المستعدين ، ولذلك
قال « علم القرآن
» ولم
يقل علم الفرقان كما في قوله تعالى « تبارك الذي نزل الفرقان
» فان الكلام
الالهي قرآن باعتبار الجمع والبداية فرقان باعتبار الفرق والنهاية ، فهو بهذا
المعنى لا يتوقف على خلق الانسان وظهوره في هذا العالم ، وانما الموقوف عليه تعليم
البيان ، ولذا قدم تعليم القرآن على خلق الانسان وخلقه على تعليم البيان.
(
خلق
الأنسان )
فيه أربعة تفاسير :
الاول : ان المراد به جنس الانسان ، أي
جميع الناس.
الثانى : ان المراد به آدم ابو البشر عليهالسلام.
الثالث : محمد صلىاللهعليهوآله أفضل البرية والعلة الغائية لخلق
الممكنات المخاطب بلولاك لما خلقت الأفلاك.
الرابع : المراد به أميرالمؤمنين علي عليهالسلام باب مدينة خاتم النبيين صلىاللهعليهوآله .
(
علمه
البيان )
فيه أيضاً أربعة تفاسير :
فعلى الأول : يعني علم آدم أسماء كل شئ
، كما قال تعالى « وعلم
آدم الأسماء كلها » . وقيل : علمه اللغات كلها ، وكان آدم
يتكلم بسبعمائة لغة أفضلها العربية.
وعلى الثانى : يكون معنى علمه البيان
علمه النطق الذي يتميز به عن سائر الحيوانات ، وقيل علمه الكتابة والفهم والافهام
في عرف ما يقول وما فعاله ، وقيل علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به.
وعلى الثالث : علم محمداً صلىاللهعليهوآله بيان ما كان وما بكون ، لأنه
__________________