فأول بر منهم كان خلعة
|
|
وآخر برمنهم صار لي كفن
|
ومن قصيدة لهفية للسيد يحيى
القرطبي الأندلسي عند انقراض السلطنة الاسلامية واستيلاء الأروبيين في فتنة
الأندلس وهو من جملة الأسرى ، أولها :
لكل شئ اذا ماتم نقصان
|
|
فلا يغر بطيب العيش انسان
|
هي الأمور كما شاهدتها دول
|
|
من سره زمن ساءته أزمان
|
الى أن قال :
أين الملوك ذوي التيجان من يمن
|
|
وأين منهم أكاليل وتيجان
|
واين ماشاده شداد من أرم
|
|
وأين ما ساسه في الفرس ساسان
|
وأين ما حازه قارون من ذهب
|
|
وأين عاد وشداد وقحطان
|
أتى على الكل أمر لا مرد له
|
|
حتى مضوا فكأن الكل ما كانوا
|
وصار ما كان من ملك
|
|
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
|
ومن ملك دار الزمان على دارا وقاتله
|
|
وأم كسرى فما آواه أيوان
|
كأنما الصعب ام يسهل له سبب
|
|
يوماً ولم يملك الدنيا سليمان
|
فجائع الدهر أنواع منوعة
|
|
وللزمان مسرات وأحزان
|
وللمصائب سلوان بهولتها
|
|
وما لما حل بالاسلام سلوان
|
دهى الجزيرة خطب لا عزاء له
|
|
هوى له أحد وانهل ثهلان
|
أصابها العين في الاسلام فامتحنت
|
|
حتى خلت منه أقطار وبلدان
|
فسل بلنسية ماشان مرسية
|
|
وأين قرطبة أم أين جيان
|
ثم أخذ في ذكر البلاد المنهوبة
حتى قال :
بتكى حنفية البيضاء من أسف
|
|
كما بكى لفراق الالف هيمان
|
مضى المحاريب تبكي وهي جامده
|
|
حتى المنابر تبكي وهي عيدان
|
على ديار من الاسلام خالية
|
|
قد اقفرت ولها بالكفر عمدان
|