القرن الرابع الهجري ، وكان ـ بحق ـ حلقة وصل بين العدد الكبير من المشايخ الذين لقيهم وحمل عنهم ، وبين العدد الكبير أيضاً من الرواة الذين أخذوا منه العلم والحديث .
وأمره أشهر من أن يذكر ، وقد قام ثلة من الأفاضل بتوفية الحق بما يرتبط بترجمته ، أوسعهم العلامة المجاهد الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي رحمة الله عليه في مقدمة كتاب « معاني الأخبار » (۱) ومما ذكر فيها أنه ألف رسالة في ترجمة الشيخ الصدوق سماها و قضاء الحقوق في ترجمة الشيخ الصدوق ، وعد فيها الإستيفاء والإستقصاء .
وقد كان الشيخ الصدوق يذكر حديث ولادته التي تمت بمعونة الغيب قال النجاشي : كان أبو عبد الله ، الحسين بن عبيد الله ، يقول : سمعت أبا جعفر ( الصدوق ) يقول : « إني ولدت بدعوة صاحب الأمر عليهالسلام » ، ويفتخر بذلك (٢) .
وكان الصدوق يقول : كان أبو جعفر ، محمد بن علي الأسود ، كثيراً ما يقول لي ـ إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه ، وأرغب في كتب العلم وحفظه ـ : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم ، وأنت ولدت بدعاء الإمام عليهالسلام (٣) .
٢ ـ وأما إبنه الحسين ، فهو أبو عبد الله القمي (٤) وثقه النجاشي وقال : يروي عن أبيه إجازة ، له كتب منها : كتاب التوحيد ، وكتاب نفي التشبيه ، وكتاب عمله للصاحب إسماعيل بن عباد (٥) . وكان الصاحب يعظمه ويرفع
__________________
(١) المطبوع بطهران سنة ( ۱٣٧٩ ) منشورات مكتبة الصدوق .
(٢) رجال النجاشي ( ص ۱٩۸ ) .
(٣) الغيبة للطوسي ( ١٩٥ ) .
(٤) لاحظ ترجمته المفصلة في رياض التعليماء ( ج ص ١٤٨ ـ ١٥٠ ) .
(٥) رجال النجاشي ( ص ٥٠ ) ورجال الطوسي ( ص ٤٦٦ ) وتوابع الرواة ( ص ١١٥ ) .