مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان - ج ١

الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي [ المقدّس الأردبيلي ]

مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد بن محمّد الأردبيلي [ المقدّس الأردبيلي ]


المحقق: الشيخ مجتبى العراقي
الموضوع : الفقه
الناشر: منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم المقدّسة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٦

فقال له : من تكون يا هذا ، فقال : الّذي تسميه ابن المنجس ، فحصل بينهما انس ومباسطة» (١)

وليس هذا الخلق الإسلامي الرائع الّذي تحلى به الإمام ابن المطهّر امرا اختص به فقد عرف ذلك من عامّة علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، في سيرتهم مع مخالفيهم ، وذلك مما ورثوه عن أئمتهم عليهم السلام الّذين كانوا يبالغون في التّأكيد على حسن السّيرة مع العامّة ، وعلى رد الإساءة بالإحسان.

ومن روائع اخبار مولانا الامام ابن المطهّر ، قضيّة تشيع السلطان المغولى الشاه محمد خدابنده على يديه ، وقد نقل العلامة محسن الأمين في موسوعته الشهيرة «أعيان الشيعة» عن العلامة المجلسي في شرح الفقيه ، ما نصّه :

«ان السلطان اولجايتو محمد المغولي الملقّب ب «شاه خدابنده» غضب على احدى زوجاته ، فقال لها : أنت طالق ثلاثا ، ثم ندم ، فسأل العلماء ، فقالوا : لا بدّ من المحلّل ، فقال : لكم في كلّ مسألة أقوال فهل يوجد هنا اختلاف؟ فقالوا : لا ، فقال احد وزرائه : في الحلّة عالم يفتي ببطلان هذا الطّلاق ، فقال العلماء : إنّ مذهبه باطل ، ولا عقل له ولا لأصحابه ، ولا يليق بالملك أن يبعث الى مثله ، فقال الملك : أمهلوا حتى يحضر ونرى كلامه.

فبعث ، فاحضر العلّامة الحلّي ، فلما حضر جمع له الملك جميع علماء المذاهب ، فلما دخل على الملك ـ أخذ نعله بيده ودخل وسلّم ، وجلس الى جانب الملك ، فقالوا للملك : الم نقل لك أنهم ضعفاء العقول ، فقال : اسئلوه عن كل ما فعل.

فقالوا : لما ذا لم تخضع للملك بهيئة الرّكوع؟ فقال : لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن يركع له احد ، وكان يسلّم عليه وقال الله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً) (٢) ولا يجوز الركوع والسّجود لغير الله ،

قالوا : فلم جلست بجنب الملك؟ قال : لانّه لم يكن مكان خال غيره ، قالوا :

__________________

(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٧٢ ط حيدرآباد.

(٢) النور ـ ٦١

٢١

فلم أخذت نعليك بيدك وهو مناف للأدب ، قال : خفت أن يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعل رسول الله ص.

فقالوا : ان أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله ص ، بل ولدوا بعد المأة فما فوق من وفاته ص ، كل هذا والترجمان يترجم للملك كما يقوله العلّامة ، فقال للملك : قد سمعت اعترافهم هذا ، فمن اين حصروا الاجتهاد فيهم ولم يجوّزوا الأخذ من غيرهم ، ولو فرض انه اعلم.

فقال الملك : ألم يكن احد من أصحاب المذاهب في زمن النبي صلى الله ، عليه وآله ولا الصّحابة؟ قالوا : لا ، قال العلامة : ونحن نأخذ مذهبنا عن على بن أبى طالب نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأخيه وابن عمه ووصيّه وعن أولاده من بعده»

فسأله عن الطّلاق ، فقال : باطل ، لعدم الشهود العدول ، وجرى البحث بينه وبين العلماء حتى ألزمهم جميعا ، فتشيّع الملك ، وخطب ، بأسماء الأئمّة الاثني عشر في جميع بلاده ، وأمر فضربت السّكّة بأسمائهم وأمر بكتابتها على المساجد والمشاهد ، قال المجلسي : والموجود بإصبهان في الجامع القديم في ثلاثة مواضع بتاريخ ذلك الزّمان ، وفي معبد (بيرمكران لنجان) ومعبد (الشيخ نور الدّين النطنزي) من العرفاء وعلى منارة دار السّيادة الّتي أتمها السلطان المذكور بعد ما ابتدأ بها اخوه «غازان» كله من هذا القبيل ، وكان من جملة القائمين بمناظرته الشيخ نظام الدّين عبد الملك المراغي أفضل علماء الشّافعيّة فغلبه العلّامة ، واعترف المراغي بفضله كما عن تاريخ الحافظ (آبرو) من علماء السنّة وغيره. إلخ.

ولأجل هذا السلطان صنّف العلّامة كتابي «كشف اليقين» و «منهاج الكرامة» وحكى هذه القصّة صاحب مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ (آبرو) وغيره ـ وآبرو لفظ فارسي ترجمته بالعربيّة : (ماء الوجه) ـ قال : حيث وقع في نفس اولجايتو محمد خدا بنده اتباع مذهب الإماميّة أمر بإحضار علمائهم فلمّا حضر العلّامة وغيره من علماء هذه الطائفة تقرر ان يحضر من علماء السّنّة الخواجه نظام الدّين عبد الملك المراغي الّذي هو أفضل علماء الشّافعيّة بل أفضل علماء

٢٢

السّنّة مطلقا ، فحضر وتناظر مع العلامة في الإمامة فاثبت العلّامة مدّعاه بالبراهين والأدلّة القاطعة ، وظهر ذلك للحاضرين بحيث لم يبق موضع للشّكّ فقال الخواجه نظام الدّين عبد الملك : قوّة هذه الأدلّة في غاية الظهور أما انّ السّلف حيث سلكوا طريقا ، والخلف لأجل الجام العوام ودفع تفرقة الإسلام اسبلوا السّكوت عن زلل أولئك ، ومن المناسب عدم هتك ذلك الستر!!». (١)

وقال صاحب الحدائق في اللؤلؤة ـ بعد ذكره للعلامة واطرائه ـ : ومن لطائفة أنّه ناظر أهل الخلاف في مجلس السلطان محمد خدابنده أنار الله برهانه وبعد إتمام المناظرة وبيان حقيقة مذهب الإماميّة الاثنى عشريّة ، خطب الشّيخ قدس سره خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصّلاة على رسوله والأئمة عليهم السّلام ، فلما استمع ذلك السّيّد الموصلي الّذي كان من جملة المنكوبين بالمناظرة ، قال : ما الدّليل على جواز توجيه الصّلاة على غير الأنبياء ، فقرأ الشيخ في جوابه بلا انقطاع الكلام :

«الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (٢)

فقال الموصلي ـ على طريق المكابرة ـ : ما المصيبة الّتي اصابتهم حتى انهم يستوجبون بها الصّلاة؟ فقال الشيخ : من أشنع المصائب وأشدّها أن حصل من ذراريهم مثلك الّذي يرجح المنافقين الجهال المستوجبين اللّعنة والنّكال ، على آل رسول الملك المتعال ، فاستضحك الحاضرون وتعجبوا من بداهة آية الله في العالمين» (٣)

أدبه وشعره :

يظهر مما كتبه المترجمون للشيخ الإمام ، أنّ له أدبا جيّدا ، وقريضا (٤) حسنا ،

__________________

(١) أعيان الشيعة ج ٢٤ ص ٢٩١.

(٢) البقرة ـ ١٥٦ ـ ١٥٧

(٣) عن مقدمة إحقاق الحق ص ٤٢.

(٤) القريض : المقروض الشعر لانه اقتطاع من الكلام

٢٣

غير انّه لم يكثر في النّظم ، وانما وصلت إلينا بعض أبيات متناثرة روى عنه انه نظمها في مناسبات خاصّة ، والعادة تقتضي في أمثاله ممّن يحسنون النّظم ان يكونوا قد نظموا شيئا معتدا به من الشّعر ، ولعل الأمر في شيخنا العلّامة كذلك غير ان صيته الطّائر في العلم صرف انظار النّاس عن ذوقه الادبي فضاعت إشعاره على مرور الزّمن.

وقد رويت له أبيات من الشعر قليلة ، فقد نقل الروضات البيتين الّذين ردّ بهما على ابن تيمية حينما أبلغ أنه ألّف في ردّه كتابا :

لو كنت تعلم كل ما علم الورى

طرّا لصرت صديق كل العالم

لكن جهلت فقلت ان جميع من

يهوى خلاف هواك ليس بعالم (١)

وقال الأفندي في رياض العلماء ـ وكان ـ أي العلامة ـ أديبا ـ شاعرا ماهرا ، وقد رأيت بعض إشعاره ببلدة أردبيل ، وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم ـ ونقل عنه هذين البيتين :

لست في كل ساعة أنا محتاج

ولا أنت قادر ان تنيلا

فاغتنم حاجتي ويسرك فأحرز

فرصة تسترق فيها الخليلا

وكتب الى العلّامة الطّوسي في صدر كتاب وأرسله إلى عسكر السلطان خدابنده مترخصا للسفر الى العراق من السلطانية ـ الأبيات التّالية :

محبتي تقتضي مقامي

وحالتي تقتضي الرّحيلا

هذان خصمان لست اقضي

بينهما خوف ان اميلا

ولا يزالان في اختصام

حتى نرى رأيك الجميلا

__________________

(١) روضات الجنات ج ٣ ص ١٧٧.

٢٤

تلاميذه :

نقل عن أعيان العصر للصفدى انه وصف العلامة فقال : «وكان ريّض (١) الأخلاق حليما ، قائما بالعلوم حكيما ، طار ذكره في الأقطار ، واقتحم النّاس إليه المخاوف والاخطار وتخرج به اقوام» (٢)

وعن ابن حجر في الدرر الكامنة ج ٢ ص ٧٢ : «وتخرج به جماعة في عدة فنون» (٣)

وعن الميرزا عبد الله الأفندي : «وأفاد وأجاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصّة بل العامّة أيضا كما يظهر من إجازات علماء الفريقين» (٤)

ولا شك ان ما وصل إلينا من ثبت لأسماء تلاميذه في المصادر التي ترجمت له ، لا يعبّر إلّا عن أشهر من عرفوا بالتلمذة عليه ، وإلا فإنّ مدرسته كانت تضم عددا كبيرا من فضلاء ذلك العصر وليس باستطاعتنا أن نذكر كلّ من أشارت المصادر الى تلمذته عليه ، وإنّما نكتفي هنا ، بأشهر تلاميذه المعروفين ، وهم :

١ ـ ولده الشيخ الفقيه الكبير فخر الدين محمد بن الحسن الحلي المعروف ب «فخر المحققين» جاء في المسائل التي سألها عنه تلميذه السيد حيدر الآملي : بعد الحمد والصلاة هذه مسائل سئلتها عن جناب الشيخ الأعظم سلطان العلماء في العالم مفخر العرب والعجم قدوة المحققين مقتدى الخلائق أجمعين أفضل المتقدمين والمتأخرين. إلخ» (٥)

٢ ـ الشيخ المحقّق قطب الدّين الرازي البويهي ، شارح الشمسيّة والمطالع ، قال الشهيد في إجازته لابن الخازن «حضرت في خدمته ـ اى قطب الدين الرازي ـ قدس الله لطيفه بدمشق عام ٧٦٨ واستفدت من

__________________

(١) راض نفسه بمعنى حلم فهو ريّض والريض في العلم المذلّل نفسه لذلك (مجمع)

(٢) (٣) (٤) مقدمة الألفين ص ٢٤.

(٥) خاتمه المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ ط حجر.

٢٥

انفاسه ـ حتى يقول ـ وكان تلميذا خاصا للشيخ الامام جمال الدين» (١) ،

٣ ـ المحقّق السيد عميد الدين عبد المطلب الحسيني الأعرجي الحلي ، وهو ابن أخت العلامة.

٤ ـ السيد احمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة الصادقي الحلبي.

٥ ـ الشيخ زين الدين أبو الحسن على بن احمد بن طراد المطاربادي ٦ ـ السيد محمد بن على الجرجاني ، شارح المبادي في الأصول.

٧ ـ المحقّق النسابة السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن معية الحسنى الحلي.

٨ ـ المحقّق السيد ضياء الدّين عبد الله الأعرجي الحلي ، وهو ابن أخت العلامة أخو عميد الدين المذكور.

٩ ـ الشيخ رضيّ الدّين أبو الحسن على بن أحمد المزيدي الحلّي.

١٠ ـ السيد جمال الدين الحسيني المرعشي الطبرسي الآملي.

١١ ـ السيد النسابة مهنّا بن سنان المدني الحسيني الأعرجي.

١٢ ـ الشيخ أبو الحسن محمد الأسترابادي.

١٣ ـ السيد تاج الدّين حسن السرابشنوى.

١٤ ـ الشيخ تقي الدّين إبراهيم بن الحسين بن على العاملي.

١٥ ـ المولى زين الدّين النيسابوري.

١٦ ـ المولى تاج الدين محمود بن زين الدين محمد بن عبد الواحد الرازي.

١٧ ـ السيد شمس الدين الحلي.

١٨ ـ المولى زين الدين على السّروسي الطبرسي.

كتبه ومؤلفاته :

نقل الشيخ فخر الدّين الطريحي عن بعض الأفاضل : انه وجد بخطّه ـ

__________________

(١) البحار ج ١٠٧ ص ١٨٨.

٢٦

اى العلامة ـ خمسمائة مجلّد من مصنّفاته غير خطّ غيره من تصانيفه (١)

وعن بعض شراح التجريد ، : إن للعلّامة نحوا من ألف مصنّف.

وقال صاحب الحدائق في اللؤلؤة «قيل : وزّعت تصانيف العلامة على أيّام عمره من ولادته الى موته فكان قسط كل يوم كرّاسا (٢) ، مع ما كان عليه من الاشتغال بالإفادة والاستفادة والتّدريس والأسفار ، والحضور عند الملوك ، والمناظرات مع الجمهور ، والقيام بوظائف العبادة والمراسم العرفيّة ، ونحو ذلك من الأشغال ، وهذا هو العجب العجاب الذي لا شكّ فيه ولا ارتياب» الى غير ذلك من كلمات الأصحاب.

وقد ذكر العلّامة نفسه عدة من كتبه ، في كتابه «خلاصة الأقوال في معرفة الرجال» فبلغت ٧٥ كتابا ولكنّها ليست كل مؤلفاته التي بقيت منه ، وقد جمعها العلامة محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة) ورتبها حسب المواضيع ، وهي ما يلي (٣) :

في الفقه :

١ ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب ذكر فيه خلاف علمائنا خاصّة ومستند كل قائل مع الترجيح لما صار إليه ، وقد طبع ببلدة تبريز.

٢ ـ تذكرة الفقهاء ، ذكر فيه خلاف علماء الإسلام في كل مسئلة مع تأييد قول الشيعة خرج منه الى النّكاح أربعة عشر جزءا طبع.

٣ ـ إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان ، طبع ـ وهو المتن لكتابنا هذا ـ ٤ ـ تحرير الفتاوى والأحكام ، طبع.

٥ ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام.

٦ ـ غاية الأحكام في تنقيح تلخيص المرام.

٧ ـ تسليك الأفهام في معرفة الأحكام.

٨ ـ تسبيل الأذهان إلى معرفة أحكام الإيمان.

__________________

(١) مجمع البحرين مادة (علم)

(٢) الكرّاس والكراسة الجزء من الكتاب ، مجموعة صغيرة دون الكتاب (المنجد)

(٣) وقد نقلنا ذلك عن مقدمة إحقاق الحق للعلامة آية الله النجفي المرعشي دام ظله.

٢٧

٩ ـ قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ، طبع مرتين.

١٠ ـ تهذيب النفس في معرفة المذاهب الخمس.

١١ ـ تنقيح قواعد الدين المأخوذة عن آل يس.

١٢ ـ المعتمد في فقه الشريعة.

١٣ ـ مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، طبع.

١٤ ـ تبصرة المتعلّمين في أحكام الدّين ، طبع مرّات بايران وغيرها وعليها شروح وتعاليق.

١٥ ـ مدارك الأفهام ، خرج منه الطهارة والصّلاة.

١٦ ـ المنهاج في مناسك الحاج.

١٧ ـ رسالة في واجبات الوضوء والصلاة الفها باسم الوزير «ترمتاش أو طرمتاش» ١٨ ـ رسالة في نيّة الصّلاة.

١٩ ـ تعليقة على خلاف الشيخ.

٢٠ ـ تعليقة على المعتبر ـ

أصول الفقه

٢١ ـ غاية الوصول في شرح مختصر الأصول.

٢٢ ـ مبادئ الوصول الى علم الأصول.

٢٣ ـ النكت البديعة في تحرير الذريعة ، اى ذريعة سيدنا المرتضى علم الهدى.

٢٤ ـ نهج الوصول الى علم الأصول.

٢٥ ـ نهاية الوصول الى علم الأصول.

٢٦ ـ منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول.

٢٧ ـ تهذيب طريق الوصول الى علم الأصول.

٢٨ ـ تعليقة على عدّة الشيخ في الأصول.

٢٩ ـ تعليقة على المعارج لشيخه المحقق.

٢٨

في الكلام والمناظرة :

٣٠ ـ معارج الفهم في شرح النّظم ـ اى نظم البراهين ـ

٣١ ـ نظم البراهين في أصول الدين ـ متن الكتاب السابق ـ

٣٢ ـ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة ٣٣ ـ نهاية المرام في علم الكلام.

٣٤ ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد ، طبع.

٣٥ ـ تسليك النفس إلى حظيرة القدس.

٣٦ ـ مناهج اليقين أو منهاج اليقين.

٣٧ ـ أنوار الملكوت في شرح الياقوت لإبراهيم النوبختي في الكلام.

٣٨ ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ، طبع مرات بالهند وإيران.

٣٩ ـ نهج المسترشدين في أصول الدين ، مطبوع.

٤٠ ـ مقصد الواصلين في معرفة أصول الدّين.

٤١ ـ منهاج الهداية ومعراج الدّراية.

٤٢ ـ كشف الحق ونهج الصدق.

٤٣ ـ الهادي في العقائد.

٤٤ ـ واجب الاعتقاد في الأصول والفروع.

٤٥ ـ تحصيل السداد في شرح واجب الاعتقاد.

٤٦ ـ منهاج الكرامة.

٤٧ ـ الألفين الفارق بين الصدق والمين. طبع مرات.

٤٨ ـ الرسالة السّعدية في الكلام ، مطبوعة.

٤٩ ـ رسالة في تحقيق معنى الإيمان.

٥٠ ـ إيضاح مخالفة أهل السّنّة للكتاب والسّنّة.

٥١ ـ رسالة في خلق الأعمال.

٥٢ ـ كتاب في التناسب بين الأشعريّة والفرق السوفسطائية.

٥٣ ـ الباب الحادي عشر في أصول الدين.

٢٩

٥٤ ـ أربعون مسئلة في أصول الدين.

٥٥ ـ تعليقة على شرحه للتجريد

٥٦ ـ استقصاء النظر في القضاء والقدر.

في الفلسفة والمنطق :

٥٧ ـ القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهيّ.

٥٨ ـ الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة.

٥٩ ـ المقاومات ، قال في الخلاصة : باحثنا فيه الحكماء السّابقين وهو يتم مع تمام عمرنا.

٦٠ ـ حل المشكلات من كتاب التلويحات.

٦١ ـ إيضاح التلبيس من كلام الشيخ الرئيس.

٦٢ ـ إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد ، مطبوع.

٦٣ ـ لبّ الحكمة.

٦٤ ـ إيضاح المعضلات من شرح الإشارات.

٦٥ ـ شرح حكمة الإشراق.

٦٦ ـ نهج العرفان في علم الميزان.

٦٧ ـ تحرير الأبحاث في معرفة العلوم الثلاث (المنطق ، الطبيعي ، الإلهي).

٦٨ ـ كاشف الأستار في شرح كشف الأسرار.

٦٩ ـ الدّر المكنون في علم القانون (اى المنطق).

٧٠ ـ مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق.

٧١ ـ كشف الخفاء من كتاب الشفاء في الحكمة لابن سينا.

٧٢ ـ القواعد الجليّة في شرح رسالة الشمسيّة في المنطق.

٧٣ ـ الجوهر النضيد في شرح منطق التّجريد. مطبوع.

٧٤ ـ بسط الإشارات في شرح إشارات ابن سينا.

٧٥ ـ محصل الملخّص.

٣٠

٧٦ ـ الإشارات إلى معاني الإشارات. (١)

٧٧ ـ النور المشرق في علم المنطق.

٧٨ ـ التّعليم الثاني العام.

٧٩ ـ كشف المشكلات في كتاب التلويحات ، ولعله بعينه «حل المشكلات» الذي سبق ذكره.

٨٠ ـ التعليقة على كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد.

في التفسير :

٨١ ـ نهج الايمان في تفسير القرآن.

٨٢ ـ القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

في الحديث :

٨٣ ـ استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار.

٨٤ ـ النهج الوضّاح في الأحاديث الصّحاح.

٨٥ ـ الدّر والمرجان في الأحاديث الصّحاح والحسان.

٨٦ ـ جامع الأخبار ، أو مجامع الأخبار.

٨٧ ـ مصابيح الأنوار.

٨٨ ـ خلاصة الأخبار.

في النحو

٨٩ ـ بسط الكافية وهو اختصار شرح الكافية في النحو.

٩٠ ـ المطالب العليّة في علم العربيّة.

٩١ ـ المقاصد الواقية ، بفوائد القانون والكافية.

٩٢ ـ كشف المكنون من كتاب القانون.

__________________

(١) نقول : ولعله المراد ممّا نقله في مجمع البحرين قال : قال الشيخ البهائي رحمه الله : من جملة كتبه ، كتاب شرح الإشارات ولم يذكره في عدد الكتب المذكورة هنا يعني في الخلاصة قال : وهو موجود عندي بخطه انتهى (مجمع البحرين)

٣١

في الرجال

٩٣ ـ كشف المقال في معرفة الرّجال.

٩٤ ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرّجال. طبع مرات.

٩٥ ـ تلخيص فهرست الشيخ.

٩٦ ـ إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة.

في الأدعية :

٩٧ ـ الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمة الطّاهرة.

٩٨ ـ منهاج الصلاح ، في اختصار المصباح.

في الفضائل :

٩٩ ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ع.

١٠٠ ـ جواهر المطالب في فضائل أمير المؤمنين (ع).

كتب متنوعة :

١٠١ ـ تلخيص شرح نهج البلاغة لميثم البحراني.

١٠٢ ـ رسالة في شرح الكلمات الخمس لأمير المؤمنين في جواب صاحبه كميل بن زياد.

١٠٣ ـ كتاب في الإجازات.

١٠٤ ـ أجوبة مسائل السيد مهنّا بن سنان المدني.

١٠٥ ـ أجوبة مسائل أخرى له أيضا.

١٠٦ ـ رسالة في حكمة النسخ جوابا لسؤال السلطان خدابنده.

١٠٧ ـ رسالة في جواب سؤالين لرشيد الدين فضل الله الهمداني الوزير. هذا وهناك مصنفات اخرى له رحمه الله جاء ذكرها في الكتب الموسوعية المؤلفة ، بهذا الصّدد كالذّريعة وغيرها.

وللعلّامة الحلي وصيّة الى ولده فخر المحققين ، حوت مواعظ وحكما شتّى ذكرها أكثر من ترجم للعلّامة ولكنّا نترك ذكرها تجنّبا للتطويل ، ومن أراد فليراجع كتاب قواعد الأحكام للعلّامة (ص ٣٤٦ ط طهران) (١)

__________________

(١) راجع أيضا إيضاح الفوائد في شرح القواعد ج ٤ ص ٧٥٢ طبع قم

٣٢

وفاته ومدفنه :

توفي (١) رحمه الله يوم السّبت ٢١ محرّم الحرام سنة ٧٢٦ ، ونقل الى النجف الأشرف ، ودفن الى جوار قبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حجرة عن يمين الدّاخل إلى الحضرة الشريفة من جهة الشمال ، وقبره ظاهر معروف يزار.

هذا ما تيسر لنا من عرض لحياة الإمام العلّامة ، في هذه العجالة ، والحق ان شخصية كشخصيّة الامام ابن المطهر لا يؤدّى حقّها في الدراسة والعرض ، إلّا بتحقيق مستوعب لجوانب حياة هذا الجهبذ (٢) ، ودراسة متقنة عن مؤلفاته الّتي احتلّت مقام الصّدارة في كل موضوع تطرّقت إليه ، ويكفي لجهدنا الوضيع هذا فخرا إذا استطاع ان يشير إلى هذه الشخصيّة النّادرة من بعيد.

هذا من العلّامة الحلي مؤلّف متن هذا الكتاب ـ الذي نحن بصدد تقديمه للقراء ـ وأمّا شارح المتن فهو الإمام الزّاهد :

المقدّس الأردبيلي قدس سره

قال العلّامة الحر العاملي في تذكرة المتبحّرين : «المولى الأجل الأكمل ، أحمد بن محمد الأردبيلي كان عالما ، فاضلا ، مدققا ، عابدا ، ثقة ، ورعا ، عظيم الشأن ، جليل القدر» (٣)

وقال العلّامة محمد بن على الأردبيلي : «أحمد بن محمد الأردبيلي رحمه الله أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من ان يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ، كان متكلما ، فقيها ، عظيم الشأن ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه ، واعبدهم ، وأتقاهم» (٤)

وقال المحدّث النوري : العالم الرّباني والفقيه المحقّق الصمداني ، المولى احمد بن محمد الأردبيلي المتوفى سنة ٩٩٣ ـ الذي غشي شجرة علمه وتحقيقاته

__________________

(١) توفي في ليلة حادي عشر من المحرم سنة ست وعشرين وسبعمأة ومولده تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وستمائة (مجمع البحرين)

(٢) الجهبذ بالكسر : النقاد الخبير ـ القاموس.

(٣) نقلا عن معجم رجال الحديث للإمام الخويي ج ٢ ص ٢٢٩.

(٤) جامع الرّواة ج ١ ـ ص ٦١.

٣٣

أنوار قدسه وزهده وخلوصه وكراماته (١)»

وقال المحدث الشيخ عباس القمّي : «المولى الأجل العالم الرّباني والمحقّق الفقيه الصمداني مولانا احمد بن محمد الأردبيلي النجفي ، أمره في الثقة والجلالة والفضل والنبالة والزهد والدّيانة والورع والأمانة أشهر من ان يحيط به قلم أو يحويه رقم ، كان متكلما فقيها ، عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة أورع أهل زمانه واعبدهم وأتقاهم ، وكفى في ذلك ما قال العلّامة المجلسي ره : والمحقّق الأردبيلي في الورع والتقوى والزّهد والفضل بلغ الغاية القصوى ، ولم اسمع بمثله في المتقدّمين والمتأخرين جمع الله بينه وبين الأئمة الطاهرين (٢) وبهذا يعرف أن شخصيّة المحقّق الأردبيلي من النماذج الإنسانيّة الفذّة الّتي يصحّ ان توصف حقا ـ بأنّ الأمّهات عقمت عن مثله ، فهو بالإضافة إلى عبقريّته العلميّة الّتي لا يلبث قارئ كتاب ـ هذا شرح الإرشاد ـ ان يعترف له بها ، بعد تصفّح يسير لما تضمّنه من تحقيق وتدقيق ، ـ أصبح مضرب الأمثال في الورع الطّاهر والتّقي النّزيه ، الذي رفع به الى مصافّ الصدّيقين الذين تشحّ بأمثالهم أرحام الأمهّات. ولعل في بعض ما روته كتب التّراجم من قضاياه النّادرة إلقاء لبعض الضوء على شخصيته النادرة المثيل ، وإليك طرفا منها :

بعض قضاياه وأحواله :

قال المحدّث النّوري في خاتمة المستدرك : «وفي الأنوار النعمانيّة للسيّد نعمة الله الجزائري أنّه رحمه الله كان في عام الغلاء يقاسم الفقراء فيما عنده من الأطعمة ويبقى لنفسه مثل سهم واحد منهم وقد اتفق انه فعل في بعض السنين الغالية ذلك ، فغضبت عليه زوجته وقالت : تركت أولادنا في مثل هذه السّنة يتكففون النّاس ، فتركها ومضى عنها الى مسجد الكوفة للاعتكاف فلمّا كان اليوم الثّاني جاء رجل مع دوابّ حملها الطّعام الطيّب من الحنطة الصافية و

__________________

(١) خاتمة المستدرك ج ٣ ص ٣٩٢.

(٢) الكنى والألقاب ج ٣ ص ١٦٦.

٣٤

الطحين الجيد الناعم ، فقال : هذا بعثه إليكم صاحب المنزل ، وهو معتكف في مسجد الكوفة فلما جاء المولى من الاعتكاف ، أخبرته زوجته بأنّ الطّعام الّذي بعثته مع الأعرابي طعام حسن ، فحمد الله تعالى ، وما كان له خبر منه» (١)

وقال في روضات الجنّات : «يحكى أن بعض الزوّار ، رآه في النجف فحسبه لرثّة (٢) ثيابه بعض الفقراء المتكسّبين ، فسأله : هل تغسل هذه الثياب بالأجرة؟ قال : نعم ، وواعده مكانا في الصّحن ليأتي بها إليه في الغد ، فأخذها وغسلها بنفسه ، واتى إلى الصّحن في الوقت المضروب فوجد صاحبها هناك فدفعها إليه وأراد ان يعطيه الأجرة فامتنع فأخبره بعض المارّة : ان هذا هو المقدّس الأردبيلي العالم الشهير ، فوقع على اقدامه معتذرا بأنّه لم يعرفه ، فقال : لا بأس عليك ، ان حقوق إخواننا المؤمنين أعظم من هذا.

قال : وكان يأكل ويلبس ما يصل إليه بطريق الحلال رديّا أم جيّدا ويقول : المستفاد من الأحاديث الكثيرة وطريقة الجمع بين الأخبار انّ الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده عند السّعة ، كما يحب الصبر على القناعة عند الضيّق ، فكان لا يرد من أحد شيئا ، ومتى أهدي إليه شي‌ء من الثياب النفسية لبسه فكانت تهدى إليه العمامة الغالية الثّمن فيلبسها ويخرج بها إلى الزّيارة ، فإذا سأله أحد شيئا قطع له قطعة منها وأعطاه إيّاها الى ان يبقى على رأسه يسير منها فيعود الى بيته ، ويلبس غيرها (٣)

وفي روضات الجنات عن حدائق المقرّبين ما ملخصه : «نقل ان منزلة كان بجنب المولى ميرزا جان الباغندي شريكه في الدّرس ، فكان الباغندي يسهر أكثر اللّيل في المطالعة ، والأردبيلي ينام من أوّل اللّيل ، ثم ينهض في السّحر لصلاة اللّيل ، وبعد الفراغ يفكر فيما فكرّ فيه الباغندي من أوّل اللّيل إلى أخره فيفهم في هذا التفكير القصير ما لم يكن فهمه الباغندي في التفكير الطّويل.

وكان في عصر الشاه عباس الأوّل الصّفوي ، وكان الشّاه يبالغ في تعظيمه في الغياب ويتعاهده بالصّلة ، ويكتب إليه بالتّوجه إلى بلاد إيران ، فيجيبه

__________________

(١) المستدرك ج ٣ ص ٣٩٢

(٢) الرث : الشي‌ء البالي (مجمع البحرين)

(٣) روضات الجنات ص ٢٢

٣٥

بالامتناع من ذلك ، والرّضا بما منّ الله عليه به من جوار قبور الأئمة الطّاهرين عليهم السّلام ، وكان الشاه عبّاس قد غضب على بعض أتباعه لتقصيره في الخدمة فالتجأ إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام وطلب من الأردبيلي كتاب شفاعة إلى الشّاة فكتب له هذه الكلمات :

«بانى ملك عاريت عبّاس بداند ، اگر چه اين مرد اول ظالم بود اكنون مظلوم مى‌نمايد چنانچه از تقصير او بگذرى شايد كه حق سبحانه وتعالى از پاره‌اى از تقصيرات تو بگذرد ، كتبه بنده شاه ولايت أحمد الأردبيلي»

وترجمته بالعربيّة : ليعلم باني الملك المستعار «عبّاس» أن هذا الرّجل وإن كان ظالما أول أمره فهو اليوم مظلوم ، فإذا عفوت عن تقصيره لعل الله يغفر لك بعض ذنوبك ، كتبه عبد سلطان الولاية أحمد الأردبيلي.

فأجابه عبّاس الصّفوي : «بعرض مى‌رساند عباس ، كه خدماتى كه فرموده بوديد به جان منّت داشته بتقديم رسانيد اميد كه اين محبّ را از دعاى خير فراموش نكنيد كتبه كلب آستانه على عباس»

وترجمته بالعربية : «يعرض عبّاس : أنّ الخدمات الّتي أمرت بها صارت قرينة الإذعان والمنّة ، يأمل هذا المحبّ أن لا ينساه من الدّعاء ، كتبه كلب باب علي : عباس».

وذكره في البحار ، في باب من رأى الإمام صاحب الزمان عليه السلام في الغيبة الكبرى قال : أخبرني جماعة عن السّيّد الفاضل : آمير علام ، قال : كنت في بعض الليالي في صحن الرّوضة المقدسة بالغري على مشرّفها السّلام ، وقد ذهب كثير من اللّيل فبينا أنا أجول فيها إذ رأيت شخصا مقبلا نحو الرّوضة المقّدسة فأقبلت إليه فلمّا قربت منه عرفته انّه استاذنا الفاضل العالم التقي الزّكي مولانا أحمد الأردبيلي قدّس الله روحه فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مغلقا فانفتح له عند وصوله إليه ودخل الرّوضة فسمعته يكلم كأنّه يناجي أحدا ، ثم خرج وأغلق الباب فمشيت خلفه حتى خرج من الغرّي وتوجه نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الّذي استشهد أمير المؤمنين عليه السّلام عنده ، ومكث طويلا ، ثم رجع وخرج من

٣٦

المسجد واقبل نحو الغري فكنت خلفه حتى قرب من الحنّانة ،

فأخذني سعال لم اقدر على دفعه ، فالتفت إلى ، فعرفني ، وقال : أنت مير علام؟ قلت : نعم ، قال : ما تصنع هاهنا؟ قلت : كنت معك حيث دخلت الروضة المقدّسة إلى الآن ، واقسم عليك بحق صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة من البداية إلى النّهاية.

فقال : أخبرك على أن لا تخبر به أحدا ما دمت حيّا ، فلمّا توثق ذلك منّي قال : كنت أفكّر في بعض المسائل وقد أغلقت عليّ فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين عليه السّلام واسأله عن ذلك ، فما وصلت إلى الباب فتح لي بغير مفتاح كما رأيت فدخلت الرّوضة وابتهلت الى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعت صوتا من القبر : ان ائت مسجد الكوفة وسل القائم صلوات الله عليه ، فإنّه امام زمانك ، فأتيت عند المحراب ، وسألته عنها فأجبت ، وها أنا أرجع إلى بيتي» (١)

أساتذته وتلاميذه

لم يعرف عن أساتذته شي‌ء على التفصيل وقد نقل عن حدائق المقرّبين : أنه قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلاميذ الشّهيد الثّاني ، وفضلاء العراقين والمشاهد المشرفّة» (٢)

وقال المحدث النوري في خاتمة المستدرك : العالم الفقيه السيد علي بن الحسين بن محمد بن محمد الشهير بالصائغ الحسيني العاملي الجزيني شارح الشرائع والإرشاد ، ويروي عنه المولى الأردبيلي أيضا كما صرح به العلامة المجلسي في أول الأربعين» (٣) وقال أيضا : «لم أعثر له على شيخ غيره» (٤) (٥)

ولكن العلامة الأمين ذكر في أعيان الشيعة نقلا عن حدائق المقربين : «و

__________________

(١) الكنى ج ٣ ص ١٦٧ نقلا من البحار

(٢) أعيان الشيعة ج ٩ ص ١٩٥.

(٣) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٣٩٢.

(٤) نفس المصدر ص ٣٩٥.

(٥) ويظهر مما افاده قدس سره في مبحث القبلة من شرح الإرشاد ، انه تلمذ في الهيئة عند خاله العلامة ، قال : وأهل هذا العلم (علم الهيئة) في هذا العصر قليل جدا ورأيناه منحصرا في خالي الذي ما سمح الزمان بمثله بعد نصير الملة والدين الى ان قال : ولنذكر هنا ما استفدنا من خدمته. إلخ المصحح.

٣٧

من مشايخه المولى جمال الدّين محمود تلميذ جلال الدّين الدّواني ، وكان ـ اى المقدّس الأردبيلي ـ شريكا في الدّرس عنده مع المولى عبد الله اليزدي ـ صاحب حاشية تهذيب المنطق للتّفتازاني ـ والمولى ميرزا جان الباغندي» (١)

واما تلاميذه : فمنهم السيد أمير علام الّذي رويت عنه القضيّة الآنفة حول رؤية المقّدس الأردبيلي لمولانا الحجة عجل الله فرجه ،

ومنهم الأمير فضل الله التفريشي

«ولما سئل عن المولى المقدّس الأردبيلي عند وفاته عمن يستحق ان يرجع إليه بعده ، قال : اما في الشرعيّات فالى الأمير علّام ، واما في العقليّات فالى الأمير فضل الله» (٢)

وفي أعيان الشيعة : «قرأ عليه جملة من الأجلاء كصاحبي المعالم والمدارك ، ويقال : انهما لما وردا العراق طلبا منه درسا خاصّا بهما وان يبين لهما نظره فقط ، ان كان له نظر مخالف في المسألة ، فأجابهما الى ذلك ، فكانا يقرآن كثيرا من المسائل بدون ان يتكلم فيها بشي‌ء ، فكان طلبة العجم من تلامذته يهزءون بهما فيقول لهم الأردبيلي : قريبا يذهب هذان الى جبل عامل ويصنفان المصنّفات ، وتقرؤون فيها ، فكان كما قال : صنف الشيخ حسن ، المعالم والسّيد محمد ، المدارك ، وجاءت الى العراق وقرأ فيها النّاس.

ومن تلاميذه المولى عبد الله التستري ، قال التّقي المجلسي في شرح مشيخة الفقيه : كان ملا عبد الله الحسين التستري قرأ على شيخ الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيلي» (٣)

مصنفاته

١ ـ زبدة البيان في شرح آيات أحكام القرآن ـ مطبوع ـ

٢ ـ مجمع الفائدة والبرهان ، في شرح إرشاد الأذهان ـ وهو هذا الكتاب ـ شرع فيه بكربلاء في شهر رمضان ٩٧٧ وفرغ منه ٩٨٥ (٤) وقد طبع بالحجر

__________________

(١) أعيان الشيعة ج ٩ ص ١٩٥.

(٢) خاتمة المستدرك ج ٣ ص ٣٩٥.

(٣) أعيان الشيعة ج ٩ ص ١٩٦.

(٤) الذريعة ج ٢٠ ص ٣٥.

٣٨

٣ ـ حديقة الشّيعة في تفصيل أحوال النّبي والأئمة ـ بالفارسيّة ـ مطبوع ٤ ـ شرح إلهيّات التجريد.

٥ ـ إثبات الإمامة ـ بالفارسيّة.

٦ ـ إثبات الواجب تعالى ، قال في الذّريعة : «هو رسالة في أصول الدّين بسط فيها الكلام في الإمامة وأول أبوابه في إثبات الواجب باختصار وعبّر عنه في كتاب حديقة الشّيعة برسالة إثبات الواجب ، وفي فهرست الخزانة الرّضويّة برسالة أصول الدين»

وعلق في أعيان الشيعة على هذا الكلام : «ولكن كلامه المنقول عن حديقة الشّيعة يدل على أنّ رسالة أصول الدّين غير رسالة إثبات الواجب» (١)

٧ ـ تعليقات على شرح المختصر العضدي ٨ ـ تعليقات على خراجية المحقّق الثاني ـ مطبوعة ـ

٩ ـ استيناس المعنويّة ، حكاه في الذّريعة عن فهارس بعض مكاتب الهند. ويظهر من تضاعيف كلماته في شرح الإرشاد انه له رسائل مختلفة في الفقه منها تعليقاته على القواعد كما يظهر من بحث التيمم

وفاته ومدفنه :

قال في أعيان الشيعة : «توفي في صفر سنة ٩٩٣ ، ودفن في الحجرة الّتي عن يمين الدّاخل إلى الرّوضة المقدّسة ، وكل من يدخل إلى الروضة أو يخرج لا بدّ ان يقرأ له الفاتحة كالعلّامة الحلّي المدفون في الحجرة التي عن يسار الدّاخل.

الكتاب :

والى هنا ينتهي بنا المطاف في عرضنا هذا الخاطف لمؤلّف هذا الكتاب الجليل «مجمع الفائدة والبرهان ، في شرح إرشاد الأذهان»

واما الكتاب نفسه ، فهو من أشهر موسوعات الفقه الاستدلالي ، وأحسنها تدقيقا وتحقيقا ، ولكن المؤسف ان قسما منه ضاع على مرور الزّمن.

وقد نقل المحدّث النوري «عن السّيّد الجليل السيد حسين القزويني في مقدّمات جامع الشرائع انه قال : له تأليفات حسنة منها شرح الإرشاد وقد ظفرت

__________________

(١) الأعيان ج ٩ ص ١٩٢.

٣٩

بأكثره ولم أظفر بشرح كتاب النّكاح والطّلاق والعتق الى كتاب المواريث إلّا المآكل والمشارب في البين ، والظّاهر أنّه ره أتمّه ولكن ضاع من حوادث الزّمان على ما يظهر من بعض كلماته في شرح آيات الأحكام ـ انتهى قال : قلت : وكذا كتاب العطايا والوصايا إلّا قليلا من كتاب الهبة» (١)

والّذي عثرنا عليه من الكتاب يشتمل على الكتب التالية :

كتاب الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الخمس ، الصّوم ، الاعتكاف ، الحج ، الجهاد ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، المتاجر ، الشفعة ، الديون ، الرهن ، الحجر ، الضمان ، الحوالة ، الكفالة ، الصلح ، الإقرار ، الإجارة المضارعة والمساقاة ، الجعالة ، السبق والرماية ، الشركة ، المضاربة ، الوديعة ، اللقطة ، الغصب ، الصيد والذبائح ، الأطعمة والأشربة ، الميراث ، القضاء ، الشهادات ، الحدود ، الجنايات ، الديات.

«بين يدي التحقيق»

ولما كان الكتاب من المصادر العلمية القيمة ، ومن أمهات الكتب الفقهية الجعفرية والنسخة المطبوعة ، مع ندرتها جدا ، مع الأسف كانت كثيرة الأغلاط وصعبة التناول غير بينة المآخذ ـ قامت لجنة من رواد العلم وجهابذة الفن من حجج الإسلام.

١ ـ الحاج آقا مجتبى العراقي

٢ ـ الحاج الشيخ علي پناه الاشتهاردى

٣ ـ الحاج آقا حسين اليزدي الأصفهاني دامت بركاتهم لتحقيق الكتاب المذكور وتنميقه وتصحيحه والتعليق عليه والاشراف على طبعه

وقد قامت هذه اللجنة بعدة اعمال علمية في الكتاب ، لتخرجها على طراز حسن ، من حيث الشكل والعرض ، ولتقدمها بين يدي الدارسين والعلماء ، سهلة المأخذ ، يسيرة المورد ، ولتخفّف ـ مهما أمكن عن جهد المراجع للكتاب في طريق وصوله الى مقصود المؤلف في عباراته المقتضبة ، وإشاراته العابرة.

__________________

(١) خاتمة المستدرك ج ٣ ص ٣٩٤.

٤٠