وروى خبر جابر الأنصاري الواحدي وقال : رواه مسلم والبخاري في كتاب الجمعة (١).
ولعلّ هذه القوافل التجارية كانت تحمل معها من الشام شائعات الأخبار عن استحضار الروم وغسّان لغزو المسلمين كما مرّ في خبر عمر ، مما أثار غزوة تبوك.
سورة التغابن :
والسورة التالية في النزول حسب الخبر المعتمد (٢) سورة التغابن.
والآية الرابعة عشرة فيها قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وفي رواية أبي الجارود عن الباقر عليهالسلام قال : ذلك ان الرجل كان اذا أراد الهجرة الى رسول الله صلىاللهعليهوآله تعلّق به ابنه وامرأته وقالوا : ننشدك الله أن تذهب عنا وتدعنا فنضيع بعدك ، فمنهم من يطيع اهله فيقيم فحذّرهم الله أبناءهم ونهاهم عن طاعتهم ، ومنهم من يمضي ويذرهم ويقول : أمّا والله لئن لم تهاجروا معي ثم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة فلا أنفعكم بشيء أبدا فلما جمع الله بينه وبينهم أمره الله أن يوفي ويحسن ويصلهم فقال : (... وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٣).
__________________
ـ منهم الى اربعين رجلا ومن الغريب في الخبر عن دحية : أن ذلك كان منه قبل أن يسلم! بينما كان دحية من المسلمين الأوائل من الخزرج ، أفهل كان كافرا الى ما بعد أوائل التاسعة للهجرة؟! ولم يعلّق عليه الطبرسي ولا الطباطبائي.
(١) أسباب النزول للواحدي : ٣٥٩ ، ٣٦٠.
(٢) التمهيد ١ : ١٠٧.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٣٧٢ ورواه السيوطي في الدر المنثور بعدة طرق عن ابن عباس.