موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٨

خراسان (خريسان) يكثر زرعه ، وفي الهندية والشامية والسماوة وأكثر ما يزرع في لواء العمارة.

يأتي في السنة منه نحو مائة مليون حقة تقريبا. وتأسيس معامل للجرش من أهم ما يلزم (١). ولكنها لم تستعمل.

٥ ـ من الضرائب طريقة الذرعة. وفي هذه السنة حصلت اختلاسات فيها.

٦ ـ أنشىء مخفر الشرطة في (المنطقة) وسط الطريق بين الكاظمية وبغداد. وهذا كان مشهودا من مدة ، ولا يزال إلى اليوم (٢).

٧ ـ توفي عبد الغني آل رئيس الكتاب عن عمر يتجاوز السبعين في العمارة وكان قد ذهب إليها لتبديل الهواء (٣). وهو والد عبد الحميد رئيس الكتاب وجد عثمان نوري. وآل رئيس الكتاب معروفون من مدة طويلة. وجامع النعمانية في توليتهم.

٨ ـ صدرت الإرادة الملكية بتبديل اسم ناحية المدحتية في الحلة إلى (ممدوحية) (٤). حتى لا يذكر مدحت باشا للحنق عليه. ولكنها لا تزال معروفة بالمدحتية.

٩ ـ شوهدت آثار وباء في أنحاء الحي.

١٠ ـ أجري الاحتفال بشعرات الرسول صلى الله عليه وسلم وكسوة البيت المحرم في بغداد وكربلاء ، وقيلت الأشعار مما لا محل لتفصيله.

__________________

(١) الزوراء عدد ١٥٠٠ في ١٣ شعبان سنة ١٣٠٩ ه‍. وفي لغة العرب ج ١ ص ٣٧٤ ذكر لأنواع الأرز.

(٢) الزوراء عدد ١٥٠٥ في ١٩ شهر رمضان سنة ١٣٠٩ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٥٠٧ في ١٠ شوال سنة ١٣٠٩ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ١٥٠٧ في ١٠ شوال سنة ١٣٠٩ ه‍.

١١ ـ مددت مدة وظيفة ذي الفضيلة حقي قاضي بغداد وهذا هو الذي هجاه الشيخ رضا الطالباني.

١٢ ـ وصل هدايت باشا والي البصرة السابق إلى بغداد في مركب الموصل في ٧ ذي الحجة ، وسافر إلى استنبول من طريق الموصل في ٩ منه. وتوفي في ماردين. وهو الذي تكلّم عليه متصرف الأحساء في تقريره ، وذمّه كثيرا وذكر سوء إدارته.

١٣ ـ من أشراف البصرة يوسف آل باش أعيان. توفي في اليوم الثالث من عيد الأضحى فجأة في بغداد وكان قد جاء لتبديل الهواء (١).

مكتب العشائر :

تأسس في استنبول ، وأول من ذهب إليه من العراق الحميدي بن فرحان باشا شيخ شمر ، وسليمان بن نصيف الأمير شيخ ربيعة ، وعلي السليمان البكر شيخ الدليم ، وعجيل بن علي السمرمد شيخ زبيد (٢).

عمر وهبي باشا :

الفريق الركن قائد القوة الإصلاحية ، وصل إلى الموصل فبدأ بالإصلاحات التي أرسلته الحكومة من أجلها ، كإصلاح الجيش ، وإخضاع العشائر ، وجمع الضرائب. مما كان داخل منهاجه (٣) ، فصال صولة جبّار على الأهلين ، وسلبهم أمواله ، وقضى على نفسيات عزيزة فأهانها.

ومن جملة ما قام به أعماله في اليزيدية لأجل تهذيبهم ، فأنفذ إلى

__________________

(١) الزوراء عدد ١٥١٥ في ٧ ذي الحجة سنة ١٣٠٩ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٥١٦.

(٣) الزوراء عدد ١٥١٧ في ٢٨ ذي الحجة سنة ١٣٠٩ ه‍ ـ ١٨٩٢ م.

زعمائهم يطلبهم ، فلبّوا الطلب ، فحضر إليه خلق كثير من القرى في شيخان مع زعماء أربعة منهم. ولما قاربوا الموصل خرج لاستقبالهم ومعه العلماء والأعيان ، يتقدمهم أمراء الجيش ، والموسيقى العسكرية فدهش القوم لهذا الاحتفاء والإكرام. حتى وصلوا إلى دار الحكومة ، ومعهم أميرهم (ميرزا بك). فوقف الفريق مع الوالي ، فعرض عليهم أمر الفريق بأن يلعنوا الشيطان فسكتوا ، وكرر عليهم الأمر ثلاث مرات ، وهم ساكتون. فأمر الفريق الجند بضربهم ، فضربوهم ضربا مبرحا حتى مات منهم ثلاثة ، وألقي الجرحى في المستشفيات ليعالجوا ، ومن سلم من الأذى قربهم فجعلهم عنده وأكرمهم وأحسن مثواهم لعلهم يهتدون.

ثم أبرق بأن عشرين ألفا من اليزيدية اهتدوا بهمة الفريق. وطلب أوسمة للأمير ميرزا بك وإخوته ، فأرسلت ، وكان ميرزا بك مقيما عنده ، وأما بقية اليزيدية فقد رجعوا إلى قراهم رويدا رويدا. فكان ذلك مدعاة لحبوط أعماله (١).

ومن ثم اتخذ طريقة أخرى فأرسل معلّمين يعلمونهم القراءة وأصول الدين فطردوهم وهدّدوهم بالقتل إذا لم يرتدعوا. فلما بلغ عمر باشا ذلك أنفذ ابنه مع كتيبة من الجند إلى قرى الشيخان. فنهبوا القرى ، واستاقوا المواشي وسبوا النساء والأولاد وذبحوا من رجالهم خلقا. وأضرموا النيران في أربع قرى من قرى الدنادية (٢) ، فاحترقت بأهليها ومواشيها.

ثم سار الفريق إلى سنجار ، فأقام مدة طويلة يحاول فتحها .. وفي خلال غيابه أخبر وكلاء الدول الأجنبية سفراءهم باستنبول ، فأطلع الباب العالي على هذه المظالم ، فأرسلت لجنة تفتيش بزي جبليين لاستقصاء

__________________

(١) الزوراء عدد ١٥٢٢ في ٣ صفر سنة ١٣١٠ ه‍.

(٢) عشيرة في غربي (باعذرى) تشتمل على ثماني قرى يزيدية.

الأحوال. فوقفوا على صحة الشكاوى ، فجاءت الأوامر بعزله ، ولزوم عودته إلى استنبول ، ولا يزال اليزيدية يذكرون هذه الوقعة بألم (١).

وقال آخرون إن هذا الفريق ذو سمعة طيبة بين أهل الموصل ، أمن الطرق وكسر نفوذ بعض ذوي النفوذ ، فما ذكر لا يخلو من مبالغة.

حوادث سنة ١٣١٠ ه‍ ـ ١٨٩٢ م

سليمان آغا :

من مماليك داود باشا وكان خازنا عنده وفي أواخر أيامه اتخذ العزلة وركن إلى العبادة والصلاح. حتى توفي يوم الخميس ٢٦ المحرم. وهو جد أفهم بن رشيد.

ماكنة ماء لبغداد :

أوصى الوالي بها لدائرة البلدية الثانية كما نصبت في البلدية الأولى (٢).

سليمان باشا :

كان مأمورا بالإقامة ببغداد (مبعدا إليها) وتوفي في المحرم سنة ١٣١٠ ه‍ ، ودفن بقرب الإمام أبي يوسف في الكاظمية (٣). وبعد إعلان المشروطية نقل جثمانه إلى استنبول. وكان من أكابر القوّاد ونال منصب قائد عام للجيوش العثمانية في الروم إيلي سنة ١٢٩٣ رومية التي حدثت مع الروس. وحكم عليه بالمجلس العرفي فأبعد إلى بغداد في ١٠ المحرم سنة ١٢٩٦ ه‍.

__________________

(١) تاريخ الموصل ج ١ ص ٣٢٠ وذكرت التفصيل في تاريخ اليزيدية.

(٢) الزوراء عدد ١٥١٩ في ١٢ المحرم سنة ١٣١٠ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٥٢٠ في ١٩ المحرم سنة ١٣١٠ ه‍.

وكتب ابنه سامي بك حياته في أجزاء وفصل ترجمته تفصيلا مهما. وله مؤلفات عديدة منها تاريخ العالم باللغة التركية. وتخرج من مدرسة الحربية سنة ١٢٧٦ وقام بخدمات جلّى للثقافة والآداب والعلوم العسكرية والتاريخ. ويهمنا أنه اشتهر بتقريره الذي كتبه لدولته فيما يقوم به الأجانب من التدخلات في جزيرة العرب وذلك حينما كان في اليمن سنة ١٢٨٧ رومية برتبة زعيم. وألحقه في نيسان تلك السنة بتحرير. وفيه ما يعيّن الغرض بوضوح تام (١).

سليمان فائق بك :

وردت برقية في ربيع الآخر ١٣١٠ ه‍ بنقله من مكتوبية بغداد إلى مكتوبية ديار بكر وسافر في يومه ، وصار مكانه محمد شاكر وكان ناظر المطبعة كسابقه.

مفتش العدلية :

لبغداد والبصرة والموصل ، عيّن حسني بإرادة سنية ، وهو من رجال الدولة المعروفين. وصل يوم الخميس ٢٥ جمادى الأولى سنة ١٣١٠ ه‍.

النقود الزائفة :

أعلن عنها ، وحذّرت الحكومة الناس من التداول بها.

السباق :

كان يعلن عنه. ولا يزال (٢).

عبد الله الزيبق :

مرض بالفالج ، وفي ١٠ جمادى الآخرة سنة ١٣١٠ ه‍ توفي وكان

__________________

(١) (سليمان باشا محاكمه سي) ص ٢٤.

(٢) الزوراء عدد ١٥٣٦ في ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٣١٠ ه‍.

رئيس البلدية الثالثة ، وهو من أسرة معروفة في العراق ولا تزال. وصار وكيلا عنه الحاج محمود التكريتي. ثم وجهت إليه. وهو من أهل المقدرة والكفاية والاستقامة.

الحاج محمد العسافي :

مرض فتوفي يوم الأحد ١٩ رجب سنة ١٣١٠ ه‍. من بني تميم وهو والد الحاج حمد والحاج صالح. من التجار.

تجوّل الوالي :

أناب الوالي فضيلة عزيز بك القاضي عنه وتجوّل في أنحاء كربلاء والنجف (١).

حوادث سنة ١٣١١ ه‍ ـ ١٨٩٣ م

الهيضة في بغداد :

حدثت الهيضة في ١ صفر ثم أخذت تزداد في يوم الخميس ١٢ صفر سنة ١٣١١ ه‍ (٢). وروعيت التدابير والاحتياطات اللازمة.

البلديات في بغداد :

رئيس البلدية الأولى : مصطفى وفي آل جميل.

رئيس البلدية الثانية : الشيخ عبد الرزاق الشيخ قادر.

رئيس البلدية الثالثة : الحاج محمود التكريتي. ومن أولاده رشيد توفي سنة ١٩١٤ م وهو والد الأستاذ الحاج خالد الموظف في وزارة الداخلية.

__________________

(١) الزوراء عدد ١٥٤٨ في ٥ شهر رمضان سنة ١٣١٠ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٥٦١ في ١٢ صفر سنة ١٣١١ ه‍.

مدير المعارف :

انحل منصب مديرية المعارف فعيّن بإرادة ملكية عيسى غياث الدين آل جميل ، وهو من أعيان بغداد أبا عن جد (١).

حوادث سنة ١٣١٢ ه‍ ـ ١٨٩٤ م

حوادث :

١ ـ اختار (ريشارز) الإقامة في بغداد ، ونال بها منصب قنصل (٢). ثم ذهب إلى ألمانيا.

٢ ـ توفي فتح الله عبود من تجار النصارى في ٤ كانون الأول سنة ١٣١٠ رومية عاش ٩٠ سنة وكانت أعماله التجارية منتظمة ، وكان عضوا في مجلس الإدارة في بغداد مدة ، ومن جراء خدماته نال رتبة (فپوچي باشي) (٣) (رئيس الحجاب). وهو جد الأستاذ يعقوب سركيس لأمه.

٣ ـ عمّر مجددا المكتب الابتدائي الملاصق لمكتب الرشدي العسكري وتجاه المستشفى العسكري (٤).

والمستشفى العسكري اليوم هو نادي الضباط تجاه مسجد أبي النجيب السهروردي.

٤ ـ وصل إلى بغداد من سادات الإسماعيلية محمد شاه المعروف بـ (آغا خان الثالث) ابن علي شاه (آغا خان الثاني) ابن حسن علي شاه (آغا خان الأول) وينتهي نسبه بقاسم شاه بن شمس الدين محمد بن ركن

__________________

(١) الزوراء عدد ١٥٩٧ في ٢٤ ذي الحجة سنة ١٣١١ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٦١٠ في ٢٠ جمادى الأولى سنة ١٣١٢ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٦١٣ في ١٤ رجب سنة ١٣١٢ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ١٦١٣ في ١٤ رجب سنة ١٣١٢ ه‍.

الدين خورشاه آخر أئمة النزارية في (ألموت). أمر السلطان بالعناية به. جاء لزيارة الأئمة. وهذا من أئمة الإسماعيلية المعروفين بـ (النزارية). منهم في الهند وإيران وسورية وقليل منهم في العراق.

٥ ـ عمّرت المشيرية (الوزيرية) وأجري لها رسم الافتتاح (١).

٦ ـ تأسست في خانقين محلة الحميدية (٢).

٧ ـ بارمانة (بيرمانة) ، والخواص ، ونهر الشاه ، من قرى المحاويل صارت نواحي من الصنف الثاني (٣).

حوادث سنة ١٣١٣ ه‍ ـ ١٨٩٥ م

حوادث :

١ ـ كانت ناحية الرحالية تابعة لكربلاء ، فصارت تابعة لقضاء الدليم (٤).

٢ ـ صدر الأمر من نظارة الداخلية في تسليم الحديثة النجيبية إلى الجهة العسكرية لإنشاء مستشفى فيها ، وأجريت التبليغات اللازمة. واتخذت (مستشفى عسكريا) (٥). ودامت كذلك إلى احتلال بغداد.

٣ ـ في بغداد ليلة ٧ جمادى الآخرة سنة ١٣١٣ ه‍ اهتزّت الأرض مرتين متواليتين (٦).

__________________

(١) الزوراء عدد ١٦١٤ في ٢٨ رجب سنة ١٣١٢ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٦٢٠ في ١٦ شوال سنة ١٣١٢ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٦٢٢ في ٣٠ شوال سنة ١٣١٢ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ٢٦٢٨ في ٥ المحرم سنة ١٣١٣ ه‍.

(٥) الزوراء عدد ١٦٤٤ في ٢٧ ربيع الآخر سنة ١٣١٣ ه‍.

(٦) الزوراء عدد ١٦٤٩ في ١١ جمادى الآخرة سنة ١٣١٣ ه‍.

٤ ـ رفع خيري أفندي كتخدا الباب (كهية البوّابين أو الحجاب) في بغداد والموصل والبصرة إلى رتبة (بالا) (١).

٥ ـ كان في بغداد المشير رجب باشا مشير الفيلق السادس (٢).

٦ ـ صدر أمر الوالي بلزوم استعمال الأوزان الجديدة (٣).

٧ ـ جاء في لغة العرب (ج ٨ ص ١٠) أن فهد باشا السعدون توفي سنة ١٣١٣ ه‍ ، وهو والد فخامة عبد المحسن السعدون ، وعبد الكريم ، وعبد الرزاق ، ومحمد ، وعبد العزيز ، وحامد ، وعبد اللطيف ، وعبد الهادي ، وعبد الرحمن ، وحمدي ، وعبد المجيد.

حوادث سنة ١٣١٤ ه‍ ـ ١٨٩٦ م

والي بغداد عطاء الله باشا

نقل الحاج حسن باشا إلى ولاية سورية. يوم الخميس ٦ المحرم سنة ١٣١٤ ه‍ فذهب إلى الشام يوم السبت ١٥ المحرم. وفي هذه الأثناء كانت الدفرة (الفيضان) فركب الباخرة إلى الطارمية ومنها سار إلى منصبه الجديد. وصار مكان عطاء الله باشا ابن أحد الصدور العظام محمد سعيد الكواكبي. جاء الخبر بأنه صار واليا في ٢٠ المحرم سنة ١٣١٤ ه‍ وورد بغداد يوم الاثنين ١٥ صفر.

وكان في العراق مدة تتجاوز ١٢ سنة حصل فيها الوقوف التام على جميع أحوال الأهلين ، ورد بغداد باحتفال ، وأطلق له ١٩ مدفعا (٤).

قرىء فرمانه بعد ظهر يوم الخميس في ٤ ربيع الأول. وحضر قائد

__________________

(١) الزوراء عدد ١٦٦٤ في ٢٦ شوال سنة ١٣١٣ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٦٦٨ في ٢٣ ذي الحجة سنة ١٣١٣ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٦٧٢ في ٢٩ ذي الحجة سنة ١٣١٣ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ١٦٧٩ في ١٩ صفر سنة ١٣١٤ ه‍. ومجموعة ابن حموشي.

الفيلق السادس رجب باشا وجماعة من الأمراء والأعيان (١).

ولم ينشر نص فرمانه في الزوراء. وهذا هو الذي هجاه الشيخ رضا الطالباني فقال :

ومعناه أن الوالي الذي بلغ من العمر عتيا ، فتجاوز المائة سنة فلا ريب أن تعيينه يؤدي إلى اضطراب أحوال المملكة وإلا فلا يتصور إصلاح القطر وإحياؤه بأحد الأموات. مرحى لقوة إدراك (الباب العالي) في إدارة الملك وتدبيره ...!

ولد باستنبول سنة ١٢٥١ ه‍ وولي وظائف كثيرة في مناصب عديدة من نيابات ولاية ثم نال منصب رئاسة ديوان التمييز في ٣ ذي القعدة سنة ١٢٩٢ ه‍. وفي ١٢ شعبان سنة ١٢٩٧ ه‍ فوّض إليه منصب معاون والي بغداد. وعند تشكيل متصرفية المركز عيّن لها في بغداد. وبقي في هذا المنصب خمس سنوات ثم نقل إلى متصرفية شهرزور التابعة للموصل في ١٢ شهر رمضان سنة ١٣٠١ ه‍ وفي ٨ ذي الحجة عيّن لمتصرفية لازستان من ولاية طربزون ثم (قاضي عسكر الأنضول). ونال رتبا وأوسمة كثيرة (٢).

حوادث :

١ ـ عهدت متصرفية الأحساء إلى محمد سعيد باشا المنفصل من

__________________

(١) الزوراء عدد ١٦٨٢ في ١١ ربيع الثاني سنة ١٣١٤ ه‍.

(٢) مصور نوسال سنة ١٣١٣ ه‍.

متصرفية كربلاء وصل إلى بغداد يوم السبت ١٦ جمادى الآخرة (١) وبارحها إلى محل مأموريته في أوائل شهر رمضان. وكان متصرفا فيها.

٢ ـ نقل مكتب الإعدادي الملكي إلى جانب الكرخ ، ونقل إلى الرصافة الرشدي في المحل الواقع أمام القشلة النظامية (في محل المتصرفية اليوم) (٢).

٣ ـ توفي أحمد بك الشاوي مدير ناحية قزلرباط (السعدية). (وهو أحمد الظاهر) (٣).

٤ ـ أحمد باشا من أعيان البصرة وجهت إليه رتبة أمير لواء (مير ميران) (٤).

٥ ـ توفي المشير نصرت باشا من مرافقي السلطان في ١٨ جمادى الآخرة سنة ١٣١٤ ه‍. وأجريت له مراسم عظيمة للاحتفال بدفنه في الأعظمية) (٥).

الأستاذ سليمان فائق بك

توفي الأستاذ سليمان فائق بك من أشراف بغداد يوم الخميس ٢٨ جمادى الآخرة سنة ١٣١٤ ه‍ (٦). وكان رحمه الله مؤرخا كبيرا. ولو لا تاريخه لذهبت أخبار كثيرة تتعلق بالقطر. فأزال الغوامض التاريخية. ومؤلفاته تاريخ الكولات (المماليك) ، ومرآة الزوراء ، ورسائل المنتفق

__________________

(١) الزوراء عدد ١٦٨٩ في ١ جمادى الأولى سنة ١٣١٤ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٦٨٩ في ١ جمادى الأولى سنة ١٣١٤ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ١٦٩١ في ١٥ جمادى الأولى سنة ١٣١٤ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ١٦٩٦ في ٢١ جمادى الآخرة سنة ١٣١٤ ه‍.

(٥) الزوراء عدد ١٦٩٦ في ٢١ جمادى الآخرة سنة ١٣١٤ ه‍.

(٦) الزوراء عدد ١٦٩٨ في ٥ رجب سنة ١٣١٤ ه‍.

كل هذه مما جلا عن مبهمات فأصبحت حوادثه لهذه العهود واضحة. وهو كاتب أديب كامل. وقدرته القلمية باللغة التركية بالغة حدّها. وكان أبصر بالإدارة ودخائلها صار محاسبا ومتصرفا مدة كما كان كاتب الديوان. أثنى عليه الأستاذ أبو الثناء الآلوسي في رحلاته ومدح سمو أخلاقه وأدبه وكفى ذلك مشعرا بنجابته وشهامته. وأكبر من كل هذا أنه أنجب أعاظم مثل محمود شوكت باشا ونال الصدارة في الدولة العثمانية ومثل فخامة الأستاذ حكمت ونال رئاسة الوزراء في الدولة العراقية ، وصار عضوا في مجلس النيابة ، ومثل المرحومين مراد بك ومعالي خالد .. والتفصيل في كتاب التعريف بالمؤرخين.

الحاج عبد الرحمن جلبي ثنيان :

من التجار المعتبرين توفي ليلة الجمعة ١٦ شهر رمضان سنة ١٣١٤ ه‍ (١). وهو والد المرحومين الأستاذين عبد اللطيف ثنيان وعبد الله ثنيان.

أنطون :

العضو في لجنة الأملاك السنية في بغداد. وجهت إليه الرتبة الثانية من صنف المتمايز في ٢٢ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ ه‍. وتوفي في ١٣ شوال سنة ١٣١٤ ه‍ (٢).

حرب اليونان :

ابتدأت من ١٤ ذي القعدة سنة ١٣١٤ ه‍. (١٨ نيسان سنة ١٨٩٧ م) ودامت إلى ١٦ ذي الحجة سنة ١٣١٤ ه‍ (١٩ مايس سنة

__________________

(١) الزوراء عدد ١٧٠٩ في ٢٣ شهر رمضان سنة ١٣١٤ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٧١٠ في ١٧ شوال سنة ١٣١٤ ه‍.

١٨٩٧ م) ولم تطل كثيرا ، أبدى العثمانيون فيها من البسالة والتفادي أمرا عظيما ، فهي صفحة حربية خالدة سجلت لهم الفخر (١).

حوادث سنة ١٣١٥ ه‍ ـ ١٨٩٧ م

رزق الله عبود :

كان عضوا في مجلس الإدارة وتوفي فخلفه يعقوب عيسائي من التجار المعتبرين في بغداد (٢).

الاحتفال بجسر الخر :

جرى الصرف عليه من الخزانة الخاصة ، وأجري رسم الاحتفال بوضع حجر أساسه ، وصرف لتعميره ستة آلاف ليرة ، فسمي بـ (الجسر الحميدي) ، وكان الاحتفال بافتتاحه يوم الخميس ٢٨ شعبان سنة ١٣١٥ ه‍ بدعوة من رجب باشا المشير ورئيس لجنة الأراضي السنية ، فحضر الوالي وسائر الأمراء والأعيان.

عبد القادر الكيلاني :

توفي السيد عبد القادر ابن السيد مراد الگيلاني العضو في محكمة الاستئناف في بغداد وكان عالما فاضلا ، وكان خطه جميلا جدا وفي الوقت نفسه متقنا إلا أنه لم يزاول تعليمه فلا يعد من أساتذة الخط وإن كان قد فاق فيه. ومن أولاده السادة محمود وعبد المجيد وحسام الدين وشاكر وتوفي السيد محمود في ٧ المحرم ١٣٣١ ه‍ عن أولاده نور الدين ومحمد فائق.

__________________

(١) كتاب (دولت عليه عثمانية ويونان محاربه سي). تأليف سليمان توفيق وعبد الله زهدي طبع سنة ١٣١٥ ه‍ وفيه تفصيل.

(٢) الزوراء عدد ١٧٣٧ في ١٨ ربيع الآخر سنة ١٣١٥.

نقيب البصرة :

السيد رجب أفندي نقيب أشراف البصرة نال وسام (المجيدي) من الدرجة الأولى (١).

السيد سلمان النقيب

كان قائممقام نقيب الأشراف في بغداد. توفي يوم الاثنين في ثاني يوم العيد من ذي الحجة سنة ١٣١٥ ه‍ (٢ مايس سنة ١٨٩٨ م) فأجري الاحتفال العظيم بتشييع جنازته ، وحضر الوالي والمشير ووالي البصرة والأمراء والأعيان. ودفن في جامع جدّه الشيخ عبد القادر الگيلاني. له شهرة في السجايا الكريمة. وبلغ (كاتب المابين) أسف السلطان على وفاته. وأوفد الوالي عطاء الله باشا إلى مجلس الفاتحة لتعزية الأسرة. وللسيد شهاب الدين الموصلي وشعراء كثيرين قصائد في رثائه.

وخلفه أخوه السيد عبد الرحمن في التولية والنقابة (٢). ودام في التولية والنقابة ونال منصب رئاسة الوزراء مرارا. وتوفي يوم الأحد في ١٢ ذي الحجة سنة ١٣٤٥ ه‍ ـ ١٢ حزيران سنة ١٩٢٧ م.

حوادث سنة ١٣١٦ ه‍ ـ ١٨٩٨ م

رجب باشا :

مشير الفيلق السادس حوّل إلى قيادة فرقة طرابلس في ١٧ صفر سنة ١٣١٦ ه‍.

وكان في أيامه الفريق شعبان باشا وكان في بغداد أمير لواء. وعلى

__________________

(١) الزوراء عدد ١٧٦١ في ١٦ شوال سنة ١٣١٥ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ١٢٧٢ في ١٩ المحرم سنة ١٣١٦ ه‍.

طلب من رجب باشا نقل إلى كركوك. وكانت وردت برقية إلى رجب باشا من استنبول :

ومعناه : يا رجب لا تظن أن الناس (يصومون) شعبان وإنما الكثير منهم ينتهك حرمة رمضان. ثم إن شعبان باشا طلب من رجب باشا ، نقله إلى بغداد مسترحما ذلك منه ، فأجابه رجب باشا : (رجب چقمد قچه شعبان كيره مز).

أجابه بأن لا يدخل شعبان ما دام رجب لم يخرج وقد مر بنا أنه ورد بغداد. وتوفي في أيام المشروطية بسكتة قلبية وهو وزير دفاع.

وكان كاملا ذكيا ، ورد بغداد أيام كان أمير لواء ، ثم صار مشيرا ووكيل الوالي. وهو عظيم في أدبه وفي شجاعته ، وفي كل أحواله.

مشير الفيلق السادس :

أحمد فيضي باشا عيّن لهذا المنصب. وكان مشير الفيلق السابع ووالي اليمن .. ورد بغداد في ٢٨ ربيع الآخر سنة ١٣١٦ ه‍.

الأستاذ عبد الحميد بك الشاوي

إن عبد الحميد بك الشاوي مميز قلم مكتوبي ولاية البصرة ارتحل إلى دار البقاء بحلول أجله الموعود في ٨ ربيع الأول سنة ١٣١٦ ه‍.

والمرحوم من أسرة نجيبة مبجلة من وجوه مملكتنا أشرافها وذوي بيوتها القدماء موصوفة بالأصالة والنجابة والسخاء والوفاء وعلو الجناب وغيرها من الصفات الممدوحة ، وهو في حد ذاته كان ذكيا مستعدا أديبا كاملا سريع البديهة ، مشتهرا فيما تقلّد للآن من الخدمات العديدة بالعفة

والاستقامة والاقتداء والكفاية ، فإن فقدانه الأبدي استلزم الأسف العظيم.

هذا ما قالته الزوراء. وفصّلت ترجمته في التاريخ الأدبي.

عبد الله صافي الشاعر :

توفي سنة ١٣١٦ ه‍. وهذا الأستاذ كركوكي الأصل ، وكان والده ملا درويش محمد من العلماء. وله من المؤلفات :

١ ـ أمثلة تركية.

٢ ـ (افترانامه) موجودة في ديوانه. كتبها بعد أو وجهت إليه تهمة في استنبول.

٣ ـ ديوانه. عندي نسخته الأصلية.

٤ ـ ترجمة أخبار الدول وآثار الأول في ثلاثة مجلدات للقرماني.

٥ ـ قسطاس مستقيم. مناظرة جرت له مع قس. وتتضمن إبطال التثليث ، وإثبات التوحيد. منشورة في (مجموعة بلبل).

حوادث سنة ١٣١٧ ه‍ ـ ١٨٩٩ م

الوالي نامق باشا الصغير

هو والي طرابلس الغرب سابقا ، عهد إليه بإيالة بغداد ، وهو من أجلّ وزراء السلطنة وله الكفاية التامة في كل مهمة قام بها ومآثر حسنة تشهد له بالمقدرة ، والاستقامة ، والجد ، وحسن السلوك ، ولا ريب أن هذه الخصال من أكبر المؤهلات لينال هذا المنصب.

وفي يوم الخميس ٨ المحرم سنة ١٣١٧ ه‍ وصل إلى بغداد فاستقبله الوالي السابق عطاء الله باشا ، والمشير فيضي باشا والأعيان والأكابر ، والأهلون استقبالا لائقا. وأجريت له مراسم التبريك.

ثم قرىء الفرمان ، وأطلقت المدافع عند قراءته ثم خطب الوالي بالجمع خطابا مشتملا على نواياه الخيرية ومقاصده وأفكاره في جلب الرفاه والراحة للأهلين. وهذه ترجمة الفرمان :

«الدستور المكرم ، والمشير المفخم ، نظام العالم مدبر أمور الجمهور بالفكر الثاقب ، متمم مهام الأنام بالرأي الصائب ، ممهّد بنيان الدولة والإقبال ، مشيد أركان السعادة والإجلال ، المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى من هو من وزراء سلطنتي السنية ، الوالي بولاية طرابلس الغرب ، الذي وجه وأحسن في هذه الدفعة لعهدة استيهاله ولاية بغداد ، الحائز ، والحامل للوسامين ذوي الشأن المجيدي من الرتبة الأولى ، والعثماني من الرتبة الثانية!.

ليكن معلوما لدى وصول توقيعي الرفيع الهمايوني أنه لما كانت ولاية بغداد ولاية حائزة الأهمية لما لأراضيها من القابلية ، ومن المطلوب والملتزم للغاية لدى خلافتي وسلطنتي إيصال ما هي مستعدة له من العمران والترقي إلى ساحة الحصول واستكمال أسباب الرفاه والراحة لصنوف أهاليها الساكنين داخل الولاية ، ورؤية المصالح الواقعة والجارية وتمشيتها بصورة عادلة ومحقة ، ولما كنت أنت المشار إليه متصفا بالأوصاف اللازمة ، وقد أبرزت مآثر الدراية والغيرة بما تقلدت للآن من خدمات دولتي العلية ، ومن المأمول والمنتظر أنك في كل وجه ستصرف ما عندك من الوسع والاقتدار في توفيق الحركة والمعاملة مع رضاي الملوكي المستلزم للسعادة بعد هذا أيضا ، فقد وجه لعهدة لياقتك ولاية بغداد بموجب إرادتي السلطانية المعتادة بالإحسان ، السانحة والصادرة شرفا من عواطفي السنية الشاهانة ، وعوارفي الجليلة الخاقانية في اليوم التاسع من شهر شوال المكرم لسنة ست عشرة وثلاثمائة وألف الحالية وأعطي أمري هذا الجليل القدر من ديوان الهمايوني متضمنا لمأموريتك ، فعليك أنت أن تنصب نفس الاهتمام والاقتدار في حسن رؤية وتمشية