أيوب ، عن أبي جعفر الضرير ، عن أبيه ، قال : كنتُ . عليهالسلام ، وعنده اسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض ؟ فأجابني فيها ، فقال له اسماعيل : يا أبه ، إنك لم تفهم . ما قال لك ! قال : فشق ذلك علي ، لأنّا كُنَّا يومئذ نأتم به بعد أبيه ، فقال : إني كثيراً ما أقول لك : ( الزمني وخُذْ مني ، فلا تفعل ! قال : فطفق إسماعيل وخرج ، ودارت بي الأرض ، فقلت : إمام يقول لأبيه : « إنك لم تفهم ، ويقول له أبوه : ( إنّي كثيراً ما أقول لك أن تقعد عندي وتأخذ مني ، فلا تفعل » .
قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك ؟ إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه علم منها مثل الذي علمته من أبيك ، حين كنت مثله ؟! .
قال : فقال : إنَّ اسماعيل ليس مني كأنا من أبي . قال : قلت له : إنا لله وإنا اليه راجعون ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، فَمَنْ بعدك ؟ بأبي أنت وأمي ، فقد كانت في يدي بقية من نفسي ، وقد كبرت سني ورق عظمي وجاء أجلي ، وأنا أ ا أخاف أن أبقى بعدك !
__________________
بقول المؤلف في سندها : و أبيه ، الراوي عن الإمام هو الفيض بن المختار ، كما ان المراد من ابنه ( أبي جعفر الضرير ) هو محمد بن الفيض بن المختار وإلا لزم افتراض سقوط اسمه من هذا السند ، أو أن الراوي افتعل الحديث لنفسه ، ويؤيد ذلك انا نجد رواية محمد عن ابيه الفيض ( انظر امالي الصدوق المجلس ٧٤ ص ٣٩٩ ح (١٣) والإقبال لابن طاووس ص ۱۰ ) وذكره الشيخ الطوسي في الرجال ( ص ٢٩۸ رقم ٢۸٧ حسب النسخة المصححة ) بينما لم نجد للفيض ابنا آخر يروى عنه في أي مورد ! وعلى ذلك نحتمل أن يكون فيها ذكره النجاشي من أن الفيض يروي كتابه ابنه جعفر ، تصحيفاً صوابه : و ابنه أبو جعفر ، والمراد به : محمد بن الفيض ( أبو جعفر الضرير ) هذا ، وقد يقرب هذا الرأي بأن المسمى بمحمد ، يكنى ـ عادة – بأبي جعفر .