ما سمعت من هذه الرواية والدلائل والبراهين ، وإذا صدقنا فما رأينا لأبي جعفر ، ولا الجعفر ، ولا سمعنا بدليل ولا برهان ولا معجز ولا حقيقة إلا لأبي محمد ، بعد أبي الحسن عليهمالسلام ، وإنا لنعلم أن المهدي سمي جده وكنيه ، رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وَلَد الحسن ، من نرجس ولقد عرفنا يوم مولده .
فقلت لهما : في أي يوم الموند ؟ وفي أي شهر ؟ وفي أي سنة ؟ فقالا : كان المولود ( كذا ) وقت طلوع الفجر ، في يوم الجمعة ، لثمان ليال خلون من شعبان ، من سنة سبع وخمسين ومائتين .
فقلت لهما : قد قلتها الحق ، وعلمتها صحنة المولود ( كذا ) فمن قبله ؟ قالا : أبو محمد ، أبوه ، وكفيله حكيمة ابنة ابي الحسن ، وهي العمة .
فقلت : حقاً ، فلم حاججتماني ، وأنتما تعلمان أنه باطل ؟ .
(هـ) قال الحسين بن حمدان : ثم ظهرت على أنهما كانا والقزويني يأخذون اموالاً من مال جعفر ويأكلونها ، وجعفر يخافهم أن يقول فيهم قولاً إلا أنه كان يلعنهما عند من يثق به ويقول : ( إنهم يأكلون مالي (١) .
وقال الحسين بن حمدان : حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح البلخي : أنه كتب إلى جعفر الكذاب : لقيت أبا الحسن ابن بابويه ، وأبا عبدالله الجمال ، وأبو ( كذا ) علي الصائغ ، وغيرهم ، فقالوا : إن أبا جعفر أوصى إلى أخيه جعفر ، وأبو محمد لم يكن إماماً .
فقال جعفر : لعن الله الحسن ( كذا ( ابن بابويه وأصحابه ، فانهم يكذبون علي ويقولون ما لم أقل ، ويخدعون الناس ، ويأكلون أموالي ، وقد اقتطعوا مالاً كان لي في ناحية ، فصار في أيديهم ، وهيهنا من هو أشر من ابن بابويه .
فقلت : من ؟ جعلت فداك ؟ فقال : القزويني علي بن أحمد . فقلت :
__________________
(١) الهداية للخصيبي ( الورقة ٩٦ ) .