من راحلته [ فوسدته ] (۱) ذراعي وناقتانا (٢) مقترنان لا يفترقان ، فنكون كذلك الليلتين والثلاثة ، وان ابني يصنع هذا ـ على ما ترى من حداثة سنه ـ كما كنتُ أصنع .
قال : قلت : يا مولاي ، زدني ؟ قال : إن أبي كان يأتمني على كتب رسول الله صلىاللهعليهوآله بخط علي بن أبي طالب ، وإني لا تتمن ابني هذا عليه ، فهي عنده اليوم .
قال : قلت : يا مولاي ، زدني ؟ قال : عليه ، فهو مولاك وامامك من بعدي ، لا يدعيها فيما بيني وبينه أحد إلا كان مفترياً ، يا فلان ، إن أخذ الناس يميناً وشمالاً فَخُذْ معه فانه مولاك وصاحبك ، أما أنه لم يؤذن لي في أوّل ما كان منك ، قال : فقمت إليه ، فأخذت بيده فقبلتها ، وقبلت رأسه ، وسَلَّمتُ عليه ، وقلتُ : ( أشهد أنك مولاي وإمامي ، قال : فقال لي : أجل ، صَدَقت وأصَبْتَ ، وقد وقفت (٣) أما أنه لم يُؤذن لي في أول ما كان منك .
قال : قلت له : بأبي أنت وأمي ، أخبر بهذا ؟ قال : نعم ، فأخبر به من تثق به ، وأخبر به فلاناً وفلاناً ـ رجلين من أهل الكوفة ـ وارفق بالناس ، لا تلقين (٤) بينهم أذى .
قال : فقمت ، فأتيتُ فلاناً وفلاناً وهما في الرحل ، فأخبرتهما الخبر ، وأما فلان فَسَلَّمَ وقال : ( سَلَّمتُ ورضيتُ ) ، وأما فلانٌ فَشَقَّ جَيبه
__________________
(١) كذا في رواية الكشي ، وكان في كتابنا : ( ثم وسدني ) .
(٢) كذا الصحيح ، وكان في الكتاب : ( وناقتان ) .
(٣) كذا في كتابنا ، ولعله مصحف ، وفقت ) .
(٤) هذا هو الظاهر المناسب لمعنى الجملة ، والكلمة رسمت في الكتاب هكذا : ولا تلتون ) .