موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٤

الأدعية الخيرية. وكان تلامذة مكتب الكاثوليك أيضا حاضرين فأخذوا يؤدون الدعوات (١).

وممن مدحه مهنئا له بقدومه الأساتذة جميل صدقي الزهاوي وأمين الفتوى عبد الوهاب النائب ومحمد سعيد التميمي وطه الشواف مفتي سامراء. ورأينا شعرا تركيا في مدحه من نظم نصري ناطق المارديني من وكلاء الدعاوي وهو والد الأستاذ المحامي فهمي نصري وكذا الأستاذ أمين فيضي.

والملحوظ أن هؤلاء وغيرهم لم يمدحوا بعد المبارحة ، وإنما كان المدح قبل أن يروا خيرا منه للتقرب. وهذا الرجل اشتهر أمره في التحرير والكتابة ، كما عرف بأنه عالم فاضل. وتجاوز القوم في مدحه الحدود. وما ذلك إلا لأنه ذو صفة أدبية من الولاة. حاولوا استغلالها وكان عالي الهمة كامل الحصافة سديد الرأي صائب التدبير.

سدة الهندية :

أصل الهندية ترعة معروفة بهذا الاسم حفرتها أميرة هندية عند زيارتها إلى النجف لما رأت من قلة المياه فشقت هذه الترعة على نفقتها. وهذه أخذت تتوسع على مرّ الأيام ويكبر مجراها لحد أن تحولت مياه الفرات إليها وصارت تدعى نهر الهندية نسبة إلى تلك الأميرة.

وبذلك انحسرت المياه عن نهر الحلة فكان الخطب عظيما. ونادى أهل الحلة بالويل والثبور واستغاثوا. فانصرف الولاة لإعادة الحالة فكانت أعمالهم غير مجدية التدبير في إعادة الحالة كما أن النفقات كانت كبيرة إلا أنها لم تحصل فائدة منها.

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤١٦ في ١ جمادى الثانية سنة ١٣٠٧ ه‍.

١٢١

وكان أكبر هم هذا الوالي أن يتم سدة الهندية على يديه فاستغرقت هذه المهمة غالب أوقاته ، فكان اهتمامه بها كبيرا ، وعناؤه وعنايته لا يوصفان.

إن سفارة الدولة العثمانية في باريس كانت أجرت مقاولة مع المهندس (شوندرفر) ومعاونه (تيودور دروان) وسيرا إلى بغداد بناء على الإشعار الواقع من الولاية لنظارتي الخزانة الخاصة والنافعة ، ليجريا الكشف المقتضى لأجل رفع وإزالة الموانع التي من شأنها أن تصعب المهمة في نهري دجلة والفرات ، ولينظروا في عمل سد الهندية. وصلا إلى بغداد في ١٩ أيلول سنة ١٣٠٥ رومية.

ونظرا للحاجة إلى السد وأهميته ذهبا ، وأجريا الكشف اللازم لمجرى نهر الفرات ومروره نحو الهندية والحلة في جميع المواسم فعادا إلى بغداد ونظما خارطة وتقريرا ، وقدماهما إلى الولاية ، فأرسلتهما لنظارة النافعة.

وفهم أن رأي المهندس مصروف إلى لزوم التعديل في الخطة التي عينها المسيو غالان مشاور الفن في نظارة النافعة ، فوجد من الضروري الانتظار إلى أن يرد الجواب من النظارة.

وفي ١ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ ه‍ تحرك المهندس ومعاونه من بغداد ، وسارا من طريق البر ليكشفا على نهر الفرات ومضيا إلى مسكنة لتدقيق سير السفن وأن يعاينا كوانين الأحجار في هيت ، ثم يعودا إلى بغداد ، ويكون رجوعهما نهرا.

هذا. ومجموع المبالغ التي أخذت من ابتداء تشكيل اللجنة لسدة الهندية إلى نهاية شهر تشرين الثاني استحصلت بموجب سندات مشتركة سواء من صناديق مال مركز الولاية والملحقات أو من صندوق الأراضي السنية وأصحاب الأملاك قد بلغ ١٧٣٣٩٩٨ قرشا و ٣٣ بارة غير أن

١٢٢

محل صرف هذه المبالغ على وجه المفردات غدا مجهولا على محاسبة الولاية مع أن اللوازم التي استحضرت ليس بشيء نظرا لهذه المبالغ. فمن ألزم الأمور أن تكون الولاية على الدوام عالمة بمفردات الصرف ، مطلعة عليها. وأن تراعي القاعدة المالية في الصرف وأصوله.

لهذه الجهة أصدرت الولاية أمرها لرئاسة اللجنة بذلك ، وأن ينظم دفتر مفردات يبين محل صرف تلك المبالغ ومستنداتها. وأن تعطى الأمور الواضحة دوما عن المبايعات والمصروفات. وعلم أن المصروفات من بيت المال إلى نهاية تشرين الأول سنة ١٣٠٥ (١٣٥٠٨٨٥) قرشا و ١٣ بارة ومن صندوق السنية ٢٠٠٦٦٥ قرشا ، ومن أصحاب الأملاك ١٨٢٤٤٤ قرشا.

ذلك ما يفسر أعمال الوزير مدة ولايته في بغداد (١).

وأمر نظارة النافعة ورد بلزوم العمل طبق التقرير الفني للمسيو (شوندرفر) المهندس الموافق في الأساس لما أبداه المشاور الفني المسيو (غالان) وأن تبذل الهمة لاتخاذ التدابير لئلا يقع شيء من المصاريف الزائدة ، وأبان أن العمليات بعد هذا تحتاج إلى صرف ١٥٣٠٠ ليرة. وأنفق في هذا السبيل إلى الآن زهاء (١٥١٨٠) ليرة ، وطلبت الإيضاحات فكان جواب الوزير :

أن ما أنفق إلى الآن ١٩٢٢٠٠٠ قرش منها ٧٧٩٥٣٩ قرشا صرفت بمعرفة المجلس الأول في أيام تقي الدين باشا. و ١١٤٢٤٦١ قرشا أنفقت بمعرفة المجلس الثاني في أيام مصطفى عاصم باشا.

أما العمليات في المجلس الأول فقد تركت بناء على ورود الموسيو (غالان) ، فذهبت المصروفات هباء ، ولم يدوّر منها للمجلس

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤١٧ في ٨ جمادى الثانية سنة ١٣٠٧ ه‍.

١٢٣

الثاني إلا بعض أشياء. وبقاياها أدخلت في مصروفات المجلس الثاني ، وأما أعمال المجلس الثاني فهي الحفريات. مع زورقين كبيرين وزورقين صغيرين لأجل النقلية. وبعض الأدوات. وما عدا هذا بقيت لمتعهدي الحفر والنقليات ما يبلغ ٧٠ ألف قرش .. وبين الوالي أنه سيجري الكشف ، وأبدى مطالعات تخمينية (١).

وذهب الوالي لمراقبة العمل تاركا مهمات الأمور في الألوية فتوجه عليه اللوم. كما أنه لا موجب لمدحه.

حوادث :

١ ـ أبدى الوالي أنه سينظر في صورة تسوية للرواتب المتراكمة للموظفين الذين يقاسون الضائقة لعدم تأمين رواتبهم وعلى الأخص الشرطة. وهذا يعين الحالة المالية المرتبكة.

٢ ـ صدرت الإرادة السنية بتخصيص الأوقاف المندرسة للمدارس الابتدائية.

٣ ـ وجهت الرتبة الثالثة في ٢٢ جمادى الثانية إلى علي رضا العمري معاون المدعي العام في مركز الولاية ببغداد. وهو والد إسماعيل حقي وابن عم فخامة الأستاذ أرشد العمري.

٤ ـ تأسست مطبعة في ولاية البصرة. وصدرت جريدة (البصرة) باللغتين العربية والتركية ، تحت امتياز الأديب الكاتب صاحب الرفعة محمد علي أفندي مميز المحاسبة في ولاية البصرة وهو من أرباب الذكاء والفطنة والأدب والكتابة وردت بغداد نسختها الأولى فكانت روضة أدب تقرّ بها النواظر (٢).

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٢٠ في ٢٩ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٤٢٠ في ٢٩ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ ه‍.

١٢٤

٥ ـ صدر أمر الوالي بإعطاء الأيتام والأرامل رواتبهم فمدحه الأستاذ عبد الوهاب النائب بقصيدة.

٦ ـ افتتح مكتب الحميدية يوم السبت ١ شعبان سنة ١٣٠٧ ه‍ في محلة جديد حسن باشا.

كتاب الأستاذ السيد محمود شكري الآلوسي :

أتته جائزة مدالية ذهب منقوش على طرف منها رسم ذي الحشمة الملك وعلى الطرف الآخر هذه الكلمات :

مكافأة

للسيد محمود شكري الآلوسي

عن

كتاب بلوغ الإرب

ومعها كتاب من مشير القصر القرالي نيلس فون روزن ـ سراي استكهولم ٦ أيلول سنة ١٨٨٩ م.

وفيات :

١ ـ توفي الأستاذ السيد عبد اللطيف الراوي في المحرم سنة ١٣٠٧ ه‍. وكان من العلماء ، ومدرسا ثانيا للمدرسة القادرية. وكان مثابرا على التدريس يقصده الطلاب. اشتهر بالورع والفنون. وهو عم الأستاذ السيد أحمد عبد الغني الراوي المحامي وأما المدرس الأول في الحضرة فكان الأستاذ عبد السلام الشواف.

٢ ـ توفي فرحان باشا رئيس عشائر شمر ببغداد في الجانب الغربي في ٦ ذي القعدة سنة ١٣٠٧ ه وكان مريضا لازمه مرضه مدة. وكان من أذكياء العرب وشجعانها ذهب مع أبيه الشيخ صفوق إلى استنبول ، وأقام بها مدة طويلة في دائرة المرحوم حافظ باشا ، فتعلم اللغة التركية. وكان

١٢٥

يتكلم بها كأبنائها ، وعند ما أدركته الشيخوخة لم يطعه أفراد قبيلته ، فاختلت أمورها.

حوادث سنة ١٣٠٨ ه‍ ـ ١٨٩٠ م

سدة الهندية :

منذ شهر لا يزال الوالي ملازما أمر مراقبة الأعمال. وفي ١٤ المحرم ذهب إليه محمد آل جميل ، والنقيب السيد سلمان ، وصار يذهب أعضاء مجلس الإدارة إليه مناوبة الواحد بعد الآخر ، وعزمه أن يتم العمل ثم يعود إلى بغداد ، وصارت الشغل الشاغل ، وكثرت أعمدة جريدة الزوراء من مباحثها. وكان اهتمام الوزير كبيرا ، وكذا المهندس (مسيو شوندرفر) وزاد بقاء الوالي وكأنه مأمور سداد ، لا أنه ينظر إلى الأمور العامة للمملكة. واحتفل بافتتاحها في ١١ ربيع الأول سنة ١٣٠٨ ه‍. ومن ثم ركب الوزير سفينة ومعه الأستاذ السيد عبد الرحمن الگيلاني والدفتري شاكر أفندي والمفتي وغيرهم فاستقبلوا عند وصولهم الحلة وقرأ مفتيها السيد مصطفى نور الدين الواعظ خطبة فيها ثناء للوالي ودعاء للسلطان ومدحه شعراء بالعربية والفارسية.

حوادث :

١ ـ أكمل بناء الإعدادي الملكي وأعدّ ما يلزم له من المدرسين ثم أجرى رسم افتتاحه.

٢ ـ الطبيب (آدلر) النمساوي أقام عندنا مدة يطبّب باستقامة. وكان مولعا بجمع النقود القديمة فجمع مقدارا وافرا منها. وحصل على مجموعة لا يستهان بها (١).

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٤٧.

١٢٦

٣ ـ ابن الرشيد كان مستقلا بإمارة حائل ، غير ملتفت إلى أهالي نجد وبذل الدراهم ، فنصب نفسه أميرا عليهم. أما سعود بن فيصل فإنه قتله النجديون وجاء أخوه عبد الله أيضا إلى حائل ، فمرض بها ثم سار إلى الرياض فتوفي فيها. ولم يبق من آل سعود سوى عبد الرحمن ومحمد ابني فيصل ، حفيدي سعود (١).

الأستاذ محمد فيضي الزهاوي

توفي ليلة الاثنين من ٣ جمادى الأولى سنة ١٣٠٨ ه‍ وحضر تشييع جنازته الوالي ، والمشير والأشراف والأعيان ، والأدباء والفضلاء من علماء وغيرهم.

كان لوفاته وقع كبير على عالم العلم والأدب ، ويعد شيخ علماء العصر الحاضر وهو ابن مير أحمد بن حسن بك ابن رستم بك ابن خسرو بك ابن الأمير سليمان باشا رئيس الأسرة البابانية. ويعرف المترجم بـ (الزهاوي) ، وينتهي نسبه بسيف الله خالد بن الوليد (رض).

وكان رحمه الله ضليعا في الآداب الفارسية والعربية وفي العلوم الدينية لا سيما العقائد. ولي إفتاء بغداد بعد أمين الكهية وطالت مدته في الإفتاء ببغداد ٣٨ سنة ، فوفّاه حقه ، وعرف به فضله. وله اتصال علمي وأدبي بعلماء بغداد وأدبائهم. وهو من أفذاذ الدهر في ثقافته يضمّ ناديه مختلف الثقافات فلا نجد إلا مطريا له ، مادحا لأدبه ، مكبرا لعلمه. فلا بدع إن قيل كان الوحيد في عصره.

جاوز عمره التسعين ، فأخذ العلوم عن والده ولما توفي قرأ على الملا محمد الصاوچبلاغي نجل الزكي. فأجازه وهو في العشرين من

__________________

(١) في كتابنا (تاريخ نجد وعلاقاته بالعراق) حوادث هذه الحقبة بتفصيل والمجلد السابع من تاريخ العراق بين احتلالين.

١٢٧

عمره ، ودرس مدة تزيد على ٣٣ سنة. فذاع صيته في الآفاق ، وطبقت شهرته الأقطار والمدن الإسلامية ، وتلامذته لا يحصون. كان بحر علم ، وخزانة عرفان. فكم من عويصة حلّها ، ومشكلة دفع غموضها ورفع معضلها. فهو فخر العراق ، ومن خير من ربّى. بل إن مجلسه لا يخلو أن يزاول آدابه وعلومه وفنونه. فيظهر على الكل في الألسنة المختلفة ومواهبه يعجز واصفها ، وحافظه تفوق الحد ، وقوة عقله لا تقدر.

إن جدّه الأعلى بقي في (زهاو) مدة ، وإن والدته كانت من زهاو من بنات أمرائها ، فصارت هذه النسبة سببا في أن يسمّوا بالزهاويين ، وإلا فهو من بابان. درّس مدة في السليمانية وفي كركوك ، ولما ورد علي رضا باشا اللاز بغداد كان قد بلغه صيته في العلم والكمال فدعاه إلى مدينة السلام بغداد ، وكان وروده إليها في سنة ١٢٥٧ ه‍ ونطق بها في مصراع بيت من الشعر الفارسي (هزار ودويست وپنجاه وهفت) ، وولي الإفتاء في حكومة الوزير رشيد باشا الگوزلگلي ، ودام في منصبه حتى توفي ، فكان جامع الثقة والاحترام والأهلية التامة.

ترجمته الزوراء في الصفحة العربية والتركية ، ووردتها مرثيات بليغة فاعتذرت من نشرها.

وجاءت ترجمته في (سجل عثماني) ، ومن جملة من أبّنه وذكر محامده وعلمه الوزير سري باشا في مجموعة تسمى (نطقلر مجموعه سي). وكذا أبّنه السيد محمد جواد الكليدار في النجف ، ورثاه عبد الوهاب النائب بقصيدة لامية. ورثاه السيد أحمد الراوي عمّ صالح القاضي الأسبق بمقطوعة كتبت على قبره (١).

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٥٥ و ١٤٥٤ و ١٤٦٠ وسجل عثماني ونطقلر مجموعه سي.

١٢٨

إفتاء بغداد :

عهد إلى محمد سعيد ابن الأستاذ محمد فيضي الزهاوي بالإفتاء ، وصدرت الإرادة الملكية. وكان الذين انتخبوا للقيام بهذه المهمة أربعة من العلماء فوقع الاختيار عليه فرجّح على غيره (١). والأستاذ محمد سعيد والد الأستاذ أمجد الزهاوي وآخرين.

حوادث :

١ ـ تكوّنت ناحية بني أسد في لواء المنتفق وعيّن الحاج علي أفندي رئيس التحصيل السابق في شهرزور مديرا (٢).

٢ ـ صدرت الإرادة بتجديد دوبات جسر بغداد وصرف ١٣٨٠٠ قرش (٣).

٣ ـ جمعت للمكتب الرشدي العسكري مبالغ إعانة من أهل الحمية ، والآن هو محتاج إلى ما يقارب الثمانين أو السبعين ألف قرش ، فطلب إلى أهل الحمية للقيام بأمر إكماله ، فاجتمعوا تحت رئاسة محمد آل جميل من أعضاء مجلس الإدارة فتشكلت لجنة فجمعت مقدارا.

٤ ـ توجه طلاب الإعدادي العسكري إلى استنبول وهم ١٤ تلميذا. وأجرى الاحتفال لتوديعهم.

البابية :

بذر هؤلاء بذرة سياسية من طريق الدين وكانت آمالهم إيرانية صرفة

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٥٨ في ١٩ رجب سنة ١٠٨ ه‍.

(٢) تقويم وقائع : جريدة تصدر في استنبول تأسست في سنة ١٢٤٧ ه‍ وأعيدت للظهور ثانية عددها الأول في ١٦ شعبان سنة ١٣٠٨ ه‍.

(٣) تقويم وقائع عدد ٣٠ في ٣٠ شوال سنة ١٣٠٨ ه‍.

١٢٩

فأصابتهم الضربة من إيران وعرف أنهم باطنية ، فمالوا إلى هذه البلاد ولا يزال رجال دعوتها من الباطنية (١).

قالت الزوراء :

«من المذاهب الباطلة. كان قد ظهر هذا المذهب في إيران قبل ٣٠ أو ٤٠ سنة ، وادّعى مؤسسه في ابتداء أمره أنه (رسول المهدي المنتظر). ثم قال إنه (المهدي نفسه) ، وأخيرا ادّعى أنه (نبيّ) ، فحصل بسبب ذلك نزاع واختلال في إيران ، فقبض عليه وأفتى العلماء بقتله ، فقتل وأعدم بتبريز (٢) ، وفرّ قسم من أتباعه ، ومالوا إلى بغداد للنجاة من أيدي الإيرانيين. وهذا كان السبب في ظهور (رئيسهم ببغداد) (٣) ، فقد بقي مستترا مدة من الزمان. ولم يكتف أن زاد في طغيانه حتى ادّعى (الألوهية) والعياذ بالله ، فاستهوى بعض سخفاء العقول وضعفاءهم الذين لم ترسخ فيهم العقائد الدينية ، فأضلّهم واستمالهم إليه ، فكثرت الشكاوي عليهم فطردوا ونفوا إلى جهات متفرقة ، وبينهم الحاج محمد حسين بائع الكتب الأصبهاني الأصل ، وكان يتولى خدمة الترجمة والتبليغ لهؤلاء ، فنفي إلى الموصل ، لكنه بعد مدة تمكن من العودة إلى بغداد ، ولم يزل منذ عاد إليها يجتمع إليه (البابية) ، ويراجعونه في أمورهم وعدّوه بمثابة الخليفة والنائب عن رئيسهم ولم يأل جهدا في إضلال الناس ممن تبعه إلا أنه كان يتوقّى من إظهار نفسه وإعلان دعوته ، وبيان منوياته ، وما يخفيه ضميره. لأنه لم تكن له حماية قوية ، وبقي مترقبا للفرص إلى أن حصل له التوجه والحماية من الدولة (بل غفلتها) فأخذ يتصّدى لدعوة

__________________

(١) تاريخ العراق بين احتلالين ، ج ٧. وكتاب البابية والبهائية للأستاذ محمود الملاح وكتاب الرد على العقيدة البهائية للأستاذ محمد الباقر الجلالي.

(٢) وهو المعروف بـ (الباب). واسمه (علي محمد).

(٣) هو المسمى أخيرا بـ (البهاء).

١٣٠

الخلق علانية ، فكثر القال والقيل بين الأهالي ، وأخذت تقدّم الرقاع من تبعة الدولة العثمانية والإيرانية طالبين تبعيده ، وتبعيد أتباعه ممن قلّد مذهبه ، وأن يطردوا من بغداد ، وأن الشهبندر الإيراني طرد الإيرانيين منهم. أما المرقوم الحاج محمد حسين فإن الباب العالي لم يجوز طرده وإن كان إيرانيا ولا وافق على تسليمه لإيران حسب التماس سفارة إيران ، بل نفته الولاية ، وطردته إلى الموصل التي هي منفاه القديم ، وجاءت الأخبار بوصوله إلى الموصل» (١). عدته ملتجئا سياسيا ...

وهذا بذر البذرة. ولم يكن لدعوته تأثير إلا أنه تمكن أن يحتفظ أعوانه بعقائدهم ، فكان ربحا لهم. ونعجب من تمكن (عبادة الأشخاص) بعد أن قضى الإسلام عليها ولكن غالب أتباعهم من غلاة التصوّف وأهل الإبطال القائلين بوحدة الوجود والاتحاد والحلول ورفع التكاليف. فلم يروا غرابة في عقيدتهم من القول بألوهية البهاء.

الحسينية :

كانت مسجلة دارا باسم الحاج محمد حسين الكتبي المذكور. ولما بقيت بيد البابية استولوا عليها ، وفي أواخر سنة ١٩٢١ م أقام ورثة محمد حسين القندراتي دعوى على البابية وهم محمد جواد وبيبي أولاد أخت محمد حسين في (محكمة الصلح) برفع اليد ، ثم كلفت المحكمة المدعين بلزوم إقامة دعوى الملكية ، فأقيمت ، ووكيلهم الأستاذ أمجد الزهاوي فاستحصل حكما ، وأصبحت حسينية وأن الورثة جعلوها وقفا خيريا.

ومحمد حسين هذا هو والد الزعيم المتقاعد منير الوكيل وهو وكيل هذه الطائفة والممثل لها ، فصار خلف والده. وهذه الفرقة اكتسبت بعد

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٦٣ في ١٧ شعبان سنة ١٣٠٨ ه‍.

١٣١

الحرب العظمى رسوخا ودامت إلى الوقت الحاضر. وصار أمرها في توسع بسبب مناصرة الغربيين لها بأمل شق العصا ، وإحداث الارتباك في عقائد المسلمين. عرف أمرهم وانكشفت عقائدهم ، فلم تنل رواجا ، ولم تكتسب مكانة لهذا السبب ، وهي عقيدة باطنية قديمة لا تعرف سوى (عبادة الأشخاص) ورفع التكاليف إلى آخر ما مرّ الكلام عليه ، وقد لقيت من العرب المسلمين نفرة كبيرة جدا.

نصرت باشا :

سجل نصرت باشا باسمه وكالة لميرزا موسى بن مرزا هادي الإيراني الجنسية ، فلم تقبل الصدارة لأن وظيفته تمنع من قبول هكذا وكالات. وكان خطاطا معروفا. وهو متهم بالبهائية.

شيوخ الهندية :

كانت خدمات الشيخ ثعبان رئيس بني حسن والشيخ منذور آل لوتي شيخ الگريط منحوا رتبا من الرتبة الرابعة والخامسة. ومن أولاد شيخ الگريط رئيسهم اليوم مرهون المنذور.

إفتاء بغداد :

عاد محمد سعيد الزهاوي من استنبول وعيّن للإفتاء ، فاستقبل باحتفال من الأعيان والأشراف. ولا غرو أنه مزدان بحلية الفضل ، ومحلّى بالكياسة والعقل مع دماثة أخلاق وحسن طباع (١).

رسوم القنطار :

وضعت بالمزايدة ، وأحيلت لراغبها من سنة ١٣٠٧ ه‍ ، وكان يأخذها التجار.

__________________

(١) الزوراء عدد ١٤٦٥ في ١٦ شهر رمضان سنة ١٣٠٨ ه‍.

١٣٢

وجاء في مجموعة ابن حموشي أنها أسست أيام سري باشا وقد التزمها مهدي القبانجي المشهور بـ (أبي طبرة) ابن إبراهيم فخسرت.

مراحل القسطنطينية :

رسالة لأحمد فهمي مأمور محاسبة المعارف في أحوال مسافة الطريق من بغداد إلى استنبول عن طريق دير الزور ، أوضح فيها مقدار مسافة المراحل (١).

رجب باشا :

في ٩ شوال سنة ١٣٠٨ ه‍ وصل إلى بغداد رجب باشا المشير ، قائد الفيلق السادس في بغداد ، وصدر الأمر بتعيينه في ١٨ شعبان سنة ١٣٠٨ ه‍ وقبل هذا التاريخ كان مشيرا للفيلق الخامس. واستقبل استقبالا باهرا وكان من مرافقي السلطان وممن تجمعت به الكمالات. كان في بغداد قبل هذا ضابطا وأميرا ، وكانت له معرفة بالكثيرين ولهم حبّ له واشتياق كبير. لما كان متصفا به من أوصاف الرأفة والشفقة.

وفي ٢٦ شوال سنة ١٣٠٨ ه‍ بارح العاصمة المشير السابق توفيق باشا.

شيخ عنزة :

عزل الشيخ فهد الهذال رئيس عشيرة الجبل من عشائر عنزة في هذه السنة ونصب مكانه عجل بن راكان على أن يتعهد بالمحافظة على الأمن ، ويؤدي ستين ألف قرش رسوما مقطوعة إلى الدولة ، وأن يرأف بأفراد قبائله ، ولا يتخذ الغزو مهمته إلى آخر ما هنالك ... (٢).

__________________

(١) الزوراء. في ١٤ شوال سنة ١٣٠٨ ه‍.

(٢) مكتوبات سري باشا ج ٢ ص ٨١.

١٣٣

نقل الوالي سري باشا

نقل الوالي سري باشا إلى ديار بكر ، وتوجه إليها في يوم الخميس سلخ ذي الحجة سنة ١٣٠٨ ه‍ وخرج لتوديعه المشير وأركان الدولة والأعيان. وصار الحاج حسن باشا مكانه بناء على موافقة الاثنين فورد الأمر من الصدارة بإيداع الولاية وكالة إلى المشير رجب باشا قائد الفيلق السادس. وسري باشا من العلماء الأدباء ، ولم ينقطع من الاتصال بالعلم والأدب ، إلى أن توفي في ٢٤ جمادى الآخرة سنة ١٣١٣ ه‍. وبمناسبة وفاته ترجمه كثيرون.

«كان من علماء الوزراء ، أديب فاضل وله الشعر الجيّد إلا أن نثره أمكن من شعره ، وأصله من جزيرة گريت (گريد) من مدينة قندية مسقط رأسه وهو ابن حلواجي زاده صالح أفندي ولد سنة ١٢٦٠ ه‍ وأخذ العلم عن جوري أفندي وتقلب في مناصب عديدة فولي المكتوبية (رئاسة الكتاب) ، ثم صار متصرفا ، فواليا في عدة ولايات ثم ولي بغداد. وفي أيام ولايته في بغداد ولّد نشاطا أدبيا مدحه الشعراء والكتاب ، وناصر العلماء ، فكان لمجيئه إلى بغداد أثر مقبول في تجديد الأدب وإثارته.

ومن مؤلفاته :

١ ـ سرّ قرآن.

٢ ـ أحسن القصص.

٣ ـ سرّ فرقان.

٤ ـ سرّ تنزيل.

٥ ـ سرّ استوا.

وهذه المؤلفات اتخذ فيها تفسير الفخر الرازي أصلا ، فترجم السور ، وفسرها.

١٣٤

٦ ـ (رؤيت باري حقنده) رسالة. وفيها أبدى خلاصة الآراء للمتكلمين والمعتزلة في رؤية الباري.

٧ ـ (شرح عقائد وحاشية لرينك ترجمه سي). ترجم العقائد النسفية وشرحها وحواشيها لعصام والسيلكوتي وغيرهما.

٨ ـ نقد الكلام في عقائد الإسلام. عقائد منقحة ومختصرة من تلك الآثار المذكورة في الفقرة السابقة.

٩ ـ آراء ملل. في الفرق.

١٠ ـ روح. بيّن فيها أقوال بعض العلماء والمتكلمين.

١١ ـ نور الهدى لمن استهدى. في أبطال الأقانيم الثلاثة ، وعيّن تحريف الأناجيل المتداولة في الأيدي.

١٢ ـ مكتوبات سري. أورد نصوص ما كتب من رسائل وكتب رسمية وغير رسمية مما يتعلق ببغداد أو بالعراق وغيرهما. وهو في ثلاثة أجزاء (١).

١٣ ـ غلطات. وهذه تكملة لرسالة الأغلاط لابن كمال. وللوزير الفاضل منيف باشا تقريظ مهمّ لها.

١٤ ـ سرّ إنسان.

١٥ ـ نمونه عدالت.

١٦ ـ (لك دوقه كين). وهذا في الأخلاق والعادات القديمة للألبانيين (أرناؤود).

ورأيت ترجمة حياته في رسالة مطبوعة لدى الأستاذ المرحوم

__________________

(١) مكتوبات سري ج ٢ ص ٨١.

١٣٥

١٣٦

محمد علي عيني (زوج ابنته) المتوفى سنة ١٩٤٦ م وله ابن مهندس في استنبول. وكان ورد بغداد لعمل سد الكنعانية. وتفصيل ترجمته في كتب كثيرة (١).

وهنا يلاحظ أن الأهلين ببغداد كانوا يقولون إن سدة الهندية أخذت سمعه وبصره ، وترك الأمور على مكتوبي الولاية السيىء السيرة ، مما أدى إلى استياء الرأي العام منه. وكان الأولى أن يراقب من كان تحت سلطته فلا يشغل نفسه لهذه الدرجة.

وفي أيامه كان في كربلاء والنجف كثيرون يدعون أنهم من تبعة إيران ، فأعطى الأمر بلزوم مراعاة الحيطة في التحقيق ، والتثبّت من هذه الأمور.

وفي قلم المكتوبي شدّد أن لا يفشوا خبرا ، ولا يطلع أحد على ما جرى ، وأن لا تنشر الحوادث في الخارج وأن لا يقبل الزوّار ، ولا تذاع الأخبار .. ولكن لم يبال أحد بذلك. فالإدارة كانت سيئة ، فلم يفد فيها تنبيه أو تهديد لا في أيامه ولا في أيام غيره من الولاة. ولا تخلو المجالس من ذكره بخير أو شر ، ولا يتجرّد المرء من ضدّ. وجل ما علمته من العارفين أنه كان موظفا ملكيا فعالا. أثنى الكثير على حسن إدارته.

وقيل في سري باشا والقاضي حقي أفندي ، بعض التقولات. وكانا في زمن واحد ، قال الشيخ رضا الشاعر الهجّاء المعروف فيهما :

حقي أولنجه قاضي

سري أولنجه والي

__________________

(١) الرسالة المطبوعة ، وعثمانلي مؤلفلري ج ٢ ص ٢٤٦ وفيها نماذج من شعره. وفي المجلات والجرائد تأبينات عديدة ومدح لسجاياه وإطراء لفضله وعلمه وأدبه. وترجمته في نوسال عصر لسنة ١٣١٣ والمطبوعة سنة ١٣١٤ ه‍.

١٣٧

كل باشكه رعيت

ويل لكم أهالي

أي إذا كان القاضي حقي ، والوالي سري فالرماد برأس الأمة والويل للأهلين.

والحال أن هذا الوالي نال أكبر شهرة واكتسب رضا العموم ، وولد حركة أدبية ، وفتح ألسن الناس في مدحه. ومثل الشيخ لا يعبأ بهجوه فيعتبر كحقيقة. وتروى أبيات الشيخ رضا بالوجه التالي :

موصل أولدي ولايت

نافع أفندي والي

ويل لكم رعيه

كل باشكزه أهالي

ولعل هذا هو الصواب. والله يزكي الأنفس.

حوادث سنة ١٣٠٩ ه‍ ـ ١٨٩١ م

جسر الناصرية :

نصب على الفرات وأجريت مراسم افتتاحه (١).

مكتوبي بغداد :

عيّن الأستاذ سليمان فائق لمكتوبية ولاية بغداد ووصل إليها ١٢ ربيع الأول بعد أن كان مكتوبي ولاية آيدين.

__________________

(١) تقويم وقائع عدد ٧٩ في ١٢ صفر سة ١٣٠٩ ه‍.

١٣٨

والي بغداد

الحاج حسن باشا

وصل الحاج حسن رفيق باشا والي بغداد يوم الاثنين ١٩ المحرم سنة ١٣٠٩ ه‍ وكان وكيل الوالي نصرت باشا المشير المرافق السلطاني ، وجماعة من الأعيان والأمراء ، جاؤوا به بواسطة مركب رصافة من الطارمية فعمل له رجب باشا مأدبة. واستراح الوالي تلك الليلة في قصر كاظم باشا. وهكذا أتم الزيارة في الكاظمية والأعظمية وتلاقى مع نقيب الأشراف السيد سلمان وسائر وجوه البلدة وأعيانها. وفي الساعة التاسعة غروبية وصل إلى مقامه. فأطلقت له المدافع ١٩ طلقة.

وكان الاحتفال باهرا في الجانبين ينظر الأهلون إلى المركب. ودخل إليه في مقامه رجب باشا ونصرت باشا والفرقاء الكرام والأمراء العسكريون وهيئات الدوائر الملكية ، والأعيان والقناصل للدول المتحابة.

وقرىء الفرمان العالي في نحو الساعة الثانية من هذا اليوم في دار الحكومة متضمنا مهمة والي الولاية الوزير الحاج حسن باشا ، قرأه مميز المكتوبي مصطفى بمحضر المذكورين.

وبعد أن تم ذلك ألقى الوالي كلمة تتضمن مقاصده الجليلة ، ونيّاته الخيرية ويعلن بعلو أفكاره وسموّ هممه. أداه بأنفس طلاقة وأكمل فصاحة.

ثم قرأ الأستاذ سعيد المفتي الزهاوي الدعاء ، فقابله الحضّار بـ (آمين).

وترجمة خطاب الوالي : إن ما اشتملت عليه هذه الجمعية المحترمة التي تشكلت منها صنوف الاحترام من خواص الناس والعوام قد شنّفت

١٣٩

مسامع فخرهم ومسارهم ، وزينت باستماع الأوامر والإرادات السنية الملوكية التي نطق بها الملك الأعظم وعماد الدين الأقوم حضرة سيدنا وولي نعمتنا بلا منّة منا ، خليفة سيد المرسلين وأشرف الملوك والسلاطين ، وصدرت عن قلبه الذي هو مهبط الإلهامات الإلهية ، وموضع الفيوضات النبوية.

والعاجز أيضا لم أزل مغمورا بنعمه الجزيلة ، مشمولا بعواطفه الجليلة ، شاكرا لإحسانه ومراحمه غير المتناهية. ونلت الآن عظيم السعادة ، وجميل الفخر وزيادة ، إذ صرت بلطف جليل ، وإحسان منه مخصوص ، مخاطبا بأمره هذا الجليل القدر ، النبيل الذكر ، موكلا بإنفاذ تلك الإرادات المقدسة والأوامر العالية.

هذا. وإن أجلّ مقاصد حضرة أمير المؤمنين ، وخليفة الرسول الأمين مولانا الذي ازدان به مقام الخلافة ، وافتخر بوجوده سرير السلطنة هو عبارة عن حصول العمران في جميع جهات ممالكه المحروسة السلطانية ، وتأمين كافة صنوف تبعته الصادقة الملوكية ، وكمال استراحتهم واطمئنانهم وحضورهم ورفاهيتهم.

وها هو حفظه الله تعالى وأعز نصره قد أيّد بهذا الأمر المطاع والفرمان الواجب الاتباع مقصوده ذلك المفروض الشكر المبتني على نفع التبعة واستراحة الملّة.

وإنني استنادا إلى التأييدات الملوكية مقرونة بأحكام الشريعة المطهرة النبوية والقوانين الموضوعة السنية التي هي دليل سبيل السداد ، ومصدر الحق والعدل والرشاد أرجو عونه وتوفيقه تعالى فأكون موفقا بظل حضرة مولانا الخليفة المعظم لاستكمال أسباب عمران هذه الولاية مع رفاه وراحة كل صنف من صنوف التبعة الصادقة الملوكية. واعتقد أن جميع إخواني وأصحابي أيضا سيلتزمون تلك الغيرة والاستقامة ويبرزوا

١٤٠