يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله؟! وهو صاحب ما هو صاحبه (يقصد مواقفه المشهورة). قال الفضل ابنه : فقلت له : نقّص قولك لابن أخيك يا أبه. فقال : وما ذاك يا فضل؟ فقلت له : أما تراه في الرعيل الأول؟! أما تراه في رهج الغبار؟! فقال : يا بنيّ أشعره لي. فقلت له : هو ذو البردة ذو كذا وكذا (حتى عرفه) فقال : فما تلك البرقة؟ قلت سيفه يزيّل به بين الأقران! فقال : برّ بن برّ! فداه عمّ وخال! (١).
وفي تفسير القمي : وأخذ العباس بلجام بغلة النبيّ عن يمينه ، وأبو سفيان بن الحارث عن يساره ، وقد شهر رسول الله سيفه. ثم رفع يده وقال : اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان!
فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام فقال له : يا رسول الله دعوت بما دعا به موسى حين فلق الله له البحر ونجّاه من فرعون (٢) ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد! (٣). اللهم انّي انشدك ما وعدتني ، اللهم لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا (٤).
محاولة قتل الرسول صلىاللهعليهوآله :
وكان من قتلى شيوخ قريش ببدر أبو صفوان أميّة بن خلف الجمحي ، فبذل ابنه صفوان الأموال لقتل الرسول قبل فتح مكة ، ولذلك كان ممن أهدر الرسول دمه في فتحه مكة ، ثم استؤمن له فأمّنه ، واستمهله للإسلام فأمهله أربعة أشهر ، فأعار
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٥٧٤ ، الحديث ١١٨٧.
(٢) وفي مغازي الواقدي ٢ : ٩٠١.
(٣) تفسير القمي ١ : ٢٨٧.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٨٩٩ وإعلام الورى ١ : ٢٣٢.