وروى الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : أفلت فرس لرجل من أهل اليمن ، ومرّ يعدو ، فمرّ برجل فنفحه برجله فقتله. فجاء أولياء المقتول الى الرجل فأخذوه ورفعوه الى علي عليهالسلام ، فأقام صاحب الفرس البيّنة عند علي عليهالسلام أنّ فرسه أفلت من داره ونفح الرجل. فأبطل علي عليهالسلام دم صاحبهم.
فجاء أولياء المقتول من اليمن الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله ، إنّ عليّا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ عليّا عليهالسلام ليس بظلّام ، ولم يخلق للظلم ، إنّ الولاية لعلي من بعدي ، والحكم حكمه ، والقول قوله ، ولا يرد ولايته وقوله وحكمه إلّا كافر ، ولا يرضى ولايته وقوله وحكمه إلّا مؤمن.
فلما سمع اليمانيون قول رسول الله في علي قالوا : يا رسول الله ، رضينا بحكم علي وقوله. فقال رسول الله : هو توبتكم مما قلتم (١).
وفد بني غامد من الأزد :
وحيث كان بعث النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام الى اليمن المرة الثانية في شهر رمضان للعاشرة ، ففي الشهر نفسه قدم وفد غامد من أزد اليمن على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهم عشرة ، فسلّموا عليه وأقرّوا بالإسلام ، وهدوا الى أبي بن كعب فعلّمهم من القرآن ، وكتب لهم رسول الله كتابا فيه شرائع الإسلام ، ولم يرو نصّ الكتاب (٢).
وقد قسّم الجوهري الأزد الى ثلاثة أقسام : بنو نصر بن الأزد ، ولقب نصر شنوءة فهم أزد شنوءة ، ومنهم من سكن الشرارة بأطراف اليمن فسمّوا أزد شرارة.
__________________
(١) فروع الكافي ٧ : ٣٥٢ ب ٤٣ ح ٨ ، والتهذيب ١٠ : ٢٢٨ ب ١٨ ح ٣٣ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ٣٦٢ ح ٥.
(٢) الطبقات الكبرى ١ (القسم الثاني) : ٧٦ و ٧٧ و ١ : ٣٤٥ ، ط. بيروت ، وانظر مكاتيب الرسول ١ : ٣٠٤.