رسول الله مائة درع ، وخرج معه إلى حنين. وكان عثمان بن أبي طلحة من بني عبد الدار من حملة لواء المشركين المقتولين في احد بيد حمزة أو علي عليهماالسلام ، فتعاهد ابنه شيبة مع صفوان أن إذا دارت الدائرة على رسول الله أن ينقلبا عليه فينتقما منه (١).
ويبدو أن شيبة بادر لذلك في هذه الفترة كما في الخبر عنه قال : ما كان أحد أبغض إليّ من محمد فقد قتل منّا ثمانية حملة اللواء في احد ، فكنت اتمنّى قتله حتى فتح مكة فأيست من ذلك وقلت في نفسي : قد دخلت العرب في دينه فمتى أدرك منه ثاري! حتى اجتمعت هوازن في حنين ، فقصدتهم لآخذ منه غرّة فأقتله! فلما انهزم الناس وبقي محمد والنفر الذين بقوا معه جئت من ورائه ورفعت السيف وكدت اخبطه وإذا بشيء قد غشي فؤادي فلم اطق ذلك! فعلمت أنه ممنوع منه. ثم التفت إلي محمد فقال لي : ادن يا شيبة وقاتل ، فدنوت منه فوضع يده على صدري فأحببته وتقدّمت وقاتلت بين يديه. وحدّثني بما كنت زوّرته في نفسي ، فقلت : ما اطّلع على هذا إلّا الله ، فأسلمت (٢).
وكان صفوان مع شيبة خلف النبيّ صلىاللهعليهوآله (٣) لكنه هو أيضا أعرض عما تعاهد عليه مع شيبة من قتله صلىاللهعليهوآله ، فصاح به أخوه لامّه كلدة بن الحنبل : ألا بطل السحر اليوم! فصاح به صفوان : اسكت فضّ الله فاك! فو الله لئن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن (٤).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٩٠٩.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٩٠٩ ، ٩١٠ وإعلام الورى ١ : ٢٣١ نحوه ، ومجمع البيان ٥ : ٣٠ عن الزهري قريبا منه. وفي الخرائج والجرائح ١ : ١١٧ ، الحديث ١٩٤.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٩٠٩.
(٤) سيرة ابن هشام ٤ : ٨٦ ونقله الطبرسي في إعلام الورى بلا إسناد ١ : ٢٣٠. ويربّني : أي يكون ربّا لي أي ملكا عليّ.