رواه المؤلف مسنداً ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المهدي من تكون له غيبة وحيرة (١) .
وفي رواية عن الأصبغ ، عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام قال : من تكون له حيرة وغيبة (٢) .
لكن شيخنا أبا الحسن لم يدخل في بحث الغيبة مباشرة ، وإنما عرضها في إطار بحثه عن الإمامة ، لأن الغيبة تعتبر من المشاكل المطروحة على ساحة الإمامة ، وتشكل حلقة من حلقاتها ، ولذا نرى أن الكتاب يحمل عنواني الإمامة والغيبة معاً .
أما مقدار ما يبحث فيه عن الإمامة ، فهو ما يرتبط بالغيبة من شؤونها وبحوثها ، لا أصل الإمامة ولا بحوثها الخلافية المشتبكة ، ولذا فأن وجهة الكلام في الكتاب مع الذين يعتقدون بالإمامة كأصل للمذهب ، وإنما يفترقون في شخص كل إمام بعد إمام ، وهذا المعنى ظاهر من عناوين الأبواب التي عقدها في الكتاب ، وهي كالآتي :
الباب الأول : الوصية من لدن آدم عليهالسلام .
الباب الثاني : أن الأرض لا تخلو من حجة .
الباب الثالث : أن الإمامة عهد من الله ،
الباب الرابع : أن الله خص آل محمد بالإمامة .
والخط العام في هذه الأبواب هو اتصال سلسلة الإمامة من لدن آدم عليهالسلام ، وبما أن الأرض لا تخلو من إمام ، فالإمام لا بد منه إن حاضراً أو غائباً ، وبما أن الإمامة في الإسلام لا بد أن تكون في آل محمد حسب النصوص
__________________
(۱) کمال الدين ( ص ٢۸٧ ) وكفاية الأثر ( ص ٦٦ ) .
(٢) الكافي ـ الأصول ـ ( ج ۱ ص ٣٣۸ ) .