وروى الطبرسي في «إعلام الورى» أن العباس بن عبد المطّلب تلقّى رسول الله في موضع يدعى : نيق العقاب ، ورسول الله في قبّته (خيمته) وعلى حرسه يومئذ زياد بن اسيد ، ومع العباس ابن أخيه أبو سفيان بن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أميّة. فاستقبلهم زياد فقال : أما أنت يا أبا الفضل فامض إلى القبّة ، وأمّا أنتما فارجعا. فمضى العباس حتى دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فسلّم عليه وقال : بأبي أنت وأمي ، هذا ابن عمك قد جاء تائبا ، وابن عمتك. قال : لا حاجة لي فيهما ، إن ابن عمّي انتهك عرضي ، وأما ابن عمتي فهو الذي يقول لي بمكة : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً)(١).
فلما خرج العباس كلّمته أمّ سلمة فقالت : بأبي أنت وأمي ، ابن عمك قد جاء تائبا ، فلا يكون أشقى الناس بك. وأخي ابن عمتك وصهرك فلا يكوننّ شقيا بك (٢) ولخبره صلة بعد الفتح.
وفي قديد عقد الألوية :
روى الواقدي بسنده عن عبّاس بن مرداس السّلمي قال : هبط رسول الله صلىاللهعليهوآله من ثنيّة المشلّل (٣) في آلة الحرب ، ونحن علينا الحديد .. واصطففنا له (٤).
وكان قد أرسل رسول الله إلى بني سليم : الحجّاج بن علاط السّلمي
__________________
(١) سورة الإسراء : ٩٣.
(٢) إعلام الورى ١ : ٢١٩ ونحوه في مجمع البيان ١٠ : ٨٤٦ ومثله في سيرة ابن هشام ٤ : ٤٢ ، ٤٣. والواقدي في المغازي ٢ : ٨١٠ ، ٨١١ بعد النقل الأول.
(٣) ثنيّة مشرفة على قديد. معجم ما استعجم : ٥٦٠.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٨١٣.