فاستخبره رسول الله عما كان من هرقل ، فأخبره حتى أتى على آخر ذلك. ثم قال : يا رسول الله ، أقبلت من عنده حتى كنت في حسمى فأغار عليّ قوم من جذام فما تركوا معي شيئا .. وذكر خبره للنبيّ ، ثم طلب إليه قتل الهنيد وابنه. فأمر النبيّ بالمسير إليهم ، فخرج لذلك زيد بن حارثة ... في جمادى الآخرة سنة (سبع (١)).
سريّة زيد إلى حسمى :
بعثه رسول الله مع دحية الكلبي في خمسمائة رجل يسيرون الليل ويكمنون النهار ، ومعه دليل من بني عذرة .. فأقبل به دليله العذري من قبل الأولاج (٢) من ناحية حرّة الرّجلاء.
وقد كانت غطفان من جذام ووائل ومن كان معهم من سلامان وسعد بن هذيم ، حين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول الله ، قد توجّهوا إليه حتى نزلوا حرّة الرّجلاء. وكان رفاعة بن زيد مع ناس من بني الضبيب في كراع ربّة (٣) فأغار الدليل بزيد وجيشه على هؤلاء بالماقص من قبل الحرّة (٤) مع الصباح ، على ماشيتهم ونعمهم ، وقتلوا الهنيد وابنه ، وأكثروا فيهم القتل ، وفرّ الرجال ، فسبوا من النساء والصبيان مائة ، وأخذوا من النعم الف بعير ومن الشاء خمسة آلاف شاة (٥) فصار
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٥٥٦ و ٥٥٧ و ٥٥٥ وفيه : سنة ست ، بينما اعزام دحية إلى قيصر الروم في الشام لم يكن في سنة ست بل سبع.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٥٥٧.
(٣) أو رؤيّة كما في الواقدي. والكراع هو الجانب المستطيل من الحرّة ، كما في النهاية ٤ : ١٥.
(٤) سيرة ابن هشام ٤ : ٢٦١.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ٥٥٨.