صلىاللهعليهوآله ينبئ خبر الأولين والأخرين وعن يوم الدين ، وقبل علمه صلىاللهعليهوآله بيان الأحكام من الحلال والحرام والحدود والأحكام.
وعلى الرابع : علمه بيان كل شئ يحتاج الناس اليه.
( الشمس والقمر بحسبان ) قال ابن عباس : منازلهما بالحساب ، ويقال معلقان بين السماء والأرض ، ويقال عليهما حساب ولهما آجال كآجال الناس (١).
وقيل يعنى بهما حساب الأوقات والآجال ، ولو لا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب ما يريد. وقيل الحسبان هو الفلك تشبيهاً بحسبان الرحى وهو ما يدور الحجر بدورانه. وقيل بحسبان أي بحساب معلوم وتقدير سوي بجريان في بروجهما ومنازلهما ، وفي ذلك منافع للناس عظيمة منها علم السنين والحساب. وقيل يجريان في بروجهما وتتسق بذلك أمور الكائنات وتختلف الفصول والأوقات ويعلم السنون والحساب.
( والنجم والشجر ) قيل : النجم ما ليس له ساق من النبات كالبقول ، والشجر ماله ساق يبقى في الشتاء. وسجودها ظلها. وقيل النجم هو الكوكب وسجوده طلوعه ، وعن مجاهد النجم نجوم السماء (٢).
والقول الأول أظهر ، لأنه ذكر مع الشجر في مقابلة الشمس والقمر ، ولأنهما ارضيان في مقابلة سمائيين.
( يسجدان ) ينقادان لله تعالى فيما يريد بهما طبعاً انقياد الساجدين من المكلفين طوعاً.
أقول : نسبة السجود أو الصلاة أو العبادة الى الأجرام العلوية هو انقيادها لله تعالى عز وجل وقد قال الحكيم السبزوارى « قده » :
__________________
١) تنوير المقباس تفسير ابن عباس بهامش الدر المنثور ٥ / ٣١٤.
٢) الدر المنثور ٦ / ١٤١.