وصرّح بذلك جماعة من متأخّري المتأخّرين.
____________________________________
والثاني : إنّه طاهر ، لأنّ الأصل في الماء الطهارة.
ويضعّف بأنّ ملاقاة النجاسة رفعت هذا الأصل ، لأنّ ملاقاتها سبب لتنجيس ما يلاقيه ، إلى أن قال :
ومنها : مسألة الصيد الواقع في الماء القليل بعد رميه بما يمكن استناد موته به ، واشتبه استناد الموت إلى الماء أو الجرح ، فإنّ الأصل طهارة الماء وتحريم الصيد ، والأصلان متنافيان فالعمل بهما مشكل ، وكذلك ترجيح أحد الأصلين من غير مرجّح.
ومنها : إذا وقع في الماء القليل روثة وشكّ في أنّها من مأكول اللحم أو غيره ، أو مات فيه حيوان وشكّ في أنّه هل هو ذو نفس سائلة أم لا؟ وفيه وجهان :
أحدهما : أنّه نجس ، لأنّ الأصل في الميتات النجاسة.
والثاني : أنّه طاهر ، لأنّ الأصل في الماء الطهارة.
ومنها : إذا وقع الذباب على نجاسة رطبة ثمّ سقط بالقرب على ثوب ، وشكّ في جفاف النجاسة ، ففيه وجهان :
أحدهما : أنّه ينجس ، لأنّ الأصل بقاء الرطوبة.
والثاني : لا ، لأنّ الأصل طهارة الثوب ، ويمكن أن يدفع الأصل الأوّل الثاني لأنّه طارئ عليه ما ينافيه ، وهو الوجه.
ومنها : لو تيقّن الطهارة والحدث في وقت سابق وشكّ في اللاحق منهما للآخر ، فإنّ استصحاب حكم كلّ واحد منهما يوجب اجتماع النقيضين ولا ترجيح. وفي المسألة أوجه وفي تحقيقها طول.
ومنها : العبد الآبق المنقطع خبره هل تجب فطرته؟ فيه وجهان : أصحّها الوجوب ، لأصالة بقاء حياته ، ووجه العدم أنّ الأصل بقاء الكفّارة إلى أن تتحقّق البراءة بحياته». انتهى ما ذكره التنكابني عن الشهيد الثاني.
وصرّح بذلك أي : بالترجيح مع وجود المرجّح وخروج الوجهين مع عدمه جماعة من متأخّري المتأخّرين كصاحب الضوابط والقوانين والإشارات وغيرهم على ما في التنكابني.