٨ ـ آثاره : رواياته وكتبه :
إن المرء مهما بلغ من ذكراً ، وخَلَّفَ لما ، بعد موته أثراً يُذكر به ، من عمل صالح يُسْتَن به ، أو ولد خير يدعو له ، أو صدقة جارية من بعده تستدعي له الرحمة كما جاء في الحديث الشريف ، الذي رواه شيخنا أبو الحسن عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال :
ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال :
صدقة أجراها في حياته ، فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة ، صدقة موقوفة لا تورث .
أو سنة هدى سنها ، وكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره .
أو ولد صالح يستغفر له (١) .
وقد كان لشيخنا أبي الحسن كل هذه الثلاث :
أما العمل الصالح ، فالعلم الذي قضى عمره فيه بالتحصيل والبث والنشر وما قام به من أمر الفقه ، والفتوى ، والعقيدة ، إنها خير عمل وأصلحه ، بقي الشيخ حياً به ، حتى أصبح ما يفتي به بمنزلة و النص ، وتلك مرتبة لا تنال .
وأما الولد الصالح ، فقد عرفنا أنه خَلَّف من بعده ذرية خياراً مباركين ،
__________________
(۱) رواه ابنه أبو جعفر الصدوق في الخصال ، راجع بحار الأنوار (ج ١ ص ٢٩٣) .