطاوقة) ويقال لها المراشنة وهي (حق الشرب) (حق السقي) ومن ثم استفاد الأهلون من زراعتهم ، ولم يستأثر البعض بالمياه دون الآخرين وشكروا القائممقام على عمله هذا. وكانت مياه الخالص تؤخذ للوزيرية أو المشيرية فيتضرر أصحاب المزارع والبساتين (١).

٢ ـ جمعت إعانة لجامع الهندية (السدة).

٣ ـ عاث الجراد في الزروع. وحوادثه تتكرر في كل بضع سنين ، والمكافحة لا تجدي نفعا. وهو من بلايا الزروع ومن أعظم الغوائل عليها ، فكثيرا ما جعل الزراع في ريب من أمرهم ، وأذهب أتعابهم.

الموظفون في هذا العهد :

في وثيقة بيع بالمزايدة جاء فيها من الموظفين ذكر :

١ ـ الوالي محمد رؤوف باشا. والي بغداد آنئذ.

٢ ـ قائممقام الولاية السيد محمد ثابت. وهذا كان ذمّه أحمد بك الشاوي.

٣ ـ النائب (قاضي بغداد). محمد عطاء الله. وصار واليا ببغداد.

٤ ـ الدفتري. محمد راشد.

٥ ـ مفتي الحنفية. الأستاذ محمد فيضي الزهاوي.

٦ ـ محاسب الأوقاف. محمد درويش الحيدري.

٧ ـ المكتوبي. السيد عبد الله.

__________________

(١) في المجلد السابع تفصيل.

٢٥

٨ ـ من أعضاء مجلس الإدارة محمد جميل.

٩ ـ من أعضاء مجلس الإدارة فهد السعدون. والد فخامة عبد المحسن السعدون.

١٠ ـ من أعضاء مجلس الإدارة محمد سعيد بن محمد أمين الزند.

١١ ـ من أعضاء مجلس الإدارة فتح الله عبود. جد الأستاذ يعقوب سركيس لأمه.

عزل والي بغداد :

بقي الوالي رؤوف باشا نحو سنة واحدة. فقيل إنه قام بأعمال كثيرة منها (إسكان العشائر) ، ولم يتحقق منها شيء ، ولا عرف أن عشيرة بدوية استقرت في محل خاص ، وقيل عن عشائر (عنزة) الجشعم (القشعم) و (عشائر الدغارة) ، و (عشائر السماوة) ، و (عشائر الجاف) أنه قام بإسكانهم.

والهماوند خربوا قرى عديدة ، وقتلوا أنفسا كثيرة ورؤساؤهم (جوكل) و (أمين پاخر) وأمثالهما ، كان إعدامهم مقررا ، أما الوالي فإنه جلبهم ولطفهم بوظائف رئيس ضبطية ، وملازم. ولكنهم لم يلبثوا إلا قليلا حتى عادوا إلى ما كانوا عليه من النهب والسلب ، وبسبب توظفهم صارت قوتهم أكبر وأكثر. فاضطرب منهم السكان ، واختل الأمن (١). وكل ما يقال في هذا الوالي أنه جاء لتدمير أعمال مدحت باشا. ثم نصب واليا في اليمن ومشيرا للفيلق السابع ثم وجهت إليه نظارة الضبطية باستنبول ، فغادر بغداد مسرعا لتسلم منصبه الجديد في ٢٣ ربيع الأول سنة ١٢٩٠ ه‍ ـ ٢١ مايس سنة ١٨٧٣ م.

__________________

(١) تبصره عبرت ص ١٣٢.

٢٦

وخلفه الوالي رديف باشا والي (بانية) سابقا ، عهدت إليه مشيرية الفيلق السادس ببغداد فقام بالوكالة رئيس أركان الفيلق نافذ باشا بإرادة سنية صدرت له إلى أن يأتي الوالي الجديد إلى بغداد (١).

الجاف :

هذه تحت رئاسة محمد باشا قائممقام گلعنبر. صار أمير لواء ، وكان يؤخذ منهم للجيش ٨ أفراد سنويا ، وفي أيام مدحت باشا جعلت ٣٠ نفرا ، ومنحت الرئاسة لابنه محمود بك على عشائرهم ، وأمراء الجاف الذين نالوا رتبا من الدولة :

١ ـ محمد باشا ابن كيخسرو بك. نال رتبة أمير لواء.

٢ ـ محمود بك (ابنه). ومنح لقب باشا بعد والده.

٣ ـ بهرام بك.

٤ ـ قادر بك.

٥ ـ عزيز بك.

٦ ـ عثمان بك ابن محمد باشا.

٧ ـ سليمان بك ابن محمد باشا.

٨ ـ حسن بك ابن محمد باشا.

٩ ـ محمد بك من البگزادة أي أبناء الأمراء (٢).

والملحوظ أن أمراء الجاف نالوا مكانة بعد القضاء على إمارة بابان ومنحتهم الدولة رتبا وحصلوا على توجه كبير. وكانت قبائل الجاف أو

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٤٩ في ٢٣ ربيع الأول ١٢٩٠ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٣٥٢ في ٥ ربيع الآخر سنة ١٢٩٠ ه‍.

٢٧

إماراتها طوع إرادة أمراء بابان فاستغلتهم الدولة فكانوا قوة لها.

وقبائل الجاف قديمة ، وكانت تعرف بـ (الجاوية) نسبة إلى منازلهم (جوان رود) أو (جاوان رود) كما يتلفظون به ومعناه (نهر جوان) ثم تصرفوا باللفظ فصار يقال لهم (جاف) ولا تزال مواطنهم في (جوانرود) وانتشروا منها إلى أنحاء زهاو وكرمانشاه والعراق في ألوية السليمانية وكركوك وديالى. وهم مجموعة كبيرة جدا وقد مالت إليهم عشائر من (سنة) وسكنت (جوانرود) قبل أكثر من مائة سنة. والقول بأنهم انقرضوا غير صحيح ، وقد تكلمت عليهم في المجلد الثاني من عشائر العراق.

بريد الهجانة :

تأسس بين بغداد وحلب بريد من الهجانة.

المكتب الإعدادي :

تأسس ، وافتتح للطلاب (١).

والي بغداد :

ورد الوالي رديف باشا يوم ٢٢ جمادى الأولى سنة ١٢٩٠ ه‍ وأجريت له المراسيم المعتادة ، وقرىء فرمانه في ٢٦ منه. وهذه ترجمة الفرمان :

«الدستور المكرم ، والمشير المفخم ، نظام العالم ، مدبر أمور الجمهور بالفكر الثاقب ، متمم مهام الأنام بالرأي الصائب ، ممهد بنيان الدولة والإقبال ، مشيد أركان السعادة والإجلال ، المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى ، والي ولاية (بانية) سابقا المحول بهذه الدفعة

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٥٥ في ١٤ ربيع الآخر سنة ١٢٩٠ ه‍.

٢٨

لعهدة استيهاله مشيرية الفيلق السادس مع انضمام ولاية بغداد الحائز والحامل للوسامين ذي الشانين العاليين العثماني والمجيدي من الرتبة الأولى وزيري سمير الدراية رديف باشا أدام الله تعالى إجلاله.

مشير الفيلق السادس الهمايوني مع انضمام ولاية بغداد إلى مشيرية الفيلق السابع الهمايوني مع انضمام ولاية اليمن وبناء على ما هو مستغنى عن التوصيف والبيان أن ولاية بغداد الجسيمة هي من أعظم القطع التي تتركب منها ممالك الدولة العلية المحروسة وحسب الأمور المعلومة المسلمة ، أن مقتضى أرضها وسعتها لها قابلية كلية لكل نوع من الأعمار والترقي وإن استحصال جميع الأسباب من أعمارها مطلوب وملتزم للغاية وأنت يا أيها المشير سمير الدراية المشار إليه حيث إنك من أصحاب الدراية والفطانة ولك خبرة بإدارة الأمور الملكية والمواد الجنودية على الخصوص وقوفك على آثار أفكار معدلتي الملوكية وبناء على ما هو معلوم لدى ساحتي السنية من حسن الغيرة والإقدام الذي أبرزته إلى الآن في خدمات سلطنتي العلية وما أظهرته في ذلك من آثار الصداقة والحمية صدرت إرادتي السنية الموهبة للسنوح والصدور بتوجيه مشيرية الفيلق السادس الهمايوني مع انضمام الولاية المذكورة بغداد وإحالتها لعهدة حميتك وأهليتك من يوم الثامن عشر من شهر ربيع الأول من سنة ١٢٩٠ ه‍. هذا وقد أصدر الأمر الجليل القدر المتضمن لمأموريتك وأعطي من ديواني الهمايوني وعندما تصير الكيفية معلومة لدى رؤيتك الملتزمة تقوم حالا وتتوجه إلى صوب المركز المأمورية وتباشر في رؤية أمور الولاية والعسكرية ومصالح العباد والسكنة وتمشيتها توفيقا على الشرع الشريف العائدة قواعده إلى السلامة وتطبيقا على القانون المنيف ، وتنظر آنا فآنا في تزايد معمورية الولاية وثروتها وفي حصول رفاه كافة السكنة والعشائر ودوام راحتها وأمنيتها واستحصال الأسباب الموجبة لتوسيع دائرة الزراعة وترقي الحرف والصنائع وإدارة كافة الأمراء والضباط والنفرات الموجودة

٢٩

في الفيلق المذكور ودوام إكمالها وحسن انتظامها وتصرف الإقدام والغيرة وتأليف العشائر والعربان والأهالي الساكنة داخل الولاية وبقائهم بحسن امتزاج البعض مع البعض وأشغالهم بحراثتهم وزراعتهم وأن لا يتعدى أحدهم على الآخر ، وعدم التجاسر منهم على حقوق الغير المتجاوزة لأحوال الأمنية والراحة وأن تجري الاهتمام والدقة في معاملة تبعة جارتنا دولة إيران البهية وفي حق المقيمين والذين يغدون ويروحون منها إلى تلك الحوالي من المترددين والزوّار تطبيقا على العقود المرعية بين الطرفين الجارية تيمنا بالصداقة والمصافاة بين الدولتين وأن تجتهد في تزييد توجيهاتي التي غدت لها المكارم الغايات الثابتة في حقك وترقيها إلى درجة أخرى وتنهي الأحوال والآثار اللازمة الإنهاء إلى دار سعادتي شيئا فشيئا وتنثر نقد الهمة في ذلك تحريرا في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة ١٢٩٠ ه‍ انتهى (١).

وهذا الوالي أنعم عليه السلطان بوسام مرصع .. وبوصوله أجرى بعض التحويلات ، وذهب إلى الجزائر (في الجنوب) لسد ما هنالك من بثوق (٢).

دفتري بغداد :

عثمان سيفي دفتري الولاية وصل إلى بغداد وباشر أعماله (٣). وهذا غير عثمان سيفي كاتب الديوان أيام علي رضا باشا فإنه توفي.

مجلس الإدارة في أيامه :

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٦٧ في ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٢٩٠ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٣٧٢ في ١٥ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٠ ه‍ وعدد ٤٠٣ في ١٥ شوال سنة ١٢٩٠ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ٣٨٣ في ١٢ شعبان سنة ١٢٩٠ ه‍.

٣٠

وكان مجلس الإدارة متألفا من أعضاء طبيعيين تحت رئاسة الوالي رديف باشا وهم :

الدفتري سيفي.

المكتوبي حالت.

النائب روحي.

ناصر باشا السعدون.

محمد فيضي الزهاوي مفتي الحنفية.

محاسب الأوقاف محمد درويش الحيدري.

النقيب السيد سلمان الگيلاني.

مفتي الشافعية عبد الغفور الحيدري.

وأما الأعضاء المنتخبون فهم :

أحمد بك الشاوي.

أحمد چلبي الباچه چي.

فتح الله عبود.

يوسف كرجي (١).

مراد أبو كذيلة :

كان متصرف العمارة ونقل إلى متصرفية الحلة ، فانفصل عنها ، ومرض فتوفي. وهو زوج نائلة خاتون صاحبة الأوقاف والخيرات المعروفة باسمها (٢). دفن في البستان على طريق الأعظمية فنقلته دائرة

__________________

(١) سالنامة بغداد سنة ١٢٩٢ ه‍. وهي أول سالنامة (تقويم) طبع في بغداد.

(٢) الزوراء عدد ٣٨٨.

٣١

الأوقاف إلى مقبرة الإمام الأعظم مع زوجته بسبب توسيع شارع الإمام أبي حنيفة.

حوادث سنة ١٢٩١ ه‍ ـ ١٨٧٤ م

رسوم الأغنام :

وتعرف بـ (الكودة). صارت تؤخذ من هذه السنة بحساب كل رأس (١٠٠ پارة) (١) أي قرشان ونصف القرش.

القشلة في كركوك :

بنيت القشلة والدپو (المخزن) في كركوك ، وللشاعر عبد الله صافي أبيات في تاريخها (٢).

الشاعر عبد الغفار الأخرس :

من الشعراء المجيدين توفي يوم عرفة من سنة ١٢٩٠ ه‍. طبع ديوانه باستنبول سنة ١٣٠٤ ه‍ كما أنني طبعت مجموعته في (شعر عبد الغني جميل) وفيما قاله من شعر فيه سنة ١٩٤٩ م وتفصيل ترجمته هناك.

متصرفية نجد :

أودعت إلى بزيغ باشا ، والمعاونية إلى الحاج محمد بك ومنح رتبة متمايز من الرتبة الثانية (٣).

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٢١ في ٧ المرحوم سنة ١٢٩١ ه‍.

(٢) ديوان عبد الله صافي اللغة التركية. عندي بخط ناظمه.

(٣) الزوراء عدد ٤٢٢ في ١١ المحرم سنة ١٢٩١ ه‍.

٣٢

نافذ باشا :

هو رئيس أركان الفيلق السادس ذهب إلى نجد وعاد (١) ...

الأمير عبد الرحمن الفيصل من آل سعود :

ورد بغداد قبل سنتين ، وخصص له راتب ، وأعيد معززا فذهب إلى البصرة ، ومنها ذهب إلى البحرين ، فتجمع له بعض الأشخاص وقام على الحكومة (٢). وهو جد جلالة السلطان سعود بن سلطان عبد العزيز آل السعود. وكان معه ابنه السلطان عبد العزيز.

الكلهر والسنجاوية :

عاثوا في الحدود ، ووقعت منهم بعض حوادث السلب والنهب وما ماثل من التجاوز على العراق (٣). وهم من عشائر إيران.

السيد عبد الله بهاء الدين الآلوسي :

توفي السيد عبد الله بهاء الدين الآلوسي. وكان ولد سنة ١٢٤٨ ه‍ ، وهو من العلماء الأفاضل ، ولي القضاء في البصرة وغيرها ، ومن مؤلفاته الروض الخميل في مدائح آل جميل ، وكتاب آخر في مدائح آل النقيب السيد علي وأولاده ، عندي مخطوطتان وله مؤلفات أخرى ، ومن أولاده (الأستاذ محمود شكري) وآخرون.

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٢٤ في ١٨ المحرم سنة ١٢٩١ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٥٠٢ في ١٦ ذي القعدة سنة ١٢٩١ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ٥٠٣ في ١٩ ذي القعدة سنة ١٢٩١ ه‍ وعشائر العراق ج ٢ ص ٢٠٧.

٣٣

حوادث سنة ١٢٩٢ ه‍ ـ ١٨٧٥ م

متصرفية نجد :

وجهت إلى مزيد باشا السعدون برتبة أمير لواء بناء على استقالة بزيغ باشا بسبب مرضه (١).

الوالي عبد الرحمن باشا

الوالي السابق واللاحق :

ذهب والي بغداد رديف باشا إلى البصرة .. ولم تمض مدة حتى نقل إلى ولاية (مناستر) ، وأثنت الزوراء على اهتمامه بالعمارات ومهارته في الإدارة. سافر إلى استنبول يوم السبت ٩ جمادى الأولى. وعيّن لولاية بغداد ومشيرية الفيلق السادس محمد رأفت باشا والي (مناستر) ومشير فيلقها الثالث كما أخبرت برقية بذلك. وقبل أن يصل الوالي الجديد إلى بغداد نقل إلى ولاية أنقرة ، وصار مكانه لمنصب بغداد عبد الرحمن باشا (٢) ، وهذا ورد بغداد يوم السبت ١٦ شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه‍. فأجريت له المراسيم المعتادة ، وفي يوم الأربعاء ٨ شعبان وصل مظهر باشا قائممقام مركز ولاية بغداد ووصل قبله ببضعة أيام الفريق محمد باشا قائد البصرة ، وناصر باشا السعدون والي البصرة (٣).

التشكيلات الإدارية في البصرة :

اتخذت البصرة ولاية ، وألحق بها (لواء المنتفق) و (لواء نجد)

__________________

(١) الزوراء عدد ٥١٤ في ٧ المحرم سنة ١٢٩٢ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٥٤٢ في ١٢ جمادى الأولى ١٢٩٢ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ٥٧٥ في ١١ شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه‍.

٣٤

فحصل تعديل في الإدارة ، ومضت الدولة على هذا الترتيب الإداري مدة ، فجعلت العمارة تابعة لها.

خطاب والي بغداد :

أثناء قراءة الفرمان أجريت المراسم المعتادة واحتشدت الجموع لاستماعه فتكلم الوالي بما يناسب المقام فقال ما ترجمته :

«إن الأوامر السنية المندرجة في هذا العهد العالي صارت معلومة عند الجميع ورأيت موافقا للمقاوم ولايجاب الحال التبشير بالبعض من الإرادات الجليلة السلطانية السانحة بالشرف شفاها حين نلت شرف تمريغ الوجه وتعفيره بتراب قدمي الملك الأعظم فأقول :

إن مولانا ولي النعمة قد بيّن أن إيصال العمران في هذه الأنحاء إلى الدرجة التي تساعد عليها مطلوب وملتزم للغاية عند حضرته الملوكية ، وإن الإتيان إلى ساحة الوجود بكل نوع من الوسائل والوسائط التسهيلية من الأسباب التي يتوقف عليها هذا الأمر كفتح الطرق وحفر الجداول فإنها أهم لدى جنابه وألزم ومع هذا البيان العالي تفضل بالأمر والإرادة خاصة بإجراء إيجابه.

والخط السلطاني الذي صدر بالشرف في باب أعمال طريق جديد من دار السعادة إلى بغداد مصروفه من جيبه الملوكي ، والذي يلزم أن يكون حكمه العالي قد زيّن وشنّف إلى الآن مسامع أمنيتكم هو بشارة كبيرة جدا بحق أنظار حضرة الملك اللطيفة وأفكاره العلوية التي سيرى حسن تأثيرها وأن يكون العراق مسعود الحال من كل الوجوه يوما فيوما ، وأن معرفة قدر هذه البشارة وشكرها تكون بالسعي والكد أمام ذلك تيمنا بهذا اليمن والسعد مع اتفاق الأيدي إلى صرف الساعي في هذا الباب.

وسائر الوصايا المعتادة تلخص في النظامات والأوامر المبلغة وهي

٣٥

مسموعة بالذات والأوامر المؤكدة الأخيرة في تأمين الحقوق أعلنت أيضا فلا مجال لتفصيلها وتكرارها ، والمطلوب رؤية آثارها فعلا ومادة. ولا شك أن ملتزمي العفة والاستقامة طالبي الرضى ومن يقومون بحسن الخدمة يكونون مظهرا للتلطفات السنية وفي خلاف ذلك يشاهد عكس القضية وبقي شيء وهو أن العساكر السلطانية وهم مدار الأمن والراحة وأقدم افتخارات الجميع منّا قد فوضت أيضا إدارتهم في الجهات الكلية لنا ، أعني أن هذا الشرف أيضا جعل علاوة على ألطاف ولي النعمة الكثيرة الجليلة الذي أنا بالذات عاجز عن إيفاء ذرة من تشكراتها ومن أجل ذلك سأسعى لأداء المحمدة المترتبة على هذا أيضا بالاهتمام بحسن إدارة الصنوف العسكرية مرفهين وتحكيم الأمنية والاستراحة العمومية وإدامتها.

ولا أمضي عن هذه الجهة أيضا وهي أن استمدادي في كل أمر وتشبثي هو من عون عناية حضرة الإله الباري العظيم ، ومن الروحانية الجليلة من النبيّ المصطفى الرؤوف الرحيم ، عليه أفضل الصلوات وأكمل التسليم وكذلك موفقية الملك الأعظم كل هذه مدار استنادي ومكان اعتمادي.

ثم إنّا نكتفي بهذا القدر لأن الوقت وقت صيام والشهر شهر رمضان ونختم القول بالدعاء والمناجاة لجناب مجيب الدعوات بأن يصير الجميع منّا مظهرا للتوفيقات والتأييدات (١) ..

وهذه ترجمة الفرمان :

«يا أيها الدستور المكرم ، والمشير المفخم ، نظام العالم ، مدبر

__________________

(١) الزوراء عدد ٥٧٥ في ١٩ شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه‍ وهذا نقل بوضعه وسبكه عينا وعلى علّاته.

٣٦

أمور الجمهور بالفكر الثاقب ، متمم مهام الأنام بالرأي الصائب ، ممهد بنيان الدولة والإقبال ، مشيد أركان السعادة والإجلال ، المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى والي ولاية بغداد مع انضمام نظام عساكري السلطانة الذين هم هناك ، الحائز والحامل للوسامين ذوي الشأن العثماني والمجيدي من الرتبة الأولى وزيري عبد الرحمن باشا أدام الله تعالى إجلاله.

ليكن معلوما عند وصول توقيعي الرفيع الملوكي أن معمورية المملكة مع رفاه سكنتها وسعادتهم موقوفة على أن يكون أفراد الخلق على العموم آمنين في خصوص محفوظية أموالهم وأنفسهم وأعراضهم وهذا أيضا يكون العدل القائمة والدائمة استقامته في جميع الزمان كما لا حاجة إلى البيان والتكرار ، وبناء على هذا ففي خطّي الجليل السلطاني المسطر بهذه الكرة والمعلن خطابا لمقام وكالتي المطلقة الجليل زين صحيفة السطور ما نصه أنه كما أن قضية معمورية المسلك وسعادة حال صنوف التبعية ملتزمة لدينا بزيادة ، فإن اقتضاء مطلوبنا القطعي أن تكون صنوف تبعتنا السلطانية المتوطنين في دار السعادة وفي جميع ممالكنا المحروسة الملوكية على العموم والإفراد مظهرا للعدالة والصيانة من كل الوجوه فعلا وصحيحا ويصيروا مستريحي البال بمحفوظية الحقوق والناموس دائما ومن الجملة أن دائرة الأحكام العدلية مركز مهمّ ومعتنى به قد شكل بهذه النية الخيرية فتوفيق الحركة على التوالي من هناك أيضا على مقصدنا السلطاني هذا الذي له المعدلة آيات أهم وألزم ، فليهتم بتأكيد أفكارنا ونيّاتنا السلطانية في هذا الباب وتوثيقها فعلا وإعلانا بكل طرف.

فهذه تنبيهاتي الجليلة وتعليماتي الجديدة السلطانية أيضا تؤيد نياتي الملوكية هاتيك التي لها المعدلة آيات وتؤكدها أما الوسائل والأسباب التي تأتي بهذا المقصد إلى موقع الفعل والإجراء صحيحا وحقيقة فهي ما

٣٧

يعرفه مأمور الشريعة والملكية مخلصين من الإقدامات وما يصلحونه من الأفكار والنيات ولذي الجهة فمطلوب وملتزم للغاية لدى حضرة سلطنتنا أن يكون كل صنف من أهالي دولتي العلية وتبعتها مظهرا للعدالة والأمنية الكاملة بدرجة أخرى بأن ترى وتسوّى بالسرعة الدعاوي الحقوقية على العموم من طرف جميع المأمورين ، وخصوصا مأموري المحاكم الشرعية والمحاكم النظامية المكلّفة بأحكام الشرع الشريف المنيفة ومأموري عموم تلك الدعاوي المحولة لهاتيك المحاكم سواء كانت في باب سعادتي أم في ممالكي المحروسة السلطانية على وجه كمال الدقة والحقانية تطبيقا على الشرع الشريف ، وقوانين دولتي العلية ونظاماتها ومن أجل ذلك بينت الكيفية ، وأعلنت لجميع ولاياتي السلطانية بإصدار أوامري الجليلة الملوكية كل على حدة ، فأنت أيها الوالي المشار إليه قد سطر وسيّر إليك أيضا أمري هذا الجليل القدر من ديواني السلطاني تنبيها وإعلانا ، وأرسلت لطرفك النسخ المتعددة من ورقة المواد الشائعة والمتواترة عن وقوع بعض سوء الاستعمالات المنافية للشرع الشريف ولقانوني ونظاماتي السنية.

فمن اقتضاء أمري السلطاني أيضا المسارعة عند وصول فرماني الملوكي الجليل العنوان إلى تبليغ كيفية أمري وإرادتي الملوكية التي لها المعدلة إفادة لجميع المحاكم والمجالس سواء كانت في مركز الولاية أم في الألوية الملحقة التي هي تحت إدارتها ، ولسائر المأمورين وتفهيمها وإعلانها لكل صنف من تابعيتنا السلطانية حرفا حرفا مع توفيق الحركة في كل موضع على تنبيهاتي هذه السنية الملوكية ، كما ينبغي لها والاهتمام في بابنا العالي بالتحقيقات اللازمة على الدوام إذ مصمّم تصميما قطعيا أن حالات المأمورين وحركاتهم أي شيء كانت من حسن وقبيح يعاملون بالنظر إلى تلك فلتعرف أنت أنه إذا يؤتى إلى ساحة الوقوع بذرة ما من التكاسل والتسامح في ذا الباب يكون بحقك موجبا

٣٨

أشد المسؤولية والوخامة والتصرف ما حصل من اللياقة إلى الحركة بالنظر إلى ذلك ولتعمل بالدقة بالإخبار لبابنا العالي مع المسارعة بلا صحابة بالذين يتحركون بحركة مغايرة لإرادتي الملوكية هذه من المأمورين على العموم تحريرا في اليوم الحادي من شهر شعبان المعظم سنة ١٢٩٢ ه‍» (١).

ثم قرىء الدعاء للسلطان بالوجه المعروف وأجريت مراسم التبريك للوالي ، وبعد ذلك انفضّ الجميع ..

وهذا الوالي هو السيد عبد الرحمن نور الدين باشا. وفصّل أحواله الأستاذ السيد نعمان خير الدين الآلوسي في هامش نشوة المدام وهو ابن علي باشا الذي أثنى عليه الأستاذ أبو الثناء الآلوسي لما رأى منه من لطف. فجاء تعليق الأستاذ نعمان خير الدين في محله ومدحه بأبيات وذكر أن توجيه منصب بغداد إليه كان في شهر رجب من سنة ١٢٩٢ ه‍ (٢).

جسر كركوك :

بني في هذه السنة ١٢٩٢ ه‍ الجسر على نهر كركوك المسمى بـ (الچاي) وقد أرخ ذلك عبد الله صافي الشاعر (٣).

الشامي ـ النقود في العراق :

إن (الشامي) من النقود العثمانية ، وثمنه الأصلي ٩ قروش و ٣٠ پارة ، وعند تسليمه إلى الخزانة يقبض بهذا السعر إلا أنه بسبب رواجه بين الناس تداولوه بسعر عشرة قروش ، وكذلك يصرف لأجل الرواتب وسائر المصارفات بسعر السوق ولكن الحكومة في هذه المرة قبلت أن

__________________

(١) الزوراء عدد ٥٧٦ في ٢٦ شهر رمضان سنة ١٢٩٢ ه‍.

(٢) نشوة المدام المطبوعة ببغداد ص ١٠٣ و ١٠٤.

(٣) ديوان عبد الله صافي.

٣٩

يتداول بما يجري عليه سعر الحكومة فيؤخذ ويعطى بمبلغ ٩ قروش و ٣٠ پارة فتأخذه بالسعر الذي تعطيه ، ولا تجعل الزيادة واردا هوائيا كما كانت جارية عليه (١). وكان سعر (الروبية) بعشرة قروش ونصف وهي سكة هندية (٢). ولا شك أنها بقيت على هذا السعر ولم تتغير من ٢٣ جمادى الأولى سنة ١٢٩٢ ه‍ أيام الوالي محمد رؤوف باشا ..

نائب بغداد :

استقال حسين توفيق نائب الشرع في بغداد فخلفه النائب يونس (٣).

سدة الكنعانية :

شغلت الوالي مدة ..

حاخام اليهود :

توفي الحاخام عبيدية (عوبدية) الرئيس الروحاني للإسرائيليين في ٢٣ شوال سنة ١٢٩٢ ه‍ (٤).

حوادث سنة ١٢٩٣ ه‍ ـ ١٨٧٦ م

مجلس الأمة

(في دورته الأولى)

صدرت الإرادة بافتتاح مجلس الأمة (البرلمان) الأعيان والنواب. وهو أول مجلس للأمة بموجب قرار مجلس الوكلاء (الوزراء) في ٥

__________________

(١) الزوراء عدد ٥٨٣ في ٢٥ شوال سنة ١٢٩٢ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٥٦٨ في ٢٣ جمادى الأولى سنة ١٢٩٢ ه‍ وفي كتاب النقود العراقية بحث عنها.

(٣) الزوراء عدد ٦٦٠ في ٢٨ شعبان سنة ١٢٩٢ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ٥٨٣ في ٢٥ شوال ١٢٩٢ ه‍.

٤٠